البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : استراحات    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 د يحيى 
25 - أكتوبر - 2008
 
*** في صحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جمع الله الخلائق نادى منادٍ : أين أهل الصبر ؟ فيقوم ناس وهم قليلون ، فينطلقون سِراعاً إلى الجنة ، فتتلقّاهم الملائكة فيقولون : إنّا نراكم سِراعاً إلى الجنة ، فمن أنتم ؟ فيقولون : نحن أهل الفضل ، فيقولون : ما كان فضلكم ؟ فيقولون :
-       كنا إذا ظُلِمنا صبَرنا
-       وإذا أسِيء إلينا غفَرنا
-       وإذا جُهٍل إلينا حلَمنا
فيقال لهم : ادخلوا الجنة ، فنٍعم أجرُ العاملين .
( رواه البيهقي في شُعَب الإيمان).
 
*** وفي المسند من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه عن النبي ،صلى الله عليه وسلم ، قال :
       " لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى اللهَ وما عليه خطيئة " .
( رواه التّرمذي ) .
 
*** قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى- :" من أراد أن يَصحبَنا فلْيَصحبْنا بِخمسٍ :
-        يُوصل إلينا حاجة مَن لا تصل إلينا حاجته
-        ويدلّنا على العدل إلى مالا نَهتدي إليه
-        ويكون عوناً لنا على الحق
-        ويؤدي الأمانة إلينا وإلى الناس
-        ولا يغتاب عندنا أحداً
ثم قال : ومَن لم يفعلْ فهو في حرجٍ من صُحبتنا والدخول علينا ، إني لست بخيركم ، ولكني رجل منكم ، غير أنّ الله جعلني أثقَلكم حِملاً ...." .
 
*** الإداري يستشير ويشاور ، ثم ينتظر، ثم يخضع للحق ، وينقاد له ، ويقبله ممن قاله ، وكأنّ لسان حاله يقول :
لا تَحقِرنّ الرأي وهو موافقٌ ** حُكمَ الصواب وإنْ أتى من ناقصِ
فالدُّرُّ وهو أعزّ شيءٍ يُقتنى ** ما حَطَّ قيمتَهُ هوانُ الغائصِ
 
             *** منصور بن عمار مستجاب الدعاء
 
أمر أحد الأغنياء غلامه أن يذهبَ فيشتريَ بأربعة دراهمَ زهوراً لحفلةٍ حمراءَ عنده ، فذهب الغلام ...ولما وصل إلى مسجدٍ ، دخله  فوجد منصور بن عمار يعظ الناس ، ثم يقول : مَن يُعطي هذا الفقيرَ أربعةَ دراهمَ فأدعوَ له أربعَ دعَواتٍ ، فسارع الغلامُ ، فأعطاه الدراهم ، فقال له منصور : اُطلُبْ ما تريد ، فقال الغلام : اُدعُ اللهَ أن يرُدَّ عليَّ دراهمي أضعافاً مضاعفة ،  فدعا له ،ثم قال: اطلب ما تريد ، فقال الغلام : ادع الله أن يعتقني سيدي ، فدعا له، ثم قال :اطلب ما تريد ، فقال الغلام : ادع الله أن يتوب على سيدي، فدعا له ، ثم قال : اطلب ما تريد ، فقال الغلام : ادع الله أن يغفر لي وللمسلمين ، فدعا له ، ثم عاد الغلام إلى سيده فوجده غاضباً وسأله : أين الزهور ؟ فقال الغلام : دخلت على منصور بن عمار في المسجد ( وحكى له ما حدث ) ، فقال له : ماذا دعا لك ؟ فقال : دعا اللهَ لي أن يَرُدَّعليّ دراهمي ، فقال : لك أربعة آلاف درهم ، وقال له : وماذا دعا لك ؟ فقال : دعا اللهَ أن تعتقني ، فقال: أنت حُرٌّ لوجه الله ، وقال له : وماذا دعا لك ؟ فقال : دعا اللهَ أن تتوبَ إلى الله تعالى ، فقال : أنا تائب بإذن الله ، ثم قال : وماذا دعا لك ؟ فقال : دعا أن يغعر اللهُ لنا وللمسلمين ، فقال : أرجو الله
سبحانه وتعالى .
 
                                                                                  
 
 4  5  6  7  8 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الألفاظ القرآنية بين التذكير والتأنيث (6)    كن أول من يقيّم
 
 
النحل
اسم جنس جمعي واحده نحلة ، يؤنث في لغة الحجاز ، لذلك قال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا) ، وقد يجوز فيها التذكير، قياساً على النمل : " ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم ..." .[البلغة 67 ، والبحر 5/115].
النعم
النعم : الإبل ، وقيل الإبل والغنم: يذكر ويؤنث. والجمع أنعام. [المخصص 7/132 ، البحر 2/392].
الأنعام
الأنعام تذكر وتؤنث ، يقال: هو الأنعام ، وهي الأنعام ، قال الله تعالى في سورة النحل: "وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ " 66:16 وقال في سورة المؤمنين: « وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا » 21:23 [ابن الأنباري 173-174].
النفس
قالوا: ثلاثة أنفس ؛ لأن النفس عندهم إنسان ، ألا ترى أنهم يقولون : نفس واحد. يحمله على معنى: شخص. [سيبويه 2/173ب ، ابن الأنباري 149].
هذا ، ولم يقع تذكير النفس في القرآن البتة إلاّ في قراءة ابن أبي عبلة في قوله تعالى: « الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ » 1:4
قرأ : (من نفس واحد) مراعاة للمعنى ؛ إذ المراد بها آدم ، أوعلى أن النفس تذكر وتؤنث. [البحر 3/154].
المنكب
المنكب مذكر، وكذلك النحر. [ابن الأنباري 122].
الأنامل
الأنامل: أطراف الأصابع والسلاميات إناث. [ابن الأنباري 138].
النور
النور خلاف الظلمة مذكر، يقال في تصغيرة : نُوَيْر، قال الله عز وجل: « نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ » 8:66 . [ابن الأنباري 212].
النار
النار أنثى ، وتحقيرها : نُوَيْرة ، وتجمعها أنور ونيران. [الفراء 19].
وقد تذكّر النار ،وهي قليلة. [المخصص 11/36].
والنار في جميع مواقعها في القرآن الكريم مؤنثة ، ولم تقع مذكرة.
الوجه
مما يذكّر ولا يؤنث من أعضاء الإنسان الوجه... ويقال في جمعه : أوجه ووجوه ، وتجعل الواو همزة لانضمامها ، فيقال: أُجوه. [ابن الأنباري 119]. قال تعالى:
1-   « يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ » 9:12
2-   « وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ » 27:55
3-   « وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا » 58:16
اليد
اليد والكف والرِّجل إناث كلهن ، يحقرن بالهاء: يدية .. [الفراء 17]. قال تعالى:
1-       « وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ » 108:7 .
2-       « إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا » 40:24
اليمين
قالوا: يمين وأيمن لأنها مؤنثة.. وقالوا: أيمان ، فكسروها على (أفعال) كما كسروها على (أفعُل). [سيبويه 2/195ب].
اليمين من الحلف مؤنثة ، يقال: حلفت على يمين فاجرة ، ويقال في جمعها أيمان.
  [ابن الأنباري 139]
*د يحيى
11 - نوفمبر - 2008
" أمتي كالغيث : لا يُدرَى أوله من آخره".    كن أول من يقيّم
 
قال تعالى : " ثم دنا فتدلّى فكان قابَ قوسَيْنِ أو أدنى "
                ( النجم53/8 و9).
الشاهد في قوله :" فكان قاب قوسين" ، فإن التقدير : فكان مسافة قربِه مِثْلَ قابِ قوسين . وهذا تقدير الزمخشري ، أما غيره ، فيرى الآية على القلب ؛ أي : فكان قابَيْ قوسٍ ؛ لأن لكل قوسٍ قابَيْن .
·      ( فكان) : الفاء عاطفة ، واسم كان مستتر .
·      (أو) : حرف عطف ، معناه الإباحة ؛ أي : أقل من ذلك . وربما هي بمعنى : بل .
فائدة :  في القرآن الكريم:
1-         " وفوقَ كلِّ ذي عِلْمٍ عليمٌ " .
2-         " مِثْلَ دأبِ قومِ نوحٍ " .
3-         "... كذلك يطبع الله على كلِّ قلبِ متكبرٍجبار".
 
                   أسماء الملائكة
روى البيهقي في الشُعَب عن ابن عباس، رضي الله عنهما أنه قال فيما روى ابن جرير وغيرُه : عن عليِّ بن الحسين ، عليهما السلامُ ، ورضي الله عنهما أنه قال :
اسم جبريل عبد الله ، واسم ميكائيل عُبَيد الله ، واسم إسرافيل
عبد الرحمن، وأ ما عزرائيل فمعناه عبد الجبار ، وهو ملَك الموت . عليهم السلام أجمعين .
تنبيه : ابن تيمية قد صرّح بلفظ ( عزرائيل) : ملَك الموت في كتابه : ( التفسير الكبير) ج 6،ص54، تحقيق د/ عبد الرحمن عميرة.
 
*د يحيى
11 - نوفمبر - 2008
الظلم ظلمات    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
دعي العذل إن العذل للعزم يُثقل***  وكُفّي فإنّ اللومَ أنكى وأقتَلُ
دعيني أناجي الله في بعض ساعةٍ**وأشكو له ضَعفي وما ليس يُحمَلُ
أتذْكُرُ أياماً تولّتْ شجونها ***       تُكبِّرُ إنْ لا قيتَني وتُهلّل
وربِّكَ ما في النفس يبقى تعجُّبٌ ** من الدهر إذْ أيامُهُ تتبدل
فليتك قابلتَ الوفاءَ بمِثله ** وأصفيتَني الوُدَّ الذي كنتَ تبذُلُ
أغَرّكَ صفحي بل وعفوي وأنني** إلى العفو والصفح الجميل لَأمْيَلُ
وما كنتُ أرجو أنْ أضرّكَ ساعةً ** بدعوة مظلوم لها اللهُ يَقبل
وربِّكَ ما ضاقتْ عليَّ مصيبةٌ ** وفي الأرض منأى عن حِماها ومَعزِلُ
فواللهِ ما أقفلتَ باباً وإنما ** فتحتَ ليَ البابَ الذي كنتَ تقفُلُ
وواللهِ ما تقضي بأمرٍ وإنما ** هو اللهُ يقضي ما يشاء ويفعل
تركتُ لكَ الدارَ التي كنتَ هِرَّها** تصفّق في ساحاتها وتُطَبِّلُ
ولستُ أُذِلُّ النفس في نيل حاجتي** وما كنتُ بالمرء الذي يتذلل
وقد علِم الواشُون أني مكرَّمٌ ** وقد علِم الواشُون أني مُبجَّل
صدقتُكَ في قولي وفِعلي، وعادتي** جرى صِدقُها فيما أقول وأفعل
ولو كنتُ أبغي غيرَ ذاك لَخانني** لِساني وأخرجتُ التي هي أمثل
فواللهِ ما جددتَ عقدي لِعِلَّةٍ ** ولكنه الظلمُ الذي ليس يُحمَلُ
وعاديتَني مِن بعدِ أن كنتَ صاحباً** تُدافع عن عِرضي وتَقضي وتَفعلُ
فلا تحسبنّ الله يَغفُل ساعةً ** ولا تحسبنّ الله – يا شيخُ- يُهمِلُ
ولكنّ يوماً عند ربي مقَدَّرٌ ** بخمسين ألفاً حيث يقضي ويعدِلُ
فأين تُولِّي واليتامى عيونُهم**شواخصُ والميزان يعلو ويَنزِلُ ؟
وكيف تُلاقي اللهَ مِن بعدِ هذه ** وفي الصدر فِقهٌ والكتابُ المنَزَّلُ
شعر الأستاذ الشاعر الكبير صديقنا المكرَّم أبي عبد الرحمن محمد الجهني (رئيس قسم الهندسة النووية بجامعة الملك عبد العزيز في جُدّة)
 
*د يحيى
12 - نوفمبر - 2008
الأغن    كن أول من يقيّم
 

البحث عن جذر غنن في لسان العرب

الغُنَّة: صوت في الخَيْشُوم، وقيل: صوت فيه ترخيمٌ نحوَ الخياشيم تكون من نفس الأَنف، وقيل: الغُنَّة أَن يجري الكلامُ في اللَّهاةِ، وهي أَقل من الخُنَّة. المبرد: الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الخيشوم، والخُنَّة أَشد منها، والترخيم حذف الكلام، غَنَّ يَغَنُّ، وهو أغنُّ، وقيل: الأَغَنُّ الذي يخرج كلامه من خياشيمه. وظبي أَغَنُّ: يخرج صوته من خَيْشومه؛ قال:
فقد أَرَنِّي ولـقـد أَرَنِّـي غُرّاً، كأَرْآم الصَّرِيمِ الغُنِّ.
وما أَدري ما غَنَّنَهُ أَي جعله أَغَنَّ. قال أَبو زيد: الأَغَنُّ الذي يجري كلامه في لَهاته، والأَخَنُّ السادُّ الخياشيم؛ وفي قصيد كعب:
إِلاَّ أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ مكحولُ.
الأَغَنُّ من الغِزْلانِ وغيرها: الذي صوته غُنَّة؛ وقوله:
وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنِّيه.
أَراد: تُغَنِّنُه، فحوَّل إحدى النونين ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ في تظننت. وقال ابن جني وذكر النون فقال: إنما زيدت النون ههنا، وإن لم تكن حرف مدّ، من قبل أَنها حرف أَغنّ، وإِنما عنى به أَن حرف تحدث عنه الغُنَّة، فنسب ذلك إلى الحرف. وقال الخليل: النون أَشَدُّ الحروف غنة؛ واستعمل يزيدُ بنُ الأَعْور الشَّنِّيُّ الغُنَّةَ في تصويت الحجارة فقال:
إذا عَلا صَوَّانُـهُ أَرَنَّـا يَرْمَعَها، والجَنْدَلَ الأَغَنَّا.
وأَغَنَّتِ الأَرضُ: اكْتَهل عُشْبُها؛ وقوله:
فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيمَ الثِّـنِّ، بعدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ المُغِنِّ.
يجوز أَن يكون المُغِنُّ من نَعْتِ العَميم، ويجوز أَن يكون من نعت الروضة، كما قالوا امرأَة مُرْضِعٌ؛ قال ابن سيده: وليس هذا بقوي. وأَغَنَّ الذُّبابُ: صَوَّت، والاسم الغُنانُ؛ قال:
حتى إذا الوادي أَغَنَّ غُنانُه.
وروضة غَنَّاءُ: تمرّ الريح فيها غَيْرَ صافيةِ الصَّوْت من كَثافةِ عُشْبِها والتفافِه؛ وطيرٌ أَغَنُّ، ووادٍ أَغَنُّ كذلك أَي كثير العُشْبِ، لأَنه إذا كان كذلك أَلفه الذِّبَّانُ، وفي أَصواتها غُنَّة. ووادٍ مُغِنٌّ إذا كثر ذبابه لالتفاف عُشبه حتى تسمع لطيرانها غُنَّة، وقد أَغَنَّ إِغْناناً. وأَما قولهم وادٍ مُغِنٌّ فهو الذي صار فيه صوتُ الذباب، ولا يكون الذباب إلاّ في وادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ، وإِنما يقال وادٍ مُغِنٌّ إذا أَعْشَبَ فكثر ذُبابه حتى تسمع لأَصواتها غُنَّة، وهو شبيه بالبُحَّة.
وأَرض غَنَّاءُ: قد الْتَجَّ عُشْبُها واغْتَمَّ، وعُشْبٌ أَغَنُّ.
ويقال للقرية الكثيرة الأَهل: غَنَّاء. وفي حديث أَبي هريرة: أَن رجلاً أَتى على وادٍ مُغِنٍّ؛ يقال: أَغَنَّ الوادي، فهو مُغِنٌّ أَي كثرت أَصواتُ ذُبابه، جعل الوصف له، وهو للذباب. وغَنَّ الوادي وأَغَنَّ، فهو مُغِنٌّ: كثر شجره. وقرية غَنَّاء: جَمَّةُ الأَهل والبُنْيان والعُشْب، وكله من الغُنَّةِ في الأَنف. وغَنَّ النخل وأَغَنَّ: أَدْرك. وأَغَنَّ اللهُ غُصْنَه أَي جعل غُصْنَه ناضِراً أَغَنَّ. وأَغَنَّ السِّقاءُ إذا امتلأَ ماء.
*د يحيى
12 - نوفمبر - 2008
إلى كل مَنْ فقد أمه    كن أول من يقيّم
 
الشــــــمّعة
أُمَّـاه ياشمعـةً بالـحـب تأتـلـق
لكي تضيء حياتي وهـيَ  تحتـرق
أماه يابسمةً تُحيـي رفـات  دمـي
إذا استبدّت بهِ الأحـزان والحُـرَقُ
كم ليلةٍ من ليالـي العمـر  داجيـةٍ
تنام عيني ويضنـي عينـك  الأرقُ
وكم سكبت دموع الشـوق ساخنـةً
مدى غيابي . وأدمى طرفك  الأفـقُ
يـاوردةً ماتسنّـى عطرهـا  أبـداً
يفوح منها على طول المدى  عبـقُ
يابلبلاً بـذر الأنغـام فـي شجنـي
من صوته ناصع التحنـان  ينبثـقُ
يانحلـةً تعشـق الأزهـارُ طلعتَهـا
بهيّـةً عندمـا يبـدو لهـا الفلـقُ
ياكوثـراً كـم روى قلبـي  برقّتـهِ
فمنهُ يصطبـح الصـادي  ويغتبـقُ
يانخلةً شمخت فـي طهـر قافيتـي
وعطفها لِمعانـي هاجسـي  طبـقُ
يامن يعـود إليـك القلـب مُبتهـلاً
يستلهم الرشد إن ضلّت به الطـرق
فَتُسرجيـن لـه الأحـلام  يركبهـا
شوقاً إلـى قمـم العليـاء  ينطلـقُ
أُمّاه قد بنا ضعفي واستـدار  فمـي
عن قِبلة النّطق واستشرى به الفَرقُ
ماذا سأكتب عن نهر الحنان  وهـل
يطيق حمل شعوري نحوك الـورقُ؟
بل كيف أوفيكِ ماقدّمتِ مـن  كـرمٍ
ومن حنانٍ ومن حـبٍ لـهُ ألـقُ ؟
أُمّاه هـذا فـؤادي جـاء  معتـذراً
عن عجزه . يحتويه الخوف والقلقُ
لم يستطع بعد جهدٍ رَدِّ مـا  بذلـت
كفاك . حتى دنا من عزمه الشفـقُ
لكِ الفؤاد الذي أنـت الضيـاء لـه
لكِ المشاعـر والأنفـاس والحـدقُ
 
المصدر : شبكة قبائل زهران
 
*د يحيى
13 - نوفمبر - 2008
" ربَّكَ فكَبِّرْ ".    كن أول من يقيّم
 
  • الكلمة التي تقسم القرآن الكريم إلى نصفين متساويين تماماً هي كلمة (وليتلطَّفْ) في سورة (الكهف 18/ 19).
  • الكلمة التي وردت في نصف القرآن الثاني، ولم ترد في النصف الأول هي كلمة (كلا) التي هي حرف ردع وزجر ، وعند الكوفيين : حرف نفي ، بمعنى : لا.
  • و( كلا) لم تقع في السور المدنية بتةً.
  • سورة المجادلة هي السورة الوحيدة التي ورد فيها لفظ الجلالة (الله) في كل آية من آياتها .
  • سورتا التحريم والطلاق هما الوحيدتان في القرآن كله، المتساويتان في عدد الآيات. فعدد آيات كل منهما 12 آية ولم ترد سورة أخرى في القرآن بهذا العدد من الآيات. فسبحان الله وبحمده!
القرآن الكريم فيه 114 سورة، وقسّم إلى 30 جزءاً، وكل جزء إلى حزبين؛ أي أنّ في القرآن 60 حزباً .
وقسّم كل حزب إلى 4 أرباع ، وبهذا يحتوي كل جزءعلى 8 أرباع، والقرآن يحتوي على 240 ربعاً (8 أرباع مضروباً في 30 جزءاً)، وبالتقريب تشكل كل صفحتين من القرآن ربعاً واحداً، وهذا يعني أن المسلم يمكنه إذا قرأ كل يوم صفحتين؛ أن يختم القرآن في 240 يوماً، وهذا أضعف الإيمان، وإذا منّ الله عليه، وحفظ في كل أسبوع صفحتين، فإنه سيحفظ القرآن كاملاً في 240 أسبوعاً؛ أي بمعدل 4 سنوات ونصف من عمر الإنسان الطويل...
 ألا نستطيع أن نستغل من عمرنا 4 سنوات؟ اللهم اجعله حجة لنا، لا علينا...
 
 
*د يحيى
13 - نوفمبر - 2008
الدليل ، الحجة ، البرهان    كن أول من يقيّم
 
                               ليلة القدر
 
·      جاء عن النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم، من حديث ابن عمر عند الإمام أحمد ، ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " ليلة القدر ليلة سبع وعشرين".
( مسند أحمد ، وسنن أبي داود 1386  ).
·      وكونها ليلة سبع وعشرين هو مذهب أكثر الصحابة ، وجمهور العلماء ، حتى إن أُبَيّ بن كعب ( سيّد القُرّاء) ، رضي الله عنه، كان يحلف ، لا يستثني أنها " ليلة سبع وعشرين".
   ( رواه مسلم 762).
·      وقد سئل عمر بن الخطاب عن ليلة القدر ، فقال : " ليلة سبع وعشرين" . ( موسوعة عمر الفقهية ، ص 703) .
·      وكذلك ابن عباس ، رضي الله عنهما، كان يرى أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان". ( موسوعة ابن عباس الفقهية، 2/344).                         ابن السماك
                  ( توفي عام 183 هجري)
كتب إلى أخ له وقد سأله أن يصف له الدنيا :
" أما بعد ، فإن الله حفها بالشهوات، ثم ملأها آفات ، ومزج حلالها بالرزيات وحرامها بالتبعات ، فحلالها حساب ، وحرامها عقاب " .
كان يقول : " اللهم أفردْ ني لِما خلقتني له ، ولا تشغلني بما تكفلت لي به " :
    إني علمت وخير العلم أنفعه ** أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
       أسعى إليه فيعييني تطلبه    ** ولو قعدت أتاني لا يعديني
 
                                   ابن جُبَير
لم تطلِقْ عليه كتب الأدب صفة الشاعر إلا في القليل النادر ، إنه الرحالة الأديب ابن جبير.... له ديوان شعر بقدْر ديوان أبي تمّام، ومنه جزء سمّاه :( الجمان في التشكي من إخوان الزمان)، وجزء آخرفي رثاء زوجته أسماه: ( نتيجة وجد الجوانح في تأبين القرين الصالح) ....ومن شعره :
 
حسنُ القول سيّئ الفعل كالجَزّ       ارِ سمَّى وأتبعَ القولَ ذبحا
 
*عليك بكِتمان المصائب واصطبرْ  **    عليها فما أبقى الزمانُ شفيقا
 
* تغير إخوان هذا الزمان **       وكل صديق عراه الخللْ
 
*د يحيى
14 - نوفمبر - 2008
مناجاة قلب كسير    كن أول من يقيّم
 
         مناجاة قلب كسير
أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي
 

في ليلة طويلة ظلماء، ساقني الكرب إلى أعتاب الخالق جل جلاله.
وهناك لقيت من الأنس أضعاف ما أملته من دنيا الناس وشؤونهم.
فغمرتني نشوة الذل لقيّوم السماوات والأرض،وفاض القلب بهذه النجوى:
وكيف يكون كسيراً وأنت النور الذي يشعّ في حناياه والأمل الذي يخفق به ويعيش عليه!..
بل كيف لا يكون كسيراً وقد ذلّ لعظيم سلطانك، ودان لسابق حكمِك وقضائك!..
بلائي به محض العبودية لك، والتجاؤه إليك محض رعاية وتوفيق منك. فلأيّهما أدين بالشكر، وعلى أيهما أبذل التحمّل والصبر، وأقسى ما في كلّ منهما نعمة منك لا أستحقّها، ويد جميلة لا قبَل لي بأداء شكرها.
مولاي!
لئن نسيتْني أفراحُ الدنيا، إن عزائي بما فاتني منها عظيم ما ألقاه من الأنس بذاتك، والأملِ في رحمتك. ولئن أبكتْني صروف الليالي والأيام، إن عزائي معها بكائي على أعتاب لطفك وبين يدي ربوبيتك. وشتان بين دموع اعتصرتْها الآلام من العيون، ودموع استجابتْ لذلّ العبودية فانحدرت تبكي لمن خلق الوجد في القلوب، وأودع الحرقة في الدموع.
مولاي!
أأشكرك على ما أوليتني من نعمة الصبر على البلاء، أم أشكرك على ما أوليتني بذلك من سعادة القرب إليك ولذّة المناجاة لك؟.. جلّت حكمتك يا سيدي، وصدق ما قاله الواصلون: "إنّ في كلّ جلال جمالاً، وفي كل ابتلاء منّة ولطفاً". وهل في اللطف ما هو أعظم من انصراف العبد إليك، وتحوله عن الأغيار إلى ملازمة بابك الكريم.
إلهي!
أي شيء يوحشني من الدنيا فقْده بعد أن رأيتك أمامي، وأنست بك في سري وجهري؟!. بل أي منّة منك أعظم وأجلّ من أن تُزيح عني حجاباً كان قد شغلني عنك، فشُغلتُ بك عنه بما أكرمتَني من الاعتصام بك والتضرع إليك؟..
 ليقتبس نارا، فعوّضتَه عن ذلك،أجل يا سيدي... لقد ذهب موسى  بعظيم نجواك!.. نعم، إن القلب قد يتألم، ولكن ما ألذَّ الألَم الذي يذيق صاحبه طعم العبودية لك، وحلاوة الرضا بحُكمك!..
ولكني يا مولاي، أجدُ ني قد تطاولتُ بهذا القول إلى مكانة ليس لي شرف الدنوّ إليها. وما أنا -وحقك- في المنزلة ممن يَحسُن بهم أن يقولوا: "عذِّبْ بما شئتَ، غيرِ البُعد عنك"..
إنني يا مولاي عبد إحسانك وفضلك، أفرّ من كل ضائقة إلى ظلال رحمتك، وأرتمي هاربًا من كل بلاء أمام أعتاب جودك. حسبي أن أتعلق في الخوف من كل كرب بنجوى أحبِّ خلقك إليك: "ولكن عافيتك أوسع لي". وبدعاء نبيك الكليم: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾(القصص:24)، وبنداء رسولك الصابر الأواب لربِّه: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (الأنبياء:83).

وكيف لا أتعلق بفضلك وأطمع بعافيتك، وأنت الذي لم تُقصِني عن مائدة إحسانك في يوم من حياتي، ولم تقطع عني وابل رحمتك في لحظة من عمري؟!.. أم كيف أَركن إلى البؤس والضيق، وأنت الذي عوّدتَني العطاء، ونشّأتني في ظلال الرخاء؟!.
أعوذ برحمتك التي غمرتَ بها وجودي كله، من أن تبدّل بها شدة لا قبل لي بها، أو بلاء لا صبر لي عليه.
إلهي!
سألوني عن وجودك، فقلتُ لهم: "متى عرفتم أنفسكم رأيتموه، ولولا ضلالكم عن كَينونتكم لَما افتقدتموه".
إن الذي ينظر إلى العالم ذاهلاً من وراء منظار، جدير به أن يفتقد منظاره ولا يراه، ومهما أدار عينيه فيما حوله فإنه لن يعثر عليه، حتى يهتدي إلى ذاته ويتحسس المنظار القائم أمام عينيه.
وسألوني عن أقدس سرّ من أسرارك، فقلت لهم: "إنه القلب!".. يخفق ويحسّ، ويحنّ ويئنّ، في عالم لا تطوله فيه يدُ المال والمتاع، ولا الصَّنعة والخداع، ولا الدنيا وزخرفها، أو المادة وقيمها!..
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل أولئك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..
ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
يمضي الناس في معالجة مدَنياتهم وحضاراتهم، ويتسابقون إلى دنياهم وملاذهم، وتبقى هذه القلوب الخفاقة فوق ذلك كله، لا تطوّرها يد الحضارة ولا تغيرها آثار المدنية.
فهل في أسرار ما صنَعه الخالق شيء أقدس وأعجب من القلب.
وسألوني يا مولاي عن أبدع مخلوقاتك وأجمل آثارك، فخرجت بهم أجتلي مغاني الربيع!..
ولما توسطنا السفوح الخضر، وهي ترتجّ وتموج بما انبسط فوقها من أفانين الخضرة الفاتنة، والرياحين العطرة، والأزاهير التي تذوب وراء جمالها العين، ناديت بأعلى صوتي: ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾(الروم:50)!..
انظر إلى آثار رحمة الله، كيف بدّلت وحشةَ الأرض أُنسًا، وحوَّلت جدبها اخضرارًا، وأخرجت من قسوتها رقة تثمل بها النفس، وفتنةً ينتشي بها القلب!..
بالأمس كنتَ تنظر إلى هذه الأرض وهي بلقع تلفّها وحشة اليأس، واليوم تبعث العينَ فيها وإذا هي تفيض حياة ونضارًا، وتزدان برونق الأمل!..
بالأمس كان يُبصر فيها العاشق الملتاع صدى لوحشته وعذابه، واليوم يجلس إليها ليتّخذ منها نجيّ أشواقه، وسمير آلامه ومبعث آماله.
أجل.. ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ (الروم:50).
 

انظر إلى آثار رحمة الله، كيف بدّلت وحشةَ الأرض أُنسًا، وحوَّلت جدبها اخضرارًا، وأخرجت من قسوتها رقة تثمل بها النفس، وفتنةً ينتشي بها القلب!..
بالأمس كنتَ تنظر إلى هذه الأرض وهي بلقع تلفّها وحشة اليأس، واليوم تبعث العينَ فيها وإذا هي تفيض حياة ونضارًا، وتزدان برونق الأمل!..
بالأمس كان يُبصر فيها العاشق الملتاع صدى لوحشته وعذابه، واليوم يجلس إليها ليتّخذ منها نجيّ أشواقه، وسمير آلامه ومبعث آماله.
أجل.. ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ (الروم:50).
مولاي!
هل كان فيما أبدعه صُنعكَ هذا -ما بين شتاء وربيع- إلاّ صورة رائعة أبرزتَ فيها -بعظيم إبداعك- كيف يتحول اليأس المحرق إلى أمل خافق منعش، وكيف تُنشَّأ الحياة المضيئة من جوف ظلام ميت!..
جلّت حكمتك وعظمت رحمتك يا مولاي... متّعتَ أعين العشاق بالورود الحمراء، وأنطقتَها لهم بلغة من الجمال تتقاصر عنها لغة الكلام، حتى يكون لهم من ذلك عزاء عن الجمال الذي افتقدوه، وسلوًى عن الأمل الذي خسروه!..
أنعشتَ نفوسَهم بعبق الرياحين وعطر الزهور، حتى يغسلوا أفئدتهم بها من غبار الكآبة وألم الهجران!..
أقمتَ لهم من مرأى الخمائل بكل ما زيّنتَها به من فتنة وجمال نديمًا يسامرهم وجليساً يؤنسهم ونجياً يتأثُر لأنّاتهم ويتمايل لآهاتهم!..
وأبدعتَ لهم ذلك كله -يا مولاي- من جوف أمِّهم الأرض!..
ألا بوركتِ أيتها الأرض، مصدر سلوى لأبنائك الذين لا تزال الحياة تحرّكهم على ظهرك ولْيزدك الله رحمة بنا وحنانًا، يوم يعيدنا الردى منك إلى الأعماق.
ورأيتُ يا مولاي، أشتاتاً من الناس يسرحون ويمرحون خلال تلك الآثار كما تسرح الدوابّ والأنعام!.. وقد اتخذوا من دونك حجاباً، وجعلوا من نعمائك شغلاً لهم عنك، ومن عطائك سبباً لكفرانهم بك!..
ورأيتُهم يسجدون للمرآة التي يسطع فيها خيال الشمس، وهم عن وجود الشمس وحقيقتها غافلون!..
ورأيتهم قد فُتنوا بعبق الرياحين وصور الورد والزهر والياسمين؛ ولكنهم عموا أو تعاموا عمن أبدع الرائحة في العطر، وخلق النشوة في الخمر، وأخرج الورود من أكمامها، وفجّر الخضرة من جذورها!..
ورأيتُكَ يا مولاي، تشملهم جميعاً بالمنّة والعطاء، وتوليهم جميعاًالرحمة والنَّعماء. تلك هي رحمتك بمن قد نسيَك وتاه عنك. فكم هي رحمتك -ترى- بمن عاش يرقب فضلك ويستمطر جودك وإحسانَك؟!..
أيتها الرياض النّضرة!..
أيتها الورود الناعمة الضاحكة!..
أيتها الروائح المسكرة العبقة!..
لَشدَّ مَا يطربني وينعشني أن أجدني غريقاً فيما بينكم، ملفوفاً بتَحنانكم، ولكني ما انتعشت منكم بشيء أكثر من الأمل!..
الأمل!.. أقرؤه في تماوج العشب مع الرياح السارية، وأجده في انبعاث روائح منعشة شتى من تلك الورود النضرة، وأسمعه من حفيف الأغصان وتصفيق أوراقها الرقيقة الخضرة.
أجل.. إنه الأمل الذي صورتْه يد الخلاّق، إذ أنبَتَكم من طوايا أرض مظلمةٍ جامدة؛ أبدع حياة الأرض من موتها، وأخرج زينة الدنيا من كآبتها، وأظهر أرقّ ما في الكون من قسوته وصلابته!..
يا من استوى في خلقه الأملُ واليأس، وتلاقى في تقديره الموت مع الحياة!..
يا مُنشئ النور من الظلام، ومبدع الفرح من الأحزان!..
يا من هذا سرّ لطفك وطعم إحسانك وحنانك؟..
يا إلهي!
كيف أيئس إذن وأنت ربّي، أم كيف لا يُنعشني الأمل وأنت حسبي؟!..
__________________
* كلية الشريعة، جامعة دمشق - سورية.
 
 

*د يحيى
15 - نوفمبر - 2008
النظر    كن أول من يقيّم
 
" النظر على خمسة معان : منها المعاينة ، نحو : " وانظر إلى إلهك " ( طه/97 ) ، و " أرني أنظر إليك " ( الأعراف/143) ، و " إلى ربها ناظرة " ( القيامة/23) ، وشبهه.
ومنها التفكر والاعتبار ، نحو " أفلا ينظرون " (الغاشية/17 )، و " أولم ينظروا في ملكوت " ( الأعراف/185)، و " فلينظر الإنسان " (الطارق/5 )، وشبهه .
ومنها التعطف ، نحو : " ولا يَنظر إليهم " ( آل عِمران77) ؛ أي : لا يتعطّف عليهم.
ومنها الانتظار ، نحو : " هل ينظرون إلا تأويله (الأعراف/53 )، و " ما ينظرون إلا صيحة واحدة " ( ياسين/49 ) ، و " غيرَ ناظرين إناه " (الأحزاب/53 ) ، وشبهه .
ومنها الاستماع ، نحو " وقولوا انظرنا واسمعوا " ( البقرة/104 ) ، و " واسمعْ وانظُرنا " ( النساء/46)، وما أشبه ذلك " " .[ شرح أبيات الداني الأربعة لمؤلف مجهول، كان الدكتور حاتم الضامن حققه، ولم يهتد إلى المؤلف] .
أما الأبيات الأربعة ، فهي من منظومات أبي عَمرو الداني المتوفَّى عام 444 هجري ، وهي :
 ظفِرتْ شُواظُ بِحظها من ظُلمنا                 فكظمْتُ غيظَ عظيم ما ظنتْ بنا
 وظَعنْتُ أنظُرُ في الظهيرة ظُلّةً                 وظَلْتُ أنتظر الظلال لِحِفظنا
 وظمِئتُ في الظّلْما ففي عظمي لظىً             ظَهرَ الظِّهارُ لأجل غِلظةِ وعظِنا
 أنَظرتُ لفظي كي تيقّظ فظّه ُ                    وحظرْتُ ظهرَ ظهيرِها من ظُفرِنا
وقد شرحها بإيجاز الناظمُ نفسُه ، وشرحها ابن الجَزَري في كتابه ( التمهيد في علم التجويد، ص 210 ) . ونشر هذا الشرح الدكتور محسن جمال الدين ، رحمه الله تعالى ، ببغداد سنة 1970 ، بعنوان : ( أبو عَمرو الداني ورسالته في الظاءات القرآنية) .
 
*د يحيى
15 - نوفمبر - 2008
أحاديث    كن أول من يقيّم
 
من أحاديث الهابطين
شعر : حامد بن خلف العُمري
Abusufean@gawab.com

يُروى لنا بأنَّ عصفوراً غـدا *** من عُـشِّهِ ذات صباح مُصعِدا
فَراعَهُ الصيادُ لمَّا أبـصرهْ *** يذبحُ عصفوراً بأصلِ الشجرة
لكنَّ مـا أثار فيـه العجبا *** رؤيــتــُهُ الصيادَ لمَا نَحَبا
و قولُهُ مسكينُ يا عصفـورُ *** متى تنال العزَّ يا مقهـــورُ
حتى تصير سيداً بين الطيورْ *** و تسبق العقبان من قبل النسورْ
فانطلق الأحمقُ نحو النادي *** يــقولُ كم نظلمُ من نُعادي
و تـنبري أحـكامنا جُزافا *** فلا تـرى عــدلاً ولا إنصافا
و فِـكرُنا يُقصي فلا يُقرِّبُ *** فالكلُّ في أذهاننا مخـــرِّبُ
قالوا له ما الأمرُ يا ذكــيُّ *** قلْ أيـها المفـكِّرُ الأبــيُّ
قـال لهم أما رأيتم ما حصل؟ *** فالتمسوا الفرخ توافون الأمل
فثمَّ شخصٌ ناطقٌ بالحــقِّ *** يُـقطر من فيهِ حديثُ الصدقِ
يـدعو إلى نُصرتنا و يرحمُ *** بل قد رأيتُ الدمعَ منهُ يَسجِمُ
فأطرب البعضَ نشيدُ الشادي *** فـأوجـبوا زيـارةَ الصيَّـادِ
و أجمعوا على الهبوطِ أمرهم *** فليت شعري ما الذي حلَّ بهم؟
*د يحيى
16 - نوفمبر - 2008
 4  5  6  7  8