البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : البحر الدكالي    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )
 زهير 
21 - يونيو - 2008
تحية طيبة أستاذ عبد الحي الدكالي: وشكرا على الأبيات الحلوة في ركن الصور، هي محاولة جنيت بها على نفسك، فلن أفلتك حتى تصير شاعرا، ولأنك أستاذ في الرياضيات التطبيقة فالمسألة بمنتهى البساطة، انظر مثلا هذا البحر الذي كتبت عليه اليوم هذه القصيدة، وهذه أول مرة في حياتي أكتب على هذا الوزن وأتمنى من أمير العروض أن يفتينا ما اسم هذا البحر، ومن سبقنا إلى الكتابة فيه
 
عـبد الحي الدكالي يـا  للشعر iiالزلال
حـاكيتم  ما iiحكيتم حوك صعب iiالمنال
هل من خيط iiحرير أم  من لحن iiخيالي
مـا أحلاه iiعروضا لـو تـحدوه الليالي
عـبد  الحي الهدايا من  أخلاق iiالرجال
قـد أشعرتم iiفشكرا لـكن عذرا iiسؤالي
بالتطبيق iiالرياضي أم  بالبحث iiالدلالي
لـو  فـكرتم iiقليلا أشـعرتم  iiبالحلال
هـذا درس iiكـبير لـلتخطيط  iiالمثالي
إن تسأل كيف يبنى يـبـنى iiبالارتجال
مـفعولاتن  iiفعولن بـحر ملكي iiومالي
قـالوا  ماذا iiيسمى قـلت iiالبحرالدكالي
 
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
قراءة أولى في المتدارك والخبب:    كن أول من يقيّم
 
قراءة أولى في المتدارك والخبب:
استجابة لرغبة شيخي الشاعر ياسين سليمان أقدم هذه الرؤية للمتدارك والخبب:
للبحر المتدارك ميزة تجلعه يشذ عن بقية البحور, ألا وهي الوزن المسمى بالخبب أو ركض الخيل أو صب الميزاب أو دق الناقوس, الذي يُشتق منه...إلخ
ويعتمد البحر المتدارك على تكرار تفعيلة(فاعلن/5//5) ثماني مرات.
ومثاله المشهور:
 جاءنا/ عامر/ سالمًا/ صالحًا     بعدما/ كان ما/ كان من/ عامر 
ويأتي مجزوءًا أيضا هكذا:
 فاعلن فاعلن فاعلن     فاعلن فاعلن فاعلن
ومثاله المشهور:
 قف على/ دارهم/ وابكِيَنْ     بين أط/لالها/ والدِّمَنْ
وتُجَوِّز كتُب العروض دخول الخبن على تفعيلات المتدارك, فيحذف الثاني الساكن من "فاعلن/5//5" وتصبح: "فَعِلُنْ///5", بتحريك العين. إلا أن كتب العروض لم تذكر أن الخبن إذا دخل تفعيلة من تفعيلات البحر المتدارك, وجب خبن بقية التفعيلات أيضًا, حتى يكون الإيقاع مستقيمًا ومستساغًا. فلن يوجد بيت من الشعر مكتوبًا على الوزن التالي مثلا:
 فعِلن فاعلن فاعلن فعِلن...فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
فهو قبيح ولا تستسيغه الأذن. فكأن أرباب كتب العروض اتفقوا على أن بحر الخبب (فعِلن فعِلن فعِلن فعِلن مرتين) هو بحر مستقل عن البحر المتدارك, ولكنهم لم يُصرِّحوا بذلك.
*ومفتاح بحر "الخبب" عند الأستاذ عمر خلوف في كتابه(كن شاعرًا)هو:
خببٌ يجري فيه القول      فعِلُن! فعْلُن فعْلُن فعْلُ
لكن :لو قطنا كلمة (خَبَبٌ) لصارت (o///) أي (فعِلُن) وهذا على خلاف تفعيلة البحر(فعْلُن)!!!
ويرى العروضيون المعاصرون -ومن أبرزهم الأستاذ عمر خلوف- أن استقلالية بحر الخبب ظاهرة في الأسباب التالية:
1. الخبب بحر سببي, أي متكون من أسباب فقط, وليس فيه وتد, على خلاف بقية البحور؛ ولذلك سماه دكتور أحمد مستجير (بحر السبب)...
2. تضاربت التعليلات في اشتقاق الخبب من المتدارك. فالبعض قال بأن "فاعلن" خُبِنت فصارت "فعِلن". وهكذا يُشتَقُّ الخببُ من المتدارك, شريطة أن تُخبَن بقية التفعيلات, فلا يمكن أن تُخبَن واحدة وتظل بقية التفعيلات على صيغة المتدارك وهي:"فاعلن". وإلا اضطرب الوزن. والمشكلة كامنة في الشرط المذكور. فلم يجب خبن كل تفعيلات المتدارك إن خُبِنَتْ واحدة؟ ففي الرمل مثلا, يجوز دخول زحاف الخبن على واحدة من التفعيلات دون البقية. فلِمَ شذ المتدارك عن القاعدة؟
وفي استخراج "فعْلن" بتسكين العين قال البعض بأن "فعِلن" المُحرَّكة العين المخبونة أُضمِرت, فسُكِّنت العينُ وصارت: "فعْلن" بتسكين العين. والبعض الآخر قال: إن "فاعلن" قُطِعت (والقطع هو حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ما قبله) فصارت "فاعلْ" بتسكين اللام, ومن ثم نُقِلت إلى "فعْلن" بتسكين العين. والبعض ذكر أن "فاعلن" شُعِّثت (والتشعيث هو حذف أول الوتد المجموع) فصارت "فعْلن" بتسكين العين.
والتعليلان الأخيران فاسدان؛ ذلك لأن العلل لا تدخل حشو البيت. بل تدخل عروضه وضربه وقد تدخل على أول تفعيلة الصدر أو العجز (كالخرم والخزم). ولكنها لا تدخل حشو البيت. فإن استثنينا التعليلين الأخيرين, بقي التعليل الأول: وهو خبن "فاعلن" لتصبح "فعِلن" بتحريك العين. وهذا التعليل واضح التكلف؛ ذلك لأن الشاعر مُلزَم بخبن كل تفعيلات المتدارك في كل أبيات قصيدته. فجعلوا الخبن كالزحاف الجاري مجرى العلة, وأوجبوا دخوله على كل تفعيلات البيت.
3. اختلاف إيقاع المتدارك (فاعلن ثمان مرات) وإيقاع الخبب (فعلن ثمان مرات) اختلافًا جذريًّا. وسبب ذلك وجود الأوتاد في المتدارك وانعدامها من الخبب. فأنت لو قارنت مُضمَر الكامل مع الكامل السالم من الزحاف, ومَطويَّ الرجز مع الرجز السالم من الزحاف, ومقبوض الطويل مع الطويل السالم من الزحاف, لوجدت أن إيقاعي البحر السالم مع البحر المزاحف متشابهان وقريبان من بعضهما. وهذا التشابه والقرب معدوم بين إيقاعي المتدارك والخبب. ولا أظن أن أحدًا يستطيع أن يكتب بيتًا مستخدما تفعيلتي المتدارك (فاعلن) والخبب (فعلن) من دون تكلف!
فالعروضيون في مندوحة عن هذا لو قالوا بأن الخبب بحر مستقل بذاته عن المتدارك.
 
*صبري أبوحسين
24 - يونيو - 2008
الخبب في شعر الخليل    كن أول من يقيّم
 
الخبب في شعر السلف:
*هذا و للخليل بن أحمد نتفتان على نسق الخبب، هما:
*نُتفة على (فعِلنْ) بتحريك العين، نصها:
سُئِلوا فَأَبَوا فَلَقَد بَخِلوا       فَلَبِئسَ لَعَمرُكَ ما فَعَلوا
أَبَكَيتَ عَلى طَلَلٍ طَرَبًا       فَشَجاكَ وَأَحزَنَكَ الطَـلَلُ([1])
*وثانية على (فَعْلُنْ) بإسكان العين، مطلعها:
هَذا عَمرٌو يَستَعفي مِن       زَيدٍ عِندَ الفَضل القاضي
فَاِنهَوا عَمرًا إِنّي أَخشى       صَولَ اللَيثِ العادي الماضي
لَيسَ المَرءُ الحامي أَنفًا       مِثلَ المَرءِ الضَيمَ الراضي([2])
وعلى الرغم من ذلك نجد من يزعم أن الخليل لم يعرف نسق المتدارك أو الخبب، وأن الأخفش الأوسط استدركه أو استدركهما عليه!!!


[1]  وردا في الموسوعة الشعرية،عن كتاب نور القبس للحافظ اليغموري المتوفي 673هـ.
[2] راجع إنباه الرواة للقفطي ص342 ، و شرح التحفة ص299، والقسطاس ص129، والوافي في العروض والقوافي ص177، وأوزان الشعر العربي وقوافيه ص19، وص191. والشافي في العروض والقوافي للدكتور هاشم صالح ص217...إلخ
 
*صبري أبوحسين
24 - يونيو - 2008
تابع شواهد السلف الخببية    كن أول من يقيّم
 
تابع شواهد السلف الخببية:
من الشواهد الشائعة في الكتب العروضية قول الشاعر:
ما ليْ مالٌ إلا درهمْ    أو بِرْذَوْنِي ذاك الأدهمْ
ومن الملاحظات على ميزان الذهب للهاشمي في في نهاية تحليله للبحر المتدارك، ما ورد في قوله:"يجتمع في البيت الواحد التشعيث في تفعيلة والخبن في أخرى، كما في قول القائل:
ما ليَ مالٌ إلا درهمْ               أو برذوني ذاك الأدهمْ([1])"
وضبط(ما لي) بفتح الياء غير مقبول، ويكسر البيت! كما يتضح لمقطِّع البيت أنه ليس فيه زحاف الخبن وحده، كما ذكر الأستاذ الهاشمي([2]).
وكان أولى به أن يذكر أن لهذا البيت وأمثاله تحليلين عروضيين، هما:
 *أن هذا البيت على نسق [فعْلنْ] أربعة في كل شطر، فيكون على ثمانية أجزاء. وتقطيعه هكذا:
ما ليْ/ مالٌ/ إلا/ درهمْ               أو بر/ذوني/ ذاك ال/أدهمْ
فعْلن/فعْلنْ/فعْلنْ/ فعْلنْ              فعْلن  / فعْلنْ/ فعْلنْ / فعْلنْ
وهذا التقطيع يجعل البيت من البحر المتدارك التام، ولكن حدث في جميع تفاعيله تغيير، اختلف الباحثون في تفسيره على ثلاثة احتمالات، هي:
- أن يكون دخل جميع تفاعيله علة التشعيث([3]).
- أن يكون دخل جميع تفاعيله علة القطع([4]). وفي هذا شذوذ دخول علة في الحشو، كأنها صارت مما يسمى علة جارية مجرى الزحاف في عدم الاختصاص بالعروض والضرب!
- أن يكون دخل جميع تفاعيله زحاف الخبن، فصارت(فعِلنْ) ثم زحاف الإضمار، فصارت(فعْلنْ). وهذا يستلزم دخول زحافين على تفعيلة خماسية، وهذا ما لم ينصَّ عليه عروضي سابق([5])!
*أن هذا البيت على نسق [مفعولاتنْ] اثنتان في كل شطر، فيكون على أربعة أجزاء. وتقطيعه هكذا:
ما ليْ مالٌ/ إلا درهمْ               أو برذوني/ ذاك الأدهمْ
        مـفعولاتنْ/ مفعولاتنْ               مـفعولاتنْ/ مـفعولاتنْ
وهذا يحتاج إلى أن نُسَمِّي له بحرًا جديدًا.هو الخبب عند بعضهم([6])، والمخترع عند آخر([7]) والمخلع عند بعض آخر([8]).
 وعند آخرين جعلوه من البحر المتدارك([9]).


[1]))الميزان ص97. وهو من شواهد الجوهري على البحر المتدارك. وقد قدم له بقوله:"ويجوز في كل جزء منه القطع فيبقى فاعلْ، فينقل إلى فعْلنْ، وبيته:مالي...عروض الورقة ص91، وجعله ابن القطاع من الشواذ في المتدارك، الذي دخل الإضمار جميع تفاعيله. راجع كتاب البارع في علم العروض ص191، تحقيق د/أحمد عبدالدايم، طبع دار الثقافة العربية سنة 1982م. وراجع حاشية الدمنهوري ص70، والغامزة ص60.
[2])) ينطبق تحليل الأستاذ الهاشمي، هذا، على البيت الثاني الذي ذكره، وهو من دالية الحصري، ونصه:
يا ليلُ: الصبُّ متى غدُه     أقيامُ الساعة موعدُهُ
[3]))هو حذف أول أو ثاني الوتد المجموع من التفعيلة.فتصير[فاعلنْ] فالنْ أو فاعنْ.راجع اللسان [ش/ع/ث] وأوزان الشعر العربي وقوافيه ص73...
[4])) هو حذف آخر الوتد المجموع وإسكان ما قبله، فتصير[فاعلنْ] فاعلْ. اللسان [ق/ط/ع]، وأوزان الشعر العربي وقوافيه ص63.ويذكر الدكتور عبد النعيم علي أن جعل هذا مثل هذا البيت على القطع أولى؛ لأن الحذف من الآخر أيسر وأسهل من الحذف من وسط الجزء..
[5])) لم يذكر العروضيون في باب الزحاف المزدوج زحافًا مزدوجًا خاصًّا باجتماع الخبن والإضمار في تفعيلة واحدة. وتدبر الزحافات المزدوجة يلاحظ أنها خاصة بالتفاعيل السباعية.  
[6]))إنباه الرواة للقفطي، ص341 وما بعدها، تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم طبع دار الكتب 1950م.
[7])) البارع في علم العروض لابن القطاع ص190.
[8])) أوزان الأشعار ص38، د/أحمد رجائي، طبع دمشق سنة 1995م.
[9])) راجع في ذلك القسطاس ص128، والوافي ص 179، في تعليقه على نتفة منسوبة إلى الإمام علي رضي الله عنه، على نسق البيت المذكور في المتن، واللسان[د/ر/ك]، وأوزان الشعر العربي وقوافيه ص192، والشافي في العروض والقوافي ص219. وسماه بعضهم الخبب.
*صبري أبوحسين
24 - يونيو - 2008
الفرق بين الخبب ودق الناقوس هندسيا وإيقاعيا    كن أول من يقيّم
 
من التعليقات الطيبة التي تفيد في بيان الخبب ما ورد في موقعنا(الوراق) تحت عنوان"الفرق بين الخبب ودق الناقوس هندسيا وإيقاعيا". ونصه: 
 
الأخ العزيز خشان
تحية طيبة
قرأت بحثك عن بحر الخبب بتمعن ومحبة والذي أرسلته إلي عن طريق البريد الألكتروني وقد أثار لدي بعض الملاحظات والإختلاف وبالرغم من إعجابي به ولكن في الحقيقة لي آرائي المختلفة والتي سأطرحها  هنا وأحب أن تطلع عليها وأن يطلع عليها القراء أيضا ليشاكوننا الحوارمع خاتص محبتي واحترامي.
 
الفرق بين بحري الخبب ودق الناقوس
 
     العنوان  أعلاه يمثل إقرارا مني بأن البحرين مستقلان عن بقية البحور وكل منهما يمثل بحرا بذاته وحتى أقوم بتحليلهما علي أن أبين الرموز التي سأستخدمها هنا ،وهي لا أ كثر من ثلاثة رموز و كما يلي:-
1- الحرف المتحرك ورمزه سهم رأسه متجه إلى يمين الورقة  (←)
2-الحرف الساكن وهو عبارة عن صفر(0)
3-السبب الخفيف ورمزه واحد (1) وهو عبارة عن حرف متحرك وحرف ساكن (←0)
 
ونحن نعتقد أن هذه الرموز كافية ولا داعي لإرهاق القارئ بالأرقام والرموز الكثيرة، والآن سنحاول تحليل البحرين أعلاه وبدلالة الرموز المذكورة وكما يلي:-
أ- دق الناقوس أو قطر الميزاب
  ليس في دق الناقوس تفعيلة ما بل هو يتكون من تكرار السبب الخفيف(1)  ولثمان مرات ٍفقط وكما يلي:-
فا  فا  فا  فا  فا  فا  فا  فا            / 1 1 1 1 1 1 1 1
 
كما في قول الإمام علي(رض):-
حقا  حقا  حقا حقا        صدقا صدقا صدقا صدقا
إن الدنيا قد غرتنا        واستهوتنا.... واستلهتنا
 
والسبب الخفيف هو الوحدة الإيقاعية الأساس في العروض العربي ويكاد يكون الأهم لأن منه نستطيع الحصول على كافة الوحدات الإيقاعية الأخرى،وفي واقع الحال إن معلوماتنا ضعيفة عن هذه الوحدة وسلوكها الموسيقي والإيقاعي وهي تحتاج لدراسات وافية في علم الصوت لفحصها واختبارها ولحد الآن لم أجد ما يمكنني الإعتماد عليه، ومعلوماتنا عنها ترديد  لا أكثر للكلام المكرر في كتب العروض ،إن دراسة سلوك هذه الوحدة سيساعدنا كثيرا في فهم النظام الهندسي والإيقاعي في الموازين العربية وفي الواقع هذ ا هو ما نحن عاكفين عليه الآن في بحثنا المكمل لكتابنا الأول وهو الإيقاع في الموازين العربية. وقد يجد القارئ هنا بعض الصفات التي سندسها لفهم هذين البحرين.
 
ب-بحر الخبب
 وهذا البحر يتكون من الفاصلة الصغرى (فعِلن/← ←1) وقد تكررت أربع مرات،وكما يلي:-
فعلن  فعلن  فعلن  فعلن             //← ← 1← ←1← ← 1 ← ←1
 
وهذه الوحدة تمثل إيقاعاً لوحدها يتميز بقوته، إلا أنها هندسيا تتكون من ثلاثة أسباب خفيفة وكما يلي:-
1- فا فا فا        /  1 1 1
نعرضها لزحاف في السبب الأول سنحصل على:-
2- فعولن    /     ← 1 1
 وعندما نعرضها لزحاف ثان نحصل على:-
3- فعلن       / ← ←1
 
 
كما في هذا البيت:-
 
أمم ٌ ذهبتْ وأتت أمم ٌ   ومضى زمن وأتى زمن ٌ
 
في العروض العربي حقيقة مهمة وهي أن كل حرف متحرك أصله سبب خفيف  فقد ساكنه ولا أريد أن أقول حذف ساكنه لأني متحفظ على ذلك ،كما أن كل حرف ساكن في القصيدة له نظير متحرك قد يكون موجودا وقد يختفي، والمشكلة في العروض العربي إنه في أحيان كثير يختفي المتحرك ولا نشعر به وعلى العكس من ذلك يكون الساكن موجودا ولكننا لانشعر به، ومن هنا تتأتى الإشكالية الخطيرة والتي تقود إلى نتائج خاطئة،والحقيقة الثانية هي  أن هنالك وحدات إيقاعية ثقيلة وأخرى خفيفة وما بينهما من ثقل وخفة وهذه الوحدات سنوضحها في كتاب الإيقاع إنشاء الله،وعند تحليل الشعر لا تؤخذ بالحسبان وهي مهمة إذ أن لولاها لما كان هنالك وزن في الشعر.
    ولو عدنا لبحري( الخبب) و( دق الناقوس)،سنجد حقيقة مهمة هي أن( فع لن/ 11) هندسيا لاتساوي( فعلن/← ←1) بل إن الأولى أقل من الثانية بمقدار سبب خفيف واحد كما فصلنا في أعلاه،والسؤال المطروح هنا كيف لهما أن يتبادلا المواضع في كثير من الموازين العربية كما في الكامل مثلا وليس فقط في الخبب دون أن نشعر بحدوث شيء غريب وكأنه تحصيل حاصل،إن الإجابة على هذا السؤال(المفتاح) سيحل ويفسر لنا الكثير من أسرار العروض العربي التي بقيت مستعصية على الفهم لحد الآن،وهنا سنحتاج إلى اتباع منهج جديد في التعامل مع البحور وألا نتسرع إلى ولوج الطريق الأسهل ونقول إن هذا يمكن أن يحل مكان هذا بدون إعطاء سبب لتفسير هذه الظاهرة لأن الحقيقة ستضيع ونظل ندور في حلقة مفرغة.
  وألان لنقرأ الأبيات التالية مع تقطيعها هندسيا وكما يلي:-
 
1- يــا لــيــلُ الصبّ   ُمتى       غده ُ                      أقــيـامُ   الســاعــةِ     موعــده ً     
 ( 1   1)   ( 1 1 )(← ←1)(← ←1)            ( ← ←1)  ( 11)(← ←1)( ←←1)
           (  10 أسباب)                                                (11سببا)                    
 
2-مــضــناك    جـفـاه      مــرقـــده                       وبــكــاه     ُ ورحـــم       عــوده ُ
   (1 1)( ← ←1)(11)( ← ←1)             (← ←1)( ← ←1)( ← ←1)( ← ←1)
                 (10 أسباب)                                    (12 سببا)                           
3-حــيــران القــلــب   مــعــذبــــه                  مــقــروح  الــجــفــن    مــسهــده
   (11)(11)( ← ←1)( ← ←1)              (11)(11)( ← ←1)( ← ←1)
                (10 أسباب)                                        (10 اسباب)
  نلاحظ من التقطيع أعلاه أن الأبيات الثلاثة أعلاه عروضيا موزونة بالرغم من اختلاف عدد أجزائها وهو في الواقع شيء يحتاج لتفسير شافي ومقنع حيث كيف(10=11=12) ولكي نفسر ذلك بطريقة منطقية سنفترض التقطيع التالي وهو ليس هندسيا كما في أعلاه وإنما  تقطيع  هندسي وإيقاعي معا(سنكتفي بالتقطيع دون إيراد الأبيات) :-
 
1-( ←011)( ←011)( ← ←001)( ← ←001)   (فعولن) (فعولن)   (فعلن)     (فعلن )                                                      (← ←001)( ←0011)( (← ←001)( ←←001) (فعلن)  (فعولن)   (فعلن)    (فعلن)
  
2-(←011)( ← ←001)( ←011)( ← ←001) (فعولن)(فعلن)(فعولن)(فعلن)                                                                   (← ←001)( ← ←001)( ← ←001)( ← ←001)(فعلن)(فعلن)(فعلن)(فعلن)
 
   
 3-(←011)( ←011) (← ←001) (← ←001) (فعولن)(فعولن)(فعلن)(فعلن)
   (←011)( ←011) (← ←001) (← ←001) (فعولن)(فعولن)(فعلن)(فعلن)
 
      لا شك أن تحليلنا أعلاه قد يصدم القارئ حيث عوضت عن (فع لن/11) بالتفعيلة (فعولن/←11) وهي تفعيلة بحر المتقارب وهذا يعني أن( فع لن/11) هي فعولن//←11) وقد خرمت بلغة أهل العروض، وهنا سيكون الوضع صحيحا والصيغ أعلاه موزونة بسبب تساوي عدد السواكن في كل بيت وهو إثنا عشر ساكنا  أي عند احتساب عدد السواكن "ورمز الحرف الساكن كما أسلفنا هو(0)" في كل بيت هو إثنا عشر ساكنا فإن الأبيات أعلاه ستكون موزونة وهذا يعني أن فعلن/(← ←001) إيقاعيا تعادل( فع ل/011) لذا يمكن أن تحل الواحدة مكان الأخرى وهذا لتساوي سواكن كل منهما والذي يقود بدوره لتعادلهما إيقاعيا ومن هنا نستنتج أن (مستفعلن /11
0←1) الموجودة في بحر الكامل هي ليست( مستفعلن/11 ←1) الموجودة في بحر الرجز(لماذا?).
 
وإن شاء الله ستكون لنا عودة أخرى للموضوع
                                                                                                                    ذياب شاهين
 
*صبري أبوحسين
24 - يونيو - 2008
اعتذار    كن أول من يقيّم
 
أعتذر كثيرا لأستاذي زهير فرغم دخولي إلى الموقع إلا أنني لم أطلع على المواضيع الجديدة وخصوصا مواضيع "دوحة الشعر" فأنا لا أدخلها إلا نادرا، وقد صدقت أستاذي " قد جنيت على نفسي" ورغم اطلاعي على كل المشاركات إلا أنني خرجت منها بخفي حنين ، لم ييسر أن أطلع على علم العروض، فكلما فتحت كتابا ورأيت التفعيلة إلا ورجعت القهقرى، مع العلم أن أستاذتي في العربية تكهنت وأنا صغير وقالت لباقي التلاميذ "إن الدكالي سيصبح شاعرا" وقد خيبت أملها وسلكت دربا غير الدرب وخيبت أمل الشاعر الكبير زهير في أن أكون أول من يطلع على الموضوع.
 
وأشكر الأستاذ عمر خلوف أمير العروض  والأستاذ ياسين الشيخ وباقي المشاركين الذين أثرووا الموضوع
*عبد الحي
24 - يونيو - 2008
هذا ما بدا لي    كن أول من يقيّم
 
بعد إلحاح في السؤال هـذا  مـا بـدا iiلي
ألـهـمـك iiارتجالي نـظما  عزيز iiالمنال
وألـقى  بك في iiبحر أخرجت  منه iiاللئالي
لـم  يغص فيه iiقبلك بـحار طويل iiالحبال
وقـد قال فيه iiالأمير جـدتُ  فـيه iiبمثال
يـصـعب على iiمن حـالـه  iiكـحـالي
أن  يـصـدر iiحكما فـي مثل هذا iiالنزال
وقـد جـنيت iiأخرى وقـلـت ما في iiبالي
ونـظمت اليوم iiنظما عـلى  غير iiالمنوال
 
*عبد الحي
24 - يونيو - 2008
بحار الدكالي    كن أول من يقيّم
 
كل الشكر للأستاذ عبد الحي على هذه الإستجابة الطريفة وأقول له:
أصابت معلمتك يا أستاذ عبد الحي، وسوف تكون شاعرا إذا تابعت معي درسا بعد درس، وفي الدرس العاشر، إن شاء الله أعطيك الشهادة، فالذين علمتهم النظم وكتبوا الشعر ليسوا بأكثر منك ذكاء ورياضيات، ومنهم من لم أجلس معه إلا جلسة واحدة.
قصيدتك هذه محيط من محيطات الشعر، باستثناء البيت الأول، ولأنه البيت الأول فسوف نتسامح معك في تقييمه، فتأمل معي أوزان القصيدة:
 
بعد إلحا/ ح في السؤال (فاعلاتن مستفعلاتن) بحر جديد، لا أعرف له ساحلا، ولو أضفت إلى أوله حرف (و) صار مخلع البسيط، (مستفعلاتن مستفعلاتن)
هذا ما بدالي (فعلن فاعلاتن) ربما يعده أمير العروض من مقصرات الدوبيت أو السلسلة
ألهمك ارتجالي (مفتعلن مفعولا) من منهوك المنسرح لا غبار عليه
نظما عزيز المثال (من بحر المجتث لا غبار عليه، ووزنه (مستفعلن فاعلاتن)
وألقى بك في بحر (هزج لا غبار عليه، ووزنه: (مفاعيل مفاعيلن)
بحار طويل الحبال: (مجزوء المتقارب لا غبار عليه، ووزنه (فعولن فعولن فعول)
وقد قال فيه الأمير: (مجزوء المتقارب لا غبار عليه ووزنه (فعولن فعولن فعول)
جدت فيه بمثال (مجزوء الرمل لا غبار عليه، ووزنه (فاعلاتن فعلات)
(يصعب على من = حاله كحالي) وزن مقبول وهو(فاعل فعولن = فاعلن فعولن) ولكن لا أعرف له اسما، وأمير العروض سيجد له اسما لا شك في ذلك.
وقد جنيت أخرى = وقلت ما في بالي: (هذا أصح الأبيات في القصيدة، وهو منهوك المنسرح لا غبار عليه، ووزنه: (متفعلن مفعولن = متفعلن مفعولن)
ونظمت اليوم نظما (مجزوء الرمل لا غبار عليه، ووزنه (فعلاتن فاعلاتن)
على غير المنوال: الظاهر أنه من مجازيئ الهزج ووزنه (مفاعيلن مفعول) وقد يكون أيضا من ملحقات البحر المضارع، ووزن المضارع (مفاعيل فاع لاتن ). و(فاع لاتن) هي نفسها (فاعلاتن) ولكن الفرق أنها في المضارع تكتب (فاع لاتن) لأن (فاع) هي الوتد، بينما الوتد في (فاعلاتن) هو (علا) والمقصود بالوتد هو ما لا يجوز حذف شيء منه.
 
يجب أن تعلم أيها الدكالي، أن كل تفعيلة لها وتد وسبب، أو وتد وسببان، والجوازات تقع دائما على ثواني الأسباب، والمقصود بثواني الأسباب، الحرف الثاني منها، لأن السبب يتكون من حرفين فقط، فإذا كان الحرف الثاني متحركا كان الجواز تسكينه، وإذا كان ساكنا كان الجواز حذفه بالكامل. يستثنى من ذلك ألف (متفاعلن) في كثير من الأحوال
وإليك ملخصا عن أوتاد كل تفعيلة:
متفاعلن: الوتد، علن، والسبب الرئيسي (متَ) والجواز فيه تسكين التاء.
مستفعلن: الوتد علن،  إلا في البحر الخفيف فالوتد (تفع)
فاعلاتن: الوتد (علا) إلا في المضارع فهو (فاع)
فعولن: الوتد (فعو)
مفاعيلن: الوتد (مفا)
فاعلن: الوتد (علن)
مفعولات: الوتد (لات)
مفاعلتن: الوتد (مفا)
بقي أن ألفت نظرك إلى متفعلن ومفتعلن، هذان مصطلحان عند العروضيين، فيما يتعلق بالحرف الثاني، فإذا كانت (تاء) فهذا يعني أنها متحركة، وإذا كانت (فاء) فهذا يعني انها ساكنة.
 
 
 
*زهير
24 - يونيو - 2008
فلتهنأ يا عبد الحي..    كن أول من يقيّم
 
ها قد رأيتَ أنك شاعر بالفطرة.. وقد استخدمتَ في قصيدة واحدة عدداً من بحور الشعر، فتحوّل (بحر الدكالي) إلى (بحار)..
وها نحنُ نغترفُ منها معك ما شاء لنا الشيخ زهير من معارفه الجمة..
وأنا على يقين بأن من سيتابع معك هذه الدروس (العشرة) جادّاً سيستفيد كل الفائدة، لأنها كما ترى ليست كدروس العروض التقليدية أبداً، ولكنها طريقة (زهيرية) بحق..
وكي لا أفسد عليك متعة التعلّم بهذه الطريقة، فسأعلق على بعض ما جاء فيها، متّبعاً نهجها..
فأقول..
ما دامت القصيدة تقليد لوزن: (عبد الحي الدكالي=فعْلن فعْلن فعولن) فسأحول أبياتها الثلاثة الأولي إلى هذا الوزن بتحوير ضئيل (ولتنتبه إلى الإضافات أو التعديلات الطفيفة):
 
                      بعْدَ...
إلـْحَاحٍ في iiالسؤالِ هذا ما [قد] بَدا لي
[قد] ألهَمَكَ iiارتجالي نَظَماً  صَعْبَ iiالمثالِ
ألقى بكَ في [بحورٍ] بَحّارٌ [جَزْلُiiالحبالِ
وقد جاء البيت الأول مخزوماً، يعني: بزيادة (بعدَ) في مطلعه، وهي زيادة لا تُحتسب في الوزن.
 
أما (فاعلاتن مستفعلاتن)، فهو يا شيخنا من مقصرات الخفيف، وله أمثلته الحقيقية، كقول الشرنوبي مثلاً:
هاكِ عودي فباركي عودي
وأريـقـي خَمْرَ iiالأغاريدِ
وأما (فعْلن فاعلاتن) فيساوي: (مفعولاتُ فعْلن)، وهو مقصّر المقتضب، ومثله قول ابن مالك:
قـدٌّ ذو iiاعتدالِ منهُ الغصْنُ لَدْنُ
معشوقُ  iiالدلالِ يـنأى  ثمّ iiيدنو
ومنه قول عبد الحي: (هذا ما بَدا لي)، وقوله:
يَصْعُبَنْ عَلى مَنْ حـالُـهُ  كَحالي
وفي انتظار باقي الدروس.
 
عمر خلوف
*عمر خلوف
25 - يونيو - 2008
أستاذي وصاحبي زهير    كن أول من يقيّم
 
أستاذي وصاحبي زهير : قبل أن أكون صديقا وصاحبا لك ، و قبل أن تغمرني مشاعر الصداقة الراقية تجاهك كنت ولا ازال ممن عشق الشعر  وأحبه وتذوقه وإن لم يكن لي باع في نظمه، لذا كان رأيي بك كشاعر نتيجة لخبرتي المتواضعة و تذوقي للشعر، فوالله الذي لا إله إلا هو إنك تنقص من قدر شعرك العظيم بتواضعك الأعظم ولن أزيد على هذا شيئا اليوم، رفعت الأقلام وجفت الصحف
فراس
25 - يونيو - 2008
الوزن    كن أول من يقيّم
 
بعد أن ضممت المداخلة الأخيرة للدكتور صبري أبو حسين إلى درس أستاذي زهير مع  تعليق أمير العروض، بدأت أدرك معنى الوزن في القصيدة ولا يمكن بعد هذا  أن أعود  لنظم ما لا يجوز نظمه
 
وأنا جد سعيد أن حظيت بالشيخ زهير أستاذا لعلم العروض
 
تحية طيبة للجميع
*عبد الحي
25 - يونيو - 2008
 1  2  3  4  5