دمشق: كلمة لا بد منها كن أول من يقيّم
أخي أحمد عزو، ابن دمشق البار: تحياتي القلبية إليك، ومزيد الشكر على كلماتك النبيلة. هذا ما جرى، مفاجأة مريرة للغاية ختمت بـ 40 دقيقة جهد 30 سنة طويلة من الشغف والحب لدمشق. ليست مكتبتي وحدها التي انتهت، بل اهتمامي بدمشق ذاتها. منذ حوالي 8 سنوات، تغيّر وجه دمشق كثيراً، كانت في بالي مثلك بالضبط: مدينة العراقة والحارات الضيقة الحانية والعرائش والياسمين والأخلاق الطيبة، لكن دمشق هذه انقرضت وبادت، صارت فعلاً مدينة المطاعم والمقاهي والأراكيل، دون أن أفصح أيضاً ماذا صار بها (على طريق التل تحديداً).. أهذه دمشق؟ مدينة نور الدين وصلاح الدين والظاهر؟ يا للأسى.. وداعاً يا دمشقي التي أعرفها، لم يعد بك ما يتغنى به الشعراء، غير الازدحام الخانق والحرّ اللاهب، والألفاظ اللاذعة التي تعلّمها فتيان دمشق من الأفلام الأميركية البذيئة.. ما رأيك كيف يتخاطب الشبّان في الطرقات؟ بقيت سنوات أقول: عافت نفسي من دمشق، تركتها نهائياً منذ 2004 وما برحت أفكّر بالكف عن الكتابة عنها، إلى أن أتتني هذه الكارثة لتوقف كل شيء قسراً. فلا ندم ولا خسارة.. لم تعد دمشق تستحق، فسلبتها السماء ما تبقى في صدر من كان يحبها. أقول هذا الكلام بكل إصرار.. وأنت تعلم مثلي واقع الحال. وداعاً يا دمشق.. وداعاً إلى الأبد! |