عربيــزي
هو مصطلح نحتته مخرجة الأفلام الوثائقية (داليا كوري) ويعني "استخدام حروف اللغة اللاتينية لكتابة الكلمات العربية" وقد شهد التاريخ العربي الحديث، دعوات عدة، لاعتماد كتابة العربية بالحروف اللاتينية، رافقت فترة ضعف الدولة العثمانية.
وكان أبرز من اقترح الفكرة عضو مجمع اللغة العربية، الأديب المصري عبد العزيز فهمي عام 1943. كما استخدمها المغاربة المتنصرون في الأندلس قبل ذلك بكثير.
ويشيع استخدام العربيزي لدى جيل الشباب لكتابة الرسائل القصيرة باستخدام الهواتف الخلوية، وذلك لأن تكلفة الرسائل الانجليزية أقل من تكلفة الرسائل العربية، وفي غرف المحادثة باستخدام الانترنت. كما يطلق لقب "العربيزيون" على الأشخاص الذين يمزجون المفردات العربية والانجليزية أثناء حديثهم.
وانتشار الـعربيزي بين الشباب ظاهرة نابعة من النظر إلى الآخر المتفوق (الغرب) ومحاولة مجاراته، وهي أحد أساليب الاندماج في ركب الحضارة الغربية، والتي أصبحت اللغة الإنجليزية عنوانها. وتقوم وسائل الإعلام بأنواعها بدور كبير في تكريس ثقافة الآخر من خلال ا لفضائيات، والتي تبث الأفلام والأغاني الغربية للشباب. ولعل هذه الظاهرة هي إحدى مظاهر العولمة الثقافية التي تجتاح بلادنا العربية كما تجتاح العالم كله.
ويشكل انتشار العربيزي، واللهجات العامية، وإشكاليات الترجمة، تحديات خطيرة تهدد اللغة العربية السليمة، والتي تعتبر بحق لغة الأمة، والفكر، والثقافة، والهوية.
ومما لا شك فيه أن اللغة هي انعكاس لقوة الأمة ومكانتها بين الأمم. فقد مرت عصور استوعبت اللغة العربية مفردات معربة عن لغات متعددة بدون تردد، مما رفد التقدم العلمي، وساهم في بناء الحضارة العربية وتقدمها حينها.
ويثير استخدام العربيزي جدلا واسعا بين مؤيديه الذين يعتقدون بسهولة استخدامه في الاتصالات، دعاة المعاصرة والتحديث، وبين مناهضيه الذين يعتقدون انه سيساهم في تدمير اللغة العربية وانحسار استعمالها بين جيل الشباب، دعاة الأصالة والحفاظ على اللغة والتراث.
|