البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : الثقافة .    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )
 د يحيى 
1 - ديسمبر - 2008
 
 
ما تعريف الثقافة ؟ وهل ثقافات الأمم متساوية ؟ وما الفرق بين الثقافة والعِلم؟ وما الفرق بين الثقافة والحضارة ؟ وهل هناك تغير ثقافي ؟ وما أسبابه ؟وهل ثقافات الأمم متساوية، غير قابلة للنقد والتقويم؟
أعزائي سراة الوراق : هل لكم إلى مشاركة ؟.
 تحياتي لكم ، وكلّ عام وأنتم بخير.
( يحيى مصري) .
 2  3  4  5  6 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
يا أختاه    كن أول من يقيّم
 
أختي الست ضياء خانم ...حفظك الله والأسرة ، وبارك فيكم ... لا حرمني الله منكم .... الحياة ماض وحاضر وآت .... تذكّرتُ مواساتك لي بعين أمي ، ثم أناقة لفظك المنتقى لي ولسراة الوراق ، ثم فرحتك بصورة أخيك ( الختيار) أبي بشار ،ثم هذا الدعاء الصادق الذي برّد صدري ،.... عندها حطت الفراشة على الياسمينة وقالت-وقد سرقتُ نغمها المبدع الأصيل- : " الباء بهاء الله ، والسين سناء الله ، والميم مجد الله ، ، والله الرحمن الرحيم جامع الأسماء والصفات: كلمة ،والحياة كلمة، والمبدأ كلمة ، والمعاملة كلمة ، والصدق كلمة ، والنزاهة كلمة ، والاستقامة كلمة ، والصبر كلمة ، والتقوى في القلب مع صفاء النية نورنا وضياؤنا ....".
أمي : نبضات قلبي ، ونور عيوني ، تسلّم عليكِ ، وتقول لك : أصبح عندي ثلاثُ بناتٍ: ضياء ،وسعاد، وفاطمة ،...
 تحيتنا لك يا أختاه مرتين : مرة لضياء مبدئك ، وأخرى لأدبك . وحفظ الله( آريان) في غربته ، وبلّغك مقصودك ، ودمتِ في هناءة وسعادة وطُمَأنينة.
 
*د يحيى
18 - ديسمبر - 2008
ياأختاء ، ياضياء.    كن أول من يقيّم
 
أضاء الله قلبك ، ونوّر دربك ، وحفظ أكبادك ، وسدد خطاك ، وبرّد قلبك ، وأعطاك من كل ما تسألينه .... كلك ذوق وأدب . ومن مبدئك : الله كلمة ، والمعاملة كلمة ، والاستقامة كلمة ، والصدق كلمة ....
عندي أختان : سعاد، وفاطمة ، وأتشرف بك أختاً ثالثة .
نعم ، " رب أخ لك لم تلده أمك".
*د يحيى
18 - ديسمبر - 2008
هل تأخرت ؟    كن أول من يقيّم
 
أخي وأستاذي الدكتور يحيى : أسعد الله مساءك بكل الخير
عدت منذ وقت قليل وكان نهاري مضنياً . الطقس عاطل جداً والكل من حولي مريض . قرأت تعليقاتك للحال وذهلت : أخشى أن أكون قد تأخرت بالرد عليكم فظننتم بأنني ، لا سمح الله ، أتقصد ذلك . كلامك كله على عيني ورأسي يا أستاذ يحيى ، وكلام " أم أحمد " أحلى هدية تلقيتها منذ زمن طويل ، أتشرف بمعرفتكم وبالانتساب إلى هذه العائلة الكريمة ، وبأن أنضم إلى سعاد وفاطمة ، وكل كلمة صادقة قلتها بحقي سأحملها لك في رقبتي ديناً إلى يوم الدين . لا نور أرق وأحلى من نور طيبتك وحسن سريرتك . سامحني لو كنت قد تأخرت بالرد ولكن المثل الذي تعرفه ، لا بد ، يقول ( اللي بيعرف بيعرف ، والما بيعرف بيقول كف عدس ) فأنا والله ضائعة في زحمة الحياة في هذه الفترة . سلامي لكم جميعاً وللوالدة الحنونة ودمتم بخير وعافية . 
*ضياء
19 - ديسمبر - 2008
دلالات الحذاء في الثقافة العربية..    كن أول من يقيّم
 
كاريكاتير نور الدين الحمريطي
 
أتاح لنا حذاء منتظر الزيدي، المرمي على وجه بوش، العودة قليلا إلى مخيالنا الجماعي، والبحث في معنى الحذاء والنعل في الثقافة العربية. ولا شك أن البحث في هذا المجال لذيذ، ونتائجه مفاجئة، وحتى لو تتبعنا اشتقاق جذر «حذا» في اللغة العربية لتوصلنا إلى نتيجة مفادها هو قدرة العربي على الغرف من بيئته، فاللغة ذاكرة أمة، ومن ذلك حين كان منتظر يلوح بـ«كندرته» العراقية على مرمى الذراع، ويسميها إخواننا في الشام «الصرماية»، ويقال ضربه بالصرماية أي لطشه بالحذاء، والمعنى أهانه.

في لسان العرب لابن منظور نجد في باب كلمة «حذا» التالي: حَذَا النعلَ حَذْواً وحِذَاءً: قدَّرها وقَطَعها. وفي التهذيب: قطعها على مِثالٍ.
ورجل حَذَّاءٌ: جَيّد الحَذْوِ. يقال: هو جَيّدُ الحِذَاءِ أَي جَيِّد القَدِّ. وفي المثل: مَنْ يَكُنْ حَذَّاءً تَجُدْ نَعْلاهُ. وحَذَوْت النَّعلَ بالنَّعْلِ والقُذَّةَ بالقُذَّةِ: قَدَّرْتُهُما عليهما.
وفي المثل: حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ. وحَذَا الجِلْدَ يَحْذُوه إِذا قوّره، وإِذا قلت حَذَى الجِلْدَ يَحْذِيهِ فهُو أَن يَجْرَحَه جَرْحاً. وحَذَى أُذنه يَحْذِيها إِذا قَطَعَ منها شيئاً.
وفي الحديث: لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ؛ الحَذْو: التقدير والقطع، أَي تعملون مثل أَعمالهم كما تُقْطَع إِحدى النعلين على قدر الأُخرى.
والحِذَاءُ النعل.
واحْتَذَى: انْتَعَل؛ قال الشاعر: يا لَيْتَ لِي نَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ، وشُرُكاً منَ اسْتِهَا لا تَنْقَطِعْ، كُلَّ الحِذَاءِ يَحْتَذِي الحافِي الوَقِعْ. وفي حديث ابن جريج: قلت لابن عمر رأَيتُك تَحْتَذِي السِّبْتَ أَي تَجْعَلُه نَعْلَك. احْتَذى يَحْتَذِي إِذا انْتَعل؛ ومنه حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه، يصف جعفر بن أَبي طالب، رضي الله عنهما: خَيْرُ من احْتَذَى النِّعالَ.
والحِذَاء ما يَطَأُ عليه البعير من خُفِّه والفرسُ من حافِرِه يُشَبَّه بذلك.
وحَذانِي فلان نَعْلاً وأَحْذاني: أَعطانيها، وكره بعضهم أَحْذاني. الأَزهري: وحَذَا له نَعْلاً وحَذَاه نَعْلاً إِذا حَمَله على نَعْل. الأَصمعي: حَذاني فلان نَعْلاً، ولا يقال أَحْذاني؛ وأَنشد للهذلي: حَذاني، بعدَما خذِمَتْ نِعالي، دُبَيَّةُ، إِنَّه نِعْمَ الخَلِيلُ بِمَوْرِكَتَيْنِ مِنْ صَلَوَيْ مِشَبٍّ، مِن الثِّيرانِ عَقْدُهُما جَمِيلُ. الجوهري: وتقول اسْتَحْذَيْته فأَحْذاني.
ورجل حاذٍ: عليه حِذاءٌ.
وقوله، صلى الله عليه وسلم، في ضالة الإِبِل: مَعَها حِذاؤُها وسِقاؤُها؛ عَنَى بالحِذاء أَخْفافَها، وبالسِّقاء يريد أَنها تَقْوى على ورود المياه؛ قال ابن الأَثير: الحِذَاء، بالمدّ، النَّعْل؛ أَراد أَنها تَقْوَى على المشي وقطع الأَرض وعلى قصد المياه وورودها ورَعْيِ الشجر والامتناع عن السباع المفترسة، شبهها بمن كان معه حِذَاء وسِقاء في سفره، قال: وهكذا ما كان في معنى الإِبل من الخيل والبقر والحمير.
وفي حديث جِهَازِ فاطمة، رضي الله عنها: أَحَدُ فِراشَيْها مَحْشُوٌّ بحُذْوَةِ الحَذَّائِين؛ الحُذْوَةُ والحُذَاوَةُ: ما يسقط (* قوله «الحذوة والحذاوة ما يسقط إلخ» كلاهما بضم الحاء مضبوطاً بالأصل ونسختين صحيحتين من نهاية ابن الأثير). من الجُلُودِ حين تُبْشَرُ وتُقْطَعُ مما يُرْمَى به ويَبْقَى. والحَذَّاؤُونَ: جمع حَذَّاءٍ، وهو صانعُ النِّعالِ. والمِحْذَى: الشَّفْرَةُ التي يُحْذَى بها.
وفي حديث نَوْفٍ: إِنَّ الهُدْهُدَ ذهب إِلى خازن البحر فاستعار منه الحِذْيَةَ فجاء بها فأَلْقاها على الزُجاجة فَفَلَقَها؛ قال ابن الأَثير: قيل هي الأَلْماسُ (* قوله «الألماس» هو هكذا بأل في الأصل والنهاية، وفي القاموس: ولا تقل الألماس، الذي يَحْذِي الحجارةَ أَي يَقْطَعُها ويَثْقب الجوهر.
ودابة حَسَن الحِذاءِ أَي حَسَنُ القَدّ.
وحَذَا حَذْوَه: فَعَل فعله، وهو منه. التهذيب: يقال فلان يَحْتَذِي على مثال فُلان إِذا اقْتَدَى به في أَمره.
ويقال حاذَيْتُ موضعاً إِذا صرْتَ بحِذائه.
وحاذَى الشيءَ: وازاه.
وحَذَوْتُه: قَعَدْتُ بحِذائِه. شمر: يقال أَتَيْتُ على أَرض قد حُذِيَ بَقْلُها على أَفواه غنمها، فإِذا حُذِيَ على أَفواهها فقد شبعت منه ما شاءت، وهو أَن يكون حَذْوَ أَفواهها لا يُجاوزها.
وفي حديث ابن عباس: ذاتُ عِرْقٍ حَذْوَ قَرَنٍ؛ الحَذْوُ والحِذاءُ: الإِزاءُ والمُقابِل أَي أَنها مُحاذِيَتُها، وذاتُ عِرْق مِيقاتُ أَهل العراق، وقَرَنٌ ميقاتُ أَهل نجد، ومسافتهما من الحرم سواء.
وفي معجم (الصّحّاح في اللغة)
حَذَوْتُ النَعل بالنعل حَذْواً، إذا قدَّرْتُ كلَّ واحِدةٍ على صاحبتها. يقال: حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ. قال ابن السكيت: حَذَوْتُهُ، أي قعدتُ بِحِذائِهِ.
وحَذى الخَلُّ فاه يَحْذيهِ حَذْياً، إذا قَرَصَه. يقال: هذا شرابٌ يَحْذي اللسان.
وحَذَيْتُ يده بالسكين، أي قطعتُها.
وحَذَتِ الشَفْرَةُ النعلَ: قطعَتْها.
وحَذِيَتِ الشاةٌ تَحْذي حَذَى، مقصورٌ، وهو أن ينقطع سَلاها في بطنها فتشتكي.
والحِذاءُ النعلُ.
واحْتَذى: انْتَعَلَ.
والحِذاءُ ما وَطئَ عليه البعير من خُفِّه والفرسُ من حافره.
وأَحْذَيْتُهُ نعلاً، إذا أعطيتَه نعلاً. تقول منه: استحذيتُهُ فأَحْذاني.

نجيب سرور يهجو حذاء العمدة

وفي الشعر الحديث ما كتبه الكاتب المصري الكبير نجيب سرور في قصيدته «الحذاء» يهجو فيها عمدة قريتهم حين يقول:
أنـا ابـْنُ الشـــقاء ْ
ربيب ُ الـَّزريبــة والمصطبــة ْ
وفي قـريتي كلهم أشـــقياء ْ
وفي قـريتي (عـُمدةٌ) كالإله ْ
يـُحيط بأعناقنــا كالقــدرْ
بأرزاقنـــا
بما تحتنــا من حقول حـَبــالي
يـلدن الحيــاة ْ
وذاك المســاء
أتانـا الخفيـر ُ ونـادى أبي
بأمر الإله !. . ولبـَّى أبي
ويمضي نجيب سرور في وصف موقف الإذلال الذي تعرض له والده على يدي العمدة:
رأيت ُ.. أأنسى؟
رأيت ُ الإله َ يقــوم فيخلـع ذاك الحـذاء ْ
وينهــال كالســيل فوق أبي!!
أهـــذا.. أبي؟
وكم كنت أختــال بين الصغــار
بأن أبي فــارع “كالملك“!
أيغدو ليعنى بهــذا القصر؟!
ومن القصائد الجميلة ما كتبته الشاعرة اللبنانية سوزان عليوان في قصيدة بعنوان «حذاء بحجم قصيدة هايكو» والتي تقول فيها:
كحبتي كرز تلمع فردتاه في راحتيها
من الكعبين العاليين تتدلى كرتان بلون الزهر
برهافة جناحين في شرنقة حرير
حذاء بحجم قصيدة هايكو
لطفل
يحلمان بخطوته
تضيء الأرض

في مدح الأحذية

غير أن شاعرا عموديا مثل الخليجي الشاعر سالم الفيفي، تلقف حدث حذاء منتظر الزيدي، ونظم قصيدة على الفور، وهي بداية مطر لسيل جارف من قصائد المديح في الإعلاء من شأن الأحذية، بعد أن كانت في الستينيات وفي السبعينيات رمزا من رموز القمع والبوليسية في الأنظمة العربية، ودلالة على غياب الحرية والديمقراطية في الوطن العربي.
يقول فيها سالم الفيفي:
أبى بـأنْ يكـونَ دُمْيَـة ًافتـراءْ
فقالهـا مُجَـرّدا عـن الـحِـذاءْ
أعطى الرئيـسَ سعـرَهُ برميـةٍ
مساويًا بينهمـا عنـدَ الشّـراءْ
وقالـهـا بجـزمـةٍ قديـمـةٍ
حريـة الغـرب هـي افـتـراءْ
لـم يكتـرث بغاصـبٍ لأرضـهِ
ساستـهـا أصـابـعُ الخـفـاءْ
يرفـضُ كـلَّ مَـنْ أتـى مُعَلّقـا
بإصْبَـع ِالمُحْتـل ِفـي الهَـوَاءِ
يرفـضُ أنْ يخـونَ أرضَ جـده
مستلقـيـا ًأسِــرَّة َ النـسـاءِ
يرفـضُ أنْ يزيّـفَ الحسـيـن
ويلطـم الوجـه بــلا حـيـاء
لكن من أجمل المقالات التي كتبت في هذا الباب ما كتبه الكاتب البحريني والأديب حسن مدن حين يقول: «هل كان بوسع المخيلة أن تقترح للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وداعاً لائقاً وهو يستعد لحزم حقائبه مغادراً البيت الأبيض أكثر من ذاك الذي أعده له الإعلامي العراقي منتظر الزيدي في مؤتمره الصحافي في العراق، الذي أتى إليه ليتوج ما يعده نصراً حققه فيه؟
لا نحسب ذلك أبداً، فمهما شطح الخيال لن يصل به الأمر إلى تصور أن تكون للحذاء هذه الوظيفة في إيقاع الإهانة الضرورية بمن استحقها بكل جدارة.
عليه أن يبحث بين الدارسين عمن يؤول له مغازي السب الذي كاله له منتظر، قبل أن يقذفه بزوجي حذائه، واحدةً تلو الأخرى، وهنا أيضاً يتعين على المعنيين بالأمر أن يشرحوا له شحنة التحقير في استخدام الحذاء بالذات لإلقائه في وجهه، حتى أوشك أن يصيب هذا الوجه مرتين لا مرة واحدة.
إن وجد من يشرح لبوش تلك الشحنة التي تنطوي عليها مفردة “قندرة” في اللهجة العراقية الدارجة، ولحظات التفوه بها حين يفرغ صبر العراقي، أو يبلغ السيل عنده حد الزبى، فسيدرك جيداً مغزى ما جرى.
وإن وجد من يشرح له الدلالة التي تنطوي عليها مفردة “الكلب” في المخيال العربي، حين ترد على شكل شتيمة لاذعة توجه إلى أحدهم، فسيدرك بوش ساعتها أن الحديث لا يدور عن كلب أنيق نظيف من الفصائل “الفاخرة”، من تلك التي يربيها الغربيون في بيوتهم، ويحرصون على استخدام الشامبو المعطر في غسيل فروها، وإنما عن أمر آخر مختلف تماما»ً.

متى لبس الإنسان الحذاء ?

لكن متى لبس الإنسان الحذاء، بعد أن كان يمشي حافيا في البراري الموحشة للكوكب البكر، الإجابة عند عالم أمريكي من جامعة واشنطن قال إن الإنسان عرف ارتداء الحذاء منذ ما بين 26 ألف عام و40 ألف عام.
وأوضح إريك ترينكوس، الباحث في علوم الإنسان، أنه خلال تلك الفترة أصبحت أصابع قدم الإنسان ضعيفة، مما يدل على اعتماده على أشياء خارجية تمكنه من إحكام التشبث بالأرض.
وأضاف الباحث الأمريكي أن التغير في شكل عظام القدم خلال تلك الفترة يعود إلى اختراع أحذية ذات قاعدة قوية، قللت الحاجة إلى أصابع قدم قوية وطويلة للحفاظ على توازن الإنسان خلال المشي.
ولم يحدد العلماء متى تخلى الإنسان عن الحركة حافي القدمين تماما، حيث إن الإنسان الأول كان يستخدم أوراق الأشجار وجلود الحيوانات في تغطية قدميه.
وفي المناطق شديدة البرودة كان الإنسان يغطي قدميه من البرد منذ حوالي 500 ألف سنه تقريبا.
وفي الوقت ذاته، قال ترينكوس إنه كان معروفا أن اختراع أول حذاء في العالم يعود إلى حوالي 9 آلاف عام مضت، ولكن التغير الذي طرأ على شكل عظام قدم الإنسان منذ حوالي 30 ألف عام يدل على أن الحذاء كان معروفا منذ
ذلك الحين.
 
** ملف حكيم عنكر (يومية المساء المغربية )
*abdelhafid
19 - ديسمبر - 2008
المرض نعمة    كن أول من يقيّم
 
لا يقال :  الله الضار إلا بضمّ النافع معها ..إن الله يضرّ ؛ لِينفع . والحمد لله على كل حال هو المأمول المطلوب ، وإن لم نسأل الله - سبحانه - يغضب ؛ لأن الدعاء مُخ العبادة ، فأسأل الله الرحمن الرحيم القريب المجيب الشافي أن يمن عليكم برحمته ، وأن يعافي ويشافي مرضاكم " إنما أمرُهُ إذا أراد شيئاً أن يقولَ له كن فيكون" :
يا من يرى ما في الضميرويسمع ** أنت المعد لكل ما يتوقع
 يا من يرجى للشدائد كلها **  يا من إليه المشتكى والمفزع
 يا من خزائن رزقه في قول كن** امنن فإن الخير عندك أجمع
 مالي سوى فقري إليك وسيلة **  فبالافتقار إليك فقري أدفع
 مالي سوى قرعي لبابك حيلة **  فلئن رددتَ
فأيَّ بابٍ أقرع
 ومن الذي أدعو وأهتف باسمه**إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
 حاشا لجودك أن تقنط عاصياً** الفضل أجزل والمواهب أوسع
 ثم الصلاة على النبي وآله ** خيرِ الأنام ومَن به يُتشفّع
 
الله معك يا أختي الست ضياء خانم ، وحسّن الله أحوالك.....
 
*د يحيى
19 - ديسمبر - 2008
الصحبة    كن أول من يقيّم
 
* ذِكْرُ الصُّحبة يجمع المؤمن والكافر، والدليل على ذلك قول الله تعالى: " قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً " [الكهف18/37].
- صحِب ابن مسعود  رضي الله عنه نصرانياً في طريق ، ولمّا ودّعه ، قال : وعليكم السلام ! فقيل له : كيف ؟ قال : لِحَق الصُّحبة . ( موسوعة فقه عبد الله بن مسعود) .
* وأيضاً: اسم الصحبة يطلق على العاقل والبهيمة، والدليل على ذلك من كلام العرب أنهم سموا الحمار صاحباً، فقالوا:
إنّ الحمارَ مع الحمار مَطيّةٌ      **    فإذا خلوتَ به فبِئسَ الصاحبُ
حقاً نحن في هذا الزمان :
* شَـرُّ الأزمنـة أن يتبجّـحَ الجــاهـلُ، ويسكُـتَ العــاقـل.
الجهل شر وبلاء، والأمية ضياع وجفاء، ولكن علم المنحرفين وأمية المتعلمين أشدّ وأنكى، ومصيبة أن تتحول المناهج الدراسية إلى نوع من المعرفة الآلية الباردة، وأن يبقى هذا الكم من المعلومات رصيدًا للثقافة العامة، لا علاقة له بواقع الحياة .
 
 
*د يحيى
23 - ديسمبر - 2008
شذور فضية    كن أول من يقيّم
 
                              لوحة سيبويه في تقويم اللسان
 
" .... وكذلك : ها أنا ذا ، وها نحن أولاء ، وها هو ذاك ، وهاهما ذانك ، وها هم أولئك ، وها أنت ذا ، وها أنتما ذان ، وها أنتم أولاء ، وها أنتنّ أولاء ، وها هنّ أولئك " . (سيبويه1/379 ، طبعة بولاق ).
 
                                   شذرات
 
* قوله تعالى : " ثم عرضهم على الملائكة " . يريد:
 " عَرَضَ عليهم أصحاب الأسماء " .
 ( معاني القرآن للأخفش1/56). وفي ( أضواء البيان 1/72 ، سطر 2 فما بعده) : " يعني مُسَمَّيات الأسماء ، لا الأسماء ، كما يتوهم من ظاهر الآية، وقد أشار إلى أنها المسميات بقوله :
 " أنبئوني بأسماء هؤلاء ".
* ( ها ) التنبيه : حكمها الفتح عند أكثر العرب ، ويجوز ضمها في لغة بني أسد ، وقرئ في السبع :
[ ( أيهُ المؤمنون : 24/31، يا أيهُ الساحر : 43/49 ، أيُّهُ الثقلان : 55/31) . وهي قراءة أهل الشام = قراءة ابن عامر . يُنظَر : البحر المحيط 6/450، والنشر2/369 ، و381. ] .
* الهاءات ثلاث : " ما تكون بدلاً من تاء التأنيث ، نحو : ثمرة وشجرة ، وهاء استراحة تثبت في الوقف دون الوصل ، نحو : كتابيَهْ ، وَ لِمَهْ ، وهاء أصل ، مثل : هاء وجه ، وشفاه، ومياه " .
( الأشباه والنظائر للسيوطي 2/151 ، نقلاً عن الخطيب الفارسي في النوادر ) .
* " إياكَ واللو ، فإن اللوَّ تفتح عمل الشيطان " . صحيح سنن ابن ماجه 2/404 ، تحقيق الألباني) .
* هنالكَ : يحتمل أن يكون للمكان وللزمان .
 ( البحر المحيط 2/444 ، 5/153 ، 7/217 ، و479 ) .
* ها هنا : ظرف مكان . ( البحر7/34) .
* هَنّا ، هِنّا ، ثَمَّ : يُشارُ بها إلى المكان البعيد .
 ( شرح الكافية الشافية 1/318) .
* همزة التعدية تسمى همزة النقل في الفعلين : أَعلَمَ ، أرَى = عَلِمَ ، رأى . ( شرح الكافية الشافية 2/569) .
*  هذه : فيها لغات : هذه قامت ، وهاذي قامت ، وهاذِ قامت ، و ذِهْ قامت ، و ذي قامت ، وهاتا قامت ، وتا قامت .
 لقد ذكر ابن الأنباري في ( المذكر والمؤنث ، تحقيق عُضَيمة 1/204-206 ستة أبيات على ( هذي).
وفي ديوان ذي الرّمّة (صفحة527) :
فهذي طواها بُعدُ هذي وهذه ** طواها لهذي وخْدُها وانسلالُها
وقد جاءت ( هاتا ) في قول حاتم.
 ( ديوانه ، طبعة بيروت ، ص 79-80) :
إن كنتِ كارهةً لِعِيشتنا ** هاتا فَحُلِّي في بني بَدْرِ
* هاتِيكَ : قال طَرَفة بن العبد ( ديوانه ، ص 31 ) :
 رأيت بني غبراءَ لا يُنكِرونني ** ولا أهل هاتيكَ الطَّوافِ المُمَدّ َدِ
* هذينِكَ : في الحديث الشريف : " ألا أخبركم بأشَدَّ منه حَرّاً يومَ القيامةِ هذيْنِكَ الرَّجُلَين ". ( مسلم بشرح النووي17/127-128).
*د يحيى
26 - ديسمبر - 2008
رمق    كن أول من يقيّم
 
البحث عن جذر رمق في لسان العرب

الرَّمَقُ: بقيّة الحياةِ، وفي الصحاح: بَقِية الرُّوح، وقيل: هو آخِر النفْس. وفي الحديث: أَتيت أَبا جَهل وبه رَمَقٌ، والجمع أَرْماقٌ.ورجل رامِق: ذو رَمَقٍ؛ قال:
كأَنَّهمْ من رامِقٍ ومُقْصَـدِ أَعَجازُ نَخْلِ الدَّقَلِ المُعَصَّدِ
ورَمَّقه: أَمْسكَ رَمَقه. يقال: رَمَّقُوه وهم يَرمِّقُونه بشيء أَي قَدرِ ما يُمْسِك رَمَقَه. ويقال: ما عَيْشُه إِلا رُمْقةٌ ورِماقٌ؛ قال رؤبة:
ما وَجْزُ مَعْرُوفِك بالرِّماقِ، ولا مُؤاخاتُك بالـمِـذاقِ
أَي ليس بِمَحْضٍ خالصٍ، والرَّمَقُ والرُّمْقةُ والرِّماقُ والرَّماقُ؛ الأَخيرة عن يعقوب: القليل من العَيْش الذي يُمْسِكُ الرَّمَقَ، قال: ومن كلامهم موتٌ لا يَجُرّ إِلى عارٍ خَير من عَيْشٍ في رِماق. والمُرْمَقُّ من العَيش: الدُّون اليَسِير. وعَيْشٌ مُرْمَقٌّ: قليل يَسير؛ قال الكميت:
أَرانا على حُبِّ الحَياةِ وطُولِهـا، يُجَدُّ بِنا، في كلِّ يَوْمٍ، ونَـهْـزِل
نُعالِجُ مُرْمَقّاً من العَيْشِ فـانـياً، له حارِكٌ لا يَحْمِلُ العِبْء أَجْزَلُ
وعيش رَمِقٌ أَي يُمْسِك الرَّمَق. وما في عيش فلان إِلا رُمْقة ورِماق أَي بُلغة. والرُّمُق: الفُقراء الذين يتَبلَّغون بالرِّماق وهو القليل من العيش؛ التهذيب: وأَنشد المُنذِري لأَوْس:
صَبَوْتَ، وهل تَصْبُو ورَأْسُك أَشْيَبُ، وفاتَتْكَ بالرَّهْنِ المُرامِقِ زَيْنَـبُ?
قال أَبو الهيثم: الرَّهْن المُرامَق، ويروى المُرامِق، وهو الرَّهن الذي ليس بموثوق به وهو قلب أَوْس. والمُرامِقُ: الذي بآخِر رَمَقٍ؛ وفلان يُرامِقُ عيْشَه إذا كان يُدارِيه؛ فارَقَتْه زينب وقلبُه عندها فأَوْسٌ يُرامِقُه أَي يُدارِيه. والمُرامِقُ: الذي لم يبقَ في قلبه من مودَّتك إِلا قليل؛ قال الراجز:
وصاحِبٍ مُرامِقٍ داجَيْتُه،
دَهَنْتُه بالدُّهْن أَو طَلَيْتُه،
على بِلالِ نَفْسِه طَوَيْتُه
ورامَقْتُ الأَمر إذا لم تُبرمه؛ قال العجاج:
والأمْرُ ما رامَقْتَه مُلَـهْـوَجـا يُضْوِيك، ما لم تَجْنِ منه مُنْضَجا
ونخلة تُرامِقُ بعِرْق أَي لا تَحْيا ولا تموت. والرُّمَّقُ: الضعيفُ من الرِّجال. وحَبْل مُرْماقٌّ: ضعيف، وقد ارْماقَّ الحبْلُ ارْمِيقاقاً.وارْمَقَّ الأَمرُ ارْمِقاقاً أَي ضَعُف. وحبل أَرْماقٌ: ضعيف خَلَقٌ..وارْمَقَّ العيْشُ: ضَعُف. وترمَّقَ الرجلُ الماءَ وغيره: حَسا منه حُسْوةً بعد أُخرى. والرَّمَقُ: القَطيعُ من الغنم. فارسي معرب. ومن كلامهم: أَضْرَعَتِ الضَّأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ، وأَضْرَعَتِ المَعز فرَمِّقْ رَمِّقْ؛ يريد الأَرْباقَ وهي خُيوط تُطرَح في أَعناق البَهم لأَن الضأْن تُنزِل اللبن على رُؤوس أَولادها، والمِعزى تُنزل قبل نِتاجها بأَيام، يقول: فتَرَمَّقْ لبنَها أَي اشرَبه قليلاً قليلاً. ورجل مُرامِق: سَيِّء الخُلُق عاجز. ورامَقَه: داراه مَخافة شره.
والرِّماقُ: النِّفاق. وفي حديث طَهْفةَ: ما لم تُضْمِروا الرِّماق، وهو قريب من هذا لأَنَّ المنافِقَ مُدارٍ بالكذب؛ حكاه الهَرويّ في الغريبين.
يقال: رامَقْته رِماقاً وهو أَن تنظُر إِليه شَزْراً نظَرَ العَداوة، يعني ما لم تَضِق قلوبُكم عن الحقّ. وفي حديث قُسٍّ: أَرْمُق فَدْفَدَها أَي أَنظُر نظراً طويلاً شَزْراً. والمُرَمِّقُ في الشيء: الذي لا يُبالِغ في عَمَله. والتَّرْمِيقُ: العَمل يعمَلُه الرجل لا يُحْسِنه وقد يَتبلَّغ به. يقال: رَمِّقْ على مَزادَتَيْك أَي رُمَّهما مَرَمَّةً تتبَلَّغ بهما.ورمقَه يَرْمُقه رَمْقاً ورامَقَه: نظر إِليه. ورمقْتُه ببصري ورامَقْتُه إذا أَتْبَعْته بصَرك تتعهَّده وتنظر إِليه وتَرقُبه. ورمَّقَ تَرْمِيقاً: أَدامَ النظر مثل رَنَّقَ.
ورجل يَرْموقٌ: ضعيف البصر. والرُّمُقُ: الحسَدةُ، واحدهم رامِق ورَمُوقٌ.
والرَّامِقُ والرَّامِجُ: هو المِلْواحُ الذي تُصاد به البُزاةُ والصُّقور، وهو أَن تُشَدَّ رِجل البومة في شيء أَسود وتُخاطَ عيناها ويُشدّ في ساقها خيط طويل، فإِذا وقع البازي عليها صاده الصيّاد من قُترته؛ حكاه ابن دريد، قال: ولا أَحسبه عربيّاً صحيحاً.
وارْمقّ الطريقُ: امتدّ وطال؛ قال رؤبة:
عَرَفْتُ من ضَرْبِ الحَرِير عِتْقا فيه، إذا السَّهْبُ بهِنّ ارْمَـقّـا
الأَصمعي: ارْمَقَّ الإِهابُ ارْمِقاقاً إذا رَقَّ، ومنه ارْمِقاقُ العيش؛ وأَنشد غيره:
ولم يَدْبُغُونا على تِحْلِئ، فيَرْمَقُّ أَمْرٌ ولم يَعْمَلُوا
والمُرْمَقُّ: الفاسد من كل شيء.
*د يحيى
30 - ديسمبر - 2008
المرأة ( 1 )    كن أول من يقيّم
 
 
المرأة في القرآن الكريم
ساوى الله (جل جلاله ) بين الرجل والمرأة في أصل الخِلقة ، فأخبر سبحانه بوحدة الأصل الإنساني الذي خلق منه الرجال والنساء في غير موضعٍ من القرآن الكريم ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) [النساء :1] ، وقال سبحانه : ( وَهُوَ الَّذِى أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ) [الأنعام :98] ، وقال عز مِن قائل : (هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) [الأعراف :189] وقال تعالى : ( خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) [الزمر :6].
كما ساوى ربنا بينهما في أصل العبودية له وحدَه والتكاليف الشرعية ، ولم يفضل جنسًا على آخر، بل جعل مقياس التفضيل التقوى والصلاح والإصلاح ، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [الحُجُرات :13] ، ويتساوى الرجال والنساء، بل الإنسان وجميعُ خَلْقِ الله في أصل العبودية ، قال تعالى : ( إِنْ كُلُّ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِى الرَّحْمَنِ عَبْدًا ) [مريم :93] .
وساوى الله بين الرجال والنساء في أصل التكاليف الشرعية ، والثواب والعقاب على فعلها وتركها ، قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [غافر :40] ، وقال سبحانه : ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ ) [آل عمران :195] ، وقال تعالى: ( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) [النساء :124] ، وقال سبحانه وتعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [النحل :97] .
كما ساوى ربنا بينهما في أصل الحقوق والواجبات ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) [البقرة :228] ، وقال تعالى: ( لِلرِجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ) [النساء :7] ، وَجَرَّم سبحانه وتعالى ما كان يفعله العرب قبل الإسلام من كراهية أن يرزقه الله بالأنثى، حيث قال تعالى : ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" [النحل : 58 ، 59] .
ولم تقتصر نصوص الشرع الشريف على المساواة في أصل التكليف ، وأصل الحقوق والواجبات ، وإنما تعدى الأمر إلى التوصية بالمرأة ؛ وذلك لرقة طبعها وخجلها أن تطالب بحقوقها ، فأوصى الرجال بهن خيرًا وأن يتعاملوا معهن بالمعروف في غير موضع في القرآن الكريم . قال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) [النساء :19] ، وقوله ( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًا عَلَى المُحْسِنِينَ ) [البقرة :236]  وقوله سبحانه : ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلاَ تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُوْلاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ) [الطلاق :6]  وقوله تعالى : ( فَاَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) [النساء :24]  وقال عز وجل : ( وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي ءَاتَاكُمْ ) [النور :33]  وقوله تعالى : ( فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًا كَبِيرًا ) [النساء :34] ، وقوله سبحانه : ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُم أَن تَرِثُواْ النّسَاءَ كَرْهًا وَلاَ تَعضُلُوهُنَّ لِتَذهَبُواْ بِبَعضِ مَا ءَاتَيتُمُوهُنَّ ) [ النساء : 19 ] وقوله سبحانه وتعالى : َ(فإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا ) [البقرة: 229].
 
 
*د يحيى
31 - ديسمبر - 2008
المرأة ( 2 )    كن أول من يقيّم
 
 
ميراث المرأة بين الحقائق والافتراءات
ولابد علينا أن نعلم ما هو الإرث ؟ وماذا تعني هذه الكلمة في اللغة وفي الشرع ؟ فالإرث في اللغة : الأصل ، والأمر القديم توارثه الآخر عن الأول ، والبقية من كل شيء . وهمزته أصلها واو . ويطلق الإرث ويراد منه انتقال الشيء من قوم إلى قوم آخرين . ويطلق ويراد منه الموروث . ويقاربه على هذا الإطلاق في المعنى التركة.
والإرث اصطلاحًا : عرفه الشافعية والقاضي أفضل الدين الخونجي من الحنابلة : أنه حق قابل للتجزؤ يثبت لمستحقه بعد موت من كان له ذلك لقرابة بينهما أو نحوها .
ومن الأمور المهمة التي يجب أن تكون حاضرة في ذهن المسلم الواعي أن مساحة الاجتهاد في فقه المواريث خاصة ضيقة ، وأحكام المواريث في أغلبها ليست إلا تطبيقًا لنصوص الشارع الحكيم ، فالذي قسم تلك الأنصبة هو الله سبحانه وتعالى وعندما استقرء العلماء هذه التقسيمات زاد يقينهم بالله وسبحوا ربهم على حكمة التشريع الرباني ، وقالوا صدق ربنا : ( مَّا فَرَّطْنَا فِى الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) [الأنعام :38] .
يتردد كثيرًا قول بعضهم : « إن الإسلام ظلم المرأة ؛ حيث جعل نصيبها في الميراث نصف نصيب الرجل » ، ونحن المسلمين نؤمن بثوابت راسخة من صفات الله تعالى ، تجعل تلك الشبهة لا تطرأ على قلب أي مسلم أو مسلمة ، وتتمثل تلك الثوابت في أن الله سبحانه حكم عدل ، وعدله مطلق ، وليس في شرعه ظلم لبشر أو لأي أحد من خلقه : ( وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) [الكهف :49] ، ( وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلا(
ً  [النساء :49] ، ( وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ) [الحج :10]  ، ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ) [العنكبوت :40] ، ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) [النساء :40]  ، ( وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) [النساء :124] ، ( فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ) [التوبة :70] .
وإن الفروق في أنصبة المواريث هي أساس قضية المواريث في الفقه الإسلامي ، ولا تختلف الأنصبة في المواريث طبقًا للنوع ؛
وإنما تختلف الأنصبة طبقًا لثلاثة معايير :
الأول
: درجة القرابة بين الوارث والمورث : ذكرًا كان أو أنثى ، فكلما اقتربت الصلة زاد النصيب في الميراث ، وكلما ابتعدت الصلة قل النصيب في الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين ، فترى البنت الواحدة ترث نصف تركة أمها ( وهي أنثى ) على حين يرث أبوها ربع التركة ( وهو ذكر ) وذلك ؛لأن الابنة أقرب من الزوج فزاد الميراث لهذا السبب .
الثاني : موقع الجيل الوارث : فالأجيال التي تستقبل الحياة ، وتستعد لتحمّل أعبائها ، عادة يكون نصيبها في الميراث أكبر من نصيب الأجيال التي تستدبر الحياة وتتخفف من أعبائها ، بل تصبح أعباؤها - عادة - مفروضة على غيرها ، وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات . فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه - وكلتاهما أنثى - وترث بنت المتوفى أكثر من أبيه كذلك في حالة وجود أخ لها .
الثالث : العبء المالي : وهذا هو المعيار الوحيد الذي يثمر تفاوتًا بين الذكر والأنثى ، لكنه تفـاوت لا يفـضى إلى أي ظـلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها ، بل ربما كان العكس هو الصحيح .
ففي حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون في العاملين الأولين ( درجة القرابة ، وموقع الجيل ) - مثل أولاد المتوفَّى ، ذكوراً وإناثاً - يكون تفاوت العبء المالي هو السبب في التفاوت في أنصبة الميراث ؛ ولذلك لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والأنثى في عموم الوارثين ، وإنما حصره في هذه الحالة بالذات ، والحكمة في هذا التفاوت ، في هذه الحالة بالذات ، هي أن الذكر هنا مكلف بإعالة أنثى - هي زوجه - مع أولادهما ،في حين الأنثـى الوارثة أخت الذكر- إعالتها ، مع أولادها ، فريضة على الذكر المقترن بها .
فهي - مع هذا النقص في ميراثها بالنسبة إلىأخيها الذي ورث ضعف ميراثها - أكثر حظًّا وامتيازًا منه في الميراث ؛ فميراثها - مع إعفائها من الإنفاق الواجب - هو ذمة مالية خالصة ومدخرة ، لجبر الاستضعاف الأنثوى ، ولتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات ، وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين ، ومن أعباء الرجل المالية نذكر منها :
1- الرجل عليه أعباء مالية في بداية حياته الزوجية وارتباطه بزوجته ، فيدفع المهر ، يقول تعالى : ( وَءَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ) [النساء :12] ، والمهر -التزام مالي يدفعه الرجل للمرأة - من تشريعات بداية الحياة الزوجية ، والمرأة تتميز عن الرجل ؛ فإنه ليس من حقه أن يطالب بمهر من المرأة إذا ما أرادت أن تتزوج منه .
2- الرجل بعد الزواج ينفق على المرأة وإن كانت تمتلك من الأموال ما لا يمتلكه هو ، فليس من حقه أن يطالبها بالنفقة على نفسها فضلاً عن أن يطالبها بالنفقة عليه ؛ لأن الإسلام ميزها وحفظ مالها ، ولم يوجب عليها أن تنفق منه .
3- الرجل مكلف كذلك بالأقرباء وغيرهم ممن تجب عليه نفقته ، حيث يقوم بالأعباء العائلية والالتزامات الاجتماعية التي يقوم بها المورث باعتباره جزءًا منه ، أو امتدادًا له ، أو عاصبـًا من عصبته .
هذه الأسباب وغيرها تجعلنا ننظر إلى المال أو الثروة نظرة أكثر موضوعية ، وهي أن الثروة والمال أو الملك مفهوم أعم من مفهوم الدخل ، فالدخل هو المال الوارد إلى الثروة ، وليس هو نفس الثروة ؛ حيث تمثل الثروة المقدار المتبقي من الواردات والنفقات .
وبهذا الاعتبار نجد أن الإسلام أعطى المرأة نصف الرجل في الدخل الوارد ، وكفَل لها الاحتفاظ بهذا الدخل دون أن ينقص سوى من حق الله كالزكاة ، أما الرجل فأعطاه الله الدخل الأكبر وطلب منه أن ينفق على زوجته وأبنائه ووالديه إن كبرا في السن ، ومن تلزمه نفقته من قريب وخادم وما استحدث في عصرنا هذا من الإيجارات والفواتير المختلفة ؛ مما يجعلنا نجزم أن الله فضل المرأة على الرجل في الثروة ؛ حيث كفل لها حفظ مالها ، ولم يطالبها بأي شكل من أشكال النفقات .
ولذلك حينما تتخلف قضية العبء المالي كما هي الحال في شأن توريث الإخوة والأخوات لأم ؛ نجد أن الشارع الحكيم قد سوَّى بين نصيب الذكر ونصيب الأنثى منهم في الميراث ، قال تعالى : ( وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِى الثُّلُثِ ) [النساء :12] . فالتسوية هنا بين الذكور والإناث في الميراث ؛ لأن أصل توريثهم هنا الرحم ، وليسوا عصبةً لمورثهم حتى يكون الرجل امتدادا له من دون المرأة ، فليست هناك مسئوليات ولا أعباء تقع على كاهله بهذا الاعتبار .
وباستقراء حالات ومسائل الميراث انكشف لبعض العلماء والباحثين حقائق قد تذهل الكثيرين ؛ حيث ظهر التالي :
أولاً : أن هناك أربع حالات فقط ترث المرأة نصف الرجل .
ثانيًا : أن أضعاف هذه الحالات ترث المرأة مثل الرجل .
ثالثًا : هناك حالات كثيرة جدًا ترث المرأة أكثر من الرجل .
رابعًا : هناك حالات ترث المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال .
وتفصيل تلك الحالات فيما يلي :
أولاً : الحالات التي ترث المرأة نصف الرجل :
1- البنت مع إخوانها الذكور ، وبنت الابن مع ابن الابن .
2- الأب والأم ولا يوجد أولاد ولا زوج أو زوجة .
3- الأخت الشقيقة مع إخوانها الذكور .
4- الأخت لأب مع إخوانها الذكور .
ثانيا : الحالات التي ترث المرأة مثل الرجل :
1- الأب والأم في حالة وجود ابن الابن .
2- الأخ والأخت لأم .
3- أخوات مع الإخوة والأخوات لأم .
4- البنت مع عمها أو أقرب عصبة للأب ( مع عدم وجود الحاجب ) .
5- الأب مع أم الأم وابن الابن .
6- زوج وأم وأختين لأم وأخ شقيق على قضاء سيدنا عمر ( رضى الله عنه )، فإن الأختين لأم والأخ الشقيق شركاء في الثلث .
7- انفراد الرجل أو المرأة بالتركة بأن يكون هو الوارث الوحيد ، فيرث الابن إن كان وحده التركة كلها تعصيبا ، والبنت ترث النصف فرضًا والباقي ردًا . وذلك لو ترك أبا وحده فإنه سيرث التركة كلها تعصيبًا ، ولو ترك أما فسترث الثلث فرضًا والباقي رضا عليها .
8- زوج مع الأخت الشقيقة ؛ فإنها ستأخذ ما لو كانت ذكرًا ، بمعنى لو تركت المرأة زوجًا وأخًا شقيقا فسيأخذ الزوج النصف ، والباقي للأخ تعصيبًا. ولو تركت زوجاً وأختاً فسيأخذ الزوج النصف والأخت النصف كذلك .
9- الأخت لأم مع الأخ الشقيق ، وهذا إذا تركت المرأة زوجًا ، وأمًّا ، وأختًا لأم ، وأخًا شقيقًا ؛ فسيأخذ الزوج النصف ، والأم السدس ، والأخت لأم السدس ، والباقي للأخ الشقيق تعصيًبا وهو السدس .
10- ذوو الأرحام في مذهب أهل الرحم ، وهو المعمول به في القانون المصري في المادة 31 من القانون رقم 77 لسنة 1943، وهو إن لم يكن هناك أصحاب فروض ولا عصابات فإن ذوي الأرحام هم الورثة ، وتقسم بينهم التركة بالتساوي كأن يترك المتوفى ( بنت بنت ، وابن بنت ، وخال ، وخالة ) فكلهم يرثون نفس الأنصبة .
11- هناك ستة لا يحجبون حجب حرمان أبدًا وهم ثلاثة من الرجال ، وثلاثة من النساء ، فمن الرجال ( الزوج ، والابن ، والأب ) ، ومن النساء ( الزوجة ، والبنت ، والأم ) .
ثالثا : حالات ترث المرأة أكثر من الرجل :
1- الزوج مع ابنته الوحيدة .
2- الزوج مع ابنتيه .
3- البنت مع أعمامها .
4- إذا ماتت امرأة عن ستين فدانًا ، والورثة هم ( زوج ، وأب ، وأم ، وبنتان ) فإن نصيب البنتين سيكون 32 فدانًا بما يعني أن نصيب كل بنت 16 فدانا ً، في حين أنها لو تركت ابنان بدلاً من البنتان لورث كل ابن 12,5 فداناً ؛ حيث إن نصيب البنتين ثلثي التركة ، ونصيب الابنين باقي التركة تعصيبا بعد أصحاب الفروض .
5- لو ماتت امرأة عن 48 فدانًا ، والورثة ( زوج ، وأختان شقيقتان ، وأم ) ترث الأختان ثلثي التركة بما يعني أن نصيب الأخت الواحدة 12 فداناً ، في حين لو أنها تركت أخوين بدلاً من الأختين لورث كل أخ 8 أفدنة لأنهما يرثان باقي التركة تعصيًبا بعد نصيب الزوج والأم .
6- ونفس المسألة لو تركت أختين لأب ؛ حيث يرثان أكثر من الأخوين لأب .
7- لو ماتت امرأة وتركت ( زوجًا ، وأبًا ، أمًا ، بنتًا ) ، وكانت تركتها 156 فدانًا فإن البنت سترث نصف التركة وهو ما يساوي 72 فداناً ، أما لو أنها تركت ابنًا بدلاً من البنت فكان سيرث 65 فدانًا ؛ لأنه يرث الباقي تعصيبًا بعد فروض ( الزوج والأب والأم ) .
8- إذا ماتت امرأة وتركت ( زوجًا ، وأمًا ، وأختًا شقيقة ) ، وتركتها 48 فدانًا مثلا فإن الأخت الشقيقة سترث 18 فدانًا ، في حين أنها لو تركت أخًا شقيقًا بدلاً من الأخت سيرث 8 أفدنة فقط ؛ لأنه سيرث الباقي تعصيبًا بعد نصيب الزوج والأم ، ففي هذه الحالة ورثت الأخت الشقيقة أكثر من ضعف نصيب الأخ الشقيق .
9- لو ترك رجل ( زوجة ، وأمًا ، وأختين لأم ، وأخوين شقيقين ) وكانت تركته 48 فداناً ، ترث الأختان لأم وهما الأبعد قرابة 16 فداناً فنصيب الواحدة 8 أفدنة ، في حين يورث الأخوان الشقيقان 12 فدانًا ، بما يعني أن نصيب الواحد 6 أفدنة .
10- لو تركت امرأة ( زوجًا ، وأختًا لأم ، أخوين شقيقين ) ، وكانت التركة 120 فدانًا ، ترث الأخت لأم ثلث التركة ، وهو ما يساوي 40 فدانًا ، ويرث الأخوان الشقيقان 20 فدانًا ، بما يعني أن الأخت لأم وهي الأبعد قرابة أخذت أربعة أضعاف الأخ الشقيق .
11- الأم في حالة فقد الفرع الوارث ، ووجود الزوج في مذهب ابن عباس (رضى الله عنه ) ، فلو مات رجل وترك ( أبًا ، وأمًا ، وزوجًا ) فللزوج النصف ، وللأم الثلث ، والباقي للأب ، وهو السدس أي ما يساوي نصف نصيب زوجته .
12- لو تركت امرأة ( زوجًا ، وأمًّا ، وأختًا لأم ، أخوين شقيقين ) وكانت التركة 60 فدانًا ، فسترث الأخت لأم 10 أفدنة في حين سيرث كل أخ 5 أفدنة ؛ مما يعني أن الأخت لأم نصيبها ضعف الأخ الشقيق ، وهي أبعد منه قرابة .
13- ولو ترك رجل ( زوجة ، وأبًا، وأمًّا ، وبنتًا ، بنت ابن ) ، وكانت التركة 576 فدانًا ، فإن نصيب بنت الابن سيكون 96 فدانًا ، في حين لو ترك ابنَ ابنٍ لكان نصيبه 27 فدانًا فقط .
14- لو ترك المتوفى ( أم ، وأم أم ، وأم أب ) وكانت التركة 60 فدانًا مثلاً ، فسوف ترث الأم السدس فرضا والباقي ردًّا ، أما لو ترك المتوفى أبًا بدلاً من أم بمعنى أنه ترك ( أبًا ، وأم أم ، أم أب ) فسوف ترث أم الأم ، ولن تحجب السدس وهو 10 أفدنة ، والباقي للأب 50 فداناً ، مما يعني أن الأم ورثت كل التركة 60 فدانًا ، والأب لو كان مكانها لورث 50 فداناً فقط .
رابعا : حالات ترث المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال :
1- لو ماتت امرأة وتركت ( زوجًا ، وأبًا ، أمًا ، بنتًا ، بنت ابن ) ، وتركت تركة قدرها 195 فداناً مثلاً ، فإن بنت الابن سترث السدس وهو 26 فدانًا ، في حين لو أن المرأة تركت ابن ابن بدلاً من بنت الابن لكان نصيبه صفرًا ؛ لأنه كان سيأخذ الباقي تعصيًبا ولا باقي ، وهذا التقسيم على خلاف قانون الوصية الواجبة الذي أخذ به القانون المصري رقم 71 لسنة 1946، وهو خلاف المذاهب ، ونحن نتكلم عن المذاهب المعتمدة ، وكيف أنها أعطت المرأة ، ولم تعط نظيرها من الرجال .
2- لو تركت امرأة ( زوجًا ، وأختًا شقيقة ، أختًا لأب ) ، وكانت التركة 84 فدانًا مثلاً ، فإن الأخت لأب سترث السدس ، وهو ما يساوي 12 فدانًا ، في حين لو كان الأخ لأب بدلا من الأخت لم يرث ؛ لأن النصف للزوج ، والنصف للأخت الشقيقة والباقي للأخ لأب ولا باقي .
3- ميراث الجدة : فكثيرا ما ترث ولا يرث نظيرها من الأجداد ، وبالاطلاع على قاعدة ميراث الجد والجدة نجد الآتي : الجد الصحيح ( أي الوارث ) هو الذي لا تدخل في نسبته إلى الميت أم مثل أب الأب أو أب أب الأب وإن علا ، أما أب الأم أو أب أم الأم فهو جد فاسد ( أي غير وارث ) على خلاف في اللفظ لدى الفقهاء ، أما الجدة الصحيحة هي التي لا يدخل في نسبتها إلى الميت جد غير صحيح ، أو هي كل جدة لا يدخل في نسبتها إلى الميت أب بين أمين ، وعليه تكون أم أب الأم جدة فاسدة لكن أم الأم ، وأم أم الأب جدات صحيحات ويرثن .
4- لو مات شخص وترك ( أب أم ، وأم أم ) في هذه الحالة ترث أم الأم التركة كلها ، حيث تأخذ السدس فرضًا والباقي ردًا ، وأب الأم لا شيء له ؛ لأنه جد غير وارث .
5- كذلك ولو مات شخص وترك ( أب أم أم ، وأم أم أم ) تأخذ أم أم الأم التركة كلها ، فتأخذ السدس فرضًا والباقي ردًا عليها ولا شيء لأب أم الأم ؛ لأنه جد غير وارث .
إذن فهناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال ، في مقابلة أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل . تلك هي ثمرات استقراء حالات ومسـائل الميراث في عـلم الفرائض ( المواريث ) ، فأرى أن الشبهة قد زالت بعد هذه الإيضاحات لكل منصفٍ صادقٍ مع نفسه ، نسأل الله العناية والرعاية ، والحمد لله رب العالمين
.
 
*د يحيى
31 - ديسمبر - 2008
 2  3  4  5  6