البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : مسابقة دراسات قرآنية    قيّم
التقييم :
( من قبل 12 أعضاء )
 زهير 
1 - يوليو - 2008
 
أبارك للأستاذ ياسين الشيخ سليمان بالفوز بهذه المسابقة، ويبدو أنه انقطع طيلة الشهر لإنجاز مشاركته الرصينة والتي أترك له مهمة نشرها في هذا الملف، وليكن كل تعليق يحمل رقما كرقم الصفحة، ليكون للفهرس الذي يتقدم البحث قيمته. وحتى الإعلان عن المسابقة الثانية أترككم في أمان الله
********
تحية طيبة أصدقائي الأكارم: هذه مسابقة من نوع جديد، سينال الفائز بها خمسة آلاف درهم كجائزة رمزية يقدمها راعي الوراق أستاذنا محمد السويدي حفظه الله،  لأحسن مشاركة تقدم في موضوع المسابقة.
وسوف تكون حلقة هذا الشهر عن (أدوات الاستفهام وأنواعها وأغراضها وأحكامها في القرآن الكريم) وسوف اتلقى المشاركات أنا على بريدي zaza@alwarraq.com وأعلن في الختام عن المشاركة الفائزة وأطلب من صاحبها أن ينشرها في هذه الصفحة. متمنيا التوفيق للجميع وإلى اللقاء. ينتهي موعد تلقي المشاركات يوم 31/ 7/ 2008م
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بارككم الله وأحسن إليكم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الشكر الجزيل لمنشيء الوراق وصانعه وراعيه ، أستاذنا  محمد السويدي ، وأستاذنا مشرف الموقع زهير ظاظا ، وجميع العاملين في الوراق ، وحظا أوفر لجميع الإخوة المشاركين . ولا يفوتني ان أذكر أنني أفدت من قيامي بالبحث ، موضوع المسابقة ، أيّما فائدة .
*ياسين الشيخ سليمان
3 - أغسطس - 2008
أدوات الاستفهام في القرءان الكريم    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
سوف أقوم ، بعون الله ، بنشر صفحات بحثي في أدوات الاستفهام في القرءان الكريم على دفعات ؛ كي أتمكن من ضبط أرقام الصفحات وفقا لأرقامها في الفهرس  ، والقيام ببعض التعديلات على مواقع بعض الفقرات والحواشي ، والتي يتطلبها النشر في الوراق حتى تكون صفحات البحث متسقة مع حواشيها ومنتظمة التوالي ، شاكرا كل من يبالي بالاطلاع على بحثي هذا .
*ياسين الشيخ سليمان
4 - أغسطس - 2008
عنوان البحث    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
أدوات الاستفهام
أنواعها وأغراضها وأحكامها في القرآن الكريم
 
إعداد
ياسين الشيخ سليمان
 
 
أعد هذا البحث للمشاركة في مسابقة الوراق للدراسات القرءانية
لشهر تموز 2008
 
فلسطين
رجب 1429 هـ الموافق ، تموز 2008م
 
*ياسين الشيخ سليمان
4 - أغسطس - 2008
الإهداء    كن أول من يقيّم
 
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 58الدّخان
 
الإهداء
إلى كلِّ مُحبّي لسانِ النبيِّ الأكرمِ ، رسولِ الله محمد ٍ  الذي يسر الله القرءانَ بلسانه الشريف، أهدي هذا البحث .
 
                                                                       ياسين الشيخ سليمان
*ياسين الشيخ سليمان
4 - أغسطس - 2008
3    كن أول من يقيّم
 
الفهرس
الإهداء...................................................................... 2
هدف البحث وغايته......................................................... 4
مقدمة...................................................................... 5
كلمة لا بد منها............................................................. 7
توطئة..................................................................... 11
الفصل الأول:
أدوات الاستفهام الواردة في القرءان الكريم..................................13
معنى الاستفهام الحقيقي....................................................14
الاستفهام المجازي.........................................................15
الخلاف في معاني وأغراض الأدوات اللغوية.................................15
أغراض أدوات الاستفهام عموما............................................16
الفصل الثاني:
أدوات الاستفهام وأغراضها وأحكامها كل واحدة منها على حده..............21
همزة الاستفهام............................................................21
أغراض ومعاني همزة الاستفهام ...........................................22
أحكام همزة الاستفهام .....................................................25
" أم " ، أغراضها وأحكامها................................................27
حرف الاستفهام (هل) وأغراضه ومعانيه...................................29
أحكام (هل)...............................................................30
أسماء الاستفهام: ما......................................................33
متى......................................................................34
كيف......................................................................35
كم........................................................................36
أنّى.......................................................................37
أي.......................................................................38
أين.......................................................................38
من.......................................................................39
أَيَّانَ......................................................................40
كَأيِّن......................................................................41
الفصل الثالث:
اختلاف اللغويين حول معاني أدوات الاستفهام..............................41
الأساليب اللغوية والتفكير..................................................42
الخاتمة...................................................................43
المراجع...................................................................44
 
*ياسين الشيخ سليمان
4 - أغسطس - 2008
4    كن أول من يقيّم
 
هدف البحث وغايته
   إن الهدف من هذا البحث نشر وتعزيز الثقافة اللغوية العربية المعتمدة على القرءان الكريم ، وذلك بتنمية المعرفة بواحد من أساليب اللغة المتعددة ، ألا وهو أسلوب الاستفهام ، أو الاستخبار[1]، والذي ورد في مئات الآيات القرءانية الكريمة . والغاية تتضح من أثر الهدف ؛ فتتجلى في تمكين الباحث والقارئ من أن يعي واجباته تجاه لغته ، وبالتالي تجاه دينه ووطنه وأمته .
   واختيار موضوع هذا البحث يتناسب مع الحاجة الماسة إلى مراقبة وضبط  تطور اللغة على مر الزمن ، والنظر فيما حل ويحل بها ، من بنيها أو من غيرهم ، من دعوات إلى التبديل والتغيير بحجة التجديد ومواكبة العصر ، أو ما يسمى بالحداثة . هذه المراقبة ، وهذا الضبط ، لا يتكامل أثرهما الإيجابي دون الرجوع إلى ضابط لا يتخلف في الحكم على ذلك التجديد بالصواب أو بالخطل ، ودون إرشاد منه وهداية ، ألا وهو كتاب الله الكريم .
 


[1] سمى بعضهم الاستفهام استخبارا على اعتبار أنه يسبق الاستفهام الذي هو طلب الفهم ؛ فإذا لم يفهم المُستخبر من أول مرة ، وأعاد السؤال ليفهم حق الفهم ، يسمى فعله ، عندها ، استفهاما .
*ياسين الشيخ سليمان
4 - أغسطس - 2008
5 و 6    كن أول من يقيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
  ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا )[1] ، وجعله سراجا أنار به للعالمين حلك الدّجى ، وصراطا مستقيما من اهتدى بهديه فاز ونجا ، ومن تنكّبه وحاد عنه إلى سواه ضل سيره ، وخاب في ظلمة الجهل والعَماية سعيه ،  والصلاة والسلام على رسول الله ، إمام الهدى ، الذي " كان خلقه القرءان"[2] دائما وأبدا ، فكان كما قال عنه جل ذكره :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ  4القلم) هذا الخلق الذي الذي اهتدى بهديه النبي الأكرم ، وسار بسنته الشريفة وفقا له ، مستمسكا به مطيعا لأوامره : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 43وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ 44 الزخرف ) ، حتى لحق بالرفيق الأعلى ؛ فخلف من بعده خلف ، رضي الله عنهم ورضوا عنه ، تمسكوا بما تمسك به ، ونهجوا منهجه ، فكانوا أئمة يدعون إلى الحق وبه يعدلون ،  ووفق الله كل من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعدُ :
   فهذا بحث في أدوات الاستفهام الواردة في القرءان الكريم ، في أنواعها وأغراضها وأحكامها ، أتقدم به مشاركة مني في مسابقة الوراق للدراسات القرءانية ، وقد عمدتُ إلى أن يكون موجزا ، يتناسب والغرض الذي يهدف إليه ، وهو تمكين القارئ ، غير المتخصص ، من التعرف على أدوات الاستفهام القرءانية وأغراضها وأحكامها ، مع شيء من الشمول والإحاطة ، دون أن يُضطر إلى الغوص في بحور الكتب المختصة ذات المجلدات المتعددة ؛ مما يتطلب منه أمدا طويلا ، وجهدا مُمِضّا ، هو في غنى عنهما ، ما دام يجد ضالته في السواحل والشطآن .
   وإن من واجبي أن أبين أن ما لم أشر إليه من المتن في الحواشي لأعزوه إلى صاحبه ، يكون من تأليفي ، وأن ملحوظاتي وتعليقاتي التي تتخلل أسطر البحث في أغراض أدوات الاستفهام وأحكامها أضعها بين هاتين الإشارتين : <....> . وإن كانت تعليقاتي طويلة أضعها في الحواشي حتى لا تشوش على ما في متن البحث ؛ فتشتت ذهن القارئ .
  وقمت ، بعد تقديمي للبحث ، وتدوين كلمة لا بد منها ، وسرد توطئة له ، بتقسيمه إلى فصول ثلاثة :
الفصل الأول : بدأته بتعريف أدوات الاستفهام ، من حروف وأسماء ، ثم دلفت إلى معنى الاستفهام الحقيقي ، ممهدا السبيل للوصول إلى المعنى المجازي للاستفهام ، وصولا إلى أغراضه البلاغية عموما ، ثم سردت عددا لا بأس به من تلك الأغراض العامة مع أمثلة قرءا نية عليها . والفصل الثاني جعلته يتعلق بذكر أغراض أدوات الاستفهام واحدة تلو الأخرى وما يخص كل أداة منها من المعاني والأغراض والأحكام ، وما تشترك الواحدة منها مع غيرها في غرض واحد أو أكثر . أما الفصل الثالث ، فقد خصصته لذكر شيء من أسباب اختلاف اللغويين وتنازعهم حول معاني أدوات الاستفهام ، متحريا أسباب ذلك التنازع  ؛ فإن في ذكر ذلك التحري ما يمكن أن ينفعنا في مجال النقد ، وما يعيننا على اقتحام مضمار الأخذ والرد ؛ فتتكون لدينا دربة على فهم معاني اللغة ، وتنجلي لنا خفاياها البليغة كما ينجلي ابن أجلى[3] بُعيد ليل بهيم .. وفي خاتمة البحث ذكرت نبذة عن أثر القرءان على اللغة والتفكير .
   أما الآيات القرءانية الكريمة المذكورة في البحث ، فقد قمت بنسخها من مصحف موقع " الوراق " على الشبكة العنكبوتية ، والمتوفر للبحث فيه ، في مكتبة القرءان في الموقع .
    وإن اهتمامي لذكر تراجم الأعلام في حواشي البحث ، على ما في ذلك من زيادة في بذل الجهد ، سببه الرغبة لدي في زيادة فائدة من يطلع على هذا البحث وليس لديه سابق عناية بمعرفة تراجم الأعلام المذكورين فيه ، على شهرة معظمهم ؛ ذلك لأن معرفة العصر الذي عاش فيه المؤلف ، وتكوينه الثقافي ، وتحصيله العلمي وكيفيته ، تلقي ضوءا على معارف ذلك العصر اللغوية ، وتظهر ما فيها من إبداع أو تقليد ، فيستعين القارئ بتلك المعرفة على التمكن من النقد ، ولا يظل مكتفيا بالتسليم بصحة كل ما يقرأ دون  دليل ، ثم يستطيع ، بعد ذلك ، استجلاء عظمة الأجداد وتسابقهم في ميدان علوم اللغة ، وكم بذلوا من الجهد فيها . وفي ختام هذه المقدمة ، أرجو أن أكون قد توفّقتُ ، إلى حد معقول ، لتمكين من يقرأ بحثي هذا من أن يُفيد منه ، ولا يتوفق عبد إلا بتوفيق الله .
 ياسين  الشيخ  سليمان                                                                               
 
سيلة الظهر / فلسطين
الثلاثاء  27 من رجب / 1429
الموافق 30 من تموز /2008
 ــــــــــــــــــــــــــــ
 
[1] الآية الأولى من سورة الكهف .
[2] سئلت أم المؤمنين عائشة (ر) عن خلق النبي ؛ فأجابت : " كان خلقه القرءان" . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ، نشرة الوراق ص28، المكتبة التراثية . وقد ورد هذا الجزء من الحديث في صحيح مسلم ضمن حديث طويل في كتاب صلاة المسافرين ، وورد في مسند أحمد وفي مصادر أخرى .
[3] ابن أجلى : الصبح .
*ياسين الشيخ سليمان
4 - أغسطس - 2008
7    كن أول من يقيّم
 
كلمة لا بد منها
 
   خلال قيامي ببحثي هذا ، شغلني أمر يتعلق بقلة الشواهد القرءانية في كتب علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة ، مقارنة بالشواهد الشعرية فيها ، خلال مطالعتي بعض المؤلفات القديمة ، رغم أني كنت أعلم هذا من قبل ، ولكني لم أتبينه على حقيقته إلا خلال قيامي بهذا البحث . وظل عنوان بحثي هذا يدفعني إلى استقراء أسباب ذلك الأمر ، هادفاً من وراء هذا الاستقراء إلى استخلاص العبر التي يمكن أن يساهم اتباعها ، ولو مساهمة متواضعة ، في خدمة لسان القرءان ، وذلك بالتنبيه إلى وجوب أن تكون الشواهد القرءانية على علوم اللغة أكثر بكثير من غيرها من الشواهد اللغوية ، وهذا ما يتطلبه عنوان بحثي هذا بكل وضوح .
   إن الأمثلة والشواهد التي ذكرها السابقون في مؤلفاتهم ، مستدلين بها على معاني أدوات الاستفهام  وأحكامها في اللغة العربية ، معظمها يستند إلى الأشعار[1] أكثر من استناده إلى الشواهد القرءانية ، وهذا أمر ملاحظ  كثيرا ؛ فالشيخ العلامة ، محمد عبد الخالق عضيمة[2] ، في كتابه " دراسات لأسلوب القرءان الكريم " ، بين أن من القدماء من شغلتهم شواهد الشعر عن النظر في شواهد القرءان نفسه ، كما ذكر ذلك العلامة محمود محمد شاكر[3] في تصديره الكتاب المذكور ، وهذا ما لقيت فيه نفسي هواها ، وبلغت فيه أفكاري منتهاها ؛ فكثيرا ما كنت أقول لنفسي : عجبا لأولئك النحويين ، والبلاغيين ، ومفسري القرءان أيضا ، كيف مالوا إلى ما فيه مظنة  الخطأ والصواب ، وما يمكن أن يكون قد اعتراه من الوضع والانتحال ، وما داخله من البعد عن فصاحة اللسان العربي الذي نزل به القرءان ، فمالوا إليه يستفتونه في


[1] الشعر عند الأمم كلها من أرقى فنونها اللغوية ، إلا أن  أمة العرب لم تجاريها أمة أخرى في هذا الفن ؛ فقيل : " الشعر ديوان العرب " . والشعر وأوزانه متأصلان في اللغة العربية وفي نفوس أهلها دون أن يخترعوا ذلك اختراعا ؛ وإنما هي الفطرة والسليقة . وقد بالغ بعض رواة الشعر العربي مبالغة عظيمة في رفع مكانته حتى نسبوه إلى آدم عليه السلام ، بل إلى الملائكة والجن وإبليس ، (نسبوا إلى آدم وإبليس محاورة شعرية من وزن بحر الوافر ، وقد أوقعوا فيها آدم في الإقواء ، ولم يوقعوا إبليس فيه!!) بل إنهم زعموا أن بعض آي القرءان وردت في الأشعار قبل نزول القرءان . هذه المبالغة في تمجيد الشعر ، والتي اقتربت أن تكون تقديسا ، أضرت ، دون ريب ، بالقرءان الكريم من جهة قلة اعتماد آياته شواهد على اللغة .( من أجل قصة الشعر المنسوب إلى آدم ، انظر : البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي ، وخزانة الأدب للبغدادي ، وغيرهما العديد من كتب مكتبة الموسوعة الشعرية التي أصدرها المجمع الثقافي بأي ظبي.)
[2] أحد كبار النحويين في زماننا (1328 - 1404 هـ الموافق  1910ـ 1984م) ، مصري ، حصلَ على العالميّةِ العاليةِ ، الدكتوراه ، عام 1943م ، في جامعة الأزهر ، وكانَت رسالتُه بعنوانِ ( أبو العباسِ المبرّدُ وأثرُه في علومِ العربية ) .عمل أستاذا في مصر والسعودية وليبيا . استغرق في تأليف كتابه " دراسات لأسلوب القرءان الكريم " خمسة وعشرين عاما . ( من مقال لأحد تلاميذ الشيخ عضيمة السعوديين في هذا الرابط http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6717 ) .
 
[3] أديب بارع وبحاثة مصري كبير (1909 – 1997)  برع في كتابة المقال الأدبي وكتابة الشعر كما برع في تحقيق النصوص بأسلوب يجمع بين التحقيق العلمي والتذوق الأدبي ، وكان من أهم المنافحين عن الإسلام والعربية ، فكان يغضب ويثور إذا سمع تطاولا على تاريخ الأمة العربية وعلومها . خاض الكثير من المعارك الأدبية ، وقد تأثر بمصطفى صادق الرافعي تأثرا كبيرا . له مؤلفات عدة ، منها : المتنبي ، والقوس العذراء ، ورسالة في الطريق إلى ثقافتنا .(مجلة العربي ، العدد 469 ، والموسوعة الحرة: ويكيبيديا ، الشبكة العنكبوتية) . ومما جاء في تصدير العلامة  محمود شاكر كتاب " دراسات لأسلوب القرءان الكريم " أنه يرى أن الشعر الجاهلي والإسلامي بحاجة إلى من يقوم بحصر ما فيه من حروف المعاني ، ومن تصاريف اللغة  ، ومن اختلاف الأساليب ودلالاتها ، والذي ظن الشيخ " عضيمة " أن القدماء قد فرغوا هممهم له .
 
*ياسين الشيخ سليمان
4 - أغسطس - 2008
8    كن أول من يقيّم
 
فهم معاني الحروف والأدوات اللغوية ، وفهم قواعد اللغة وقوانينها  أكثر مما مالوا إلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟! وقد ذكر الأستاذ "عضيمة" في مقدمة كتابه المذكور أن من النحاة من جاوز الحد فنسب اللحن إلى القراء الأئمة ، ورماهم بأنهم لا يدرون ما العربية[1] . وذكر في مقدمة كتابه أيضا إحصاء لما ورد عند أبي جعفر النحاس[2] ، في شرحه شواهد سيبويه الشعرية ، بين فيه أن تلك الشواهد بلغت خمسين وألفا على حين أن شواهده القرءانية بلغت ثلاثا وسبعين وثلاث مئة شاهد[3] ، بل إن " عضيمة " ذكر، أيضا ، أن من النحويين من منع أساليب لغوية كثيرة جاء نظيرها في القرءان[4]، وأورد في كتابه أمثلة كثيرة عليها .
   والمتتبع لشواهد النحاة يراها ، أيضا ، لا تعتمد كثيرا على الحديث النبوي الشريف اعتمادها على الشعر وعلى القرءان ، وذلك له أسبابه التي اطلعت على تفسيرها في واحد من المؤلفات الحديثة[5] ، وهو للدكتور صبحي الصالح[6] ، والتي تبحث في علم مصطلح الحديث ، ورأيت فيها ما يمكن ان يكون فيه بعض العذر لأولئك النحاة ، الذين رأوا أن رواية الحديث النبوي بالمعنى دون اللفظ  أبعدته عن فصاحة اللسان النبوي وبلاغته التي لا تجارى ؛ ولكن عذرهم هذا لا يمكن ان ينطبق على القرءان القطعي الثبوت بحال . صحيح أن القدماء اعتمدوا في علوم اللغة ونحوها وصرفها على شواهد نسبت إلى العرب الأقحاح ممن كانوا قبل الإسلام ، وعلى المخضرمين ، وعلى الإسلاميين ممن عاشوا صدر الإسلام ؛ وبهذا ضمنوا ، وفقا لظنهم ، صحة الشواهد وسلامتها وفصاحتها ؛ ولكن شواهد القرءان ، حتى في القراءات الغير متواترة ، هي التي تحكم على تلك السلامة والفصاحة الحكم الذي لا يشوبه هوى ، ولا يعتريه نقص أو فساد ، وعلى الأساليب اللغوية جميعها ، حكما نهائياً ليس لأحد بعده حكم ؛ فكان الأحرى بأولئك القدماء أن تكون شواهدهم القرءانية أكثر عددا بكثير من شواهدهم الشعرية ، هذا ، عدا عن الأثر السلبي الناتج عن الشك في رواية الشعر من جهة نسيان الراوي او غفلته ، أو سهو الناسخ  وعجلته ، أو نحل أشعار لشعراء لم يقولوها ، وكذلك الروايات المتعددة والمتباينة لأبيات القصيدة الواحدة التي تجعل الحيرة تنتاب الباحث عن أي الألفاظ هو الأفصح ، أو ، على الأقل ، الأصح . وهناك ما هو أهم مما ذكرته لتوي ، وهو أن القرءان نزل على العرب وهم في أوج فصاحتهم ، وعنفوان بلاغتهم ، وتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا ، فكيف يستشهد بأشعارهم أكثر مما يستشهد بآيات


[1] عضيمة ، محمد عبد الخالق ، دراسات لأسلوب القرءان الكريم ،ج1ص2 ، دار الحديث ، القاهرة ، 1392 – 1972.
[2] أبو جعفر النحاس(ت338 هـ - 949م) أحمد بن محمد بن اسماعيل المرادي ، نحوي مصري شهير ، له مؤلفات عديدة منها : إعراب القرءان ، والناسخ والمنسوخ ، وتفسير أبيات سيبويه ، والكافي في النحو . وردت ترجمته في العديد من كتب التراجم .
[3] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج/1ص6.
[4] نفس المصدر ، ج/1ص6.
[5] الصالح ، صبحي ، " مباحث في علوم القرءان " ، دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة العاشرة ، 1397هـ - 1977م . (أنظر الفصل الرابع حول مكانة الحديث في اللغة والنحو) .
 
[6] الدكتور صبحي الصالح ( 1345 – 1407هـ /1926 – 1986م) ، لبناني ، كان أزهريا وسوربونيا ، وكان بحرا زاخرا من العلم والألمعية ، تبحر في دراسة الأدب الفرنسي ، كما تبحر في دراسة اللغة العربية وعلومها وآدابها ، وكان عضوا في عدد من المجامع اللغوية العربية . عمل أستاذا في الكثير من الجامعات العربية على مدى اثنين وثلاثين عاما  ،  وكان عميدا لكلية الآداب بالجامعة اللبنانية ، ورئيسا للمجلس الشرعي الأعلى قبيل قتله غيلة رحمه الله . له مؤلفات نافعة تعين الدارس على فهم كتب الأقدمين ، وتريحه من كثرة الجهد في البحث ، وهي كثيرة منها : مباحث في علوم القرءان، علوم الحديث ومصطلحه ، دراسات في فقه اللغة وغيرها كثير . للاستزادة يُنظر الرابط التالي : http://www.awu-dam.org/mokifadaby/434/mokf434-022.htm                                                                                                                               
 
*ياسين الشيخ سليمان
4 - أغسطس - 2008
9    كن أول من يقيّم
 
القرءان؟!! قال عبد القادر البغدادي[1] في "خزانة الأدب" : " قال الأندلسي في شرح بديعية رفيقه ابن جابر : علوم الأدب ستة: اللغة والصرف والنحو، والمعاني والبيان والبديع؛ والثلاثة الأوَل لا يستشهد عليها إلا بكلام العرب "[2]. ويحضرني قول الإمام الباقلاني[3] في كتابه إعجاز القرءان ، عما حل بالقرءان الكريم في عصره من بعض الجهال مدعي العلم ، يقول : ( أما القرآن: فقد قل أنصاره، واشتغل عنه أعوانه، وأسلمه أهله، فصار عرضة لمن شاء أن يتعرض فيه، حتى عاد مثل الأمر الأول على ما خاضوا فيه عند ظهور أمره...وذُكر لي عن بعض جهالهم أنه جعل يعدله ببعض الأشعار، ويوازن بينه وبين غيره من الكلام، ولا يرضى بذلك حتى يفضله عليه)[4]
    وهناك أمر لا بد من ذكره ، وهو ان اللغة توصف بأنها كالكائن الحي ، مفرداتها تولد ثم تشب ثم تهرم ، وقد تنتهي إلى سبات عميق في بطون المعاجم لا يستخدمها إلا القلة من الناس ، وقد تستيقظ من جديد ، وقد يتغير مدلولها ، أو يتسع على مر الزمن ، وتستحدث في اللغة تراكيب جديدة ، وذلك من تبدل أحوال المجتمعات ، وتمازج الثقافات بين مختلف الأمم ؛ ولكن للغة أساس ثابت ، هو قواعدها الأساسية التي لا يجوز أن تتغير، وإلا تغيرت شخصية اللغة واستبدلت بشخصية أخرى . هذه القواعد الأساسية هي ، بفضل الله وكرمه ، التي يقوم كتاب الله بحمايتها ؛ لأنه لا يتغير ولا يتبدل . وهو الكتاب الكريم الذي يحكم على كل علوم اللغة بالصحة أو بالبطلان ، فهو مرجع اللغة الأول ، وهو مرجعها الآخِر ، وعليه ، فإن الاستشهاد بآياته على صحة قواعد اللغة وعلومها يظل في المقام الأول بين جميع الاستشهادات الأخرى . "ولولا القرءان الذي وُقفت عليه الأعمار والأعمال ، ونشأت له واستنبطت منه وصدرت عنه العلوم والمعارف والخبرات ، والأقوال والأفعال ، ما كانت عربية ، ولذهبت كما ذهبت اللاتينية والسنسكريتية ."[5]
    إن فهمنا لأساليب القرءان هو ، دون ريب ، الذي يجعل نفوسنا ، إن أخلصت لله نواياها ، تتأثر بتعاليمه ، وتستضيء بنوره ؛ فيتجلى ذلك التأثير واضحا جليا في سلوكها سبل الهداية فيما ينفعها في


[1] عبد القادر البغدادي (1030- 1093 هـ  / 1620 – 1682 م ) علامة بالأدب والتاريخ والأخبار ، ولد وتأدب ببغداد ، وأولع بالأسفار، ومات في القاهرة . أشهر كتبه "خزانة الأدب ولب لباب آداب العرب " ، وهو شرح شواهد شرح الكافية للرضي الإستراباذي . ( انظر ترجمته ، وكذلك كتابه "خزانة الأدب " ، في الموسوعة الشعرية /الإصدار الثاني ، الصادرة عن المجمع الثقافي في " أبو ظبي " . وخزانة الأدب ، تجده منشورا أيضا في موقع "الوراق" ، في مكتبته التراثية .
 
[2] البغدادي ، عبد القادر، خزانة الأدب ولب لباب آداب العرب ، ص1 ، منشورات موقع الوراق للكتب التراثية .
[3] الباقلاني او ابن الباقلاني (ت 403 هـ) محمد بن الطيب الأصولي المتكلم ، صاحب المصنفات ، وأوحد أهل  وقته في فنه ، وكانت له في جامع المنصور حلقة عظيمة . وصفه ابن الأهدل بأنه مجدد الدين على رأس المائة الرابعة .(شذرات الذهب) . من تصانيفه " إعجاز القرءان العظيم " ، والذي وصف بأنه أعظم كتاب في بابه إلى يومنا هذا ، وقد ورد هذا الوصف في نبذة حول الكتاب في موقع" الوراق " بقلم الباحث الأستاذ زهير ظاظا .  وللباقلاني في علم دقيق الكلام وجليله باع طويل كما هو معروف .
[4] هذا النص المقتبس من كتاب "إعجاز القرءان للباقلاني" ذكره الأستاذ زهير ظاظا في نبذته حول الكتاب ، في الوراق، تحت عنوان (قصة الكتاب) . ومن كتب الباقلاني المنشورة في الوراق أيضا كتاب " الإنصاف " .
 
[5] " صقر ، محمد جمال ،  رعاية النحو العربي لعروبة أطوار اللغة والتفكير ،  مكتبة " الوراق " المحققة / قسم اللغة ومعاجمها  ، موقع الوراق .
*ياسين الشيخ سليمان
4 - أغسطس - 2008
 1  2  3  4