(السنا لاح) من شعر العامية في اليمن د/عبد الله طاهر الحذيفي كن أول من يقيّم
السنا لاح قصيدة عامية للشاعر اليمني محمد بن عبدالله شرف الدين عاش الشاعر في ريف حصن كوكبان الباذخ الارتفاع والجمال، ومن حوله المروج الخضراء ولاسيما في أيام الصيف الباردة (عادة إذا قلنا إيام الصيف نصفها بالقائظة أما في هذه الناحية من اليمن فهي باردة حقا نظرا لارتفاعها فوق سطح البحر بما يزيد عن 2500متر وهي إلى الشمال من صنعاء تبعد حوالي خمسين كيلو متر)، النص الشعري الذي اخترناه عامي فصيح (عامي لأنه يهمل الإعراب؛ الكسرة والفتحة والضمة في آخر الكلمة، ويجعل الساكن مكانها، وفصيح لأنه يستعمل كلمات الفصحى المعجمية، لغة الأدب والشعر العربي الناضج) ، كان هذا الشاعر رقيقا، يحبُّ الحياة وينغمس في العشق ويبدي إعجابا بالطبيعة. إنه شاعر الحب، ومغني الجمال، (يمكن لمن أرادَ أن يطلعَ على فنه أن يُراجعَ ديوانه (مبيتات وموشحات)، وشعر الغناء الصنعاني، د/محمد عبده غانم، وشعر العامية في اليمن، د/عبد العزيز المقالح. لم يكن بحاجة إلى أن يجعل من شعره ميداناً للتكسب لأنه كان سليلَ مجدٍ وعلم . ومن شعراء العامية في اليمن أيضا: علي بن محمد العنسي، وعبد الرحمن بن يحيى الآنسي، وابنه أحمد، وهم يتشابهون من حيث الموضوعات والأداء، وكانوا قد عاشوا في حقبة امتدت قرنين من الزمن قبيل العصر الحديث. وواخترت من شعر محمد شرف الدين هذه الزمردة هدية لموقع الوراق، على أن قصيدته التي راجت على أفواه الملحنيين والمغنيين في اليمن والخليج هي التي أولها (عليك سموني وسمسموني) وهي قصيدة مفعمة بالشعرية: فإلى قصيدته (السنا لاح) السَّـــــــــــــــــــــنَا لاَحْ حَرَّمْ عَلَى ﭐجْفَانِي لَذِيْذْ الْهُجُوْعْ والشَّـــــــــــــذَا فَـاحْ أسَالْ نَفْسِي مِنْ مَجَارِي الدُّمُوْعْ مَـا لـــــــيَ الْــتـَـاحْ لِعَرْفْ شَمِّهْ أوْ لِبَارِقْ لـَـــــمُوْعْ كيفْ يَا صَـاحْ لاَ صَبْرْ عنْ وَصْلْ الغَزَالْ الْمَنُوْعْ بيـت عِــــيْلَ صَـــــــــبْـــرِيْ وُمَا دَرَيتْ أنِّيْ بِهَا مُسْتَهَامْ ذَاعْ سِـــــــــــــــــــــــــرِّيْ مَنْ ذا يُبَلِّغْ لي إليْهَا سَلاَمْ ذابْ صَــــــــــــــــدْرِيْ في غَانِيَهْ تُخْجِلْ بُدُوْرْ التَّمَامْ كُلّ مِصــــْبَاحْ يَغَارْ إذا ابْصَرْ مِنْ سَنَاهَا طُلُوْعْ بيـت كَـمْ أُكَاتِـــــــــــــــمْ غذابْ قلْبِيْ والْغَرَامْ الدَّخِيْلْ قَـلْـــــــبْ هَايِـــــــــــــــــمْ وطَرْفَ لاَ يَهْجَعْ وَلِيْلِيْ طويْلْ يَا لَــــــــــــــوَائِـــــــــــــــــــمْ كفُّوْا مَلامِيْ وارْفِقُوْا بِي قَلِيْلْ كمْ وكمْ طَـاحْ في الْحُبّْ قَبْلِيْ مِنْ مُتَيَّمْ وَلُوْعْ بيـت يَعْــــــــــــــــــــــــذِلُـوْنِـيْ ويَسْخَرُوْا بِي مَا دَرَوْا مَا الشُّجُوْنْ يَحْــسِـــــــــــــــــبونِـيْ شَاصَدِّقْ إنْ قالوْا هَوَاهَا جُنُوْنْ يا عُــــــــــــيُـــــــــــوْنِـيْ كُفِّيْ دُمُوْعِكْ بَاحْ سِرِّي الْمَصُوْنْ دَمْـعـــــــــُهَا سَـاحْ حِيْنْ غَرَّدَ الْقُمْرِيْ رَخِيْمْ السُّجُوْعْ معاني بعض الكلمات: حَرّم: منع، ألتاح: أحسّ بحرارة الشوق، عَرْف: رائحة، شمِّه: ما يفوح من رائحته، صاح: صاحب، مرخمة، عِيلَ: نفدَ، دريت: علمت، أبصر: رأى، شاصدق: سأصدق. |