البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : ذكريات الشريط الحريري الأسود     قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 صبري أبوحسين 
30 - أكتوبر - 2008
وصل إلى بريدي الإلكتروني هذا العمل السردي، أرجو من نَقَدة الوراق تقييمه:
                  ذكريات الشريط الحريري الأسود
  أحمل الشريط الحريري الأسود في ذكرى وفاته. أُعلِّقه على حقيبة يدي!
 تسألني صديقتي:ما علاقتك بهذا الشريط الكئيب؟ أراك تعلقينه في الثامن من كانون الأول!
تجاوبها نظراتي الدامعة فتقسم ألا تسألني مرة أخرى. 
أفقد مفتاحي إلى الألوان وبهجتها في هذا اليوم، ولكنني أجد مفتاح الألم المرير لذكرياته وصوره وشخبطة توقيعه، فأذرف الدموع التي تجد مسكنها على صوره، وأداري توقيعه حتى لا يضيع حبره بسبب دموعي التي تعاني الوله .
أذكره في مدينة الضباب عندما قال لي:أنتِ ملاكي الصغير الذي يحضنه القمر، فقلت له:كيف يكون القمر حضنًا لي؟
ضحك ضحكة عالية جعلتني أشعر بأنني بلهاء، و أجاب: أنا القمر.
نعم، أنتِ القمر...أنتِ القمر الذي مازلت أحارب النوم من أجله، لكي أتأمله من نافذتي الصغيرة، فبطلته ذكراك ورائحة حضنك المتشبثة في مسامات جلدي والسارية في وريدي.
أتذكر عندما قلت لك: لا تمسك يدي بقوة في الطريق؛ لأنني أشعر بوخزات الإبر فيها.
فنظرت إلي بنظرة ملؤها الحنان ودفء الأحلام الربيعية  السعيدة، وقلت:أخاف عليك من أصحاب هذه المدينة السادرة. أكره هذه المدينة السوداوية اللعينة؛ فهي التي بلعتك ومزقت أوراق آمالي وفرحتي وملاذي، واقتلعت حضنك المفقود مني بغير رحمة، فارتميت كعروسة مُهمَلة على الأرض.
أتذكر عندما وبختني أمي؛ لأني أشرب القهوة كثيرًا، وعندما أسألها: لماذا لا أشربها؟
تضربني على يدي وتقول ساخرة:حين تتزوجين يا آنسة، اشربي الإبريق كله!! لم أفهم ما قالته!
وفي المساء ألصقت على باب غرفة أبي وأمي عبارة تقول: "لماذا ضربتني يا ماما؟!لم أعد صغيرة..تحيا القهوة..وتسقط القسوة".
 عندما أخبرتك بما فعلته ابتسمت بلطف وجعلت أصابع يدك تمرح بين خصلات شعري المتطايرة التي تهفو لسماع صوتك  عند حفيف الشجر. كنت ملجأي عند حزني وفرحي... فبعدك لا يحلو لي أي ملجأ!!!
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كتابة نظيفة وأنيقة    كن أول من يقيّم
 
صباح الخير أستاذ صبري :
هذه قطعة أدبية جميلة كُتِبَتْ بحرفية عالية ولا يمكن أن تكون لمبتدئة . ورغم أن حجم النص لا يتجاوز العشرين سطراً فقد نجحت كاتبته في أن تعبر بنا إلى أجواء القصة والدخول إلى عالمها الخاص والحميم الذي عبرت فيه عن مشاعر تكتنفها هي مزيج من الحزن والثورة الهادئة : رسمت لنا فضاء القصة ( مدينة لندن ) وأجواء البيت والعلاقة بالأم والأب ، وطبيعة العلاقة الحميمة التي كانت تربطها بالشخص الذي فقدته وتتحدث عنه موضوع الشريط الحريري الأسود ، وهي علاقة رومانسية فيها الكثير من الحماية الأبوية نشعرها من خلال الإعادة والتكرار لبعض الكلمات مثل ( ملجأي ، ملجأ ، الحضن المفقود ، أخاف عليك ... ) ولكن أيضاً من خلال صور تدل على طبيعة هذه العلاقة ( لا تمسك يدي بقوة في الطريق ، ضحكت ضحكة عالية جعلتني أشعر أنني بلهاء ، أخاف عليك من أصحاب هذه المدينة ... ) .
هذه كتابة " نظيفة " لا تتوخى أكثر من محاولة التواصل عبر الكتابة ، ورسم مشاعر وأحاسيس صادقة تم التعبير عنها بنزاهة وشفافية وأناقة ، وهي " نظيفة " أيضاً لأنها بعيدة عن الحشو والزيادة والغلو في تصوير الحالة . والنص بالإجمال متكامل من حيث مجموعه ، تتوحد عناصره من موضوع وصور ومفردات وموسيقى لتؤلف كـُلاً واحداً ، وهذا أساسي في أي تأليف فني وأدبي . 
*ضياء
2 - نوفمبر - 2008
شكرا    كن أول من يقيّم
 
شكراً د.صبري على نشرك لكتابتي..
وشكراً ضياء على تعليقك الذي لم أتوقعه..والذي فرحت من أجله
Aisha
2 - نوفمبر - 2008
إبداع شفاف ونقد مضيء    كن أول من يقيّم
 
إبداع شفاف ونقد مضيء:
أستاذة ضياء جاء تعليقك على هذه الأقصوصة مطمئنًا إيايَ؛ فقد علقتُ عليه بالثناء والاستحسان، وطلبتُ من مبدعته(عائشة) تغيير تعبير معين، وغيرتُ لها لفظةً، وكنت أخشى أن أكون قد بالغتُ في حق العمل وأعطيته أكثر مما يستحق فأظلم القاصة، أو أكون شوَّهتْه بما غيَّرتْ، ومن ثم جاء نقدك- وهو من متخصصة بارعة في هذا الفن- مطمئنًا ومضيئًا لي وللكاتبة معًا.
شكرًا جزيلاً يا راعية الإبداع ومضيئته في وراقنا .
*صبري أبوحسين
3 - نوفمبر - 2008
شكري لكما    كن أول من يقيّم
 
كل الشكر للأستاذ الدكتور صبري أبو حسين تعقيبه على تعليقي السابق ولطفه ودماثته ، وسأعيد تكرار ما قلته مراراً وهو أنني لست متخصصة ، ولا أدعي هذا ، أنا قارئة ومتذوقة للأدب ولا أمتلك أي منهج علمي أو أكاديمي للحكم على النص غير علاقتي المباشرة والحميمة به : أحاول أستاذي أن أقول رأيي بصدق وأمانة ، وأن أختار كلماتي بدقة وعناية لأنني أظن بأن المديح المجاني هو نوع من الاستغفال لذكاء البشر ، وأن من يعطيك زيادة عما تستحق يستغفلك بنفس النسبة التي يستغفلك بها ذلك الذي يعطيك أقل من حقك ، وأننا يجب أن نتوخى العدل حتى بالكلام . وأنا تقريباً أعيد هنا ما جاء في تعليقك : ( وكنت أخشى أن أكون قد بالغت في حق العمل وأعطيته أكثر مما يستحق فأظلم القاصة ) .
وكل الشكر للآنسة عائشة وتحياتنا وتمنياتنا لها بالمزيد من العطاء الجاد ، والعمل المتقن .
*ضياء
3 - نوفمبر - 2008
Thanks alot    كن أول من يقيّم
 
عفواً..بصراحة، أشكركم من كل أعماق قلبي، لا أستطيع وصف فرحتي، لأني لم أجد مثل هذا
التشجيع من قبل، فكل كلمة من تعليقاتكم تدفع بي للإمام لكتابة المزيد والمزيد..
دمتم بصحة وعافية..
 
Aisha
3 - نوفمبر - 2008