لطيفة من لطيف.. كن أول من يقيّم
اولاً: كان ودّي أن تورد الأخت فاطمة ما قرأت، وأين قرأته، حتى يتبين المدقق فيه مراد قائله، ويجيب عليه، أو يوجهه وجهته الصحيحة. فإذا كان ما قرأته هو بيت الشعر الذي أورده -مشكوراً- أخونا الكريم زين الدين، فأنا على يقين تام بوجود تحريف أو تصحيف في كلمة (نهيف) الواردة فيه، فبها اختلّ وزن البيت، وغام معناه.. والبيت ليس لابن الخطيب كما وهم أخونا (زين الدين)، ولكنه لابن الصيرفي، وأورده له ابن الخطيب في الإحاطة (نشرة الوراق)، وقال: أنشدت الأمير تاشفين في هلاك ابن رذمير : يـا حـيَّ عـذرةَ فُـتْـياكم بنازلةٍ | | لـم تـنفصل يَمَنٌ عنها ولا iiمضَرُ | مـا الحكم عندكم إذ نحن في iiحرَمٍ | | عـلـى جـناية رامٍ سهمُه iiالنظر | يـفـتـَرُّ عن برَدٍ من حوله iiلهبٌ | | أو عـن نـبـاتِ أقاحٍ أرضُه سقر | وبـين أجـفانه (نهيف!!) الأمير أبي | | مـحمّـدٍ تـاشـفين أو هو القدر | سيفٌ به ثُلَّ عرشُ الروم iiواطأدتْ | | قـواعـدُ الملك واستولى به iiالظفر | مـؤيـّدٌ مـن أمـير المسلمين iiله | | هـوىً ورأيٌ، ومـن سيرٍ له iiسِيَر | أنحَى على الجَور يمحو رسْمَ أحرفهِ | | حتى استجارَ بأحداقِ المَهى iiالحَوَر | وكان ابن الأثير في المثل السائر قد خطّأ أبا تمام في استخدامه كلمة (اطأدت) بمعنى: (توطدت)، من قوله: بالقائم الثامن المستخلف اطأدت | | قـواعد الملك ممتدا لها iiالطول | قائلاً : "والصواب اتطدت". وقد ذكرني بيت ابن الصيرفي الرائع الأخير بقول ابن شرف الأروع: لـم يـبقَ للجَوْرِ في أيامكمْ iiأثرٌ | | إلا الذي في عيون الغيد من حَوَرِ | والذي قال عنه الجزيري: إذا لم ينظم الإنسان مثل قول ابن شرف: .... فالأولى له أن يترك نظم الشعر. أستاذنا الكريم الدكتور يحيى سعدت بإيرادكم هذه اللطيفة الباسمة، ولكنني انتظرت منكم تحقيقاً شافياً حول هذه الكلمة الغريبة. أحيى الله بكم لغة القرآن وأطال عمركم في مرضاته |