البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : لورنس العرب...خرافة القرن العشرين    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 سليم 
10 - أغسطس - 2008
السلام عليكم
لورنس هذا اللقيط الذي يقال أنه خدع العرب_ضحك عليهم_وكأنهم قطيع أغنام لا تعرف إلا العلف والبرسيم,والذي أُعطي أكثر مما يستحق من التقدير والتبجيل ليس فقط من الغرب بل ومن العرب المضبوعين بكل شئ غربي ,هل فعلًا هذا اللقيط خدع العرب وضحك عليهم وكأنه ساقهم بعصا؟,هل هو يقارن بالبطل الصنديد عبد الرحمن الداخل الذي إستطاع بمفرده أن يبني دولة ويقيم حكم الله في أرض الغرب؟,هل هو حقًا على ذلك القدر من الذكاء والحنكة والهالة الناصعة التي يلبسونه إياها؟ فمن هو؟,وما هي حقيقته؟...
ولد هذا البريطاني من علاقة غير شرعية بين أمه الذي ولدته وأبيه_مجازًا_ الذي زنى بأمه,وكانت ولادته في 15 أغسطس عام 1888 في تريمادوك من قرىويلز, وأسمه الحقيقي هو توماس إدوارد لورنس, أبوه هو توماس روبرت تايك أيرلندي الأصل والذي هجر زوجته الشرعية (إيديث)من أجل إمرأة تدعى سارة جونير الخادمة التي ترعي بناته الأربع , وسكنا معًا وربطتهما علاقة غير شرعية أسفرت عن مولد خمسة من الأبناء غير الشرعيين ,وكان ترتيب لورنس من حيث الولادة الثاني, الأب توماس روبرت كان قد حصل على رتبة البارون السابع على ويستميث في إيرلندا في عام 1916,سكن الأب مع عشيقته في مكان يسمى بولستيد رود في أكسفورد تحت اسم السيد والسيدة لورنس.
ولورنس العرب هذا كان يعرف في العائلة بإسم نيد,وفي عام 1905 هرب من بيت العائلة ,وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره, وعمل كصبي في خدمة المدفعية الملكية في مدينة كورنويل,وقد كان لأمه أثرًا عليه بسبب تعصبها للمسيحية,ومما تذكره المراجع عن حياته أنه لم يكن على قدر من الجمال كما كان إخوته إلا أنه كان يحب الدراسة والمطالعة,وكان لهذه التربية وتلك النشأة أثرهما في تكوين شخصيته حتى على صعيد الإتجاه الجنسي,فقد ورد أنه كان على علاقة جنسية مع أحد الغلمان أسمه سليم أحمد الداهوم....من هذه النبذة عن حياته يظهر لنا الآتي:
1.أنه لقيط
2.أنه منحرف جنسيًا
3.لم يكن معروفًا ,بل كان شخصًا عاديًا جدًا دون أي طموحات, وكان يسعى للظهور والتفوق خاصة وأن رفاقه وأقرانه كانوا يعايرونه بأنه لقيط ونتاج سفاح وليس زواج .
هكذا تكونت شخصية ذلك اللقيط وخط لنفسه نهجًا في الحياة ميكافيليًا لا يراعي فيه إلاً ولا عهدًا خاصة مع غير قومه,قال في كتابه "أعمدة الحكمة السبعة"لو قيض للحلفاء أن ينتصروا فإن وعود بريطانيا للعرب لن تكون سوى حبر على ورق ، ولو كنت رجلاً شريفاً وناصحاً أميناً لصارحتهم بذلك وسرحت جيوشهم وجنبتهم التضحية بأرواحهم في سبيل أناس لا يحفظون لهم إلاً ولا ذمة.اهـ
حياته قبل خروجه الى بلاد العرب:
في 12 أكتوبر عام 1907 حصل على منحة دراسية في جامعة أكسفورد قسم الآثار,ومن هذا الباب مهدت له الطريق الى دخول بلاد العرب بغية دراسة الآثار فيها ,وقد شجعه الدكتور جيمس هوغارت والذي كان يشرف على متحف أكسفورد على توسيع دراسته في الآثار العربية, وانتهى لورنس من هذه المرحلة الدراسيةفي حياته، وقرر إعداد دبلوم عن تأثير الصليبيين على فن النحت في الأجيال الوسطية وشجعه الدكتور هوجارت _عميل المخابرات البريطانية_، واقترح عليه السفر إلى الشرق لتحضير هذه الدبلوما، فسافر إلى بيروت عام 1909؛ ومنها إلى صيدا والجليل، ثمالناصرة والكرمل، وعكا، وكان يبحث وينقب عن الآثار التي تساعده على إتمام دبلومته،وعاد بعد ذلك إلى دمشق، وترافقه زوجته، وتعرف على البدو وحياتهم،حتى وصل إلى قرية "أورفا" على الحدود التركية، ثم عاد إلى حلب، وأصيب هناكبالملاريا؛ مما اضطره للعودة إلى بيروت، ومنها سافر بحرًا إلى بريطانيا موطنه الأصلي.
وبعد أن إستعاد صحته عاد الى العراق ملتحقًا بالبعثة البريطانية التي تقوم هناك بعمل بحوث عن آثار بابل، وهناك توثقت معرفته أكثر بالصحراءوأهلها، وعرف كيف يحيا الإنسان في الصحراء ومصاعبها،وهكذا أصبح لورنس يعرف العرب، ويعرف عاداتهم، وتعلم لغتهم؛ بل وأصبح يجيداللهجة البدوية.
إستقراره في بلاد العرب:وكانت بوادر الحرب العالمية الأولى قد بانت وهو في لندن بعد إنتهاء بعثته الى العراق,وحصل أن إغتال أحدهم الأرشيدون النمساوي في عام 1914 وهكذا بدأت الحرب العالمية الأولى, وما كان لعمله في الآثار ومعرفتة بالخرائط وخاصة في البلاد العربية فعين كضابط إحتياط في فرع الخرائط لدى القيادة العامة للقوات البريطانية في القاهرة.
وكما لا يخفى على أحد عمل المخابرات البريطانية ونشاطها في البلاد العربية بغرض تحريضهم وخروجهم على السلطان العثماني ودولة الخلافة وحامية بيضة الإسلام والمسلمين,فقد قررت المخابرات البريطانية تغطية عملها الجاسوسي فأنشأت مكتبًا أطلقت عليه "المكتب العربي",وهذا المكتب عبارة عن فرع من فروع المخابرات البريطانية لممارسة النشاط التخريبي في مصر والأقطار العربية، وبعض البلدان التابعة لدولة الخلافة العثمانية في ذلك الوقت.
 كانت تغذية الحركات القومية التي بثتها الدول الغربية في العالم الإسلامي وخاصة في دول من لا يدينون بالإسلام(دول البلقان, اليونان ورومانيا والصرب وغيرها) قد أتت أُكُلها فكانت معاهدة إستيفانو وبرلين,فدول البلقان كانت كبرميل بارود على وشك الإنفجار,وخاصة بعد أن أرغمت الدولة العثمانية على معاهدة إستيفانو ، حيث فرضت هذه المعاهدة على العثمانيين المهزومين أمام روسيا إدخال إصلاحات جوهرية على أوضاع المسيحيين في الدولة العثمانية، خاصة في أوربا؛ وهو ما عني حقوقا وامتيازات للأقلية لا تتمتع بها الأغلبية المسلمة، وكان ذلك يشير إلى رغبة الدول الأوربية في تفجير الدولة العثمانية من الداخل بعد إضعافها للغاية في المحيط الدولي، بحيث تمثل "رجل أوربا المريض" الذي ينتظر الجميع موته لتقسيم تركته الكبيرة.
ففي تلك الفترة التاريخية شهدت المنطقة ثورات ضد الدولة العثمانية، حيث قام سكان الصرب والجبل الأسود بثورة ضد العثمانيين في عام (1876م)، إلا أن الدولة العثمانية استطاعت إخمادها، فكان مؤتمر برلين الذي ترأسه المستشار الألماني بسمارك في برلين 13 يوليو 1878,وأسفر عن تعديل الحدود الجغرافية للدولة العثمانية وخروج العديد من دول البلقان من تحت النفوذ العثماني.
وبعد أن رأت الدول الغربية اثر النعرة القومية في سلخ وفصل الأقاليم المتعددة عن جسد الدولة العثمانية بدأت تفكر في إحياء هذه النعرة بين أفراد الدولة العثمانية ممن يدينون بدين الإسلام, وهؤلاء هم العرب والترك,وبدأت تبث في العرب مقولات مغلوطة وأنهم أحق من الأتراك في الخلافة , فالإسلام خرج من عندهم والقرآن عربي اللسان ,وغيرها من المغالطات والحيل,وكان هناك أناس تواقون للسلطة وآذان صاغية للغرب ,وبدأت النعرة تأخذ سبيلها بين أفراد الأمة الواحدة, هذا مع توغل الغرب وخاصة الإنكليز في المراكز القيادية الهامة في الدولة العثمانية وتبنيها للطاغية الأكبر مصطى كمال آتاتورك...فكان لها ما أرادت.
وكان الإنكليز أكثر دول الغرب تفانيًا في القضاء على الدولة العثمانية والذي هي إمتدادًا للحروب الصليبية , فبعد ن أدرك الغرب أن الإسلام هم الدين المنتصر دومًا ,وأن خسارتهم وهزيمتهم في الحروب الصليبية لا يمكن أن تصبح نصرًا إلا إذا قضوا على منبع عزهم وقوتهم وأس إعتصامهم...فبدأؤا منذ ذلك التاريخ وعلى مدار خمسة قرون وخاصة بعد سقوط الأندلس يخططون للقضاء على الإسلام والمسلمين,والنتائج ليست إلا حصيلة عمل دؤوب متواصل من دول عدة ورصدوا له اموالًا طائلة وأنفسًا غالية....ولم تكن حصيلة خداع أو ذكاء فرد واحد مثل اللقيط لورنس _ملك العرب غير المتوج_,ذلك الأرعن الذي قابل رجالًا إعدوا للثورة والخروج على الخليفة ...فكان لقاء هذا الأرعن مع آل السعود في 12 أكتوبر سنة 1916 حيث توجه السير ستور البريطاني إلى السعودية، وكان اسمها الحجار أو الجزيرة العربية، يرافقه لورانس وبعض الضباط البريطانيين، وكانت الحرب على قدم وساق,وهناك قابل لأول مرة الشريف حسين شريف مكة أي بعد أربع سنوات من طرح الشريف حسين نفسه على الأنكليز حيث بدأ يفكر في دولة تساعده على مناهضة الأتراك وإقامة دولته العربية المستقلة ,وحدث هذا في عام 1912 عندما زار عبد الله ابن الشريف حسين، المعتمد البريطاني في القاهرة "كتشنر"، وعرض عليه الموقف في الحجاز وسأله عن موقف الإنجليز إذا نشبت الحرب بين الحسين والاتحاديين، ويبدو أن الإنجليز قد رفضوا التورط في خطة لمساعدة الشريف حسين؛ حفاظًا على الصداقة مع العثمانيين كي لا يضيعوا عميلهم مصطفى كمال آتاتورك , وكان موضوع المفاوضة ينحصر في مسألة الشرافة.
هذا كان الموقف في الحجاز وقبل أن يصل خادع العرب لورنس اللقيط الى الشريف حسين,فكيف وأين خدع لورنس المزعوم العرب وضحك عليهم في جعلهم يخرجون على الخليفة ثم أن الشريف حسين كان قد أعلن الثورة العربية في 10 يونيو 1916م ,وأطلق بنفسه في ذلك اليوم أول رصاصة على قلعة الأتراك في مكة؛وجاء في المنشور الذي وزع آنذاك:" وانفصلت بلادنا عن المملكة العثمانية انفصالاً تامًا، وأعلنا استقلالاً لا تشوبه شائبة مداخلة أجنبية ولا تحكم خارجي", ولورنس هذا إلتقى بالشريف حسين بعد ذلك التاريخ بأربعة أشهر,فأنى له التأثير على ثورة قد بدأت قبل أن يلتفي بها.
,...هذا كذب وإفتراء وتزوير الحقائق التاريخية,وأما سبب ظهور نجم لورنس آنذاك فيعود الى عدة أمور:
1.معرفته اللغة العربية ,فهذا سهل التعامل والتفاهم معه أكثر من غيره,فكان في مهمة مترجم ليس إلا.
2.معرفته بعادات العرب وخاصة البدو لمعاشرته إياهم أبان ترحاله وتنفله بينهم في تتبع الآثار.
3.معرفته بالآثار والخرائط
وهو لم يكن يعلم ما يدور على الساحة السياسية على المستوى العالي,فقد كان دوره ثانويًا جدًا كي يجعلوه يتطلع على أدق الأمور السياسية,الدليل هم ما قاله عن نفسه في كتابه,حيث قال:"
إن أخبار هذه المعاهدات من وراء ظهري قد وصلت إلى آذان بعض العرب عن طريق تركيا ..حينئذ طلب مني الأصدقاء العرب أن اضمن لهم تعهدات بريطانيا التي انتمي إليها ولكني لم اكن قد أبلغت رسميا لا بتعهدات ( مكماهون ) ولا بمعاهدة ( سايكس بيكو) لان هذه المعاهدات وضعتها وزارة الخارجية البريطانية دون علمي".
فهو في كلامه هذا يؤكد عدم إطلاعه على ما يدور في الساحة السياسية الدولية,والدليل ايضًا مراسلات الحسين – مكماهون"...فهذه لم تذكر لا قريب ولا من بعيد أسم هذا اللعين لورنس ودوره في تحريك العرب ضد الدولة العثمانية أو أن له أدنى أثر في الثورة العربية.
 وأما سبب شهرته وبزوغ نجمه:
قبل الشروع في بيان أسباب بزوغ نجمه,سوف أنقل لكم وفاته من أجل تمام معرفة سيرته,بعد عودته الى بلادة الباردة ,وبينما كان يقود دراجته النارية المفضلة وهو عائد الى بيته من مكتب البريد في احد شوارع لندن اعترضه فجاة صبيان يركبان دراجة هوائية فحاول تجنبهما وتحاشى صدمهما بدراجته الناريه فاختل توازنه وسقط على الارض فاصطدم راسة باحجار الرصيف السوداء بقوة ففقد وعيه ونقل الى المستشفى حيث توفي بعد خمسة ايام,وكان هذا في 13 آيار عام 1935.
لقد كان يرغب في أن يصبح كاتبًا مشهورًا ,وبدأ موهبته هذه منذ زمن ,وبدأ مشروع كتابه "أعمدة الحكمة السبعة" من خلال رسائله ما بين عامي 1919-1920,وكان قد بدأ كتابة النسخة المبدئية لهذا الكتاب في فرنسا في عام 1919 أثناء إنعقاد مؤتمر باريس للسلام,وكان قد قال أنه كتب ما يعادل 250000كلمة,إلا أنه وجد صعوبة في إتمام مشروع الكتاب هذا لأن مخطوطاته اليدوية سرقت منه في محطة" Reading Station",وأعلن عن فقدانه في الجرائد إلا أنه لم يعثر على المخطوطة.
وبعد هذا شرع في تكملة الكتاب من ذاكرته...فهذا يدل على عدم مصداقية ما ورد في الكتاب,فالإنسان مهما بلغ من الذكاء وحدة الفهم والحفظ لا بد وأن ينسى ,فيبدأ يحلق في خياله كما وكيفما شاء.
وكان قد كتب كتابًا آخر بإسم"ثورة في الصحراء", وآخر تحت إسم "النعنع" "The Mint , ومع هذا لم يكن معروفًا ككاتب بارع....
بعد وفاته لفه النسيان ,ولم يعد أحد يذكره إلا نادرًا,وبعد مرور ثلاثة عقود جاء المخرج ديفيد ليين David Lean, وحوّل كتاب "أعمد الحكمة السيعة" الى فلم سينمائي من بطولة Peter O'Toole، عمر الشريف، و Anthony Quinn.ومنذ عرض الفلم أول مرة في عام 1962 وأصبح أسم لورنس العرب على كل لسان...
وهكذا نبغ نجم لورنس ككاتب وسياسي عمل من أجل إمبراطوريته بعد أن طوته أيدي النسيان,وسهت عنه أعين الإنسان...ولكن كيف حدث هذا؟:
مع تطور رسائل الإعلام وظهور السينما كوسيلة لنقل المعلومات ودسها ,سهلت عملية إبراز أي شخصية وإظهارها من حيز الركود والنسيان الى عز الحركة والشهرة...ولكن لماذا هذه الفلم ؟
في الفترة التي ظهر فيها الفلم (الستينات من القرن العشرين) كانت الصراع بين العرب واليهود من طرف ومحاولات الغرب في إحتواء الشرق وخاصة الدول العربية من طرف آخر قد بلغ أوجه,وكان الغرب يحاول بكل ما اؤتي من عزيمة وحيلة أن يُظهر العرب بمظهر البدو والتخلف والغباء وسهولة التحكم فيهم ,وأنهم شعب لا يستحق الحياة,وأنهم غير قادرين على إدارة حياتهم ورعاية شوؤن أنفسهم بأنفسهم....فهم بحاجة الى من يقوم عليهم ويسوسهم...وهؤلاء هم الغرب أو اليهود ,كما أن إختيار الممثل عمر الشريف العربي لكي يعطي مصداقية تامة لكل معلومة تورد في الفلم,ولم يكن إختياره بناءً على خبرته أو حسن تمثيله,والدليل هو أن المنتج رفض حضوره في العرض الإفتتاحي للفلم، مبررا ذلك بأنه من الأحسن أن يركز في الفيلم علي بطل واحد فقط، وهو بيتر اوتول، أما أن يدفع باثنين غير معروفين للجمهور في وقت واحد فان ذلك لن يكون من صالح الفيلم، إلا أن بيتر اوتول اتخذ موقفا إيجابيا حينما قال للمنتج : (إذا لم يحضر عمر فأنني لن احضر أيضًا).
قال عمر الشريف : (سويا دخلنا إلى قاعة السينما المضيئة من الخارج، وفي الميدان إضاءة لا حد لها.. ثم اشعاعات الجواهر والجمال لهؤلاء النجـوم.. النجوم "السوبر".. النجوم هم اليـزابيث تايلور.. شيرلي ماكلين.. ريتشارد بيرتون.. جريجوري بيك. هؤلاء كانوا هناك ضيوفا على حفل الافتتاح. لقد عرفتهم .. أنا، الولد الذي لم تقع عيناه عليهم، لقد كانوا المثال بالنسبة لي في سنوات مراهقتي، وهذه الليلة أصبحوا حقيقة أمامي. بيتر اوتول لم يكن أقل مني غربة بالنسبة للسينما العالمية، لورانس العرب كان هو الفيلم الذي حصل فيه على اكبر أدواره.. تماما كما كان الموقف بالنسبة لي، ولكن اسمينا ظهرا بحروف ضخمة على الشاشة الكبيرة، وكنا نجلس علي مقاعد مريحة ولكننا كنا نتطلع إلى الناس ننتظر رد فعل.. ولم ننتظر ذلك طويلا.. كان زمن الفيلم أربع ساعات، وعندما نزلت الستارة، وجدنا أنفسنا، بيتر وأنا وسط أوركسترا أنساني تقدم لنا التهاني. تبادلنا نظرة مرتجفة، سريعة جدا. ثم وجدنا أننا قد انفصلنا، أحسست أنني قد ولدت من جديد بواسطة إعصار ".
هذا ما كان من أمر لورنس العرب الملك المزيف....وحبذا لو يثري الأخوة الموضوع بما سهوت عنه من أجل بيان عوار وزيف هذا "الملك غير المتوج".

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
موضوع مليء بالأغلاط المطبعية    كن أول من يقيّم
 
أرجو من الأستاذ سليم تصحيح ما وقع في هذا الموضوع من الأغلاط المطبعية وإعادة نشره لأقوم بحذف هذا الموضوع ، ولكن أن يكون لورنس طواه النسيان بعد موته مسألة فيها نظر، يرجى مراجعة الصحف والمجلات العربية التي صدرت عقب وفاته... لم أجد فرصة سانحة لمراجعة ذلك، ولكني نظرت فقط في مجلة المقتطف فرأيتها قد نشرت بمناسبة موته موضوعا مطولا في 8 صفحات في عددها الصادر يوم 1/ يونيو/ 1935 الجزء الأول، المجلد 87  (ص 8 - 15) بعنوان (لورنس العسكري والرجل، والثورة العربية: رجل كاد أن يكون حرا)
*زهير
10 - أغسطس - 2008
ليس دفاعا عن لورنس العرب ...    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
الأستاذ سليم ،
تحية طيّبة ،
الجدال في أهمية وخطورة الدور الذي لعبه لورنس العرب في مرحلة تاريخية حرجة مرت بها الأمة العربية والإسلامية ، أمر يستدعي بحثا تاريخيا منصفا وعادلا .
قال تعالى " ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا " ... والعدل في الكتابة التاريخية ، لا يقتضي إعطاء كلّ ذي حق حقه فحسب ، بل كذلك وعيا دقيقا بالمرحلة التاريخية التي نتحدث عنها ...
فحتى لو لم يكن لورنس العرب هو توماس إدوارد أرنولد ، لكان شخصا آخر ، تطلبته مقتضيات الهيمنة الغربية حينها ...
غير أنّ مساواة دور لورنس العرب بدور جمل الشريف حسين ، أو بأقل من ذلك لهو أمر يحتمل نقاشا أوسع .
******
إنّ المسألة الأساسية في هذا الشأن تقترن بدور الفرد في صناعة الحدث التاريخي ... وهي مسألة دار حولها نقاش كبير في الأدبيات التاريخية والاجتماعية .
ومع أنّ سيرورة التاريخ لا ترتبط بفلان أو علان (إلأّ أن يكون هذا الأخير في مرتبة العظماء) ، فلا ريب أنّ لبعض الأفراد ملكات تجعلهم يدعمون حدثا في لحظة تاريخية ما ، ولورنس العرب ، ولا شك ، أحدهم ... 
أمّا أن يكون لقيطا أو منحرفا ، فذاك شأنه ... والأهم من هذا ، ما أثر ذلك على الواقعة التاريخية المتعلقة بنا ؟ وهي واقعة ، لامّة طامة ، تمثلت في ذهاب الخلافة وشتاتها .... ثم انقسام الأمّة وخضوعها للهيمنة الغربية ...
ثمّ أودّ أن أقول بخصوص هاتين الخصلتين :
* أن يكون لقيطا : فما ذنبه ؟ أليس المرئ من يقول ها أنذا ...
* أما مسألة انحرافه فأمر فيه نظر ...
فقد استند أغلب من اتهمه بالانحراف الجنسي إلى إهدائه كتاب أعمدة الحكمة السبعة إلى " س أ " فالبعض اعتبره مهدى إلى الغلام الذي أشرت له ، والبعض الآخر رجح أن يكون إلى " سارة أرنسوهن " (الجاسوسة اليهودية التي ألقى الأتراك القبض عليها في الناصرة أثناء الحرب في فلسطين فانتحرت حتى لا تبوح بسرها) ... فالأمر كما ترى محل بحث و أخذ ورد ... غير أنّه كما أسلفت، للكتابة التاريخية أهداف وأدبيات تتجاوز رمي الأشخاص أو التنابز بالألقاب ...
إنّ الوعي التاريخي هو فقه لسنن الله في الأنفس والآفاق ، واستنتاج دلائل من وقائع متفرقة ، للاستدلال بها فيما يأتي من حوادث ....
****
في الأخير ... أخ سليم :
كم من لورنسات بيننا في وقتنا الحالي ، بل قل ، كم عددهم من بني جلدتنا ... ؟
 
 
*زين الدين
11 - أغسطس - 2008
هل حديث لورنس حديث خرافة حقا ؟    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
تحية طيبة أستاذ سليم ، وشكرا لك على جهودك الخيرة ،
    ولا أدري إن كان فيما سوف أقوله في تعقيبي هذا إثراء للموضوع أم سيرا به نحو اتجاه آخر . فرؤيتي لورنس ربما تخالف رؤيتك إياه ، فلورنس ضابط انكليزي عمل جاهدا على خدمة بلاده ، سواء عليه أكان مدفوعا بحبه لوطنه ، أم بأحقاد شخصية يكنها للأتراك والعرب ، أم بكلا الأمرين معا . ويشبهه في ذلك  تقريبا ضابط انكليزي آخر معروف ، وهو  جون غلوب باشا الذي عمل على تأسيس الجيش العربي في شرق الأردن . وكلا الضابطين كانا على حنكة ومقدرة تمكنا بوساطتها أن يستميلا قلوب العرب وخاصة أهل البوادي منهم ، وذلك وفقا للقول : " ...فطالما استعبد الإنسان إحسان " ، ووفقا كذلك لسبرهم غور العادات العربية القبلية واستخدامها لمآربهم .  ولكننا في نفس الوقت لا يمكننا أن ننفي  وجود عواطف أو مصالح شخصية عند هؤلاء الأجانب تجعلهم يكونون علاقات فردية مع أشخاص أو زعماء قبائل دون أن تضر تلك العلاقات بمصالح بلادهم . وإذا كان هناك من لوم على أحد فلن يكون لورنس أو غلوب أو أمثالهما من الملومين ، ولن يكون مطلوبا منهما أن يرقبا في العرب إلاّ ، فلا قرابة بين العرب والانكليز ، وليس مطلوبا منهما أيضا أن يرقبا في العرب ذمة ؛ فالطلب لا جدوى فيه ، وإنما هي المصالح والأهداف الاستعمارية لا غير . وإن كانت تلك المراقبة مطلوبة ، فإن الأولى بتنفيذها فيما بينهم هم العرب والأتراك في ذلك الحين .
ودور لورنس  لم يكن دورا سياسيا كما نفهم من مقالك  ، وهذا أمر لا يعيبه ، فالمهم عنده وعند حكومته هو أن يكون مكيافيلليا (كما وصفته) ويتمكن من القيام بدوره العسكري واستمالته القبائل للتنفيذ خير قيام ، أما إنه لم يصارح العرب بما يعرفه عن خداع الإنكليز إياهم ، فكيف له أن يصارحهم ويعمل على إفشال خطط حكومة بلاده! .
ولو كنا في معرض اللوم والتقريع ، فالأولى بهما العرب أنفسهم بغض النظر عما كانت عليه أحوالهم السياسية مع الأتراك . والعرب ، حتى في هذا العصر الحاضر ، يتعاملون سياسيا مع باقي الدول من منطلق تكوين صداقات مع بعضها ، وهم يعلمون تماما أن لا صداقة في العلاقات الدولية أبدا ، ولكن الذي يظهر أن الضعفاء هم من يلجئون إلى تلك الصداقات الخادعة ظنا منهم أنها يمكن أن تدرأ عنهم غضبة المستعمر ذي القوة الباطشة . 
يبقى القول : يمكن أن يكون لورنس قد أخفى أو بدل شيئا مما فعل أو شاهد ، أو نسي التفاصيل الدقيقة للاحداث التي مرت به بسبب ضياع مذكراته ، إلا أن مجمل قصته في بلاد العرب لا سبيل إلى إنكارها أبدا ، والكثير ممن عملوا معه كانوا أحياء يرزقون حتى عهد ليس ببعيد . وإذا كان لورنس لقيطا وشاذا وفعل ما فعل ، فكيف بفعله لو لم يكن كذلك؟! ثم إن لورنس لما توفي خرج في جنازته أكابر الإنكليز عرفانا بما قدم لوطنه من خدمات .
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
11 - أغسطس - 2008
لورنس العرب....خرافة القرن العشرين    كن أول من يقيّم
 
الأستاذ الفاضل زهير بارك الله وزادك حرصًا على صفاء العربية ,وبالنسبة إلى تغيير الموضوع أأكتبه مرة ثانية أم أعدل عليه؟
والأستاذان الفاضلان "زين الدين" و"ياسين الشيخ سليمان" حيّاكما الله وتعليقكما...بالنسبة إلى ذكر أمر ولادته وأنه كان لقيطًا,فهو من أجل بيان العوامل  التي ساعدت في بناء شخصيته, فمثل هذ الأمور تترك أثارًا في جوانب النفس البشرية وتؤثر على ملامح الشخصية للإنسان.
وكذلك لبيان زيف ووهن هذه الشخصية وهذا من باب الإفصاح والتشهير بمن يريد بالمسلمين شرًا, وقد استعملها القرآن عندما ذكر صفات أحد المشركين فقال الله تعالى في سورة القلم/13:"عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ", وبعد ان عدّد صفاته  المذمومة: كونه حلافًا,مهيناً،همازاً,مشاء بنميم,مناعاً للخير,معتديًا,وأثيماً.
_________________
أرجو فقط أن تراجع الموضوع وتصحح ما فيه من أغلاط مطبعية، وتعيد نشره، كتعليق هنا، وأنا سوف أعالج ذلك، وأنقل ما نشرته لأضعه مكان الموضوع الأصلي.... زهير
*سليم
13 - أغسطس - 2008