البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : السياسة ... وظلال الاستشراق ...    كن أول من يقيّم
التقييم :

رأي الوراق :

 زين الدين 
3 - يوليو - 2008
الإخوة الأفاضل ،
تحية طيبة ، وبعد ...
خلال عطلة قضيتها في فرنسا الأسبوع الفائت ، سرّني أن أعثر في أحد المتاجر على كتابين هامين  :
الأول لمؤلفه "عزوز بقاق " بعنوان " خروف في حوض الحمام " Un mouton dans la baignoire .
والثاني : ترجمة كازيمرسكي لمعاني القرآن الكريم ، مع توطئة لمحمد أركون ، بعنوان " كيف نقرأ القرآن "
ولتأذنوا لي أن أستعرض معكم بعض المقاطع من الكتاب الأول ، على أمل التعريج على الكتاب الثاني في الموضوع الذي أفرده الأستاذ محمد حول " ترجمة القرآن بين الحظر والإباحة " في مجلس الرسائل الجامعية .
****
عزوز بقاق (ويبدو لي من الصعب كتابة إسمه بالأحرف العربية Begag) هو وزير سابق في حكومة دو فلبان الفرنسية ، التي شهدت أزمتين حادتين عجلت بسقوطها ، الأولى أزمة الضواحي والثانية مرتبطة بمسالة "عقود العمل ذات الآجال المحدودة".CPE
 
وقبل أن يكون بقاق وزيراً ، فهو أحد أبناء ضواحي مدينة ليون الفرنسية ، ابن مهاجر جزائري من نواحي منطقة سطيف ... إشتغل كعالم اجتماع على إدماج المهاجرين في المجتمع الفرنسي ، وتقلد منصب وزير " المساواة في الحظوظ " Egalité des chances.
 
منذ بداية قراءتك لهذا الكتاب ، تلج مع مؤلفه عاملا غريبا في كواليس السياسة الفرنسية ، بل في كواليس النظرة الغربية للعرب والإسلام ، على الرغم من أنّ صاحبنا قد ولد ونشأ في فرنسا ، وهو أقرب إلى قيم العلمانية الفرنسية وتقاليد الجمهورية من أي شيء آخر .
 
منذ البداية ، ينقل بقاق مقولة الرئيس الفرنسي ساركوزي ، وقد كان حينها وزيرا للداخلية ، حيث يقول " يجب احترام القواعد هنا ... بمعنى أنّه لا مكان لتعدد الزوجات ، ولا لختان البنات ، ولا لذبح الخراف في حياض الحمامات  ... لا بد من احترام التقاليد الجمهورية "
****
الكلام موجه ولا شك إلى المسلمين داخل المجتمع الفرنسي ، الذين يهددون وحدهم بتقويض الجمهورية الفرنسية العتيدة بممارسات بالية ، تتعارض مع قيم العصر ومقتضيات الحداثة .
 
وعلى امتداد صفحات الكتاب ، تتعجب كيف تمارس الرؤية النمطية المتكونة عبر العصور حول الإسلام والمسلمين ، والتي صاغها الاستشراق بامتياز ، سطوة عجيبة على الخطاب وعلى الممارسات السياسية ، داخل جمهورية ، يفترض أن تحكمها التقاليد العلمانية .
 
يذكر بقاق في إحدى لقاءاته مع راديو أر أم سي RMC كيف أن الوزير " بريس أورتوفو Brice Hortefeux خاطبه في إحدى لقاءاته معه بقوله Fissa .. Fissa ، وهذه الكلمة تعبير كان المعمرون الفرنسيون يستعملونه لمخاطبة " الأهالي الجزائريين " في زمن الاستعمار لحثهم على القيام بشيء ما بسرعة (وهي مشتقة من اللفظ الجزائري الدارج في سع ... أي في ساعة أو بسرعة) ...
 
فما أشبه خطاب اليوم بالبارحة ...
ومن قال بنهاية الاستشراق ؟
*****
مع التحية
زين الدين
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة