بل ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم أ- حرف عطف إذا دخلت على المُفْرد (أي ما ليس جملة): 1- فإذا سبقها كلام مُثْبَتٌ أو أمرٌ، كانت للعُدول عنه إلى شيءٍ آخَرَ، نحو: (قال زهيرٌ نثراً، بل شِعراً)، (جاء سعيد، بل خالد)، (قل شِعراً، بل نثراً)، (اِشربْ ماءً، بل حليباً). 2- وإذا سبقها نَفْيٌ أو نَهْيٌ كانت للاستدراك بمعنى (لكْن): تُقَرِّرُ ما قَبْلها وتُثْبِت خِلافه لما بعدها، نحو: (ما زرعتُ قمحاً، بل قُطْناً)، (ما زهيرُ خطيبٌ بل شاعرٌ). (لا نَزُوْرُ العدوَّ، بل الصديقَ)، (لا تُصاحبْ جاهلاً، بل عالِماً)، ( لا تُصادقِ الأحمق، بل العاقلَ). 3- وإذا كان الكلام قبلها منفياً بـ (ليس) أو (ما) الحجازية العاملةِ عمل (ليس)، وجب رَفْعُ ما بعدها، نحو: (ليس خالدٌ شاعراً، بل كاتبٌ)، كاتب: خبر لمبتدأ محذوف تقديره :( هو). (ما سعيدٌ كسولاً، بل مجتهد). (ما هذا بَشَراً، بل مَلاك). ب - حرف ابتداء، إذا دخلت على الجملة (لا المُفرد): 1- فتُفيد حيناً إبطال المعنى الذي قبلها والردَّ عليه بما بعدها، نحو: )أم يقولون به جِنَّةٌ، بل جاءهم بالحقّ( (المؤمنون 70). (قيل: زيدٌ شجاع، بل هو جبان)، فتكون هنا (للإضراب الإبطالي). )ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون( (آل عمران 169). )ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أمواتٌ، بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون( (البقرة 154). )لا تَحْسَبوه شَرّاً لكم، بل هو خَيْرٌ لكم( (النور 11). قال عمر بن شأس: لَسْنا نموت على مضاجعنا بالليل، بل أدواؤُنا القتلُ 2- وتفيد حيناً الانتقال من معنىً إلى معنىً آخر، فلا يُنْقَضُ الأول ولا يُبْطَل، نحو: )قد أفلح مَن تَزَكّى وذكر اسمَ رَبِّه فَصَلَّى* بل تُؤْثرون الحياة الدنيا( (الأعلى 14-16)، فتكون هنا (للإضراب الانتقالي). قال ابن قَيِّم الجَوزيّة: «وهذا يشهد بأنَّ القرآنَ، بل هاتان السورتان من أعظم أعلام النُّبُوَّة.» ** قد تُزاد (لا) قبل (بل) للتوكيد، نحو: (خالدٌ متعلمٌ، لا بل عالمٌ). بل: حرف عطف. (ما ودَّعتُ زهيراً يومَ سفره، لا بل ودَّعْتُ الأُنسَ والطمأنينة). بل: حرف ابتداء. ** قد تُزاد (الواو) بعد (بل) فتفيد هذه الأداة الجديدة (بل و) الاستدراك مع الإضافة. وقد استعملها الأقدمون منذ القرن الثاني الهجري، وتتابع استعمالها في كل القرون اللاحقة حتى أيامنا هذه. فهي- خلافاً لما جاء في المعجم الوسيط- ليست من كلام المُحْدَثين! جاء في ديوان أبي نُواس (توفي عام 195 هـ تقريباً): ما حُجّتي فيما أتيتُ وما قَوْلي لربيّ، بل وما عُذْري؟ واستعملها ابن الرومي، وابن سينا، وابن رشد، والآمدي، وابن خَلدون، وابن الجزري، وكثير غيرهم.( لأستاذنا العلامة زهير ظاظا شواهد كثيرة زيّنت بها كشكولي...). ** تجيء (كلاّ) قبل (بل) فتفيد الردْعَ والزَّجْر الموجَّه إلى ما قبلها، مثل: )بل يُريد كلُّ امْرِىءٍ منهم أن يُؤتَى صُحُفاً مُنَشَّرة * كلاّ بل لا يخافون الآخرة( (المدّثر 53). ردعٌ لهم عما أرادوه. ***جزى الله خيراً من صنع. |