البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : مسابقة دراسات قرآنية    قيّم
التقييم :
( من قبل 12 أعضاء )
 زهير 
1 - يوليو - 2008
 
أبارك للأستاذ ياسين الشيخ سليمان بالفوز بهذه المسابقة، ويبدو أنه انقطع طيلة الشهر لإنجاز مشاركته الرصينة والتي أترك له مهمة نشرها في هذا الملف، وليكن كل تعليق يحمل رقما كرقم الصفحة، ليكون للفهرس الذي يتقدم البحث قيمته. وحتى الإعلان عن المسابقة الثانية أترككم في أمان الله
********
تحية طيبة أصدقائي الأكارم: هذه مسابقة من نوع جديد، سينال الفائز بها خمسة آلاف درهم كجائزة رمزية يقدمها راعي الوراق أستاذنا محمد السويدي حفظه الله،  لأحسن مشاركة تقدم في موضوع المسابقة.
وسوف تكون حلقة هذا الشهر عن (أدوات الاستفهام وأنواعها وأغراضها وأحكامها في القرآن الكريم) وسوف اتلقى المشاركات أنا على بريدي zaza@alwarraq.com وأعلن في الختام عن المشاركة الفائزة وأطلب من صاحبها أن ينشرها في هذه الصفحة. متمنيا التوفيق للجميع وإلى اللقاء. ينتهي موعد تلقي المشاركات يوم 31/ 7/ 2008م
 3  4  5  6  7 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
30    كن أول من يقيّم
 
هـ  للتخويف : (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ.. 210 البقرة) ، (هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ 66 الزخرف) ، (...هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 33 سبأ) ، {هل هذا إلا بشر مثلكم} <الأنبياء/3> قيل: ذلك تنبيه على قدرة الله، وتخويف من سطوته. (1)
وـ تقرير الحجة : (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ 72 الشعراء) ..استفهام لتقرير الحجة .. (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ 3 فاطر) (2)
الجحد : ( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ 17 سبأ) (3)، < أي ما يجازى إلا الكفور ، ففي الجحد نفي ، وسيأتي تفصيل ذلك في أحكام " هل " .>
3ـ الأمر :  ( قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ 54 الصافات ) أي اطلعوا ، ( فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ  91  المائدة)  ، < أي انتهوا > ،  ( فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ  14هود) : <أي أسلموا > (4)
التمني والرغبة ، والتحسر والطمع : ( فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ 203 الشعراء). (... وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ 44 الشورى) ، استفهام تحسر وطمع في المحال (5)
اليأس والقنوط : ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ  11 غافر) ، " هذا كلام من غلب عليه اليأس والقنوط . " (6)
6ـ العرض : بحسن الأدب : (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا  66 الكهف) . المعنى : هل يتفق لك ويخف عليك .(7). العرض بالتلطف(8): وهو طلب الشيء بلين ورفق ، (فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى) 18 النازعات
7ـ عرض المناصحة ـ (...هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ...) 40  طه) ، (... فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى 18 النازعات) ، وهو عرض فيه مناصحة " (9)
8 ـ إيجاب وإخبار في المعنى : (...هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ 10الصف) " " الاستفهام إيجاب وإخبار في المعنى ، وذكر بلفظ الاستفهام تشريفا لكونه أوقع في النفس " (10)

[1] مفردات ألفاظ القرءان ، مصدر سابق ، ج2ص479
[2] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ،ج3 ص484
[3] نفس المصدر ، ج3ص475
[4] نفس المصدر، ج3ص484
[5] نفس المصدر ، ج3ص486.
[6] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[7]نفس المصدر والجزء والصفحة .
[8] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[9] نفس المصدر والجزء ، ص487
[10] نفس المصدر والجزء والصفحة .
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
31    كن أول من يقيّم
 
9ـ الحث والترجي: (وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ 39 لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ 40الشعراء) . " الاستفهام للحث على الاجتماع والترجي على تقدير غلبتهم ليستمروا على دينهم، فلا يتبعوا موسى . " [1] . <ومن معانيها التشويق والترغيب أيضا .>
أحكام هل في القرءان الكريم:
1ـ لم يدخل على " عسى " في القرءان من أدوات الاستفهام سوى " هل " ، وذلك في آيتين :( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ 22محمد) ، ( ...قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ ...246البقرة ) ، وهذا دل على أن " عسى " فعل خبري لا إنشائي..([2])  ،
***( وتختص هل بحكمين دون الهمزة وهما : كونها للتقرير في الإثبات ؛ كقوله تعالى : " هل ثوب الكفار " أي ألم يثوّب..وإفادتها فائدة النافي حتى جاز ان يجيء بعدها (إلا) قصدا للإيجاب ؛ كقوله تعالى : " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" )
2ـ ( تنفرد "هل" دون الهمزة بأن يراد بالاستفهام بها الجحد ، ولذلك وقعت " إلا " بعدها في آيات كثيرة ، كما جاءت للنفي من غير أن تقع بعدها " إلا " ) ([3]) (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ 210البقرة ، وللنفي من دون"إلا" :( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ )50الأنعام . أي لا يستوي الناظر المتفكر في آيات الكون والمعرض الكافر الذي يهمل النظر . " وهل أنا إلا من غزية إن غوت... أي وما أنا إلا من غزية([4] )
3ـ لا تزاد " من " بعد الاستفهام إلا إذا  كانت أداة الاستفهام هي "هل " ([5]) . (...يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ... 154آل عمران) ، (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ... 127التوبة) ، ( فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ 8الحاقة)
4ـ هل بمعنى قد : ذكر سيبويه في " الكتاب " بأن (هل) تأتي بمعنى (قد) :"...   وكذلك هل إنمَّا تكون بمنزلة قد، ولكنّهم تركوا الألف إذ كانت هل لا تقع إلاَّ في الاستفهام." ([6]) ، ولكن الآيات التي قيل فيها إن (هل) بمعنى(قد) محتملة لذلك ، لا متعينة ([7])
5ـ انفرد "مقاتل"([8]) بأن (هل) تأتي بمعنى( إنّ) . ( هل في ذلك قسم لذي حجر ) بمعنى : إنّ في ذلك قسما لذي حجر . وقيل : هي على بابها من الاستفهام الذي معناه التقرير؛ كقولك : ألم أنعم عليك إذا كنت قد أنعمت؟([9])


[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3ص487
[2] نفس المصدر والجزء ، ص473
[3] نفس المصدر ،ج3 ، ص471
[4] نفس المصدر ، ج3 ، ص475
[5] نفس المصدر ، ج3 ص478 ( نقل عن همع الهوامع للسيوطي : " أو استفهام بهل ؛ نحو: هل ترى من فطور ، لا غيرها من سائر الأدوات : كيف ونحوها...) .
[6] سيبويه ، الكتاب ، ص215 ، المكتبة التراثية في الوراق .
[7] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3ص471
[8] أبو الحسن مقاتل بن سليمان الأزدي مولاهم الخراساني المفسر (ت 150 هـ - 767م) ، اتهمه بعض أصحاب التراجم بالكذب في الرواية ، وبعضهم بخلاف ذلك .  قال الشافعي : الناس عيال على مقاتل بن سليمان في التفسير .  ( أنظر ترجمته في شذرات الذهب في سنة وفاته ) .
[9] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3ص483
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
32    كن أول من يقيّم
 
6ـ تختص "هل" بالاستفهام عن النسبة الإيجابية( تحتاج إلى إجابة) ، مثل : "هل قام زيد؟" فيكون الجواب بنعم او لا . ولا يقال " هل لم يقم زيد " . فإن أريد الاستفهام عن النفي جيء بالهمزة فيقال : " ألم يقم زيد؟" .< وفي القرءان الكريم : " هل ترى من فطور" والجواب : كلا ، لا أرى من فطور . " ألم ننهك عن العالمين " ، نعم ، نهيتموني> .
فائدة حول الآية : ( إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) 112من سورة المائدة :
ورد في كتاب "دراسات لأسلوب القرءان الكريم" [1]  للمرحوم محمد عبد الخالق عضيمة حول هذه الآية ما يلي :
( في البحر (البحر المحيط لأبي حيان) 53:4 : " : قال ابن الأنباري : لا يجوز لأحد ان يتوهم أن الحواريين شكوا في قدرة الله ، وإنما هو كما يقول الإنسان لصاحبه: هل تستطيع ان تقوم معي ، وهو يعلم أنه مستطيع له ، ولكنه يريد : هل يسهل عليك . " )
ويمكن القول :  إن الشك في القدرة غير الجهل بها ، وربما كان الحواريون في تلك المرحلة من الإيمان لم يكونوا قد قدروا الله حق قدره بعد ؛ فالإيمان ، حتى يبلغ بصاحبه درجة اليقين ، لا بد له أن يتأصل في النفس ويستقر فيها بعد معاناة صادقة تفرضها متطلبات ذلك الإيمان ، وهذا لا يحصل في يوم وليلة . والأنبياء ، عليهم السلام ، أنفسهم تربوا على منهج الله بالتدريج حتى بلغوا قمة الصدق في الإيمان فأسلموا لله  وأطاعوا ، ولم يعد يضرهم ما يلقونه من الأهوال والعقبات ، مهما عظمت ، وهم يعملون على تبليغ رسالة الله .
إن الأمثلة التي ضربها أبو حيان عن ابن الأنباري لا تنطبق ، فيما أرى ، على الحواريين ، فهم ، بالفعل ، قد استفهموا استفهاما حقيقيا لا مجازيا ، وذلك لجهلهم بعظم قدرة الله تعالى ، فإيمانهم بقدرة الله وصفاته لم يكن على تلك الدرجة التي يستغنون عندها عن الاستفهام الحقيقي . والإيمان بوساطة الرؤية أشد ما يكون لدى الإنسان ، ولا عذر له بعد الرؤية أن يجهل أو يرتاب ، ولهذا فإن الله تعالى قال : " إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين "115 المائدة ، وعلى هذا ، فإن هذا الوعيد بالعذاب المتميز في شدته عن عذاب العالمين من غير الحواريين  يدل على أن إيمان الحواريين لم يكن وقتها إيمانا يقينيا مرتكزا على العلم الحق ، وأنهم كانوا يتطلعون إلى تحقق نزول المائدة عيانا حتى يؤمنوا باستطاعة الله عز وجل ومقدرته . ويتضح من نهاية الآية ( اتقوا الله إن كنتم مؤمنين) أن الحواريين لو كانوا حينها مؤمنين حق الإيمان ما قالوا الذي قالوه ، ولا طلبوا الذي طلبوه بتلك الصيغة الاستفهامية ، وكان بإمكانهم القول ، مثلا ، : هل يرضى ربك؟ ، هذا ، والله أعلم .
 
 
 
 


[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3ص486
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
33    كن أول من يقيّم
 
أسماء الاستفهام
 
ما [1]
 
أغراضها ومعانيها :
جاءت في القرءان للاستفهام الحقيقي : ( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ ...68البقرة) ، ( قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ... 23القصص)
التعظيم : (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ8الواقعة) . التكرار دلالة التعظيم والتهويل . (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ 1 عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ 2النبأ ).< لتفخيم الشأن> .
وضع الظاهر المضمر :( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) 3الحاقة ، ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ )8المطففين . < للدلالة على عظم هول المخفي> .
التحقير والتصغير :( مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) 52الأنبياء. <أي لا قيمة لها ولا نفع يرجى منها ولا ضرر يخشى من جانبها .>
الاستهزاء والسخرية : (مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ7الفرقان)
الحث والتحريض : ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ ...75. حث وتحريض على الجهاد في سبيل الله .
التعجب :(… مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ )41غافر.
8ـ تعجب وإنكار :( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )154الصافات .
للتقرير : (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) 17. ليقر موسى ويعترف بأنها عصا .
10ـ للإنكار : (...لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ ... )164الأعراف . هذا النوع من الاستفهام يتضمن إنكار ما استفهم عن علته ، وأنه ينبغي أن يوجد مقابله . فإذا قيل لك : ما لك قائما؟ فهو إنكار للقيام ، ومتضمن أن يوجد مقابله . < ومقابله هو أنك لا يجب أن تقوم ؛ وفي الآية : المقابل هو أن لا يعظوا قوما الله مهلكهم> .
11ـ توبيخ وتحذير وتوعد : (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) 87الصافات . أي أيّ شيء ظنكم يفعله معكم من عقابكم ، إذ عبدتم غيره؟
 


[1] كل ما يتعلق بما الاستفهامية ، قمت بنقله ، بتصرف قليل ، من " دراسات لأسلوب القرءان الكريم " للشيخ عضيمة ، من الجزء الثالث ، ابتداء من الصفحة 94
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
34    كن أول من يقيّم
 
أحكامها :
كل ما جاء في القرءان من (وما يدريك) فغير مذكور جوابه ، وكل ما جاء من (وما أدراك ) فمذكور جوابه . (…وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ )17الشورى  ، (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ 10 نَارٌ حَامِيَةٌ ) 11 القارعة .
2ـ تحذف ألف ما الاستفهامية إذا جُرّت : (إلام ، حتام ، علام...) في اللغة . وفي القرءان : ( ممّ ، عمّ ، فيمَ ، بمَ ، لمَ؟ )  : (... فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) 35النمل . (...لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ...) 71 آل عمران .
ماذا : تحتمل أن تكون كلها اسم استفهام مفعولا مقدما ، وتحتمل أن تكون (ذا) اسم موصول خبرا عن (ما) عند سيبويه في : (...وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً ... ) 26البقرة ، (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ... ) 215 البقرة .
أجاز الزمخشري ان تكون (ماذا) كلها مبتدأ أو مفعولا به. وتحتمل أن تكون ماذا كلها اسم موصول في :( ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) 28النمل ، أو أن تكون (ما) استفهام ، و(ذا) موصول بمعنى الذي .
مواقع ما الاستفهامية من الإعراب :
مفعولا به مقدما في آيتين :( إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي)133البقرة ، ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ) 70الشعراء .
2ـ وقعت مجرورة بحروف الجر كما مر معنا في أحكامها .
3ـ وقعت (ما) في القرءان مبتدأ خبره معرفة : (مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) 50يوسف ، أو خبره جملة فعلية فعلها ماض : ( مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ...) 142البقرة ، أو فعلها مضارع : (...لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ...) 8هود .
4ـ مبتدأ خبره اسم إشارة : ( مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ) 52الأنبياء
5ـ وقعت مبتدأ خبره الجار والمجرور: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ...) التوبة38
 
متى
1ـ هي اسم استفهام يستفهم بها عن الزمان نحو : (مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ) 214البقرة([1]) ، ولم تجيء متى في القرءان إلا استفهامية ، فلم ترد شرطية([2])
2ـ في اللغة تختص "متى الاستفهامية" بالماضي وبالمستقبل ، أما في القرءان فلا تقع إلا للمستقبل ([3])


[1] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق ، باب الميم .
[2] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3ص147
[3] نفس المصدر والجزء والصفحة .
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
35    كن أول من يقيّم
 
3ـ جاءت "متى" في جميع مواقعها في القرءان خبراً للمبتدأ الذي هو مصدر ، أو مصدر بدل من اسم إشارة ، أو عن ضمير المصدر لأنها اسم زمان . فلا تكون خبرا عن الجثة ( الذات او الجسم) ، وكانت جملتها محكية بالقول [1] :
خبرا لمبتدأ الذي هو مصدر:( حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ)  214البقرة ، خبرا لمبتدأ مصدر بدل من اسم إشارة :( وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) 48يونس .
خبرا لمبتدأ عن ضمير المصدر(ضمير البعث)  : (...وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا) 51الإسراء .
 
كيف
تأتي "كيف" استفهامية بالمعنى الحقيقي استفهاما عن الحالة ، نحو قوله تعالى : ( أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى ) 260 البقرة [2] ، وهي ، بهذا ، لا يستفهم بها عن الذات ،  ولهذا لا يجوز أن يقال في الله كيف. [3]   ويخرج الاستفهام بها عن حقيقته إلى معناه المجازي فيما يلي :
التعجب : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ)28 البقرة [4] . ومن العلماء من قال في هذه الآية أن "كيف" فيها للتعجب والتوبيخ ، وللإنكار والتعجب ، وللتقرير والتوبيخ [5]
2ـ الجحد : ( كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ )86 آل عمران . أي لا يهدي الله..ومثلها الآية : (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ …)7 التوبة ، أي لا يكون لهم عهد . وقال الشاعر :
كيف نومي على الفراش ولمّا = تشمل القوم غارة عشواء [6]
< وفي الموسوعة الشعرية : تشمل الشام .. والشاعر عبيد الله بن قيس الرقيات.>
3ـ التهدد( التهديد) والوعيد : (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ…) 25آل عمران ، وعدّه بعضهم تقريعا[7]  
4ـ توبيخ وتقريع :( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ…)41 النساء [8]
5ـ إنكار واستبعاد ، وهو بمعنى النفي :( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ..)7التوبة [9]، (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) 68 الكهف : استبعاد ، أي إن صبرك على ما لا خبرة لك به مستبعد[10] 
                     


[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3ص147
[2] نفس المصدر ، ج2ص410
[3] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص330
[4] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[5] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج2ص410
[6] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[7] نفس المصدر والجزء، ص411
[8] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[9] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج2 ص411
[10] نفس المصدر والجزء ص413
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
36    كن أول من يقيّم
 
 
كم
توصف " كم " بأنها إما استفهامية أو خبرية ، أو تحتمل الوصفين . والمقصود بالاستفهامية التي تستعمل في الاستفهام الحقيقي ، والخبرية التي تستعمل في الاستفهام المجازي .
أغراض ومعاني وأحكام "كم" :
1ـ تستعمل لمعرفة العدد ؛ فتحتاج إلى جواب ، فينصب ما بعدها نحو : كم رجلاً ضربت؟ وتستعمل خبرية لا تحتاج إلى جواب ؛ فيُجرّ ما بعدها نحو : كم عبدٍ ملكت[1]
2ـ تستعمل الخبرية على الأغلب في غرض الافتخار والمباهاة لأن معناها التكثير[2] : (وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ) 11الأنبياء ، ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيم ٍ) 7الشعراء.
والتحريض على القتال واستشعار الصبر: (... كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) 249البقرة . وفي قولهم رضي الله عنهم: "كم من فئة قليلة" الآية ، تحريض على القتال واستشعار للصبر واقتداء بمن صدق ربه[3]
3ـ جاءت كم في القرءان الكريم متعينة للاستفهامية في ثلاث آيات ، ومحتملة للاستفهامية والخبرية في خمس آيات [4]
آيات كم الاستفهامية هي :
 (...قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ... ) 259البقرة
(...قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ...)19الكهف
( قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ 112 قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ ) 113المؤمنون .
 
 احتملت (كم) أن تكون استفهامية وأن تكون خبرية في قوله تعالى :
( سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) 211البقرة
( أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ ...) 6الأنعام
( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ) 31يسن.
( أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ...) 26السجدة.
( أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ...) 128طه.
4ـ يجب دخول (مِن) على ( كم) الاستفهامية و الخبرية لتفصل بين تمييزهما وبين الفعل المتعدي لئلا يلتبس ذلك التمييز مع مفعول الفعل المتعدي[5]؛ ففي الاستفهامية : (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) 211البقرة ، وفي الخبرية : ( وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ ...) 26النجم .
5ـ تتحد الاستفهامية والخبرية في وجوه الإعراب من جر ونصب ورفع ، والاثنتان مبنيتان على السكون[6]


[1] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص 328 (أبقيت أمثلة الزركشي كما هي ؛ فهي تبدو كأنها مرآة لعصره )
[2] نفس المصدر ، ج4ص328
[3] القرطبي ،الجامع لأحكام القرءان / تفسير سورة البقرة أية249.
 [4]دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج2ص396
[5] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[6] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق ، باب الفاء .
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
37    كن أول من يقيّم
 
مواقع كم من الإعراب : جاءت مفعولا به وظرف زمان ومبتدأ ومنصوبة على الاشتغال.([1])
أمثلة على مواقع كم من الإعراب :
كم مفعولا به : (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ) 17الإسراء . كم في موضع نصب لأهلكنا.
وقعت كم مفعولا ثانيا : (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ)211البقرة
وقعت ظرف زمان :(...قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ... )  259البقرة
وقعت كم مبتدأ : (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً ... ) 249البقرة
 
أنّى
 
للبحث عن الحال والمكان، ولذلك قيل: هو(أي اسم الاستفهام أنّى) بمعنى كيف وأين ، قال الله عز وجل:( أَنَّى لَكِ هَـذَا ُ) 37آل عمران ، أي: من أين، وكيف.[2]
وأنّى : " مشتركة بين الاستفهام والشرط ففي الشرط تكون بمعنى أين نحو : أنى يقم زيد يقم عمرو ، وتأتي بمعنى كيف كقوله تعالى:( أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا)259البقرة ، (فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ...) 223البقرة ، أي كيف شئتم مقبلة ومدبرة [3]... وتجيء بمعنى من أين نحو: {أَنَّى لَكِ هَذَا}... وتكون بمعنى متى كقوله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}...< وفي الآية معنى التعجب والاستبعاد> والحاصل أنها للسؤال عن الحال وعن المكان... ، (ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )75المائدة بمعنى كيف أو من أين ،( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ... ) 8 مريم ، أي من أين < تحمل معنى التعجب والاستبعاد أيضا > ، ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا ... ) 165آل عمران، متى أو من أين" [4] (وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ )52سبأ ، من أين لهم [5] ، < وأنى لهم التناوش يمكن أن تتضمن غرض الاستبعاد> .
دراسة (أنى) في القرءان الكريم من كتاب "عضيمة" [6] :
1ـ ذكر سيبويه (في الكتاب) لأنّى معنيين : كيف ، وأين
2ـ قال الرضي ( شرح الكافية) : لا يقال : أنى زيد بمعنى أين زيد [7] ، ويُرد عليه بقوله تعالى :( أنى لكِ هذا) < من ينظر في الحاشية رقم 7 يتبين له أن الرد على الرضي غير مقنع تماما>
3ـ أبو حيان في البحر(تفسير البحر المحيط ) : أنى تأتي بمعنى متى ولكنه لم يخرّج على ذلك المعنى آية من الآيات ، بل كان يكتفي بكيف ومن أين . وقال بذلك الرضي أيضا ، وأجاز في قوله تعالى : (فأتوا حرثكم أنى شئتم) ، أن يكون بمعنى كيف ، أو من أين ، أو متى . وقال بذلك العكبري في قوله تعالى :(أنى


[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج2ص396
[2] مفردات ألفاظ القرءان ، مصدر سابق ، ج1ص54
[3] في موضع الحرث(النسل) أي من حيث أمرنا الله .
[4] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص249ص250
[5] لسان العرب
[6] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص639
[7] (والفرق بين أين ومن أين، أن أين سؤال عن المكان الذي حل فيه الشيء، ومن أين سؤال عن المكان الذي برز منه الشيء) الإتقان للسيوطي ص180 نشرة الوراق
 
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
38    كن أول من يقيّم
 
يحيي هذه الله بعد موتها) . والأزهري في التهذيب خرّج على ذلك قوله تعالى :( قلتم أنى هذا) ، وكذلك البرهان ، والقاموس
3ـ قال الرضي : ولا يجيء بمعنى متى وكيف إلا وبعده فعل. ويرد عليه بقوله تعالى : (أنى لهم الذكرى) ، (أنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) . قيل فيها بمعنى كيف . أهـ
                                                                                
 
                                                                                     أي
 
 
 يستفهم بها عن العاقل وغيره ، ويطلب بها تعيين الشيء ، وتضاف إلى النكرة والمعرفة نحو (... أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا …) 38النمل ، وهي لا يعمل فيها ما قبلها وإنما يمكن أن يعمل فيها ما بعدها قال الله عز وجل:( ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا) 12الكهف ، فَأَيُّ : رُفعَ بالابتداء، وأَحْصَى هي الخبر، وقال تعالى: ( ...وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)  227الشعراء،  فـ "أَيَّ" هنا مفعولٌ مُطلَق لـ " يَنقلِبون" التَّقْدير يَنْقَلِبُون انْقِلاَباً أيَّ انْقِلابٍ ، فعمل فيها ما بعدها.[1]
تحتمل (أي) أن تكون اسما موصولا في قوله تعالى : (فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا)19الكهف ، (أيها) استفهام مبتدأ ، ( أزكى) خبره ، أو (أيها) موصولا مبنيا مفعولا لينظر على مذهب سيبويه ، و(أزكى) خبر مبتدأ محذوف[2].
أضيفت (أيّ) إلى المفرد المذكر النكرة في سبع آيات منها قوله تعالى )... فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) 185الأعراف ، وأضيفت إلى المفرد المؤنث النكرة في آيتين : (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ)8الانفطار ، (...وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ... ) 34لقمان. وأضيفت إلى المثنى المعرفة :(... أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ ... ) 73مريم ، وإلى الضمير : (...أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا...)19 الكهف ، وأضيفت في مواقع غير التي ذكرناها . وتجريد (أيّ) من التاء مضافة إلى المؤنث أفصح من التاء : بأي أرض تموت[3] ( لا بأية أرض) .
 
 
 
 


[1] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق ، باب الهمزة .
[2] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص671
[3] نفس المصدر والجزء، ص673ص675
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
39    كن أول من يقيّم
 
 
أين
أيْنَ الاستِفهامِيَّة: اسمُ استِفهامٍ عن مكانٍ، وهي مُغْنِيَةٌ عنِ الكلامِ الكثير، وذلكَ أَنَّكَ إذا قُلتَ: "أَيْنَ بَيْتُكَ". أغناكَ عن ذِكْرِ الأَمَاكِنِ كُلِّها، وهو سُؤالُ عنِ المَكَانِ الَّذي حَلَّ فيه الشيءُ، وإذَا دَخَلَتْهُ "مِنْ" كان سُؤالاً عن مَكانِ بُرُوزِ الشيءِ تقول: "مِنْ أَيْنَ قَدِمْتَ" وهو مبنيٌّ على الفتح في الحالات كلِّها.[1]
وأين الاستفهامية كانت في جميع مواقعها ظرفا مكانيا متعلقا بالخبر المحذوف إلا في آية واحدة لم تقع فيها خبرا للمبتدأ ؛ وإنما تعلقت بالفعل بعدها ، وهي قوله تعالى : فأين تذهبون . وجملة(أين) وما بعدها كانت في جميع مواقعها مفعولا للقول أو نائب فاعل له إلا في آية واحدة وقعت بعد الفعل (ينادي) في قوله تعالى : ( …وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي) 47فصلت [2]
ومن أغراض (أين) : الخطاب بالشيء عن اعتقاد المخاطب دون ما في نفس الأمر كقوله سبحانه وتعالى(... أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ) 22الأنعام . وقعت إضافة الشريك إلى الله سبحانه على ما كانوا يقولون لأن القديم سبحانه أثبته [3]  < (.. أين المفر) 10 القيامة ، وتحمل معنى النفي أي لا مفر
وكذلك معنى اليأس والقنوط لأن المفر يوم القيامة محال ، ويشبه ذلك قولنا في العامية : " وينَ اروحْ وينَ اَلَقّي ، وَيّا بْلادِ اللّي تَسَعْني؟! " ، ففيه معنى اليأس واضح بيّن.>
مََن
 
مَنْ الاستفهاميّة: نحو:( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ... ) 52يسن [4] ، " والاستفهامية التي أشربت معنى النفي ومنه : ( ...وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ ... ) 135آل عمران و ( قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) 56الحجر " [5] ، وتفيد الإنكار والتوبيخ أيضا : ( وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ... ) 130البقرة .
 
 من ذا : (مَن) تستخدم ، في الأساس ، للعاقل ، و(ذا) تستخدم لكل شيء ، وبهذا لا يجوز ان يتركب منهما اسم واحد ، أما (ما) و (ذا) فيمكن اجتماعهما ليكونا اسما واحدا هو (ماذا) . ولم يقع في القرءان( من ذا) إلا أن تتبعها ( الذي) ، أما في لغة العرب فيقع ذلك [6] .
 
(من ذا الذي ) جاءت في خمس آيات:
(مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا)245البقرة


[1] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق ، باب الهمزة .
[2] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص668ص669
[3] البرهان ،مصدر سابق ، ج4ص55
[4] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق ، باب الميم
[5] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص411
[6] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3ص272ص273
*ياسين الشيخ سليمان
6 - أغسطس - 2008
 3  4  5  6  7