البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : أسباب الرزق بقدر    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 ابو هشام 
15 - يوليو - 2008
أسباب الرزق بقدر
                [1] ((زعموا أن أربعة نفر اصطحبوا : أحدهم ابن ملك ، والآخر ابن تاجر ، والآخر ابن شريف ،من أتمّ الناس حسنا وجمالا ، والآخر ابن أكّار (يُدفع له أجر مقابل عمل يقوم به –عامل) .وكانوا جميعا محتاجين قد أصابهم ضُرّ وجَهد ، لا يملكون شيئا إلا ما عليهم من ثيابهم . فبينما هم يمشون إذ قال ابن الملك : إن أمر الدنيا كله بقدر .. قال ابن التاجر : العقل أفضل من كل شيء . قال ابن الشريف : الجمال خير مما ذكرتم . قال ابن الأكّار : الاجتهاد أفضل من ذلك كله . ثم مضوا نحو مدينة يقال لها مَطون . فلما انتهو إلى تلك المدينة أقاموا في ناحية منها ، وقالوا لابن الأكّار : انطلق فاطلب لنا باجتهادك اليوم طعاما ليومنا هذا . فانطلق ابن الأكّار يسأل : أي عمل إذا عمله الرجل من غُدوةَ الى الليل كَسَبه  ما يُشبِع أربعة نفر ؟ فقيل له : ليس شيء أعزَّ من الحطب ، وكان على رأس فرسخ منها ، فتوجه إليه فحمل طنا من حطب فجاء به فباعه بنصف درهم . ثمّ اشترى به ما يُصلح أصحابه . وكتب على باب المدينة : ( اجتهاد يوم واحد تبلغ قيمته نصف درهم ). وأتاهم بما اشترى فأكلوه .
       فلما أصبحوا قالوا لابن الشريف : انطلق فاكسِب لنا بجمالك بعض ما يَقُوتنا اليوم . فانطلق ففكّر في نفسه وقال : لست أعرف شيئا من الأعمال ، وأستحي أن أرجع إلى أصحابي بغير شيء . وهمّ أن يفارقهم ، فأسند ظهره إلى شجرة في المدينة . فينما هو مهموم إذ مرّت به امرأة لبعض عظماءأهل المدينة فأعجبها جماله . فأرسلت إليه جاريتها فأتت به إلى منزلها ، ثمّ أمرت به فنُظّف  ثمّ خلا بها يومه كله في نعيم وسرور . فلما أمسى أمرت له بخمسمائة دينار .فلما قبضها توّ جه إلى أصحابه وكتب على باب المدينة :  ( جمال يوم واحد بخمسمائة دينار ).
      فلما أصبحوا قالوا لابن التاجر :انطلق أنت اليوم فاكسب لنا بعقلك وتجارتك شيئا . فذهب ابن التاجر ، فما لبث قليلا حتى أبصر سفينة عظيمه في البحر قد أرست إلى الشط غير بعيد من المدينة ، وقد خرج إليها أناس كثير ليشتروا ما فيها ، فساوموا أصحابها ، ثم قال بعضهم لبعض : انصرفوا يومكم هذا حتى يكسُد عليهم ويُرخِصوه علينا . فجاء ابن التاجر فاشترى ما فيها بمائة ألف دينار . فلما بلغ القوم ذلك أتوه فأربحوه مائة ألف درهم ، فأخذها منهم وأحال صاحب السفينة على التجار،ورجع إلى أصحابه.فلما مرّبباب المدينة كتب عليه:(عقل يوم واحد بمائة ألف درهم ) .
      [2] فلما أصبحوا في اليوم الرابع قالوا لابن الملك : انطلق أنت اليوم فاكسب لنا شيئا . فذهب حتى أتى باب المدينة فجلس على دُكّان بالباب . فقُضِي أن ملك المدينة هلك في ذلك اليوم ، ولم يُخلّف ولدا ولا أخا ولا قرابة . فمرّوا عليه بالجنازة فبصُروا به لا يتحرّك ولا ينحاش ولا يحزن لموت الملك .فسأله رجل فقال: من أنت ؟ وما الذي يقعدك على باب المدينة لا يحزُنك موت الملك ؟ فلم يجبه. فشتمه وطرده . فلما مضوا رجع إلى مكانه . فلما انصرفوا رآه الذي طرده فقال : ألم أنهك عن هذا الموضع ، وأتقدم إليك؟ فأخذه وحبسه.
        ثمّ إنهم اجتمعوا ليملّكوا عليهم رجلا يختارونه ، فقام الذي كان أمر بالفتى إلى الحبس فحدّثهم بقصته ، وقال إني أتخوف أن يكون عَينا علينا لعدوّنا . فبعثوا إليه فأتوا به فسألوه مَن هو ، وما أمره ،وما الذي أقدمه بلدهم ؟ فقال أنا ابن اصطَهر ملك أرض قورماه . توفّي والدي فغلبني أخي على المٌلك  ، وأنا أكبر منه ، فهربت منه حذَرا على نفسي . فعرفه من كان وطئ أرضهم فأثنوا عليه ، وملّكوه عليهم . وكان سنّتهم إذا ملّكوا الرجل طافوا به على الفيل الأبيض ، وتركوا التاج على رأسه وجالوا به المدينة . فلما مرّ على باب المدينة فأبصر ما كتبه أصحابه ، أمر أن يُكتب مع ذلك : ( إن الاجتهاد والجمال والعقل وما أصاب المرء من خير وشرّ فبقضاء وقدر . اعتبروا ذلك بما ساقه الله إليّ من الخير والسعادة ).
      ثمّ إن الملك أتى مجلسه وقعد على سرير ملكه وأرسل إلى أصحابه فأتوه فموّلهم وأعطاهم وأغناهم . ثُمّ جمع الناس والعمال وذوي الرأي من أهل مملكته فقال : أما أصحابي فقد استيقنوا أن الذي رزفهم الله من الخير إنما كان بقدَر فأعان عليه ببعض ما ذكروا . وأما أنا فإن الذي منحني الله ورزقني ووهبه لي لم يكن من الجمال ولا من العقل ولا من الاجتهاد )).
 
                                                                                     *********
       (إن العقل والجمال والاجتهاد والقوة ) من أسباب الرزق وكلها بقدر...
       إن الذي يستغلّ منصبه أو يسرق أو يغتصب مال أو أملاك الغير أو ينصب أويحتال .... أو الذي يسير بطرق ملتوية ، أو اشياء أخرى لم تخطر على بال......أي نوع من أسباب الرزق هذه؟؟!!!.
      تذكرت حادثة .. أن أمراة ذات جمال ،تلبس أبهى الثياب وأغلاها ، لها سيارة فخمة غالية الثمن حديثة ، ولها سائق خاص يوصلها إلى حيث تريد ،لها زوج يقوم بشراء قطعة أرض مساحتها خمسة دونمات .. يُعلِم الزوج عنها لمكتب عقاري أن هذه الأرض للبيع .. فتأتي تلك المرأة ( زوجته ) إلى المكتب العقاري وتقول له : أريد قطعة أرض مساحتها خمسة دونمات أحتاجها للاستثمار أريد أبني عليها مصنعا .. وأن تكون في منطقة كذا (تحوم حول أرض زوجها) ،، وتعطيه عربونا مجزيا ليُخيّر لها قطعة الأرض ، كما حددت له الثمن الغالي الذي سوف تدفعه ثمنا  لقطعة الأرض زائد عمولته المجزية.. فرأسا يطمع صاحب المكتب العقاري ويساوم صاحب الأرض وهو لايعلم أنه زوجها ، ويشتري منه القطعة بسعر أغلى من قيمتها بكثير لأن المرأة سوف تدفع له أكثربكثير من ذلك .. فتمر عليه أكثر من مرة وتقول له : هل وجدت شيئا .. ـ والعربون موجود مع صاحب المكتب - .. فيقول لها وجدت .. فيتم الاتفاق أن يذهبا إلى السجل العقاري لتسجيل الأرض .. هناك تفتح (شنتتها ) وفيها المبلغ الذي اتفقا عليه .. فيطلب موظف السجل التجاري هويتها أو جواز سفرها .. فتخرج له وثيقة سفر ( أي أنها ليست مواطنة، ولا يحقّ لها أن تتملّك ) فيمتنع الموظف من تسجيل الأرض ... هي تصارخ وتقول: أنا أُقِيم هنا منذ زمن بعيد . وأريد ان استثمر أموالي ... فيرد عليها الموظف : لماذا لا تأخذي جواز مستثمر ؟. فتقول له: إن إمكاناتي لا تسمح لي بذلك .. فيرفض الموظف تسجيل الأرض .. فتطلب العربون من صاحب المكتب   وتأخذه ..ثم تنطلق إلى بيتها وكأنّ شيئا لم يحدث ..
 
أبو هشام


[1] -كتاب كليلة ودمنه ص ( 268 – 269 ).
[2] - كتاب كليلة ودمنه ص (269- 271)
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من أسباب الرزق    كن أول من يقيّم
 
من أسباب الرزق
قرأت في إدى الصحف المصريه أن جماعة أدخلوا تابوتا المسجد فيه ميتهم وهم يكبّرون وموحدون الله، وبعد أن أنهى الخطيب صلاة الجمعة وقبل أن يبدأ بالصلاة على الميت تقدم أهل الميت وهم يبكون بحرقة شديدة ،وقالوا أن ميتهم عليه دين وأن أصحاب الدين لا يريدون مسامحته - وهم  يبكون بمرارة- ، وأن الدائنين معنا في المسجد ، طلبنا منهم مسامحته فرفضوا لأنّ المبلغ كبير، فقالوا لنا: لو عوضتمونا عن المبلغ نسامحه .. ثم أخذوا يستعطفون قلوب المصلين ومع كثرة عويلهم المر الذي يخلع القلوب ونحيبهم على ميتهم..أخذ مَن في المسجد يتبرع للميت ثم قدّموا المبلغ لأهله .. وبدأت الصلاة على الميت .. انتهت الصلاة ..صار المصلون ينظرون ويبحثون عن أهل الميت ليأخذوا ميتهم .. فلم يجدوا لهم أثرا .. فتقدم أحد المصلين ليكشف عن وجه الميت ، فوجد الميت جذع شجرة..
 فأي باب  من أسباب الرزق هذه ؟ !!!.  
الله يبعدنا وإياكم عن هؤلاء الناس...
*ابو هشام
19 - يوليو - 2008
رزق العبد مكتوب علية كاجلة    كن أول من يقيّم
 
جزاك اللة خيرا اخى -نعم ان الرزق بقضاء اللة وقدرة ولكن بعد ان نعمل بالاسباب.
mosa
22 - يوليو - 2008
أي باب من أبواب الرزق؟!!    كن أول من يقيّم
 
لك مني كل تحية أخي الدكتور موسى..أن الأرزاق كلها بقدر من الله عزَ وجلَ..ولكن للأرزاق أبواب.. جاء جماعة بسيارتهم (بيكب)توحي أنهم رجال أعمال و أنزلوا حمولتهم أمام محل تجاري في شارع رئيسي (سوبر ماركت)وهي عبارة عن علب دهانات عرفت فيما بعد أنها كانت فارغة وجلسوا أمام المحل وكان الوقت ليلا والمحل مغلقا ..مرت عنهم دورية الشرطة وسألوهم ماذا تفعلون؟، فأجابوا: أن هذا المحل سوبر ماركت  مشغول في النهار فطلب منا السيد (فلان)صاحب المحل أن نصبغ له محله في الليل لأن في هذا الوقت لا  بيع ولا شراء ونحن هنا ننتظره ليأتي حتى يفتح لنا المحل .. فأجابتهم دورية الشرطة :الله يعطيكم العافية ياشباب..وانصرفوا.. مجرد ما ابتعدت عنهم الدورية ،فتحوا المحل وأخذوا ما فيه.. عندما طلع فجر اليوم الثاني جاء صاحب المحل ليفتح محله ويلتقط رزقه ..وجد محله خاويا .. ونظر إلى العلب الملقاة أمام محله فوجدها علب دهانات فارغة .. أبلغ الشرطة ولكن دون جدوى لم يعثر اي احد على أثرهم وانتهى الحال..!!فأي من أبواب الرزق هذه؟!!.
أطلب من الله سبحانه وتعالى أن يبعدنا عن هؤلاء الناس..
*ابو هشام
6 - سبتمبر - 2008