البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : أداة العطف (بل و) في العربية    كن أول من يقيّم
 زهير 
11 - أغسطس - 2008
تحت عنوان (أداة العطف (بل و) في العربية) نشر الأستاذ عباس السوسرة، هذا التحقيق المطول في مجلة علوم اللغة (المجلد 1 عدد 4 سنة 1998) وقد أحصى فيه أماكن ورود (بل) متبوعة بحرف العطف (و) في تراث العرب شعرا ونثرا. مستدركا على ما جاء في المعجم الوسيط من أن (بل و) أسلوب محدث. وما ذهب إليه الأستاذ كمال محمد بشر، والأستاذ محمد حسن عبد العزيز من أنها ظاهرة جديدة في لغة الصحافة. وأنها ترجمة لما يطلق عليه بالإنكليزية (Correlative Conjunction  )
وحسب إفادته فإنها لم ترد في أي من الحديث النبوي الشريف، ولا في الشعر العربي حتى أواخر القرن الثاني الهجري، حيث ربما كان أبو نواس أول من استعملها في قوله:
ما حجتي فيما أتيت به = قولي لربي بل وما عذري
قال: ثم نجدها عند ابن الرومي (ت 283) في قصيدة طويلة يهجو فيها الأيام والليالي:
للذبح من غذوَا منا ومن حضنا = لا بل ومن تركاه غير محضون
وفي القرن الرابع نجدها عند أبي بكر الرازي المتوفى حوالي عام (313هـ) في قوله: (ولئن كان الفضل في إصابة اللذات والشهوات ليكونن من له الطباع المتهيئ لذلك أفض ممن ليس له ذلك، فإذا كان كذلك فالثيران والحمير أفضل من الناس، لا بل والحيوان غير المائت كله) (رسائل فلسفية: نشرة جامعة فؤاد الأول 1939م ص 25)
ثم نجدها في مؤلف للقاضي عبد الجبار الهمذاني ( ت 415هـ) قال فيه: (إن القرآن لا يختص بذكر القصص دون ما سواها، بل كان مشتملا على كثير من أنواع الكلام، فلو كانت المعارضة ممكنة لهم لأتوا بسائر أنواع الكلام، وجعلوها معارضة للقرآن، ولم يأخذهم في الأول باعتقاد تلك الأقاصيص وأنها كانت كما ذكر، بل ورضي من جهتهم بأن يضعوا من عندهم قصصا، ويكسوها من العبارت الجيدة العظيمة الجزلة ما يقارب القرآن في الفصاحة ويدانيه، وليلتبس الحال فيه فلا معنى لما ذكرتموه)  (شرح الأصول الخمسة، تحقيق عبد الكريم عثمان، القاهرة / مكتبة وهبة 1988 ص 592 ، 593)
ونجدها في مؤلفات ابن سينا (ت 428) الفلسفية والطبية، كقوله: (وليس المقابل بالنقيض فقط، بل وبالضد) (البرهان من كتاب الشفاء: تحقيق عبد الرحمن بدوي: القاهرة/ النهضة العربية 1966م  ص 60 وص 139 و14 و141)  وقوله في تشريح الشريانيين السباتيين في الرقبة (وأما الأكبر فيدخل قدام هذا الثقب في الثقب الذي في العظم الحجري إلى الشبكة، بل وتنتسج عنه الشبكة عروقاً في عروق وطبقات على طبقات من غضون على غضون) (القانون الطبعة الأميرية ج1 ص 60 وص 171) وقوله عن الرمد : (وكثيراً ما يعرض للصبيان بسبب كثرة موادهم وضعف أعينهم، وليس يكون عن مادة حارة فقط، بل وعن البلغمية والسوداوية،) (القانون: تحقيق إدوارد القش، بيروت / مؤسسة عز الدين 1987م ج3/ 957 وص837 ) وقوله عن حمى الخمس والسدس : (ما رأيت في عمري منه شيئا، بل ولا رأيت خمسا جليا قويا) المصدر السابق (ج4 / 1821)
ونجدها عند عبد اللطيف البغدادي (ت 629هـ) متحدثا عن كتاب منافقين (يوهمونه أنه أكتب من القاضي الفاضل بل ومن ابن العميد، والصابي) (الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر) (تحقيق أحمد غسان سبانو، دمشق دار قتيبة 1983م ص 122)
وكذلك نجدها عند ابن رشد (ت 595هـ) (وهذا أمر بيّن بنفسه، ليس في الصنائع العلمية فقط، وبل وفي العملية) (فصل المقال: تحقيق محمد عمارة، القاهرة، دار المعارف، 1972م ص 72 وانظر  ص25 و40)
ونجدها عند سيف الدين الآمدي (ت 631هـ) : (والصوم في اللغة عبارة عن مطلق إمساك وفي الشرع عبارة عن إمساك مخصوص بل وقد يطلق الصوم في الشرع في حالة لا إمساك فيها كحالة الناسي أكلاً ) (الإحكام في أصول الأحكام) (القاهرة، نشرة الاتحاد العربي للطباعة ج1 ص 242) ....
.... ونجدها كثيرا عند ابن خلدون ، فمن ذلك قوله: (ولذلك ترى المغلوب يتشبه أبدا بالغالب في ملبسه ومركبه وسلاحه، في اتخاذها وأشكالها، بل وفي سائر احواله)
وعند الصفدي (ت 764) في قوله عن معاصره شرف الدين الحنفي: (وكان يحب الأدب، ولم يكن له فيه يد، بل ولا ذوق) وفي كتابه (الغيث المسجم شرح لامية العجم: ج1 ص 203)
وعند ابن كثير (ت 774) (والإمام إذا فسق لا يعزل بمجرد فسقه على أصح قولي العلماء، بل ولا يجوز الخروج عليه) (البداية والنهاية، طبعة دار السعادة 1934م ج8 ص 224)
. وأكتفي بهذا اقدر مما نقله صاحب البحث من الشواهد الكثيرة عن ناصر الدين ابن الفرات (تاريخ ابن الفرات: مج 8 ص 165 حوادث سنة 693) ابن المنيّر الاسكندري أحمد بن محمد (الإنصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال/ على حاشية الكشاف/ طبعة دار المعرفة بيروت ج2 ص 198 وص250) وبدر الدين ابن جماعة، (تذكرة السامع والمتكلم) والشاعر عبد الرحيم البرعي (الديوان ص 144) (فلا قر قلبي بل ولا كف مدمعي = ولا لذ لي عيشي وشربي ومرقدي)، وبدر الدين الدماميني، (نقلا عنه في خزانة الأدب ج1 ص 15) والمقرئ ابن الجزري، في النشر (ج1 ص 45)  والعبدري الشيبي أبو المحاسن محمد بن علي (ت 837هـ) في كتابه (تمثال الأمثال) (تحقيق أسعد ذبيان، بيروت دار المسيرة 1982 ص 127) وابن المرتضى اليماني (ت 840هـ) في (إيثار الحق على الخلق: ص 121، 62 ، 345) والمقريزي  في السلوك (ج1 ص 273) و(الخطط: ج1 ص 220) والحافظ ابن حجر (إنباء الغمر: ج3/ 188 وص 165 و354) وابن تغري بردي (النجوم الزاهرة: ج 15 ص 456) وعلاء الدين الطوسي (تهافت الفلاسفة: تحقيق رضا سعادة ص 125) والخطيب الجوهري علي بن داود الصيرفي (نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان: تحقيق حسن حبشي ج1 ص 61 وص 123 وج2 ص 211، 212، 213) والسخاوي: (الضوء اللامع ج1 ص 5 وج10 ص 85) وابن حجر الهيتمي (الصواعق المحرقة: ص 111) والمقري (نفح الطيب: ج1 ص 33) وعبد الصمد إسماعيل الموزعي (الإحسان في دخول مملكة اليمن تحت ظل آل عثمان: ص 97) والبغدادي: (خزانة الأدب: ج1 ص 28) والشربيني (هز القحوف: ص 76، 179)
ومرتضى الزبيدي: (تاج العروس مادة وثب) و(جرر) والصبان في حاشيته على شرح الأشموني على الألفية (ج1 ص 10 وج4 ص 198) والجبرتي (عجائب الآثار : ج1 ص 190) والشوكاني: (البدر الطالع: ج2 ص 219) ورفاعة الطهطاوي (تخليص الإبريز: ص 104 وص 138) والحرازي (رياض الرياحين: تحقيق حسين العمري، ص 166) ومحمد بيرم الخامس (صفوة الاعتبار: ج3 ص 153) والأحدب الطرابلسي (فرائد اللآل في مجمع الأمثال: ج2 ص 257) وزبارة (أئمة اليمن بالقرن الرابع عشر الهجري: ج2 ص 25) والكواكبي (أم القرى ص 48 و 228) وعبد الله النديم (الأعداد الكاملة لمجلة الأستاذ: تصوير الهيئة المصرية للكتاب ص 635 وص 4 و243 و644 و665 و 1024) والأستاذ الإمام محمد عبده (الأعمال الكاملة/  تحقيق محمد عمارة ج2 ص 31 والصفحات 16 ، 17، 83، 99، 151، 154) وغير ذلك مما ورد في كتابات المعاصرين، الذين استشهد الأستاذ السوسرة بنماذج من أقوالهم، من أمثال أحمد أمين ومحمد مندور وأبي القاسم الشابي والسيد محمد بن عقيل، صاحب (العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل/ انتهى من تأليفه سنة 1337هـ) وعبد القادر القط وصلاح حافظ ومحمود فهمي حجازي ونايف خرما وتوفيق محمد شاهين وإسعاد عبد الهادي قنديل وفؤاد زكريا ومحمد حسن جبل، وأحمد بن محمد الشامي ومحيي الدين اللباد، ومحمد عبد القادر بافقيه، ومحمد التيجاني السماوي، ومحمد شكري عياد ومحمد زغلول سلام وحسن الزين وحسن حنفي ومحمود علي مكي وعدنان الخطيب وعبد الوهاب حومد.
 
 
 
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من أيام الطفولة ثم استفهام    كن أول من يقيّم
 
شكرا جزيلا أستاذنا ، على هذا الموضوع المفيد ،
من أيام الطفولة :
ورد اسم " محيي الدين اللباد " بين أسماء الذين استشهد الأستاذ السوسرة بنماذج من أقوالهم مما جعلني أفطن إلى أن المذكور فنان رسام شهير، عرفته ، أول ما عرفته ، أيام طفولتي ، وذلك من مطالعتي أيامها مجلة "سندباد" ، والتي كانت تصدر عن دار المعارف بمصر في الخمسينيات من القرن الماضي ثم توقفت عن الصدور بعد ان اعتدت عليها مما سبب لي حزنا وألما شديدين، وكان الفنان اللباد من أصدقاء تلك المجلة البارزين . والآن فقط عرفت أنه ليس فنانا رساما وحسب ، بل وكاتبا أيضا .
استفهام : لما قال المعجم الوسيط عن " بل و" أنها أسلوب مُحدث ، فهل كان يعني بذلك أن هذا الأسلوب حديث الاستخدام أم أنه يقصد أنه استحدثه المولدون ؛ فصار مُحدثا في لغة العرب؟ أستفهم ، كوني أعجب ممن قاموا على إخراج المعجم الوسيط ( إن كانوا يعنون بالمحدث أنه المعاصر) كيف غفلوا عن قدم هذا الأسلوب اللغوي الذي يعود إلى أيام أبي نواس كما تبين من التحقيق المذكور .
 
*ياسين الشيخ سليمان
11 - أغسطس - 2008
حجة الشعر لا شبهة فيها    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أستاذنا الكبير ياسين الشيخ سليمان، وكل الشكر لكم على ما تتحفوننا به من ذكريات لا نمل حديثها ولا نسأم الاستطراد فيها مهما طال، هي بلا شك ذكريات رجل علم وأدب، وسليل أصالة ونبل، في كل لفتة ووقفة معها عقل يفيد، وروح تنعم، ونفس تتشوف للمزيد، وأما ما ورد في المعجم الوسيط، فالمراد كما فهمتم من أن التعبير (بل و) تعبير مستحدث في العصر الحديث، وكان ذلك سبب تقصي الأستاذ عباس السوسرة مواطن ورود هذا التركيب في التراث العربي، وربما يتررد القارئ في الثقة بما ورد من ذلك في كتب النثر لاحتمال تصرف المحققين، سيما في الكتب التي لم يصلنا منها سوى نسخة واحدة، وأما في الشعر فإن الأمر مختلف، وقد سرني أنكم انتبهتم لذلك في وقفتكم على بيت أبي نواس، ولا شك من أن ميزان الشعر في هذه الحالة  يكون بمثابة المادة الحافظة من عوادي الدهر التي تعيث بالمخطوطات فسادا.
حاولت قدر الإمكان تلخيص بحث الأستاذ السوسرة، وهو في الأصل بمثابة كتيب صغير شأن معظم المواضيع التي تقوم بنشرها مجلة (علوم اللغة)
 
*زهير
12 - أغسطس - 2008
فضلكم علينا كبير    كن أول من يقيّم
 
كل التحيات الطيبات لأستاذنا الكبير زهير أحمد ظاظا ، سليل العلم والمجد ، والذي ننعم بفيض علمه وأدبه كل يوم ، بل كل ساعة . ونشكر الله تعالى على فضله بأن جعلنا من ذوي الحظ السعيد حين عرّفنا على زهير ، حفظه الله ورعاه ، وأبقاه لنا ذخرا ، أديبا شاعرا رقيقا ، وباحثا ضابطا دقيقا ، ومعلما ذكيا بارعا وأنيقا .
*ياسين الشيخ سليمان
13 - أغسطس - 2008