البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : مسابقة دراسات قرآنية    قيّم
التقييم :
( من قبل 12 أعضاء )
 زهير 
1 - يوليو - 2008
 
أبارك للأستاذ ياسين الشيخ سليمان بالفوز بهذه المسابقة، ويبدو أنه انقطع طيلة الشهر لإنجاز مشاركته الرصينة والتي أترك له مهمة نشرها في هذا الملف، وليكن كل تعليق يحمل رقما كرقم الصفحة، ليكون للفهرس الذي يتقدم البحث قيمته. وحتى الإعلان عن المسابقة الثانية أترككم في أمان الله
********
تحية طيبة أصدقائي الأكارم: هذه مسابقة من نوع جديد، سينال الفائز بها خمسة آلاف درهم كجائزة رمزية يقدمها راعي الوراق أستاذنا محمد السويدي حفظه الله،  لأحسن مشاركة تقدم في موضوع المسابقة.
وسوف تكون حلقة هذا الشهر عن (أدوات الاستفهام وأنواعها وأغراضها وأحكامها في القرآن الكريم) وسوف اتلقى المشاركات أنا على بريدي zaza@alwarraq.com وأعلن في الختام عن المشاركة الفائزة وأطلب من صاحبها أن ينشرها في هذه الصفحة. متمنيا التوفيق للجميع وإلى اللقاء. ينتهي موعد تلقي المشاركات يوم 31/ 7/ 2008م
 4  5  6  7  8 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
40    كن أول من يقيّم
 
(مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ... ) 255البقرة بمعنى النفي والتعظيم ولذلك دخلت إلاّ في الكلام
(...فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ) 160آل عمران يتضمن النفي
( قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ ... ) 17الأحزاب أي لا أحد يعصمكم
( مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) 11الحديد < للحث على عمل الخير>
 
 (مَن) بعد العلم تحتمل الاستفهامية والموصولية [1] :
(...إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) 135الأنعام
يمكن ان تكون (مَن) في الآية اسما موصولا على انه مفعول به ، أو اسم استفهام مبتدأ خبره (تكون) . وهناك آيات أخرى تقع فيها (مَن) على الوجهين .
وقع أفعل التفضيل خبرا عن (مَن) الاستفهامية في مواضع كثيرة ، وأريد بالاستفهام به معنى النفي [2]  :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) 114البقرة
وقعت مَن الاستفهامية بعد القول وذكر جواب السؤال [3] :
(...قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ )  16الرعد  .
 وقعت (مَن) الاستفهامية بعد الفعل (سألتهم) وذكر جواب السؤال في مواضع [4] ، منها :
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ... ) 25لقمان
مواقع (مَن) الاستفهامية من الإعراب [5] :
مجرورة بعلى : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ) 221الشعراء ، والجار والمجرور خبر مقدم
مبتدأ خبره نكرة : ( قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ)12الأنعام .
أو الخبر اسم معرفة عند سيبويه : ( مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ... ) 14الصف.
4ـ أو الخبر جملة اسمية : ( قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ... ) 88المؤمنون
5ـ أو الخبر جملة فعلية فعلها مضارع : ( فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ ... ) 135الأنعام
6ـ أو الخبر جملة فعلية فعلها ماض :( قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا ... ) 91الأنعام
7ـ تستعمل (مَن) للعاقل في الخبر والاستفهام والجزاء .
 
 
 


[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3 ص274
[2] نفس المصدر السابق ، ج3 ، ص278
[3] نفس المصدر ، ج3 ،ص281
[4] نفس المصدر ،ج3 ص282
[5] نفس المصدر ، ج3ص285
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
41    كن أول من يقيّم
 
أَيَّانَ
هي ظرف بمعنى متى ويختص بالمستقبل ، وهي تختص بالأمور العظام [1] ،  وفي (أيان) تعظيم ، ولا تستعمل إلا في موضع التفخيم بخلاف متى ، قال تعالى: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}187 الأعراف،{أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}21 النحل،{أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ}12 الذاريات،{أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}6 القيامة .  وهي " تستعمل في الاستفهام عن الشيء المعظم أمره " [2] . (يسأل أيان يوم القيامة) : استهزاء وتكذيب وتعنت، (يسألونك أيان يوم الدين) تكذيب واستهزاء [3]
جاءت (أيّان) خبرا مقدما في قوله تعالى : (يسألونك عن الساعة أيّان مرساها) ، وجاءت ظرفا للفعل المضارع بعدها : (وما يشعرون أيّان يبعثون) [4]
 
 
كَأيِّنْ
 
 
مر معنا أن (كأيّن) لم يعدّها استفهامية (استفهامية على المعنى الحقيقي للاستفهام لا على معناه المجازي) إلا ابن قتيبة وابن عصفور وابن مالك على وجه الندرة . و" كأيّن بمعنى كم للتكثير لأنها كناية عن العدد قال تعالى : ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ... ) 8الطلاق [5]  ،< أي: وكم من قرية عتت عن أمر ربها ورسله.> " وفيها قراءتان : كائن على وزن قائل وبائع ، وكأين بتشديد الياء . قال ابن فارس ( في الصاحبي في فقه اللغة ): سمعت بعض أهل العربية يقول : ما أعلم كلمة تثبت فيها النون خطأ غيره هذه [6] < كلام ابن فارس هذا يدل دلالة بينة على أن من النحويين ، كما سبق وبيّنا ، من تطاولوا على القرءان الكريم واتخذوا من عقولهم القاصرة ، وعلومهم المخترعة التي لا تثبت على حال حكما على القرءان ، وكأنهم يرتابون في أنه وحي من الله . وكأيّن من مدّعٍ للعلم لا يفقه مقدار ثلث الثلاثة ، يتشدق بألفاظ كلها غثاثة في غثاثة . ونحن نعجب لابن فارس وغير ابن فارس كيف ذكروا أقوالا مثل القول السابق عن تخطئة كتابة ( كأين ) بإثبات النون كما وردت في القرءان الكريم! ولو قالوا : إن رسم المصحف رسم اصطلح عليه في عهد تدوين القرءان ، وانه ليس توقيفيا ، لقلنا لهم : هبوا ما تقولون صحيحا ، فهل قواعد كتابة اللغة التي قعدتموها أعلى منزلة وأعظم شأنا وأصحّ رسما مما كتبه الصحابة ، والنبي ، عليه الصلاة والسلام ، بين ظهرانيهم ؟! والاصطلاح الشرعي لا مُشاحّة فيه ، ولو كانت كتابة (كأين) في  المصاحف تخالف الشرع ما كتبوها كما كتبوها ، ولو جاز أن تكتب على شكل " كأيٍّ " لكتبت >. جاء في تفسير القرطبي ما يلي : " و"كأين" بمعنى (وكم). قال الخليل وسيبويه: هي (أيّ) دخلت عليها كاف التشبيه وبنيت معها فصار في الكلام معنى (وكم) وصورت في المصحف نونا ؛ لأنها كلمة نقلت عن أصلها فغير لفظها لتغير معناها ، ثم كثر استعمالها فتلعبت بها العرب وتصرفت فيها بالقلب والحذف..." [7] ،< وهذا هو القول المعقول ؛ فأين من قالوا بالتخطئة منه؟! واعجب أيها القاريء الكريم أكثر من عجبك مما حكاه ابن فارس حينما تقرأ بعد قليل ما جاء في تفسير القرطبي حول : " إن هذان لساحران " . والملاحظ في ما تورده الكثير من الكتب السابقة أنه يختلط فيه الغث بالسمين ، وكأنّ هم المصنف جمع العدد الأكبر من الأقوال والروايات التي يمر عليها مرور الكرام مكتفيا بإيرادها دون التعقيب عليها ولو كانت من سخيف القول المعادي للدين . >


[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص669
[2] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص251
[3] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص670
[4] نفس المصدر والجزء والصفحة
[5] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص311
 [6]نفس المصدر ، ج4ص312 ( نقلا عن ابن فارس الذي توجد ترجمته وكتابه " الصاحبي في فقه اللغة" في مكتبة الموسوعة الشعرية ، الإصدار الثاني ، المجمع الثقافي ، أبو ظبي )
[7] تفسير القرطبي ، ص805 ، مكتبة الوراق التراثية .
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
42    كن أول من يقيّم
 
" وتوافق ( كأيّن) "كم" في خَمسةِ أمُورٍ: الإِبهامِ، والافتِقَارِ إلى التَّميِيزِ، والبِنَاءِ، ولزومِ التّصدِير، وإفادَةِ التّكثير وهُوَ الغَالبُ نحو: (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ... ) 146آل عمران ، وتخالفها في خمسة أمور أَحَدُها: أَنَّ كأين مُرَكَّبَةٌ( من كاف التشبيه وأيّ)، وكَمْ بسيطة ، والثاني : أَنَّ مُمِيِّزها مَجرورٌ بـ "مِنْ" غالباً ، والثالث: أَنَّها لا تَقَعُ استِفهَامِيَّةً عندَ الجُمهور، والرابع : أنها لا تقع مجرورة ، والخامس: أن خبرها لا يقع مفردا بل جملة " [1]
 
الفصل الثالث
 
اختلاف اللغويين حول معاني أدوات الاستفهام :
   خلال بحثي في أدوات الاستفهام في القرءان الكريم ، تبينت الكثير من تعدد الآراء والأفهام لدى اللغويين حول معاني تلك الأدوات فيما يخص أغراضها المجازية ، وفيما يخص مواقعها من الإعراب . ويمكننا أن نعزو ذلك إلى أسباب رئيسية ثلاثة :
1ـ أن المعاني المجازية لأدوات الاستفهام ، وغيرها من الأدوات اللغوية في القرءان ، لا تقف عند معنى واحد لا تتعداه ؛ وإنما يمكن أن تتشعب إلى معاني عدة ، وخاصة في القرءان الكريم ، ذلك لأن " أسلوب القرءان معجز ، لا يستطيع أحد أن يحيط بكل مراميه ومقاصده ؛ فاحتمل كثيرا من المعاني وكثيرا من الوجوه . "[2]
 اعتماد علم النحو على استقراء اللغة . وما يتيسر لنحوي ، لا يشترط ان يتيسر لغيره  من معرفة المعاني وفقا لمدى استقراء كل واحد من النحاة ما قدر على استقرائه ؛ " فكل من فُرق له عن علة صحيحة ، وطريق نهجةٍ كان خليل نفسه ، وأبا عمرو فكره " [3]، كما أن الاعتماد على الشواهد الشعرية المختلفة المصدر بكثرة يجعل أوجه الخلاف تتعدد . ولو كان استقراء اللغة من خلال القرءان أكثر لاختلف الأمر .
3ـ أن الذائقة الأدبية تختلف من لغوي إلى آخر .
4ـ فهم اللغويين لوظيفة علم النحو سبب في اختلافهم في المعاني ، وسبب في خلافهم مع مفسري القرءان الكريم . وهذا السبب نفضل أن نتناوله بشيء من الإيجاز بالقول :
   كل من يظن أن قواعد علم النحو مطردة الصحة وأنها هي الحكم على معاني اللغة بالصحة او بالبطلان لا بد له أن يقع في تطويع اللغة وفقا للنحو المختلف فيه أصلا ؛ ولهذا وجدنا من تلاعب في بعض آي القرءان متهما إياه بأن فيه أخطاء تعزى إلى كتبة القرءان الأوائل ، بعد أن تبادر إلى ذهنه أنها تخالف


[1] معجم القواعد العربية ، باب الفاء .
[2] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص13
[3] نفس المصدر ، ج1ص14(والعبارة في الأصل ذكرها ابن جني في الخصائص) .
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
43    كن أول من يقيّم
 
قواعد النحو[1] ، أو يضطر لإثبات صحتها نحويا بطرق متعددة ومختلف فيها ؛ ولكن الذي يتخذ من القرءان حكما على اللغة لا يضطر إلى ذلك ، بل ويمكنه أن يتأكد من صحة قوانين اللغة أو خطئها اعتمادا على القرءان وحده . أما ما ورد في اللغة ولم يرد في القرءان[2]، فلا بأس أن تبينه شواهد اللغة من شعر وخلافه ، رغم أن هذه الشواهد ليست قطعية الثبوت كما هو القرءان[3] ، وأنها ، في حال ثبوتها ، لا ترقى بحال إلى ما يتضمنه القرءان الكريم من شواهد .
الأساليب اللغوية والتفكير
   وإنه لمن الأهمية بمكان أن نذكر أن فهم معاني الأساليب القرءانية ، وممارستها في اللغة ، لهما الأثر الأكبر في الحفاظ على أساسيات اللغة التي لا يجوز أن تتغير بتغير الأزمان ، بل ، وأكثر من ذلك ، الاعتياد على اعتبار مجازات اللغة مرتبطة بالفكر ارتباطا وثيقا ، وليس لهما ، أي اللغة والفكر ، أن ينفكا ، وإلا صارت اللغة مجرد ترديد ألفاظ خالية من المعاني الحاثة على إعمال الفكر فيما وراء المعاني الحقيقية الظاهرة ، والتي لا تتجاوز فوائدها قيام الناس بقضاء حاجاتهم الدنيوية المادية لا أكثر من ذلك ، وفي هذا كل الناس سواء ؛ ولكن ما يميزهم هو المدى الذي ترتبط فيه المعاني اللغوية المجازية بمسيرتهم الحضارية وما يترتب عليها من التقدم نحو الأفضل . وقد تبين لنا ، من أول هذا البحث ، شيئا من أهمية أسلوب الاستفهام القرءاني وتأثيره في النفوس وفي العقول بأغراضه ومعانيه التي لا حصر لها ؛ فهي تناسب كل زمان ، وتتلاءم مع كل مكان ، وتسبر أغوار النفس الإنسانية إلى أبعد ما يكون الغور ؛ فتخرجها من الظلمات إلى النور بإذن ربها ، وبفضل منه .


[1] جاء في تفسير القرطبي حول " إنّ هذان لساحران" : وقد خطأها قوم حتى قال أبو عمرو: إني لأستحي من الله أن اقرأ "إنَّ هذان " ... وأضاف القرطبي : وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: في المصحف لحن وستقيمه العرب بألسنتهم. وقال أبان بن عثمان: قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان، فقال لحن وخطأ؛ فقال له قائل: ألا تغيروه؟ فقال: دعوه فإنه لا يحرم حلالا ولا يحلل حراما.. وأضاف أيضا : قال أبو جعفر النحاس وسألت أبا الحسن بن كيسان ، (وهو نحوي بغدادي توفي  سنة299هـ ، أخذ عن المبرد وثعلب، وقيل عنه إنه فاقهما كما ورد في ترجمته في الشذرات وغيره)عن هذه الآية، فقال: إن شئت أجبتك بجواب النحويين، وإن شئت أجبتك بقولي؛ فقلت بقولك؛ فقال: سألني إسماعيل بن إسحاق عنها فقلت: القول عندي أنه لما كان يقال "هذا" في موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة، وكانت التثنية يجب ألا يغير لها الواحد أجريت التثنية مجرى الواحدة؛ فقال ما أحسن هذا لو تقدمك أحد بالقول به حتى يؤنس به؛ قال ابن كيسان: فقلت له: فيقول القاضي به حتى يؤنس به؛ فتبسم.أهـ . والملاحظ ان أبا الحسن بن كيسان قد طوّع النحو وفقا للرسم القرءاني ولم يعبأ بكلام النحويين ، وهذا هو واجب العقلاء الأذكياء المخلصين من النحاة والأدباء جميعا ، وليس لأحد أن يجعل من النحو حكما على القرءان ، بل حتى ولا على ما ورد عن العرب العرباء من أشعار وأمثال وخُطب . والعجيب أن من نقلوا ، مثلا ،  " مكره أخاك لا بطل " أبقوها على حالها احتراما للشكل الذي وردت عليه رغم أنها ، عند النحويين ، تخالف النحو ، ولكنا وجدنا من تجرأ على كتاب الله ؛ فأنّى لنا أن نصدق ما ورد حول " إنّ هذان لساحران " من تخطئة ، وأن سيدنا عثمان (ر) نطق بما ألصِق به من زور وبهتان؟! ولئن صدّقنا ؛  لنكونن من الضالين ، أو لنكونن ،  في أحسن حالاتنا ، شيوخا للمجانين . ومن المضحك ما نسبوه إلى أبان بن عثمان من قوله : " قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان " ، وكأن الناس لا تعرف أن أباه هو عثمان بن عفان ، أو كأنّ له أكثر من أب  أحدهم سيدنا عثمان ، فتأمل سخافة المفترين الأفاكين الذين نقول فيهم : ألا بعداً لهم كما بعدت عاد وكما بعدت ثمود .
[2] ذكر صاحب " دراسات لأسلوب القرءان الكريم " أنه خلال دراسته القرءان الكريم تبين له أنه خلا من توكيد فعل الأمر بالنون مع كثرته في القرءان ، والمضارع المجزوم بلام الأمر , والمضارع بعد التمني والترجي ، والعرض ، والتحضيض . وقع المضارع المثبت كثيرا بعد أدوات الاستفهام وخلا من التوكيد إلا في آية واحدة ( فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ) . لم يقع خبر (لا) النافية للجنس اسما صحيحا مفردا ، وإنما جاء ظرفا وجارا ومجرورا . عطف (ثم) للاسم المفرد لم يقع في القرءان ، وإنما جاءت عاطفة للجملة . ( ما لم يقع في القرءان من ألفاظ اللغة وتراكيب جملها لا يمكن الحكم دائما ببطلانه لغويا، ولكن فصاحته لا تقاس بفصاحة القرءان بطبيعة الحال ؛ وإنما تقاس بما يشبهه من كلام العرب ، مع ملاحظة أن عدم وروده في القرءان يجعل منزلته البلاغية أدنى مكانة من غيره ؛ فالله سبحانه علم أن "ثم" يجب أن تقع عاطفة للجملة وليس للاسم المفرد ؛ فجاءت في القرءان كما حق لها أن تجيء ، ولا ريب أن كل حرف في القرءان بحساب .)
[3]أجمع العلماء على ان نقل اللغة يكتفى فيه برواية الآحاد ( دراسات لأسلوب القرءان الكريم ،ج1ص2) ، فأين هذا من نقل القرءان؟!
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
44    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
خاتمة
   هذه هي أدوات الاستفهام في القرءان الكريم : تطرقنا إلى أنواعها وأغراضها ومعانيها متحرين بذلك بعضا من أثر أسلوب الاستفهام المجازي في نفس المخاطب وفكره ، وما لهذا الأثر من فاعلية حقيقية في قلب من (..كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) 37ق . وكنا قد تكلمنا ، قبل ذلك ، عن اهتمام النحويين والبلاغيين القدماء بشواهد الشعر أكثر من اهتمامهم بشواهد القرءان ، وكان الأحرى بهم أن يفعلوا عكس ما فعلوا ؛ ليتجلى أثر الأسلوب القرءاني في النفوس كما تجلى في أهل الإسلام الأوَل . وفي التوطئة ، التي كانت تمهيدا لما بعدها ، عرضنا شيئا من أهمية أسلوب الاستفهام مع بعض الأمثلة . ولقد رأينا أن نكتب في الفصل الثالث عن علاقة اللغة بالفكر أكثر بكثير من العجالة التي كتبناها  ؛ فهذه العلاقة ، في نظر ذوي النظر والاعتبار ذات مكانة سامية ؛ ولكننا فوجئنا بالوقت الممنوح لنا وقد شارف على نهايته ؛ ففهرسنا البحث على عجل ، واكتفينا بما تسنّى لنا من عُقَد التفكير فيما يخص هيكلة هذا البحث مما يسره الله لنا ، فضلا من لدنه ومنّة . وإننا بعدُ نعتذر عن كل تقصير ، أو خطأ وقعنا فيه حتى لو كان ضئيل الضرر حقير ؛ ذلك لأننا تصدّينا في بحثنا لموضوع جليل خطير ، وما أجلّ موضوعا له بالقرءان الكريم عناية! ولولا توفيق الله ما كتبناه من البداية .
   وإن هذا البحث ، على إيجازه ، نظن فيه أنه يقدم شيئا يغني القارئ بعض الغَناء عن الرجوع إلى الكثير من المصادر المختصة ، أو أنه سوف يحثه على الاستزادة من البحث والتنقيب في تلك المصادر القيمة .
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
45    كن أول من يقيّم
 
المراجع على حروف المعجم
القرءان الكريم .
الأصفهاني ، الراغب ، مفردات ألفاظ القرءان ، جزءان، دار القلم ، دمشق ( حملته من الشبكة ، وهو موافق للمطبوع ) .
البغدادي ، عبد القادر، خزانة الأدب ولب لباب آداب العرب ، مكتبة الوراق التراثية ، موقع الوراق على الشبكة العنكبوتية .
ابن حمدون ، محمد بن الحسن ، التذكرة الحمدونية ، مكتبة الوراق التراثية .
ابن فارس ، أحمد بن زكريا القزويني ، الصاحبي في فقه اللغة ، مكتبة الموسوعة الشعرية ، الإصدار الثاني ، المجمع الثقافي ، أبو ظبي .
الجرجاني ، علي بن محمد ، التعريفات ، مكتبة الوراق التراثية .
الحنبلي ، ابن العماد ، شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، نشر مكتبة القدسي بالقاهرة ، 1350هـ - 1931م
الدقر ، عبد الغني ، معجم القواعد العربية، في النحو والتصريف. وذيل بالإملاء، صدرت طبعته الأولى عام 1404هـ-1984م عن دار القلم بدمشق، ( حملته من الشبكة ، وهو موافق للمطبوع دون ترقيم الصفحات) .
الرافعي  ، مصطفى صادق ،إعجاز القرءان والبلاغة النبوية  ، المكتبة الأهلية بمصر ، الطبعة الثانية ، 1345 – 1926
الزجاج ، أبو اسحق إبراهيم بن محمد ، إعراب القرءان ، مكتبة الوراق التراثية
الزركشي ، محمد بن بهادر ، البرهان في علوم القرءان ، بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، ج2ص327 ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ، أربعة أجزاء ، الطبعة  الأولى ، 1376 هـ - 1957 م . (حملته من الشبكة ، وهو موافق للمطبوع) .
سيبويه ، الكتاب ، مكتبة الوراق التراثية.
السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، الإتقان في علوم القرءان ، مكتبة الوراق التراثية .
السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، ، دار الفكر / بيروت ، 1413هـ - 1993م.
الصالح ، صبحي ، " مباحث في علوم القرءان " ، دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة العاشرة ، 1397هـ - 1977م .
صحيح مسلم .
صقر ، محمد جمال ،  رعاية النحو العربي لعروبة أطوار اللغة والتفكير ،  مكتبة " الوراق " المحققة / قسم اللغة ومعاجمها  ، موقع الوراق .
الطبري ، ابن جرير ، تفسير: جامع البيان عن تأويل آي القرءان
عضيمة ، محمد عبد الخالق ، دراسات لأسلوب القرءان الكريم ،ج1ص2 ، دار الحديث ، القاهرة ، 1392 – 1972. ( حملته من الشبكة ، وهو موافق للمطبوع) .
القرطبي ، محمد بن أحمد الأنصاري ، تفسير: الجامع لأحكام القرءان ، مكتبة الوراق التراثية .
اللبدي ، عبد الرؤوف ، رسائل لم يحملها البريد ، مجموعة من الرسائل الأدبية العلمية من بينها رسائل بعثت بها " الهمزة  " إلى أختها "هل" ، الشبكة العنكبوتية ،  http://www.iu.edu.sa/magazine/46/26.htm))
 
المرادي ، ابن أم قاسم ، الجنى الداني في حروف المعاني ، مكتبة الوراق التراثية .
 
 
انتهى بحمد الله
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
اعتذار    كن أول من يقيّم
 
أوجه اعتذاري إلى حضرة أستاذنا زهير ، وإلى باقي حضرات الأساتذة من سراة الوراق ورواده ممن اطلعوا على بحثي كون أرقام صفحات البحث لم تتطابق تماما مع الأرقام في الفهرس ، هذا ،  وربما هناك بعض الأخطاء الأخرى ، وشكرا .
*ياسين الشيخ سليمان
7 - أغسطس - 2008
مبارك لكم    كن أول من يقيّم
 
تحية عطرة لجميع السراة الأفاضل
 
استلمت اليوم جائزة مسابقة الوراق الثامنة ، وأحب أن أكرر شكري للأستاذ السويدي راعي الوراق الكريم ، وللأستاذ الشاعر والأديب الباحث الغالي على قلوبنا الأستاذ زهير وللسادة القائمين على هذا الموقع الرائع ، كما أحب أن أبارك لأستاذنا "الأستاذ ياسين" فوزه بهذه المسابقة فهو يستحق هذا بل وأكثر كما قالت سفيرة السلام ، وأشكره كثيرا على هذا البحث الممتع والمفيد ، وأتمنى له المزيد من التألق والنجاح ...
 
في الأخير ، سلامي إليكم وتحياتي الحارة
*لمياء
12 - أغسطس - 2008
حياكِ الله وبوأكِ المنزلة الرفيعة    كن أول من يقيّم
 
أبارك للأستاذة لمياء تسلمها جائزتها ، وأشكرها جزيل الشكر على مباركتها فوزي في مسابقة الدراسات القرءانية ، راجيا المولى سبحانه أن يحفظها وأهلها برعايته الربانية ، وأن يكثر من أمثالها في سواد الأمة ؛ فأمثالها ، ممن هم في مثل عمرها الزاهر ، قليلون .
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
13 - أغسطس - 2008
تحية ومباركة    كن أول من يقيّم
 
كل التحية والتقدير للأستاذ ياسين الشيخ سليمان لتقديمه هذا البحث القيم حول أدوات الاستفهام في القرآن الكريم والذي يتسم بوضوح الفكرة وحسن العرض والتنظيم ومبارك عليه الجائزة التي استحقها بجدارة لجهده ومثابرته وعمله الدقيق والمتقن .
*ضياء
14 - أغسطس - 2008
 4  5  6  7  8