رواية المطهر بن طاهر المقدسي في البدء والتاريخ كن أول من يقيّم
كل الشكر لكم أساتذتي الأكارم على مشاركاتكم الكريمة.
قضيت هذا الصباح في إعداد تعريف مطول لكتاب (البدء والتاريخ) بسبب ما لحق مؤلف الكتاب من الغموض.
وأنقل لكم هنا رواية ابن طاهر المقدسي عن النسخة المطبوعة للبدء والتاريخ (ج2 ص 152)، وأشرت في الهامش إلى ما ورد فيها من أغلاط
قال بعدما نقل كلام ابن قتيبة في المعارف:
وفي كتاب تاريخ ابن خرداذبُه قال إنه:
كان من هبوط آدم إلى الطوفان ألفان ومائتا سنة وست وخمسون سنة
ومن الطوفان إلى مولد إبراهيم عليه السلام اثنى وثلاثين سنة خلت من عمر موسى (1) وذلك عند خروج بني إسرائيل من مصر خمس مائة وخمسون سنة
ومن خروجهم إلى سنة أربع من ملك سليمان وذلك وقت ابتدائه ببناء بيت المقدس
ستمائة وست وثلاثون سنة
ومن بناء بيت المقدس إلى ملك الإسكندر سبع مائة سنة وسبع عشر سنة
ومن ملك الإسكندر إلى مولد المسيح ثلاث مائة وسبع وستون سنة
ومن مولد المسيح إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم خمس مائة وأربع وستون سنة ومن الهجرة إلى يومنا هذا وهو سنة خمس وخمسين وثلثمائة
فذلك سبعة آلاف وأربع مائة وخمس عشر سنة
وأصبت في كتاب أخبار زرنج قال:
كان بين آدم والطوفان ألفا سنة وست وخمسون سنة
وكان بين نوح وإبراهيم تسع مائة سنة وثلاث وأربعون سنة
وبين إبراهيم وموسى خمس مائة وست وسبعون سنة
وبين موسى وسليمان ستمائة وإحدى وثمانون سنة
وبين سليمان وشابيل وفارس وبين سند مائتان وستون سنة
وبين سيذ وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم خمس مائة وثمان وتسعون سنة ومن مولد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أربع مائة وخمس وستون سنة
وعمر آدم ألف سنة فذلك سبعة آلاف وتسع مائة وتسعون سنة
وفي رواية محمد بن إسحق فيما يرويه عنه يونس بن بكير قال:
كان من آدم إلى نوح ألف ومائتا سنة
ومن نوح إلى إبراهيم ألف ومائة واثنتان وأربعون سنة
ومن إبراهيم إلى موسى خمس مائة وخمس وستون سنة
ومن موسى إلى داود خمس مائة وتسع وستون سنة
ومن داود إلى عيسى ألف وثلثمائة وخمسون سنة
ومن عيسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة
فذلك خمس آلاف وأربع مائة وست وعشرون سنة سوى مدة عمر آدم وتأريخ النبي صلى الله عليه وسلم.
ورأيت في كتب بعض أهل التنجيم ذكروا تواريخ الأنبياء إلى أول سنة خمسين وثلثمائة لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم
سنة ست آلاف وسبع مائة وستين لآدم عليه السلام
سنة خمسة آلاف وسبعين وثلثمائه لمولد نوح عليه السلام
سنة أربعة آلاف وأربعة وستين وثلثمائة وثلاثة وعشرون يوماً لغرق نوح عليه السلام
سنة ثلاثة آلاف وست وأربعين وأربع مائة لإبراهيم عليه السلام
سنة ألفين وأربع وتسعين وتسع مائة لموسى عليه السلام
سنة ألف وثلاث وسبعين ومائتين لذي القرنين
سنة ألف وستين وستمائة لبخت نصر
سنة ألف وخمس وثمانين ومائتين لبطليموس صاحب المجسطي
سنة ألف وثمان وستين وتسع مائة لعيسى عليه السلام
سنة ثلثمائة وثلاثين (2) ليزدجرد بن شهريار آخر ملوك العجم
سنة ثمان وأربع مائة للفيل
قال وفيه ــذا ــذا النشو (3) وخرجت الكواكب من أول دقيقة في الحمل إلى أول يوم من هذه السنة ألفا ألف ألف وثلثمائة وتسعة وأربعون ألف ألف واحد وعشرون ألفاً وتسع مائة وخمسون سنة وثلثمائة وتسعة وخمسون يوماً وإحدى عشر دقيقة وثوان والله أعلم وأحكم لا يعلم غيره
وقد روى همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
كان بين آدم وبين نوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق وتلا (كان الناس أمة واحدة) الآية
وروى الواقدي كان بين آدم ونوح عشرة قرون والقرن مائة سنة
وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون
وبين إبراهيم وموسى عشرون قرناً
وروى وهب قال كان بين آدم ونوح عشرة أباً وبين إبراهيم ومحمد ثلاثون أباً .
هذا ما رواه المسلمون وأهل الكتاب
وأمّا الفرس والمجوس فإن الروايات عنهم مختلفة.
ففي كتب بعضهم أن من انقضاء ملك بني ساسان أربعة آلاف سنة وأربع وأربعون سنة وعشرة أشهر وخمسة أيام.
ومنهم من يحسب هذا الحساب عن هوشنك بعد الطوفان ومنهم من يحسب عن كيومرث ويزعم أنه كان قبل آدم وأن آدم نبت من دمه، وبعضهم يقول هو ابن آدم. وحكى عن بعض علمائهم أنه قرأ في عظة لزردشت ذكر ملوك ملكوا الأرض قبل هوشنك، منهم: رتّى ملك الناس رقابهم وأموالهم، ومنهم رتى، ومنهم افرهان والله أعلم وأحكم.
فليس لنا في كتاب الله الذي في أيدينا ولا في الخبر الصادق عن نبينا صلى الله عليه وسلم ما يوجب القطع عليه ويوجب اليقين بشيء منه، فليس إلا الرواية كما جاءت وإجازة ما هو ممكن والسلام.
________________________
(1) كذا في الأصل المطبوع وقد وقع نقص في الكلام كما هو ظاهر
(2) في الأصل المطبوع: (ستة آلاف وثلثمائة وثلاثين) والتصحيح مني أنا زهير وقد رجحت أن تكون العبارة (سنة ثلاثمائة وثلاثين)
(3) كذا وردت العبارة في النسخة المطبوعة، ولم أتمكن من كتابة الاسم كما ورد فيها، فقد جاء ما قبل حرفي الذال، بصورة ياء غير معجمه، وهو في نشرة الوراق (كذا كذا) خطأ، ويظهر من خلال النص أن (ــذا ــذا النشو) مؤلف كتاب ؟ |