البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : الثقافة .    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )
 د يحيى 
1 - ديسمبر - 2008
 
 
ما تعريف الثقافة ؟ وهل ثقافات الأمم متساوية ؟ وما الفرق بين الثقافة والعِلم؟ وما الفرق بين الثقافة والحضارة ؟ وهل هناك تغير ثقافي ؟ وما أسبابه ؟وهل ثقافات الأمم متساوية، غير قابلة للنقد والتقويم؟
أعزائي سراة الوراق : هل لكم إلى مشاركة ؟.
 تحياتي لكم ، وكلّ عام وأنتم بخير.
( يحيى مصري) .
 6  7  8  9  10 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
" رَبِّ إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً...".    كن أول من يقيّم
 
                                                           وصف الشيب والكبر
بانَتْ لِطِيَّتِها الغَـداةَ جَـنُـوبُ، وطَرِبتَ، إِنَّك ما عَلِمْتُ طَرُوبُ
ولقَدْ تُجاوِرُنا فتَهْجُـرُ بَـيْتَـنـا، حتَّى تُفارِقَ، أَو يُقـالَ مُـرِيبُ
وزِيارةُ البيْتِ، الذي لا تَبْتَـغِـي فِيهِ سَواءَ حدِيثِهِـنَّ، مَـعِـيبُ
ولقد يَمِيلُ بيَ الضَّبابُ إِلى الصِّبا، حِيناً، فأَحْكَمَ رأْبيَ التَّـجْـرِيبُ
ولقد تُوَسِّدُني الفتـاةُ يَمِـينَـهـا وشِمالَها البَهْنانةُ الـرُّعْـبُـوبُ
نُفُجُ الحَقِيبةِ لا ترى لكعُـوبـهـا حدّاً، وليسَ لساقِها ظُـنْـبـوبُ
عَظُمَتْ رَوادِفُها وأُكْمِلَ خَلْقُهـا، والوَالـدانِ نَـجِـيبةٌ ونَـجِـيبُ
لَمَّا أَحلَّ الشيْبُ بـي أَثْـقـالَـه، وعَلمتُ أَنَّ شَبابيَ المَسْـلُـوبُ
قالَتْ: كَبِرْتَ، وكلُّ صاحِبِ لَـذَّةٍ لِبِلىً يَعُودُ، وذلك الـتَّـتْـبـيبُ
هل لي من الكِبَر المُبينِ طَبـيبُ فأَعُودَ غِرّاً؟ والشَّبابُ عَجِـيبُ
ذَهَبَتْ لِداتي والشَّبابُ، فليْسَ لي، فِي من تَرَيْنَ مِنَ الأَنامِ، ضَـرِيبُ
وإِذا السِّنُونَ دَأَبْنَ في طَلَب الفَتَى، لحِقَ السِّنُونَ وأُدْرِكَ المَطْلُـوبُ
فاذْهَبْ إِلَيْكَ، فليْسَ يَعْلَمُ عـالـمٌ، من أَين يُجْمَعُ حَظُّه المَكْتُـوبُ
يَسْعَى الفَتَى لِينالَ أَفْضَلَ سَعْـيهِ، هيهاتَ ذاكَ، ودُون ذاك خُطوبُ
يَسْعَى ويَأْمُلُ، والمَنِيَّةُ خَلْـفَـه، تُوفي الإِكامَ له، علـيه رَقِـيبُ
لا المَوْتُ مُحْتَقِرُ الصَّغِيرِ فعادلٌ عنْه، ولا كِبَرُ الكَبِيرِ مَـهِـيبُ
ولَئِنْ كَبِرْتُ، لقد عَمِرْتُ كأَنَّنـي غُصْنٌ، تُفَيِّئُه الـرِّياحُ، رَطِـيبُ
وكذاكَ حقّاً مَنْ يُعَـمَّـرْ يُبْـلِـه كَرُّ الزَّمانِ، عليه، والتَّقْـلِـيبُ
حتى يَعُودَ مِنَ البِلـى، وكـأَنَّـه في الكَفِّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصُوبُ
مُرُطُ القِذاذِ، فليس فيه مَصْنَعٌ، لا الرِّيشُ يَنْفَعُه، ولا التَّعْقِيبُ
ذَهَبَتْ شَعُوبُ بِأَهْلهِ وبِمالـهِ، إِنَّ المَنايا لِلرِّجال شَـعُـوبُ
والمَرْءُ مِنْ رَيْبِ الزَّمان كأَنه عَوْدٌ، تَداوَلَه الرِّعاء، رَكُوبُ
غَرَضٌ لِكُلِّ مَنِيَّةٍ يُرْمَى بهـا، حتى يُصابَ سَوادُه المَنْصوبُ
لمن هذه الأبيات ؟
*د يحيى
25 - يناير - 2009
دود الخَل منه وفيه.    كن أول من يقيّم
 

غزة في أعياد الميلاد: هدايا إسرائيلية بأياد عربية!

 

د/محمود المبارك     

يأبى الكرم الإسرائيلي الأصيل على أصحابه إلا أن يتحف الشعب الفلسطيني بهدايا من نوع صهيوني خاص، كتب على كل منها «صنع في إسرائيل»! وقد تم إيصال هذه الهدايا يوم السبت حرصاً منهم على سرعة الإنجاز، على رغم ما في ذلك من مخالفة للتعليمات التوراتية!
وإذا كانت «الهدايا على مقدار مهديها» كما يقال، فإن هدايا إسرائيل تتناسب مع التاريخ الوحشي الصهيوني العريق، صاحب مجازر دير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا الأولى والثانية وجنين ومجازر حرب لبنان 2006، وغيرها مما يصعب حصره.
وخلافاً للهدايا الإسرائيلية السابقة، فإن هدايا مناسبة أعياد الميلاد 2008، جاءت مغلّفة بأياد عربية وفلسطينية، أعرب بعضهم عن بهجته بها وسكت بعض آخر، وإن كان هناك صف عربي أصيل يدمي حرقة على ما يرى ويسمع!
ففي الوقت الذي تشن فيه إسرائيل عدوانها الوحشي الهمجي البربري ضد الأطفال والنساء والمدنيين في غزة، يسارع مسؤولون فلسطينيون منذ الساعات الأولى للعدوان الصهيوني بالإدلاء بتصريحات لا تليق بمستوى مسؤول يحمل أدنى درجات الانتماء الوطني تجاه قضيته، ولو كانت مثل هذه التصريحات صدرت من مسؤول غربي تتعرض بلاده لهجوم لأقيل من ساعته، أو ربما أحيل للمحاكمة بتهمة الخيانة!
من ذلك التصريح الذي أدلى به أحد مستشاري الرئيس الفلسطيني، يوم السبت من تحميل «حماس» مسؤولية القصف الإسرائيلي بأسلوب تهكّمي لم يخل من تَشَفٍّ واضح، حين طالب قيادات «حماس» بإحراق الأخضر واليابس في إسرائيل! ومثل ذلك أيضاً، تصريحات الأمين العام للرئاسة الفلسطينية - المتزامنة مع التصريحات الأولى في التوقيت - حين دعا سكان غزة إلى الصبر، مشيراً إلى «قرب سقوط اللاشرعية في غزة»، في إشارة واضحة إلى «حماس»، ومبشراً بعودة «الشرعية الفلسطينية إلى غزة»!
هذه التصريحات ليست مشكوكة النسبة إلى أصحابها، ولكنها صدرت من أصحابها عبر فضائيات عالمية الشهرة، وعلى الهواء مباشرة، إذ سمعها الداني والقاصي، في الوقت الذي كانت فيه الغارات الإسرائيلية تستهدف المدارس والمساجد والمستشفيات وحتى سيارات الإسعاف، في أبلغ تعريف لـ «جرائم حرب» بحسب المفهوم القانوني الدولي الصرف، وإن استمر العالم الغربي في تجاهلها وإنكارها!
وغني عن القول إن من أبجديات فهم الديبلوماسية الحديثة أن مستشار أي رئيس حين يدلي بتصريح رسمي، فإنه لا يمثل نفسه وإنما يمثل الرئيس الذي وضعه في منصبه. وإذا صرح مسؤول معيّن بخلاف ما يريده منه رئيسه فلا بد أن يقدم استقالته أو أن يقال.
هذه التصريحات تعيد إلى الأذهان تصريحات أخرى مشابهة في شهر آذار (مارس) الماضي، حين قدّم بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية تبريراً لتصريح نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي هدّد بـ «حرق غزة»، كونه «زلّة لسان»، في حين اتهم مسؤول آخر «حماس» بإيوائها أعضاء من تنظيم القاعدة، في الوقت ذاته الذي كانت فيه الطائرات الصهيونية «تحرق» غزة بالقنابل!
هؤلاء «الفاشيون الجدد» - كما أطلقت عليهم في المقال المنشور في هذه الصفحة بتاريخ 3/3/2008 - لا يمكن أن يمثلوا الشعب الفلسطيني، وإذا تلكّأت السلطة الفلسطينية في إقالتهم، فإنها بذلك تعبّر عن مشاركتهم في الرأي!
وبالمنطق نفسه، فإن الاتهام الذي أطلقه المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم، وأكده السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» من أن السلطات المصرية اتصلت بمسؤولين من «حماس» يوم السبت وأبلغتهم أن «الوضع سيكون هادئاً اليوم (السبت)، وأن المعابر ستفتح»، يثير العديد من الأسئلة، خصوصاً أن ذلك جاء بعد تهديد وزيرة الخارجية الإسرائيلية بهجوم إسرائيلي على غزة، أمام نظيرها المصري وفي استضافته، قبل شنّ الغارات بأربع وعشرين ساعة، فضلاً عما صرح به الوزير المصري بعد الهجوم الإسرائيلي من أنه يجب على «حماس»، أن تتحمل تبعات رفضها قبول التهدئة مع إسرائيل.
وتبعاً لذلك، فإن إقالة الحكومة المصرية بات مطلباً ملحاً اليوم، ولعل الوقت حان لكي يتخذ الرئيس مبارك، قراراً حاسماً يقضي بإقالة الحكومة المصرية الحالية، التي أثبتت فشلاً ذريعاً في سياساتها الخارجية والداخلية على حد سواء.
في الوقت ذاته، فإن تلكؤ دول عربية في الموافقة على عقد قمة عربية طارئة في هذه الظروف العصيبة، يزيد من الشكوك التي تدور حول تهمة تواطؤ وتآمر هذه الدول مع الحكومة الإسرائيلية!
وفي الوقت الذي بادر فيه خادم الحرمين الشريفين بمخاطبة الرئيس الأميركي، وطالبه بالضغط على إسرائيل لإيقاف حملتها العسكرية المسعورة، كان الأولى بالحكومات العربية أن تبادر بردود أفعال على المستوى العربي، تتناسب وحجم الفظائع التي تقوم بها إسرائيل.
من هذه المواقف ألا تقبل الدول العربية بمجرّد «بيان» من مجلس الأمن يطالب كلاً من إسرائيل و «حماس» بوقف عملياتهما العسكرية، لأن في ذلك مساواة غير عادلة بين المعتدي ومن له حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
كما أنه من المطلوب من الدول العربية، أن تقوم بتوثيق الجرائم الإسرائيلية، وأن تبدأ بتحرك على المستوى القضائي الدولي، من خلال تقديم طلب إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، لكي تزول تهمة التواطؤ والتآمر، خصوصاً أن ثلاث دول عربية أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية!
وإذا كان صدام حسين حوكم وأعدم من أجل قتل 148 شخصاً، فإن من قتلوا في يوم واحد في غزة قد فاق 230 شخصاً، فهل تعي الدول العربية استخدام هذه الورقة القضائية الدولية؟
ولعل الأمر الذي يجب التنبّه عليه ،هو أن أمن الدول العربية مرتبط بأمن الشعب الفلسطيني، وغني عن القول إن أي اعتداء على الشعب الفلسطيني ستكون له آثاره السلبية في الشارع العربي، الأمر الذي قد ينعكس في نهاية الأمر على أمن الحكومات العربية.
أما إذا كانت بعض الأنظمة العربية تعتقد أن إسرائيل ستقضي على «حماس» من خلال عدوانها الوحشي على غزة، فربما كان حرياً بها أن تتعلّم من دروس التاريخ الحديث، أن مقاومة الشعوب المسلوبة حقوقها لا تموت باستخدام القوة العسكرية وحدها، حتى لو تمكنت الآلة العسكرية من إبادة قادتها. الأمثلة على ذلك كثيرة، ولعل أقربها إلى الذاكرة وفي عصرنا الحديث «طالبان»، «القاعدة»، «المحاكم الصومالية»، «حزب الله»، «المقاومة الشيشانية»، التي لم تفنها وحشية القوة العسكرية التي استخدمت ضد كل منها، بل إن كلاً منها ازداد قوة بعد كل عملية ضده.
واقع الأمر أن «حماس» لن تزول كما يزعم المسؤولون الإسرائيليون، بل إنهم يعلمون ذلك، ولا أخفي إعجابي بأسلوب التهكّم الذي تناولت به صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية يوم الأحد ما سمّته «سيناريو الأحلام»، الذي تقدمه الحكومة الإسرائيلية، حين وصفت الصحيفة القصف الإسرائيلي بأنه سيقلب غزة رأساً على عقب، وسينزل آلاف الجنود الإسرائيليين إلى غزة ويغتالون جميع قادة «حماس»، ومن ثم يقومون بتحرير الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت وهو سليم معافى، ثم بعد ذلك يقدّمون للصحافة آلاف الصور لأسلحة متقدمة عثر عليها في مستودعات «حماس»!
* حقوقي دولي
جريدة  الحياة اللندنية     - 29/12/
*د يحيى
25 - يناير - 2009
رسالة من حقوقي دَوْلي قبل مجازر غزة بستة أشهر .    كن أول من يقيّم
 
 
رسالة إلى الرئيس المصري//بقلم د/محمود المبارك - دار اللحياة
 
"صاحب الفخامة السيد محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الباسلة:

إن شعبك - ومعه الأمة العربية - لا يزال يتذكر كلماتك التي صدحتَ بها في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، حين اهتزت القاعة طرباً وضجت تصفيقاً لعباراتك التي أحسنت اختيارها حين قلت: «لن نسمح بتجويع الفلسطينيين أو بتحويل الوضع في غزة إلى كارثة إنسانية». ومع ثقتي بمتابعة سيادتكم للوضع الإنساني في غزة، إلا أنني أود أن أذكر سيادتكم، من باب «وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين»، أن قتلى غزة تجاوزوا الـ240 شخصاً، بسبب منع الدواء والغذاء!

ومع أنه لا يوجد عزاء للأسر التي فقدت أحبتها بسبب نقص الدواء، أو حُرِمت أطفالها بسبب منع الحليب، إلا أنه يمكن لمصر العروبة أن توقف عداد الموت في غزة، حين لا تقف في وجه الإغاثات الإنسانية التي يقوم بها الشرفاء من أبناء شعبك العريق.

ذلك بأن الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية، من منع قافلة الإغاثات الإنسانية، المتمثلة في معونات الأغذية والأدوية التي حملها المصريون الشرفاء في ذكرى تاريخ العبور يوم الأربعاء الماضي، والتهديد الذي أدلى به بعض المسؤولين المصريين من «قطع قدم من يحاول الوصول إلى غزة»، جاء متعارضاً مع كلام سيادتك الآنف الذكر، فضلاً عن أنه أمر لا يليق بمقام مصر وكرامتها.

إن غزة يا سيادة الرئيس تموت اليوم جوعاً ومرضاً بسبب الحصار الإسرائيلي، الذي رفضته الأمة المصرية، ولك أن تستمع إلى ما قاله عقلاء الأمة المصرية وحكماؤها حول الحصار، من أمثال المرحوم عبدالوهاب المسيري، أو الكاتب القدير فهمي هويدي، أو معالي نائب وزير خارجيتكم السابق الدكتور عبدالله الأشعل، وهؤلاء - كما يعلم سيادتكم - ليسوا من المنتفعين ولا يمكن أن يتهموا بأن لهم أطماعاً سياسية، بل هم من المصريين المخلصين الأوفياء الذين يريدون لمصر أن تبقى عزيزة شامخة تحت قيادتكم.

أما إذا كانت المسألة قانونية دَولية صِرفة، فدعني أطمئنك يا سيادة الرئيس أن مصر غير ملزمة بالوفاء بمعاهداتها الدولية التي تتسبب في قتل المدنيين الأبرياء، لأن هذا بحد ذاته يعد اليوم جريمة من جرائم القانون الدولي، وكما يعلم سيادتكم فإن «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح»، وحيث إن «حق الحياة» أمرٌ مقدس، فإن موت الأبرياء من المدنيين بذريعة الالتزام بالمعاهدات الدولية أمر غير مقبول من الناحية القانونية الدولية الصرفة.

بَيْدَ أن اتفاقية المعابر لسنة 2005، قد نصت على أن تبقى المعابر مفتوحة بشكل متواصل، الأمر الذي لم تلتزم به إسرائيل، حيث في سنة 2007 وحدَها، أغلق معبر رفح 308 أيام من أصل 365 يوماً، ولك أن تعود يا سيادة الرئيس إلى ما نقله الكاتب القدير فهمي هويدي عن الدكتور صلاح الدين عامر أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، الذي تحدث عن الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاقية المعابر لسنة 2005، الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً أمام مصر لعدم وفائها بتلك الاتفاقية نتيجة خرقها من الجانب الإسرائيلي.

ولك أيضاً أن تعود إلى الوثيقة القانونية الدولية التي وقعها عدد من أساتذة القانون الدولي ونشطاء حقوق الإنسان في العالم العربي منهم كاتب هذه السطور، ونشرتها وكالة فرانس برس وبقية وسائل الإعلام العالمية، من أن الحصار المفروض على غزة اليوم يمثل «جريمة إبادة» بالمفهوم القانوني الدولي، حيث إن «حرمان أشخاص من الطعام أو الدواء بنية إهلاك جزء منهم» يعد النوع الثاني من جرائم الإبادة بحسب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وكما لا يخفى على سيادتكم، فإن الوضع المأسوي الذي تعيشه غزة اليوم طبياً وبيئياً واقتصادياً وإنسانياً، يعطي التعريف الحقيقي لمعنى «الكارثة الإنسانية»، التي حذرتم منها في خطابكم الشهير. وإن عدم السماح بمرور مواد الإغاثة الإنسانية للمدنيين المحتاجين إليها وتسهيل مرورها، يعد جريمة قانونية دولية بحسب القاعدة 54 من القواعد التي أعدتها منظمة الصليب الأحمر الدولي حول قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي.

وكما يعلم سيادتكم فإن ثقافة «كسر الحصار» باتت اليوم تزداد انتشاراً وتأييداً بين مختلف فئات المجتمع المصري المثقفة منها وغير المثقفة، الأمر الذي قد يحيل مشكلة غزة في نهاية المطاف إلى مشكلة مصرية داخلية، فيستفحل الداء ويصعب الدواء، إذا لم تتخذ الحكومة الخطوات ذاتها بحكمتها المطلوبة.

إن مكانكم التاريخي يا سيادة الرئيس لا يزال فارغاً، وإن لم تملأه أنت فسيملأه غيرك، وأرجو ألا يكون ذلك!





*د يحيى
25 - يناير - 2009
الحضارة الغربية ودلوعتها إسرائيل    كن أول من يقيّم
 
إنّ الحضارة الغربية قدّمت إسرائيل على أنها أنموذجٌ ومثالٌ على الحرية والديموقراطية التي يجب نشرُها في الشرق الأوسط وهاهوذا العالم اليوم يرى سقوط مثال الحضارة الغربية، فلا عدل ولا رحمة ولا حقوق إنسانية ولا احترام لقرارات وقوانين ولا وفاء لعهود أو مواثيق، بل قدّمتْ أبشعَ صورة لِما يمكن أن يكونَ عليه الإنسانُ حين يتجرد من العدل والرحمة....
جَد جورج بوش الأب: له كتابٌ بعنوان ( محمد)أوصى فيه بإنهاك روسيا، وبالقضاء على الإسلام من خلال مصطلح ( الإرهاب).
 ورواية ضرب منهاتن في نيويورك في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر مفبركة منذ سنة1979، وقد ذكرها Tom griffth.
*د يحيى
25 - يناير - 2009
أطلِق يديك....لستَ مكبلاً......لست رقماً مهمَلاً.....لست غثاء    كن أول من يقيّم
 
محرقة غزة....
______________________________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يُوشِك الأممُ أن تَداعى عليكم كما تداعى الأكَلة إلى قصعتها، فقال قائلٌ: أوَ مِن قِلةٍ نحن يومئذ؟! قال بل أنتم يومئذ كثيرٌ، ولكنكم غُثاء كغثاء السيل، ولَيَنـزِعنّ اللهُ من صدور عدوِّكم المَهابةَ منكم، ولَيَقذِفَنّ اللهُ في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)).
                                          رواه أبو داوود
 
هل كان ما تنبأ به الرسول، صلى الله عليه وسلم، لنا قدراً لا فكاك لنا فيه يصحبنا إلى يوم القيامة، تتضاءل فعاليتنا في اطراد عكسي كلما ازداد عددنا؟
أم هو سنة من سنن الله تعالى وقوانينه في تداول الحضارات بين الأمم؛ بزوغِها  وصعودِها، واسترخائها وأفولها.. وهل في سنن الله تعالى وقوانينه فرصةٌ لاستئناف أمة خرجت من دورة الحضارة أن تعود إليها، فيستعيد كل فرد فيها قيمته وقدرته ليصبح رقماً موجباً فوق الصفر، بعد أن كان غثاءً كغثاء السيل؟!
هاهوذا الجواب يأتينا في قانون آخر من قوانين الله تعالى التي تتعاضد لتؤكد لنا ترتيب الأسباب على المسببات، واعتماد النتائج على المقدمات : ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [ الرعد 13/11] ،﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنّا لَهُ كاتِبُونَ﴾ [ الأنبياء 21/49]. 
أنت تعيش الآن عصر المعرفة وثورة المعلومات والاتصالات، تستطيع من خلالهما أن تخاطب الملايين وتتواصل معهم..
تستطيع من موقعك أن:
1-تَدرسَ قضيتك بعمق، بكل أبعادها؛ جذورها، ومآلاتها.. كيف بدأَت؟ وكيف تسللت؟ وأين كان الخلل؟!
2-تُنظم وتشارك في حلقاتِ دراسة ومناقشة، في أي مستوى تقدر عليه: الأسرة، الأصدقاء، المراكز الثقافية، الوسائط الإعلامية..
3-تبقى على صلة بالمعلومات المتعلقة بقضيتك، وتحيط الآخرين علماً بها، فمعرفتك تقابل الجهل واللامبالاة..
4-ترتدي زِياً أو ترفع شعاراً يرمز إلى قضيتك..
5-توجّه رسائل احتجاج أو تأييد مُعدَّة بعناية؛ لمرتكبي الجرائم بحق قضيتك، أو للمدافعين عنها، وبلغاتهم، إن كنتَ تتقنها، أو تستعين بمن يُتقنها..
6-تغتنم أي فرصة للتحدث عنها، ولإثارتها في كل لحظة، ومن دون مناسبة، ومع كل إنسان.. لتكن قضيتك هاجسَك..
7-تحثّ أصدقاءك على فعل ما تفعله؛ كُلاً بأسلوبه، تأكيداً لصدقية التنوع والتعدد وتجنباً للتكرار الممل..
8-تصومَ تضامناً مع المجوَّعين، فتوفِّر ثمن وجبةٍ؛ تتبرع بها لإطعامهم..
9-تمتنعَ عن شراء حاجةٍ، مشاركةً للمحرومين؛ تتبرع بثمنها لسَدّ حاجاتهم..
10-تُقاطع، وتحرّضَ من يلوذ بك على مقاطعة بضائع المعتدين ومن يناصرهم ويواليهم..
11- تنظم استفتاءات حول قضيتك، بالوسائل المتاحة لك؛ شفهياً، أو كتابياً، أو إلكترونياً.. لترصد وتقيس مدى نجاحك في جمع التأييد والنصرة لقضيتك..
12-تجهز أرشيفاً، وتفتح ملفات ورقية أو إلكترونية، تعينك على الوعي بقضيتك..
 13-تكتب مذكراتٍ ويوميات لمراقبة تطور قضيتك، ولقياس ما تحقق لك من  أهدافك..
14-تُبقي على قضيتك حاضرة في ذهنك، وفي أذهان الآخرين، ولا تدع عدَّوك يرتاح ويضلِّل.
15- لا تستخفَّ أو تستصغرْ جَهدَك، فإنما الأعمالُ بالنيات، وسيبارك الله جُهد المقلّين، ويجعل منه الكثير المؤثر بإذنه..
16- تستخدم مواهبك الخاصة لدعم قضيتك: فإن كنتَ قانونياً فلتحرك دعاوى ضد المجرمين أعداء القانون الدولي، وإن كنتَ ممثلاً فأنشئ مسرحاً متنقلاً في الشوارع يفضح العدوان، وإن كنت شاعراً نثرت قصائدك، وإن كنتِ تحوكين الملابس فأرسلي قبعات لأطفال غزة..
اللهم اِجزِ خيراً مَن كتب وقرأ وطبّق ودعا...  
*د يحيى
26 - يناير - 2009
مقاربة أدبية ساخرة    كن أول من يقيّم
 
                     " أَحْيَلُ مِنْ مَصْرِف "
وهوَ مَثَلٌ يُقَالُ فِيْ مَنْ بَـرَعَ في الـخِدَاع، ثُمَّ فَـتَكَ بِضَحَايَاهُ فَتْكَ السِّبَاع، وكانَ يُظْهِرُ اللِّيْنَ والابْتِسَام، وهوَ في بَاطِنِهِ أَلَدُّ الـخِصَام، والمَصْرِفُ مَكَانٌ لِـحِفْظِ الوَدَائع، ومَرْتَعٌ تُعْتَسَفُ فيهِ الشَّرَائع، يُغْرِي المَسَاكِيْنَ بِالتَّسْهِيْلاتِ والعُرُوْض، ويُوْقِعُهُمْ في حَبَائل التَّقْسِيْطِ والقُرُوْض، ويُـحَلُّ فيهِ الرِّبا بِاسْمٍ مُـخْتَلِف، ولهُ لِـجَانٌ تُقِرُّهُ وتَغْتَرِف.
وأَصْلُ المَثَلِ أنَّ رَجُلاً مِنَ الأَخْيَار، أَوْقَعَهُ سُوْءُ حَظِّهِ عَلَى سِمْسَار، وكانَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ بَعْضُ المَال، ويَرْغَبُ في تَنْمِيَتِهِ في الـحَلال، فلَمْ يَسْتَثْمِرْ مَالَهُ في المَصَارِف، وهوَ لأَنْوَاعِ تَلاعُبِها عَارِف، ولَـمْ يَكُنْ يُقْبِلُ عَلَى مَشْرُوْع، ولا يُغَامِرُ في مُبَاحٍ ولا مَمْنُوْع، حتَّى يَـخْتَبِرَ الوَسِيْطَ والتَّاجِر، ويَتَحَقَّقَ مِنْ طَهَارَةِ المَظَاهِر، فتَعَرَّفَ إلى سِمْسَارٍ مَعْسُوْلِ اللِّسَان، يُبَادِرُ إلى الصَّلاة مَعَ الأَذَان، ثُوْبُهُ لَـمْ يُـجَاوِزْ قَدَمَه، وسِوَاكُهُ لا يُفَارِقُ فَمَه، دَائمُ الذِّكْرِ والاسْتِغْفَار، ولَهُ لِـحْيَةٌ ووَقَار، فأَلْـهَاهُ المَظْهَرُ عَنِ المَخْبَر، ووَقَعَ فِيْما كانَ يَـحْذَر، فمَا لَبِثَ السِّمْسَارُ أَنْ نَصَبَ شَبَكَتَه، وأَغْرَى بِزَائفِ العُرُوْضِ سَمَكَتَه، ومِنْ فَوْرِهِ عَـرَضَ عَلَيْهِ مُسَاهَمَة، وأَقْسَمَ لَهُ أَنْ يُضَاعِفَ دَرَاهِمَه، وسَاقَ لَهُ مِنْ هَوْلِ الكَلام، ما يُغْرِي أَدْهَى الأَنَام، وحِيْنَ أَطْرَقَ الرَّجُلُ في هَوْلِه، أَرْدَفَ السِّمْسَارُ بِقَوْلِه:
يا أَخي في الله، إنَّ الصِّدْقَ مَنْجَاة، وأَنا لا أُصْفِيْكَ إلاّ النُّصْح، ولا أَرْجُو مِنْكَ أَيَّ رِبْح، فاسْمَعْ وُقِيْتَ ضَيْرا، وجَزَاكَ اللهُ خَيْرا، إنَّ المُسَاهَمَةَ تِلْكَ ذَاتُ جَدْوَى، وقَدْ أَصْدَرَ العُلَـمَاءُ فِيْها فَتْوَى، كَمَا أَنَّـها مَدْعُوْمَةٌ مِنَ الكُبَرَاء، وعِلْيَةُ القَوْمِ فِيْها شُرَكَاء، والقَائمُوْنَ عَلَيْها رِجَالٌ أَكَارِم، مِنْهُمْ أَبُو عِكْرِمَةَ وأَبُو عَكَارِم، ولِذا هِيَ مَأْمُوْنَة، وأَرْبَاحُها مَضْمُوْنَة، وثَمَّةَ آخَرُوْنَ يَـحْلُمُوْنَ بِاغْتِنَامِها، ولَكِنَّها أَوْشَكَتْ عَلَى تَـمَامِها، ولَـمْ يَبْقَ فِيْها غَيْرُ أَسْهُمٍ قَلِيْلَة، والنَّاسُ تَبْذِلُ في اقْتِنَاصِها الـحِيْلَة، وقَدْ بَقِيَ عَلَى إغْلاقِها يَوْمَان، فبَادِرْ إلى اغْتِنَامِها واللهُ المُسْتَعَان، ولَوْلا أَنَّنِي أَحْبَـبْتُكَ في اللهِ العَظِيْم، لَعَـرَضْتُها عَلَى غَيْرِكَ يا أَخِي الكَرِيْم، فائْذَنْ لي بِالانْصِرَافِ الآن، لأَنَّنِي أَسْمَعُ صَوْتَ الأَذَان، وأَخْشَى أَنْ أَتَأَخَّرَ عَنِ الصَّفِّ الأَوَّل، ويَفَوْتَنِي مِنَ اللهِ الأَجْرُ الأَجْزَل، فقَدْ صَحَّ في ثَابِتِ المَرْوِيَّات، عَنِ الرِّجَالِ الأَفَاضِلِ الثِّقَات، أَنَّ نَبِيَّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، خَصَّ الصَّفَّ الأَوَّلَ بِالفَضْلِ الأَعْظَم، ولَعَلَّكَ تُوَافِيْنِي بِالمَالِ هُنَاك، أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُسَدِّدَ خُطَاك.
فوَضَعَ الرَّجُلُ مَالَهُ مَعَ الـخَبِيْث، وحَدَثَ ما لا يَـحْتَاجُ إلى حَدِيْث، ثُمَّ سَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الدِّيْنِ والفَضْل، فأَخْبَرُوْهُ عَنْ خُلُقِهِ الـخَسِيْسِ الرَّذْل، وأَنَّهُ مُتَسَلِّقٌ عَلَى الدِّيْن، ولَيْسَ بِثِقَةٍ ولا أَمِيْن، ثُمَّ حَذَّرُوْهُ مِنَ الانْخِدَاعِ بِالأَشْكَال، وبِخَاصَّةٍ فِيْما يَتَعَلَّقُ بِالمَال، فمَضَى والـحَسْرَةُ مِلْءُ أَحْشَائه، وأَنْشَدَ وهوَ في غَمْرَةِ اسْتِيَائه:
تَـجَافَيْتُ عَنْ مَصْرِفٍ مَاكِرٍ*** لِعِلْمِي بِأَنْوَاعِ حِيْلاتِهِ
يُرَابِي وَتُفْتِي لَهُ لَـجْنَةٌ*** يَـجُوْدُ عَلَيْهَا بِشَيْكَاتِهِ
يُـحَيِّـيْكَ إنْ جِئْتَ في حَاجَةٍ *** وَفِيْكَ لَهُ كُلُّ حَاجَاتِهِ
تُرِيْكَ الأَمَانَ ابْتِسَامَاتُهُ*** وُكُلُّ الأَذَى في ابْتِسَامَاتِهِ
فَإنْ نَالَ مِنْكَ الذي يَشْتَهِي*** أَرَاكَ فُنُوْنَ قَذَارَاتِهِ
فَمَنْ ذَا يُزَاحِمُ في مَوْرِدٍ*** وَقَدْ ذَاقَ كَأْسَ مَرَارَاتِهِ؟!
فَأَلْقَانِيَ الـحَظُّ عِنْدَ امْرِئٍ*** يُـخَبِّرُكَ الطُّهْرُ عَنْ ذَاتِهِ
قَصِيْرُ الإزَارِ لَهُ لِـحْيَةٌ*** وَيَا مَا أُحَيْلَى عِبَارَاتِهِ
يُنِيْلُكَ خَالِصَ تَـجْرِيْبِهِ*** وَيُصْفِيْكَ عَذْبَ مَشُوْرَاتِهِ
وَثِقْتُ بِظَاهِرِ تَدْلِيْسِهِ*** ولَـمْ أَبْلُ بَاطِنَ نِيَّاتِهِ
فَأَحْرَزَ مَالي وَوَلَّى بِهِ*** فَلِلَّهِ أَشْكُو خَسَاسَاتِهِ
لَقَدْ كَانَ أَحْيَلَ مِنْ مَصْرِفٍ *** وَأَلْسَعَ مِنْ كُلِّ حَيَّاتِهِ
فَـتَـبّاً لَهُ كَاذِباً فَاجِراً*** يَـرَى الدِّيْنَ ضِمْنَ تِـجَارَاتِهِ
 
الكاتب : فواز اللعبون......وجزى الله خيراً من أرسلها.
*د يحيى
4 - فبراير - 2009
لماذا الحبشة ؟    كن أول من يقيّم
 
نحيّيكم من (أديس أبابا)
د. عائض القرني
انتهينا من رحلة دعوية إلى أديس بابا عاصمة أثيوبيا (الحبشة) أرض الهجرة الأولى لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الفارين من أذى المشركين في مكة، والآن أدركت سر اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم للحبشة لتكون ملاذاً آمناً لأصحابه في جوار ملك مسيحي هو النجاشي ولكنه عادل لا يظلم أحداً، وكان الذين طردوا الصحابة هم من المشركين العرب فلم تنفع الصحابة القومية العربية بل كفر بها دعاتها فعذب القريب قريبه حتى فارق وطنه، مكثنا في أديس أبابا سبعة أيام وكانت الحكومة هناك حكومة مسيحية عاقلة تؤمن بالحوار والتعايش السلمي ففتحت المجال للغالبية المسلمة التي تمثل (70%) من سكان أثيوبيا البالغين (80) مليوناً، وكان علماء وعقلاء المسلمين هناك من الحكمة واللياقة ما جعلهم يستثمرون هذا الانفتاح من الحكومة وفتح باب حرية المعتقد ما نفع المسلمين نفعاً عظيماً، وقد قمنا مع ثلة من طلبة العلم من السعودية بإلقاء بعض المحاضرات التي حضرها علماؤهم وعامتهم حتى جاء اليوم الموعود والموقف المشهود يوم الجمعة، حيث كانت الخطبة في جامع الأنوار وهو أكبر جامع في إفريقِيَّة وحضر الخطبة مفتي أثيوبيا ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ عمر إدريس وإمام الجامع الشيخ طه، وارتجلت الخطبة عن تاريخ الحبشة الإسلامي أرض الهجرة الأولى ومذكرات مؤذن الإسلام الأول (بلال بن رباح) وأهمية حسن الخلق والرفق بالناس وكيفية التعامل مع الآخر وقيم التعايش السلمي ومد جسور الحوار وجميل التواصل مع أتباع الأديان الأخرى، ولما انتهت الصلاة أردنا الخروج من المسجد وسط بحر هائج من البشر، فلما خرجنا من المسجد وجدنا الطرق والشوارع مكتظة بالمصلين الذين جاء بعضهم من خارج العاصمة، وصدقوني أنني لم أشاهد في حياتي جمعا حضرته أكبر من هذا الجمع، إلا في الحج، وبعضهم عانقني والبعض صافح ومن لم يستطع مسح الرأس ومشى، ومن لم يستطع أشّر من بعيد وقبّل يده وكبرّ، وخفنا على أنفسنا من الزحام حتى تدخل بعض رجالهم لفض الزحمة، ومن شك فليسأل وهي معنا مسجلة بـالـ(سي دي)، وبعد الصلاة اتصلت الحكومة بعلماء أثيوبيا تشكرهم على الخطبة والمناداة للتعايش السلمي وحسن التعامل، وبالمناسبة فإني أوجه الرجاء لخادم الحرمين الشريفين أن يجعل مؤتمر حوار الأديان القادم في (أديس أبابا) لأنها أول بلد رحب بالإسلام ونصر أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وآمن بالحوار والتعايش السلمي بين أهل الأديان من بداية فجر الدعوة المحمدية، وأنت إذا خالطت أهل الحبشة انهالت عليك الذكريات والشجون وانتقلت بذاكرتك إلى تاريخ الدعوة النبوية وأيام البعثة الشريفة، فهلَّت الدموع وتعاظم الحنين وكثر الشوق واسترعى انتباهي في أثيوبيا أمران، الأول: لطف أهلها وحسن عشرتهم وقربهم من الوافد وتواضعهم ومسكنتهم ولذلك أعطوا حق اللجوء السياسي لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، الثاني: كثرة الخيرات في هذا البلد ومزارعه وحقوله وغدرانه وأنهاره وبحيراته وأشجاره وثرواته الحيوانية، وأنت تتمشى بين الحقول تشاهد آلاف الأبقار والأغنام ومساحات هائلة ممتدة من البساتين المثمرة والحقول المنتجة، مع رخص في الأسعار ولطافة في الجو وكثرة أمطار، لقد عدنا من أثيوبيا محملين بالتحايا، مضمخين بعطور الطبيعة الخلابة، مسرورين بما شاهدناه من حسن ضيافة وجميل رفادة، وأنا أعلن من هنا أن الحكومة العاقلة العادلة إسلامية وغير إسلامية تستحق الاحترام والتحية والتبجيل، ولهذا أنظر إلى النجاشي مليكهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كيف أثنى عليه صلى الله عليه وسلم بالعدل واختار أرضه دارا لسكن أصحابه الفارين من جبروت الجاهلية بمن فيهم ابن عمه جعفر بن أبي طالب وعثمان بن عفان، ولم تنفع عند هذا الملك العادل شفاعات وهدايا مشركي مكة لاسترداد الصحابة من عند هذا الملك، بل إنه استمع للرأي الآخر وأنصت لجعفر بن أبي طالب فقرأ عليه في مجلسه مع القساوسة سورة مريم، فبكى النجاشي ومن معه وأعلن إسلامه واتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم، ولما مات صلى عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب، فبالحوار والإقناع واللين والرفق نصل إلى القلوب مباشرة وينصت لنا العالم ويحترمنا الكل.
*د يحيى
5 - فبراير - 2009
دخلت مجازر غزة في زمرة دمنا    كن أول من يقيّم
 
مَجازر (غزة) بين سؤال وجواب
قال لي‏:‏ ألا تتحدث عن المجازر الرهيبة التي دارت رحاها‏،‏ في غزة العزة على البرآء الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ‏.‏ كما يتحدث الآخرون في سائر مدننا العربية وسائر أجهزتها الإعلامية‏؟‏...
قلت له‏:‏ إن أي رسّام‏،‏ يستطيع أن يصف بريشته الفنية هذه المآسي وأن يعبّر عنها بأبلغ مما أملكه ويملكه غيري من اللغة والبيان‏،‏ وإن صاحب أيّ ‏(‏كمرة تلفزيونية‏)‏ محمولة‏،‏ يستطيع أن يرسخ صورة هذه المجازر المرعبة‏،‏ بأبلغ مما يملكه الخطباء والشعراء‏.‏‏.‏‏.‏ فما عسى أن تصنعه ريشة الرسامين وكمرات المصورين‏،‏ لإنصاف البرآء ومعاقبة المجرمين السفاحين‏؟‏‏!‏
قال لي‏:‏ فما لك لا تحتج كما يحتجون‏؟‏
قلت له‏:‏ إن أدراج مكاتب الأمم المتحدة تتسع لآلاف النسخ من الاحتجاجات‏.
قال لي‏:‏ فما العلاج‏؟‏
قلت له‏:‏ أن تتجه الأوامر إلى سفراء إسرائيل في بعض بلادنا العربية بالطرد‏،‏ وأن يوجّه مثل ذلك إلى سفرائنا المقيمين بين ظهرانَي أولئك السفاحين‏،‏ بعودة كريمة إلى أوطانهم وقواعدهم‏،‏ وأن تمزق ورقة الصلح الزائف والاستسلام المهين‏،‏ وأن تعود بقايا أيام الشرف في حياة أمتنا‏،‏ أيام المواجهة والجهاد‏.‏
قال‏:‏ ولكن العرب لا قِبَل لهم بهذه المواجهة‏،‏ كما تعلم‏.‏
قلت‏:‏ ذلك لأن العرب حكموا على أنفسهم بما تقول‏.‏
قال‏:‏ كيف‏؟‏
قلت‏:‏ لأنهم حكموا على أنفسهم بالتفرق‏،‏ فالتخاصم‏،‏ فالشقاق‏.‏‏.‏
قال‏:‏ بل حكمتْ عليهم أمريكا بذلك‏!‏‏.‏‏.‏
قلت‏:‏ إن أمريكا ـ ومعها العالم كله ـ لا تستطيع أن تحيل مودة ما بين الأشقاء إلى خصام وشقاق‏،‏ إذ ليس على القلوب سلطانٌ إلا سلطان خالقها عز وجل‏.‏‏.‏ ولكن أمريكا نظرت‏،‏ فوجدت أن قلوب الأشقاء فارغة عن الأخوة التي عقد الله رباطها بين عباده المسلمين‏،‏ مليئة بحب التنافس على الأموال‏،‏ والكنوز السوداء والصفراء‏،‏ والمتع والزعامات‏.‏‏.‏ فوظفت هذه المشاعر الرخيصة الهابطة لمصالحها ومصالح الصِّهيَونية العالمية فأحالت التنافس إلى صراع‏،‏ والصراع إلى صدام‏.‏‏.‏ ثم إنها سعت سعيها اللاهث من وراء هذا الدخان المتصاعد من حنايا تلك القلوب‏،‏ فأنجزت أهدافها على طول بلادنا العربية الإسلامية وعرضها‏،‏ وتركت الصهيونية ترقص على جراحاتنا التي كنا ولانزال نحن أبطالها ونحن المسببون لها‏.‏
قال‏:‏ فإن اتحدت الأمة العربية‏،‏ فما الخطوة التي يجب أن تعقبها‏؟‏
قلت‏:‏ هي المجابهة والجهاد‏.‏‏.‏ وقلت‏:‏ هما خطوتان لا تغني الواحدة منهما عن الأخرى‏،‏ لا فائدة من الجهاد بدون وحدة‏،‏ ولا معنى للوحدة بدون جهاد‏.‏
قال‏:‏ ولكن الجهاد موجود‏،‏ ألا تسمع عما يجري منه اليوم في أفغانستان‏؟‏‏.‏‏.‏
قلت‏:‏ نعم‏،‏ إنه الجهاد ذاته الذي تقوم به إسرائيل أيضاً‏.‏ أليس الجميع يديرون رحى هذا الجهاد على المسلمين البرآء تقتيلاً وتقطيعاً‏؟‏‏!‏‏.‏‏.‏
إنها منافسة واحدة على طريق واحد ابتغاء هدف واحد وذات مضمون واحد وتسمية واحدة‏.‏ فاختر لها من الأسماء ما شئت‏.
جزى الله خيراً كاتبها وقارئها وموصلها.
*د يحيى
6 - فبراير - 2009
تذكير    كن أول من يقيّم
 
             تذكر دائماً قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله
 

سيدة شابة كانت تنتظر طائرتها في مطار دولي كبير
 
ولأنها كانت ستنتظر كثيراً – اشترت كتابا ً لتقرأ فيه واشترت أيضاً علبة بسكويت
بدأت تقرأ كتابها في أثناء انتظارها للطائرة
 
كان يجلس بجانبها رجل يقرأ في كتابه
 
عندما بدأت في قضم أول قطعة البسكويت التي كانت موضوعة على الكرسي بينها وبين الرجل
فوجئت بأن الرجل بدأ في قضم قطعة البسكويت من نفس العلبة التي كانت هي تأكل منها
بدأت هي بعصبية تفكر أن تلكمه لكمة في وجهه؛ لقلة ذوقه!
 
كل قضمة كانت تأكلها هي من علبة البسكويت، كان الرجل يأكل قضمة أيضاً
زادت عصبيتها لكنها كتمت في نفسها
عندما لم يبق في كيس البسكويت إلا قطعة واحدة فقط نظرت إليها ، وقالت في نفسها :
"ماذا سيفعل هذا الرجل قليل الذوق الآن"
لدهشتها قسّم الرجل القطعة إلى نصفين ، ثم أكل النصف ، وترك لها النصف الآخر .
 
قالت في نفسها : "هذا لا يحتمل"
كظمت غيظها ، وأخذت كتابها ، وبدأت بالصعود إلى الطائرة
 
عندما جلست في مقعدها بالطائرة فتحت حقيبتها لتأخذ نظارتها
وفوجئت بوجود علبة البسكويت الخاصة بها كما هي مغلفة بالحقيبة !!
 

صـُدمت وشعرت بالخجل الشديد
أدركت فقط الآن بأن علبتها كانت في (محفظتها)، وأنها كانت تأكل مع الرجل من علبته هو !!
أدركت متأخرة بأن الرجل كان كريما ً جدا ً معها
وقاسمها علبة البسكويت الخاصة به من دون أن يتذمر أو يشتكي !!
وازداد شعورها بالعار والخجل
في أثناء شعورها بالخجل لم تجد وقتاً أو كلمات مناسبة
لتعتذر للرجل عما حدث من قلة ذوقها !
 
*هناك دائما ً 3 أشياء لا يمكن إصلاحها
1) لا يمكنك استرجاع الحجر بعد إلقائه.

2) لا يمكنك استرجاع الكلمات بعد نطقها.
 
3) لا يمكن استرجاع الفرصة بعد ضياعها.
 
جزى الله خيراً كاتبها وقارئها وموصلها.
*د يحيى
7 - فبراير - 2009
د/ حسين نصار ( حيٌّ يرزق) (1)    كن أول من يقيّم
 

د/ حسين نصار ( الصّعيدي الملهم):   84 سنة

أطال الله عمره

النشأة

ولد الدكتور حسين نصار في يوم 25 أكتوبر 1925 ، وحصل على ليسانس الآداب عام 1947 ، والماجستير والدكتوراه من كليته نفسها عامي 1949 ـ 1953 وتدرج في الوظائف الجامعية حتى أصبح عميد كلية الآداب عام 1979.

نصار مترجماً

تمتازأعمال الدكتور نصار هو بالتأصيل العلمي والتوثيق المرجعي المحرر لكل ما يكتب، فقد كان يبحث بشكل عميق في المصادر الأصلية لموضوع دراسته ، مما يجعله واحداً من كبار المحققين لعيون التراث العربي. وكان اهتمامه بمباحث الإعجاز البياني للقرآن الكريم تعبيراً عن اهتمامه المتواصل بفقه الكلمة العربية وتاريخها ومبانيها اللغوية والتركيبية. ومن مباحثه المتخصصة في الاعجاز كتابة «الفواصل» الذي نشر عام 1999، الذي يعلن فيه أنه ليس من علماء الدين أو التاريخ، لكنه يحاول أن يؤرخ للتاريخ الفكري الذي دار حول قضية إعجاز القرآن، من خلال المنهج الذي يسميه «تفكير التاريخ». وقال د. الشرقاوي إن هذا يتبدى واضحاً في مؤلفاته الأخرى عن الإعجاز التي من بينها «القسَم في القرآن الكريم».

نصار محققاً

قام حسين نصار بإنجاز الكثير من التحقيقات للكتب والحصول على النسخ المخطوطة واللازمة لعملية التحقيق. ففي مجال النثر حقق عدداً من النصوص التاريخية الأدبية والرحلات منها «النجوم الزاهرة في حلي حضرة القاهرة» لعلي بن موسي بن سعيد المغربي، وهو الجزء الخاص بالقاهرة من موسوعة ابن سعيد، «المتوفى عام 685هـ» وبه يكتمل القسم الذي افرده المؤلف الأندلسي لمصر.
و حقق د. نصار أيضا «ولاة مصر» لمحمد بن يوسف الكندي
(ت 350) واعتمد في تحقيقه للكتاب على النسخة المخطوطة الوحيدة المحفوظة في المتحف البريطاني، وعلى المطبوعة التي أنجزها روفن كست، غير أن هذه المخطوطة كانت حافلة بالأخطاء مما حمل حسين نصار على إعادة نشرها وتصحيح ما وقع فيها من أخطاء، وقد قدم لها بمقدمة تحدث فيها عن الكِندي ومؤلفاته ومنهجه في التأليف والرواة الذين اعتمد عليهم في كتابه.
ويبدو في هذه النشرة الجديدة ما تكبده المحقق من عناء في عمله. وهو ما نجده أيضاً في تحقيقه ـ لـ«رحلة ابن جبير»: (ت 614 هـ)، وهي من أهم كتب الرحلات العربية وأغزرها فوائد، قام بها الرحالة الأندلسي من ساحل الأندلس بحراً إلى الإسكندرية، ثم جاب بلاد المشرق وفلسطين والشام والعراق ومصر، وحققت هذه الرحلة لأول مرة سنة 1852، وقام بها وليم رايت معتمداً على النسخة الوحيدة الموجودة في مكتبة جامعة ليدن ـ هولندا ـ وطبعت نقلاً عن الأوربية في نشرة سقيمة مشوهة، وقام حسين نصار بإعادة نشر الرحلة بعد أن حصل على نسخة مخطوطة أخرى في المغرب، وأتم مقابلتها وتصحيحها وألحق بها الفهارس المفصلة، ومنها الجزء «24» من كتاب «نهاية الأرب في فنون الأدب» لشهاب الدين النويري.
*د يحيى
8 - فبراير - 2009
 6  7  8  9  10