البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين     كن أول من يقيّم
 زين الدين 
20 - يوليو - 2008
هذا باب وددت أن أطرقه ، وأزاحم أهل الاختصاص فيه ، وعلى رأسهم أستاذنا زهير حفظه الله .
يذكر السيوطي في " المزهر " في " معرفة ما ورد بوجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف " قوله " كالذي ورد بالباء والتاء أو بالباء والثاء أو بالتاء والثاء أو بالباء والنون أو بالتاء والنون أو بالثاء والنون أو بالجيم والحاء أو بالجيم والخاء أو بالحاء والخاء أو بالدال والذال أو بالراء والزاي أو بالسين والشين أو بالصاد والضاد أو بالطاء والظاء أو بالعين والغين أو بالفاء والقاف أو بالكاف واللام أو بالراء والواو وقد رأيتُ من عدّة سنين في هذا النوع مؤلّفاً في مجلد لم يُكتب عليه اسمُ مؤلفه ولا هو عندي الآن حالَ تأليف هذا الكتاب ورأيتُ لصاحب القاموس تأليفاً سماه تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين ولم يحضر عندي الآن فأعْملت فِكري في استخراج أمثلةٍ ذلك من كتب اللغة والأصلُ في هذا النوع ما أورده أبو يعقوب بن السكيت في كتاب الإبدال عن أبي عمرو قال‏:‏ أنشدت يزيد بن مِزْيد عَدوفاً فقال‏:‏ صحّفت يا أبا عمرو قال‏:‏ فقلت لم أصحف لغتكم عذوف ولغة غيركم عدوف‏ ... "
فالمقصود بهذا أنّ العرب اعتادت في بعض كلامها إبدال حرف بحرف آخر مشابه لها للدلالة على الكلمة ذاتها.
ومن هذا القبيل إبدال السين شينا ، فقد جاء فب تاج العروس " غبش 17 :287 288 وذكر شَمِرٌ الكلمات التي جاءت بالسين والشين وهي تسعة، وزاد الصاغاني ثماني عشرة كلمة أخرى ...وجاء في العباب (عن حاشية التاج) رقم
قال شمر: جاء حروف كثيرة بالسين والشين في معنى واحد، قالوا للكلاب إذا خرقت فلم تدن للصيد: عرست وعَرِشت، وجاءنا بسراة إبله وشراتها، وجاحس عنه وجاحش عنه، وسدفة من الليل وشدفة منه،ورَوسم ورَوشم، وتسميت العاطس وتشميته، سناسن وشناشن لرؤوس العظام، وسوذق وشوذق للصقر، سمرت وشمرت, قال: وذلك لأن العرب لا تعرف الهجاء، فإذا قربت مخارج الحروف أدخلوها عليها وأبدلوها منها, وزاد الصاغاني مؤلف هذا الكتاب رحمه الله تعالى كلمات وهي: سباط وشباط، السطرنج والشطرنج، البرساء والبرشاء، الجعسوس والجعشوش، البرنساء والبرنشاء، وألحق الحس بالإس، والحش بالإش، والدنقسة والدنقشة، والرعوس والرعوش، والقدعوس، والقدعوش، والنخس والنخش، والنهس والنهش، والإرعاس والإرعاش.
ولعل أشهر ما ألف في هذا الباب كتاب " تحبير الموشين في ما يقال بالسين والشين " للفيروزآبادي ، وقد صدر محققا بعنوان آخر هو تحبير الموشين في التعبير بالسين والشين (طبعة دار قتيبة ، 1983) وكذا طبعة الدار المصرية اللبنانية ، 1999 .
وكنت قد قرأت في مجلة الفيصل سنة 1999 (على ما أذكر) خبرا مفاده تحقيق ونشر هذا الكتاب ، للمرة الأولى ، على يد محققه أحمد عبد الله باجور ، وهذا ، ولا ريب ، خطا شنيع ، فقد سبقه إلى ذلك بعقود العلامة ابن أبي شنب ، وقد سارعت إلى توضيح الأمر عبر رسالة وجهتها إلى المجلة ، لا أعتقد أنه كتب لها النشر .
ثمّ انني قرأت للدكتور " محمد خير البقاعي " مقالا في جريدة الجزيرة السعودية ، يصب في ذات الاتجاه ، أنقل بعضا مما ورد فيه تعميما للفائدة :
"قرأت في صحيفة الشرق الأوسط، العدد 7924، الثلاثاء 8 آب (أغسطس) 2000م/ الموافق 8 جمادى الأولى 1421ه، ص17، وفي صحيفة الحياة، العدد 13673، الجمعة 18 آب (أغسطس) 2000م/ الموافق 18 جمادى الأولى 1421ه، ص4 (تراث) خبراً من القاهرة يذكر ان الدار المصرية اللبنانية في القاهرة أصدرت مخطوط تحبير الموشين في التعبير بالسين والشين للفيروزابادي صاحب القاموس المحيط في طبعة محققة, وعثر على هذا المخطوط محققه أحمد عبدالله باجور في مكتبة المخطوطات في المسجد النبوي والمخطوط، حسب الخبر، لم ينشر من قبل، وإن كان طبع في سنة 1927م في القاهرة وسنة 1327ه في الجزائر.
وإذا نحن حكمنا على الطبعة انطلاقا مما أورده الخبر عن سبب تأليف الكتاب فإن ذلك من الدواهي التي تنزل بالنصوص التراثية، يقول الخبر:
(,, وعن سبب تأليفه لهذا الكتاب يذكر محمد بن يعقوب الفيوزرابادي: إني قرأت على بعض مشيختي جزء حديث جرى فيه ذكر التسمية، فنطقت فيها بالسين والشين، فسألني المستمع عن نظارها في كلام العرب، وكنت أستحضر منها زهاء خمسين، فابتدرني إلى الجواب من الحاضرين شيخ ملسون (حلو اللسان) من الحراسين، فقال: لا نظير لها سوى أربعة ألفاظ: الشطرنج، والنشم، والشبت، والشناسين، فقلت له أطرق كرا، فإن شجلك بلا تسعين وأخواتها ينيف على تسعين فلا تك من تعسين، فعجب لذلك أكثر الحاضرين، وقالوا: لا يطيق هذا الاستحضار أسنة من الأسين، فاقتضى ذلك جمعي هذه الألفاظ تذكرة لخطابهن ولولاها نسين، وسميته تحبير الموشين في التعبير بالسين والشين ).
وإن في هذا النص مجموعة من الأخطاء لست أدري أهي تطبيعات أم أن المحقق وقع فيها، ويبدو لي من بعض القرائن في النص أن الصحيفة والمحقق اتفقا ربما دون سابق إصرار وتصميم على تشويه النص القصير فكيف حال الكتاب كاملاً.
أقول هذا اعتمادا على خبرتي بهذا النص الذي استهواني منذ عام 1401ه/ 1981م فقرأته في طبعة المرحوم الأستاذ محمد بن أبي شنب سنة 1327ه في الجزائر، وهي طبعة نادرة عزيزة أخرجها المحقق على خير ما يكون الإخراج، وبذل في سبيل ذلك جهدا سجلته له في مقدمتي لتحقيق الكتاب من جديد، وقد أخرج الأستاذ أبو شنب الكتاب على نسختين وصفهما فقال: وقد اعتمدنا على نسختين إحداهما ب مخطوطة بخط مغربي جلي مضبوطة في أكثرها بالشكل الكامل، وهي قليلة الأغلاط، ومقابلة على نسخة أخرى مجموع أوراقها 18 في كل صفحة 15 سطراً، والثانية ج ضمن جملة عدة مقالات أدبية ولغوية في آخر نسخة القاموس المحفوظة تحت عدد 246 و 4 في المكتبة الدولية بالجزائر , وقلت حينئذ: إنني عثرت على مخطوطة في دار الكتب الظاهرية العامرة لم يتيسر للأستاذ أبي شنب أن يطلع عليها، ناهيك عن ندرة الطبعة الأولى.
أنهيت إعادة النظر في الكتاب لسبع ليال خلت من ذي القعدة المبارك من عام واحد بعد الأربع مئة وألف من هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الموافق لعشرين ليلة خلت من أيلول عام واحد وثمانين وتسع مئة وألف لولادة المسيح عليه السلام،ولم يصدر الكتاب إلا في عام 1403ه/ 1983م عن دار قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق " (انتهى كلام الدكتور البقاعي)
********** 
وقد اتضح لي أن الكتاب ذاته ينسب إلى "سليمان ابن يونس بن خطاب "  وقد انفرد بذلك إسماعيل باشا البغدادي في كتابه إيضاح المكنون .
كما ذكر الباحث أحمد سعيد هواش خبر تحقيق الكتاب من قبل جميل بن مصطفى بن محمد حافظ بن عبد الله باشا العظم ، فقال " ومن مصنفاته المطبوعة أيضاً: «تحبير الموشين في التعبير بالسين والشين»، وهي رسالة لغوية للإمام أبي يعقوب محمد الفيروزآبادي صاحب القاموس، نشر منها في مجلة البصائر ثم طبعها كلها " (جريدة الأسبوع الأدبي ، ع 1096 ، 22 مارس 2008) .
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
هل هي مختارات    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
شكرا أستاذ زين الدين على هذه الفائدة، وهذا الموضوع بحر هياج متلاطم الأمواج، زلت فيه الأقدام وتعثرت الأعلام، وخاصة في اختلاف القراءات في القرآن، وأضرب لك مثلا من مئات الأمثلة ما حكاه الزمخشري في تفسير قوله تعالى (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) قال "وأسبغ" وقرئ بالسين والصاد، وهكذا كل سين اجتمع معه الغين والخاء والقاف، تقول، تقول في سلخ، صلخ، وفي سقر: صقر، وفي سالغ صالغ. وقرئ: نعمه. ونعمة، ونعمته
 وأما نشرة المرحوم ابن أبي شنب فمشهورة جدا عندنا في دمشق، وأنا أتذكرها تماما، وإذا لم تخني ذاكرتي فلون غلاف الرسالة أحمر، وعلى غرار هذا الكتاب وضع ابن طولون كتابه (المعين على المقول بالسين والشين) ولكني لم أطلع عليه، ومما ألف في باب السين أيضا كتاب (التبيين والاقتصاد في الفرق بين السين والصاد) لمحمد بن أحمد بن مسعود الداني، وهو منشور في مجلة المورد سنة 1406هـ. ومما روي في هذا السياق الحديث: (إن سين بلال عند الله شين) وأما الألفاظ التي نقلتها يا أستاذ زين الدين، فلا أدري هل هي مختارات اخترتها من الكتاب أم ماذا ؟ فهي لم تستوعب هذا الباب،فمن ذلك:
الجَرَنْفَش: العظيم الجَنْبَين من كلّ شيء، والأُنثى جَرَنْفَشة، والسين المهملة لغة. والجُرافِشُ، بضم الجيم، مثله؛ قال ابن بري: هذان الحرفان ذكرهما سيبويه ومن تبعه من البصريين بالسين المهملة غير المعجمة، وقال أَبو سعيد السيرافي: هما لغتان.
وشنغم، يقال في الدعاء: رغما ودغما وشنغما، قال أبو منصور، ويقال: وسنغما بالسين المهملة.
وجرش: وجرس بمعنى واحد، كما ذكر ابن منظور تعليقا على الحديث، (لو رأيت الوعول تجرش ما بين لابتيها ما هجتها) يعني المدينة، قال: وقيل هو بالسين المهملة بمعناه
وارتهس وارتهش يعني اضطرب، كلاهما بمعنى واحد.
والسلجم : من الألفاظ المعربة، قال أَبو حنيفة: سلجم معرب وأَصله بالشين، والعرب لاتتكلم به إلا بالسين غير المعجمة.
والسفعة والشفعة: كلاهما بمعنى واحد وهو الجنون، ورجل مسفوع ومشفوع أي مجنون.
والسهريز والشهريز، كلاهما بمعنى واحد ضرب من التمر، والكلمتان من المعرب.
والسُهُم والشُهُم، كلاهما بمعنى الرجال العقلاء الحكماء.
والإسواء في القراءة والحساب، الإسقاط والإغفال، وهو نفسه الإشواء في الرمي، قاله ابن الأثير
في النهاية.
والشِّبِثُ، بكسر الشين والباء: نَباتٌ، حكاه أَبو حنيفة. قال أَبو منصور: وأَما البقلة التي يقال لها الشِّبْثُ، فهي مُعَرَّبة، قال: ورأَيت البَحْرانيين يقولون: سِبِتٌ، بالسين والتاء،وأَصلها بالفارسية شِوِذٌ.
والشنِم الماء البارد، والسنِم الماء على وجه الأرض.
وطرفس الرجل: إذا حدد نظره، ويروى طرفش، بالشين المعجمة.
وعش وعس واحد في كثير من أحوالهما، قال ابن منظور: (ويقال: أَعْشَشْت القومَ إذا نزَلْت منزلاً قد نزلوه قبلك فآذَيْتهم حتى تحوّلوا من أَجْلِك. وجاؤوا مُعاشِّين الصُّبْحَ أَي مُبادِرين. وعشَشْت القميصَ إذا رقَعْته فانعشّ. أَبو زيد: جاء بالمال من عِشِّه وبِشِّه وعِسِّه وبِسِّه أَي من حيث شاء. وعَشّه بالقضيب عشّاً إذا ضربه ضربات. قال الخليل: المَعَشّ المَطْلب، وقال غيره المَعَسّ، بالسين المهملة)
والعشم والعسم، قال ابن منظور: (والعَشَم: الخبز اليابس، القطعة منه عَشَمةٌ. وعَشِمَ الخبزُ يَعْشَمُ عَشَماً وعُشوماً: يَبس وخَنِزَ وخُبزٌ عَيْشَمٌ وعاشِمٌ: يابس خَنِزٌ. ... والعُسوم، بالسين المهملة: كِسَر الخُبز اليابسة.
الغبش والغبس: وهو ما أشرتم إليه في تاج العروس: وفي الحديث: أَنه صلَّى الفجر بِغَبَشٍ؛ يقال: غَبِشَ الليلُ وأَغْبَشَ إذا أَظلم ظلمة يخالطها بياض؛ قال الأَزهري: يريد أَنه قدَّم صلاة الفجر عند أَوّل طلوعه وذلك الوقت هو الغَبَسُ، بالسين المهملة، وبَعْدَهُ الغَلَسُ، ويكون الغَبَشُ بالمعجمة في أَوّل الليل أَيضاً؛ قال: ورواه جماعة في الموطإِ بالسين المهملة وبالمعجمة أَكثر. والغُبْشةُ: مثل الدُّلْمة في أَلوان الدواب. والغَبَشُ: مثل الغَبَس، والغَبَسُ بعد الغَلَس، قال: وهي كلّها في آخر الليل، ويكون الغَبَسُ في أَول الليل.
والمعش والمعس: قال ابن الأَعرابي: المعْشُ، بالشين المعجمة، الدَّلْكُ الرفيق، قال الأَزهري: وهو المَعْسُ، بالسين المهملة أَيضاً. يقال: مَعَشَ إِهابَه مَعْشاً، وكأَن المَعْش أَهْونُ من المَعْس.
والنش والنس، وكلاهما السوق، إلا أن النش السوق الرقيق، والنس السوق الشديد، وفي حديث عمر (كان ينش الناس بعد صلاة العشاء بالدرة) أي يسوقهم إلى بيوتهم، ويروى (كان ينس)
*زهير
20 - يوليو - 2008
عن الإبدال اللغوي ...    كن أول من يقيّم
 
الأستاذ الفاضل زهير ،
تحية طيبة ،
أشكر مداخلتك القيمة ، ولي عليها بعض تعقيبات ؛
أمّا عن الأمثلة التي سقتها فهي ، كما ورد ، نقلا عن العباب الزاخر للصاغاني (وهو منشور في الوراق) ، و كنت قد اطلعت عليه في مقال الدكتور البقاعي ، سالف الذكر ، على الرابط التالي :
تجب الاشارة أني أنقل عادة عن شبكة الأنترنت ، على قلة انضباطها ودقتها ، إذ لم يتح لي الإطلاع على نشرة ابن شنب التي تفضلت بالإشارة إليها .
وعلى هذا فلا يمكن الجزم بأن المستدركات التي سقتها ، قد فاتت كتاب " تحبير الموشين " قبل معاودة الاطلاع عليه .
*****
تعقيبا على كلام السيوطي في الإبدال ، أقول ، أنّه من المفهوم إبدال السين شينا أو الميم نونا أو القاف كافا ... غير أنّ إبدال الباء ثاءً أو نونا قد يبدو غريبا بعض الشيء ... فما رأيك أستاذ زهير ؟
****
وفي الأخير أسوق هذه الملحة عن الإبدال :
ففي إحدى الزيارات التفقدية التي قام بها الرئيس الجزائري إلى منطقة نائية ، إشتدّ الحماس بأحد القرويين ، فأخذ يهتف " يا سيد الرايس ... رانا معاك ، وربي عماك " ... وقد أكد لي أحدهم أنّ العرب يجيزون هذا ، ولا أدري محل هذا من الصحّة ...كما لا أدري إن كان هذا الضرب من الإبدال لغويا أو سياسيا .... وعلى العموم ، ندعو لولاة الأمر بالبصيرة والتبصّر ....
مع التحية
*زين الدين
20 - يوليو - 2008
الثاء والباء    كن أول من يقيّم
 
لا يستبعد ذلك يا أستاذ زين الدين، لأن الباء أخت الفاء، ولما جاز الإبدال في الفاء والثاء كما في (ثوم وفوم) جاز في الباء والثاء، قال ابن منظور في مادة (فوم)
الفُومُ: الزَّرع أو الحِنْطة، وأَزْدُ الشَّراة يُسمون السُّنْبُل فُوماً، الواحدة فُومة؛ قال:
وقالَ رَبِيئُهم لَمّا أَتانا         بِكَفِّه فُومةٌ أوْ فُومَتانِ
والهاء في قوله بكفه غير مشبعة. وقال بعضهم: الفُومُ الحِمَّص لغة شامية، وبائِعُه فامِيٌّ
مُغَيَّر عن فُومِيّ، لأنَهم قد يُغيِّرون في النسب كما قالوا في السَّهْل والدَّهْر سُهْليٌّ ودُهْرِيٌّ.
والفُوم: الخبز أيضاً. يقال: فَوِّموا لنا أي اخْتَبِزُوا؛ وقال الفراء: هي لغة قديمة، وقيل: الفُوم لغة في الثُّوم. قال ابن سيده: أُراه على البدل. قال ابن جني: ذهب بعض أَهل التفسير في قوله عز وجل: وفُومِها وعَدَسِها، إلى أنه أراد الثُّوم، فالفاء على هذا عنده بدل من الثاء،قال: والصواب عندنا أن الفُوم الحِنطة وما يُخْتَبَز من الحبُوب. يقال: فَوَّمْت الخبز واختبزته،وليست الفاء على هذا بدلاً من الثاء، وجمعوا الجمع فقالوا فُومانٌ؛ حكاه ابن جني، قال:والضمة في فُوم غير الضمة في فُومان، كما أن الكسرة التي في دِلاصٍ وهِجانٍ غير الكسرةالتي فيها للواحد والألف غير الألف. التهذيب: قال الفراء في قوله تعالى وفُومِها، قال:الفُوم مما يذكرون لغة قديمة وهي الحنطة والخبز جميعاً. وقال بعضهم: سمعنا العرب من أهل هذه اللغة يقولون فَوّمُوا لنا، بالتشديد، يريدون اختبزوا؛ قال: وهي في قراءة عبد الله وثُومها، بالثاء، قال: وكأنه أَشبه المعنيين بالصواب لأنه مع ما يشاكله من العدس والبصل، والعرب تبدل الفاء ثاء فيقولونَ جَدَفٌ وجَدَثٌ للقبر، ووقع في عافُور شَرٍّ وعاثُورِ شر.وقال الزجاج: الفوم الحنْطة، ويقال الحبوب، لا اختلاف بين أهل اللغة أن الفُوم الحِنطة،وسائرُ الحبوب التي تختبز يلحقها اسم الفُوم، قال: ومن قال الفُوم ههنا الثُّوم فإن هذا لا يعرف، ومحال أن يطلب القوم طعاماً لا بُرَّ فيه، وهو أصل الغذاء، وهذا يقطع هذا القول، وقال اللحياني: هو الثُّوم والفُوم للحنطة. قال أبو منصور: فإن قرأَها ابن مسعود بالثاء فمعناه الفوم وهو الحنطة. الجوهري: يقال هو الحنطة؛ وأَنشد الأَخفش لأبي مِحْجَن الثَّقَفي:
قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُني كأَغْنى واحِدٍ نَزَلَ  المَدِينةَ عن زِراعةِ iiفُومِ
وأنوه هنا إلى أن الأستاذ زين الدين يريد بكلامه ما قاله السيوطي في كتابه المزهر (نشرة الوراق: صفحة 167) قال: (ذكر ما ورد بالباء والثاء: قال ابنُ خالويه في شرح الدريدية: البَرَى: التراب، والثَّرى بالثاء: التراب أيضاً، يقال: بفي زيد البَرَى وبِفيه الثَّرى.
وفي ديوان الأدب للفارابي وفقه اللغة للثعالبي: الدَّبْر والدَّثر: المال الكثير.
وفي الغريب المصنف: ألْببت بالمكان إلباباً وألْثَثْت به إلثاثاً: إذا أقمتَ به فلم تبرحه.
وفي ديوان الأدب: الكَرْثُ مثل الكَرْب، قال الأصمعي: يقال: كَرَبني وأكْرَثني، ولا يقال كَرَثني.
وفي تهذيب التبريزي: أرضٌ رَغاث ورَغاب: لا تَسِيل إلاَّ من مَطَرٍ كثير.
وفي الصحاح: الأغْثَر قريب من الأغْبر)
وأسرار اللغة العربية أبعد من تقديراتنا وتصوراتنا، لأننا محكومون بالعادة والسماع،
فقد نستبعد الإبدال بين الفاء والقاف، فأين الفاء من القاف، ومع ذلك ففي صورتيهما المتشابهتين ما يدل على تقاربهما في بعض الأحوال، وقد أفرد السيوطي فصلا لما ورد بالفاء والقاف (ص 172) قال: (ذكر ما ورد بالفاء والقاف:
قال ابن السكيت: الزَّحاليف والزَّحاليق: آثارُ تَزَلُّج الصبيان من فوق إلى أسفل. أهل العالِية يقولون: زُحْلوفة وزَحاليف، وبنو تميم ومن يليهم من هوازن يقولون: زُحْلوقة وزَحاليق. وقال في الجمهرة: زُحْلوقة بالقاف لغةُ أهل الحجاز وزُحلوفة بالفاء لُغة أهل نجد. قال الراجز يصف القبر:
 
لِمَنْ  زُحْلوقة زُلُّ بها  العينانِ iiتَنْهَلُّ
ينادي الآخِرُ الألّ ألا حُلُّوا ألا iiحُلوا
وفي ديوان الأدب: القَشّ: حَمْلُ اليَنْبوت، وهو شجرُ الخَشْخاش، ويقال بالفاء أيضاً. والمُفَرِّشة والمُقرِّشة بالفاء والقاف: الشَّجَّة التي تَصْدع العَظْم ولا تَهْشِم.
وفي الصحاح: نَفَز الظبي يَنْفِزُ نَفزاناً بالفاء: أي وثب. ونقز الظبي في عَدْوِه ينقز نقَزاً ونقزاناً بالقاف أي وثب. وصَلْفعَ عِلاوَتهُ بالفاء والقاف جميعاً: أي ضرب عُنُقَه. وصَلْفع الرجل إذا أفْلس بالفاء والقاف. والبقَار: إصلاح النخل وتلقيحها وهو بالفاء أشهر منه بالقاف. وفَرَعْت رأسه بالعصا بالفاء والقاف أي عَلَوْته.
وفي أمالي القالي: القَصْم والفصْم الكَسر، وبعضهم يُفرِّق بينهما فيقول: القَصم: الكسر الذي فيه بَيْنونة: والفَصم الكسر الذي لم يَبِن).
*زهير
20 - يوليو - 2008