وصل إلى بريدي الإلكتروني هذا العمل السردي، أرجو من نَقَدة الوراق تقييمه: ذكريات الشريط الحريري الأسود أحمل الشريط الحريري الأسود في ذكرى وفاته. أُعلِّقه على حقيبة يدي! تسألني صديقتي:ما علاقتك بهذا الشريط الكئيب؟ أراك تعلقينه في الثامن من كانون الأول! تجاوبها نظراتي الدامعة فتقسم ألا تسألني مرة أخرى. أفقد مفتاحي إلى الألوان وبهجتها في هذا اليوم، ولكنني أجد مفتاح الألم المرير لذكرياته وصوره وشخبطة توقيعه، فأذرف الدموع التي تجد مسكنها على صوره، وأداري توقيعه حتى لا يضيع حبره بسبب دموعي التي تعاني الوله . أذكره في مدينة الضباب عندما قال لي:أنتِ ملاكي الصغير الذي يحضنه القمر، فقلت له:كيف يكون القمر حضنًا لي؟ ضحك ضحكة عالية جعلتني أشعر بأنني بلهاء، و أجاب: أنا القمر. نعم، أنتِ القمر...أنتِ القمر الذي مازلت أحارب النوم من أجله، لكي أتأمله من نافذتي الصغيرة، فبطلته ذكراك ورائحة حضنك المتشبثة في مسامات جلدي والسارية في وريدي. أتذكر عندما قلت لك: لا تمسك يدي بقوة في الطريق؛ لأنني أشعر بوخزات الإبر فيها. فنظرت إلي بنظرة ملؤها الحنان ودفء الأحلام الربيعية السعيدة، وقلت:أخاف عليك من أصحاب هذه المدينة السادرة. أكره هذه المدينة السوداوية اللعينة؛ فهي التي بلعتك ومزقت أوراق آمالي وفرحتي وملاذي، واقتلعت حضنك المفقود مني بغير رحمة، فارتميت كعروسة مُهمَلة على الأرض. أتذكر عندما وبختني أمي؛ لأني أشرب القهوة كثيرًا، وعندما أسألها: لماذا لا أشربها؟ تضربني على يدي وتقول ساخرة:حين تتزوجين يا آنسة، اشربي الإبريق كله!! لم أفهم ما قالته! وفي المساء ألصقت على باب غرفة أبي وأمي عبارة تقول: "لماذا ضربتني يا ماما؟!لم أعد صغيرة..تحيا القهوة..وتسقط القسوة". عندما أخبرتك بما فعلته ابتسمت بلطف وجعلت أصابع يدك تمرح بين خصلات شعري المتطايرة التي تهفو لسماع صوتك عند حفيف الشجر. كنت ملجأي عند حزني وفرحي... فبعدك لا يحلو لي أي ملجأ!!! |