البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : وجدها تغرب في عين حمئة    كن أول من يقيّم
 عبد الحي 
13 - يوليو - 2008
العين في اللغة:
يسمَّى الشيئان المختلفان بالاسمين المختَلِفين وذلك أكثرُ الكلام كرجلٍ وفرس، ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو السيف والمُهَنَّد والحسام‏، وتسمَّى الأشياءُ الكثيرة بالاسم الواحد لأن المعاني غير متناهية والألفاظ متناهية فإذا وزع لزم الاشتراك نحو عين الماء وعين المال وعين السحاب وعين الشمس...
ولفظ العين من أكثر الألفاظ اشتراكا في معان كثيرة ، ولا يستغني عن ذكرها مصنف في باب معرفة المشترك ، ذكر ذلك السيوطي في كتاب المزهر والأصمعي في كتاب الأجناس وأبو عبد الله بن محمد بن المعلى الأزدي في كتاب الترقيص وابن خالويه في شرح الدريدية والفارابي في ديوان الأدب والتبريزي في تهذيب الإصلاح(1) والثعالبي في فقه اللغة(2) وقد أوصل معانيها الشيخ بهاء الدين السبكي في قصيدة له عينية مدح بها أخاه الشيخ جمال الدين الحسين إلى خمسة وثلاثين معنى وأولها:
هـنـيا قد أقر الله iiعيني فلا رمت العدا أهلي بعين
وهى طويلة وتفصيل ما ذكره:
"العين والمكاشف والناحية والذهب وبمعنى أحد وأهل الدار والأشرف وجريان الماء وينبوع الماء ووسط الكلمة والجاسوس وعين الإبرة والشمس والنقد وشعاع الشمس وقبلة العراق واسم بلد وهو رأس عين والدينار خاصة والخرم من المزادة ومطر أيام لا يقلع والعافية والنظر ونقرة الركبة والشخص والصورة وعين النظرة وقرية بمصر والأخ الشقيق والأصل وعين الشجر وطائر والركية والضرر في العين وكتاب في اللغة وحرف من المعجم"
وقال ابن الطيب الفاسي معاني العين زادت عن المائة(3)
وأوصلها الفيروزآبادي في القاموس المحيط إلى سبعة وأربعين مرتبة على الحروف وفى كتاب البصائر(4) ما ينيف على خمسين رتبها على حروف التهجي قال والمذكور في القرآن سبعة عشر.


1. المزهر في علوم اللغة وأنواعها السيوطي النوع 25
2. فقه اللغة الثعالبي الفصل 68
3. تاج العروس للزبيدي
4. بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي ضمن الموضوع الباب التاسع عشر - في الكلمات المفتتحة بحرف العين ضمن العنوان (بصيرة في العين)

حرف الجر "في" له عشرة معان(1)
"في" حرف جر، له عشرة معان:
أحدها: الظرفية، وهى إما مكانية أو زمانية، وقد اجتمعتا في قوله تعالى: "ألم .1. غلبت الروم .2. في أدنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون .3. في بضع سنين.4."[الروم:1.2.3.4] أو مجازية نحو "ولكم في القصاص حياة" [البقرة: 179]. ومن المكانية "أدخلت الخاتم في أصبعي، والقلنسوة في رأسي" إلا أن فيهما قلبا.
الثاني: المصاحبة نحو "ادخلوا في أمم" [الأعراف: 38] أي معهم، وقيل: التقدير ادخلوا في جملة أمم، فحذف المضاف. وروى في الخبر في قوله عز وجل: "فخرج على قومه في زينته" [القصص: 79] قال: في ثياب حمر(2) قال الغزنوي: أي مع زينته(3).
والثالث: التعليل نحو "لمسكم فيما أفضتم عذاب عظيم" [النور: 14] وفى صحيح البخاري " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ".
الرابع: الاستعلاء نحو "ولاصلبنكم في جذوع النخل"[طه: 17]. وقال سويد بن كاهل:
هم  صلبوا العبدي في جذع نخلة [ فلا عطست شيبان إلا بأجدعا ]
وقال عنترة:
بـطـل  كـأن ثيابه في iiسرحة [ يحذى نعال السبت ليس بتوأم ]

والخامس: مرادفة الباء كقول زيد الخير: ويركب يوم الروع منا فوارس * بصيرون في طعن الاباهر والكلى.
السادس: مرادفة إلى نحو "فردوا أيديهم في أفواههم" [ابراهيم: 9].
السابع: مرادفة من كقول امرؤ القيس:
ألا عـم صـبـاحـا أيها الطلل iiالبالي وهل يعمن من كان في العصر الخالي ؟
وهـل يـعـمـن من كان أحدث iiعهده ثـلاثـيـن شـهرا في ثلاثة أحوال ii؟

الثامن: المقايسة - وهى الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لاحق - نحو "فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل" [التوبة: 38]
التاسع: التعويض، وهى الزائدة عوضا من "في" أخرى محذوفة كقولك "ضربت فيمن رغبت" أصله: ضربت من رغبت فيه، أجازه ابن مالك وحده بالقياس على نحو قوله * فانظر بمن تثق * على حمله على ظاهره، وفيه نظر.
العاشر: التوكيد، وهى الزائدة لغير التعويض، أجازه الفارسي في الضرورة، وأنشد:
أنا أبو سعد إذا الليل دجا يخال  في سواده iiيرندجا
وأجازه بعضهم في قوله تعالى: "وقال اركبوا فيها" [هود: 41]

1. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري
2. المنهيات للحكيم الترمذي
3. تفسير القرطبي

أصل الرؤية

نحن لا نرى الألوان والأشياء على الحقيقة، وإنما نرى الأشعة التي تعكسها أو تصدرها هذه الأشياء، تستقبلها أعيننا، وتحولها إلى إشارات كهرومغناطيسية تنتقل من خلال أعصاب العين إلى الدماغ، الذي يترجمها صورا ملونة. فكل لون يرتبط بطول معين لموجة ضوئية من الطيف المرئي.


بعيدا في الأفق ، في اتجاه الغرب ، يكون النهار. السحاب والغبار البعيدين يحدثان تشتتا للضوء الأبيض على جميع الأطوال الموجية للضوء. كلما انتقل ضوء النهار شرقا إلى عينك ، تناثرت الأشكال الزرقاء في اتجاه الأرض. عند الغروب أشعة الشمس تقطع مسافات طويلة من خلال أجزاء الغلاف الجوي الكثيفة لتصل إلى عين المراقب. وما تعبره من طبقات الغلاف الجوي طوله اكثر من 30 مرة مقارنة مع ما تعبره حينما تكون الشمس مباشرة فوق المراقب. ينكسر ضوء الشمس على الغلاف الجوي للأرض فتتشتت الأشعة بجزيئات الجو وقطرات الماء. الأطوال الموجية البنفسجية والزرقاء تتناثر عموما نزولا نحو الأرض. وهذا يجعل من السماء تبدو زرقاء كلما كان النهار (والشمس مرتفعة في السماء). في المقابل، نحو الشرق حيث الغروب، الضوء الذي تراه فقد أطواله الموجية البنفسجية والزرقاء، وتركك مع أطياف شتى من الأصفر والأحمر وأيضا الأرجواني.
 

وجدها تغرب في عين حمئة
إذا اخترنا لحرف الجر "في" معنى المصاحبة أي بمعنى "مع"، وللفظ "عين" معنى "شعاع الشمس" في "وجدها تغرب في عين حمئة" من الآية 86 من سورة الكهف، فإن ذو القرنين سيكون قد وجد الشمس تغرب مع أشعة حمئة نسبة إلى الحمأة وهو الطين الذي خرج من النهر(1)، وهذه الأشعة هي نفسها الأشعة التي تعكسها الحمأة، أكثر موجات الضوء الأحمر طولا(2)، وبكثافة تقل كلما تقدم وقت الغروب.


1. كتاب العين للخليل بن أحمد
2. http://hyperphysics.phy-astr.gsu.edu...specol.html#c1
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كفيت ووفيت    كن أول من يقيّم
 
كفيت ووفيت
      أتقدم بكل ما أملك من تقدير إلى الاستاذ عبد الحي على المعلومة الجليلة عن معاني (العين) .. وعن معاني حرف الجر (في) وأيضا عن معنى كلمة (حمئة)... فكانت معاني مفصلة ومتكاملة .. إنما أريد أن أزيد في المعنى زيادة غير ضورية ..وأقول عنها زيادة.. لآن الاستاذ القدير عبد الحي وفى وكفى..
      قال تعالى:( حتى إذا بلغ مغرب الشمس )(1): إي فسلك طريقا حتى حتى وصل إلى أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب وهو مغرب الأرض ، وأما الوصول إلى مغرب الشمس من السماء فمتعذر ، وما يذكره أصحاب القصص والأخبار من أنه سار في الأرض مدة والشمس تغرب من ورائه، فشيء لا حقيقة له ، وأكثر ذلك من خرافات أهل الكتاب واختلاق زنادقتهم وكذبهم ،، وقوله:( وجدها تغرب في عين حمئة ) :  أي رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط وهذا شأن كل ما انتهى إلى ساحله ، يراها كأنها تغرب فيه ، والحمئة مشتقة على إحدى القراءتين من الحمأة وهو الطين ، كما قال يعالى ( إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون ) أي من طين أملس ، وقال ابن جرير : كان ابن عباس يقول ( في عين حمأة ) ثم فسرها ذات حمأة ، قال نافع : وسئل عنها كعب الأحبار فقال : أنتم أعلم بالقرآن مني ولكني أجدها في الكتاب تغيب في طينة سوداء . وبه قال مجاهد وغير واحد . وعن أٌبي بن كعب أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أقرأه حمئة ، وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس وجدها تغرب في عين حامية يعني حارة . وكذا قال الحسن البصري ، وقال ابن جرير : والصواب أنها قراءتان مشهورتان ، وأيهما قرأ القارئ فهو مصيب ، ولا منافاة بين معنيهما إذ قد تكون حارة لمجاورتها وهج الشمس عند غروبها وملاقاتها الشعاع بلا حائل ، وحمئة في ماء وطين أسود كما قال كعب الأحبار وغيره...
ـــــــــــــــــــ
(1) - مختصر تفسير ابن كثير, تحقيق محمـد علي الصابوني، المجلد الثاني صفحة (434) .
*ابو هشام
14 - يوليو - 2008
حياك الله    كن أول من يقيّم
 
حياك الله أستاذي الكريم
أشكرك على زيادتك وكيف لا تكون ضرورية وأنت أستاذ العربية قواعد ومعاني
*عبد الحي
17 - يوليو - 2008