تحية طيبة أساتذتي الأكارم: كنت أبحث عن موقع حصن البخراء الذي قتل فيه الوليد بن يزيد بن عبد الملك، لما انقلب عليه ابن عمه يزيد الناقص ابن الوليد بن عبد الملك، وكان ذلك في جمادى الآخرة من سنة 126هـ وقبل أن أسرد كلام المؤرخين الموجز عن البخراء (معتذرا عما يرد فيها من أغلاط مطبعية في الأصل) ألفت النظر إلى ما عثرت عليه في هذا الرابط حول البخراء ويبدو أن الحصن لا يزال قائما حتى اليوم، ولكني لم أتمكن من الوصول إلى موقع تظهر فيه صورة الحصن، فأرجو ممن يتوصل إلى صورة له أن ينشر رابطها هنا مشكورا، وقد رأيت في كثير من المصادر نسبة هذا الحصن إلى النعمان بن بشير (ر) فيرد الحديث عنه هكذا: حصن البخراء قصر النعمان بن بشير. وما ورد في (مختصر تاريخ دمشق في التعريف بالبخراء هو اجتهاد من المحقق، وهو قوله: البخراء شرقي حمص في البرية- وفيه في ترجمة الوليد: (فقال له: الأبرش سعيد بن الوليد: يا أمير المؤمنين: تدمر حصينة، وبها قومي يمنعونك، فقال: ما أرى أن نأتي تدمر، وأهلها بنو عامر، وهم الذين خرجوا علي، ولكن دلني على منزل حصين. فقال: أرى أن تنزل القريتين، قال: أكرهها، قال: فهذا الهزيم. قال: أكره اسمه، قال: فهذا البخراء قصر النعمان بن بشير، قال: ويحك! ما أقبح أسماء مياهكم. فأقبل في طريق السماوة، ونزل الريف، وهو في مئتين، فقال: إذا لم يكن خير مع الشر لم تجد | | نصيحاً ولا ذا حاجة حين iiتفزع | إذا ما هم جاؤوا بإحدى iiهناتهم | | حـسـرت لهم رأسي فلا أتقنع | فمر في شبكة للضحاك بن قيس الفهري، وفيها من ولده وولد ولده أربعون رجلاً. فساروا وقالوا: إنا عزل، فلو أمرت لنا بسلاح، فما أعطاهم رمحاً ولا سيفاً. فقال له بيهس: إذا أبيت أن تمضي إلى حمص وتدمر، فهذا الحصن البخراء -البخراء شرقي حمص في البرية- فإنه حصين، وهو من بناء العجم فانزله. قال: فإني أخاف الطاعون، قال: الذي يراد بك أشد من الطاعون. فنزل حصن البخراء. قال: فندب يزيد بن الوليد الناس مع عبد العزيز، ونادى مناديه: من سار معه فله ألفان؛ فانتدب ألفا رجل؛ فأعطاهم ألفين ألفين، وقال: موعدكم بذنبة. وفي تاريخ الطبري: يديه أتاه رسول أمّ كلثوم بنت عبد الله بن يزيد بن عبد الملك يقال له عمرو بن مرة، فأخبره أنّ عبد العزيز بن الحجاج؛ قد نزل اللؤلؤة، فلم يلتفت إليه، وأتاه خالد بن عثمان المخراش - وان على شرطه - برجل من بني حارثة بن جناب، فقال له: إنّي كنت بدمشق مع عبد العزيز، وقد أتيتك بالخبر؛ وهذه ألف وخمسمائة قد أخذتها - وحل همياناً من وسطه، وأراه - وقد نزل اللؤلؤة؛ وهو غاد منها إليك، فلم يجبه والتفت إلى رجل إلى جنبه، وكلمه بكلام لم أسمعه، فسألت بعض من كان بيني وبينه عما قال، فقال: سأله عن النهر الذي حفره بالأردن: كم بقي منه؟ وأقبل عبد العزيز من اللؤلؤة، فأتى المليكة فحازها، ووجّه منصور بن جمهور، فأخذ شرقيّ القرى - وهو تل مشرف في أرض ملساء على طريق نهيا إلى البخراء - وكان العباس بن الوليد تهيأ في نحو من خمسين ومائة من مواليه وولده، وفي تاريخ خليفة: وبلغ الوليد بن يزيد فتوجه من البلقاء متوجهاً إلى حمص وكتب إلى العباس بن الوليد بن عبد الملك يأتيه في جند من أهل حمص وهو منها قريب، وخرج الوليد حتى انتهى إلى البخراء قصر في برية ورمل من تدمر على أميال. وفي شذرات الذهب حوادث سنة 126: فيها في جمادى الآخرة مقتل الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك بحصن البخراء بقرب تدمر وكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر وكان من أجمل الناس وأقواهم وأجودهم نظماً ولكنه كان فاسقاً متهتكاً زعم أخوه سليمن إنه راوده عن نفسه فقاموا عليه لذلك مع ابن عمه يزيد بن الوليد الملقب بالناقص لكونه نقص الجند أعطياتهم. وبويع يزيد الناقص فمات في العشر من ذي الحجة من السنة عن ست وثلاثين سنة وبويع بعده أخوه إبراهيم بن الوليد وكان في يزيد زهد وعدل وخير لكنه قدري قال الشافعي ولى يزيد بن الوليد فدعا الناس إلى القدر وحملهم عليه وسيأتي الكلام عليه بقية قريباً إن شاء تعالى قاله في العبر. وفي مراصد الاطلاع: (البخراء) ممدود، كأنه تأنيث الأبخر: ماءة منتنة، على ميلين من القليعة في طرف الحجاز. وفي معجم البلدان: البَخراءُ: ممدودة كأنها تأنيث الأبخَر وهو نتن الفَم وهي كذلك. ماءة مُنتَنة على ميلين من القُلَيعَة في طرف الحجاز. قرأتُ بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي يُعرَف بابن برد الخيار عن حكم الوادي. قال بينما نحن مع الوليد بن يزيد بن عبد الملك بالبخراء وهو يشرَب إذ دخل عليه مولى له مخرق ثيابه فقال هذه الخيلُ قد أقبلَت فقال هاتوا المصحف حتى أقْتَل كما قتل عمي عثمان فدُخِلَ عليه فقُتِلَ فرَأيتُ رأسه في طشت مُلقَى ويده في فم الكلب ثم بعث برأسه إلى دمشق. وفي معجم ما استعجم: "البَخراء" تأنيث الابخر، قال المفجع في كتابه الذي سماه المنقذ: البخراء:ط منزل من منازل البحرين، بين البصرة والاحساء، يقال تبخرت: إذا أتيت البخراء. وقال غيره: البخراء أرض بالشام، سميت بذلك لعفونة في تربتها ونتنها، يقال البخراء لنتن ريحها. وفي نقط العروس في تواريخ الخلفاء لابن حزم: وأما بنو أمية: فإن معاوية ويزيد ومروان وعبد الملك والوليد قطنوا دمشق. وأما سليمان فقطن الرملة من أعمال فلسطين. وأما يزيد فقطن البخراء من أعمال حمص، وكذلك ابنه بعده. وأما عمر بن عبد العزيز فقطن خناصرة من عمل حمص. |