البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : طيف الأحبة    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 شجون 
29 - سبتمبر - 2008
أنا عضو جديد في المنتدى.. أحببت أن أقدم لكم بعض خربشاتي لتتفضلوا بالتعليق عليها، وإيضاح ما بها من سقطات وزلات.. وشكرا مقدما...
طيف الأحبة..
انهمرت دموعها منسابة بغزارة تفصح عن حسرة وألم يحملهما قلبها الصغير.. تأوهت من أعماقها.. لقد أوهنتها الذكريات.. وتفطر قلبها.. فتحت جهاز التسجيل فانطلقت أنشودة زادت من كآبة الجو، وعمقت حزنها إلى بعد سحيق في قلبها..
"عاشرته عشرين عام.. مرت كأسراب الحمام.. وتصرمت أيامها.. ومضت كما يمضي الغمام"..
ابتسمت بحسرة وقالت: "يا ليتها كانت عشرين عاما.. لم تبق معي سوى ثلاثة أعوام.. ورحلت".. حاولت إلغاء تلك الذكريات المتسربة إلى عقلها، ولكنها أبت عليها إلا أن تعود إلى الواقع.. الواقع الأليم الذي لا مفر منه.. عادت بها ذكرياتها إلى ذلك اليوم الذي تعرفت فيه على تلك الصديقة.. أحبتها كثيرا.. كانت بمثابة الصديقة والأخت لها، تستشيرها في كل أمر يصعب عليها.. أصبحت تلك الصديقة ملجأها الآمن الذي تأوي إليه حين تلم بها المصائب.
عاشت معها حياة سعيدة وجميلة، زاد من جمالها كلام "هدى" العذب الذي يثلج الصدور.. كانت توصيها دائما بتقوى الله ، والحفاظ على صلواتها، وكثيرا ما كانت تردد على مسامعها: "الاجتهاد الاجتهاد، فإنه طريقك للنجاح".
"ماج الخيال بخاطري.. والذكريات لها احتدام.. فبدا لي سابق عهده.. عقد بديع الانتظام"
كانت "أمل" لا تمل أبدا من حديث "هدى"، وتشتاق كثيرا لرؤيتها، والجلوس معها.. ولكن ـ وكما يقال ـ تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فلقد سافرت تلك الصديقة إلى بلدها بسبب ظروف والدها التي حتمت عليه العودة إلى وطنه، ولكم أن تتخيلوا شعور من يغيب عن ناظريه أحب إنسان إلى قلبه.. قالت لها "هدى" في آخر لقاء بينهما: "صدقيني يا "أمل" لم ولن أجد صديقة مثلك.. لن أنساك.. هذا رقم هاتفي في العراق.. أعدك، لن يفرق بيننا إلى الموت".
في ذلك اليوم عادت "أمل" إلى منزلها وهي تحس بوحدة كبيرة.. دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها.. جالت ببصرها في أركان غرفتها.. نظيفة.. مرتبة ومعطرة.
"عشرون عاما قد مضت .. عام مضى من بعد عام.. واليوم لم يثبت لنا من ودنا غير السلام.. ومشاعر مكتومة.. إخراجها منا حرام.. ما خان أو خنا ولكن.. الزمان له احتكام"
ظلت تتواصل دائما مع صديقتها، إما بواسطة الهاتف أو بالبريد الإلكتروني.. وسائل الاتصال هذه خففت عنها ـ نوعا ما ـ بعد صديقتها المكاني.
كانت الأوضاع في العراق جد صعبة، لذلك كانت "أمل" تجلس دائما لمتابعة الأخبار، وبمجرد أن تسمع عن انفجار في المدينة التي تقطنها صديقتها، كانت تسارع بالاتصال بها لتطمئن عليها وعلى أهلها.
وذات مساء، وبينما كانت تتابع نشرة الأخبار ، ظهر فجأة شريط الأخبار العاجلة: "قصف جوي على عدد من المنازل في بغداد، يوقع ثمانية وعشرين قتيلا، والحصيلة ما زالت في ارتفاع"
أسرعت "أمل" إلى جهاز الهاتف وطلبت رقم صديقتها، وظلت تنتظر، ولكن لا أحد يرد.. أعادت الاتصال مرة أخرى، ولكن بدون جدوى.. لم يرد عليها أحد.. أعادت الاتصال عشرات المرات، وظلت طوال الليل تحاول الاتصال ولكن... بدون رد..
أسرعت إلى جهازها المحمول، وفتحته بسرعة، وبعثت رسالة لصديقتها، وبقيت لساعات تنتظر الرد.. ساعات الانتظار هذه تحولت إلى أيام وشهور فقدت أمل فيها "أملها"، وفقدت معه نضارتها واعتراها الشحوب، وفقدت شهيتها للأكل.. لم تعد تستطيع النوم.. كانت تجلس عند الهاتف تحاول كل يوم الاتصال بصديقتها.. اختفت "هدى" بلا مقدمات، وانقطعت أخبارها عن "أمل".. ظلت "أمل" تكتب يوميا رسائل الشوق والحنين والعتاب والاستعطاف، وترسلها إلى بريد صديقتها من دون أن ترد عليها..
"يا صاحبي إن أسدلت.. من بيننا ستر الظلام.. فلأنت نور مشرق.. يجلو عن العين القتام"
ارتعش جسدها، وخرجت من دوامة ذكرياتها عندما وصلت الأنشودة إلى هذه الأبيات.. هذه الأبيات التي كانت في يوم من الأيام أحد الرسائل التي كانت أمل تتبادلها مع صديقتها قبل اختفائها.. كررت الأبيات بصوت تخنقه العبرة، ثم أغلقت المسجل، وارتمت على فراشها، وأجهشت في بكاء مرير، تبكي حالها وما آلت إليه، إلى أن تعبت منه ـ أي البكاء ـ أو بالأصح هو الذي تعب منها، فغرقت في نوم عميق..
بعد العصر خرجت متوجهة إلى الشاطئ القريب من منزلها.. أخذت معها مفكرتها الصغيرة التي تكتب فيها خواطرها.. جلست على الرمال المبللة بالماء البارد.. بدأت الشمس تلملم أشعتها استعدادا للرحيل.. أخذت "أمل" ترقب منظر الغروب بصمت.. شردت بذهنها وهي تفكر في توأم روحها التي رحلت.. أفاقت من شرودها على صوت أم تنادي ولدها وهو يجري ضاحكا.. تأملتهما بصمت.. رأت الأم تمسك بولدها وهو مستمر في الضحك بصوت جميل دفعها للابتسام رغما عنها.. فتحت مفكرتها وشرعت بالكتابة فيها.. حاولت إفراغ همومها وأحزانها في تلك الورقة، ثم نزعتها من المفكرة وطوتها، ثم نظرت حولها، فوجدت ما كانت تبحث عنه.. زجاجة فارغة.. أدخلت فيها الورقة برفق وأحكمت إغلاقها، ونظرت إليها للمرة الأخيرة، ثم... رمتها في البحر وعادت إلى منزلها دون أن تلقي عليها نظرة أخرى.
الجميع كان يحس بحزنها.. كانوا يشفقون عليها وعلى الحال الذي آلت إليه.. إحدى معلماتها استدعتها ـ بعد أن هالها ما تعيشه هذه الفتاة ـ وقالت لها: "لو كانت "هدى" موجودة فلن يرضيها أن تعيشي حياتك هكذا، متلحفة بغطاء الحزن والعزلة.. لو كان حزن كل إنسان على من يفقد من أحبائه كحزنك لما عاش أحد.. هيا يا صغيرتي.. عيشي حياتك براحة وانسي ما حدث.. لست أطلب منك نسيان صديقتك، ولكن لا تدعي حزنك عليها يوقف مسيرة حياتك.. هيا بنا"..
كانت كلمات معلمتها مؤثرة ومقنعة لها.. حاولت أن تبدأ حياة جديدة.. عادت إلى اجتهادها السابق ونجحت بتفوق في امتحانات الثانوية، وانتقلت إلى الجامعة.. شاركت في تنظيم الندوات وحملات التبرع للدول التي تعاني من الاحتلال والفقر والجوع.. كانت تشارك في جميع المنتديات الإلكترونية التي تتحدث عن هذه المواضيع، تتحدث عن الخوف الذي يعيشه أولئك الناس، وتتحدث عن حقوقهم المسلوبة، وحقهم في العيش بأمان.. ذلك الحق المفتقد.
وفي يوم من الأيام كانت "أمل" تمسك بكتابها تسترجع بعض الدروس حين جاءتها زميلة لها وجلست بجانبها، ثم قالت لها: "سأخبرك شيئا لن تصدقيه".. قالت "أمل": "وما هو؟".. ضحكت "مها" وقالت: "عندما كنا نسير البارحة على الشاطئ ـ أختي وأنا ـ وجدنا زجاجة ألقت بها مياه البحر على الشاطئ.. كانت زجاجة قديمة تعلقت بها القواقع والأتربة، وكانت محشورة بين الصخور المتناثرة على الشاطئ، وعندما فتحناها.. لن تصدقي ما وجدنا.. لقد وجدنا ورقة.. ههههه، لقد تخيلت أنها خريطة لكنز ما، ولكنها كانت أشبه بالوصية.. لقد أريتها لجميع الزميلات ولم يبق أحد سواك.. خذي اقرئيها ثم أعيديها إليّ، سأكون في القاعة.. فتحت "أمل" الورقة، وبدون أن تقرأها اغرورقت عيناها بالدموع، فهي تعرف ورقة من هذه، ومن كتبها، ولمن أرسلت.. إنها ورقتها التي كتبتها ذات مساء على الشاطئ قبل ثلاث سنوات.. أعادت قراءة تلك الوصية التي كانت كالتالي: "هذه وصيتي.. أكتبها بدموعي ودمي.. ممزوجة بحزن وألم عميق لأحبة سكنوا أعماق قلبي ثم رحلوا بدون عودة.. نعم يا صديقتي لقد رحلت.. رحلت دون استئذان، ودون أن تودعيني.. رحلت ولن تعودي.. غبت وغاب معك كل شيء.. لم تبق لي غير صورتك الجميلة التي أهرع إليها في لحظات ضعفي، فتزيدني شوقا وحنينا.. صدقيني أنا لم أعتد الحياة بدونك.. لا أستطيع تحمل كل هذا.. من أين لي بالصبر في مثل هذه المواقف الصعبة.. هذه المواقف التي لا قدرة لي على مواجهتها؟!.. في كل يوم أفتح بريدي الإلكتروني على أمل أن أجد رسالة منك، أو ـ كما عودتني ـ أنشودة جميلة أو قصيدة شعرية.. لست أطلب شيئا من كل هذا.. أريد فقط رسالة فارغة أتأكد بها أنك بخير.. أرجوك رسالة فارغة.. لا أكثر ولا أقل.. سأنتظر رسالتك.. اليوم أو غدا أو بعد غد.. سأظل أنتظرها طوال عمري..".. طوت "أمل" الورقة، ومسحت دموعها..
بعد هذه الحادثة بخمس سنوات، كانت "أمل" قد تخرجت وأصبحت مدرسة في نفس المدرسة التي كانت تدرس فيها.. وفي أحد الأيام وبينما كانت تشرح الدرس لطالباتها، جاءتها إحدى المعلمات وطلبت منها الذهاب إلى الإدارة لأن المديرة تطلبها.. ذهبت "أمل" إلى مكتب المديرة، وعندما دخلت كانت المديرة تجلس خلف مكتبها، وعلى أحد الكراسي التي تقابل المكتب كان يجلس رجل يبدو في الخامسة والأربعين من العمر.. دعتها المديرة للجلوس فجلست، وأجالت ببصرها بين المديرة بين الرجل، وكأنها تستفسر منها عن هذا الشخص.. أجابتها المديرة بسرعة: "أمل، هذا الشخص يقول بأن لديه أمانة يريد إيصالها لك".. ردت "أمل" باستغراب: "أنا؟ ومن أين يعرفني؟!".. هنا تكلم الرجل ـ بعد صمت ـ بلكنة عراقية خالصة لا يخطئها السامع، وقال: "هل تصدقين يا "أمل"، لقد ظللت أبحث عنك شهرا كاملا.. إن لديَّ أمانة لك من صديقتك "هدى"...".. قاطعته "أمل": "هدى!؟.. هل هي على قيد الحياة؟".. أجابها بحزن: "لا، للأسف، فقد ماتت هدى هي وجميع عائلتها ـ عائلة أخي ـ في قصف جوي، ولكنها قبل موتها بعدة أشهر أعطتني ظرفا ـ وكنت مسافرا حينها إلى بريطانيا ـ وقالت لي: "يا عماه، احتفظ بهذا الظرف، وإن حصل لي أي مكروه، فأرجوك أوصله إلى صديقتي "أمل".."، وقد أعطتني اسمك الكامل واسم مدرستك".. شكرته أمل وأخذت منه الظرف وطلبت من رقم هاتفه لتبقى على تواصل معه.
عندما عادت "أمل" إلى المنزل، أسرعت إلى غرفتها وأغلقت الباب.. جلست على طرف سريرها وفتحت الظرف فوجدت فيه شريطا وصورة لها هي و "هدى" عندما كانتا في رحلة مدرسية.. ابتسمت بحزن عندما تذكرت الأيام التي جمعتهما معا، ثم وضعت الصورة جانبا وقربت جهاز التسجيل منها ووضعت فيه الشريط، وضغطت زر التشغيل، وأخذت تستمع...
في بداية الشريط سمعت "أمل" صوت إدخال شريط في مسجل، وسمعت زر التشغيل يضغط، لتنطلق كلمات مؤثرة تلتها أنشودة أكثر تأثيرا..
" ماعمل الليل والنهار في قلوب الأحبة كعمل الفراق بعد اللقاء، فهذه كبد حرى، وتلك عين دامعة، صدقت هذه وتلك في الحب في الله، فكان الجزاء ظل العرش موعد اللقاء..
رحل الكرى عن مقلتي وجفاني.. وتقرحت لرحيلكم أجفاني.. نفسي تتوق إلى اللقاء فإنه.. يزداد عند لقائكم إيماني.. قد كنت أطمع باجتماع دائم.. واليوم أقنع باللقاء ثواني.. ما قلت زورا حين قلت أحبكم.. ما الحب إلا الحب في الرحمن.. يفنى ويذهب كل حب كاذب.. وتبدل الأشواق بالأضغان.. أما إذا كان الوداد لخالقي.. فهناك تحت العرش يلتقيان.. إني لأذكركم إذا نجم بدا.. وإذا تراءى الفجر للعينان.. قل لي بربك هل صدقت مودتي.. فلقد صدقتك منطقي وجناني.."
انتهت الأنشودة هنا، وسمعت "أمل " زر المسجل يضغط لإغلاقه، ثم بدأت هدى في الحديث: "أتمنى أن تكوني بخير يا عزيزتي.. أعلم أنك في الوقت الذي تستمعين فيه إلى هذا الشريط لن أكون أنا على قيد الحياة، ولكن رجائي ألا تنسي من أحبتك وأخلصت لك.. أرجوك أوصي عمي بأن يفتح بريدي دائما ليظل مسجلا، وأرجوك.. ابعثي لي كل يوم رسالة، وتخيلي أني أقرؤها.. أرجوك نفذي ما أطلبه منك.. أشعر بالحزن الذي يغمر قلبك الآن، بل أستطيع رؤية دموعك المنسابة بغزارة... أرجوك عيشي حياتك ولا تغرقي نفسك في دوامة الأحزان.... أحبك".. أغلقت "أمل" المسجل، وهي تشهق بالبكاء.. أفرغت جميع انفعالاتها مع الدموع التي سكبتها، ثم قامت إلى جهازها، وكتبت رسالة شوق وحب إلى صديقتها، بدأتها بعبارة "إلى صديقتي المتوفاة.." وأنهتها بجملة "المحبة..أمل"...ثم...."إرسال".
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
خربشات..    كن أول من يقيّم
 
تحياتي.. وهذه (خربشاتي) أتمنى أن أوفَّق فيها:
استمعت إلى مقطوعة حزينة ولغتها متينة ماعدا بعض الكلمات البسيطة التي تحتاج إلى تعديل مثل (لن يفرق بيننا إلى الموت) والأصح (إلا) طبعاً، (وطلبت من رقم هاتفه) والأصح (منه)، وهي أخطاء غير مقصودة لأن اللغة كما أسلفت متينة وتشفع لصاحبها..
استمعت إلى مقطوعة ليس فيها نشاز، وما فيها إلا الإلحاح على الحزن أن يبقى حزناً ولا يتبدل، مع أن المعلمة أوصت (أملاً) أن تخرج من عباءة الكآبة: (هيا يا صغيرتي.. عيشي حياتك براحة وانسي ما حدث..).. وسمعنا نصيحتها الجميلة وخرجنا، لكن هدى أعادتنا لنلبس العباءة السوداء مرة أخرى، وأوصتنا أن نتمسك بها جيداً ولا نخلعها، وقد ذكرني هذا الموقف بحكاية ذلك الرجل البدوي الذي يمشي في الصحراء بعباءته التي لا يستغني عنها، وقد تجادلت الشمس والرياح أيهما أقوى، ومن منهما يستطيع أن يجعل البدوي يخلع عباءته.. هاجت الرياح وماجت، وأتته من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله، لكنها لم تستطع أن تجعله يتخلى عن عباءته، أما الشمس فما أجمل ذكائها، وبمجرد أن أعطته بعض حرارتها حتى خلع العباءة بهدوء ودون انزعاج ودون أي اضطراب..
الشمس (التفاؤل والأمل) أحسنت صنعاً، وهي دليلنا أن نلتمس النور والحرية والتفاؤل لأنفسنا، ونخلع العباءة السوداء مهما كانت الظروف، دون اضطراب الرياح (الحزن) الذي يأتي بما ينغص علينا حياتنا المنغَّصة أصلاً..
البلد الثاني في القصة هو العراق، والثالث هو بريطانيا، فلماذا لم يتم ذكر البلد الأول؟!.. فهو محور الأمكنة: منزل أمل، اللقاءات، المدرسة، الشاطئ..
أوصت هدى (أملاً) في الظرف المختوم أن تقول لعمها (عم هدى) أن يفتح البريد الإلكتروني، (أرجوك أوصي عمي بأن يفتح بريدي دائما ليظل مسجلا).. مع أنه عمها هي، وكانت تراه وأعطته ظرفاً، فمن المنطقي أن توصيه هدى مباشرة..
وأخيراً إذا عدنا لبداية المشاركة في السطر الأول نجد كلمة (خربشات) وهو ما يجعلني أقول: لم أجد إلا التواضع في كلمة خربشات والعمل جد جميل.
*أحمد عزو
5 - أكتوبر - 2008
إلى الأستاذ الفاضل...    كن أول من يقيّم
 
أستاذي الفاضل..
أشكرك كثيرا لأنك منحتني بعضا من وقتك لقراءة هذه الخربشات.. أفخر كثيرا لأنني وجدت مثل هذا النقد البناء والتوجيه اللطيف... شكرا لك.
شجون
9 - أكتوبر - 2008
إلى الأستاذ أحمد    كن أول من يقيّم
 
بالنسبة إلى الأخطاء الذي ذكرتها، هي أخطاء بسبب السرعة في الكتابة...
ثانيا.. المكان الأول في القصة والذي طلبت الإشارة عليه هو الإمارات.. وفعلا في هذا قصور مني ؛ لأنني نسيت ذكر البلد وتخيلت أنه معلوم عند الجميع...
ثالثا.. بالنسبة إلى حديثك عن الحزن وإصراري على عدم الخروج منه، فأنا أقول لحضرتك بأنك لو تأملت مليا حولك فلن ترى سوى الحزن.. الإيمان فقط هو من يصبغ حياة المرء بالسعادة والطمأنينة.. أنا تناولت في خربشاتي السابقة تفكير فتاة بسيطة مرهفة أثرت فيها الأحداث بشكل كبير لم تترك لها معه أي منفذ....هذا مجرد رأي بسيط...وأنتم أهل الاختصاص وسادته.. وشكرا جزيلا على نقدك مرة أخرى
شجون
9 - أكتوبر - 2008
شجون    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لا شك بأن الحزن يعشعش داخل كل واحد فينا.. وكلما يمر يوم على هذه الأمة المكلومة تزداد الأحزان على أوضاعها المهترئة.. لكن ما أقوله دائماً وأعتقد به وأجزم أنه يجب علينا ألا نستسلم لذلك.. حتى ولو بالدعاء لإخوان لنا في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال.. وفي كل مكان تغتال فيه الحياة سواء على أيدي الجبابرة المعتدين القادمين من بعيد أو على أيدي الجبابرة المعتدين الساكنين منذ الأزل بيننا لكنهم ليسوا منا..
فتحت يا أستاذة شجون شجوني نحو هذا الموضوع المؤلم، مع أنني مثل كل البشر لا أحب الألم والحزن، وأحب أن أنظر إلى الغد المجهول على أنه سيكون أفضل بإذن الله، والحياة فيها ما ينبغي أن نعيش له، وسأحيلك من هنا إلى قصة بسيطة في هذا المجلس وهي (الفراشة وزهرة النرجس) ليس لأنني أتهمك بأنك تلبسين عباءة الحزن لكن أعتقد أن (طيف الأحبة) فيها أحداث واقعية، وأريد أن تخبري تلك الفتاة إن كانت موجودة أن الأحداث التي سدت كل منافذ الفرح لن تتمكن من السيطرة علينا إذا أردنا أن نفتح نحن المنافذ الجميلة.. فما هو داخل الإنسان أقوى من كل أحداث.. وأخيراً نحن بانتظار المزيد من إبداعاتك..
*أحمد عزو
12 - أكتوبر - 2008
شكرا لك...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أنا أتفق معك ـ أستاذي الفاضل ـ في كل ما أسلفت، ولكن دعني أوضح شيئا، فكما أن للحزن لغة، فللفرح أيضا لغة خاصة به، لا يستطيع إتقانها كل من هب ودب....
أما بالنسبة لبطلة القصة، فهي غير موجودة في واقعي هذا، ولكنني متأكدة بأن هنالك ألف "أمل" في هذا العالم، مع اختلاف أحزانها...
أشكرك مرة أخرى، وأعدك أن أقدم في المرة القادمة شيئا متفائلا وسعيدا.... مع التقدير
شجون
13 - أكتوبر - 2008
إليكِ شجون    كن أول من يقيّم
 
عزيزتي شجون
إن قصتك هذه مليئة بالشجون..لم أستطع إمساك دموعي عن الانهمار..
 
أتمنى إن افترقنا في يوم من الأيام -لا قدّر الله- أن نبقى على مثل هذا الوفاء الذي ذكرته في قصتك..
 
خربشات رائعة بالنسبة لي..تمنياتي بالتوفيق..بانتظار جديدك..
 
صديقتك
دموع الورد
^_~
 
دموع الورد
14 - أكتوبر - 2008
إلى دموع الورد................    كن أول من يقيّم
 
ما دامت قلوبنا قد اجتمعت على الوفاء، فلن نفترق أبدا بإذن الله....
كل الود لروحك الجميلة...
شجون
15 - أكتوبر - 2008
هامش على حافة القمر     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
القصة (طيف الأحبة) عمل متقن [وما أشار إليه الأستاذ أحمد عزو فيه الكفاية]، وما يُمْكِنُ أنْ أقوله إنّ
الَمَْشاعرَ الصادقة للكاتِبة (أمل) كانتْ وراءَ الْحَبكَة الفنية للقصة، وإنّ كاتبةً بعُمرِ (أمل) الافتراضي قد
أبدَعتْ واقتَدَرتْ علَى وصفَ مشاعِرها بطريقةٍ جيدة جدًّا، وصورتْ التعاطفَ الحقيقي الذي تُكِنُّهُ شابَّة
لصديقتها التي صادفتْ واقعًا قاسيا مِثلَ واقِعِ (هُدى) التي لاَ ذَنبَ لها عندما عادتْ من المهجرِ – قسْرًا- إلى
 بيتِها؛ بيتِ أبيها، الكائن في مكانٍ فيه الخطرُ محتملٌ على حياتها، بلْ مُتوقَّع، وما كان باليد حيلة للبقاء بعيدًا عن ذلك.
إنّ صِدقَ (أمل) دليلٌ عظيمٌ على أصالتِها، وعلى ترعرعها في بيئةٍ آمنة علمتْها الاندماجَ مع الآخرِ من غير
خوفٍ، ولذا فإنَّ حُزنَها الشديد - على صديقتها التي أصبحت بمنْزلة شقيقتها عندما منحتها كلَّ الوفاءِ، وما
نافستها في شيءٍ - طبيعيٌّ ومتوقعٌ مِن مثلها... وهي التي ترغبُ في أنْ ترَى جمالَ العالمِ وازدهارَ الحياةِ والفرحةَ
على كل الوجوهِ بلا استثناء، (أمل) شغوفةٌ بالبراءة والحياة، وما كانتْ لتحزنَ هذا الحزن لوْ أنَّها فقدتْ
صديقتَها في مرضٍ أو في حادثِ سيرٍ أو حتى في انهيار مسكن أو زلزال..
لقد رأتْ في صديقتِها رمزًا أو معادلاً موضوعيًّا لكلِ مَن يموتُ بلا مُبررٍ مقنع.. لماذا إذنْ تموتُ صديقتها
(هدى) في قصفٍ بالطائرات على حيِّها؟؟  لماذا تموتُ عشراتُ الفتياتِ مِن مِثلِ (هدى) البريئة.. الطيبة..
يوميا..، هنا يكمُنُ حُزنُ (أمل)..
ومثلما أصبحتْ (هدى) رمزًا للضحيةِ البريءِ المتناثرِ أشلاءً .. تصبحُ (أمل) رمزًا للذينَ يعتصرُ الألَمُ قلوبَهم
حزنا على أحبابهم المفقودين بلا مبرر، في كلِّ بلد ولاسيما أهل (أمل) مابين سور الصين وسور المحيط ...
والمقاطع الشعرية .. أو ما سمته أمل أناشيد مقاطع جميلة ومعبرة لكنها لم تظهر في سطور متتابعة وكان ذلك
ضروريا، كي تؤدي دورها كاملا بموسيقاها البسيطة العذبة..
قصةُ (أمل) تَعِدُ بأديبةٍ مرموقةٍ قريبًا وسنرَى لها المزيد من الإبداع الأدبي مستقبلا، لأنها ستزدادُ تمكُّنا كلما
ازدادتْ قراءةً للقصةِ العربية والعالمية، واستيعابا للنقد الْمُوَجَّهِ في تنمية القدرات الأدبية.. وتحية لكِ أستاذة
(شجون) ....
*عبدالله الحذيفي
20 - أكتوبر - 2008
إلى الدكتور ع الحذيفي    كن أول من يقيّم
 
غرس حديثك في حلقي غصة كبيرة، وكانت دموعي أن تسقط تأثرا بكلامك... شكرا لك يا أستاذي الفاضل على تلبيتك للدعوة..
شجون
21 - أكتوبر - 2008
لعلك لن تحزني يا شجون    كن أول من يقيّم
 
 
كانت (شجون) ولا أعرف اسمها الحقيقي، قد وضعتْ على بريدي الإلكتروني رسالة تدعوني لقراءة قصتها السابقة (طيف الأحبة)، وقرأتها قراءة سريعة.. ونظرتُ بإعجاب إلى القصة، وإلى التعليقات التي تلتها، وأسهمتُ في تعليقي السابق بشيء يسير مما يمكن أن يقال حول موضوع القصة وأبطالها، وهاهي (شجون) تقول: ((غرس حديثكَ في حلقي غصة كبيرة..وكادت دموعي أن تسقط تأثرا بكلامك)) إنها بهذا تؤكد أنها صاحبة القلم الشاب الشفاف الذي سطر القصة.. إذ كانت (شجون) قبل الكتابة مفعمةً بمشاعر الحزن على صديقتها، وظنت أنها بكتابتها القصة قد أفرغتْ ما في نفسها لَمَّا أشرَكتْ القراء معها في مشاعرها، وعند ما قرأت التعليقات على قصتها أدركت كم هي مظلومة في فقد صديقتها من ناحية، ومن ناحية أخرى أدركت أن الكتابة تقوم بعملية تحويل المشاعر من فردية إلى جماعية، وهذه المسألة تجعلُ العملية الإبداعية تتحول إلى صورة من الأحداث لا تكاد تغيب عن بال المتلقي ولاسيما عن بال الكاتب الذي يصبح قريبا أكثر من عمله الإبداعي بعد أن يصبح في عِداد المتلقين أيضا.. ومن هنا يتطلب الأمر من الكاتب/ الكاتبة الخروج إلى شرفة أخرى ليرى العالم من زاوية أخرى، ويشرع في كتابة عمل أدبي جديد..وحبذا أن يكون مختلفا كثيرا عن السابق كي لا يكرر نفسه.. إذن فليكنِ الخروج إلى قضية أخرى، ومشاعر أخرى، كي يبرزَ التنوع في الموضوع والأسلوب، ومثل هذا هو - في تقديري- ما دعا إليه الأستاذ الأديب أحمد عزو عندما دعا الكاتبة إلى الخروج من حزنها.. 
*عبدالله الحذيفي
22 - أكتوبر - 2008
 1  2