البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : التقليم والتطعيم     قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 محمد 
7 - ديسمبر - 2008
قرأت كثيراً في كتب الأدب واللغة ،فوجدت بعض الجمل غير صالحة ، لأنها تبعث الضعف ، وبعضها غير صالح ، لأن العلم الحديث ، أثبت كذبه ، فمثلاً قول بعضهم : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك قول مبهرج لا معنى له ، فليس بصحيح أن السيف إن لم تقطعه قطعك .
وقرأت خطبة لسعيد بن سويد :
( لا يزال الإسلام منيعاً ما اشتدَّ السلطان ، وليست شدة السلطان قتلاً بالسيف ، ولا ضرباً بالسوط ، ولكن قضاء بالحق ، وأخذ بالعدل )
فقلت : هذا قول حق، يصلح لكل زمان ومكان ، ويُعَلَّمٌ لكل ناشئ.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
قانون الحياة    كن أول من يقيّم
 
إن عملية التطعيم و التقليم هي قانون الحياة ،نشذب الشجر لينبت العود الصالح، و نقطع العضو الفاسد في الجسم حتى لا يسري فساده إلى السليم ، و نطعم الشجرة ، لينتج خير الثمار، وأحسن الأزهار ، و لا بد من التنقية و الاختيار.
 
أما اللغة ، فقد جاء الإسلام و رأى أن اللغة الجاهلية لا تكفي ، فنماها من ناحيتين :
1- من ناحية استعمال الكلمات الجاهلية ، في معان جديدة لم تكن تستعمل فيها من قبل كالصلاة و الزكاة و الجهاد و الهجرة و غير ذلك .
2- من ناحية تعريب كلمات من لغات أخرى، كالريبة و هي :مجمع أهل الفسق و الفساد ، وبيوت الخمارين ، و هي تعريب : ميخور ، و كذلك التسخان : قال حمزة الأصفهاني في كتاب الموازنة : التسخان تعريب تشكن ، و هو اسم غطاء من أغطية الرأس ، كان العلماء و الموابذة يأخذونه على رؤوسهم خاصة دون غيرهم ، قال : و جاء ذكر التساخين في الحديث .
إذن لا بد من عملية التقليم و التطعيم ، تقليم معاجمنا و مراجعنا ، و تقليم التفسير لبعض الكلمات بما كان جارياً و معروفاً أيام المعاجم و الكتب القديمة، ثم تغير بتقدم العلوم .
*محمد
7 - ديسمبر - 2008
أخطاء ينبغي أن تباد    كن أول من يقيّم
 
وقد قرأت ذات مرة في كتاب( فتح الباري شرح صحيح البخاري ) لابن حجر وكذلك  في كتاب ( تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي ) للمباركفوري _و هما من مراجعنا المعتبرة في شرح الحديث _ عن الأرنب ، و يقال : إن الأرنب تكون سنة ذكراً و سنة أنثى .
نريد لهذه الأخطاء أن تباد من كتب تراثنا ، التي ملئت من خَرَفات تفسد العقل ؟
وفي تراثنا أيضاً : (القاف :جبل محيط بالأرض أو من زمرد وما من بلد إلا و فيه عرق منه ) ، قال الأصفهاني في مفرداته : و هذا من الإسرائيليات مما لا يصح .
وفيها ما ذكره الفيروز آبادي في قاموسه :
( و الهرمان ، بالضم : العقل ، و بالتحريك :بناآن أزليان بمصر ، بناهما إدريس عليه السلام ، لحفظ العلوم فيهما عن الطوفان ، أو بناء سنان بن المشلشل ، أو بناء الأوائل لما علموا بالطوفان من جهة النجوم ، وفيهما كل طب و سحر و طلسم ) .
وفيها ما ذكره الفيروزآبادي في قاموسه أيضاً :
( أبو عروة : رجل كان يصيح بالأسد  ، فيموت ، فيشق بطنه ، فيوجد قلبه فد زال عن موضعه ، قال النابغة الجعدي :
زجر أبي عروة السباع إذا   =    أشفق أن يختلطن بالغنم
إلى غير ذلك من الهذيان، كل هذا يجب أن يقلم ، و يطعم بدلاً منه ما هو مفيد و نافع.
*محمد
7 - ديسمبر - 2008
الفالوذج والسكباب والكباب     كن أول من يقيّم
 
أما التعريب ، فلقد كان العرب يأكلون الثريد و المضيرة ، ثم صاروا يأكلون الفالوذج و السكباج و الكباب ، فلما أكلوها عربوا أسماءها ، و أدخلوها في لغتهم ، و كانوا يسكنون الخيام  فأصبحوا يسكنون الدور مزينة بالفسيفساء (1) والقاشاني (2)، فلما استعملوها عربوها ، و بعض العلوم ما كانت معروفة عندهم ، ثم عرفوها ،  فواجهوا مصطلحات العلوم من جبر وهندسة و منطق و طب و فلسفة .
 
وليس كل كلمة لا تجدها في القاموس هي غير عربية ، فقد ظن بعض الناس، أن القاموس نص على كل كلمة عربية ، و ما لم يوجد فيه فليس بعربي ، وهذا غير صحيح مطلقاً ، فصاحب القاموس لم يذكر (الرحمن الرحيم ) في مادة » رحم « و قال ، » الشنار: أقبح العيب و العار« و لم يذكر » العار « في مادته ، وقال في أول كتابه:
» الحمد لله منطق البلغاء باللغى في البوادي « و لم يذكر في مادة » لغة « أن تجمع على لغى.
وقال في الخطبة أيضاً : » فصرفت صَوْب هذا القصد عناني « ولم يذكر في مادة » صوب « أن من معانيها الجهة ، هناك كثير من الأمثلة في هذا المضمار .
 
فهل هناك ضير أن نستعمل تعبير ( من جديد ) إ ذا استسغناه و لو لم يرد في المعاجم؟
 
إن اللغة وسيلة للتفاهم ، وكل ما في الأمر أنه لا يصح أن تكون فوضى ، ينطق كل من شاء بما شاء ، و الواجب أن يكون في الأمة متخصصون أحرار، عالمون بالعربية و أسرارها، مطلعون على حاجة الأمة ومطالبها اللغوية، و يوسعون على الناس في كلامهم وفق أسس اللغة ، و هذا عمل المجامع اللغوية ، و هكذا نجد أن اللغة و الأدب ، بحاجة ماسة إلى عمليتي التقليم و التطعيم. 
ــــــــــــ
(1) ـ الفسيفساء : فن زخرفة الجدران والسطوح بقطع صغيرة ملونة من الرخام أو الزجاج أو الأصداف مثبت بعضها إلى جانب بعضها الآخر فوق الجص أو الإسمنت بحيث تتألف منها صور أو رسوم أو أشكال مختلفة.
لقد استخدم هذا الفن المصريون والسومريون في زخرفة المباني، حتى إذا انتقل إلى بلاد اليونان اقتصر استخدامه بادئ الأمر على زخرفة الأرضيات.
وقد اصطنع الرومان مكعبات الزجاج الملون في زخرفة الجدران, على ما نرى في أطلال مدينة بومبيي، ومن ثم ازدهر هذا الفن على أيد البيزنطيين, وعلى أيدي المسلمين من بعدهم، ومن أروع ما وصل إلينا من خوالده في العصر الإسلامي فسيفساء قبة الصخرة في القدس, وفسيفساء المسجد الأموي في دمشق.
 
(2) ـ القاشاني : نوع من الخَزف النقي يُنسب إلى قاشان (كاشان)، المدينة الفارسيّة التي كانت لها سمعتها العالية في هذا المجال، وقد أنتجت قاشان آثاراً من العمارة الإسلاميّة على جانب كبير من الروعة والدقة والذوق، وعُرفت ببلاطاتها الخزفية المربّعة والمسدّسة والمنجّمة.
وفي العراق وتركيا وإيران أيضاً يُطلق اسم «الكاشي» و «القاشي» على البلاطات الخزفية التي تغطي الأبنية كلّها أو جزءً منها من أجل زخرفتها أو حمايتها من الرطوبة؛ تحريفاً لهذا الاسم من لفظة «قاشاني.
*محمد
7 - ديسمبر - 2008
بارك الله فيك، وعيدكم مبارك.    كن أول من يقيّم
 
" وقد قرأت ذات مرة في كتاب( فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر وكذلك  في كتاب ( تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي ) للمباركفوري _و هما من مراجعنا المعتبرة في شرح الحديث _ عن الأرنب ، و يقال : إن الأرنب تكون سنة ذكراً و سنة أنثى ".
...وضَحِكَت الأَرنبُ ضِحْكاً حاضت؛ قال:
وضِحْك الأَرانبِ فَوْقَ الصَّفا،
 
كمثلِ دَمِ الجَوْفِ يوم اللِّقـا
ومن عجب الله في مخلوقاته أن الأرنب تحيض فتلد في هذه السنة ، وفي القابلة : لا تحيض ولا تلد : في سنة تكون أنثى ، وفي سنة أخرى تكون مشابهة الذَّكَر .
 
 
*نريد لهذه الأخطاء أن تباد من كتب تراثنا ، التي ملئت من خَرَفات تفسد العقل ؟
 
لا.....! لم تملأ يا أخ محمد . كما أن الوردة لاتجعل من الصحراء ربيعاً ، 
كذلك الشوكة، لا تجعل من الحديقة صحراء.....
 
*خَرَفات: لِمَ هذه الحركات؟
 
 
والخُرافةُ:(بضم الخاء)، الحديثُ المُسْتَمْلَحُ من الكذِبِ. وقالوا: حديث خُرافةَ، ذكر ابن الكلبي في قولهم حديثُ خُرافة أَنَّ خُرافةَ من بني عُذْرَةَ أَو من جُهَيْنةَ، اخْتَطَفَتْه الجِنُّ ثم رجع إلى قومه فكان يُحَدِّثُ بأَحاديثَ مما رأى يَعْجَبُ منها الناسُ فكذَّبوه فجرى على أَلْسُنِ الناس. وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: وخُرافَةُ حَقٌّ. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: قال لها حَدِّثِيني، قالت: ما أُحَدِّثُكَ حَدِيثَ خُرافةَ، والراء فيه مخففة، ولا تدخله الأَلف واللام لأَنه معرفة إلا أَن يريد به الخُرافاتِ الموضوعةَ من حديث الليل، أَجْرَوْه على كل ما يُكَذِّبُونَه من الأَحاديث، وعلى كل ما يُسْتَمْلَحُ ويُتَعَجَّبُ منه.
 
*فمثلاً قول بعضهم : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك قول مبهرج لا معنى له ، فليس بصحيح أن السيف إن لم تقطعه قطعك...
 
قال أمير المؤمنين الإمام علي ، عليه السلام ، ورضي الله عنه، وكرّم الله وجهه : " إنّ الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العَود"
إذا هبّتْ رياحك فاغتنمْها     فإنّ الخافقاتِ لها سكونُ
وإنْ دَرّتْ نِياقُكَ فاحتلِبْها      فما تدري الفصيلُ لِمن يكون
 
*بناآن : المفرد :بناء ، ثم المثنى ، بزيادة ألف ونون: بِناءان، هكذا.
 
القاف : في الآرامية السريانية : لغة سيدنا المسيح ،عليه السلام،هو الجبل الذي ذكروا وصفه. وأما إذا كان من دون ما ذكروا، فهو ( الطُّور).
إذن ياأخ محمد : الجبل الأقرع في السريانية : الطُّور . أما إذا كان -كما ذكروا- فهو ( القاف).وهكذا ( الهُرمان)في الفارسية :العقل ...ثم (الهَرَمان) : الجبال الضخمة = الهَرَم : الجبل ، والألف والنون للجمع، إذا لم تكن من أصل الكلمة ...وعندنا في العربية : النُّهْيَة/العقل ،النُّهَى: العقول ، ولُب/ ألباب، وحِجى ....، " إنّ ذلك لَقَسَمٌ لِذي حِجْر". الآية.....
هذا، ومعنى حرف القاف في اللسان العربي هو: الرجل المصلح بين القوم ....
وأمّا ( عُروة...) فمِثل ( خُرافة).....
أخي محمد : في سنة 1964 كنتُ طالباً في الصف العاشر في ثانوية المأمون بحلب الشهباء ، وكان أستاذنا الحموي عبد الله علوان ، رحمة الله عليه، قال لنا :"... ومِن الفتن القادمات أنكم ستقرؤون لبعض طلبة العلم منقصات وماهي بمنقصات ، ولكنهم يستعجلون ... وبعد أشهر ، وأنا في مجلس العالم عبد الفتاح ( أبو غدة) ، رحمة الله عليه،وهو يجيب عن أسئلة الحشد الحاضر ، وقف أحدهم ينتقد أبا هريرة ، رضي الله عنه، ... أجابه بهدوء ، ثم نصح له : إذا قرأتَ شيئاً ورأيتَه غريباً ، فاسأل قبل أن تردده وفي المستقبل تكتبه..... وفي الأسبوع القادم حضرتُ درساً للشيخ عبد الله سراج الدين ، رحمه الله،...
لمّا قبّل المصحف ، تطاول عليه غريب ، وقال له : أليس ما فعلته يا شيخي هوالبدعة؟  قال له بصوت خفيض : أولاً لم يكن  هذا المصحف ككتاب في عهد سيدنامحمد ،صلى الله عليه وآله وسلم، وثانياً : لما تسلّمه ذو النورين الخليفة عثمان ،رضي الله عنه، : خرّ لله ساجداً ، ثم قبّله ، ومسح به وجهه وصدره ... وأنت تعلم يابن أخي : عندنا،وعند الألباني ، وعند نسيب الرفاعي ... الحديث صحيح :
 " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي....".
 
أخي الأستاذ محمد:
·                غيرنا ينشر مذهبه بالمال ، ويشتري كلامك بالألماس ، ويقول لطائفته ولمن يغررونه ، ويدفعون له : والفضل ما شهدت به .......
·                هذه نصيحتي لك يا أخي . وأقبّل عينيك راجياً أن تكتب لنا ما ينفعنا ويزيدنا علماً ، وكل عام وأنتم ومن تحبون بألف خير.
*د يحيى
7 - ديسمبر - 2008
خواطر حول إبادة الأخطاء    كن أول من يقيّم
 
كل عام وانتم بخير يا دكتور محمد ، وكذلك الدكتور يحيى ،
أود الحديث عن الأخطاء التي قال عنها أخي ، د. محمد ، أنها يجب أن تباد ، فاتناولها من جهة أخرى :
كان قدماء اليونان يعتقدون أن الضبع خنثى  ، وخلال الزمن ما بين العصر المسيحي الأول إلى نهاية العصور الوسطى ، كان الناس يظنون ان الضباع تغير جنسها سنويا ، وأنها تنبش القبور، لتنهش جثث الموتى . ويبدو أن الدميري في كتابه عن حياة الحيوان قد تاثر عصره بتلك المعلومة ؛ فظنها صحيحة . ولعل التشابه في الأعضاء التناسلية لدى الضباع في برهة نموها أدى إلى ذلك الظن الخاطيء . قال الدميري : " ومن عجيب أمرها ( أي الضبع)، أنها كالأرنب، تكون سنة ذكراً وسنة أنثى فتلقح في حال الذكورة، وتلد في حال الأنوثة، نقله الجاحظ والزمخشري في ربيع الأبرار، والقزويني في عجائب المخلوقات، وفي كتابه مفيد العلوم ومبيد الهموم، وابن الصلاح في رحلته عن ارسطالطاليس وغيرهم..." ( حياة الحيوان الكبرى ) .
إن هذه المعلومة وما يشبهها ،  يمكن اعتبارها معلومة تاريخية تبين ما كان عليه فكر الناس في القديم ، ويصعب أن نجد اليوم من يعتبرها صحيحة ؛ لذا ، فلا أظن أن ضررا ما يقع علينا نتيجة اطلاعنا عليها والإبقاء عليها مدونة كما هي في الكتب القديمة ، أما التنبيه إلى فسادها فأمر مستحب نفهمه الناشئة في بداية تعلمهم .
وكذلك ظن القدماء ، كما نعلم ، ان الأرض ، مثلا ، تستقر على ظهر البهموت او اليهموت ، وهو الحوت الذي سماه بعضهم بلهوثاً أوبلهوثياء ، كما ورد في تفسير الخازن على ما أذكر . وفي مقدمة مقدمة ابن خلدون نجد ذكر اليهموت في قوله : " ...والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد النبي العربي المكتوب في التوراة والإنجيل المنعوت ، الذي تمخض لفصاله الكون قبل أن تتعاقب الآحاد والسبوت ، ويتباينَ زحل واليهموت..." ، ولن نقوم ، بطبيعة الحال ، بإبادة هذه الفقرة من مقدمة ابن خلدون لمجرد ذكر اليهموت الذي كان يُظن ان الأرض عليه ، بل إن ابن خلدون نفسه ربما كان يعلم خطأ تلك المقولة ، ولكنه ربما ذكرها ؛ جريا على عادة من سبقوه .
أما ما ذكره الفيروز آبادي في قاموسه ، فقد ذكرني بشاعرية علي محمود طه الفذة ، وذكرني بقصيدته " الجندول "، ومنها :
قلت والنشوة تسري في لساني= هاجت الذكرى فأين الهرمان
أين وادي السحر صداح المغاني = أين ماء النيل أين الضفتان
آه لو كنت معي نختال عبره = بشراع تسبح الأنجم إثره
حيث يروي الموج في أرخم نبرة = حلم ليل من ليالي كليوباتره
وأنساني جمال هذه الأبيات الشعرية ، في ذات الوقت ، أمر الهرمين ومن بناهما ، إلا ما قالوه : " لحفظ العلوم فيهما عن الطوفان " . هذا القول ، وربما كان منبعه أسطوريا ، جلب انتباهي لما فيه من تقدير للحفاظ على العلوم والتراث الإنساني عموما . ولقد ذكرتني أبيات علي محمود طه بالذي لحنها وغناها ، ألا وهو عبد الوهاب . لقد غنى عبد الوهاب هذا البيت :
ذهبي الشعر شرقي السمات = مرح الأعطاف حلو اللفتات
فمرة قال مغنيا : ذهبي الشِّعر ، ومرة قال : ذهبي الشَّعر . ولا أدري هل كان ذلك منه متعمدا ، أم انه أخطا في الأولى ، ثم عاد ليصيب في الثانية .
بقي أمر أبي عروة :
الليلة البارحة ، أو التي قبلها ، شاهدت على شاشة التلفاز كيف الضجيج يفجر كأسا زجاجية ، فيجعلها تتناثر قطعا صغيرة . وكان الضجيج صادرا من مجموعة من عازفي الموسيقى الأجنبية الحافلة بدقات الطبول وأصوات الغيتارات والآلات الموسيقية النحاسية وغيرها ، والتي يندلع ضجيجها عبر مضخمات الصوت ، التي يستخدمها أولئك العازفون . فما خطر ببالي ساعتها إلا الصيحة التي أخذت ثمود ، ثم النفخ يوم القيامة في الصور.. ولما طالعت موضوعك أيها الأخ العزيز ، عن أبي عروة ، الذي كانت قلوب الأسود تنخلع من مواضعها من صيحته المدوية ؛ قلت في نفسي : ربما كان أبوعروة لا وجود له ، أو كان موجودا فعلا ؛ ولكن تأثير الصياح على الأجسام يبدو لا ريب فيه . ثم خطرت لي الآن وأنا أكتب مشاركتي هذه ما كنا نطالعه من زمان عن صفة مشية مجموعات من الجند كيف تكون عند مرورهم من فوق جسر ؛ حفاظا عليه من الانهيار .
إنني من الذين يفضلون إبقاء الشيء على ما هو عليه مع التنبيه إلى فساده إن وجد ذلك الفساد . وإن كنا مبيدين قولا بين البهتان ، او قصة كاذبة تضر ضررا كبيرا بعقول بعضنا ، فإن الأولى بنا ان نبيد الفهم الخاطيء لذلك القول ، وذلك بالتوعية المستمرة ، والتركيز على الضرر من اين يكون ، وكيف يكون تلافيه . 
وأخيرا ، لن أخفي على أخي العزيز د. محمد كالو أنني أستفيد من مواضيعه عموما فائدة كبيرة ؛ فشكرا له ، ولا اقول ما اقول تحببا ؛ وإنما هي حقيقة لا شك فيها لدي .
وأوجه كلامي الآن لأخي العزيز ، د.يحيى ، الذي أفيد كثيرا من تصحيحه اللغة ، ومن تعليقاته المفيدة الملونة الزاهية ، لأسأله عن قوله :
فمثلاً قول بعضهم : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك قول مبهرج لا معنى له ، فليس بصحيح أن السيف إن لم تقطعه قطعك...
" إن لم تقطعه ، قطعك " ، هل تعود إلى السيف أم إلى الوقت؟ وأين محل البهرجة والتكذيب ؟
ويشتري كلامك بالألماس هل هو الألماس أم الماس ، أم ان الوجهين جائزان؟
 
الذي أعلمه أن هناك شكا في نسبة كثير من الأشعار إلى سيدنا علي (رض) ، فما قولكم دام فضلكم؟
 
مبارك عيدكم ، أعاده الله عليكم وعلى الجميع بالخير والبركة .
*ياسين الشيخ سليمان
9 - ديسمبر - 2008
الوقت -حادّ كالسيف- إن لم تقطعه قطعك    كن أول من يقيّم
 
الوقت -كالسيف - إن لم تقطعه قطعك
أسعد الله أوقات الجميع
كتبتُ هذه المداخلة القصيرة قبل أن أرى مداخلة أستاذي ياسين الشيخ سليمان، فلما أضفتها ضاعت المعلومات ولم تَضَف المداخلة..
 
أقول: فهمت من كلام الأستاذ محمد أن السيف إن لم تقطعه قطعك، رادّاً الضمير إلى السيف! ولو كان هذا المعنى هو المقصود من المثل لكان الاعتراض صحيحاً.
ولكن المثل كما أفهمه على الأقل يعني: أن الوقت حادّ كالسيف، إن لم تقطعه (وتستنفذه بالعمل والاجتهاد) قطَعَكَ وفاتَكَ..
 
بارك الله بعلمكم
وكل عام وأنتم بألف خير
*عمر خلوف
9 - ديسمبر - 2008
بارك الله فيكم : د/ محمد،أستاذ ياسين، د/ عمر.    كن أول من يقيّم
 
أولاً : يا أخي الغالي د/ عمر خلوف : كل عام وأنتم بألف خير ، وعاشت حماه [ لن أضع النقطتين على هذا البلد الذي حماه الله ويحميه وأسأله أن يحميه].
ثانياً : يا أخي الغالي الأستاذ ياسين : كانت مشاركتك مفيدة ، فضلاً عن هذا الأدب الجم. وقد كفاني أمير العروض شرح ( الوقت كالسيف). أما ( ماس) و ( ألماس) فهاهوذا الجواب:

تحقيقات

 
 
44500
‏السنة 133-العدد
2008
اكتوبر
7
‏7 من شوال 1429 هـ
الثلاثاء
 
جريدة الأهرام
 

إهمال‏..‏ أم ماس كهربائي

يرى اللواء محمود مبارز مدير عام مصلحة الدفاع المدني السابق أن المتهم الأول في كل هذه الحرائق التي تحدث هو الإهمال وعدم الالتزام باشتراطات الوقاية من الحريق‏،‏ ويدخل تحت هذا البند الماس الكهربائي ...
"أطلق اليونان على الألماس اسم "أذماس" (باليونانية: αδάμας) والتي تعني "مُحال التطويع" لصلابته. وقد ذكر ابن منظور في لسان العرب عن أصل كلمة ألماس: « معرب أذماس باليونانية وقد حرفوه عند تعريبه بقلب الذال لاما لتقارب صورتهما ومخرجهما».

هذا يعني أنها معرّبة، فلا ضير إن وجدنا اختلافا في طريقة كتابتها.

و قد وردت كلمة الألماس في معجمي الوسيط، و المحيط وكلمة الماس في معجم المحيط و كلمة ألماس في معجم الغني، وكلها تعني نفس الشيء أي حجر شفّاف شديد اللمعان، ذو ألوان، وهو أعظم الحجارة النَّفيسة قيمة، وأشد الأجسام صَلابة، يؤَثِّر في جميعها ولا يؤَثِّر فيه جسم..
بارك الله فيكم و جزاكم خير الجزاء
 المصدر: شبكة الفصيح( التي أثق بها).
 
أما المنسوب إلى أمير المؤمنين، فأنا معك....
 
*د يحيى
9 - ديسمبر - 2008
قواعد في الأخلاق    كن أول من يقيّم
 
قال بعضهم: أوصى ابن عباس بكلماتٍ خير من الخيل الدُّهم ، وقال ‏:‏
"‏لا تكَلَّمن فيما لا يَعنيك حتى تَجِدَ له مَوضِعاً ، ولا تُمارِ سفيهاً ولا حليماً ؛فإنّ الحليم يغلبك ، والسفيهَ يَزدريك ، ولا تَذْكُرَنَّ أخاك إذا توارى عنك إلا بمِثل الذي تحب أن يتكلم فيك إذا تواريت عنه ، واعْمَلْ عَمَلَ مَن يعلم أنه مَجزيٌّ بالإحسان مأخوذٌ بالإجرام‏".
( البداية والنهاية 8/308)
 وهذه الكلمات من ابن عباس، رضي الله عنهما، قواعدُ في الأخلاق وآدابِ الجدال لا تُقدَّر بمال. ‏
 
*د يحيى
9 - ديسمبر - 2008
شكر واعتذار    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذي العزيز أمير العروض ، عمر خلوف ، الذي أفادني كثيرا في علم العروض خاصة ، وفي غيره من العلوم عامة ، لا تفارق خيالي أخلاقه الحسنة إضافة إلى علمه الغزير ، وأسلوب كتابته المتسم بالإيجاز والوضوح ، وكم ترتاح نفسي لمرأى رسمه الكريم في ركن الصور؛ فبارك الله في خلقه وعلمه وأصله الطيب ، وأشكره على إجابته تساؤلي ، وكل عام وهو بألف خير .
أما اخي العزيز ، دكتور يحيى ، فإنني أحس إحساسا صادقا بصدق تدينه وشدة تقواه فوق ما منحه الله تعالى من غزارة في العلم وجودة في الفهم ؛ فهنيئا له ، وليتني مثله ، وأشكره على إجاباته الشكر الجزيل ، كما وأحمد له المواعظ الجليلة التي ينبهنا إليها ؛ فيذكرنا بعظيم قيمتها ، وبجليل فوائدها ، هذا ، غير الفوائد اللغوية العديدة التي يتحفنا بها .
وكذلك أحيي أخانا العزيز دكتور محمد كالو ؛ راجيا له كل خير ، وشاكرا له ما نفيده من بحوثه الهامة ، ومعتذرا إليه لغفلتي عن أنه هو الذي ذكر :" الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " ، حيث ظننت ان الدكتور يحيى هو الذي ذكرها ؛ فوجهت سؤالي عنها إليه . ولو لم أكن غافلا ، لوجهت السؤال  إلى الدكتور محمد ؛ فهو من ذكر المقولة . والذي نبهني من غفلتي مطالعتي مشاركة أستاذي عمر خلوف الذي لم يغفل مثل غفلتي . وشكرا للجميع .
 
*ياسين الشيخ سليمان
9 - ديسمبر - 2008
خرافة حق     كن أول من يقيّم
 
شكراً جزيلاً لكل الإخوة الذين أثروا هذه الصفحة بارك الله فيهم جميعاً كم أستفيد من نقدهم وملاحظاتهم القيمة وخاصة الدكتور يحيى والأستاذ الفاضل ياسين الشيخ سليمان والأستاذ عمر خلوف  
( خَرَف وخرافة )
قال ابن منظور في لسان العرب :
الخرف ، بالتحريك : فساد العقل من الكبر . وقد خرف الرجل بالكسر يخرف خرفاً فهو خرف  فسد عقله من الكبر ، والأنثى خرفة ، وأخرفه الهرم ; قال أبو النجم العجلي :
أقبلت من عند زياد كالخرف ***  تخط رجلاي بخط مختلف
وتكتبان في الطريق لام ألف
......
والخرافة : الحديث المستملح من الكذب .
وقالوا : حديث خرافة ، ذكر ابن الكلبي في قولهم حديث خرافة أن خرافة من بني عذرة أو من جهينة ، اختطفته الجن ثم رجع إلى قومه فكان يحدث بأحاديث مما رأى يعجب منها الناس فكذبوه فجرى على ألسن الناس .
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : وخرافة حق ،  وفي حديث عائشة - رضي الله عنها : قال لها حدثيني ، قالت : ما أحدثك حديث خرافة ، والراء فيه مخففة ، ولا تدخله الألف واللام لأنه معرفة إلا أن يريد به الخرافات الموضوعة من حديث الليل ، أجروه على كل ما يكذبونه من الأحاديث ، وعلى كل ما يستملح ويتعجب منه .اهـ
ولطالما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وخرافة حق فلا أستسيغ أن يقال عن الحديث المكذوب بأنه خرافة بل الصواب : خَرَفَ والجمع خرَفات .
فما رأيكم دام فضلكم ؟
*محمد
29 - يناير - 2009