البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : من يعرف تاريخ مولد النبي محمد (ص)    كن أول من يقيّم
 زهير 
24 - نوفمبر - 2008
تحية طيبة أساتذتي الأكارم:
هل المدة التي كانت بين مولد عيسى (ع) وبين مولد النبي (ص) متفق عليها، أم أنها مسألة لا تزال تفتقر للتوثيق والبحث ؟ أرجو ممن يقف على الكلام الفصل في هذه المسألة أن يمن به علينا مشكوراً.
فقد استوقفني قول الزمخشري في الكشاف:  (وقيل: كان بين عيسى ومحمد صلوات الله عليهما خمسمائة وستون سنة. وقيل: ستمائة. وقيل: أربعمائة ونيف وستون)
بحثت عن أصل قوله: (وقيل: أربعمائة ونيف وستون) فلم  أوفق في بحثي.
 ولكن استوقفني ما حكاه ابن قتيبة في (المعارف) قال:
وبين موسى وداود خمسمائة عام، وبين داود وعيسى ألف ومائتا عام، وبين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ستمائة عام، وعشرون عاماً، فهذا تاريخ على رواية وهب ابن منبه..... وكان بين الأسكندروس وبين نبينا صلى الله عليه وسلم نحو من تسعمائة سنة والأسكندروس بعد المسيح فيما ذكر وهب، وفي هذا مخالفة لقوله إن بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما ستمائة سنة وعشرين عاماً، وغيره يذكر أن الإسكندر قبل المسيح، والخبر في الإنجيل عن جالية بابل أنها كانت بعد داود بأربعة عشر قرناً وقبل المسيح بأربعة عشر قرناً، والنساب يذكرون أنها كانت قبل إبراهيم وفي هذا من الاختلاف والتفاوت ما قد ترى والله أعلم
ورأيت الصفدي في الوافي قد ذكر أن تحرير هذه المسالة جرى سنة (671هـ) قال في الوافي (نشرة الوراق ص 4):
(قالت اليهود إن الماضي من خلق آدم عليه السلام إلى تاريخ الاسكندر ثلثة آلاف سنة وأربعمائة سنة وثمانية وأربعون سنة. وقالت النصارى أنها خمسة آلاف سنة ومائة وثمانون سنة. وأما المدة المحررة من هبوط آدم عليه السلام من الجنة إلى الأرض لتاريخ الليلة المسفرة عن صباح يوم الجمعة الذي كان فيه الطوفان عند اليهود ألف سنة وستمائة وخمسون سنة وعند النصارى ألفا سنة ومائتان واثنان وأربعون سنة وعند السامرة ألف وثلثمائة سنة وسبع سنين.وقال آخر المدة التي بين خلق آدم ويوم الطوفان ألفا سنة ومائتان وعشرون سنة وثلاثة وعشرون يوماً. وأما تاريخ الاسكندر المذكور في القرآن العظيم وتاريخ بخت نصر فمعلومان وتاريخ الطوفان مجهول فأردنا تصحيح ذلك وتحريره فصححناه بحركات الكواكب وأوساطها من وقت كون الطوفان الذي وضع فيه بطلميوس أوساط الكواكب في المجسطي فبمعاونة هذين الأصلين صححنا تاريخ الطوفان بحركات الكواكب كما تصحح حركات الكواكب بالتاريخ طرداً فعكسنا ذلك إلى خلف وجمعنا أزمنته وحررناه فوجدنا:
بين الطوفان وبخت نصر من السنين الشمسية على أبلغ ما يمكن من التحرير ألفي سنة وأربعمائة سنة وثلثي سنة وربع سنة
ومنه إلى تاريخ السريان أربعمائة سنة وستة وثلاثون سنة
وجمعنا ذلك فكان ما بين الطوفان وذي القرنين بعد جبر الكسور ألفين وتسع مائة واثنين وثلاثين سنة ثم زدنا على ذلك ما بيننا وبين ذي القرنين إلى عامنا هذا وهو سنة إحدى وسبعين وستمائة للهجرة فبلغ من آدم عليه السلام إلى الآن ستة آلاف سنة وسبعمائة وتسعا وسبعين سنة على أبلغ ما يمكن من التحرير.
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
رواية الطبري    كن أول من يقيّم
 
وانقل هنا سطورا من رواية الطبري في تاريخه (نشرة الوراق ص 363) قال:
فجميع ما مضى من السنين من لدن أهبط آدم إلى الأرض، إلى وقت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم - على ما يقوله أهل الكتاب من اليهود، وتزعم أنه في التوارة الصورة مثبت من أعمار الأنبياء والملوك - أربعة آلاف سنة وستمائة سنة واثنتان وأربعون سنة وأشهر.
وأما على ما تقوله النصارى مما تزعم أنه في توراة اليونانية؛ فإن ذلك خمسة آلاف سنة وتسعمائة سنة واثنتان وتسعون سنة وأشهر....... حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن سعيد بن أبي صدقة، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أن كعباً قال: إن قوله: " يا أخت هارون " ليس بهارون أخي موسى، قال: فقالت له عائشة: كذبت، قال: يا أم المؤمنين؛ إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قال فهو أعلم وأخبر؛ وإلا فإني أجد بينهما ستمائة سنة. قال: فسكتت.
حدثني الحارث، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا هشام، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم ألف سنة وتسعمائة سنة، ولم يكن بينهما فترة، وإنه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل، سوى من أرسل من غيرهم، وكان بين ميلاد عيسى والنبي خمسمائة وتسع وستون سنة، بعث في أولها ثلاثة أنبياء، وهو قوله: " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالثٍ "، والذي عزز به شمعون، وكان من الحواريين  ....فهذا ما روى عن علماء الإسلام في ذلك، وفي ذلك من قولهم تفاوت شديد، وذلك أن الواقدي، حكى عن جماعة من أهل العلم أنهم قالوا ما ذكرت عنه أنه رواه عنهم.
وعلى ذلك من قوله، ينبغي أن يكون جميع سني الدنيا إلى مولد نبينا صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف سنة وستمائة سنة، وعلى قول ابن عباس الذي رواه هشام بن محمد، عن أبيه، عن أبي صالح، عنه؛ ينبغي أن يكون إلى مولد النبي صلى الله عليه وسلم خمسة آلاف سنة وخمسمائة سنة.
وأما وهب بن منبه فقد ذكر جملة من قوله من غير تفصيل، وأن ذلك إلى زمنه خمسة آلاف سنة وستمائة سنة، وجميع مدة الدنيا عند وهب ستة آلاف سنة. وقد كان مضى عنده من ذلك إلى زمانه خمسة آلاف سنة وستمائة سنة. وكانت وفاة وهب بن منبه سنة أربع عشرة ومائة من الهجرة، فكأن الباقي من الدنيا على قول وهب من وقتتنا الذي نحن فيه، مائتا سنة وخمس عشرة سنة.
وهذا القول الذي قاله وهب بن منبه موافق لما رواه أبو صالح، عن ابن عباس.
وقال بعضهم: من وقت هبوط آدم عليه السلام إلى أن بعث نبينا صلى الله عليه وسلم ستة آلاف سنة ومائة وثلاث عشرة سنة؛ وذلك أن عنده من مهبط آدم إلى الأرض إلى الطوفان، ألفي سنة ومائتي سنة وستاً وخمسين سنة، ومن الطوفان إلى مولد إبراهيم خليل الرحمن ألف سنة وتسعاً وسبعين سنة، ومن مولد إبراهيم إلى خروج موسى ببني إسرائيل من مصر خمسمائة سنة وخمساً وستين سنة، ومن خروج موسى ببني إسرائيل من مصر إلى بناء بيت المقدس - وذلك لأربع سنين من ملك سليمان بن داود - ستمائة سنة وستاً وثلاثين سنة، ومن بناء بيت المقدس إلى ملك الإسكندر سبعمائة سنة وسبع عشرة سنة، ومن ملك الإسكندر إلى مولد عيسى بن مريم عليه السلام ثلثمائة سنة وتسعاً وستين سنة، ومن مولد عيسى إلى مبعث محمد صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وإحدى وخمسين سنة، ومن مبعثه إلى هجرته من مكة إلى المدينة ثلاث عشرة سنة.
وقد حدث بعضهم عن هشام بن محمد الكلبي؛ عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، أنه قال: كان من آدم إلى نوح ألفا سنة ومائتا سنة، ومن نوح إلى إبراهيم ألف سنة ومائة سنة وثلاث وأربعون سنة، ومن إبراهيم إلى موسى خمسمائة سنة وخمس وسبعون سنة، ومن موسى إلى داود مائة سنة وتسع وسبعون سنة (1) ومن داود إلى عيسى ألف وثلاث وخمسون سنة، ومن عيسى إلى محمد ستمائة سنة
______________________
(1) يبدو أن هذا من أخطاء الطباعة ؟
*زهير
24 - نوفمبر - 2008
تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم    كن أول من يقيّم
 
تحية للأستاذ زهير ولكل المشاركين والقراء. العلامة محمود باشا الفلكي (المتوفى سنة 1302هـ 1885م، وترجمته في «الأعلام» للزركلي، ج7 ص164) له رسالة حول تحقيق وضبط تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم. وقد كتبها بالفرنسية، وعرّبها أحمد زكي باشا شيخ العروبة بعنوان «نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام وفي تحقيق مولده وعمره عليه الصلاة والسلام». وفيها يثبت بالبراهين التاريخية والفلكية أنه (ص) ولد يوم الاثنين 9 ربيع الأول (سنة 53 قبل الهجرة) الموافق 20 نيسان/ أبريل 571م.
*لطف الله
24 - نوفمبر - 2008
أقرب الأقوال إلى الواقع    كن أول من يقيّم
 
الأخ الفاضل زهير
أرى أقرب الأقوال إلى الواقع هو القول الذي صح ورواه مالك وعقيل ويونس بن يزيد وغيرهم عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم رضي الله عنه من أنه اليوم الثامن من ربيع الأول.اهـ  انظر: البداية والنهاية (3/375) ).
 
وذلك لأنه مؤيَّد بحسابات الفلكيين
قال في البداية والنهاية (3/ 375) :
"ونقل ابن عبد البر عن أصحاب الزيج أنهم صححوه".
 
قال في الوسيط مادة (ز ي ج):
"والزيج كل كتاب يتضمن جداول فلكية يعرف منها سير النجوم، ويستخرج بواسطتها التقويم سنة سنة) .
 
وهو اليوم الذي رجحه الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي وهو من كبار الفلكيين، فقال:
"كان قدوم الفيل مكة لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم، يوم الأحد، وكان أوَّل المحرم من تلك السنة يوم الجمعة، وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بخمسين يومًا يومَ الاثنين لثمان خلت من ربيع الأول، وذلك يوم عشرين من نيسان، وبعث نبيُّنا يوم الاثنين لثمانٍ خلت من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من عام الفيل، فكان من مولده إلى أن بعثه الله أربعون سنة ويوم، ومن مبعثه إلى أول المحرم من السنة التي هاجر فيها اثنتا عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرون يومًا، وذلك ثلاث وخمسون سنة تامة من عام الفيل".اهـ انظر: عيون الأثر (1/81).
 
*محمد
25 - نوفمبر - 2008
متى ولد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ !!!؟    كن أول من يقيّم
 
ومن الأمور الخلافية ، بالإضافة لما تفضل به أخي الحبيب وشاعرنا اللبيب زهير ـ حفظه الله ورعاه ـ وهي مما يجب أن يقف عندها الباحث المحقق ، بروية ، باحثا محققا ، هي :
 
متى ولد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ !!!؟
 
وإليكم ما قاله الصحابة رضوان الله عليهم ، والتابعون لهم ، وعلماء الحديث من بعدهم ، وأهل التاريخ والسير .

أولاً : سنة ولادته صلى الله عليه وسلم :
 
الأكثرون على أنَّ ولادته صلى الله عليه وسلم كانت عام الفيل ، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما ؛ قيل : بعد حادثة الفيل بخمسين يوماً ، وهو قول السهيلي المالكي ؛ وقيل : بخمس وخمسين يوماً ،حكاه الحافظ الدمياطي الشافعي ؛ وقيل : بشهر ؛ وقيل : بأربعين يوماً ، حكاهما مغلطاي الحنفي وابن سيد النَّاس الشافعي ؛ وقال الإمام الزهري : بعد الفيل بعشر سنين ؛ وقيل : قبل الفيل بخمس عشرة سنة ؛ وقيل : غيره .
 
ثانياً : شهر ولادته صلى الله عليه وسلم :
 
قيل :في شهر صفر؛ وقيل : في ربيع الآخر، حكاهما مغلطاي الحنفي ؛ وقيل : في رجب ؛ وقيل : في رمضان ، حكاه اليعمري الشافعي ومغلطاي الحنفي ، وهو مروي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وهو موافق لمن قال : إنَّ أمَّه حملت به في أيام التشريق ؛ وأغرب من قال : إنَّه ولد في أيام التشريق .
 
ثالثاً : يوم ولادته صلى الله عليه وسلم :
 
قيل : غير معين ؛ وقيل : في ربيع الأول ، من غير تعيين اليوم ، نقله الحافظ القسطلاني الشافعي في (المواهب اللدنية) ؛ وقيل : يوم الإثنين ، والجمهور على هذا ؛ وقيل :لليلتين مضتا من ربيع الأول ،قاله ابن عبد البر المالكي ، ورواه الواقدي :عن أبي معشر نجيح المدني ؛ وقيل : لثمان ليال مضين منه ، رُوي ذلك عن ابن عبَّاس وجبير بن مطعم رضي الله عنهم ، واختاره ابن حزم ، ونقل ابن عبد البر تصحيح أهل التأريخ له ، وقطع به الحافظ محمّد الخوارزمي ، ورجحه الحافظ ابن دِحـية الكلبي الظاهري ، وقال : هو الذي لا يصح غيره ، وعليه أجمع أهل التأريخ ؛ وقال القطب القسطلاني : هو اختيار أكثر أهل الحديث ، وهو اختيار أكثر من له معرفة بهذا الشأن ؛ وحكى القضاعي إجماع أهل الزِيْج ( الميقات ) عليه ؛ وقيل : لتسع خلون منه ، وهذا ما ذهب إليه العلامة محمود باشا الفلكي المصري ، وله رسالة علمية في هذا ، درس فيها الموضوع دراسة فلكية ؛ ورجحه الشيخ علي الطنطاوي ، وأثنى على رسالته ؛
 
وقيل : لعشر مضين منه ، وهو قول الشعبي ، ومحمد الباقر ، وصححه الحافظ الدمياطي الشافعي ؛ وقيل : لاثنتي عشرة مضت منه ، وهو قول ابن إسحاق ؛ وقيل :لسبع عشرة مضت منه ،نقله ابن دِحية عن بعض الشيعة ؛ وقيل : لثمان عشرة مضين منه ؛ وقيل : لثمان بقين منه ، رواه أبو رافع عن أبيه محمد بن حزم الظاهري .
 
رابعاً : وقت ولادته صلى الله عليه وسلم :
 
قيل : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاراً ؛ وقيل : عند طلوع الفجر ؛ وقيل : عند طلوع أنجم الغفر ؛ وقيل : ولد ليلاً ، رواه الحاكم عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
 
إنَّ الصحابة رضوان الله عليهم لو كانوا يرون أنَّ ضبط تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم لو أهمية ما لما أهملوا ذلك ، ولما اختلفت أقوالهم فيه ، ولوجدناهم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، مع أنَّهم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل صغيرة وكبيرة من أمر الدين ، فلما لم يسألوه ، تبين أن ذلك من الأمور التي لم يعيروها أي اهتمام ، ولم يكونوا يرون أنَّها جديرة بالسؤال !!!
*الدكتور مروان
25 - نوفمبر - 2008
مخطوطة عن ميلاد النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من جامع التواريخ)     كن أول من يقيّم
 
 
 
Image:Birthofmuhammed.jpg
*الدكتور مروان
25 - نوفمبر - 2008
انظر أيضا : كتابين هامين في هذه المسالة    كن أول من يقيّم
 
 محاضرات من تاريخ الأمم الإسلامية للشيخ محمد الخضري. دار المعرفة. ط الرابعة 1998,ص:60 ..
وذكر فيها الآتي :
 
وفي صبيحة يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول ، لأول عام من حادثة الفيل ، ولأربعين عاما خلت من ملك كسرى أنوشروان.
ويوافق الـ 20 من إبريل (سنة 571) - حسبما حققه العالم الفلكي محمود باشا - ولد الرسول صلى الله عليه وسلم ـ بشعب بني هاشم بمكة.
 
وانظر أيضا كتاب :
 محمد من الميلاد الأسنى ؛ إلى الرفيق الأعلى ؛ لكمال محمد درويش، ص 23
*الدكتور مروان
25 - نوفمبر - 2008
ابن إسحاق وابن عساكر : ( 12) ربيع الأول ، وهو ما عليه الجمهور.    كن أول من يقيّم
 
مولده، صلوات الله وسلامه عليه، فيه أقوال كثيرة، يجب معرفة الراجح منها، وهذا هو دور التحقيق التاريخي للمسألة التي تدور حول ثلاث نقاط، واحدة محل اتفاق، واثنتان يدور عليهما الخلاف.
الأولى: اليوم الذي ولد فيه وهو الاثنين بلا خلاف بين أهل العلم، وذلك لثبوت الحديث في ذلك، ففي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، أن أعرابياً قال: يا رسول الله ما تقول في صوم يوم الاثنين؟ فقال: (ذاك يوم ولدت فيه وأنزل عليه فيه). وهو جزء من حديث طويل أخرجه مسلم في كتاب الصيام ـ باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر تحت رقم 197، كما أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وكذلك البيهقي في السنن الكبرى.
الثانية والثالثة: في الشهر وفي أي أيامه؛ أما الشهر فإجماع العلماء والمؤرخين على أنه صلى الله عليه وسلم قد ولد في شهر ربيع الأول، ولم يخرق هذا الإجماع إلا الزبير بن بكار، فذهب إلى أنه صلى الله عليه وسلم قد ولد في شهر رمضان، وقد استدل على قوله بأنه صلى الله عليه وسلم قد أوحي إليه في رمضان بلا خلاف، وذلك على رأس أربعين سنة من عمره فيكون مولده في رمضان.
أما في أي أيام شهر ربيع الأول فهذه أكثر النقاط التي اختلف فيها أهل العلم، وذلك على أقوال متعددة:
(1)  أنه صلى الله عليه وسلم ولد لليلتين خلتا منه. وهو قول ابن عبد البر وأبي معشر.
(2)  أنه صلى الله عليه وسلم ولد لثمانٍ خَلَوْنَ منه. وهو قول مالك والزهري وابن حزم والحافظ محمد بن موسى الخوارزمي، وجزم به ورجّحه الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتابه الشهير (التنوير في مولد البشير النذير) وأيضاً هو قول الفلكيين وأصحاب التواريخ، وقد حققه من المعاصرين محمد الخضري بك في( نور اليقين)، ومحمود باشا الفلكي أشهر علماء الفلك في أوائل القرن العشرين وبيَّن الأدلة الفلكية على استحالة أن يكون يوم الاثنين موافقاً ليوم الثاني عشر من ربيع الأول، وهو المشهور المتداول بين الناس.
(3)   أنه صلى الله عليه وسلم ولد لعشرٍ خلون منه وهو قول ابن عساكر والباقر والشعبي.
(4)      أنه صلى الله عليه وسلم ولد لِثِنتي عشْرةَ خلت منه. وقد نصّ عليه ابن إسحاق في السيرة وهو المشهور عند الجمهور بسبب نص ابن إسحاق عليه وهو المعوَّل عليه في السِّيرة عند الناس. ومثله الإمام ، العلاّمة، الحافظ الكبير، المجود ، محدّث الشام، ثقة الدين ، أبو القاسم الدمشقيّ ، الشافعيّ ، صاحب تاريخ دمشق. وهوابن عساكر: عليّ بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين.
(5) أنه صلى الله عليه وسلم ولد لسبع عشرة خلت منه، وهو قول الطائفةالشيعية.
(6)  أنه صلى الله عليه وسلم ولد لثمان بقين منه. وهو مروي عن ابن حزم والأصح ما روي عنه أولاً.
وللسهيلي ترجيحٌ فلكي بنى عليه المعاصرون في تحديد يوم المولد، حيث قال: إن مولده عليه الصلاة والسلام كان في العشرين من نيسان (أبريل) وهذا من أعدل الزمان والفصول، وكان الطالع (يعني النجم) لعشرين درجة من الجدي، وكان المشترى وزحل مقتربين في ثلاث درج من العقرب، وهي درجة وسط السماء، وكان موافقاً من البروج الحمل، وكان ذلك عند طلوع القمر أول الليل.
وعلى هذا فإن الراجح في مسألة يوم مولده صلى الله عليه وسلم.
أنه يوم 8 ربيع الأول (ليلة التاسع) من عام الفيل الموافق 20 أبريل سنة 570 ميلادي.
وللعلم ، فإن مسألة تحويل التاريخ الميلادي إلى التاريخ الإسلامي محل نظر ، وهي مسألة تقريبية ، بفارق سنة – وهذا منصوص عنه-علمياً . يُضاف إلى ذلك أنّ المؤرخين الغربيين ليسوا موضع ثقة فيما يخص الإسلام ونبي الإسلام ، عليه أفضل الصلاة والسلام، ولاسيما  (وليم موير) في كتابه الذي أسماه ( محمد) .
 
*د يحيى
25 - نوفمبر - 2008
رواية المطهر بن طاهر المقدسي في البدء والتاريخ    كن أول من يقيّم
 
كل الشكر لكم أساتذتي الأكارم على مشاركاتكم الكريمة.
قضيت هذا الصباح في إعداد تعريف مطول لكتاب (البدء والتاريخ) بسبب ما لحق مؤلف الكتاب من الغموض.
وأنقل لكم هنا رواية ابن طاهر المقدسي عن النسخة المطبوعة للبدء والتاريخ (ج2 ص 152)، وأشرت في الهامش إلى ما ورد فيها من أغلاط
 قال  بعدما نقل كلام ابن قتيبة في المعارف:
وفي كتاب تاريخ ابن خرداذبُه قال إنه:
كان من هبوط آدم إلى الطوفان ألفان  ومائتا سنة وست وخمسون سنة
ومن الطوفان إلى مولد إبراهيم عليه السلام اثنى وثلاثين سنة خلت من عمر موسى (1) وذلك عند خروج بني إسرائيل من مصر خمس مائة وخمسون سنة
ومن خروجهم إلى سنة أربع من ملك سليمان وذلك وقت ابتدائه ببناء بيت المقدس
ستمائة وست وثلاثون سنة
 ومن بناء بيت المقدس إلى ملك الإسكندر سبع  مائة سنة وسبع عشر سنة
ومن ملك الإسكندر إلى مولد المسيح ثلاث مائة وسبع وستون سنة
ومن مولد المسيح إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم خمس مائة وأربع وستون سنة ومن الهجرة إلى يومنا هذا وهو سنة خمس وخمسين وثلثمائة
فذلك سبعة آلاف وأربع مائة وخمس عشر سنة
 وأصبت في كتاب أخبار زرنج قال:
كان بين آدم والطوفان ألفا سنة وست وخمسون سنة
وكان بين نوح وإبراهيم تسع مائة سنة وثلاث وأربعون سنة
وبين إبراهيم وموسى خمس مائة وست وسبعون سنة
وبين موسى وسليمان ستمائة وإحدى وثمانون سنة
وبين سليمان وشابيل وفارس وبين سند مائتان وستون سنة
وبين سيذ وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم خمس مائة وثمان وتسعون سنة ومن مولد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أربع مائة وخمس وستون سنة
وعمر آدم ألف سنة فذلك سبعة آلاف وتسع مائة وتسعون سنة
 وفي رواية محمد بن إسحق فيما يرويه عنه يونس بن بكير قال:
 كان من آدم إلى نوح ألف ومائتا سنة
ومن نوح إلى إبراهيم ألف ومائة واثنتان وأربعون سنة
ومن إبراهيم إلى موسى خمس مائة وخمس وستون سنة
ومن موسى إلى داود خمس مائة وتسع وستون سنة
ومن داود إلى عيسى ألف وثلثمائة وخمسون سنة
ومن عيسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة
فذلك خمس آلاف وأربع مائة وست وعشرون سنة سوى مدة عمر آدم وتأريخ النبي صلى الله عليه وسلم.
 ورأيت في كتب بعض أهل التنجيم ذكروا تواريخ الأنبياء إلى أول سنة خمسين وثلثمائة لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم
سنة ست آلاف وسبع مائة وستين لآدم عليه السلام
سنة خمسة آلاف وسبعين وثلثمائه لمولد نوح عليه السلام
سنة أربعة آلاف وأربعة وستين وثلثمائة وثلاثة وعشرون يوماً لغرق نوح عليه السلام
سنة ثلاثة آلاف وست وأربعين وأربع مائة لإبراهيم عليه السلام
سنة ألفين وأربع وتسعين وتسع مائة لموسى عليه السلام
سنة ألف وثلاث وسبعين ومائتين لذي القرنين
سنة ألف وستين وستمائة لبخت نصر
سنة ألف وخمس وثمانين ومائتين لبطليموس صاحب المجسطي
سنة ألف وثمان وستين وتسع مائة لعيسى عليه السلام
سنة ثلثمائة وثلاثين (2)  ليزدجرد بن شهريار آخر ملوك العجم
سنة ثمان وأربع مائة للفيل
قال وفيه ــذا ــذا النشو (3)  وخرجت الكواكب من أول دقيقة في الحمل إلى أول يوم من هذه السنة ألفا ألف ألف وثلثمائة وتسعة وأربعون ألف ألف واحد وعشرون ألفاً وتسع مائة وخمسون سنة وثلثمائة وتسعة وخمسون يوماً وإحدى عشر دقيقة وثوان والله أعلم وأحكم لا يعلم غيره
 وقد روى همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه  قال:
كان بين آدم وبين نوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق وتلا (كان الناس أمة واحدة) الآية
وروى الواقدي كان بين آدم ونوح عشرة قرون والقرن مائة سنة
وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون
وبين إبراهيم وموسى عشرون قرناً
وروى وهب قال كان بين آدم ونوح عشرة أباً وبين إبراهيم ومحمد ثلاثون أباً .
هذا ما رواه المسلمون وأهل الكتاب
وأمّا الفرس والمجوس فإن الروايات عنهم مختلفة.
ففي كتب بعضهم أن من انقضاء ملك بني ساسان أربعة آلاف سنة وأربع وأربعون سنة وعشرة أشهر وخمسة أيام.
ومنهم من يحسب هذا الحساب عن هوشنك بعد الطوفان ومنهم من يحسب عن كيومرث ويزعم أنه كان قبل آدم وأن آدم نبت من دمه، وبعضهم يقول هو ابن آدم. وحكى عن بعض علمائهم أنه قرأ في عظة لزردشت ذكر ملوك ملكوا الأرض قبل هوشنك، منهم: رتّى ملك الناس رقابهم وأموالهم، ومنهم رتى، ومنهم افرهان والله أعلم وأحكم.
 فليس لنا في كتاب الله الذي في أيدينا ولا في الخبر الصادق عن نبينا صلى الله عليه وسلم ما يوجب القطع عليه ويوجب اليقين بشيء منه، فليس إلا الرواية كما جاءت وإجازة ما هو ممكن والسلام.
 ________________________
 
(1) كذا في الأصل المطبوع وقد وقع نقص في الكلام كما هو ظاهر
(2) في الأصل المطبوع: (ستة آلاف وثلثمائة وثلاثين) والتصحيح مني أنا زهير وقد رجحت أن تكون العبارة (سنة ثلاثمائة وثلاثين)
(3) كذا وردت العبارة في النسخة المطبوعة، ولم أتمكن من كتابة الاسم كما ورد فيها، فقد جاء ما قبل حرفي الذال، بصورة ياء غير معجمه، وهو في نشرة الوراق (كذا كذا) خطأ، ويظهر من خلال النص أن (ــذا ــذا النشو) مؤلف كتاب ؟
*زهير
25 - نوفمبر - 2008
هل تبينتم تاريخ مولد الرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم    كن أول من يقيّم
 
لما كان ابن عباس، رضي الله عنهما، يطوف في السوق ويقول : ليلة القدر في السابع والعشرين ... أمسكه عمر، رضي الله عنه، من تلابيبه ،وقال له : أنت امرؤ تائه ، وأخذه إلى رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، ...قال له الرسول ،عليه الصلاة والسلام، كيف ؟. قال ابن عباس : خلق الله سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ، والأسبوع سبعة ، والطواف سبعة والسعي سبعة....فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد فطنتَ لأمر لم يفطن إليه غيرك يابن عباس...
والآن : لماذا : " فانفجرت منه ....." ، " فانبجست منه " اثنتا عشْرةَ عيناً ؟ ألا يدل هذا الرقم على أمر ؟ و " إنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً...".
انظروا المخطوط الذي عرضه أخونا الثبت المدقق الدكتور مروان العطية الظفيري .
جزاكم الله خيراً أجمعين يا أيها المشاركون البررة .
*د يحيى
25 - نوفمبر - 2008
الخلاف في تاريخ مولد المسيح عيسى عليه السلام ...    كن أول من يقيّم
 
أستاذ زهير ،
الاخوة الاكارم ،
لا أزيد على ما تفضل به الأساتذة الأفاضل ... ويبدو لي أنّ أصل الخلاف في المدة الكائنة بين ميلاد السيد المسيح والنبي صلى الله عليه وسلم تكمن في تحديد تاريخ عيسى عليه السلام ، إذ أنّ تاريخ ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم يكاد يكون محسوما أو أن الحلاف عليه طفيف ...
مع التحية
*زين الدين
25 - نوفمبر - 2008
 1  2