الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد : كنت قد قرآت ما كتبه الباحث ( أحمد محمد عبيد ) في جريدة ( الخليج ) القسم ( الثقافي ) يوم السبت الموافق 5/5 / 2007 . وذلك في المقال المعنون تحت أسم (ليت المؤلف قصر عمله على الجمع ولم يحاول تأصيل الأنساب ). http://www.alwaraq.net/Core/dg/dg_topic?ID=2905 وفي الحقيقة ظننت انه سوف يقوم بـ ( نقد ) كتاب ( اوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير ) للباحث { حماد بن عبدالله الخاطري } وفق ضوابط ومعايير ( النقد ) الصحيح . ولكن فوجئت بعد قرآة مضمون المقال انه ( ينتقد ) ما ذكر في الكتاب ( إنتقادا ) صرفه عن معنى و أصول ( النقد ) . فلست اعلم هل كان الباحث ( أحمد محمد ) يعلم هذه الضوابط ثم صرفها عامدا متعمدا عن معناها إلى الإنتقاد أم ماذا ؟
مدخل للرد على مقال الباحث ( أحمد محمد عبيد )
إن ( النقد ) عفوا ( الإنتقاد ) الذي ساقه الباحث ( احمد محمد عبيد ) في المقال الذي نشره في جريدة الخليج لم يتقيد بها . بل ساق هذا ( النقد ) على النصوص التي أوردها على حسب مزاجه وهواه . وهو يعلم كما يعلم غيره ممن كتب في ( نقد ) الكتب الأدبية أن الأسس العامة في النصوص المراد نقدها ذات قدسية وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها للناقد مهما كان . وهذا ما صرح به الباحث القدير ( أحمد محمد عبيد ) في كتيبه ( هموم ثقافية ) باب ( نقد الشعر في الإمارات ) الصفحة ( 149 ) حيث يقول : { والأمر الآخر وجود الناقد المؤهل المثقف القادر على تناول هذه النصوص بروية وتبصر وتفكر مع قلق دائم يصحبه بسبب خوفه من الخروج من دائرة الموضوعية } فهل ياترى تقيد الباحث القدير بما ذكره في كتيبه السالف الذكر ؟ وعلى الأخص الفقرة التي تقول : { بروية وتبصر وتفكر مع قلق دائم يصحبه بسبب خوفه من الخروج من دائرة الموضوعية } هذا ما سنثبته في ثنايا هذا المقال . وكنت اتمنى من الباحث ( احمد محمد عبيد ) ان يبقى اديبا يعنى بالنواحي الأدبية مثل القصص والشعر ولا ينتقل إلى الأنساب فإنه علم قائم بذاته قد افنى فيه الكثيرين من الباحثين اعمارهم في البحوث الميدانية والنظرية . لا ان يختص بالعلوم النظرية فحسب بل يتطلب هذا الأمر جهدا متواصلا تصل إلى سنين عديدة وليست أيام و اسابيع وشهور .
عوامل عدم صواب ( النقد ) عند الباحث ( أحمد محمد عبيد ) :
1 . انه لم يتمكن من الاطلاع على إنجاز النصوص التاريخية والأدبية والنسبية قبيل طباعة الكتاب . وهذا بحد ذاته عيب من عيوب ( النقد ) إذ كيف سيحكم على النصوص الواردة في هذا الكتاب وهو لم يطلع على أصل النصوص ولم يجري إتصال مع المؤلف كي يقف على حقيقة الأمر ؟ 2 . عدم التوسع في معرفة ( جبلة ابن أحمد ) والحكم عليه ( بانه نكرة ) و ( مجهول الهوية ) . 3 . الحكم على أسم ( احمد ) بأنه {لم يجد من تسمى بأحمد في صدر الاسلام أو حتى عصر بني أمية }. مع العلم ان كتب الأنساب وتراجم الرجال ذكرت أسم ( احمد ) في الجاهلية وصدر الإسلام وحتى عصر بني امية . وسوف نذكر هذه الأسماء لاحقا . 4 . {عدم ثقته } بكتاب ( نسب معد واليمن الكبير ) حتى ولوا كان مخطوطا والإستشهاد بكتاب ( الإيناس ) للوزير المغربي والذي اتى بعد مؤلف ( أبن الكلبي ) بمائة وستة وتسعين سنة . وقوله فيه بانه (عالم في النسب ) و أنه (قد اعتمد على مخطوطة قديمة وثيقة من كتاب نسب معد واليمن ) . وسوف نبين بطلان ما ذهب إليه الباحث ( أحمد محمد ) في موضعه . 5 . الحكم على عدم وجود ( إياس ابن عبد الأعلم ) بعدم {وجوده في كتب تراجم الصحابة كالاستيعاب لابن عبد البر أو الطبقات الكبرى لابن سعد أو أسد الغابة لابن الأثير أو الإصابة لابن حجر، و كتب التراجم المتأخرة كـ “الإكمال” لابن ماكولا أو “الأنساب” للسمعاني أو “اللباب في تهذيب الأنساب” لابن الأثير أو “الاتصال في مختلف النسبة” للحافظ مغلطاي .} 6 . عدم الإلمام بخفايا وضوابط و أسس علم الأنساب وذلك للأسباب التالية : أ . بحجة {عدم وجود قوم يدعون “بنو ياس” في ذلك الوقت }. وحكم على عدم وجود هؤلاء القوم بقوله : { فإنه لا يوجد كتاب واحد من كتب النسب والتاريخ المتقدمة ما يشير إلى أنه كان في منطقتنا هذه قوم يدعون “بنو ياس”} ب . الحكم على الرجل بانه نكرة ولم يذكره كتاب الأنساب القدماء والذين أتو من بعدهم. ج . السماح لنفسه ان يقول ( اني أشك ) و (وأنا لا أثق تماما في الضبط ) بخصوص مخطوط ( أبن الكلبي ) والذي ذكر أسم (جبلة أبن أحمد أبن إياس ) صراحة . وهذا يعارض اسس ومبادئ ( النقد ) بينما اكتفى كبار المحققين لكتاب ( ابن الكلبي ) بالتعليق عليه دون المساس بالنصوص الواردة فيه . د . عدم الإلمام بمباحث انساب العرب والتي منها معرفة اغاليط النسابين والتي منها التصحيف والتحريف في الأسماء والإختلاف في ضبطها وهذا ما جعله يقول { ولعل الصواب أن اسمه جبلة بن الخمة،} ناقلا عن ( الوزير المغربي ) في كتابه ( الإيناس ) وسوف نوضح هذا اللبس لاحقا . هـ . كثرة الإعتماد على قوله ( لعل ) و ( ربما ) مع العلم انه ليس في علم الأنساب امثال هذه الكلمات من ادوات الإستدراك . إنما هي مخطوطات ووثائق قديمة و روايات مستفيضة وبحوث ميدانية ونظرية . و . الإستدلال على عدم وجود ( إياس ) في الكتب المتأخرة دليل على عدم وجود قوم أسمهم ( بني ياس ) وسوف نبين هذه الفقرة لاحقا . ز . ذكر انه ( يشك ) بوجود اسم ( ياس ) ولا ( يثق بضبط مخطوط أبن الكلبي ) و ( ليس له وجود في كتب تراجم الصحابة والرجال ) ثم يقول أنه ( يرى أن ياس ليس متقدما في التاريخ ) ثم يقول ( ولكننا لا نملك عنه أي مصادر او معلومات ) . ح . الإستدلال على وجود أسم ( منصور بن جمهور ) تاريخيا . والإنكار على وجود قبيلة تحمل أسمه نسبيا . وهذا يتعارض مع أسس وقواعد علم الأنساب . وسوف نبينه لاحقا حيث أنني سوف أفرد له موضوعا خاصا يتحدث عنه. ط . إنكاره على الأخذ من رواية واحدة – حسب رأيه – من غير الإطلاع على أسماء باقي الرواة من قبيلتي بني ياس والمناصير والذي يزخر بأسمائهم كتاب ( أوثق المعايير ). ي . إستناده على قواعد ( الجرح والتعديل ) في معالجة الروايات التي تتحدث عن الأنساب بينما لا يمكن تطبيق هذه القاعدة على من تعرض لهذا العلم وتكلم فيه . وسوف نبين ذلك لاحقا . ك . عدم قبوله بالأخذ باقوال نسابة أقدم منه بكثير كالبلادي والمغيري . مما يعد تجاوزا على حد ( النقد ) . ل . ا لإستدلال على ( نقد ) الآراء والروايات الواردة في الكتاب على رأيه هو بقوله ( و أرى ) مع عدم ذكر أي مصدر يثبت أو ينفي صحة رأيه في نقد الكتاب . وهذا يعد عيب من عيوب ( النقد ) . م . تقويل المؤلف مالم يقله ويورده في كتابه كقوله عن قبيلة السودان بانهم من : { بني سويد من جهينة } وعن قبيلة البومهير بقوله : { الذين ساعد وجود الجذر “مهر” في اسمهم ليكونوا من قبيلة مهرة القضاعية }مما يعد هذا الأمر إبتعادا منه عن منهج ( النقد ) السليم و الإستعجال في إصدار الأحكام من غير تبصر ولا برهان حول أصول القبائل العربية . ن . حكمه على انه لا توجد قبيلة في الوقت الحاضر تحمل أسمائها نفس الأسماء القديمة قبل الإسلام وبعده والحكم عليها بان هذه النسبة مجهولة . وذلك بقوله : { بينما ينسب البوعميم إلى ثور بن كلب مباشرة، وهذا بعد عن الحقيقة وقسر وليّ للنص قصد به تأكيد قوله } مع وجود ادلة كثيرة في قبائل العرب ممن تحمل أسمائها نفس الأسماء القديمة وسوف نبينها لاحقا . س . عدم الإلمام بمعرفة قواعد تشابه الأسماء في قبائل العرب وحملها على ظاهرها من غير إيراد أي دليل من كتب الأنساب .وهذا يستدعي قرآة كتب الجغرافيين العرب القدامى لكي يتبين اماكن سكنى القبائل قديما وحديثا مع إيراد الروايات الشفهية من شيوخ و شعراء و اعيان القبيلة والذين تركوا إرثا حول وجود قبائلهم قديما ووجودها في الوقت المعاصر مع ذكر الأسماء المتفقة لبطون و افخاذ القبيلة المعاصرة ومقارنتها مع بطون و افخاذ الأصل التي انحدرت منه . 7 . الإعتماد على كتب نسب لم يكن مؤلفوها ممن عاش في قلب الجزيرة العربية وكانوا بعيدين جغرافيا عن قبائلها .مثل القلقشندي وابن سعيد المغربي وغيرهم . 8 . تضعيفه الإستدلال بالشعر لتحديد نسب القبائل وذلك بقوله : { هذا ان كنا نثق في ما قاله بطي الفلاسي ثقة تامة } وقوله : { وقد غفل الباحث الكريم عن أن أي دليل لابد ان يمحص ويبحث حوله البحث العميق لنصل إلى مرحلة نطمئن إليه فيها اطمئناناً تاماً يمكن أن يؤدي إلى نتيجة علمية سليمة } وقوله : { لا يمكن الاطمئنان إلى دليل واحد فقط مهما كانت حجيته في مسألة هامة كمسألة تأصيل نسبة قبائل معاصرة بعد العهد بها عن أصولها القديمة. } وقوله : { كان المنطلق في ذلك قصيدة للشيخ أبي سهيل بطي الفلاسي، وهي قصيدة بين العامية والفصحى، يغلب عليها الكسر والإقواء (اختلاف إعراب القوافي) والاختلال في الإعراب،} وسوف نستعرض ما ذكره الباحث ( أحمد محمد عبيد ) حول هذه المسألة لاحقا . كان هذا هو المدخل للرد على ( الإنتقاد ) وليس ( النقد ) والذي يعزز بالمصادر والوثائق البحثية المختلفة . أردت به تبيين الكثير من الأخطاء ( النقدية) والتي وقع فيها الباحث الكريم في مقاله في جريدة الخليج . وسوف نشرع الآن في الرد على هذا المقال وتبيين هذه الأخطاء ( النقدية ) التي اوردها الأخ الباحث (أحمد محمد عبيد ) .
إن الأديب ( أحمد محمد عبيد ) وقع في اخطأ نتيجة إلى عدم عمل تقدير موقف نقدي سليم يبرهن من خلاله على صحة إستدلالاته في نقده للباحث ( حماد الخاطري ) متمثلا في كتابه ( اوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير ) ولذلك رأيت ان من الواجب العروج إلى مناقشة هذه الأخطاء التي وردت في مقاله الصادر في جريدة الخليج بتاريخ 5 / 5 / 2007 1 .يقول : { فلم اجد من تسمى بأحمد في صدر الإسلام او حتى في عصر بني امية } وجد أسم ( أحمد ) من الصحابة وهو { احمد ابن حفص بن المغيرة وهو أبن عم خالد أبن الوليد . } ونزيد على ذلك : { بانه وجد من يسمون ببني ( أحمد ) في الجاهلية قبل الإسلام منهم ( بني احمد بن ثمامة ) بطن من طيئ و ( أحمد بن دومان بن بكيل ) بطن من همدان . 2 . عدم ثقته بكتاب ( نسب معد واليمن الكبير ) حتى ولوا كان مخطوطا والإستشهاد بكتاب ( الإيناس ) للوزير المغربي والذي اتى بعد مؤلف ( أبن الكلبي ) بمائة وستة وتسعين سنة . وقوله فيه بانه (عالم في النسب ) و أنه (قد اعتمد على مخطوطة قديمة وثيقة من كتاب نسب معد واليمن ) . أما أحتجاجه بالوزير المغربي صاحب كتاب “الايناس” فهو أحتجاج ليس في محله لأنه كتاب لا يعنى بالأنساب وانما يعنى بضبط الأسماء، وفيه أخطاء كثيرة مثل اسم حميس الذي أورده الوزير المغربي خطأ باسم جميس ووضعه في باب الجيم ص،128 بينما هو حميس بن عامر بن ثعلبة بن مودوعة ذكره ابن الكلبي في كتابه “نسب معد واليمن الكبير” الجزء الثالث ص 47 ، وذكره ابن حبيب في كتابه مختلف القبائل ومؤتلفها ص،358 وغير ذلك. ومن أراد الاطلاع على أخطاء الوزير المغربي فليعد الى ما كتبه عنه مؤرخ الجزيرة العربية حمد الجاسر في مقدمة كتاب “الايناس في علم الأنساب”. 3 . يقول : { فجبلة بن أحمد هناك لبس في اسمه، فهو يرد بهذا الاسم في كتاب نسب معد واليمن لابن الكلبي في طبعتيه المعروفتين بتحقيق ناجي حسن وتحقيق محمد فردوس العظم، وأنا أشك في ذلك،} ويقول : { وأنا لا أثق تماما في الضبط الموجود في طبعتي كتاب نسب معد واليمن الموجودتين بسبب أخطاء مخطوطة الكتاب } ليت الأستاذ الكريم رجع إلى كتاب ( الإيناس ) صفحة ( 19 ) ليجد ما قاله ( ابن الوزير المغربي ) محذرا من اخطاء المصحفين و تزوير المحرفين . فقد قال محذرا : { متى نسخ هذا الكتاب ناسخ غير ضابط انعكس الغرض، فصار هداه ضلالة بالحقيقة، ومتى كُتب أيضاً بأجاً واحدا =أي بتتابع الجمل غير مفصول بينها= ولم يفرق بين فصوله مرج والتبس، وصعب إخراج ما يراد منه، والله الموفق، وصلواته على سيدنا محمد وآله الطاهرين } وهنا كشف ( أبن الوزير المغربي ) النقاب عن مسالة مهمة وهي ( التصحيف) و ( التحريف ) من قبل النساخ . وكما سبق تبيانه انه كما نقل أسم ( حميس ) وهو الأسم الصحيح من المصدر الذي نقل عنه مصحفا إلى ( جميس ) كذلك حصل التحريف من ( أحمد ) إلى ( الخمة ) . بدليل أنك أيها الباحث الكريم لن تجد أسم ( الخمة ) في مخطوط ( أبن الكلبي ) القديم ولن تجده في كتاب ( مختلف القبائل ومؤتلفها ) لـ( أبن حبيب ) وهو الأصل الذي أستند عليه ( أبن الوزير المغربي ) في تأليف كتابه ( الإيناس ) . فمن وضع أسم ( الخمة ) في كتاب الإيناس ومن ثم كتاب الإكمال لـ( ابن ماكولا ) وغيره حتى وصل إلينا الإسم ( محرفا ) ؟ هنا تبدأ في البحث والتقصي في المخطوطات القديمة والموجودة في المتاحف والمكتبات . فلو تامل الأستاذ الكريم محتويات كتاب ( نسب معد واليمن الكبير ) تحقيق الدكتور ( ناجي حسن ) الطبعة الأولى ( بيروت ) مكتبة النهضة العربية 1408 هـ - 1988 م ولو فتح الجزء الثاني الصفحة ( 641 ) سيجد دليلا على هذا التصحيف والتحريف من خلال هذا النص : { فولد إياس أبن عبد الأعلم : أحمدا ، وتمرة ، وعرفطة ، امهم : الطيبة ، و ابا ليلى ، وثابتا امهما كبشة . منهم : جبلة بن (الخمة )بن أياس ، الذي شدد الحلف بين كلب وتميم في الإسلام ، هو ومحمد بن عمير بن عطارد التميمي } فلو امعن النظر فسوف يجد هذه الفقرة : { فولد أياس بن عبد الأعلم : احمدا ، وتمرة } ثم سيجد المفارقة هنا . في هذه الفقرة : { منهم : جبلة أبن (الخمة ) بن إياس } والسؤال هو : مادام انه قال : { فولد اياس : احمدا } فلماذا قال في الفقرة التي تليها : (منهم جبلة ابن الخمة ابن أياس ).؟ ما دخل ( الخمة ) هنا ما دام الأسم الصحيح ( احمد ) ؟ من الذي اقحم اسم ( الخمة ) في الأصل ؟ لا شك انها أيدي النساخ فهم المسؤلون عن هذا التحريف . و إذا رجعنا إلى المخطوط القديم لـ (لأبن الكلبي ) سيجد التالي : { فولد إياس بن عبد الأعلم أحمدا وسمرة و عرفطة امهم الطيبة و أبا ليلى وثابتا أمهما كبشة . منهم جبلة بن ( أحمد ) بن إياس الذي شدد الحلف بين كلب وتميم في الإسلام هو ومحمد بن عمير بن عطارد التميمي } { نسب معد واليمن الكبير – أبن الكلبي – مخطوط ج 2 ص 401 – 402 } ففي طبعة 1988 يقول : { احمدا ، وتمرة } وفي المخطوط يقول : { احمدا ، وسمرة } إذا هناك تصحيف لإسم ( سمرة ) و هو الأصل إلى أسم ( تمرة ) ولم اسمع ان هناك رجلا اطلق عليه اسم (تمرة ) بل ستجد ان الكثيرين من العرب من يحمل أسم ( سمرة ) . فمن هو المسؤل عن هذا التصحيف ؟ وفي طبعة 1988 م يقول : { منهم جبلة بن الخمة } وفي المخطوط يقول : { منهم جبلة بن أحمد } ومن هو المسؤل عن هذا التحريف ؟ فكما تلاحظ ان مسالة التحريف والتصحيف كانت ملازمة للنصوص منذ أيام ( أبن الوزير المغربي ) وعنه تناقل كتاب تراجم الرجال نفس الخطأ إلى يومنا هذا . وهنا يتبين ان الأستاذ ( احمد ) قد حكم على ( أبن الكلبي ) بعدم الثقة باطلا . وقد تبين له ان كلمة ( الخمة ) ما هي إلا من تحريفات وتصحيفات النساخ بدليل تصحيف كلمة ( حميس ) إلى ( جميس ) مع تاكيد ( أبن الوزير المغربي ) على ( الجيم ) . ولعلاج مسالة التصحيف والتحريف يجب علينا ان نعود إلى أصل الكتاب المخطوط وليس الكتب التي اتت بعد كتاب ( ابن الكلبي ) القديم كحال كتاب ( الإيناس ) لـ ( أبن الوزير المغربي ) ومن نقل عنه منم ذكرتهم في مقالك . ونستنتج من ذلك ان الباحث ( حماد الخاطري ) قد أعطى بحثه وتحريه عن أصل نسبة ( آل نهيان ) من ( البوفلاح ) إلى ( جبلة أبن احمد ابن إياس أبن عبد الأعلم ) حقه كونه رجع إلى المخطوط القديم لـ ( لإبن الكلبي ) ولم يرجع على ما صحف وحرف من الكتب التي اتت بعد ( أبن الكلبي ) ولا للكتب المطبوعة في وقتنا المعاصر كحال طبعة بيروت لكتاب ( نسب معد واليمن الكبير ) لوجود تصحيفا وتحريفا في أسماء الرجال . ومن المفارقات اننا نجد الأستاذ الأديب ( أحمد محمد عبيد ) قد ذكر في كتيبه : ( دبا في الجاهلية وصدر الإسلام ) باب ( الحياة السياسية ) الصفحة ( 37 ) أسم ( عبد العزيز بن معولة ) وهو أول ملوك المعاول . ونحن نعلم انه اقتبس هذا الإسم من كتاب ( الأنساب ) لـ( العوتبي الصحاري ) و ( الفتح المبين ) لـ ( أبن رزيق ) . مع العلم ان ( أبن الكلبي ) و ( أبن حزم الأندلسي ) وهما مصدرا تدوين الأنساب عند( العوتبي ) قد أسمياه ( عبد العزى بن معولة ) ولم يعلم في كتب التراجم و اسماء الرجال وكتب الأنساب ان تسمى رجل بأسم ( عبد العزيز ) في الجاهلية . ثم يقول في الصفحة ( 45 ) : { ومعلوم ان الجلندي بن المستكبر أسمه ( عبد جمل ) ولا نستغرب ان يعبد أسمه لإله أسمها ( جمل ) لم تصل إلينا معلومات عنه كما ان احد اجداده أسمه عبد العزى } وكان دليك على ذلك كتاب ( أبن حزم الأندلسي ). هنا نجد أنه قد اخذ بما صحف وحرف و اثبته في كتيبه . بينما نراه ينكر على الباحث ( حماد الخاطري ) إستشهاده بكلام الشيخ ( زايد ) و الوثيقة الشعرية للشيخ ( بطي الفلاسي ) ومخطوطة ( ابن الكلبي ) . 4 . اما عن حجة انه لم يجد اسم ( إياس أبن احمد ) في كتب تراجم الصحابة كالاستيعاب لابن عبد البر أو الطبقات الكبرى لابن سعد أو أسد الغابة لابن الأثير أو الإصابة لابن حجر، و كتب التراجم المتأخرة ك “الإكمال” لابن ماكولا أو “الأنساب” للسمعاني أو “اللباب في تهذيب الأنساب” لابن الأثير أو “الاتصال في مختلف النسبة” للحافظ مغلطاي . فقد رد الدكتور ( عبد العزيز الجاسم ) على هذا المقال فقال : { وهناك مسألة مهمة أود الاشارة اليها وهي أن عدم ذكر ترجمة أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب التراجم لا يعني عدم وجود هذا الصحابي، وان أهم الكتب التي اعتمدها المؤرخون في كتابتهم عن الصحابة كانت:
1- “أسد الغابة في معرفة الصحابة” لابن الأثير.
2- “الاصابة”، لابن حجر العسقلاني.
ولم يذكروا الا الأعداد التالية فقد ترجم ابن الأثير ل 7554 وترجم العسقلاني ل ،12304 بينما قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرات الآلاف من الرجال، وحضر فتح مكة ألف مقاتل من جهينة القضاعية وحدها، ولم يترجم لجميع هؤلاء فهل يعني ذلك عدم وجودهم، والأكبر من ذلك أن الله تبارك وتعالى بعث 4000 نبي وفق الرواية التالية: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا يونس عن عتبة البصري العبدي عن أبي سهل عن وهب بن عبد الله بن كعب بن سور الأزدي عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بعث الله أربعة آلاف نبي) بينما لم يذكر القرآن الكريم الا خمسة وعشرين نبياً، فهل يعني ذلك عدم وجودهم، وقد قال تعالى في سورة غافر آية 78 “ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك”. ومن هنا يتبين ضعف قول من قال اننا لم نجد ترجمة لأحمد بن اياس في كتب الصحابة. } 5 . أما عن حجة أنه لا يوجد كتاب واحد من كتب النسب والتاريخ المتقدمة ما يشير إلى أنه كان في منطقتنا هذه قوم يدعون “بنو ياس” في ذلك الوقت ولأستشهاد بكتاب ( الأنساب ) لـ (العوتبي ) كدليل على عدم وجود ( بني ياس ) في المنطقة . فهذا إستدلال ينقصه البرهان ولا ينتقص من البحث الذي قدمه الباحث ( حماد الخاطري ) في كتابه ( اوثق المعايير ) . ومن ناحية اخرى . هل احاط جميع المؤرخين والنسابة علما بجميع القبائل العربية سواء كانت عدنانية او قحطانية ودونوها في كتبهم ؟ لم يحصل هذا . فإذا كانوا فد دونوا في كتبهم اسماء القبائل ورجالهم وفروعهم وبطونهم في ازمنتهم فقد تغيرت الأحوال بعد أزمنتهم . فحدثت هناك هجرات وتداخلات بين القبائل فيما بعد . و اما إستدلاله بـ( العوتبي الصحاري ) في صحة ما ذهب إليه فإن المؤرخين وعلى الأخص العمانيين يخالفونه هذا الراي . والدليل ما ذكره الأديب والمؤرخ العماني : { احمد بن سعود السيابي } في مقاله الذي نشره في كتاب ( قراءات في فكر العوتبي الصحاري ) باب ( العوتبي نسابة ) فهو يقول : { فمنذ ان آلف العوتبي كتابه في القرن الخامس الهجري – مع انه لم يكن شاملا لجميع القبائل العمانية – لم يصدر كتاب آخر عن الأنساب في عمان سوى بعض المعلومات المتنائرة – وهي قليلة – في ثنايا كتب التاريخ والفقه أثناء حديثها عن بعض الأشخاص او بعض القبائل وهي معلومات لا تسمن ولا تغني من جوع لطالب هذا الفن بل لا تسد له رمقا و لاتقيم له أودا } وهذه هي الحقيقة في كتاب ( الأنساب ) لـ ( العوتبي ) فكتابه لم يكن شاملا لجميع القبائل العمانية ومعلوماته لا تسمن ولا تغني من جوع ولا يسد رمق الباحثين والطالبين لعلم الأنساب . بل ذهب ( احمد بن سعود السيابي ) بعيدا في نقده لكتاب ( الأنساب ) فقال : { وأيضا حول حديثه عن القبائل القحطانية عن القسم الكهلاني اكثر إسهابا عن القسم الحميري } ( قراءات في فكر العوتبي الصحاري – ص 82 – 84 ) فعدم وجود ( بني ياس ) في كتاب ( العوتبي ) او عند غيره من النسابة والمؤرخين ليس دليلا يقطع به على عدم وجودهم اصلا . فكم من قبيلة معاصرة كانت -على زمن العوتبي ومن قبله ومن بعده – من أصل رجل واحد او تجمعت بطون من نفس قبيلة هذا الرجل المشهور – كحال جبلة بن أحمد أبن أياس و منصور بن جمهور – وحملت أسميهما بعد قرون . ولم يدون المؤرخين والنسابة أسميهما ولم يذكروا شيئا من أخبارهما. 6 . اما عن ( القلقشندي ) و (وابن سعيد المغربي) فإستشهاده بهما او بغيرهما ليس دليلا على عدم وجود ( بني ياس ) و ( المناصير ) وذلك لعدة عوامل اهمها : اما القلقشندي فهو مصري وذكر بطون قضاعة التي حول مصر ولم يتطرق إلى الموجودين في باقي الجزيرة العربية . و أبن سعيد المغربي كان في اقاصي المغرب فهو لم يحط علما بالقبائل القضاعية في نجد وشرق وجنوب شرق الجزيرة العربية . و ( أبن حزم الأندلسي ) مع جلالة قدره وسعة علمه في الأنساب وعلوم الحديث والفقه قد نسب قبيلة ( حرب الخولانية القضاعية ) إلى بني ( هلال بن عامر بن صعصعة ) بينما غيره من النسابة من اهل الجزيرة العربية قد خطأوا رأيه . يقول الدكتور ( جاد محمد طه ) عميد كلية الاداب – جامعة السلطان قابوس : { ونستعير نصا عن أبن خلدون لنؤكد هذه المقولة : ( وقد دون الناس في الأخبار و اكثروا وجمعوا تواريخ الأمم والدول في العلم وسطروا والذين ذهبوا بفضل الشهرة والأمانة المعتبرة و أستفرغوا دواوين من قبلهم في صحفهم المتأخرة وهم قليلون يجاوزون عدد الأنامل ولا حركات العوامل مثل أبن إسحق والطبري و أبن الكلبي ومحمد بن عمر الواقدي وسيف بن عمر الأسدي والمسعودي وغيرهم من المشاهير عن الجماهير } ثم يعقب الدكتور ( جاد محمد طه ) فيقول : { ويستمر أبن خلدون موضحا وجهة نظره التي تتفق مع وجهة نظرنا : ( وجاء من بعدهم من عدل عن الإطلاق إلى التقييد ووقف في العموم والإحاطة عن الشأو البعيد فقيد شوارد عصره و استوعب اخبار أفقه وقطره و اقتصر على احاديث دولته ومصره ) } ( قراءات في فكر العوتبي الصحاري – العوتبي مؤرخا – الدكتور جاد الحق – ص / 88 – 89 ) فمن هذا نستنتج ان الإستدلال على من ذهب إليهم من المؤرخين وغيرهم كانوا يؤرخون في أقطارهم و امصارهم دون التطرق على من هم خارج مناطقهم ودولهم . وعليه فإن هذا الدليل الذي ساقه الأستاذ ( احمد ) في نقد كتاب الباحث (حماد الخاطري ) ينقصه الكثير من التحري والبحث . 7 . أما عن إستناده على تطبيق قواعد ( الجرح والتعديل )على من تكلم في علم الأنساب من المتقدمين أو المتأخرين فهذا لاعلاقة له في علوم الأنساب وطرائقه ولذلك فقد قالوا : { تطبيق قواعد الجرح والتعديل على علم الأنساب لايستقيم في الحقيقة لاينبغي تطبيق قواعد الحديث على علم الأنساب ويكفي في الإنسان أن يكون صادقاً عدلاً بعيداً عن الكذب وعلى هذا مشى أهل العلم بالحديث وكثير من النسابة كانوا متكلم فيهم من ناحية الضبط وهذا واضح كالكلبي والواقدي وغيرهم } ( ضوابط هامة في علم الأنساب – الشريف تركي بن ناجي الهجاري – ملتقى اهل الحديث ) 8 . أما عن انكاره على وجود قبيلة تحمل أسم ( منصور ابن جمهور ) نسبيا . وقوله عنهم : { هذا نص صريح من الطبري على ان اولاد منصور قد اختفوا في بلاد الخرز منذ ذلك التاريخ ولم يرد في أي مصدر آخر أنهم خرجوا مرة أخرى بعد سنين طويلة، هذا فضلا عن أنهم أسسوا قبيلة كبيرة هي قبيلة المناصير } يقول الدكتور ( عبد العزيز الجاسم ) : { وخصوصاً عندما نرى فقرة من فقرات النقد تقول إن محمد بن جرير الطبري ذكر ما نصه (مات منصور بن جمهور بعد الهزيمة عطشاً في الصحراء، ولما بلغ خليفته هزيمته خرج بعيال منصور بعد الهزيمة وثقله في عدة من ثقاته فدخل بهم بلاد الخزر) (تاريخ الرسل والملوك 7/464 (4). وهناك فرق بين الاختفاء والدخول وهل يعني أن الداخل في بلد ما قد لا يعود منه لا هو ولا أحفاده أو أحفادهم؟ وهنا نسأل هل أبناء الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم لا يوجد لهم ذرية في المدينة ومكة؟ وهل ذابوا في العراق عندما خرجوا اليها؟ ولا يخفى على أحد ما نالهم من ملاحقة وقتل وسجن. } ونحن نقول ما ذكره الأستاذ ( عبد العزيز الجاسم ) ونزيد : ان من خلال النصوص التاريخية والتي تعضدها النصوص النسبية يتضح ان منصور ابن جمهور كان سيد ( عامر بن عوف ) الكلبيين ووجها من وجوههم وفارسا من فرسانهم في الكوفة وواسط وبادية السماوة . ولا يعني انه لما قتل في سنة 134 هـ في السند ودخلوا بعياله و اثقاله بلاد الخزر بان لم يعد بعضا من اولاده و احفاده إلى مواطنهم الأصلية في العراق في بادية السماوة . ولا ننسى انه كان زعيما في بني ( عامر بن عوف ) الكلبيين وفارسا من فرسانهم وجها من وجوههم فلا شك ولا ريب ان نفرا من ذريته رجعوا إلى أبناء عمومة أبيهم وقومه والذين ثبت تاريخبا تواجدهم مع منصور أبن جمهور أبان إمارته للعراق سنة 126 هـ وتزعموهم وسمي هذا البطن بأسم زعيمهم وفارسهم ( منصور أبن جمهور ) . وهذا الأمر لا يتنافى مع ما ذكر في أسس و ضوابط علم الأنساب . ففي كتابه ( دراسات في علم الأنساب ) للسيد ( يوسف بن عبدالله جمل الليل ) وهو من السادة باعلوي باب ( أمور يجب معرفتها قبل الخوض في النسب ) الصفحة ( 15 ) يقول : { الثالث : تخصيص الرجل من رجال العرب بإنتساب القبيلة إليه دون غيره من قومه بأن يشهر أسمه بهم : لرياسة ، او شجاعة ، او كثرة ولد ، أو غيره فتنسب بنوه وسائر أعقابه إليه .وربما أنضم إلى النسبة إليه غير أعقابه من عشيرته كإخوانه ونحوهم }. ولمن أراد الفائدة فليتابع ترجمته في كتاب ( تاريخ الأمم والملوك للطبري ) احداث سنة 126 هـ إلى سنة 134 هـ 9 . أما ما أثير حول عدم اتخاذ الشعر قرينة للاستدلال على الحدث، فإنه مردود لعدة أسباب منها:
1- أن الشعر كان ديوان العرب وسجل أيامهم وما فيها من أحداث ووقائع وصفات.
2- الشعر مرآة المجتمع تنعكس عليه صورته وما هو عليه من ثقافة وآداب وعلوم، وقد قسّمه كتاب الأدب حسب زمنه فقالوا جاهلي، واسلامي، وأموي، وعباسي، وعصر النهضة.... الخ.
يتبع (تحية طيبة أستاذي الكريم، أرجو في المرة القادمة أن تقوم بنشر ما يتعلق بهذا الموضوع، من خلال زاوية أضف تعليقك، على الموضوع، لا أن تنشرها في موضوع جديد، وقد أضفت مشاركتك الأخيرة إلى مكانها هنا،كما ترى، وأتمنى مراجعة ما تنشر قبل نشره، فهناك الكثير من الأغلاط المطبعية والنحوية ؟؟؟ !!!! لا أجد الوقت للقيام بتصحيحها، وشكرا) المشرف
|