البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : شلشل وسلسل وقلقل وبلبل    كن أول من يقيّم
 محمد 
18 - أغسطس - 2008
يقول الثعالبي :
قال لي سهيل بن المرزبان يوماً إن الشعراء من شلشل ومنهم من سلسل، ومنهم من قلقل، ومنهم من بلبل، فقال الثعالبي: إني أخاف أن أكون رابع الشعراء!
 
أراد قول الشاعر:
الشعراء فاعلمن أربعة ... فشاعر يجري ولا يجرى معه
وشاعر من حقه أن ترفعه ... وشاعر من حقه أن تسمعه
وشاعر من حقه أن تصفعه

وأراد بقوله: منهم من شلشل، قول الأعشى:
وقد أروح إلى الحانات يتبعني ... شاو مشل شلول شلشل شول

وأراد بقوله: منهم من سلسل، قول مسلم بن الوليد:
سلت وسلت ثم سل سليلها ... فأتى سليل سليلها مسلولا
 
وأراد بقوله: قلقل، قول المتنبي:
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا ... قلاقل هم كلهن قلاقل
 
قال الثعالبي؛ ثم إني قلت بعد حين:
وإذا البلابل أفصحت بلغاتها ... فانف البلابل باحتساء البابلي

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
القطعة للحطيئة    كن أول من يقيّم
 
شكرا للأستاذ محمد كالو على هذه المشاركة الجميلة، واما القطعة التي ذكرها الثعالبي (الشعراء فاعلمن أربعه) فهي من شعر الحطيئة فيما ذكر شارح الكامل، ولكن بألفاظ أخرى، وسآتي على ذكرها، وكان ابن رشيق القيرواني في طليعة من ذكر الأبيات، إلا أنه لم ينسبها، قال في (العمدة)
وأنشد بعض العلماء ولم يذكر قائله:
الشعراء فاعلمن أربعه         فشاعر لا يرتجى لمنفعه
وشاعر ينشط وسط المجمعه         وشاعر آخر لا يجري معه
وشاعر يقال خمر في دعه
وهكذا روايتها عن أبي محمد عبد العزيز بن أبي سهل رحمه الله، وبعض الناس يرويها
على خلاف هذا.
قلت أنا زهير:  قوله (ينشط وسط المجمعة) هكذا وردت، والمشهور (يحوم حول المعمعة) وللقطعة روايات كثيرة انظرها في الوراق، والمختار منها:
الـشـعـراء  فاعلمنَّ iiأربعه فـشـاعر من حقه أن iiتسمعه
وشـاعر يحوم حول iiالمعمعه وشاعر يجري ولا يُجرى معه
وشاعر  لا تستحي أن تصفعه ...
وهي في العقد المفصل لحيدر الحلي (ت 1304):
الشعراء فاعلمنَّ أربعهْ         فشاعرٌ يجري ولا يجرى معهْ
وشاعرٌ من حقّه أن ترفعهْ         وشاعرٌ من حقّه أن تسمعهْ
وشاعرٌ من حقّه أن تصفعهْ
 قال:
وذكر شارح الكامل: أنّ الحطيئة دخل على سعيد بن العاص وهو يتغذّى، فأكل أكل
جايع، فلمّا فرغ من طعامه وخرج الناس أقام مكانه، فأتاه الحاجب ليخرجه فامتنع وقال:
أترغب عن مجالستي، فلمّا سمعه سعيد وكان لا يعرفه قال للحاجب: دعه، ثمّ تذاكروا
الشعر، فقال الحطيئة: ما أصبتم جيد الشعر ولو أعطيتم القوس باريها بلغتم ما تريدون.
وقيل: إنّه أوّل من قال: أعط القوس باريها، فانتسبوه، فانتسب لهم، وذاكروه فقال لسعيد:
اسمع ثمّ أنشد:
الشعراء فاعلمنّ أربعهْ         فشاعرٌ لا يرتجى لمنفعهْ
وشاعر ينشد وسط المجمعهْ         وشاعر آخر لا يجرى معهْ
وشاعرٌ يقال خمرٌ في دعهْ
ومعنى قوله: خمر في دعه، غطّ وجهك حياءً من قبح ما أتى به، ثمّ أنشد:
الشعر صعبٌ وطويل سلمهْ         إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمهْ
زلّت به إلى الحضيض قدمهْ         يريد أن يعربه فيعجمهْ
*زهير
18 - أغسطس - 2008
خنذيذ ومفلق وشاعر وشعرور    كن أول من يقيّم
 
وقال ابن رشيق في العمدة بعدما ذكر الأبيات:
وقالوا:
الشعراء أربعة:
شاعر خنذيذ، (1) وهو الذي يجمع إلى جودة شعره رواية الجيد من شعر
غيره، وسئل رؤبة عن الفحولة قال هم الرواة.
وشاعر مفلق، وهو الذي لا رواية له إلا أنه مجود كالخنذيذ في شعره.
وشاعر فقط، وهو فوق الرديء بدرجة.
 وشعرور، وهو لا شيء.
قال بعض الشعراء لآخر هجاه:
يا رابع الشعراء كيف هجوتني         وزعمت أني مفحم لا أنطق
وقيل:
بل هم شاعر مفلق، وشاعر مطلق، وشويعر، وشعرور، والمفلق: هو الذي يأتي في شعره
بالفلق، وهو العجب، وقيل: الفلق الداهية.
قال الأصمعي: فالشويعر مثل محمد بن حمران بن أبي حمران، سماه بذلك امرؤ القيس، ومثل عبد العزى
المعروف بالشويعر، وهو الذي يقول:
فنلت به ثأري، وأدركت ثورتي         إذا ما تناسى ذحله كل غيهب
وهو الضعيف عن طلب ثأره، وروى بالغين معجمة وبالعين غير معجمة.
قال الجاحظ:
والشويعر أيضاً صفوان بن عبد ياليل من بني سعد بن ليث، وقيل:
اسمه ربيعة بن عثمان، وهو القائل:
وأفلتنا أبو ليلى طفيل         صحيح الجلد من أثر السلاح
وقال بعضهم: شاعر، وشويعر، وشعرور.
وقال العبدي في شاعر يدعى المفوف من بني ضبة ثم من بني حميس:
ألا تنهى سراة بني خميسٍ         شويعرها فويلية الأفاعي
فسماه شويعراً، وفالية الأفاعي: دويبة فوق الخنفساء، فصغرها أيضاً تحقيراً له وزعم
الحاتمي أن النابغة سئل: من أشعر الناس؟ فقال:
من استجيد جيده، وأضحك رديئه، وهذا كلام يستحيل مثله عن النابغة؛ لأنه إذا
أضحك رديئه كان من سفلة الشعراء، إلا أن يكون ذلك في الهجاء خاصة.
_______________
(1) وردت الكلمة في نشرة الوراق (حنذيذ) بالحاء، وهي من أغلاط الطبع بلا شك، والصواب أنها بالخاء، والخنذيذ في الأصل الفحل من الخيل، ويقال هي من الأضداد، ولا يصح ذلك.
*زهير
18 - أغسطس - 2008
والشيء بالشيء يذكر    كن أول من يقيّم
 
ذكرتني هذه الصفحة بقصة طريفة وبيت شعر لي قديم، من قصيدة حييتُ بها وفد جامعة الأزهر عام 1977م  وهي اليوم في عداد شعري الضائع، ولا أحفظ منها غير هذا البيت الذي يضاف إلى هذه الأبيات، وهو:
ما فوقَ فوقِ الحب فوقٌ فائقٌ فـوقَ  الـحقيقة فوقُهُ يتربعُ
فلما أنشدت هذا البيت قام رئيس الوفد وحياني، ولما فرغت من إنشاد القصيدة جعل يردد هذا البيت، ثم قال: هذا البيت أكبر من عمرك يا ابني. بيت شيخ من شاعر شاب.
*زهير
18 - أغسطس - 2008