صفحة البداية  تواصل معنا  زوروا صفحتنا على فيسبوك .
المكتبة التراثية
المكتبة المحققة
مجالس الوراق
مكتبة القرآن
أدلة الإستخدام
رحلات سندباد
البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الجغرافية و الرحلات

 موضوع النقاش : رحلة أعيان اليمن إلى استنبول    كن أول من يقيّم
 زهير 
4 - ديسمبر - 2008
كتاب رحلة اعيان اليمن إلى استنبول، تأليف غمضان الكبسي (1277- 1358هـ - 1860 – 1939م) من نوادر كتب الرحلات في العصر الحديث، قرأته اليوم ورأيت فيه معلومات طريفة حول متاحف استنبول في ذلك الوقت، وأهمها (دار المصورين) التي تضم لوحات زيتية لمشاهد من حروب الإنكليز مع بني عثمان، وقد اخترت فصلا كاملا من الكتاب لنشره هنا، ويتضمن طواف الوفد اليمني في أرجاء استنبول ومعالمها التاريخية ثم مقابلته السلطان عبد الحميد.
وأما عن سبب استدعاء هذا الوفد إلى استنبول فيقول المؤلف ما ملخصه أنه في يوم 19/ من ربيع الأول 1325 (الموافق 2/ أيار/ 1907م) وصل إلى صنعاء وفد من قبل السلطان عبد الحميد، يتألف من صاحب السماحة محمود أسعد أفندي والفريق ثابت باشا، والفريق هادي باشا  والمريلاي أحمد بن محمد الخباني الصنعاني، والقائمقام عثمان بيك ، وفيضي أفندي وطيار أفندي. وحال وصولهم اجتمعوا بحضرة المشير دولتلو احمد فيضي باشا  وبلغوه الإرادة السلطانية باطلاق المحابيس كافة، وأن حضرة السلطان عفا عن البواقي التي في ذمة الأهالي إلى نهاية سنة 1326 رومي.
وان حضرة السلطان الأعظم يستدعي بعض ذوات من السادات والعلماء والأعيان والمشايخ للدخول إلى حضرة العلية. ثم أورد فرمان السلطان عبد الحميد.
ثم سمى أعضاء الوفد الذي انتخبوا من البلاد اليمنية لمقابلة السلطان عبد الحميد، وكان القصد من وراء كل هذا الحيلولة دون انجرار البلاد اليمنية وراء الإمام يحيى حميد الدين (1286-1367هـ 1869-1948م)   الذي تولى الإمامة بعد وفاة والده عام 1322هـ فأعلن الحرب على الحكومة العثمانية في صنعاء، قال الزركلي: وكانت صنعاء فى أيدى الترك (العثمانيين) فهاجمها وحاصرها، فاستسلمت حاميتها، ودخلها، فأعادوا الكرة عليها، فانسحب منها رأفة بأهلها. وواصل القتال فى آنس وقرية الحمودى والأشمور (شمالى صنعاء) وخولان وسنحان ورجام والحيمة وصُنعة (من بلاد ذمار) إلى سنة 1326 فعُزل الوالى التركى (أحمد فيضى باشا) وكان قاسياً عنيفاً، وعُين (حسن تحسين باشا) فكان عاقلا اتفق مع الإمام يحيى على أن لا يعتدى أحدهما على الآخر، وهدأت المعارك. وعزل حسن تحسين (سنة 1328) وعين وال يدعى (محمد على باشا) لا يقل قسوة عن أحمد فيضى، فعادت الثورة، وحوصر الترك فى صنعاء. واشتدت المعارك ولقيت الجيوش العثمانية الشدائد فى تلك الديار، فأرسلت حكومة الآستانة وفداً برئاسة (عزت باشا) اتفق مع الإمام يحيى، وكان يومئذ فى (السُّودة) شمالى صنعاء، على الاجتماع فى دعّان (باشمال الغربى من عَمْران) وأمضيا شروطاً للصلح أوردها الواسعى فى تاريخ اليمن. وانتهى الأمر بجلاء الترك عن البلاد اليمنية (سنة 1336) ودخل الإمام صنعاء. وخلص له ملك اليمن استقلالا. وطالت أيامه .... وضاقت صدور بعض بنيه وخاصته؛ وفيهم الطامع بالعرش، والمتذمر من سياسة القمع، والراغب بالإصلاح؛ فتألفت جماعات فى السرّ، تظهر له الإخلاص وتبطن نقيضه، وعلى رأس هؤلاء أقرب الناس إليه عبد الله بن أحمد المعروف بابن الوزير (انظر ترجمته) وخرج ولد له يدعى (إبراهيم) عن طاعته، فلجأ إلى عدن وجعل دأبه التنديد بأبيه والتشهير بمساوئ الحكم فى عهده. وكان هذا على اتصال بابن الوزير وحزبه. ومرض الإمام حيى، ووصل إلى إبراهيم نعيه، وهو حىّ، فتعجل إبراهيم بالإبراق إلى أنصار له فى مصر، يذكر موته، وأن الحكم من بعده أصبح (دستورياً) وسمى رجال الدولة (الجديدة) وهم ابن الوزير وجماعته. وشفى الإمام من مرضه، وانكشفت له صلتهم بابنه، فخافوا بطشه، فأتمروا به. وخرج بسيارته يتفقد مزرعة له تبعد عن صنعاء 8 كيلو مترات، فى طريق الحديد، ففاجأه بعض صنائعهم بسيارة تحمل مدفعين رشاشين و15 بندقية، وانهالوا عليه برصاصهم، فقتلوه، ومعه رئيس وزرائه (القاضى العَمْرى) ودفن فى مقبرة كان قد أعدها لنفسه. وخلّف 14 ولداً يلقَّبون بسيوف الإسلام. وكان شديد الحذر من الأجانب، آثر العزلة والانكماش فى حدود بلاده. وله اشتغال بالأدب ونظم كثير. ومن كلامه: (لأن تبقى بلادى خربة وهى تحكم نفسها، أولى من أن تكون عامرة ويحكمها أجنبى). واليمن اليوم، مدين له باستقلاله.
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
دار المصورين    كن أول من يقيّم
 
وفي يوم الثلوث 7 جمادى الأولى (سنة 1325) عزمنا فوق العربيات لزيارة جامع السلطان محمد الفاتح ورأينا خارج الجامع قبره في وسط قبة مزخرفة بأنواع العجائب ومدفون جنبه السلطان أحمد والسلطان إبراهيم،فشاهدنا من بنائها وزخرفتها ما يبهر العقول.
زيارة دار المصورين
ثم خرجنا منها وعزمنا إلى دار المصوّرين التي فيها صور العساكر الانجليز الذين أفناهم السلطان محمود رحمه الله، فرأيناهم قائمين بذواتهم التي كأنهم على قيد الحياة باقية صورهم بدهان الزئبق وكل ثلاثة أربعة مشغولين بما كانوا فيه أيام حياتهم بعضهم ماسك السيف وبعضهم بالخناجر، وبعضهم يضرب بالآلات الملاهي، وبعد أن تَفَرَّجنا عليهم وعلى تلك العجائب التي تهيل العقول، ورجعنا إلى دار الضيافة.
ويوم الربوع نسمنا.
______________________
يلاحظ أن المؤلف يقول يوم الثلوث، ويقصد الثلاثاء، ويوم الربوع ويقصد الأربعاء
*زهير
4 - ديسمبر - 2008
دار الفابريقات    كن أول من يقيّم
 
وفي يوم الخميس 9 شهر جمادى الأولى لم نشعر إلا بوصول المشير دولتلو أدهم باشا، والمشير دولتلو شاكر باشا، وبلغونا السلام من حضرة مولانا السلطان، وأعطونا اكراميات من حضرة السلطان، وقالوا: من أراد يعرض شيء إلى العتبة العلية فحضرة المشير شاكرباشا مأمور بابلاغها من طريقه.
صلاة الجمعة بالجامع الحميدي
وفي يوم الجمعة 10 جمادى الأولى صدرت الإرادة السنية بأن نصلّي صلاة الجمعة في الجامع الحميدي كالجمعة السابقة، فعزمنا إلى الجامع المذكور وشاهدنا حضرة السلطان والتفت إلينا حال دخوله إلى الجامع وأشار إلينا بالسلام بيده دفعتين وبعد أداء الصلاة رجعنا إلى دار الضيافة.
العزم إلى هركة
وفي يوم السبت 11 جمادى الأولى، أمر حضرة السلطان بعزمنا إلى هِركة للتفرج على الفابريقات والصنائع التي فيها فركبنا العربيات حتى وصلنا إلى الاسكله، ثم نزلنا وقدموا لنا بابور صغير منتظم فدخلناه ومشى بنا في البحر إلى أن خرجنا إلى البر في جهة اسكدار وركبنا فوق الشمنذوفر وعزم بنا كالبرق الخاطف مسافة ساعتين ونصف ونحن نشاهد منه البيوت والعمائر الأنيقة والأشجار والأعناب من كل نوع في مدة الساعتين والنّصف المذكورة التي هي في البر مسافة ثلاثة أيام، وهذه المحلات والبساتين تسمى الصيفية حتى وصلنا هركة ورأينا فابريقات الصنائع التي من جملتها الفايريقه حق عمل المفارش ووجدنا داخلها نحو خمسمائة من البنات كبار وصغار يشتغلن المفارش الأنيقات، واشترى بعض أصحابنا من مفارشها، ثم دخلنا معمل القماشات وغير ذلك مما يبهر العقول، ميع تلك الفابريقات بمكائن الماء والنار.
وبعد أن خرجنا منها دخلنا بستان ظريف قد أعدوا لنا فيه الغداء من أنواع الفاكهة
والحنيذ فأكلنا واسترحنا وصلَّينا الظهر والعصر في جامع ظريف مزخرف وخرجنا وأتوا لنا بالقهوة والشَّراب وأكروا كل واحد منا بطاقة من حرير من معملات هركة.
ثم رجعنا في الشمنذوفر إلى أن وصلنا إلى البحر في اسكدار وركبنا البابور الصغير
حتى وصلنا إلى الإسكله، ونزلنا وركبنا فوق العربيات حتى وصلنا محلنا دار الضيافة.
*زهير
4 - ديسمبر - 2008
قصر: طلمة بعجة    كن أول من يقيّم
 
وفي يوم الأحد 12 جمادى الأولى نسمنا.
مشاهدة بستان طلمة بعجة
ويوم الاثنين 13 جمادى الأولى عزمنا للتَفّرج على بستان طلمة بعجة وسراياها التي عمرها السلطان عبد العزيز المعدة لنزول حضرة السلطان لمعايدة الأعياد، ورأينا في السرايا المذكورة أنواع العجائب من المفروشات وحتى أن جميع آلاتها وقناديلها من البلور والفضة، ورأينا جميع المصورات في جدرانها مطلية بالذهب من الحيوان والأوادم، وفيها صورة السلطان عبد العزيز راكب على فرس، وصورة السلطان عبد الحميد، وبالجملة فإنها مما تبهر لرؤيتها العقول حتى من الجملة رأينا في سوحها شذروان يطلع في الهواء مقدارالصومعة وينزل ماؤه كأنه اللؤلؤ بكمال الإحكام والانتظام، ولا ندري كيف صنَعوه، ولعله بالماكينات والآلات المحكمة.
*زهير
4 - ديسمبر - 2008
زيارة الخستخانة ووصول خديوي مصر    كن أول من يقيّم
 
زيارة الخستخانة وفي يوم الثلوث 14 جمادى الأولى نسمنا، ويوم الرّبوع 15 جمادى الأولى عزمنا إلى "خستخانة" الأطفال وتلقونا جميع الحكماء والأطبّاء الذين فيها الترحيب والإكرام وفرجونا على آلاتها وعجائبها الغريبة التي من جملتها ماكنة تكشف حقيقة داخل الإنسان بجميع ما في وسطه من العظام والعروق وغيرها، وبعد ذلك استرحنا وأكرمونا بالقهوة والشرابات وأعطوا لكل مِنَّا قارورة من ماء المعدن، ورجعنا إلى دار الضيافة.
بستان الوزير عثمان باشا
ويوم الخميس 16 جمادى الأولى نسمنا، وخرجنا بستان الوزير عثمان باشا جوار دار
الضيافة للتَّنزّه فرأينا بستاناً أنيقاً فيه الأشجار المنتظمة والأنهار لكونها للنظارة فقط أكثرها غير مثمرة وفيه الأزهار الطيبة، وفي وسطه مواجل للماء وأيضاً بداخله أمكنة ظريفة البناء مزّوقة أنيقة، ومن الجملة موضع جدرانة وسقفه من الزجاج وداخله أشجار يابسة فسألنا عنها فقال البخشوان إن هذه الأشجار اليابسة تَخُضَرّ في أيام الشتاء، ورأينا بعضها في أوائل الإخضرار وهذا من العجائب.
وفي هذا اليوم رأينا في جريدة " صباح " التي فيها حوادث كل يوم، وكان يأتوا لنا منها بنسخة كل صباح بأنه وصل إلى دار السعادة خديوي مصر حضرة عباس حلمي باشا لزيارة الحضرة العلية الشاهانية.
*زهير
4 - ديسمبر - 2008
الاستفسار عن حال القائم باليمن     كن أول من يقيّم
 
وفي صباح يوم الجمعة توجه آغا دار السعادة عبد الغني آغا، وكثير من الكبراء
لإستقباله. وفي هذا اليوم وصل إلينا الفريق ثابت باشا، والفريق هادي باشا، وبلّغونا سلام حضرة الملك، وقالوا: نحن قد بَلَّغنا إلى الملك جميع أحوال اليمن وما بقي لزوم عليكم بعرضها، ولكن يأمر حضرة الملك أن تنّظّموا لائحة بما يصلح ولاية اليمن.
الاستفسار عن حال القائم باليمن
وحينئذ نظمنا لائحة فيها اثنين وعشرين بَنداً وقَدَّمناها بمعرفة مدير الدائرة وانتظرنا أن يرسلوا لنا للمذاكرة فأضربوا عن ذلك إلاَّ أنه بعد مدة وصل إلينا الشّيخ السيد محمد أبو الهدى وقال نسألكم عن القائم باليمن، ولازم عليكم نصيحته بترك هذا المسلك الذي هو عليه، وإذا كان يريد معاشاً فالسلطان يقرر له معاش كبير ودار أينما يريد يسكن في صنعاء أو المدينة المنورة.
فأجبنا بأن احنا سنبذل النّصيحة، وبعد مدة وصل إلينا محسن بيك يسألنا عن الملتزمين
فقط.
*زهير
4 - ديسمبر - 2008
صلاة الجمعة ثم زيارة جامع السلطان سليم    كن أول من يقيّم
 
صلاة الجمعة بالجامع الحميدي
وفي يوم الجمعة 17 جمادى الأولى صدرت الإرادة السنَيّة بصلاتنا في الجامع الحميدي كما في سابق واصطفينا بخارج الجامع كالعادة وقدَّامنا المشيرين والباشوات وخلفنا العساكر والموسيقى إلى أن وصل حضرة السلطان ونزل من فوق العربية والتفت إلينا باشارة السَّلام بيده، ودخل الجامع ونحن دخلنا بعده لاداء الصلاة ثم بعد الصَّلاة كذلك خرجنا قبله واصطفَّينا فخرج وركب العربية واركب إبنه الصغير عبد الرحمن أفندي جَنْبَه وإبنه الكبير برهان الدين أفندي في عربية أخرى، وإبنه الثالث مجد الدين في عربية ثالثة، ثم بعد ذلك تفرَجَّنا على تلك الأهبة الكبيرة من العساكر والخيول، ثم رجعنا إلى دار الضيافة.
زيارة جامع السلطان سليم
وحينئذ صدرت الإرادة السنية بعزمنا لزيارة ومشاهدة جامع السلطان سليمان رحمه
الله وزيارة فبر السلطان عبد المجيد وإبنه أخو سلطاننا الأعظم الذي مات صغيراً؛ فبعد أن رأينا الجامع المفتخر المزين بأنواع النقوشات ورأينا فيه المصاحف العظيمة المكتوبة بالذهب واللازورد ومن جملتها ورقة فيها جميع القرآن، وخرجنا إلى قبة صغيرة فيها قبر السلطان عبد المجيد وإبنه، ونقلنا إلى قبة أخرى فيها قبر السلطان سليم فاتح مصر وشاهدنا فيها مصاحف كبيرة فوق الكراسي مكتوبة بالذهب مطرزة باللازورد، وجملة إنها تبهر العقول، ثم رجعنا إلى محلنا.
*زهير
4 - ديسمبر - 2008
مشاهدة الترسانة البحرية    كن أول من يقيّم
 
ويوم السبت 18 جمادى الأولى صدرت الارادة السنية بعزمنا للتفرج على ترسانة يعني البوابير الحربية، فركبنا العربيات إلى الإسكلة ثم ركبنا في السنبوق حتى وصلنا إلى البابور المسمى " المسعودية " ورأينا داخله المدافع التي تدور بلا مشقة وهي نحو الأربعين مدفعاً، في أعلاه مدفع كبير طوله نحو خمسة أذرع مركّب إذا تحرك أدنى حركة دار إلى جميع الجوانب بسهولة،حتى أنّ ولد الشيخ عبد الواحد الصَّغير حركه بيده فتحرك بلا مشقة، وكذلك أرونا مرآة الاكزيد وتَفَّرجنا داخله على الموسيقى التي تترنم بالمرش الحميدي وكلهم قائمين إحتراماً لنا، وفي هذا البابور أربعمائة نفر مرتبين فيه دائماً وجميع محتاجاتهم ومأكولهم مصنوع بداخله، وهذا البابور بغاية الإنتظام والمفروشات الأنيقة وجدراته مزخرفة إلى الغاية وحتى أن المطهار مصنوع قاعته وسقفه من الزجاج الذي لا ينكسر في غاية النظام والإحكام وجوانبه من المرمر الأبيض والرخام.
ثم نقلنا إلى بابور آخر يسمى الحميدي من أنواع العجائب والمدافع الكبيرة التي مقدارها خمسة وعشرين مدفعاً، ثم خرجنا إلى السنبوق ورجعنا إلى دار الضيافة.
*زهير
4 - ديسمبر - 2008
متاحف إستنبول    كن أول من يقيّم
 
زيارة السلاحخانة
وفي يوم الأحد 19 جمادى الأولى صدرت الإرادة السنية بعزمنا إلى سلاحخانة وهي دار كبيرة لابد أن طولها من باب الحكومة حق صنعاء إلى باب القصر على ثلاثة سقوف، ورأينا في كل سقف منها جميع أنواع السلاح القديم والجديد من البنادق والسيوف والفؤوس وعجائب المصنوعات القديمة والحديثة.
ثم بعد أن تفرجنا على جميعها رجعنا إلى دار الضيافة.
مشاهدة المتحف
وفي يوم الإثنين 20 جمادى الأولى صدرت الإرادة السنية بعزمنا إلى الخزينة الخاصة التي فيها الأمانات والحرمة الشريفة إلى الموزة فالهمايونية، فأولاً بدأنا بالتفرج على الموزة الهمايونية التي فيها الأشياء العتيقة من المصوَّرات والمصنوعات؛ فتلقونا حال وصولنا جميع الخدمة والمأمورين والآغوات، وهم مصطفين بكمال الإنتظام والسكون والإحترام، وهناك في الخزينة الخاصة والموزة الهمايونية مأمور المحافظة وهو الفريق رضا باشا وكاتبه الذي عنده المفاتيح
أدهم بك رتبته بالآرجل شايب لطيف الطباع ظاهر عليه الصَّلاح والعساكر المرتبين
لمحافظة الخزينة والموزة بمقدار أربعمائة نفر لا يبرحوا من هنالك أبداً.
فأولاً دخلنا مكان فيه جميع المجوهرات من الزّمرد والزبرجد والياقوت والمرجان واللؤلؤ شيىء كثير، حتى من الجملة قطعة من الزمرد قدر أوقيتين، ورأينا الكرسي الذي غنمه السلطان مراد من ملك العجم مكللٍ بالدر والياقوت ومنقوش باللؤلؤ وأصله هو والأول من الفضة الخالصة مطلي بالذهب وفوقه قطعة زمرد معَلَّقة مثل الخيارة الكبيرة،
ورأينا أنواع السلاح من البنادق والسيوف القديمة المكللة بالدّر والياقوت والجواهر، ورأينا جميع السكَّة من الذهب والفضّة من أيّام بني أمية إلى الآن كلّها مرصوفة في الصفوف المعدة لها داخل تخت عليه المرايا الزجاج بحيث يمكن قراءة ما عليها من نقش الكتابة ومن أي ضربة وأي زمان من الأموية والعباسية وغيرهم من الدول الماضية وحتى سكة السلاطين آلعثمان المتقدمين والمتأخرين إلى الآن.
ثم نقلنا إلى مكان وسيع فيه السلاطين آل عثمان من أولهم إلى عند السلطان عبد المجيد وهم قائمين على هيئة الرجل القائم بأقدامه من غير تصوير لأوجاههم، ولكن كل واحد منهم لابس ملابسه التي لا توجد في زماننا، والعجيب أنها باقية إلى الآن لا تغيرت ولا عثثت وفي أوساطهم سكاكين ممنطقين بها مرصعة بالماس والدر والياقوت وغيرها، وأصل هؤلاء السكاكين حليتهن من الذهب الخالص، وعلى رأس كل واحد من السلاطين العمائم وفيها التاج من الذهب والفضة مكلل بالدر والماس والياقوت وغيره من أنواع الزينة من ابتداء السلاطين إلى عند السلطان محمود وهم بالعمائم، وأما السلطان محمود ففوقه الطربوش لكن مركوز فيه التاج على صفة من قبله من السلاطين العظام.
ثم نقلنا إلى مكان آخر فيه أنواع المجوهرات والأسلحة وغيرها وكلها معلقة، وفي جوانب هذا المكان صور خلفاء بني العباس منقوشة في الورق، ولكن كأنهم سينطقون وهم بهيئاتهم وألبستهم وعمائمهم من عند السفاح إلى آخرهم، وأحسن من رأيت من الصورصورة المهدي فيه الجمال المفرط والوجه الصبيح المليح.
ثم خرجنا ونقلنا محل الخرقة الشريفة والأمانات فدخلنا إلى قبة فيها جانبين عليهما الزجاج ومن داخل الزجاج جميع الكتب مرصوفة من القاع إلى السقف بحيث يقرأ الإنسان عنوان كل كتاب ومن كتب الفقه والحديث والنحو والتاريخ والتفسير وغير ذلك، قالوا هذه كتب السلاطين المتقدمين والمتأخرين.
وأما مكان الخرقة الشريفة فلم فتحوها لنا حيث ما وقت فتحها إلاّ في 15 شهر رجب.
ثم نقلنا إلى دار طويلة عريضة فيها جميع الأشياء العتيقة حق حِمْيَر ومن بعدهم إلى الآن من المصنوعات القديمة والأخيرة كل ما صنعته الأيدي والإختراعات حتى من الجملة رأينا مواقيد وجفين مدر وشميل وغيرها من مصنوعات اليمن ومن آلات الزراعة كالشريم والحَلْي ونحوهما ولعلَّها التي أرسلها حسين حلمي باشا. وكذلك مصنوعات كل البلدان من جميع الأوعية والآلات التي لا تعد ولا تحصى.
ثم نقلنا إلة طارود طويل وفيه صور مختلفة الأجناس كما قيل مَرْكوزة وممدودة من
الأحجار البلق والرخام وغيرها من صور ملوك حمير وملوك الأعاجم والأتراك والافرنج،
وحتى رأينا تابوت الاسكندر وهو عليه حجر ممدود كأنه سينطق من إحكام صنعة نحته، وحوله تصاوير تماثيل قائمة الذات صغار كالنساء والأطفال، وبعد ذلك خرجنا وركبنا العربيات ورجعنا إلى دار الضيافة.
وفي يوم الثلوث 21 شهر جمادى الأولى نسمنا.
*زهير
4 - ديسمبر - 2008
جامع السلطان سليمان    كن أول من يقيّم
 
زيارة جامع السلطان سليمان
ويوم الربوع 22 شهر جمادى الأولى عزمنا إلى جامع السّلطان سليمان في استانبول ورأيناه من أحسن الجوامع مزخرف بأنواع الزينة والنقوشات، ونقلنا إلى القبة المدفون فيها، وزرنا قبره، وهذه القبة مزخرفة جميع حيطانها، وفيها كثير من المصاحف المنقوشة بالذهب التي بعضها يشبه أحسن مصاحف جامع صنعاء، وفي جانب القبة صورة الحرم المكي، والحرم المدني من الخشب والطين بغاية الاحكام، حتى أن من قد عرف الحرمين لا يقول إلاّ أن تلك الكعبة الشريفة وما حولها من المقامات وزمزم وكذلك قبر سيد الكونين صلى الله عليه وآله وسلم، ومافيه من المنارات وغيرها كأنه هو وبعد ذلك رجعنا إلى محلنا.
ويوم الخميس نسمنا.
صلاة الجمعة بالجامع الحميدي
وفي يوم الجمعة 24 شهر جمادى الأولى صدرت الإرادة بصلاتنا في الجامع الحميدي، وبعد
أداء الصلاة رجعنا.
*زهير
4 - ديسمبر - 2008
قصر السلطان    كن أول من يقيّم
 
مشاهدة بستان قصر السلطان
وكان صدرت الإرادة السنية بعزمنا إلى البغاز ولما ركبنا العربيات ووصلنا إلى وسط
السوق وإذا قد أقبل خيَّال يركض، وقال: إن حضرة أفندينا أمر بإرجاعنا إلى بستان
سراياه الخاص للتفرج فيه، فرجعنا ودخلناه فرأيناه من جنان الدنيا، الأشجار ملتفة به من كل جانب والبرك الكبار ملانة بالماء والطيور في الأشجار تُسبحّ الملك الغفار، ورأينا فيه الحيوانات المختلفة الألوان،من الجملة: النعام، والكركن في رأس كل واحد نحو عشرة قرون، والكركن وهو يشبه البقر، ورأينا الظباء، والغنم، ألوان وأشكال، وكذلك جمال الحبشة البخت التي لها سنامين، ورأينا البقر الكبار في وسط جبل كثير، البقرة لو تذبح لايخرج منها ألف رطل لحم من عظم جثتها ومحلبها مثل الخيارة الكبرى، وبالجملة فإن هذا البستان لا يدخله أحد، ولكن اكراماً لنا من حضرته العليه، وأما اتساعه فلم رأينا آخره، ولكن دُرْنا فيه فوق العربيات مع استقامة طرقاته وانتظامها، والأشجار مظللة فوقها من جميع الجهات.
وبعد إكمال التفرجة رجعنا محلنا.
*زهير
4 - ديسمبر - 2008
 1  2