جل من لا يخطئ كن أول من يقيّم
.... حِينَ تَخْتَلِفُ iiالعَوَالي | | ومَا بِي إِنْ مَدَحْتُهُمُ ابْتِهَارُ | استوقفني اختلال صدر هذا البيت المنسوب إلى تميم بن مقبل في نشرة د عزة حسن (دمشق: وزارة الثقافة 1381هـ 1962م) وقد رجع في ذلك إلى (معجم مقاييس اللغة) لابن فارس، فرجعت إلى (معجم مقاييس اللغة) نشرة المرحوم عبد السلام هارون فرأيت أصل الاضطراب فيه وهو بلا شك من أغلاط النسخ، وأنقل لكم هنا ما ورد في (معجم مقاييس اللغة) ثم أبين الخطأ. قال: (والعرب تقول : الأزواج ثلاثة: زوجُ بَهْرٍ، وزوجُ دَهْرٍ، وزوجُ مَهر". البَهْر يقال للذي يَبْهَر العُيونَ بحُسْنه، ومنه من يُجعَل عُدَّة للدّهر ونَوائبه، ومنهم مَن ليس فيه إلا أنْ يُؤخَذَ منه المَهْر. وإلى هذا الباب يرجع قولُهم: ابتُهِرَ فلانٌ بفلانة. وقد يكون ما يُدَّعى من ذلك كَذِباً. قال تميم: ... حين تختلف iiالعَوالي | | وما بي إنْ مَدَحْتُهُمُ ابتِهارُ | وعلق المرحوم عبد السلام هارون على البيت بقوله: (كذا ورد البيت منقوص الأول، وفي الأصل (ابتهارا) وصوابه ما أتيت به من اللسان (بهر) ولم يرو صدره في اللسان) قلت انا زهير: وكل ذلك خطأ من ناسخ معجم (مقاييس اللغة) الصواب في العبارة التي سبقت البيت: قال: (أي الشاعر): (تميمٌ حين تختلف العوالي) على ان يكون المراد قبيلة تميم، والبيت في ديوان الأخطل: رَبيعَة حينَ تَختَلِفُ العَوالي | | وَما بي إِن مَدَحتُهُمُ iiاِبتِهارُ | وقبله البيت: أَعاذِلُ نِعمَ قَومُ الحَربِ قَومي | | إِذا نَـزَلَ الـمُلِمّاتُ iiالكِبارُ | وجاء الدكتور عزة حسن، فظن أن المراد بقال تميم (تميم بن مقبل)، فألحق البيت بديوان تميم منقوصا. وقد اورد ياقوت البيت في معجم البلدان، وفيه (تهيم) مكان (تميم) قال في مادة (أبهر): ويقال: ابتهر فلان بفلانة أي اشتهر. قال الشاعر: تهيم حين تختلف iiالعوالي | | وما بي إن مدحتهم ابتهار | قلت انا زهير: ولا يمنع أن تكون هذه الرواية صحيحة، والتهيُّم: المشية الحسنة كما في (لسان العرب: مادة هيم) قال: (والتَّهَيُّمُ: مِشْيةٌ حسنةٌ؛ قال أَبو عمرو: التَّهيمُ أَحسَنُ المشيِ؛ وأَنشد لِخُلَيد اليَشْكُرِيّ: أَحسَن مَن يَمْشِي كذا تَهَيُّما). |