خنذيذ ومفلق وشاعر وشعرور كن أول من يقيّم
وقال ابن رشيق في العمدة بعدما ذكر الأبيات: وقالوا: الشعراء أربعة: شاعر خنذيذ، (1) وهو الذي يجمع إلى جودة شعره رواية الجيد من شعر غيره، وسئل رؤبة عن الفحولة قال هم الرواة. وشاعر مفلق، وهو الذي لا رواية له إلا أنه مجود كالخنذيذ في شعره. وشاعر فقط، وهو فوق الرديء بدرجة. وشعرور، وهو لا شيء. قال بعض الشعراء لآخر هجاه: يا رابع الشعراء كيف هجوتني وزعمت أني مفحم لا أنطق وقيل: بل هم شاعر مفلق، وشاعر مطلق، وشويعر، وشعرور، والمفلق: هو الذي يأتي في شعره بالفلق، وهو العجب، وقيل: الفلق الداهية. قال الأصمعي: فالشويعر مثل محمد بن حمران بن أبي حمران، سماه بذلك امرؤ القيس، ومثل عبد العزى المعروف بالشويعر، وهو الذي يقول: فنلت به ثأري، وأدركت ثورتي إذا ما تناسى ذحله كل غيهب وهو الضعيف عن طلب ثأره، وروى بالغين معجمة وبالعين غير معجمة. قال الجاحظ: والشويعر أيضاً صفوان بن عبد ياليل من بني سعد بن ليث، وقيل: اسمه ربيعة بن عثمان، وهو القائل: وأفلتنا أبو ليلى طفيل صحيح الجلد من أثر السلاح وقال بعضهم: شاعر، وشويعر، وشعرور. وقال العبدي في شاعر يدعى المفوف من بني ضبة ثم من بني حميس: ألا تنهى سراة بني خميسٍ شويعرها فويلية الأفاعي فسماه شويعراً، وفالية الأفاعي: دويبة فوق الخنفساء، فصغرها أيضاً تحقيراً له وزعم الحاتمي أن النابغة سئل: من أشعر الناس؟ فقال: من استجيد جيده، وأضحك رديئه، وهذا كلام يستحيل مثله عن النابغة؛ لأنه إذا أضحك رديئه كان من سفلة الشعراء، إلا أن يكون ذلك في الهجاء خاصة. _______________ (1) وردت الكلمة في نشرة الوراق (حنذيذ) بالحاء، وهي من أغلاط الطبع بلا شك، والصواب أنها بالخاء، والخنذيذ في الأصل الفحل من الخيل، ويقال هي من الأضداد، ولا يصح ذلك. |