البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : مسابقة دراسات قرآنية    قيّم
التقييم :
( من قبل 12 أعضاء )
 زهير 
1 - يوليو - 2008
 
أبارك للأستاذ ياسين الشيخ سليمان بالفوز بهذه المسابقة، ويبدو أنه انقطع طيلة الشهر لإنجاز مشاركته الرصينة والتي أترك له مهمة نشرها في هذا الملف، وليكن كل تعليق يحمل رقما كرقم الصفحة، ليكون للفهرس الذي يتقدم البحث قيمته. وحتى الإعلان عن المسابقة الثانية أترككم في أمان الله
********
تحية طيبة أصدقائي الأكارم: هذه مسابقة من نوع جديد، سينال الفائز بها خمسة آلاف درهم كجائزة رمزية يقدمها راعي الوراق أستاذنا محمد السويدي حفظه الله،  لأحسن مشاركة تقدم في موضوع المسابقة.
وسوف تكون حلقة هذا الشهر عن (أدوات الاستفهام وأنواعها وأغراضها وأحكامها في القرآن الكريم) وسوف اتلقى المشاركات أنا على بريدي zaza@alwarraq.com وأعلن في الختام عن المشاركة الفائزة وأطلب من صاحبها أن ينشرها في هذه الصفحة. متمنيا التوفيق للجميع وإلى اللقاء. ينتهي موعد تلقي المشاركات يوم 31/ 7/ 2008م
 2  3  4  5  6 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
20    كن أول من يقيّم
 
22ـ التهويل والتخويف : ( الْحَاقَّةُ1 مَا الْحَاقَّةُ2  الحاقة) . < ولا يظنن ظانّ أن التهويل فيه زيادة عن الحقيقة ؛ وإنما يهدف إلى بيان شيء من خطرها تطيقه العقول وتستوعبه الأفهام >
23ـ التسهيل والتخفيف ، وهو عكس التهويل والتخويف  كقوله تعالى : ( وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر 39النساء) . < والتسهيل يجذب القلوب السليمة ، ويحملها باللين على الطاعة > .
24ـ الاكتفاء ، نحو قوله تعالى : ( أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ 60 الزمر) .
25ـ التجاهل ، نحو قوله تعالى :( أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ...8ص) .
26ـ التأكيد لما سبق من معنى أداة الاستفهام قبله كقوله تعالى : ( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ 19الزمر) .
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
21    كن أول من يقيّم
 
الفصل الثاني
أدوات الاستفهام وأغراضها وأحكامها كل واحدة منها على حده
همزة الاستفهام
همزة الاستفهام أصل أدوات الاستفهام كلها :
 وردت همزة الاستفهام في القرءان الكريم خمس مائة وتسع عشرة مرة [1]  فهي بذلك أكثر حروف وأسماء الاستفهام ورودا في القرءان ، ولعل ذلك يعود لوضعها على حرف واحد وسهولتها على اللسان ، وسرعتها في الحركة والدوران ؛ فليس في استعمالها كلفة ولا مشقة ، ولهذا جاءت على أساليب وأغراض لغوية كثيرة . وهمزة الاستفهام أصل أدوات الاستفهام كلها ، بل هي ، كما قال سيبويه [2]  في(الكتاب): "حرف الاستفهام الذي لا يزول "عنه" إلى غيره، وليس للاستفهام في الأصل غيره . وإنما تركوا الألف (يعني الهمزة) في من، ومتى، وهل، ونحوهن حيث أمنوا الالتباس " . ويتضح من قول سيبويه أن الأصل في َمن أن تكون أمَن ، وفي متى أن تكون أمَتى ، وفي هل أن تكون أهَلْ .إن دخول الهمزة على "هل "  واقع في لغة العرب ، ويُستشهد على ذلك فيما يُستشهد بالبيت الأول من أبيات لزيد الخيل الطائي[3] ، والبيت الثاني أثبته نقلا عن الموسوعة الشعرية :
 سائل فوارس يربوع بشدتنا = أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم[4]
أَهَل تَرَكتُ نَهيكاً فيهِ دامِيَةً   =    قَلّاسُهُ تَنعَتُ الصَلاءَ بِالغَذَمِ
وعبد القادر البغدادي ذكرمع هذا الشاهد شاهدا آخر[5] :
أهل عرفت الدار بالغرييّنْ [6] ، ولم أجد في كتب النحو التي طالعتها غير هذين الشاهدين على دخول همزة الاستفهام على هل .
والملاحظ في "أهَل" التي وردت في البيت الأول أن موقعها من الاستفهام واضح جلي ، دون تكلف في صحة الوزن الشعري ، ولكنها في مطلع البيت الثاني أتت وكأنها متكلفة ، وكأن القصد منها زيادة التأكيد على صحة دخول الهمزة على " هَلْ " . وكان الأولى ، فيما أرى ، أن تكون " وهَلْ " بدلا من " أهَلْ " ، عطفا على معنى عجز البيت الأول . ولم يرد في القرءان أن الهمزة دخلت على "هل" بشكل واضح وصريح ؛ ولكن النحويين والمفسرين يحتملون دخولها تقديرا ، اعتمادا على شواهد اللغة ولو كانت الشواهد قليلة ،

[1] رسائل لم يحملها البريد، مصدر سابق .
 
[2] ما أظن أحدا بحاجة إلى أن نعرفه رائحة التفاح . أما " الكتاب" فهو في المكتبة التراثية في موقع الوراق .
 
[3] هو الصحابي " زيد الخير" (ر) ، كما سماه النبي عليه الصلاة والسلام . توفي في السنة التي أسلم فيها وهي السنة التاسعة للهجرة (أنظر ترجمته في الموسوعة الشعرية في إصدارها الثاني ) . وكوني لم اطلع إلا على الإصدار الثاني من الموسوعة ، فلا أستشهد بالإصدارات التي تلته .
[4] جاء في خزانة الأدب ، الوراق ، ص1673 ، " قال ابن هشام: ... أن الرواية الصحيحة: أم هل رأونا... " . ومما يسند قول ابن هشام هو أن زيد الخير يُستبعد أن ينفرد عن باقي الشعراء من معاصريه ومن سابقيه بإدخال الهمزة على هل .
 
[5] خزانة الأدب ، مصدر سابق ، ص9891 في مكتبة الموسوعة الشعرية ،  ص 1672 في الوراق .
[6] جاء في لسان العرب / نشرة الوراق ، ص4166 عن الغريين:  " قال: وهما بناءَان طويلان، يقال هُما قَبْرُ مالكٍ وعَقِيلٍ نَديمَي جَذيمَةَ الأَبْرش، وسُمِّيا الغَريَّيْن لأَنَّ النعمان بن المنذرِ كان يُغَرِّيهما (يطليهما) بدَمِ من يَقْتُله في يوم بؤسه ؛ قال خطام المجاشعي:
أَهَلْ عَرَفْتَ الدارَ بالغَرِيَّيْنْ لم يَبْقَ منْ آيٍ بها يُحَلَّيْنْ .
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
22    كن أول من يقيّم
 
ويتأولون آيات من القرءان على هذا النحو ، فيقولون : " هل أتى على الإنسان حين من الدهر” معناها : قد أتى على الإنسان ، وأن " قد " أصلها " أقـَد " ، وقد حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال . ومن الذين نحو هذا المنحى الزمخشري [1] في " الكشاف " . ومن الجدير بالذكر هو أننا لا يمكننا أن ننفي دخول الهمزة على "هل" أو على " متى" أو على " مَن " في لغة العرب ، فقد أوردها سيبويه ، وهذا الدخول ما زال ملحوظا في اللغة العامية في بعض الأقطار العربية [2] ، مما يدل على أن له أصلا ؛ وإنما الذي يمكننا ذكره هو أن القرءان الكريم لم يستخدم إدخال الهمزة على أدوات الاستفهام ، فيظل الأفصح هو عدم استخدامها بهذه الطريقة .
 
 أغراض ومعاني همزة الاستفهام :
1ـ التسوية وهي الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها كقوله تعالى: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} أي: سواء عليهم الإنذار وعدمه مجردة للتسوية مضمحلا عنها معنى الاستفهام [3]
2ـ التقرير : كي تجعل المخاطب يقر بما يعرف ،  ومعناه : "حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر، قد استقر عنده ثبوته أو نفيه." [4] ، نحو قوله تعالى :( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى 6 الضحى) ، وقوله : ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 106 البقرة) . وقوله : ( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى ...172الأعراف) .< تدخل همزة الاستفهام على أدوات النفي ، ولا تدخل عليها أدوات الاستفهام الأخرى .> .
3ـ النفي مع الاحتقار :( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ 34 الأنبياء) . وهذا الاستفهام: {أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} يفيد النفي والاحتقار: النفي على معنى لن يخلد الله تعالى هؤلاء المشركـين في هذه الحياة الدنيا، فكل نفس ذائقة الموت. ويفيد الاحتقار على معنى إذا كنت أنت يا محمد

[1]  الزمخشري ، (467 -   538 هـ / 1074- 1143م ) أبو القسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي ، العلامة المعتزلي الشهير ، كان إماما في التفسير والحديث والنحو واللغة والبيان ، وله تصانيف عديدة من أشهرها الكشاف عن حقائق التنزيل ، ومنها أساس البلاغة ، وربيع الأبرار وفصوص الأخبار ، والمفصل وغيرها . ولد في زمخشر من أعمال خوارزم ، ودرس في بخارى  وسمرقند ثم ارتحل إلى بغداد واجتمع بعلمائها ثم جاور في مكة فعرف بلقب " جار الله " ثم عاد إلى خوارزم وتوفي هناك . ترجم له ابن خلكان وغيره ، وله ترجمة مطولة في شذرات الذهب .
[2] في بعض مدن بلاد الشام ينطقون " مَن " أَمَن ، و" متى "  إيمتى  ، وفي جنوب فلسطين ينطقها أهل بعض البلدات هناك " أمَتى " على حد علمي . وربما كان هذا متوارثا من قديم .
[3] البرهان ، مصدر سابق ، ج2ص336
[4] خزانة الأدب ، مصدر سابق ، ص1531 في نشرة الوراق .
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
23    كن أول من يقيّم
 
على علوِّ منزلتك وعظيم قدرك عند الله تعالى سوف تموت، أفيخلد الله تعالى هؤلاء المشركين وليس لهم من الفضل ما يزن مثقال ذرة !![1]
4ـ الإنكار ، وهو ثلاثة أنواع :
أ ـ الإنكار ألإبطالي : وهذه تقتضي أنَّ ما بعْدها - إذا أُزيلَ الاستفهامُ - غَيرُ واقِع ، وأنَّ مُدَّعيَه كاذِب نحو[2] : ( أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا 40الإسراء) ، ونحو : ( أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ 15ق). < ولو حذف الاستفهام لصارت : (عيينا بالخلق الأول ) ، ويكون مدعي هذا كاذبا حتما . وعلى هذا فإن غرض الإنكار ألإبطالي يقتضي أن ما بعد زوال الاستفهام غير واقع ، وأن الاستفهام هو الذي يبطل قول من يدعي صحة الواقع> . ومثل ذلك : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ 8التين) . ومنه قولُ جَرير في عبدِ الملك [3]
أَلَسْتُمْ خَيرَ مَنْ رَكِبَ المَطايَا = وَأَنْدَى العَالمينَ بُطُونَ رَاحِ؟
ب ـ الإنكار التوبيخي : ويقتضي أن ما بعد الهمزة واقع ، وأن فاعله ملوم [4] ، نحو قوله تعالى : (قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ 95 الصافات) ، وقوله : ( أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 40 الأنعام). والآية :( أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ 19يسن) تفيد الإنكار والتوبيخ: " فقد أنكر الرسل على أهل القريـة أن يتشـاءموا منهم وأن يجعلوا من دعوتهم إلى عبادة الله وحـده ونهيهم عن عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع ، أن يجعلوا من ذلك طيرة وشؤما، وكان ينبغي بدلا من ذلك أن يفرحوا بقدومهم وأن يستجيبوا إلى ما دعوهم إليه، وأن يشكروا الله تعالى أن هداهم للإيمان . لقد أنكر الرسل على أهل القرية ذلك ووبخوهم عليه، وقالوا لهم في نهاية الإنكار والتوبيخ: بل أنتم قوم مسرفـون قد تجاوزتم الحدّ في الضلال والظلم والعدوان، ومن هنا جاءكم الشؤم وأنزل الله بكم المصائب." .[5]
ج ـ الإنكار مع العتب : " أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم"؟ دخلت همزة الاستفهام على أداة الشرط "إن" . وجـاء الاستفهام في قوله تعالى:(... أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ... 144 آل عمران ) جاء مفيدا العتب والإنكار: " فقد عتب الله سبحانه وتعالى على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصيبهم الفزع والهلع وأن يفروا من المعركة حين قيل لهم في معركة أحد إن محمدا قتل، عتب عليهم ذلك وأنكره، فـما كان ينبغي لهم أن يفعلوا ما فعلوا، كان يجب عليهم أن يثبتوا في

[1] رسائل لم يحملها البريد ، مصدر سابق ، رسالة من الهمزة إلى أختها هل . (ولكن الاحتقار هنا يبدو غير مستساغ أبدا ؛ فكون الناس يموتون ، فإن موتهم قضاء من الله عليهم ، ولكن النفي المستخلص من الآية السابقة يجب أن يكون معه التعظيم من شأن النبي محمد صلوات الله عليه ، وليس احتقار الناس بسبب موتهم ، فالنبي نفسه يموت ، ولكن التعظيم هو أن الآية جعلت النبي الأكرم هو الغاية : قال ابن حمدون في معنى الآية المذكورة : " إلى الرسول صلى الله عليه وسلم منتهى الفخار، يدلنا على ذلك قوله تعالى "وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون" "الأنبياء: 34" فبين أنه الغاية ولم يخلد، فكيف يخلد غيره. "  وبذلك ظهر فضله على العالمين . وهذا ما بينه ابن حمدون في ( التذكرة الحمدونية ، ص403 ، مكتبة الوراق التراثية) ، ولم يسبقه إلى هذا المعنى أحد على حد علمنا . وقد كان موضوع كلام ابن حمدون في تذكرته حول معنى الآية السابقة محلا لسؤال في مسابقة كانت قد نشرت في" الوراق " قبيل بضعة أشهر .)
 
[2] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق ، باب الهاء .
[3] نفس المصدر والباب
[4] نفس المصدر والباب.
[5] رسائل لم يحملها البريد، مصدر سابق ، الرسالة الثالثة عشرة .
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
24    كن أول من يقيّم
 
المعركـة ، وأن يدافعوا عن هذا الدّين الذي آمنوا به وبرسوله، سواء أكان حيا أم ميتا، فشريعة الله لا تموت بموت الرسول الذي بلّغها عن ربه، ودعا الناس إليها، فهي باقية إلى يوم القيامة يدافع عنها أتباعها الذين يؤمنون بها صادقين، ويجاهدون في سبيلها حتى النصر أو الشهادة." (1)
5ـ التذكير : كقوله تعالى: ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى .. 6 الضحى ) ، ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ..1 الشرح)  (2)
6ـ تأتي للتهديد والوعيد : نحو قوله تعالى ( أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ 16 )المرسلات (3)
7 ـ للتنبيه : وهو من أقسام الأمر نحو: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ...45 الفرقان) ، أي انظر،( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً ...63 الحج) ذكره صاحب الكشاف عن سيبويه (4) 
8 ـ للتعجب : نحو قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ... 45 الفرقان) (5)، <ومنه قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم ... 14 المجادلة) >  ألم ترإلى كذا : كلمة تقال عند التعجب (6) ..
" وقد تكرر في الحديث: أَلَمْ تَرَ إِلى فلان، وأَلَمْ تَرَ إِلى كذا، وهي كلمة تقولها العربُ عند التَّعَجُّب من الشيء وعند تَنْبِيهِ المخاطب كقوله تعالى: أَلَمْ تَرَإِلى الذينَ خَرجُوا من دِيارِهْم، أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتوا نَصِيباً من الكتاب) أَي أَلَمْ تَعْجَبْ لِفِعْلِهِم، وأَلَمْ يَنْتَه شأْنُهُم إِليك." (7)
" وإذا عُدِّيَ رأيت بإلى اقتضى معنى النظر المؤدي إلى الاعتبار، نحو: {ألم تر إلى ربك} <الفرقان/45>، وقوله: {بما أراك الله} <النساء/105>، أي: بما علمك." (8)
9ـ الاسترشاد : كقولك للعالم : أيجوز كذا وكذا ، وفي قوله تعالى :" (... أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء ... 30 البقرة) . والظاهر أنهم استفهموا ( أي الملائكة ) مسترشدين" (9)
10ـ الأمر : نحو قوله تعالى (وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ 20 آل عمران) ، (أأسلمْتُم) أي " أسلموا " (10)
11ـ الاستبطاء، نحو:  ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ …)16 الحديد). (11) < وربما يحمل الاستفهام في الآية معنى الحث على الفعل برفق > .
12ـ العرض: ومعناه طلب الشيء بلين ورفق (12)  ومن أدواته(ألا) بفتح الهمزة وتخفيف اللام، ويأتي بعدها المضارع " نحو:( أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ 22النور) .
[1] رسائل لم يحملها البريد ، مصدر سابق ، الرسالة الثالثة عشرة .
[2] البرهان ، ج2ص340
[3] الإتقان ، ص322، مكتبة الوراق التراثية .
[4] الإتقان ، مصدر سابق ، ص322
[5] مغني اللبيب ، مصدر سابق ، ص5 .
[6] القاموس المحيط للفيروز أبادي .
[7] لسان العرب ، مادة رأى .
[8] مفردات ألفاظ القرءان ، مصدر سابق ، ج1ص429
[9] البرهان ، مصدر سابق ، ج2 ص338
[10] مغني اللبيب ، مصدر سابق ، ص5 .
[11] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق . وكذلك قبله مغني اللبيب ص5
[12] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص235

*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
25    كن أول من يقيّم
 
 ويكون العرض للتحضيض( الطلب بشدة) نحو قوله تعالى : ( أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ ...13 التوبة) [1]
13ـ تأتي للتهكم : نحو قوله تعالى ( ...أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ...87)[2]
أحكام همزة الاستفهام :
1ـ تدخل همزة الاستفهام على الأفعال : ( أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ 68 )يونس) ، وعلى الأسماء : ( فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ...)24  القمر)، وتدخل كذلك على الحروف والأدوات: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ106 البقرة) ، ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ...36 الزمر) ، ( أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ...)22 النور) ، (...أَلَن يَكْفِيكُمْ ..124 آل عمران) ، (... أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ..)10 إبراهيم) ، (قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ 62 الأنبياء.)
2ـ < تستخدم طلبا للتصديق وطلبا للتصور دون باقي أدوات الاستفهام التي تستخدم في التصور فقط ، إلا "هل" فهي تشارك الهمزة في طلب التصديق، وتخالف باقي الأدوات في طلب التصور، كما مر آنفا .> . قال تعالى :( وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ 138 الصافات) .
3ـ أنها تستعمل لإنكار إثبات ما يقع بعدها كقولك: أتضرب زيدا وهو أخوك قال تعالى:( أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ 68 يونس) ولا تقع "هل" هذا الموقع وأما قوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الإِِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ} فليس منه لأن هذا نفي له من أصله والممنوع من إنكار إثبات ما وقع بعدها[3] ، < وهي من دون الهمزة إثبات ، أي أنكم : تقولون على الله مالا تعلمون ، فلما دخلت الهمزة استنكرت عليهم ما كانوا أثبتوه.> .
4ـ إذا اجتمع الاسم والفعل بعد همزة الاستفهام فإن الفصاحة هي أن يليها الاسم قبل الفعل ، ولا يتحقق ذلك إلا مع الهمزة دون غيرها من أدوات الاستفهام .<: قال تعالى : (… أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ…116 المائدة) .  و"ليس في أدوات الاستفهام ما إذا اجتمع بعده الاسم والفعل بليه الاسم في فصيح الكلام إلا الهمزة فتقول: أزيد قام ولا تقول: هل زيد قام إلا في ضرورة بل الفصيح هل قام زيد" [4] .
5ـ عند دخول الهمزة على (رأيت) يصير معنى رأيت إلى معنى ( أخبرني) ، ولا تعود تعني رؤية القلب أو البصر ، <مثل من اللغة> : أرأيت زيدا ما صنع؟ < ومن القرءان> : ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ...62 الإسراء) ، أي لِمَ كرمته؟ ، وبهذا يتحقق معنى (أخبرني) .[5]
[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ،ج1ص223
[2] مغني اللبيب ، مصدر سابق ، ص5
[3] البرهان ، مصدر سابق ، ج2ص348
[4] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[5] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1 ، ص 621
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
26    كن أول من يقيّم
 
6ـ أن تستعمل لتعيين أمر من أمرين ، فتأتي بعدها "أم" في هذا الاستعمال ، نحو قوله ، تعالى : "... أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ... 59 النحل) ، ( ... أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ... 86 طه) ، <والجواب : إما يمسكه على هون ، أو يدسه في التراب ، وإما طال عليهم الأمد ، أو أرادوا ان يحل عليهم غضب من ربهم .>
7ـ أن تستخدم في الاستفهام عن مضمون الجملة المنفية ، وساعتها يكون الجواب بـ " بلى " في حالة الإثبات ، وبـ " نعم " في حالة النفي : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا …130 الأنعام) . ولا مجال هنا للجن والإنس ان يجيبوا بغير " بلى " ، فهم ، في الآية ، في يوم العرض على الله تعالى .
8ـ أن تستخدم في الاستفهام عن مضمون الجملة المثبتة ، وهنا ، تكون الإجابة : (نعم) في حالة الإثبات ، و(لا) في حالة النفي ، نحو قوله تعالى : "... أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ.. 116 "المائدة ، < فإن كان قال ، فالإجابة ( نعم ) ، وإن لم يكن قال ، فالإجابة (لا) . ولا ريب أن سيدنا عيسى لم يقل للناس أن يتخذوه وأمه إلهين من دون الله ، فالإجابة في هذه الحالة تكون بـ (لا) ، ولكن سيدنا عيسى تأدبا منه مع ربه سبحانه ، وتسليما منه لله بالعلم المطلق أجاب : (... قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ.. 116 المائدة) .>
9ـ أنها تدخل على الشرط تقول: أإن أكرمتني أكرمتك وأإن تخرج أخرج معك أإن تضرب أضرب؟ ولا تقول : "هل إن تخرج أخرج معك؟ " [1]
<وتدخل همزة الاستفهام على أداة الشرط " إنْ " في القرءان في ثلاث آيات : في قوله تعالى : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ …... 144آل عمران) ، وفي قوله : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ... 34 الأنبياء )، وفي قوله : (... قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ..19 يس) >
10ـ جواز حذفها كقوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا} وقوله تعالى: {هَذَا رَبِّي} البرهان ص 349 ، <أي : أتلك نعمة ، أهذا ربي ،. ...> ونجد على حذف الهمزة شواهد من اللغة ، منها :
فوالله لا أدري وإني لحاسبٌ     = بسبعٍ رميتُ الجمرَ أم بثمانِ[2]
  ، وعلى هذا ، تكون " بسبع " تعني " أبسبع" .
11ـ تختص بدخولها على الواو نحو : ( أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم …10 البقرة) . وعلى الفاء نحو: ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ 97 الأعراف) ، وعلى " ثم " نحو: ( أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ... 51 يونس) [3] .  قال ابن أم قاسم المرادي [4]في الجنى الداني[5] :

[1] البرهان ، مصدر سابق ، ج2ص349
[2] خزانة الأدب ، مصدر سابق ، ص1631ص1632 ، مكتبة الوراق التراثية . . (والبيت لعمر بن ابي ربيعة .)
[3] البرهان ، مصدر سابق ، ج4 ص178 .
[4] ابن أم قاسم المرادي (ت749هـ - 1348م ) بدر الدين الحسن بن قاسم المرادي ، مصري المولد ، نحوي لغوي فقيه بارع . عرف باسم جدته لأبيه ، واسمها زهرا ، وكانت أول ما جاءت من المغرب عرفت بالشيخة فكانت شهرته تابعة لها .له تصانيف عديدة منها : شرح التسهيل ، شرح المفصل ، شرح الألفية ، الجنى الداني في حروف المعاني ، وغير ذلك .( شذرات الذهب ) . ( أنظر قصة "الجنى الداني" في المكتبة التراثية في الوراق ، بقلم الأستاذ الباحث زهير ظاظا .) .
 
[5] المرادي ، ابن أم قاسم ، الجنى الداني في حروف المعاني ، ص3 ، مكتبة الوراق التراثية .
 
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
27    كن أول من يقيّم
 
(فالهمزة أعم ، وهي أصل أدوات الاستفهام . ولأصالتها استأثرت بأمور ، منها تمام التصدير بتقديمها على الفاء والواو وثم ، في نحو: "أفلا تعقلون" ، " أوَ لم يسيروا" ، " أثم إذا وقع ") . أما أسماء الاستفهام فتأتي بعد حروف العطف : ( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ...101آل عمران) ، (...فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ 35 الأحقاف) .
12ـ تدخل همزة الاستفهام على همزة الوصل فتسقطها : إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل تثبت همزة الاستفهام وتسقط همزة الوصل ، لأن همزة الوصل إنما أتى بها وسدت همزة الاستفهام مسدها. فلما أدخلت عليها همزة الاستفهام استغني عنها فأسقطت وسدت همزة الاستفهام مسدها ، ومنه قوله تعالى ( أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ 75ص).وقوله تعالى: (... قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا ...80البقرة) . وقد ورد دخول همزة الاستفهام على همزة الوصل في لغة العرب وأشعارها :
أَستَحدَثَ الرَكبُ عَن أَشياعِهِم خَبَرا   =    أَم راجَعَ القَلبَ مِن أَطرابِهِ طَرَبُ
وهذا البيت من قصيدة ذي الرُّّمّة [1] التي مطلعها :
ما بالُ عَينِكَ مِنها الماءُ يَنسَكِبُ  =     كَأَنَّهُ مِن كُلى مَفرِيَّة سَرِبُ
< والمطلع على شعر ذي الرمة يلاحظ تمسكه بألفاظ أجداده من مضر ؛ فيصلح بذلك شعره للاستشهاد به على اللغة باطمئنان من هذه الناحية . > أما إذا كانت همزة الوصل تسبق لام التعريف مباشرة ؛ فإن همزة الاستفهام تمدّ خشية أن يتشابه الاستفهام والخبر : ومنه قوله تعالى : (…آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ )59النمل .
 

[1] ذو الرُمَّة (77 - 117 هـ / 696 - 735 م) غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي، من مضر من فحول الطبقة الثانية في عصره، قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة.كان شديد القصر دميماً، يضرب لونه إلى السواد، أكثر شعره تشبيب وبكاء أطلال، يذهب في ذلك مذهب الجاهليين ، وكان مقيماً بالبادية، يختلف إلى اليمامة والبصرة كثيراً، امتاز بإجادة التشبيه.قال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته (ما بال عينيك منها الماء ينسكب) لكان أشعر الناس. عشق (ميّة) المنقرية واشتهر بها. توفي بأصبهان، وقيل: بالبادية. ( أنظر الموسوعة الشعرية ، إصدار المجمع الثقافي في أبي ظبي،  لتجد فيها ترجمته وشعره) .
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
28    كن أول من يقيّم
 
" أم " ، أغراضها وأحكامها
   يصف علماء النحو الأداة " أم " بأنها إما متصلة ، أو منقطعة ، أو يحتمل فيها الاتصال والانقطاع في آن واحد، وهي ذات علاقة وثيقة بحرفي الاستفهام : الهمزة و هل ، وعلى علاقة بأداة الإضراب " بل " . ويقول الزركشي في البرهان : " الحروف الموضوعة للاستفهام ثلاثة : الهمزة وهل وأم ، وأما غيرها مما يستفهم به كمن وما ومتى وأين وأنى وكيف وكم وأيان فأسماء استفهام استفهم بها نيابة عن الهمزة .." [1]
" أم " المتصلة : هي التي يكون ما بعدها متصلاً بما قبلها، ومشاركاً له في الحكم وهي التي تقع بعد همزة الاستفهام أو همزة التسوية، فالأول كقولك: "أعلي في الدار أم خالد?"،< ومن الأول هذا في القرءان ، قوله تعالى:( أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ 63ص)> والثاني كقوله تعالى: (سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) [البقرة: 6]. وإنما سميت متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر. [2]
و"أم" المنقطعة: هي التي تكون لقطع الكلام الأول واستئناف ما بعده. ومعناها الإضراب، كقوله تعالى: (…قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء…)16الرعد) ، والمعنى: "بل جعلوا لله شركاء"، قال الفراء: "يقولون: هل لك قبلنا حق? أو أنت رجل ظالم" يريدون: "بل أنت رجل ظالم" وتارة تتضمن مع الإضراب استفهاماً إنكارياً، كقوله تعالى: ( أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) 39الطور) . ولو قدّرت "أم" في هذه الآية للإضراب المحض، من غير تضمن معنى الإنكار، لزم المحال. [3]                                                                              
< والمحال هو أن يكون لله ، سبحانه ، بنات أو بنون > ؛ لذا يستحيل أن تكون "أم" ، في الآية السابقة ، للإضراب ، محضا أو غير محض ؛ وإنما هي للاستنكار لا غير .> ( فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ 149 أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ 150الصافات) ، ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ 35أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ 36 أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ 37أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ 38 أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ 39أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ 40 أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ 41أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ42الطور) < ولو وضعنا "بل " بدلا من " أم " في الآيات السابقة لوقعنا في الكفر المحض إن تعمدنا ذلك الوضع .>
" أم " التي تحتمل الاتصال والانقطاع :
(…قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ 80البقرة) يجوز ان تكون " أم " متصلة ، وقوله : " فلن يخلف الله عهده" اعتراض ، وكأنه يقول : أي هذين واقع؟ اتخاذكم العهد عند الله أم قولكم على الله ما لا تعلمون؟
ويجوز أن تكون " أم " منقطعة تقدّر بـ " بل " والهمزة ، وهو استفهام استنكاري ؛ لأنه قد وقع منهم

[1] البرهان ، مصدر سابق ، ج2ص347
[2] الغلاييني ، مصطفى ، جامع الدروس العربية ، ص225 ، مكتبة الوراق التراثية .
[3] الإتقان ، مصدر سابق ، ص176
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
29    كن أول من يقيّم
 
ويجوز أن تكون " أم " منقطعة تقدّر بـ " بل " والهمزة ، وهو استفهام استنكاري ؛ لأنه قد وقع منهم قولهم على الله ما لا يعلمون[1]
 
 
 
 حرف الاستفهام (هل)
أغراضه ومعانيه في القرءان :
1ـ للتقرير : والتقرير كما مر معنا يعني أن يعترف المخاطب ويقر بما يعرف ؛ ويكون التقرير للتنبيه (التوقيف) ، والتوبيخ ، والتبكيت (التقريع مع التوبيخ) [2] ، والنفي ، والتخويف . وتقرير الحجة[3]
أ ـ للتنبيه :( ...هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ 3 فاطر) ، (...فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ 15 الحج) ، ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ 30) ق " (هل امتلأت) تقرير وتوقيف . لا سؤال الاستفهام حقيقة، لأنه تعالى عالم بأحوال جهنم " .[4]
ب ـ للتوبيخ : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ 40الروم) ، ( هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده ) أي : " قل لهم على جهة التوبيخ والتقرير. " [5]
ج ـ للتبكيت :( قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ 89 يوسف) . ومراده تعظيم الواقعة ، أي ما أعظم ما ارتكبتم .! [6]
د ـ التنبيه على النفي (... هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا 98 مريم) . وقوله: (... هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا 65مريم) ، ( ...فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ 3 الملك) ، وكل ذلك تنبيه على النفي .[7]

[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص402
[2] مادة بكت في لسان العرب .
[3] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ،ج3 ص484 ( وأنظر أيضا مفردات ألفاظ القرءان ، ج2ص479) .
[4] نفس المصدر ،ج3ص485
[5] نفس المصدر ،ج3ص484
[6] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[7] مفردات ألفاظ القرءان ، مصدر سابق ، ج2ص479
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أغسطس - 2008
 2  3  4  5  6