البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : ذاكرة الرواة    كن أول من يقيّم
 زهير 
10 - أغسطس - 2008
تذكرت اليوم بيت ذي الرمة:
وعـيـنان قال الله كونا iiفكانتا فعولين بالألباب ما يفعل الخمر
فأردت أن أعود إلى ما نقله أبو الفرج الأصفهاني حول البيت فتفاجأت بكل هذه الروايات الطريفة والتي سأسوقها هنا لتكون (شاهدا) على ذاكرة الرواة المهترئة، والتي ساهمت في تحريف الكثير من الأخبار وتشويهها، والتصرف فيها بالزيادة والنقصان.
وأبدأ بما قاله أبو الفرج الأصفهاني ، ولكن لا يبعد ان تكون رواية الآبي في (نثر الدر) هي أصدق الروايات !! والله أعلم
قال أبو الفرج  في أخبار ذي الرمة (الأغاني: نشرة الوراق ص 2007):
أخبرني أبو الحسن الأسدي عن العباس بن ميمون طائع قال: حدثنا أبو عثمان المازني عن الأصمعي عن عنبسة النحوي قال: قلت لذي الرمة وسمعته ينشد ويقول:
وعـيـنان قال الله كونا iiفكانتا فعولين بالألباب ما تفعل الخمر
قال: فقلت له: فهلا قلت: فعولان فقال: لو قلتَ: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر كان خيراً لك، أي أنك أردت القدر وأراد ذو الرمة كونا فعولين بالألباب وأراد عنبسة: وعينان فعولان.
وروى هذا الخبر ابن الزيات عن محمد بن عبادة عن الأصمعي عن العلاء بن أسلم فذكر مثله
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ابن الجني في الخصائص     كن أول من يقيّم
 
وفي الخصائص لابن جني (نشرة الوراق: ص 319)
الزيادى عن الأصمعى قال: حضر الفرزدق مجلس ابن أبي إسحق، فقال له: كيف تنشد هذا البيت:
وعـيـنان قال الله كونا iiفكانتا فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
فقال الفرزدق: كذا أنشد. فقال ابن أبي إسحق: ما كان عليك لو قلت: فعولين ! فقال الفرزدق: لو شئت أن تسبح لسبحت. ونهض فلم يعرف أحد في المجلس ما أراد بقوله: لو شئت أن تسبح لسبحت، أى لو نصب لأخبر أن الله خلقهما وأمرهما أن تفعلا ذلك، وإنما أراد: أنهما تفعلان بالألباب ما تفعل الخمر قال أبو الفتح: كان هنا تامة غير محتاجة إلى الخبر، فكأنه قال: وعينان قال الله: احدثا فحدثتا، أو اخرجا إلى الوجود فخرجتا.
*زهير
10 - أغسطس - 2008
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور    كن أول من يقيّم
 
وفي مختصر تاريخ دمشق، في ترجمة ذي الرمة (نشرة الوراق ص  2756):
قال العلاء بن أسلم أنشد ذو الرمة شعراً: من الطويل
وعـينان  قال الله كونا iiفكانتا فعولان بالألباب ماتفعل الخمر

فقال له العدوي الشاعر: قل فعولين بالألباب، فقال له ذو الرمة لو سبحت كان خيراً لك.
قال الصولي: كان العدوي مثبتاً للقدر، فأراد أن الله جعل العينين كذا، وفر ذو الرمة من هذا لينصر مذهبه
 
*زهير
10 - أغسطس - 2008
أنساب الأشراف للبلاذري    كن أول من يقيّم
 
وفي أنساب الأشراف للبلاذري (نشرة الوراق: ص 1540)
وزعموا أن ذا الرمة أنشد قوله:
وعـيـنان قال الله كونا iiفكانتا فعولين بالألباب ما تفعل الخمر

وهو يريد كونا فكانتا فعولين خبر كانتا، فقال له عمرو بن عبيد: ويحك، قلت عظيماً، فقل فعولان بالألباب وظن أنه أراد كونا فعولين فكانتا، فقال ذو الرمة: ما أبالي أقلت هذا أم سبحت، فلما علم ما ذهب إليه عمرو قال: يا سبحان الله لو عنيت ما ظننت لكنت جاهلاً
*زهير
10 - أغسطس - 2008
نثر الدر للآبي    كن أول من يقيّم
 
وفي نثر الدر للآبي (نشرة الوراق: ص 417)
وأنشد ذو الرمة :
وعـيـنان قال الله كُونا iiفكانتا فُعولان بالألباب ما تَفْعل الخمر
فقال له عيسى بن عُمر: فَعْولَيْن. فقال ذو الرمة: لو سَلَحْتَ كان خيراً لك. أترى الله أمَرَهُما أن يسحرا.
*زهير
10 - أغسطس - 2008
التنبيهات على أغاليط الرواة    كن أول من يقيّم
 
وفي (التنبيهات على أغاليط الرواة، لابن حمزة / نشرة الوراق: ص 17)
وحكى أبو العباس أحمد بن يحيى: أن ذا الرمة لما قال:
وعـيـنان قال الله كونا iiفكانتا فعولان بالألباب ما تفعل الخمرُ
قال الأصمعي: فعولين بالألباب. فقال له اسحق بن سُويد ألا قلت: فعولان. فقال: "لو شئتُ سبّحتُ".
وكان الأصمعي لهذه العِلّة يكثر الأخذ على ذي الرمة، (أي: يكثر من تغليطه) والهوى يُردي، ولقد تعدّى ذلك إلى أن كان يعترض عليه في أفعاله فيكون في ذلك مخطئاً لما قال ذو الرمة:
فـلـمـا  مـضت عند المُثنّين iiليلةٌ وزادَ عـلـى عشرٍ من الشهر iiأربعُ
سرت من مِنىً جُنحَ الظلام فأصبحت بـبـسـيـان أيديها مع الفجر iiتلمعُ
المُثنون: الذين أقاموا ليلتين بعد النحر. يقول: سرت أنا ونفرت ليلة أربع عشرة.
قال الأصمعي: هذا خطأ إنما ينفر الناس لثلاث عشرة لأنهم يرمون يوم الأضحى ثم الثاني ثم الثالث، ولا يبقى ليلة الثالث عشر بمنىً أحد. ولما لم يجد سبيلاً إلى تغليطه أكثر فضوله في الاعتراض عليه في نفره، وحدده وشرطه، هَبْهُ أحبَّ أن يقيم سنة، فما فضوله قد وسع الله عليه في ذلك ولم يحرم عليه أن ينفر قبل ذلك أو أن يجاوز. قال الله عزمن قائل: ( فمَنْ تَعَجَّلَ في يومين فلا إثمَ عليه لمنِ اتَّقى. واتَّقوا الله). أي لمن اتقى قتل الصيد. وقالوا لمن اتقى التفريط في كل حدود الحج فموسع عليه في التعجيل في نفره.
فضيّق عليه الأصمعي ما وسعه الله له؛ وخطّأه في إقامة ليلة، فلو أقام فضل ليلتين أو ثلاث بمنىً خلت أنه يكفّره. واعتراضه عليه في نفره كاعتراضه عليه في تشبيهاته الصحاح ومعانيه الصِّباح.
روى الناس عنه أنه قال في قوله:
إذا  غرّقت أرباضُها ثِنيَ بكرةٍ بتيهاءَ لم تُصبح رؤوماً سَلوبُها
إنما أراد قول ابن فسوة:
إذا قَلَصت عن سخنةٍ بمفازةٍ فـليس  بمرؤومٍ ولا iiبمُجلّدِ

فاختنق حتى جاء بهذا البيت، والعصبية في هذا الكلام ظاهرة، وهي أيضاً مسوطة بالكذب، ولو اختنق لمات، ولم يكن ذو الرمة أراد معنى اختنق له قبل أن يأتي به، ومع هذا فقد جهل من أين أخذ قوله:
إذا غرّقت أرباضها ثِنى بكرة
ولو عرفه لم يعدل إلى ما لا يشبهه، وإنما أخذه من قول لبيد:
وامتسائي والثريّا iiدَنَفٌ بشفا الموت ولما تقتحمْ
*زهير
10 - أغسطس - 2008
محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني    كن أول من يقيّم
 
وفي محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني (نشرة الوراق : ص 455):
وسمع ذو الرمة إنساناً ينشد بقوله:
وعـيـنان قال الله كونا iiفكانتا فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
فقال ذو الرمة: فعولان. كأنه تورع أن يقول فعولين فيكون ذلك بأمر الله تعالى.
*زهير
10 - أغسطس - 2008
سرح العيون    كن أول من يقيّم
 
وفي "سرح العيون شرح رسالة ابن زيدون" لابن نباتة المصري، أثناء ترجمته لغيلان الدمشقي (رأس القدرية)
قال:
(وممن كان يميل إلى هذا المذهب أيضاً غيلان وهو ذو الرمة الشاعر. قال اختصم ذو الرمة ورؤبة الراجز عند بلال بن أبي بردة فقال رؤبة والله ما فحص طائر أفحوصاً ولا تقرمص سبع قرموصا إلا بقضاء من الله وقدر، فقال ذو الرمة والله ما قدر الله على الذئب أن يأكل حلوبة عيائيل ضرائك فقال رؤبة أفبقدرته أكلها؟
هذا كذب على الذئب فقال ذو الرمة الكذب على الذئب خير من الكذب على رب العالمين
.
 قوله: عيائيل جمع عيل، وهو ذو العيال. وضرائك: جمع ضريك. وهو الفقير،
وعن إسحاق بن سعد قال أنشدني ذو الرمة قوله:
وعـيـنان قال الله كونا iiفكانتا فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
فقلت له فعولين خبر الكون فقال لي لو سبحت ربحت إنما قلت فعولان. وإنما تحرز ذو الرمة بهذا الكلام عن القول بخلاف مذهبه، والله تعالى أعلم بالصواب.
*زهير
10 - أغسطس - 2008
رواية بيت للأعشى على عشرة أوجه    كن أول من يقيّم
 
نقل البغدادي في خزانة الأدب في شرح الشاهد (776)
عن العسكري قوله في كتاب التصحيف: وقد رووا بيتاً من شعر الأعشى على عشرة أوجه،وهو:
إني لعمر الذي حطت مناسمها         تخدي وسيق إليه الباقر الغيل
وذكرت الأوجه ليعلم قدر عنايتهم بالعلم، وصرف اهتمامهم إليه.
1- رواه الأصمعي: إني لعمر الذي خطت بالخاء المعجمة.
وقال: خطت، يعني أنها تشق التراب. قال: ومثله قول النابغة:
 
أعلمت يوم عكاظ حين لقيتـنـي
 
تحت العجاج فما خططت غباري
 
أي: قصرت عنه أن تدركه. قال: ولا يكون حطت، لأن الحطاط الاعتماد في الزمام.
2- ورواها أبو عمرو: حطت بالحاء، وقال: هو أن يعتمد في أحد شقيه.
3- ورواه: تخدي بالخاء المعجمة،
4- وقال: الباقر العيل بعين غير معجمة بعدها ياء تحتها  نقطتان.
5- وفي رواية الزيادي عن الأصمعي: الباقر العثل بعين وثاء فوقها ثلاث نقط، وفسره، فقال: العثل والعثج واحد، وهو الجماعة.
6- وفي رواية عسل: حطت بالحاء غير المعجمة، وقال: معناه أسرعت. قال: والعثل الكبير الثقيل: يقال: انكسرت يده ثم عثلت تثعل، أي: ثقلت عليه.
7- ورواه أبو عبيدة: حطت بالحاء وهو الاعتماد في أحد شقيها، إذا سارت.
 وروى: العثل، وقال: هي القطيع والجماعات، يقال: ذلك في الناس والإبل. وكذلك العثج، ولم يعرف الغيل.
8- ورواه أبو عمرو الشيباني: الغيل بغين معجمة وتحت الياء نقطتان، وفسره بالكثير، وقال: يقال: ماء غيل، إذا كان كثيراً. والغيل أيضاً السمان. يقال: ساعد غيل، إذا كان ممتلئاً رياً. * قال وروى أبو عبيدة: العثل بالثاء منقوطة بثلاث، فأرسلت إليه: أن قد صحفت، إنما هو الغيل.
9- وروى بعضهم عن الأصمعي أنه قال: الرواية: وجد عليها النافر العجل بالجيم. والنافر بالنون والفاء. أي: خطت مناسمها تخدي ذاهبة، ثم جدت عليها النفار من منى حيث نفروا.
وقال أبو الحباب: قلت له: إنما قال النافر، وهو واحد، ثم قال العجل? فقال: كقولك: يا أيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل. وكثيراً ما يجيء الواحد في معنى الجميع.
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام عن أصحابه خطت بالخاء المعجمة، وقال: يعني أنها تشق التراب. قال: وكذلك قول النابغة:
فما خططت غباري
يعني ما شققته، أي: قصرت عنه، ولم تدركه.
 10- وروى بعضهم حطت مناسمها تحدى، بحاء مهملة بدلاً من تخدي. **
فانظر إلى هذا البيت، وكم تعب من الرواة والعلماء واحتملوه، لطلب الفائدة فيه. انتهى كلام العسكري.
_______________
* رجعت إلى مادة (غيل) في (لسان العرب) فرأيت فيه: والغيل والمغتال الساعد الريان الممتلئ، وفيه: ويقال: أَغْيَلَت الغَنم إذا نُتِجت في السنة مرتين؛  وعليه قول الأَعشى:

وسِيقَ إِليه الباقِر الغُيُلُ

** وفي تاج العروس للزبيدي والمحكم لابن سيده و(لسان العرب) لابن منظور: مادة (عثل) تهوي 

 

*زهير
13 - ديسمبر - 2008