بين السورين كن أول من يقيّم
الاستاذ زهير وانت بالف خير تحياتي القلبية ساقوم هذا المساء بتعديلها ان شاء الله و تاليا الجزء المتبقي من المقال تحياتي للاستاذ أحمد إيبش و لجميع سراة الوراق
القطاع الغربي:
لسوء الحظ فإن هذا القطاع من باب النصر القريب من القلعة وهو تقريباً قرب مدخل سوق الحميدية الحالي حتى باب الجابية قد انمحت كل ملامحه بعد القصف الفرنسي سنة 1925 م,لذلك تبقى النصوص التالية هي الشاهد الوحيد على وجود ما بين السورين:
ـ ابن الجزري يذكر في كتابه غاية النهاية في طبقات القراء أنه ولد في القصاعين بين السورين والقصاعين هي منطقة بجنوب غرب المدينة بين باب الجابية وباب الصغير.10
ـ الأربلي يذكر حماماً في باب الجابية بين السورين.11
ـ ابن طولون يذكر سنة 910 هـ 1504 م جريمة وقعت بين السورين بباب الجابية. 12
إن تأكيد هذه النصوص المبعثرة في صفحات الكتب يثير استغراباً خاصة أننا نرى صمتاً عند مؤرخين آخرين وهذه النصوص ترد عَرَضاً في سياق الحوادث لكن مع ذلك تؤكد وجود ما نبحث عنه.
والقلائل الذين تصدوا لهذا الأمر باختصار لم يعطوا جواباً حاسماً للمسألة:
ـ المنجد رفض الأمر في كتابه "دمشق القديمة" واعتبر سبب قول الرحالة الأوروبيين بازدواج السور هو بوابات الباشورات.ليعود بكتابه خطط دمشق القديمة مقراً به.13
ـ أحمد غسان سبانو في كتابه "مكتشفات مثيرة" حول دمشق يرجع أصل التسمية لسور آرامي وآخر روماني!!!14
ـ قتيبة الشهابي في كتاب أبواب دمشق يكرر رأي المنجد حول بوابات الباشورات.15
ـ ولزينغر و واتزينغر ذكر عند الحديث عن واجهة السنانية قرب باب الجابية أن السبب هو تجنب الاصطدام بسور المدينة القديم المزدوج.16
إن أغلبية النصوص تعود للعهد المملوكي وبالتالي فإن الربط مع فصيل العادل / جدار قبل السور / الذي بناه سنة 559 هـ / 1163 م17 يصبح من الصعوبة بمكان مع غياب هذا التعبير عن مؤرخي هذه الفترة.. ونرى أن ظهوره يترافق مع محاولات جرت في العهد المملوكي لإدماج الأحياء التي خارج السور خاصة الجنوبية مع النظام الدفاعي المدينة كما في عام 903 هـ / 1497 م18 حيث نرى أخباراً لبناء سور في منطقة الميدان الحالية ولعل باب سريجة, بوابة الله19 هي بقايا تلك المحاولات.
فهل نستطيع القول بأننا وجدنا ضالتنا؟!! أكيد لا و ما حاولنا تقديمه ليس سوى فرض يضاف لغيره من الفرضيات.
الحواشي:
1 ـ زيادة، 1969، ص 93.
2- D'Arvienx. Mémoire: éd: Antoine Aledelnour: P. 25-27.
3- Souvaget, 1932, p. 39.
4- REP, Tom XI/2. Nº 4197. P 131.
5 ـ البيطار، 1952، ص 192 ـ 196.
6- REP, Tom XI/2. Nº 4223. P. 149.
7 ـ شيفدن، 1980،ص 169. على الرغم من وجود الكتابة بحالة واضحة من التغيير فإن شيفدن الأول الذي تكلم عنها حيث عمد الصالح أيوب لتغيير لقب عمه عماد الدين إلى نجم الدين وكنيته من أبو الفداء إسماعيل إلى أيوب بن الملك الكامل.
الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل استولى على السلطة بمصر أولاً من أخيه ثم توسع للشام حيث أخذ دمشق من عمه كانت وفاته خلال الحملة الصليبية 7 على مصر.
الصالح عماد الدين إسماعيل ابن الملك العادل استولى على دمشق عدة مرات خلال الصراع الأيوبي خاصة مع الصالح نجم الدين ابن أخيه قتل بمصر.
8 ـ العادل: أخ صلاح الدين مؤسس السلالة الأيوبية تولى الحكم بعد أن فاز بالنهاية على أولاد أخيه (534 ـ 613 هـ / 1139 ـ 1218 م) توفي بدمشق وقبره بالمدرسة العادلية.
9 ـ المرة الثالثة كانت الأطول من 637 ـ 634 هـ / 1239 ـ 1245 م حيث حاول بعدها الاستيلاء على دمشق للمرة الرابعة لكنه يفشل (ابن كثير، البداية والنهاية، مج 13، ص 153 ـ 167).
10 ـ ابن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء، ج1، ص 247 وحول القصاعين, قتيبة الشهابي، معجم دمشق التاريخي، ج2، ص 173.
11 ـ نقلاً عن المنجد، 1948، ص 199.
12 ـ ابن طولون: مفاكهة الخلان في حوادث الزمان، ج1، ص 286.
13 ـ المنجد، 1948، ص 64 ـ 65، 1945، ص 18.
الباشورة: سويقة تمتد أمام كل باب تقريباً من أبواب دمشق تتكون من محلات، حمام و مخبز، راجع ابن كنان، المواكب الشامية، ص 215.
14 ـ سبانو، 1995، ص 321 ـ 333.
15 ـ الشهابي، 1996، ص 67 ـ 68.
16 ـ ولزينغر و واتزينغر ، 1984، ص 155 ـ 156 وهما باحثان أثريان ألمانيان أول من درس دمشق دراسة أثرية سنة 1924 ونستخدم نحن الترجمة العربية.
17 ـ ابن واصل، مفرج الكروب، ج3، ص 141.
18 ـ ابن طولون، مفاكهة الخلان، ج1، ص 188 ـ 282.
19 ـ بوابة الله هي النهاية الجنوبية لحي الميدان جنوب مدينة دمشق.
باب سريجة هي تقع إلى الغرب من باب الجابية لا بدّ أن تسميته ترتبط بباب وجد في المنطقة.
المصادر:
ـ ابن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء، تح:برجسترسر، القاهرة، 1933.
ـ ابن طولون، مفاكهة الخلان في حوادث الزمان، تح محمد مصطفى، وزارة الثقافة، القاهرة 1962.
- ابن كنان، المواكب الشامية,تح حكمت إسماعيل, وزارة الثقافة, دمشق,1992.
ـ ابن واصل، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، دار القلم، القاهرة، 1953-1977.
المراجع:
ـ البيطار، حسان: الكتابة التاريخية لباب الفراديس الحوليات الأثرية السورية، مج2، 1952، ص 192 -196.
ـ زيادة، نقولا: دمشق في عصر المماليك، مكتبة لبنان، بيروت، 1969.
ـ سبانو، أحمد: مكتشفات منيرة، دار قتيبة، دمشق، 1995.
ـ الشهابي، قتيبة, أبواب دمشق، وزارة الثقافة، دمشق، 1996.
ـ الشهابي، قتيبة, معجم دمشق التاريخي، وزارة الثقافة، دمشق، 1998.
ـ شيفدن، بول: أهمية تقديم الصور كدليل هام لدراسة تاريخ سور دمشق، أسبوع الآثار حول دمشق من 26 ـ 30 نيسان 1988.
- المنجد, صلاح الدين,دمشق القديمة,دمشق ,1945
- المنجد .صلاح الدين,خطط دمشق, المطبعة الكاثوليكية,بيروت. 1949
ـ ولزينغر و واتزينغر الآثار الإسلامية في مدينة دمشق، ترجمة قاسم طوير، وزارة الثقافة، دمشق، 1984.
-D'Arvienx. Mémoire: éd: Antoine Aledelnour,dar Lahed Khater ,Beyrouth ,1982.
-Sauvaget .J, Les monuments historique de Damas, Beyrouth ,1932.
-Répertoire Chronologique d’Epigraphe Arabe, IFAD, Le Caire, 1931-1964. |