عمران بن حطّان السدوسي( ت84هـ) وعبد الرحمن بن ملجم المرادي (ت40 هـ) : كن أول من يقيّم
عمران بن حطان السدوسي البصري روى عن أبي موسى، وابن عمر، وعائشة. وروى عنه محمد بن سيرين، ويحيى بن أبي كثير. وكان شاعراً . ...دخل عمران بن حطان على امرأته - وكان عمران قبيحاً دميماً قصيراً - وقد تزينت، وكانت امرأة حسناء، فلما نظر إليها ازدادت في عينه حسناً، فلم يتمالك أن يديم النظر إليها، فقالت: ما شأنك، فقال: لقد أصبحت والله جميلة، فقالت: أبشر فإني وإياك في الجنة، قال: ومن أين علمت ذلك? قالت: لأنك أعطيت مثلي فشكرت، وابتليت بمثلك فصبرت، والصابر، والشاكر في الجنة.( المنتظم لابن الجوزي ، نشرة الوراق : ص810) ومن (خزانة الأدب للبغدادي ، نشرة الوراق : ص 723،ص 724) أنقل بعض ما ذكر حول عمران بن حطان : ... التابعي المشهور، أحد رؤوس الخوارج من القعدية بفتحتين، وهم الذي يرون الخروج، ويحسنونه لغيرهم، ولا يباشرون بأنفسهم القتال. وقيل: القعدية لا يرون الحرب وإن كانوا يزينونه. وفي الأغاني إنما صار حطان من القعدة لأن عمره طال وكبر وعجز عن الحرب وحضورها، فاقتصر على الدعوة والتحريض بلسانه. وكان أولاً مشمراً لطلب العلم والحديث، ثم بلي بذلك المذهب فضل وهلك، لعنه الله،. وقد أدرك صدراً من الصحابة، وروى عنهم، وروى عنه أصحاب الحديث. قال ابن حجر في الإصابة: وقد أخرج له البخاري وأبو داود، واعتذر عنه بأنه إنما خرج عنه ما حدث به قبل أن يبتدع. واعتذر أبو داود عن التخريج بأن الخوارج أصح أهل الأهواء حديثاً عن قتادة *. وكان عمران لا يتهم في الحديث. وكان سبب ابتلائه أنه تزوج امرأة منهم فكلموه فيها؛ فقال: سأردها عن مذهبها. فأضلته ... ومن شعره في مدح عبد الرحمن بن ملجم المرادي قبحهما الله تعالى، قاتل أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، زوج البتول وصهر الرسول رضي الله عنه: البسيط لـلـه درّ المراديّ الذي سفكت | | كـفّـاه مهجة شرّ الخلق iiإنسانا | أمـسـى عشيّة غشّاه iiبضربته | | مـعـطىً مناه من الآثام iiعريانا | يـا ضربةً من تقيّ ما أراد iiبها | | إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا | إنّـي لأذكـره حـيـناً iiفأحسبه | | أوفـى الـبريّة عند اللّه iiميزانا | انتهى النقل من خزانة الأدب . ومن اللافت للأذهان أن ابن ملجم قاتل علي (ر) كانت سبب ضلاله امرأة ، مثله مثل عمران بن حطان . فقد جاء في تاريخ الخلفاء للسيوطي ، نشرة الوراق : ص71 ما يلي : وفي المستدرك عن السدي قال: كان عبد الرحمن بن ملجم المرادي عشق امرأة من الخوارج يقال لها: قطام فنكحها وأصدقها ثلاثة آلاف درهم وقتل علي وفي ذلك قال الفرزدق: فـلـم أر مهراً ساقه ذو iiسماحة | | كـمهر قطام من فصيح وأعجم | ثـلاثـة آلاف وعـبـد وقينة | | وضـرب علي بالحسام المصمم | فلا مهر أغلى من علي وإن غلا | | ولا فتك إلا دون فتك ابن iiملجم | انتهى النقل من تاريخ الخلفاء. وفي الطبقات الكبرى لابن سعد ، نشرة الوراق :ص433: وكان عبد الرحمن بن ملجم رجلا أسمر حسن الوجه أفلج شعره مع شحمة أذنيه في جبهته أثر السجود.. انتهى النقل من الطبقات . *ويمكن القول : النقل عن أهل الأهواء يمكن أن يوقع في المزالق ؛ لأنهم لا يؤمَن لأقوالهم من أن تتداخل أهوائهم فيها . ورواية الحديث النبوي بالمعنى فيها فسحة لأن يعتريها هوى الراوي فيلحقها التحريف . ويمكن ، أيضا ، لأهل الأهواء أن ينكروا أي حديث يخالف ما هم عليه ولو صح عند غيرهم ، أو يؤولونه وفقا لرغباتهم . وإن نعجب لأمر فإن أشد عجبنا يكون من أمر أناس أفسدهم الهوى أيما إفساد ؛ فرأوا في علي بن ابي طالب (ر) أشر الخلق!! |