الأقربون أولى بالمعروف كن أول من يقيّم
والشيء بالشيء يذكر أستاذي أني لا أحصي المرات التي سمعت فيها خطباء دمشق ووعاظها (وليس عامتها) يتمثلون بالحديث الشائع (الأقربون أولى بالمعروف) وهم يحسبون أنه قرآن، ثم رأيت ابن عربي صاحب الفتوحات قد وقع في هذا الوهم هو وشيخه أبو العباس فقد كرر ذكر هذا الحديث على أنه آية أربع مرات في الفتوحات، وهو ينقل قصة واحدة قال:
كنت قاعداً يوماً باشبيلية بين يدي شيخنا في الطريق أبي العباس العريني (؟) من أهل العليا بمغرب الأندلس فدخل عليه رجل فوقع ذكر المعروف والصدقة فقال الرجل: اللّه يقول: الأقربون أولى بالمعروف فقال الشيخ على الفور:( إلى اللّه) فما أبردها على الكبد (الفتوحات، نشرة الوراق: ص 2621)
يعني قال الشيخ: الأقربون إلى الله أولى بالمعروف، وليس الأقربيين إلى الرجل من جهة والديه
وقال (ص 706)
كنت يوماً عند شيخنا أبي العباس العربيّ (؟) بإشبيلية جالساً وأردنا أو أراد أحد إعطاء معروف فقال شخص من الجماعة للذي يريد أن يتصدق الأقربون أولى بالمعروف فقال الشيخ من فوره متصلاً بكلام القائل إلى الله، فيا بردها على الكبد ووالله ما سمعتها في تلك الحالة إلا من الله حتى خيل لي أنها كذا نزلت في القرآن (الفتوحات، نشرة الوراق: ص 706)
يعني حتى خيل إلى ابن عربي أنها نزلت (الأقربون إلى الله أولى بالمعروف) فلم يخطر بباله أن كلام القائل ليس آية.
وقد أورد السخاوي الحديث في (المقاصد الحسنة) فقال:
حديث: الأقربون أولى بالمعروف، ما علمته بهذا اللفظ، ولكن قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: أرى أن تجعلها في الأقربين، رواه البخاري من حديث مالك عن إسحق بن عبد الله عن أنس قال وقال ثابت عن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: اجعله لفقراء أقاربك، وقال الأنصاري حدثني أبي عن ثمامة عن أنس مثل حديث ثابت: اجعلها لفقراء قرابتك ترحم، هذا كله إذا أوقف أو أوصى لأقاربه وفي التنزيل "قل ما أنفقتم من خير فللوالدين وللأقربين"، و"كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت أن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف". |