وصل إلى بريدي الإلكتروني تلك الخريدة الحائية لأستاذي عبدالله طاهر الحذيفي، والتي قالها معارضًا شيخنا الأمراني، نصها:
قصيدة(نبض الكلام على الكلام) للدكتور عبدالله الحذيفي
ما لي عـلى الأيامِ خَيـلٌ تَجْـمَحُ أنا في الديارِ وأنـتَ حُـرٌّ تَسْـرَحُ
أنا موجعُ القلبِ الشرُودِ على الوَنَى وأراكَ عـنْ عيني تَـنُوءُ وتَـبْرحُ
هي شِـقْوَةُ الدنيا تَتَـبَّعُ خُطْـوتِي لكـنْ إلى الرحمنِ تَشْـكُو الأَرْوُحُ
عَجَبٌ؛ يُحَبُّ المرءُ مِنْ نظراتِهِ الْـ أُولَى ويُحْـتَـلُّ الفـؤادُ ويُـجْـرَحُ
عِشْ في الفـؤادِ كما تَشَاءُ وغَنِّها هــذي أَهَـازِيـجٌ رِقاقٌ مُـلَّــحُ
يا بنَ الحُسينِ فَجَأتَنِي بِمُؤَجَّجِ الْـ ـكَلِماتِ في بُـرْجِ السِّماكِ تَقَـادَحُ
(ما كلُّ عَاشِـقِ خُـلّةٍ صَـرَّامُها النـورُ ليسَ عـنِ المَجَرَّةِ يَبْـرَحُ)
(أَغَضَاضَةٌ أنْ أنْـثُرَ الأحزانَ مِنْ وَجَـعِ الفِراقِ، ومِنْ دِمائي أسْفَحُ؟)
فـدَعِـي (الأسَاوِرَ عنكِ، إنَّ قِلادةً زَانَـتْـكِ صَارتْ لِلقـلائدِ تَفْـضَحُ)
(اللهُ فَصَّـلها، وأخـرجَ شَطْـأَهَا فسَمَتْ، فأضحتْ في المَعَارِجِ تَسْبَحُ)
تَصْطَـفُّ حولَ العاشِقِينَ حَدَائِقًا عِـطْرُ الرِّضَى والشوقِ منها يَطْفَحُ
أنا عاشقٌ، أنعـمْ بِهَا: أنا عاشقٌ لا يَـرْتـوي قلبي بغَـيرِك يشـرحُ
داعــبتَ أوجانَ الكلامِ فَصَاحَةً وصَـدَحْتَ، بُلْبلُها شَـجِيُّ صَـادِحُ
[أنا صَخرةُ الوادي إذا ما زُوْحِمَتْ] تَجْـلُو السُّيولُ شَوَامِسِي وأُكَـافِحُ
كم صخرةٍ نَطَحَتْ قرونَ عَزِيمَـتِي فَفَلَـقْـتُها بِصَـرامَـتِي وأُسَـامِحُ
كم ذِلَّـةٍ ثَبَّـطْـتُ نارَ فَحِـيْحِهَا كـم عِـزَّةٍ عَـانَـقْـتُها وأُصَـالِحُ
كم مِن خَرِيدَةِ شـاعرٍ فاتَـحْـتُهَا وشَمَـمْتُ مِنْ أرْدَانِـهَا ما يَنْـفُحُ
كم مِنْ مَـقالةِ ناقـدٍ ثاقَـفْـتُهَا ونَصَبْتُ سَـرْجِي والشَّمُوسُ تُنَاطِحُ
[أنا صَخرةُ الوادي]! نعمْ أنا سَيْلُهُ دَعْـنِي أُبَـادِرْهَا غـدًا وأُفَــاتِحُ
فإذا تَسَامَى كاهِلِي ورأيْـتَـنِـي فـي الناسِ وجهي ناضِـرٌ أو كَالِحُ
صَاغَ اللسانُ عَـجَائِـبًا مَتْـلُوَّةً بـيـنَ الأنـامِ كَـأنَّـهُـنَّ فَـوَاتِحُ
إذْ ذاكَ أغدو في الكواكبِ سارِحًا أنا صَـقْرُهَا الرَّائِي بِهَا أنَا جَـارِحُ
أنا والنسـيم مـودة لا تنـتهي أنـا والصوارم صحـبة وتصـالُحُ
أنا موطني الجوزاءُ جيشي حُرْفُهَا وفوارسي الكلماتُ إذ أنا صـادحُ
يا بنتَ هذي الدارِ رَبْعُـكِ عَامِرٌ بالخــيرِ والإيـمانِ لا يتـزحزحُ
أهلُوكِ أهلِي والمَحَـبَّةُ طَبْـعُهُمْ والضيـفُ يَسْرحُ في رباكِ ويَمْرَحُ
وحديقةُ النورِ المباركِ شَعْـشَعَتْ أرجـاؤُهـا بالطـيـباتِ تَـفَـتَّحُ
كليةٌ بُنِـيتْ على التَّـقوَى فمَا في بَهْـوِهـَا غير المعارفِ تُشْرَحُ
عندَ الضُّحَى تسموُ بكلِّ فَـتِـيَّةٍ غرَّاء مـن وَهَـجِ الكتابِ تَـوَضَّحُ
فإذا أتَى وقتُ المَساءِ رَأيْـتَهَا كالثغْـرِ مِنْ بيضِ الثـيابِ تَرَاوَحُ
اللهُ يرْعَـاهَا ويَرعَى مَـنْ لها مِـنْ فَضْلِهِ المِعْطاءِ يَبْـنِي يُصْلِحُ
كلُّ الرجالِ بها شُـدَاةُ فَـضَائِلٍ عَمِـلُـوا وعـندَ اللهِ كُـلٌّ رَابِحُ
فإذا بدَا أنِّي غـدًا فارَقْـتُـهَا (وعلى مَلامِحِها هَـوايَ مُصَرَّحُ)
فلها أَشَـاوِسُ كلُّـهُمْ لِي تَوْأَمٌ تَأْسُـو النفوسَ وتَـنْبَرِي تتصَافحُ
تَفْرِي تُراثَ البُحْـتُرِي وَحَبِيبِهِ وأبـو العلاءِ نُصُوصُهُ تَـتَـفَـتَّحُ
لو قلتُ مُعْجِزُ أحمدٍ قد شَـفَّـنِي لـمْ أُلْـفَ فِي عَـبَثِ الوليدِ أُمَازِحُ
د/ عبدالله طاهر الحذيفي
دبي 3/7/2008م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة (1) أثَّرَ كلامُ الصديقِ الشاعرِ العربي الأصيل الدكتور حسن الأمراني من المغرب في نفسي، نظرا لمعايشتي بعض انطباعاته، ونظرا لإعجابي بقصيدته المسماة (الكلام على الكلام) رَغبتُ في التعليقِ، فلمْ أتمكنْ من الكلامِ المنثورِ، فلجأتُ إلى المنظوم، فأنشأت هذه الأبيات، وأعلمُ أنها ستغدو عُرضةً للكلامِ على الكلام، إذ ربَّما جَرَّ كلُّ كلامٍ كلامًا، ولنا في تُراثنا العربي عظةٌ، فكمْ مِنْ متْنٍ هدَى إلى وضعِ حاشيةٍ عليه، وكمْ من حاشيةٍ أصبحتْ مَتْنًا تُصاغُ عليهِ الحواشي، ولا شكَّ أنَّ صديقي الدكتور صبري أبوحسين ستنفذُ قريحَتُهُ إلى الصميمِ، لنرَى لهُ من التعليقاتِ الشفافةِ ما يدهشُ القارئَ الكريمَ والمُتتبعَ المُتذوِّقَ..
ملاحظة (2) مابين القوسين من قصيدة الصديق الأستاذ الدكتور حسن الأمراني وهو كلام يعز مثله.. وما بين المعقوفتين من كلام المتنبي.
ملاحظة (3) بين القصيدتين حوار..
|