البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : نحن سبعة    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 ياسين الشيخ سليمان 
5 - أكتوبر - 2008
   ويليام ويردزويرث WilliamWordsworth (1770-1850) شاعر إنجليزي من أعظم الشعراء الرومانسيين ، وكان قد ولد قبل " كيتس "  ومات بعده . تعتبر أغانيه الشعبية Lyrical Ballads بداية للحركة الرومانسية . لقد كان من إحدى أهدافه في أغانيه إيصال المعاني العميقة في لغة سهلة وعفوية . ويمكننا أن نلمس ذلك في " We Are Seven " . هذه القصيدة الغنائية تبين لنا أن أهم أفكار الشاعر تنصب على مشاعر الأطفال الصغار ، والتي يمكن أن تستحق الإعجاب أكثر من مشاعر الكبار .
   وكنت قد طالعت القصيدة  المذكورة بداية أيام الشباب ، وقد انفعلت وقتها بموضوعها ومعانيه أيما انفعال . والآن ، وبعد أربعين عاما ونيف من مطالعتي إياها ، تستعيدها ذاكرتي ، فأنفعل بمعانيها أكثر من ذي قبل .
ورغم أني لست مترجما متمكنا ، فإنني أقدم على فعل هذه الترجمة من كثرة إعجابي بمعاني القصيدة ، وأرغب في أن أوصل هذه المعاني لمن لم يطالعها من قبل. كما أني أتمنى على شعرائنا الشباب أن يكثروا في قصائدهم من التطرق إلى مثل هذه المعاني الإنسانية العميقة .
   ومن الجدير بالذكر أن الشاعر نفسه كتب في مذكراته عن هذه القصيدة أن صديقه الحميم الشاعر صموئيل كولريدج كان مرافقا له في رحلة في الريف الإنكليزي عام 1798عندما ألف هذه القصيدة ، وان كولريدج نفسه هو الذي ألف المقطع الأول منها ، أو اقترح معناه . تعاون روحاني بين شاعرين صديقين كان من هدفهما التعبير عن مشاعر إنسانية عظيمة وفياضة ، تلج إلى القلوب وتستقر في الوجدان .
   ولقد حرصت على أن تكون الترجمة قريبة من المعنى الأصلي الحرفي دون تصرف محسوس لأبقي على روح القصيدة وأسلوب الشاعر كما هما على وجه التقريب . وسف أنشر لكم القصيدة في نصها الإنجليزي .
وهاهو ويليام ويردزويرث يقص علينا قصة الطفلة البريئة التي ألهمته هذه  القصيدة :
 
نحن سبعة
 
طفلة ساذجة بريئة ،
تطلق أنفاسها بخفة ، وتحس الحياة في كل جارحة من جوارحها ،
فما الذي ينبغي عليها معرفته عن الموت!
 
قابلت طفلة ريفية صغيرة
قالت إنها ابنة ثمانية أعوام .
كان شعرها مكتظا بالجدائل التي تتحلق حول رأسها .
 
وكان لديها الهواء الريفي النقي .
كانت تكتسي ثوب البرية .
وكانت عيناها جميلتين ، جد جميلتين
أسعدني جمالهما أيما سعادة .
 
" أيتها العذراء الصغيرة ،
كم يمكن أن يكون عددكم ، أخواتٍ وإخوة "؟
حلقت بي مستغربة!
وقالت :" كم عددنا؟ كلنا سبعة " .
 
" أين هم الآن؟ أرجوك أن تخبري " .
أجابتني :" نجن سبعة" .
" اثنان منا يقطنان في كونوي ،
واثنان ذهبا إلى البحر" .
 
" واثنان منا يستلقيان في باحة الكنيسة ،
أخي وأختي ،
وفي الكوخ الذي في الباحة ،
أقطن بقربهما مع أمي" .
 
" قلتِ إن اثنين في كونوي يقطنان ،*
واثنين ذهبا إلى البحر،**
ومع ذلك ، فأنتم سبعة"!
أرجوك ! أتوسل إليك أيتها العذراء الحلوة ،
قولي لي كيف يمكن هذا"!
 
أجابت العذراء الصغيرة :
" سبعة نحن ، أولاد وبنات .
اثنان منا يستلقيان في باحة الكنيسة
هناك تحت شجرتها" .
 
" كم رحتِ بعيدا يا عذرائي الصغيرة ،
إخوتك أحياء في جوارحك .
وما دام اثنان منهم يرقدان في باحة الكنيسة ،
فإنكم خمسة إذن"!
 
" قبورهم خضراء ، ويمكن رؤيتها " ، أجابت العذراء الصغيرة
"إنهما على مسافة اثنتي عشرة خطوة أو أكثر قليلا من باب غرفة أمي .
إنهما هناك ، واحد جنب الآخر " .
 
" وكم أنسج جواربي هناك !
وأطرّز هناك  منديلي !
وهناك على الأرض أجلس وأغني لهما أغنية " .
 
"وبعد الغروب يا سيدي ،
ساعة الخفة والجمال ،
آخذ معي صحن طعامي ،
وهناك أتناول عشائي" .
 
" أول من قضت أختي جين
كانت تستلقي على فراشها وهي تئن
حتى خلصها الله من آلامها ،
فرحلت " .
 
"وهكذا رقدت في باحة الكنيسة .
ولما أصبح العشب جافا ،
تحلقنا حول قبرها نلعب أنا وأخي جون ."
 
"وعندما اكتست الأرض بالثلج،
وتمكنتُ من الركض والتزلج،
أجبر أخي جون على الرحيل ، فاستلقى بجانبها" .
 
" كم أنتم إذن
إن كان منكم اثنان  في السماء"!
أجابت العذراء الصغيرة:
" نحن سبعة يا سيدي" ،
 
"لكنهما ميتان . هذان الاثنان ميتان!
أرواحهما في السماء ".
 
 
كانت تنثر الكلمات بعيدا لهنيهة ،
 فالعذراء الصغيرة لها أمنيتها ،
ثم قالت : "كلا ! نحن سبعة ".
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جون كيتس  John keats (1795-1821 ) إنجليزي ، من أهم الشعراء الرومانسيين رغم موته في ريعان شبابه . وكلما أقرأ أشعار أبي القاسم الشابي أفطن لجون كيتس ، فالاثنان تشابها في سرعة الرحيل والعاطفة .
صمويل تايلور كوليريدج Samuel Taylor Coleridge  (1772-1834) إنجليزي كذلك ، ويعتبر هو وويليام ويردزويرث المؤسسان للشعر الغنائي الرومانسي .
*ربما يقطنان في بلدة كونوي للدراسة مثلا .
** يمكن أن يكون المعنى أن أخويها التحقا بالبحرية . ومن اللافت للنظر أن والد الصبية الصغيرة لا ذكر له في القصيدة مما يدل على أن العائلة يتيمة الأب .
 
 
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
النص بالإنجليزية    كن أول من يقيّم
 
We Are Seven
by WilliamWordsworth
 
—A simple child,
That lightly draws its breath,
And feels its life in every limb,
What should it know of death?

I met a little cottage girl:
She was eight years old, she said;
Her hair was thick with many a curl
That clustered round her head.

She had a rustic, woodland air,
And she was wildly clad;
Her eyes were fair, and very fair;
—Her beauty made me glad.

"Sisters and brothers, little maid,
How many may you be?"
"How many? Seven in all," she said,
And wondering looked at me.

"And where are they? I pray you tell."
She answered, "Seven are we;
And two of us at Conway dwell,
And two are gone to sea.

"Two of us in the churchyard lie,
My sister and my brother;
And in the churchyard cottage, I
Dwell near them with my mother."

"You say that two at Conway dwell,
And two are gone to sea,
Yet ye are seven! — I pray you tell,
Sweet maid, how this may be."

Then did the little maid reply,
"Seven boys and girls are we;
Two of us in the churchyard lie,
Beneath the churchyard tree."

"You run about, my little maid,
Your limbs they are alive;
If two are in the churchyard laid,
Then ye are only five."

"Their graves are green, they may be seen,"
The little maid replied,
"Twelve steps or more from my mother's door,
And they are side by side.

"My stockings there I often knit,
My kerchief there I hem;
And there upon the ground I sit,
And sing a song to them.

"And often after sunset, sir,
When it is light and fair,
I take my little porringer,
And eat my supper there.

"The first that died was sister Jane;
In bed she moaning lay,
Till God released her of her pain;
And then she went away.

"So in the churchyard she was laid;
And, when the grass was dry,
Together round her grave we played,
My brother John and I.

"And when the ground was white with snow,
And I could run and slide,
My brother John was forced to go,
And he lies by her side."

"How many are you, then," said I,
"If they two are in heaven?"
Quick was the little maid's reply,
"O master! we are seven."

"But they are dead; those two are dead!
Their spirits are in heaven!"
'T was throwing words away; for still
The little maid would have her will,
And say, "Nay, we are seven!"

*ياسين الشيخ سليمان
5 - أكتوبر - 2008