العيد كن أول من يقيّم
كل عام وأنتم بصحة وعافية.. وأدام الله على الجميع نعمة الإسلام.. وتقبل منكم صيامكم وقيامكم.. وجعل جميع أيامكم أعياداً وسروراً وفرحاً وبهجة.. صورة قديمة: كنا نذهب مع مغرب كل يوم من أيام رمضان إلى ساحة الثريا في حي الميدان بدمشق، كان يطلق فيها مدفع رمضان، لكنه لم يكن مدفعاً، بل أسطوانة حديدية مغروزة في الأرض توضع فيها لفة البارود، وعندما يتم إشعالها تنطلق في الهواء وتنفجر, وبعد انطلاقها ينطلق نحو مئة طفل إلى بيوتهم راكضين صائحين: (هييييييييييييييه.. هيييييييييييييييه)... في العيد كانت تزيد عدد الطلقات أو الانفجارات مع بدء الإعلان عنه، لم نكن نذهب لرؤية تلك العملية الجميلة فليس لدينا وقت نضيعه في الذهاب والإياب!!.. بل نكتفي بسماع الأصوات التي تأذن لنا ببدء أجمل الأيام، أو هكذا كانت.. كانت الطلقات التي تبشر بالعيد تجعل قلوبنا نحن الصغار (تنخلع)، لا من الخوف بل من السعادة التي نرتشفها بقوة على رغم ضعفنا، كيف لا وقد أتى العيد.. لم نكن نعرف إلا الفرح، على الرغم من بساطة أيامنا التي خلت من البلايستشن والكمبيوتر وألعاب الملاهي والشاورما والبرغر.. والآن.. كلما بدأ العيد قلبي (ينخلع) أيضاً.. لناظم الغزالي: أي شيء في العيد أهدي إليكِ يا ملاكي وكل شيء لديكِ أسِواراً أم دملجاً من نضار؟ لا أحب القيود في معصميك أم خموراً؟.. وليس في الأرض كالتي تسكبين من لحظيكِ أم وروداً؟.. والورد أجمله الذي نشقت من خديكِ أم عقيقاً؟.. كمهجتي يتلظى والعقيق الثمين في شفتيكِ ليس عندي شيء أعز من الروح وروحي مرهونة في يديكِ |