البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : حلية الأعلام    قيّم
التقييم :
( من قبل 8 أعضاء )
 زهير 
24 - يوليو - 2008
تحية طيبة أصدقائي الأعزة:
أرجو مشاركتكم في إعداد هذا الملف الذي تفتقر إليه المكتبة العربية كل الافتقار،  وتتوق الأنفس متشوفة إليه فلا ترى سوى فصول متفرقة في بطون الكتب، بعضها يثير العجب، وبعضها يخلب اللب، وبعضها ناطق بالزور والبهتان.. الأحاديث التي سترد في سطور هذا الملف، تكتنز في عمقها تاريخا غير مقروء، نحن بأمس الحاجة لقراءته وإعادة النظر فيه، وهو حديث التاريخ نفيد من صدقه كما نفيد من افترائه، خاصة فيما يتعلق بحلية الصحابة والتابعين، وهنا لا يهم كثيرا عمر الكلام وعمود نسبه، إذا علمنا أن أضعفه سندا يصل (بكل تأكيد) إلى ما يقارب العهد النبوي بمائة أو مائتي عام، لذلك لا مجال في موضوعنا هذا للخوض في صحة الحديث وعدمها، والمهم أن نجمع ما يمكن جمعه من حلية الأعلام، من صحابة وتابعين، وشعراء وأمراء، ووزراء وكتاب وملوك وسوقة.
والفائدة المرجوة من إنجاز هذا الملف كبيرة وعميمة، ليس  في رسم الصورة الحقيقة للسحنة العربية فحسب، وإنما في ملاحظة ما قد يرد أثناء هذه النصوص من إسقاطات قد لا يكون لها أساس من الصحة سوى الشعوبية السافرة، وما تمنحنا أيضا من مادة خصبة في التأريخ لجانب من أبرز جوانب الفكر الإسلام ، في علاقة الشكل بالمضمون، وإلى أي مدى كان يكرس في رسم صورة الآخر.
 أرجو أن تكون المشاركة قاصرة على ذكر الاسم والحلية والمصدر في الوراق أوغيره، ومثال ذلك:
زيد بن حارثة (ر) كان أبيض أشقر، وهو الصحابي الوحيد الذي ورد ذكر اسمه في القرآن الكريم. وابنه أسامة (ر) كان أسود كالليل، وقصة بياض زيد وسواد أسامة من أشهر القصص، وأذكر منها ما رواه الخطيب البغدادي في كتابه (الأسماء المبهمة: نشرة الوراق ص 68 ) في ترجمة مجزز المدلجي، من حديث عائشة (ر) أنها قالت: (دخل قائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أسامة بن زيد وزيد عليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما، فقال القائف: إن هذه الأقدام بعضها من بعض! فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ... قالت: فدخل مسروراً تبرق أسارير وجهه فقال:ألم ترى إلى مجزز؟ نظر آنفاً إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال: إن بعض هذه الأقدام لمن بعض ). شاكرا كل من يساهم في إثراء هذا الملف، والله الموفق.

 13  14  15  16  17 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الجاحظ    كن أول من يقيّم
 
وكان الجاحظ  دميم الصورة قبيح الوجه ناتئ العينين يحكي عنه أنه قال ما أخجلني أحد قط إلا امرأة أخذت بيدي وحملتني إلى نجار وقالت له مثل هذا ثم تركتني وانصرفت فبقيت متعجباً من أخذها لي مثالاً فسألت الصانع فقال إن هذه المرأة سألتني أن أصنع لها مثال شيطان تفزع به ولدها فقلت لها إني لم أر شيطاناً قط حتى أعمل على مثاله وطلبت منها مثالاً فقالت أنا آتيك به فجاءتني بك وقرع عليه الباب يوماً فخرج غلامه فسئل عنه فقال ها هوذا يكذب على ربه قيل له كيف ذلك قال نظر في المرآة وجهه فقال الحمد لله الذي خلقني فأحسن صورتي إلا أنه كان إذا كتب وشى حلل الطروس بأقلامه وإذا تكلم لفظ الدرر من منثور كلامه وفيه يقول أحمد بن سلامة الكتبي يهجوه ويذكر قبحه
لو يمسخ الخنزير مسخاً ثانياً ما كان إلا دون قبح iiالجاحظ
وإذا المراة جلت عليه iiوجهه لم  تخل مقلته بها من iiواعظ
(غرر الخصائص الواضحة للوطواط، نشرة الوراق: ص 99)

قلت انا زهير: وفي بعض كتب الأدب زيادة بيت، بعد الاول:
رجل ينوب عن الجحيم iiبوجهه وهو العمى في عين كل ملاحظ
والبيتان منسوبان في معظم المصادر إلى الجماز (محمد بن عمرو)  الذي تهاجى مع عبد الصمد ابن المعذل، ولا ادري سبب هذا الخلط، ففي أمالي يموت بن مزرع (ابن أخت الجاحظ) (نشرة الوراق ص 6) قطعة للجاحظ من أربعة أبيات في هجاء الجماز، وكذا هي في (معجم الشعراء للمرزباني) منسوبة للجاحظ، والقطعة نفسها نجدها في كثير من المصادر، ومنها الأغاني لأبي الفرج منسوبة إلى ابن المعذل،  ويبدو لنا من خلال حديث الجاحظ عن الجماز أنه كان في جملة أصدقائه. وأما أحمد بن سلامة الكتبي فلم أقف له على ترجمة.
وفي التذكرة الحمدونية أيضا:
قال الجاحظ: ما أخجلني إلا امرأة حملتني إلى صائغ فقالت: مثل هذا. فبقيت مبهوتاً، فسألت الصائغ، فقال: هي امرأة استعملتني صورة شيطان، فقلت: لا أدري كيف أصوره، فأتت بك، وقالت: مثله.
وقد اتفق في عصرنا مثل هذا. كان من حواشي دار الخلافة حاجب يعرف بابن الحسام،
عظيم الخلقة وحشيها، ومع هذا يميل إلى النساء ويظن أنهن يهوينه. فتعرضت له امرأة
وأطمعته في نفسها، وواعدته دكان بعض الصاغة وأن يكون اجتماعهما هناك. فتزين
وتأهب وقصد ذلك الدكان ينتظرها، وأبطأت المرأة، فلما فرغ الصائغ من مراده قال له: يا
سيدي قم في دعة الله، قال له: ويلك! وما ذاك؟ قال: إن امرأةً استعملتني صورة جني،
فقلت: ما رأيت جنياً قط، فقالت: أنا أنفذ إليك رجلاً هو الصورة المطلوبة، وقد رسمت
لها ما أردت. فشتمه وانصرف
.
وفي الذخيرة لابن بسام، قطعة من كلام الوزير ابن شهيد صاحب التوابع والزوابع، قال:
ذكر يوماً عند أبي القاسم سهل بن هارون والجاحظ، فضرب فيها مثل العامة: بينها ما بين الملائكة وصبيان الحرس. هذا من الإنحاء العظيم على سهل. والأولى أن يسميا محسنين،إلا أن سهلاً كاتب سلاطين، والجاحظ مؤلف دواوين. وقد يؤدي النظر إلى أنهما في طريقين مختلفين، وكلاهما محسن في بابه؛ إلا أنه لم ير أغبن من الجاحظ لنفسه؛ إن كان واحد البلاغة في عصره، فما باله لم يلتمس بها شرف المنزلة بشرف الصنعة، وقد رأى ابن الزيات وإبراهيم بن العباس بلغا بها ما بلغا، وهو يلتمس فوائدهما والجاه بهما؟ فلا يخلو في هذا إما أن يكون مقصراً عن الكتاب وجمع أدواتها، أو يكون ساقط الهمة، أو يكون إفراط جحوظ عينيه قعد به عنهما، كما قصر بي أنا فيها ثقل سمعي، وبأبي القاسم ورم أنفه. إذ لا بد للملك من كاتب مقبول الصورة تقع الصورة عليها عينه، وأذن ذكية تسمع منه حسه، وأنف نقي لا تذم أنفاسه عند مقاربته له. ولذلك استحسنوا من الكاتب أن يكون طيب الرائحة، سليم آلات الحواس، نقي الثوب، ولا يكون وسخ الضرس، منقلب الشفة، مكحل الاظفور، وضر الطوق. وربما أنكر منكر قولنا في شرط جمع أدوات الكتابة فقال: وأي أداةٍ نقصت الجاحظ؟ فنقول: أول أدوات الكاتب العقل، ولا يكون كاتب غير عاقل. وقد نجد عالماً غير عاقر، وجدليا غير حصيف، وفقيهاً غير حليم. وقد وجدنا من ينسب العقل إلى سهل أكثر من نسبته إلى الجاحظ. لو شهد الجاحظ سهلاً يخادع للرشيد ملكاً، ويدبر له حرباً، ويعاني له إطفاء جمرة فتنة، مستضلعاً في ذلك كله بعقله، وجودة علمه، لرأى أن تلك السياسة غير تسطير المقال، في صفة غراميل البغال، وغير الكلام في الجرذان، وبنات وردان، ولعلم أن بين العالم والكاتب فرقاً.
*زهير
20 - أغسطس - 2008
الإمام نافع صاحب القراءة    كن أول من يقيّم
 
نافع بن عبد الرحمن بن ابي نعيم المقرئ.
أحد القراء السبعة، وروى عن نافع راويان، وهما ورش وقنبل، وكان نافع إمام أهل المدينة في القراءة، ويرجعون إلى قرائته، وكان محتسباً فيه دعابة، وكان أسود شديد السواد، وقرأ مالك عليه القرآن، وهذا نافع بن عبد الرحمن المقرئ. غير نافع مولى عبد الله بن عمر المحدث، فليُعْلم ذلك. (أبو الفداء: المختصر، حوادث سنة 169)
*زهير
21 - أغسطس - 2008
إبراهيم ابن المهدي العباسي    كن أول من يقيّم
 
وكان أسود حالكاً عظيم الجثة لم ير في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه ولا أجود شعراً. ولد سنة 162 وتوفي رحمه الله في شهر رمضان سنة 224. (الوافي للصفدي)
*زهير
21 - أغسطس - 2008
أولاد عبد المطلب جد النبي (ص)    كن أول من يقيّم
 
قالوا: وكان ولد عبد المطلب العشرة السَّادة دُلْماً ضخما، نظر إليهم عامر بن الطُّفيل يطوفون كأنهم جمالٌ جونٌ، فقال: بهؤلاء تُمنع السَّدانة. وكان عبد الله بن عباس أدلم ضخما. وآل أبي طالبٍ أشرف الخلق، وهم سودٌ وأدمٌ ودلْم. (فخر السودان على البيضان للجاحظ)
قلت أنا زهير: والأدلم كما في "لسان العرب": الشديد السواد من الرجال. وفي تهذيب اللغة (الرجل الطويل الأسود)
*زهير
21 - أغسطس - 2008
المعتز بالله العباسي    كن أول من يقيّم
 
وأسمه: محمد بن المتوكل، وقيل اسمه: الزبير ويكنى: أبا عبد الله، وكان طويلاً، أبيض ، أسود الشعر كثيفه، حسن الوجه والعينين والجسم، ضيق الجبهة، أحمر الوجنتين، ولد بسامراء (المنتظم لابن الجوزي حوادث سنة 251)
*زهير
21 - أغسطس - 2008
السود من الصحابة    كن أول من يقيّم
 
عقد ابن الجوزي في كتابه (تنوير الغبش في فضائل السودان والحبش) فصلا ترجم فيه لأشراف السود من الصحابة وهم 12 صحابيا، وأتبعه بفصل ذكر فيه الصحابيات السود وهن أربع صحابيات ولكنه لم يستوعب كل الصحابة السود، لأنه كما يبدو لم يترجم فيه إلا لمن وقع عليه الرق منهم ؟؟ وقال في مقدمة الكتاب: (أما بعد فإني رأيت جماعة من أخيار الحبشان تنكسر قلوبهم لأجل اسوداد الألوان، فأعلمتهم أن الاعتبار بالإحسان لا بالصور الحسان، ووضعت لهم هذا الكتاب في ذكر فضل خلق كثير من الحبش والسودان، وقد قسمته ثمانية وعشرين بابا، والله المستعان). وهذه أسماء من ذكرهم من الصحابة.
1- سالم مولى أبي حذيفة
2- بلال بن رباح
3- مهجع مولى عمر بن الخطاب (أول من قتل من المسلمين يوم بدر)
4- أسامة بن زيد
5- أبو بكرة واسمه نفيع (ولما حاصر رسول الله (ص) الطائف نادى مناديه :أيما عبد نزل الحصن وخرج إلينا فهو حر، فخرج جماعة، منهم أبو بكرة، نزل في بكرة، فقيل : أبو بكرة، فهو يعد من موالي الرسول (ص) ...)
6- أسلم الأسود (غلام لرجل من بني نبهان، من طيء، ولما ورد علي بن ابي طالب بلادهم أخذ أصحابه هذا العبد وأوثقوه وخوفوه القتل، فأسلم، وشهد اليمامة مع خالد)
7- مغيث زوج بريرة (صاحب القصة المشهورة وهي في صحيح البخاري، وكان يطوف وراء بريرة في سكك المدينة ودموعه تسيل على لحيته ... إلخ)
8- سعد الأسود (من بني سليم، طرأ عليه السواد من أخواله، وهو الذي لما استشهد وقف رسول الله علي ورفع رأسه وضعه في حجره وقال: ما أطيب ريحك وأحسن وجهك وأحبك إلى الله ورسوله)
9- يسار الأسود (كان يرش مسجد النبي (ص) ويكنسه)
10- جُلَيْبيب (وقصته التي ذكرها ابن الجوزي تكاد تكون نسخة من قصة سعد الأسود)
11- صحابي حبشي (وهو الذي وفد على النبي (ص) فقال له: سل واستفهم، فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالصورة والألوان والنبوة... وكان سبب نزول سورة الإنسان (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)
12- صحابي أسود. (وهو الذي سأل النبي (ص) أكان الله يراني وأنا أعمل الفواحش ؟ قال نعم يا حبشي، فصاح صيحة خرجت بها نفسه)
واما الصحابيات فهن:
1- أم أيمن واسمها "بركة" ( مولاة النبي (ص) وحاضنته، ورثها من أبيه. فأعتقها حين تزوج خديجة، فتزوجها عبد الله بن زيد، فولدت له أيمن، وتزوجت بعده زيد بن حارثة، فولدت له أسامة)
2- أم زفر (وهي التي أتت النبي (ص) فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع لي)
3- جارية من الصحابيات (وهي التي روت عنها عائشة (ر) قصة يوم الوشاح وكان لها حفش في المسجد، والحِفْش: بيت صغير قليل الارتفاع) انظر البخاري برقم (3623) (ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ...)
4- صحابية سوداء (وهي الزنجية التي رآها النبي (ص) ببطحاء المدينة وقد علق ولدان المدينة في رجلها حبلا يسحبونها به)
  (تنوير الغبش في فضائل السودان والحبش: تحقيق مرزوق علي إبراهيم، ص 120 حتى 152)
 
*زهير
24 - أغسطس - 2008
ابن ميادة (الرمّاح بن أبرد)    كن أول من يقيّم
 
قال أبو الفرج: قال إسحاق فحدثني عجرمة قال: كان ابن ميادة أحمر سبطاً عظيم الخلق طويل اللحية، وكان لباساً عطراً، ما دنوت من رجلٍ كان أطيب عرفاً منه.
   (الاغاني، نشرة الوراق ص 195: اخبار ابن ميادة) وفيه أن أمه أم ولد بربرية، وقيل: صقلبية، وكان يزعم أن أمه فارسية وقال
أنا ابن أبي سلمى وجدي ظالم         وأمي حصانٌ أخلصتها الأعاجم
أليس غلامٌ بين كسرى وظالمٍ         بأكرم من نيطت عليه التمائم

قلت انا زهير: وقصة سرقة الفرزدق للبيتين مشهورة، وانظر قصة البيتين في الأغاني وما رد عليه الشعراء وجوابه، ومنه قول الحكم الخضري: (وانت ابن أشبانية ادلجت به ..إلخ) وقد وقع خطأ مطبعي في نشرة الوراق للبيت الأول وفيه (انا ابن سلمى) والصواب ما أثبته، وأبو سلمى كنية جده ظالم ، ومع ذلك فإن زهير ابن أبي سلمى جده أيضا، فهو جد أم أبيه، لأن أم أبيه هي سلمى بنت كعب بن زهير، وأخوها عقبة بن كعب كان شاعرا أيضا تهاجى مع ابن ميادة، واما اسم ابن ميادة فهو الرماح بن ابرد بن ثوبان بن سراقة بن سلمى بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان
*زهير
24 - أغسطس - 2008
الوليد بن يزيد بن عبد الملك    كن أول من يقيّم
 
وكان الوليد شديد البطش طويل أصابع اليدين والرجلين، توتد له سكة حديد وفيها خيط، ويشد الخيط في رجله، ويؤتى بالدابة فيثب عليها فينتزع السكة، ويركب وما يمس الدابة بيده. (أنساب الأشراف : نشرة الوراق ص 1200)
قلت انا زهير: وما ينسب إليه من فواحش الأخبار من صنع الشعوبية، ولا تبعد عما ورد في (نور القبس: نشرة الوراق ص 68) . وبمقتله انهارت خلافة بني امية وتبدد شملهم.

وقد أفرد أبو الفرج أخباره في الجزء السابع من كتابه الأغاني، وقال في فاتحة حديثه عنه:

وله أشعار كثيرة تدل على خبثه وكفره. ومن الناس من ينفي ذلك عنه وينكره، ويقول: إنه نحله وألصق إليه. والأغلب الأشهر غير ذلك. ....

وقد أخبرنا به أحمد بن عبد العزيز إجازةً قال حدثنا عمر بن شبة قال أخبرنا عقيل بن عمرو قال أخبرني شبيب بن شيبة عن أبيه قال: كنا جلوساً عند المهدي فذكروا الوليد بن يزيد، فقال المهدي: أحسبه كان زنديقاً، فقام ابن علاثة الفقيه فقال: يا أمير المؤمنين، الله عز وجل أعظم من أن يولي خلافة النبوة وأمر الأمة من لا يؤمن بالله، لقد أخبرني من كان يشهده في ملاعبه وشربه عنه بمروءة في طهارته وصلاته، وحدثني أنه كان إذا حضرت الصلاة يطرح ثياباً كانت عليه من مطيبةٍ ومصبغةٍ ثم يتوضأ فيحسن الوضوء ويؤتى بثيابٍ بيضٍ نظافٍ من ثياب الخلافة فيصلي فيها أحسن صلاة بأحسن قراءة وأحسن سكوت وسكون وركوع وسجود، فإذا فرغ عاد إلى تلك الثياب التي كانت عليه قبل ذلك، ثم يعود إلى شربه ولهوه، أفهذه أفعال من لا يؤمن بالله! فقال له المهدي: صدقت بارك الله عليك يا ابن علاثة.

وروى ابن الجوزي في (المنتظم) بسنده إلى أحمد بن حنبل قال:

حدَّثنا أبو المغيرة، قال: حدَّثنا ابن عياش، قال: حدثني الأوزاعي، وغيره عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، قال: ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسموه الوليد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سميتموه اسم فراعينكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو شر على هذه الأمة من فرعون لقومه".
وفي رواية عن الأوزاعي، قال: سألت عن هذا الحديث الزهري، فقال: إن استخلف الوليد بن يزيد وإلا فهو الوليد بن عبد الملك.
قال مؤلف الكتاب رحمه الله: والوليد بن يزيد أحق من الوليد بن عبد الملك، وكان الوليد بن يزيد مشهوراً بالإلحاد، مبارزاً بالعناد، مطرحاً للدين، وإنما قال عليه السلام: " سميتموه بأسماء فراعينكم" لأن اسم فرعون موسى الوليد.
*زهير
26 - أغسطس - 2008
أبو الأسود الدؤلي :    كن أول من يقيّم
 
   أبو الأسود ظالم بن عمرو … بن بكر الديلي، ويقال: الدؤلي، وفي اسمه ونسبه ونسبته اختلاف كثير؛ كان من سادات التابعين وأعيانهم، صحب علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وشهد معه وقعة صفين، وهو بصري، وكان من أكمل الرجال رأياً وأسدهم عقلاً. وهو أول من وضع النحو، قيل إن علياً، رضي الله عنه، وضع له: الكلام كله ثلاثة أضرب: اسم وفعل وحرف، ثم رفعه إليه وقال له: تمم على هذا.. .(وفيات الأعيان، نشرة الوراق :ص313)
 وحكى أبو غفر الدؤلي- وكان شاعراً- قال: كنت عند عبد الملك بن مروان إذ دخل عليه أبو الأسود الدؤلي- وكان أحول دميماً قبيح المنظر- فقال له عبد الملك : يا أبا الأسود، لو علقت عليك عودة من العين، فقال: إن لك جواباً يا أمير المؤمنين، وأنشد:
     
أفنى  الشباب الذي أفنيت جدته كر  الجديدين من آت iiومنطلق
لم يتركا لي في طول اختلافهما شـيئاً أخاف عليه لذعة iiالحدق
 
أما والله لئن كانت أبلتني السنون وأسرعت إلي المنون لما أثبت ذاك إلا في موضعه، ولرب يوم كنت فيه إلى الآنسات البيض أشهى منك إليهن...انتهى .(وفيات الأعيان، نشرة الوراق :ص314)
   وفي قصة وضع أبي الأسود علم النحو روايات متعددة غير تلك التي ذكرت عنه مع علي (ر) ، منها   ما ذكره ابن خلكان أيضا  :
قيل إنه كان يعلم أولاد زياد بن أبيه وهو والي العراقين يومئذ، فجاءه يوماً وقال له: أصلح الله الأمير، إني أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم وتغيرت ألسنتهم، أفتأذن لي أن أضع للعرب ما يعرفون أو يقيمون به كلامهم? قال: لا، قال: فجاء رجل إلى زياد وقال: أصلح الله الأمير، توفي أبانا وترك بنون، فقال زياد: توفي أبانا وترك بنون!! ادعوا لي أبا الأسود، فلما حضر قال: ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم .
وقيل: إنه دخل بيته يوماً فقال له بعض بناته: يا أبت، ما أحسن(أحسَنُ) السماء، فقال: يا بنية نجومها، فقالت له: إني لم أرد أي شيء منها أحسن، إنما تعجبت من حسنها، فقال: إذن فقولي ما أحسن(أحسَنَ) السماء، وحينئذ وضع النحو ( وفيات الأعيان ، نشرة الوراق ، ص314).
ويمكن القول : إن مثل هذه الروايات عن سبب وضع علم النحو لا تصمد أمام النقد . فزياد ابن أبيه يرفض أن يأذن لأبي الأسود بوضع علم النحو دون أن يبين السبب في ذلك ويكتفي بقول "لا " . ثم إن اللحن في اللغة إن كان وقتها قد فشا بين الناس ، فزياد ابن أبيه لا بد ويعلم ذلك ، وليس بحاجة إلى " توفي أبانا وترك بنون" حتى تكون دافعا له لاستدعاء أبي الأسود وأمره إياه بوضع ما كان نهاه عن وضعه ، وكأنه يسمع اللحن في اللغة لأول مرة .
أما ما قيل عن واحدة من بنات أبي الأسود من أنها لحنت فقول مردود ؛ لأن ابنة أبي الأسود حين تسأل مستفهمة لن تكون نبرتها نبرة المتعجب . وما دامت تتعجب من جمال السماء ، فلن تكون النبرة نبرة المستفهم . وإذا كانت ابنة أبي الأسود ، وأبوها هو من هو في الفصاحة والإعراب ، تلحن في كلامها بكل هذه البساطة ؛ فمعنى ذلك أن اللحن كان قد شاع شيوعا كبيرا بين الناس في ذلك الزمن العربي الإسلامي الباكر ، وهذا أمر مستبعد ، ويؤكد استبعاده أن عهد بني أمية امتاز الناس فيه بالتعصب للعرب وبقلة الاختلاط بغيرهم من الموالي والأعاجم .
 
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
26 - أغسطس - 2008
عمران بن حطّان السدوسي( ت84هـ) وعبد الرحمن بن ملجم المرادي (ت40 هـ) :    كن أول من يقيّم
 
عمران بن حطان السدوسي البصري روى عن أبي موسى، وابن عمر، وعائشة. وروى عنه محمد بن سيرين، ويحيى بن أبي كثير. وكان شاعراً .
...دخل عمران بن حطان على امرأته - وكان عمران قبيحاً دميماً قصيراً - وقد تزينت، وكانت امرأة حسناء، فلما نظر إليها ازدادت في عينه حسناً، فلم يتمالك أن يديم النظر إليها، فقالت: ما شأنك، فقال: لقد أصبحت والله جميلة، فقالت: أبشر فإني وإياك في الجنة، قال: ومن أين علمت ذلك? قالت: لأنك أعطيت مثلي فشكرت، وابتليت بمثلك فصبرت، والصابر، والشاكر في الجنة.( المنتظم لابن الجوزي ، نشرة الوراق : ص810)
ومن (خزانة الأدب للبغدادي ، نشرة الوراق : ص 723،ص 724) أنقل بعض ما ذكر حول عمران بن حطان :
... التابعي المشهور، أحد رؤوس الخوارج من القعدية بفتحتين، وهم الذي يرون الخروج، ويحسنونه لغيرهم، ولا يباشرون بأنفسهم القتال. وقيل: القعدية لا يرون الحرب وإن كانوا يزينونه. وفي الأغاني إنما صار حطان من القعدة لأن عمره طال وكبر وعجز عن الحرب وحضورها، فاقتصر على الدعوة والتحريض بلسانه. وكان أولاً مشمراً لطلب العلم والحديث، ثم بلي بذلك المذهب فضل وهلك، لعنه الله،. وقد أدرك صدراً من الصحابة، وروى عنهم، وروى عنه أصحاب الحديث. قال ابن حجر في الإصابة: وقد أخرج له البخاري وأبو داود، واعتذر عنه بأنه إنما خرج عنه ما حدث به قبل أن يبتدع. واعتذر أبو داود عن التخريج بأن الخوارج أصح أهل الأهواء حديثاً عن قتادة *. وكان عمران لا يتهم في الحديث. وكان سبب ابتلائه أنه تزوج امرأة منهم فكلموه فيها؛ فقال: سأردها عن مذهبها. فأضلته
... ومن شعره في مدح عبد الرحمن بن ملجم المرادي قبحهما الله تعالى، قاتل أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، زوج البتول وصهر الرسول رضي الله عنه: البسيط  
لـلـه  درّ المراديّ الذي سفكت كـفّـاه  مهجة شرّ الخلق iiإنسانا
أمـسـى  عشيّة غشّاه iiبضربته مـعـطىً مناه من الآثام iiعريانا
يـا  ضربةً من تقيّ ما أراد iiبها إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنّـي لأذكـره حـيـناً iiفأحسبه أوفـى  الـبريّة عند اللّه iiميزانا
انتهى النقل من خزانة الأدب .
ومن اللافت للأذهان أن ابن ملجم قاتل علي (ر) كانت سبب ضلاله امرأة ، مثله مثل عمران بن حطان . فقد جاء في تاريخ الخلفاء للسيوطي ، نشرة الوراق : ص71 ما يلي :
  وفي المستدرك عن السدي قال: كان عبد الرحمن بن ملجم المرادي عشق امرأة من الخوارج يقال لها: قطام فنكحها وأصدقها ثلاثة آلاف درهم وقتل علي وفي ذلك قال الفرزدق:
فـلـم أر مهراً ساقه ذو iiسماحة كـمهر  قطام من فصيح وأعجم
ثـلاثـة  آلاف وعـبـد وقينة وضـرب علي بالحسام المصمم
فلا مهر أغلى من علي وإن غلا ولا  فتك إلا دون فتك ابن iiملجم
 انتهى النقل من تاريخ الخلفاء.
وفي الطبقات الكبرى لابن سعد ، نشرة الوراق :ص433: وكان عبد الرحمن بن ملجم رجلا أسمر حسن الوجه أفلج شعره مع شحمة أذنيه في جبهته أثر السجود.. انتهى النقل من الطبقات .
*ويمكن القول : النقل عن أهل الأهواء يمكن أن يوقع في المزالق  ؛ لأنهم لا يؤمَن لأقوالهم من أن تتداخل أهوائهم فيها . ورواية الحديث النبوي بالمعنى فيها فسحة لأن يعتريها هوى الراوي فيلحقها التحريف . ويمكن ، أيضا ، لأهل الأهواء أن ينكروا أي حديث يخالف ما هم عليه ولو صح عند غيرهم ، أو يؤولونه وفقا لرغباتهم . وإن نعجب لأمر فإن أشد عجبنا يكون من أمر أناس أفسدهم الهوى أيما إفساد ؛ فرأوا في علي بن ابي طالب (ر) أشر الخلق!!
*ياسين الشيخ سليمان
26 - أغسطس - 2008
 13  14  15  16  17