التغيرات التي تطرأ على جسم الإنسان مع التقدم بالعمر مترجم عن المايوكلينيك هل نظرت إلى المرآة مؤخراً ولاحظت تزايد التجاعيد والشعرات البيضاء؟ هذه ابسط التغيرات التي يمكن أن تحدث نتيجة التقدم في العمر، و فيما يلي بعض التغيرات النموذجية المتوقعة مع التقدم بالعمر: * الجهـاز القـلبي الوعـائي. بمرور الزمن تصبح عضلة القلب مضخة اقل فعالية، تجاهد لضخ نفس كمية الدم في الجسد، وتصبح الأوعية الدموية اقل مرونة، وقد تترسب الدهون المتصلبة على جدران الشرايين، وتضيق ممرات الأوعية الدموية، ويؤدي النقص الطبيعي في المرونة بالإضافة للترسبات الدهنية في الأوعية الدموية لجعل الشرايين أكثر صلابة، مما يضطر القلب للعمل بجهد اكبر لضخ الدم خلال الأوعية الدموية، وهذا يؤدي للإصابة بارتفاع ضغط الدم. * العظـام، العضـلات، المفـاصل. تصل العظام إلى أعلى كتلة لها في العمر 25-35 سنة، ومع مرور الزمن تبدأ العظام بالانكماش حجماً وكثافة، مما ينتج عنه أحيانا قصر القامة، هذا النقص التدريجي في الكثافة، يضعف العظام وتصبح أكثر وهناً، كما تفقد العضلات وأوتار العضلات والمفاصل بعض قوتها ومرونتها وتصبح أكثر قابلية للكسر. * الجهـاز الهضـمي. تصبح عملية البلع، وحركة الطعام المهضوم الأوتوماتيكية في الأمعاء بطيئة، فقد تنقص كمية مساحة سطح الأمعاء قليلا، وقد يقل تدفق الإفرازات من المعدة والكبد والبنكرياس والأمعاء الدقيقة، و لا تعرقل هذه التغيرات عملية الهضم، فقد لا تلاحظ هذه التغيرات، لكن قد تعاني من تكرار الإصابة بالإمساك. * الكـلى، المثانـة، ومجرى البـول. وتصبح الكلى مع تقدم العمر اقل فاعلية بإزالة الفضلات من مجرى الدم، وقد تبدأ حالات مزمنة بالظهور: كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وقد تساهم بعض الأدوية بتخريب الكلى. ويعاني 30% من الأشخاص في عمر 65 فأكثر من فقدان السيطرة على المثانة (سلس البول)، ويتسبب سلس البول عن عدة أسباب مثل: السمنة، الإمساك المتكرر، السعال المزمن. وينتشر سلس البول لدى النساء أكثر من الرجال، وخاصة النساء في سن اليأس، لان العضلات حول فتحة المثانة تفقد قوتها، كما تتغير ردة فعل المثانة. وبهبوط مستويات الاستروجين فإن النسيج المبطن للأنبوب الذي يمر به البول يصبح اقل سماكة، وتضعف عضلات الحوض، وبالتالي يقل دعمها للمثانة. أما لدى الرجال، فيتسبب سلس البول عن تضخم غدة البروستات، والتي قد تغلق الإحليل، ويؤدي ذلك إلى صعوبة تفريغ المثانة، بالإضافة إلى تسرب كميات صغيرة من البول. * الدمـاغ والجهـاز العصـبي. يقل عدد الخلايا العصبية في الدماغ مع التقدم في العمر، وتقل قوة الذاكرة، وفي بعض مناطق الدماغ يزيد عدد الروابط بين الخلايا، ربما لتعويض الخلايا العصبية الهرمة، والإبقاء على وظيفة الدماغ كما هي. كما تصبح ردود الأفعال أبطأ، واقل تناسقاً. * العيــون تقل قدرة العيون على إنتاج الدموع بتقدم العمر، وتصبح الشبكية اقل سمكاً، وتتحول العدسات إلى اللون الأصفر، وتصبح اقل صفاء، ففي الأربعينات من العمر يصبح التركيز على شيء قريب أكثر صعوبة، وشيئا فشيئا تتصلب قزحية العين (الجزء الملون)، فيصبح بؤبؤ العين اقل استجابة، وهذا قد يجعلها اقل مقدرة على التأقلم مع مختلف مستويات الضوء، كما أن هذه التغيرات في العدسات يمكن أن تزيد الحساسية للوهج، والذي يمثل مشكلة خصوصاُ عند القيادة ليلا، ومن أكثر أمراض العين الشائعة بتقدم العمر: ماء العين، والزرق (جلوكوما)، والتلف الجزئي للشبكية. * الآذان فقدان السمع هو أكثر الحالات شيوعاً بين البالغين في منتصف العمر او أكثر، فواحد من كل ثلاثة أشخاص فوق الستين يعاني من مشكلة فقدان السمع، ويعاني نصف الأشخاص في سن 85 سنة فأكثر من فقدان السمع. فعلى مدى السنين يدمر الضجيج والأصوات خلايا السمع في الإذن الداخلية. كما تصبح جدران القناة السمعية رقيقة، ويزيد سمك طبلة الأذن، فيصبح من الصعوبة بمكان سماع الذبذبات العالية، وقد يصبح البعض غير قادر على متابعة محادثة في غرفة مكتظة. ومن العوامل التي يمكن أن تؤثر على السمع: التغيرات في الأذن الداخلية، او العصب المتصل بها، وتراكم شمع الأذن، وأمراض الأذن الأخرى. * الأسنـان إن الاهتمام بالأسنان واللثة عبر السنين هو ما يحدد استجابتها للتقدم بالعمر، لكن حتى لو كنت منتظما باستعمال الفرشاة وخيط الأسنان، فستشعر بجفاف الفم، وانحسار اللثة، وقد يعتم لون الأسنان قليلا، وتصبح هشة وسهلة الكسر. ويستطيع الكثير من البالغين المحافظة على أسنانهم الطبيعية مدى الحياة، لكن نقص إفراز اللعاب الذي يغسل الأسنان من البكتيريا، يجعلها أكثر عرضة للتلف والالتهاب، وفي حالة فقدان بعض، او كل الأسنان الطبيعية، يضطر الناس إلى استبدالها او زراعتها، او إلى استعمال أطقم الأسنان. وعند التعرض لجفاف الفم فإن هذا قد يقود عند الأشخاص المسنين إلى تلف الأسنان والتهابها، ناهيك عن صعوبة الكلام والابتلاع والتذوق. * الجلـد، الأظـافر، الشـعر بتقدم العمر يصبح الجلد رقيقاً واقل مرونة وهشاً، وتظهر عليه الكدمات بسهولة، وتساهم قلة إنتاج الزيوت الطبيعية إلى جفاف الجلد وتجعده، ومن الشائع ظهور بقع بنية وزوائد جلدية. أما سرعة نمو الأظافر فتقل إلى النصف، ويتحول لون الشعر إلى الرمادي ويقل حجمه، وقد يقل التعرق مما يؤدي إلى صعوبة الشعور بالبرودة في درجات الحرارة العالية، مما يزيد من خطورة التعرض للإجهاد الحراري او ضربة الشمس. وتعتمد سرعة تغضن الجلد على عوامل عدة أهمها: التعرض للشمس على مدى السنين، فكلما زاد التعرض لأشعة الشمس، كلما زاد الضرر الذي ينال الجلد، أما التدخين فيزيد هذا الضرر، الذي يتمثل في التجاعيد، وارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الجلد إلى 40-50% بعد سن 65. * النـوم تختلف احتياجات الجسم للنوم خلال فترة النضوج، فالشخص الذي ينام ليلا 6 ساعات فسيحافظ على هذا المقدار دائماً زائد او ناقص نصف ساعة، أما عندما يتقدم في العمر، فسيجد أن نومه أصبح اقل عمقاً، مما يعني حاجته للبقاء في السرير لفترة أطول للحصول على نفس كمية النوم المعتادة، وفي عمر 75 يجد بعض الأشخاص أنهم يستيقظون عدة مرات خلال الليل. * الـوزن Metabolismبتقدم العمر يصبح الحفاظ على وزن صحي او خسارة الوزن الزائد أكثر صعوبة، فعملية (التمثيل الغذائي) تصبح أبطأ، وهذا يعني أن الجسم يحرق سعرات اقل، فالسعرات التي اعتاد أن يستهلكها لحاجات الطاقة اليومية أصبحت تخزن على شكل دهون، وقد يقل مستوى النشاط الجسدي، مما ينتج عنه زيادة غير مرغوبة في الوزن. * الجنـس تتغير الحاجات الجنسية، والأداء الجنسي بتقدم العمر، فتقدم المرأة في العمر يؤدي إلى انكماش وضيق المهبل، ويصبح جداره أقل مرونة، كما تظهر مشكلة الجفاف، التي تجعل من الجنس شيئا مؤلماً لها. أما الرجل، فالعجز الجنسي شائع مع التقدم في العمر، ففي عمر 65 يعاني رجل واحد من أربعة رجال من صعوبة حصول انتصاب حقيقي، او المحافظة علية بنفس الكفاءة لفترة طويلة، فغالباً لا يكون بالمستوى المعتاد إن حصل. كم سنة يمكنك أن تعيش؟ أطول فترة حياة موثقة في تاريخ الإنسان هي 122 سنة، ورغم أن هذا المدى نادر، فإن تقدم الطب، والعلوم والتكنولوجيا خلال القرن الماضي ساعدت على الحياة لفترات أطول، وأكثر صحة، فمتوسط عمر الإنسان لدى الأشخاص المولودين في 1900سنة كان 50 عاما، أما الآن فقد أصبح متوسط عمر الإنسان 77 عاما. فإذا كنت تعتقد أن الكثير من الضرر لحق بجسمك لتعيش حياة طويلة، فأنت تحتاج لإعادة التفكير، يقول الباحثون انه لا يوجد وقت متأخر لتبني نمط حياة صحي، فإذا تركت التدخين الآن، فإن خطر تعرضك لأمراض القلب سيتناقص فوراً، كما أن العيش بنمط صحي يحسن حياتك مستقبلا، فتناول الفواكه والخضار المتنوعة، والمشي اليومي، هي الطريق الآمنة التي تستطيع بها التقدم بالعمر بأمان وسلام. |