أبثّ الهوى والشوق حِبّي الوَرِدْ كن أول من يقيّم
أود بداية أن أردّ تحية الأستاذين زهير وضياء، وأن أشكرهما جزيل الشكر على ترحيبهما..
كما أشكر الأستاذة ضياء مرتين، أولاهما على استجابتها الكريمة لرجائي في ضبط الشعر بالشكل، وثانيتهما في تعريفنا المختصر بالفارق ما بين العتابا والميجنا..
وقد لاحظت أن الشكلين متشابهان في طريقة بنائهما، إلاّ العتابا تكتب على وزن البحر الوافر، وغالباً ما يُختم الشطر الرابع بالباء الساكنة المردوفة بالألف قبلها. بينما تكتب الميجنا على وزن بحر الرجز، ويُختم شطرها الرابع بقافية النون المطلقة بالألف.
وأما الموّال فيوزن (غالباً) على البحر البسيط، ولكنه يُبنى بأشكال مختلفة، رباعياً، أو خماسياً، أو سباعياً، والأخير أشهرها ويُسمى الزهيري، أو النعماني، أو السباعي..
ويعتمد في بنائه على الجناس التام، حيث تنتهي أبياته الثلاثة الأولى بكلمة واحدة مختلفة المعاني، وتنتهي أبياته الثلاثة الأخرى بكلمة واحدة مختلفة المعاني، ثم يُختم الموال أو يُقفل ببيت واحد ينتهي بكلمة القافية للأبيات الثلاثة الأولى..
كقولي في الناعورة..
سَمْرا على الماء عَنّهْ ما تريـد الصَّـدِرْ [1]
دَايْرَةْ على القَلْب لَمّا فارَقَـنّ الصّـدِرْ
قلْت: الجَوى أرَّقِكْ، أم فيكِ ذات الصَّدِرْ [2]
ولاّ الهوى فارَقِكْ .. ولاّ تِجيبي الوِرِدْ [3]
ولاّ العطَشْ ألْهَبِكْ ، جيتي تريدي الوِرِدْ [4]
قالت : أبثّ الهوى والشوق حِبّي الوَرِدْ
وبْوَطِّن النّفْس ما تِحْمِلْ بنات الصّدِرْ [5]
______________
[1] العودة والرجوع.
[2] ذات الصدر: علة فيه.
[3] تقرأين الوِرْد.
[4] الورود على الماء للشرب.
[5] بنات الصدر: الهموم.
|