البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الجغرافية و الرحلات

 موضوع النقاش : معرص فرانكفورت للكتاب ...    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زين الدين 
30 - أكتوبر - 2008
الإخوة الأفاضل ،
تحية طيبة وبعد ،
منذ أسبوعين ، انتظمت بمدينة فرانكفورت الألمانية أكبر تظاهرة للكتاب في العالم ، حيث تقاطر الناس من كل فج عميق على " البوخ ميسه " ... شعارهم في ذلك " من لم يظفر بكتاب ، فله أجر النزهة بين أروقة المعرض " ...
 
وقد زاد بهجة المهرجان هذا العام إحتفاؤه بالثقافة التركية ، حيث امتزج أسلوب كتابة الحرف العربي بالزوايا الحادة للحرف اللاتيني ، وفاحت من أروقة العرض أصوات النورسي وباموك ونديم غورزل ...
 
غير أنّك ما تلبث أن تشعر ببعض الغربة بين أجنحة دور النشر التركية ، وترى تقاسيم الوجوه قريبة منك ، فيما تعجز عن التقرب إلى الكتاب التركي ، بحكم غربته اللغوية ... فتعزي النفس بأن تقول " هذه نافذة تركيا على أوربا ، فلا بأس لها من بعض السفور " .
 
غير أن غربتك ما تلبث أن تتمشى معك بين أجنحة دور النشر العربية ، حيث يهجر الناشرون أنفسهم أمكنة عرضهم ، فلا حيلة لك سوى الاستعانة ببعض الأدلة (الكاتالوجات) وببطاقات ممثلي هذه الدور ... وتتأمل ببعض الحسرة كيف يعدل الجناح الإيراني الأجنحة العربية أكملها ... مع استثناء بعض المؤسسات الرسمية من الإمارات ومن السعودية ...
 
غير أنّ المعرض لا يتركك حبيس هذه الهواجس ، إنّه يختطفك إلى فضاء ، ليس الكتاب فيه مجرد منتج ثقافي ، بل هو صناعة بعينها ، تمتزج فيها عراقة الطباعة بالتكنولوجيات الحديثة للنشر وللتوزيع ...
 
ثم إن توزيع أجنحة المعرض يخضع لمنطق لغوي ثقافي ، فأنت تنتقل من الجناح العربي ، فتدلف إلى الثقافة السلافية ، فالصينية ، ثم تعرّج إلى الفرنسية فالاسبانية ... فغيرها ... ولن تتفاجأ حين ترى امتداد الجناح الصيني وحركيته موازاة مع تململ هذا التنين من غفوته ....
 
وبين ذكريات وأحاديث الأزمة المالية الراهنة ، يعلو محياك بسمة خفيفة حين ترى إقبال الناس على كتب ماركس ، حيث عاد " الرأسمال " بقوة ، ماسحا الأرض بنبوءات فوكوياما وغيره ... اللهم لا شماتة ...
****
دمتم بخير
زين الدين
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عن معرض فرانكفورت    كن أول من يقيّم
 
لا غرابة  يا زين الدين فإن خلفية المعرض هو تقديم المنشورات الغربية وليس للدول الخارجة عن فلك المنظومة الفكرية الأوروبية حظ سوى أن تقدم بعض المنشورات المحتشمة لتسجيل حضورها 
وعلى الدول العربية أن تعيد النظر في كيفية التعامل مع مثل هذه المحافل وتفعّل مشاركاتها ليكون حضورها ذا جدوى وفعالية
عبدالله النوري
عبدالله النوري
2 - نوفمبر - 2008
صحــيح ...    كن أول من يقيّم
 
الأخ عبد الله ،
طاب مساؤك ...
الأمر كما أشرت ، فالعرب الآن بمعزل عن الخطابات الفكرية والثقافية في العالم ، وعلى الرغم من أننا ظاهرة صوتية بامتياز ، فقد أصبحت أصواتنا لا تتجاوز حدود فضائنا الثقافي الذي يعاني بدوره تقسيما وتشتتا ، بين الخطابات الطائفية والجهوية والعروشية ... وغيرها ...
 
شدّني خلال المعرض الحضور الصيني فيه ، كيف أمكن لثقافة شرقية الرؤية ، ذات الكتابة العجيبة أن تحمل رسالتها إلى العالم ، وتفرض احترامها عبره ... ليس فقط عبر أجنحة الكتاب بل على الخصوص في جناح الطباعة والنشر ...
 
إلتقيت بالسيدة "إنغبورغ" في ردهات الجناح العربي ، حيث كانت تبحث في جناح " دار الشروق " عن مرشد ، كانت تتحدث العربية بلكنة ألمانية مميزة ، أسفت لحالهــا ، خصوصا حين أجابها أحد الزائرين أنّ بعض الأجنحة العربية تبدو كأنّها مشاع ... وليتها كانت كذلك ...
للتذكير ، لم يمر على " سنة الثقافة العربية في معرض فرانكفورت " سوى أربع سنوات ، فهلا احتفظنا بذكرى طيبة على الأقل عبرها ...
 
بالمناسبة ، العام المقبل ، ستكون الصين ضيفة الشرف فيه ... على أمل أن يحفظ العرب بعض شرف الثقافة العربية ...
****
زين الدين
 
*زين الدين
4 - نوفمبر - 2008