دولة الإمارات العربية المتحدة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كلية الدراسات الإسلامية والعربية ـ دبي قسم اللغة العربية وآدابها. تقرير لمادة نصوص الأدب الجاهلي. شرح وتحليل أبيات من قصيدة النمر بن تولب (لوحة وصف الطبيعة والراحلة) العام الجامعي: (2007ـ2008م) كاتب التقرير: طماح الذؤابة. السنة الأولى /8 ------------------------------------------------------------------------------------------------------ (المقدمة) اللهم لك الحمد ملؤ ما شئتَ فأنت الكريم وعلى سيدنا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم، وبعد: ففي تقريري هذا أتحدث عن شاعر أسمع به لأول مرة وأحلل أبياتـًا من قصيدته، وسبب اختياري هو أن أزداد ثقافة من خلال تعرّفي على هذه الشخصية عن قرب، وكما زاد تمسُّكي به قلة المصادر والمراجع التي تتحدث عنه ـ كما رأيتُ ـ ، وكما أنه شاعر مخضرم، وقلما يسمع به أحد دون التنقيب عنه، وفي هذا التقرير قمتُ بإيداع السطور بعضـًا من أبياته، وشرحها، والتحدث عنها من خلال القالب الموسيقي قليلا، ولكن هذا كله بعد تعريف بسيط بالشاعر. لا يكاد يخلو بحث أو تقرير من صعوبات قد تواجه الباحث، ومن تلك الصعوبات التي واجهتني قلة المصادر التي تتحدث عنه ، وتكلف الهم حين أفكر بإرضاء القارئ. لن أنسى أيد ساندتني في هذا التقرير سواءً إسداءً لخدمة أم مدًّا بالدعاء؛ لذلك فإني أحمد الله ، وأشكر والدي العزيز الذي تحمل عبء البحث عن الكتب المناسبة. أهدي تقريري هذا إلى كل من أكن لهم الاحترام والتقدير، وكل من وقف معي وحثني لأن أخطو خطواتي في طريق الإبداع والابتكار. والله من وراء القصد يهدي السبيل طماح الذؤابة الجمعة:9/5/2008م ----------------------------------------------------------------------------------------- (نبذة عن الشاعر) (اسمه): هو النمِر بن تـَولـَب بن زهير بن أ ُقـَيش بن كعب بن عوف بن وائل، ويكنى بأبي ربيعة، الذي لم يهجُ أحدًا ولم يمدحْ أحدًا. (مكانته في قومه في الجاهلية) شغل مكانـًا مرموقـًا في قومه، وقد جعلتْ منه حادثة عشقية بطلَ نوادر، وكان في نظر قومه الحاتم ومجنون ليلى في آن واحد، وقد قال أبو خليفة عنه في كتابه: "كان النمر بن تولب جوادًا، وكان شاعرًا فصيحًا جريئـًا على المنطق" ، وكان أبو عمرو بن العلاء يسَمّيه الكيِّس ؛ لحسن شعره، كما كان أجود العرب المذكورين وفرسانها، وقيل إنه أفـتى خلق الله حين قال: أهيمُ بدعدٍ ما حييتُ فإن أمتْ فوا حزنا من ذا يهيمُ بها بعدي (الشاعر المخضرم) هو شاعر مخضرم عاش في الجاهلية ، وأدرك الإسلام وهو كبير، وأسلم وحسن إسلامه، وفد إلى المدينة وأقام بالبصرة، وهو القائل للمصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إنـّا أتـينـاكَ و قـد طـال السفـرْ نقودُ خيْـلا ضُمّـَرًا فيها عسـرْ نطـْعمُها الشـحمَ إذا عزّ الشجـرْ والخيل في إطعامها اللحم ضررْ وقد كتب له الصطفى كتابًا كان فيه:"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لبني زهير، إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، و فارقتم المشركين، وأعطيتم الخـُمس من الغنائم وسهم النبي الصفيّ، فأنتم آمنون بأمان الله و أمان رسوله". (شعره): وصل إلينا من شعره أبيات مبعثرة، وقطعة من الرجز، وقصيدة دُوِّنتْ في وقتٍ متأخر، وثمة قطع شعرية أخرى ليس فيها إشارة إلى الإسلام، تستحضر لمحات أسطورية أو وقائعَ لها صلة بشمالي الجزيرة، وعلى الرغم من وجود من يمدح شعره، إلا أن البعض أخذوا عليه بعض قوله: أبقى الحوادثُ والأيامُ من نمرٍ أسباب سيفٍ قديمٍ إثره بادي وقيل: لما فارق النمر امرأته الأسدية، جزع عليها حتى خيف على عقله، ومكث أيامًا لا يطعم ولا ينام، وعند احتضاره جعل يقول: أصبحتُ لا يحمِل بعضي بعضا أشكو العروق الآبضات أبْضا كمـا تشـكّيَ الأرجّى القرْضا |