ويليام ويردزويرث WilliamWordsworth (1770-1850) شاعر إنجليزي من أعظم الشعراء الرومانسيين ، وكان قد ولد قبل " كيتس " ومات بعده . تعتبر أغانيه الشعبية Lyrical Ballads بداية للحركة الرومانسية . لقد كان من إحدى أهدافه في أغانيه إيصال المعاني العميقة في لغة سهلة وعفوية . ويمكننا أن نلمس ذلك في " We Are Seven " . هذه القصيدة الغنائية تبين لنا أن أهم أفكار الشاعر تنصب على مشاعر الأطفال الصغار ، والتي يمكن أن تستحق الإعجاب أكثر من مشاعر الكبار . وكنت قد طالعت القصيدة المذكورة بداية أيام الشباب ، وقد انفعلت وقتها بموضوعها ومعانيه أيما انفعال . والآن ، وبعد أربعين عاما ونيف من مطالعتي إياها ، تستعيدها ذاكرتي ، فأنفعل بمعانيها أكثر من ذي قبل . ورغم أني لست مترجما متمكنا ، فإنني أقدم على فعل هذه الترجمة من كثرة إعجابي بمعاني القصيدة ، وأرغب في أن أوصل هذه المعاني لمن لم يطالعها من قبل. كما أني أتمنى على شعرائنا الشباب أن يكثروا في قصائدهم من التطرق إلى مثل هذه المعاني الإنسانية العميقة . ومن الجدير بالذكر أن الشاعر نفسه كتب في مذكراته عن هذه القصيدة أن صديقه الحميم الشاعر صموئيل كولريدج كان مرافقا له في رحلة في الريف الإنكليزي عام 1798عندما ألف هذه القصيدة ، وان كولريدج نفسه هو الذي ألف المقطع الأول منها ، أو اقترح معناه . تعاون روحاني بين شاعرين صديقين كان من هدفهما التعبير عن مشاعر إنسانية عظيمة وفياضة ، تلج إلى القلوب وتستقر في الوجدان . ولقد حرصت على أن تكون الترجمة قريبة من المعنى الأصلي الحرفي دون تصرف محسوس لأبقي على روح القصيدة وأسلوب الشاعر كما هما على وجه التقريب . وسف أنشر لكم القصيدة في نصها الإنجليزي . وهاهو ويليام ويردزويرث يقص علينا قصة الطفلة البريئة التي ألهمته هذه القصيدة : نحن سبعة طفلة ساذجة بريئة ، تطلق أنفاسها بخفة ، وتحس الحياة في كل جارحة من جوارحها ، فما الذي ينبغي عليها معرفته عن الموت! قابلت طفلة ريفية صغيرة قالت إنها ابنة ثمانية أعوام . كان شعرها مكتظا بالجدائل التي تتحلق حول رأسها . وكان لديها الهواء الريفي النقي . كانت تكتسي ثوب البرية . وكانت عيناها جميلتين ، جد جميلتين أسعدني جمالهما أيما سعادة . " أيتها العذراء الصغيرة ، كم يمكن أن يكون عددكم ، أخواتٍ وإخوة "؟ حلقت بي مستغربة! وقالت :" كم عددنا؟ كلنا سبعة " . " أين هم الآن؟ أرجوك أن تخبري " . أجابتني :" نجن سبعة" . " اثنان منا يقطنان في كونوي ، واثنان ذهبا إلى البحر" . " واثنان منا يستلقيان في باحة الكنيسة ، أخي وأختي ، وفي الكوخ الذي في الباحة ، أقطن بقربهما مع أمي" . " قلتِ إن اثنين في كونوي يقطنان ،* واثنين ذهبا إلى البحر،** ومع ذلك ، فأنتم سبعة"! أرجوك ! أتوسل إليك أيتها العذراء الحلوة ، قولي لي كيف يمكن هذا"! أجابت العذراء الصغيرة : " سبعة نحن ، أولاد وبنات . اثنان منا يستلقيان في باحة الكنيسة هناك تحت شجرتها" . " كم رحتِ بعيدا يا عذرائي الصغيرة ، إخوتك أحياء في جوارحك . وما دام اثنان منهم يرقدان في باحة الكنيسة ، فإنكم خمسة إذن"! " قبورهم خضراء ، ويمكن رؤيتها " ، أجابت العذراء الصغيرة "إنهما على مسافة اثنتي عشرة خطوة أو أكثر قليلا من باب غرفة أمي . إنهما هناك ، واحد جنب الآخر " . " وكم أنسج جواربي هناك ! وأطرّز هناك منديلي ! وهناك على الأرض أجلس وأغني لهما أغنية " . "وبعد الغروب يا سيدي ، ساعة الخفة والجمال ، آخذ معي صحن طعامي ، وهناك أتناول عشائي" . " أول من قضت أختي جين كانت تستلقي على فراشها وهي تئن حتى خلصها الله من آلامها ، فرحلت " . "وهكذا رقدت في باحة الكنيسة . ولما أصبح العشب جافا ، تحلقنا حول قبرها نلعب أنا وأخي جون ." "وعندما اكتست الأرض بالثلج، وتمكنتُ من الركض والتزلج، أجبر أخي جون على الرحيل ، فاستلقى بجانبها" . " كم أنتم إذن إن كان منكم اثنان في السماء"! أجابت العذراء الصغيرة: " نحن سبعة يا سيدي" ، "لكنهما ميتان . هذان الاثنان ميتان! أرواحهما في السماء ". كانت تنثر الكلمات بعيدا لهنيهة ، فالعذراء الصغيرة لها أمنيتها ، ثم قالت : "كلا ! نحن سبعة ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جون كيتس John keats (1795-1821 ) إنجليزي ، من أهم الشعراء الرومانسيين رغم موته في ريعان شبابه . وكلما أقرأ أشعار أبي القاسم الشابي أفطن لجون كيتس ، فالاثنان تشابها في سرعة الرحيل والعاطفة . صمويل تايلور كوليريدج Samuel Taylor Coleridge (1772-1834) إنجليزي كذلك ، ويعتبر هو وويليام ويردزويرث المؤسسان للشعر الغنائي الرومانسي . *ربما يقطنان في بلدة كونوي للدراسة مثلا . ** يمكن أن يكون المعنى أن أخويها التحقا بالبحرية . ومن اللافت للنظر أن والد الصبية الصغيرة لا ذكر له في القصيدة مما يدل على أن العائلة يتيمة الأب . |