ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه في الآونة الأخيرة خرج إلينا كتاب منسوب لمحمد أمين شيخو(1)، جمعه عبد القادر يحيى الشهير بالديراني ، وأسماه ( تأويل جزء عمَّ ) حوى هذا الكتاب على أغلاط وأخطاء كثيرة ومثيرة ، يغلب عليه التأويل الرمزي، يخالف فيه الأحكام الشرعية والمصطلحات ، ويخالف قواعد اللغة العربية، ومناهج المفسرين وضوابط التفسير .
هؤلاء الناس يحذرون أيضاً من كلمة ( التفسير ) ويتعجبون من الذي أدخل في عقول المفسرين كلمة ( التفسير ) لأن هذا يناقض قول رسول الله
حينما دعا لابن عباس رضي الله عنهما : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل .
ويقولون :
حذار من التفسير لأنه يعني أن القرآن غامض مبهم، فكلمة فسّر معناها اللغوي كان مبهماً غامضاً فوضحه وأبانه ، والقرآن ليس بمبهم ولا غامض، بل ظاهر بين .
ويقولون : التفسير فقط للكافرين لأنه من الرواية والروايات مبنية على الدسوس، أما التأويل فللمؤمنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ
محمد أمين شيخو ( 1890م ـ 1964م ) : عاش طفولته يتيماً ، فتولت الحكومة العثمانية تربيته ، فدرس على نفقة الحكومة العثمانية ، إلى أن تخرج ضابطاً من الأكاديمية العسكرية التركية ، وعمل كضابط شرطة للعثمانيين، وبعد خروج العثمانيين من سوريا ودخول المستعمر الفرنسي ، عمل ضابطاً عند الفرنسيين ، وعند جلاء الفرنسيين عن سوريا ترك محمد أمين السلك العسكري ، وأصبح يهتم بشكل أساسي بالأمور الدينية ، لم يكتب لأفكاره الانتشار إلا بعد وفاته ، حيث قام بصياغتها وإظهارها كل من : عبد الهادي الباني ، وعبد القادر الديراني ، اللذين كانا تلميذين لمحمد أمين شيخو .اهـ
انظر : أهكذا يكون فهم الإسلام ،دراسة علمية نقدية لأهم أفكار محمد أمين شيخو على ضوء العلم والقرآن ، أحمد إسماعيل راغب ، دار العصماء ، دمشق ، الطبعة الأولى 1423هـ 2002م:8.