من شعر العامية المعاصرة في اليمن
للشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان
1917-1982م
( هيمان )
يا دَمْعَتِي بَلِّيتْ وَجْهَ التُّرابْ
يَا أنَّتِي أبْكَيتْ صُوتَ الرَّبَابْ
يا لَوْعَتِي عَذَّبْتْ حتَّى العذابْ
وامُهْجَتِي كمْ ضَاعَ فيها شَرَابْ
كأنَّها رَمْلِي ورَبْعِي الخَرَابْ
إلَى الهَوَى والحبّ قلبي الْتَوَى
مِن فجْرِ أيَّامِي وصُبْح الشبابْ
وحِينَما عُودِي قَوَى واسْتَوَى
فصَّلْت أشْواقِي لِعُمْرِي ثِيَابْ
مِسْكِينْ أنَا مِسْكِينْ قلبي غَوَى
إذا سمِعْ للحبّ داعِي أجَابْ
وكُلَّمَا حَاسَبْت قَلْبِي سَوَى
أتَى يُغَالِطْنِي ويَثْنِي الحِسابْ
وِانْ قلْت قدْ أقْفَلْت بابَ الجَوَى
فَتَحْ لِقَلْبِي فيه عِشرِين بابْ
وِانْ قُلْت قَلْبِي مِنْ هَواه ارْتَوَى
حَسِّيت في حِسِّي جَفَاف التُّرابْ
وِانْ قُلْت تَمَّيْنَا كِتابَ الْهَوَى
أمْسَى الْهَوَى عِندي يُؤلِّفْ كِتابْ
وَحَيْثُ مَرَّ الغَيْم والسَّيل سَالَ
إذا رَآنِي الوَرْد قالَ لِي تَعَالْ
خَذْ لَكْ نَدَى عِنِدي وَخُذْ لَكْ ظِلاَلْ
يَكْفِي ظَمَا خَلِّي الظَّمَا لِلرِّمالْ
مُحَالْ أَنْ يَرْوَى فُؤَادِي مُحَالَ
ياوَرْد قَلْبِي مَا ارْتَوَى مِنْ جَمَالْ
قدْ طَالْ عَهْدِي بَيْنَ الاَغْصَانْ طَالْ
أَخْتار لِي مِنْها الغُصُونَ الطِّوالْ
وَا نَا وُقَلْبِي بَيْنَهَا لاَ نَزَالْ
يَا سَارِيَات الغَيمْ تَحْتَ الشِّهابْ
قُمْ لَبِّسَ الدُّنَيَا حَرِيْرَ الضَّبَابْ
قُوْلِي لِمَنْ خَلَّى فُؤَادِي وُغَابْ
لاَ الشُّوق خَلاَّنِي ولاَ القَلْب تَابْ
هَيْمَانُ حَتَّى لَوْ سَكَنْتُ السَّحَابْ
لأَصْبَحَتْ قِيعَانَ فِيهَا سَرَابْ
فَهَلْ أَتَى حُبِّي لِقِلْبِي عِقَابْ
أَوَ انَّ إِحْرَاقِي بِشَوْقِي ثَوَابْ
تعريف بالشاعر:
o هو الشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان، ولد عام 1917م في الحجرية– محافظة تعز باليمن.
o درس على يد والده وابن عمه أحمد نعمان ثم في العلم والعلماء زبيد،
o عمل بالتدريس في تعز بالمدرسة الأحمدية 1941 - 1944م .
o كان أديباً ناثرا وشاعراً وصحفياً بارزاً.
o ذهب إلى عدن، لينظمَّ إلى الحركة الوطنية المعارضة للملكية في اليمن.
o كتب المقالات الحماسية، لبعض صحف الحركة، كجريدة (صوت اليمن) وجريدة (فتاة الجزيرة) بتوقيع (يمني بلا مأوى).
o وبعد فشل ثورة 1948 أعدَم الإمامُ أحمد والدَه:الشيخ عبد الوهاب نعمان فيمن أعدم من الثوار.
o قام بأصدار صحيفة "الفضول" واقتبس تسميتها من"حلف الفضول"، الذي قام في مكة لنصرة المظلومين قبل الإسلام.فلقب بعدها بالفضول.
o بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، أخذ في كتابة الشعر الغنائي (اليمني) وغنى له الفنان محمد مرشد ناجي، ومحمد العزاني وفتحية الصغيرة، وأحمد علي قاسم. وغنى له أيوب طارش أكثر من خمسين أغنية.
o اعتقل في عام 1966،وسجن بصنعاء، عندما قامت السلطات المصرية باعتقال حكومة الأستاذ أحمد محمد نعمان اليمنية في القاهرة، وذلك لمعارضة التدخل المصري في الشؤون اليمنية. ولم يطلق سراحه وسراح من سجنوا في القاهرة إلا بعد هزيمة 1967. وهناك قال رائعته "أرض المروءات" التي عاتب فيها مصر على ما حدث في اليمن.
o عُين وزيرا للإعلام لمدة وجيزة، ثم عُيِّن مستشاراً لشؤون الوحدة، وظل في هذا المنصب منذ أيام الرئيس القاضي الإرياني، إلى الرئيس علي عبد الله صالح.
o وظل يكتب الشعر الغنائي والأناشيد الوطنية والقصائده العاطفية.
o ومن شعره النشيد الوطني للجمهورية اليمنية.
o كرمته القيادة السياسية اليمنية في عدن وصنعاء قبل الوحدة بالأوسمة.
o توفي في 5 يوليو 1982م بالسكتة القلبية في مدينة تعز، عن 65 عاما،
o هام في ابنة عمه، وكتب فيها أحلى قصائده العاطفية.
o لمزيد من المعلومات يمكن الرجوع إلى: www.alfudhool.com