كلامكم شربة ماء لظمآن.. كن أول من يقيّم
ما هذه المداخلات العجيبة يا إخوان ويا أخوات؟!!.. كاد شعري المتساقط يعود إلى رأسي من شدة فرحي بهذه الهدايا الثمينة، كلا، ليست ثمينة فحسب، بل ثمينة جداً جداً جداً.. في يوم واحد أجد الأستاذين زهير وعمر في هذا المجلس؟!!. بل هناك أيضاً الأخت العزيزة خولة!!.. أفرحَ الله قلوبكم كما أفرحتموني.. آمين.. الأستاذ زهير.. فكرت بداية أن أرسل لك بريداً لأشكرك لكن غيرت رأيي ومعه تغير أسلوب المخاطبة، أعتقد أن هذا شيء من عند الله، أن يلهم الإنسان بشيء ربما لا يستطيع فعله في أحوال أخرى، كما الشاعر بالضبط لا يستطيع أن يكتب دائماً، ولا أن يرغم نفسه على الكتابة، (إلا إذا كان يغرف من بحر مثلك)، ثم وضعت يدي على قلبي بعد أن كتبت لك لأنني خفت ألا تنتبه فتضيع الهدية والمفاجأة في الوقت نفسه، لكن الحمد لله كل شيء سار على ما يرام.. وما تفضلت به من تحليل حول الأسماء لا يشوبه شائبة، ولي إضافة بسيطة أن الأسماء تختلف باختلاف الأزمان، وفي وقتنا الحاضر تتجه الأسماء إلى الرقة والعذوبة أكثر، وكثير من أصحاب الأسماء الخشنة وغير اللائقة يتجهون إلى تغيير أسمائهم، وكل فترة أقرأ خبراً في الصحف عن قضايا تغيير الأسماء، لكن المشكلة الأكبر هي في تغيير اسم العائلة أو الكنية كما نسميه.. الأستاذ عمر.. كلما ازدادت قراءتي لك أعرفك أكثر، وهذا من حسن حظي وحظ السراة أن يكون بيننا صاحب أكبر قلب عرفته، وكنت أمس قد أنَّبت نفسي، وحتى قبل أن أنام كنت أفكر في هذا، وبمجرد أن رأيت اسمك الآن زالت همومي أزال الله عنك كل هم وغم. قصة عيوش كوميديا محزنة، فشتان بين الاسمين، ويظهر في هذه القصة أن الأغنياء يزاحمون الفقراء حتى على أسمائهم، ربما كان ذلك تصرفاً لا أخلاقياً فردياً من موظف لا أخلاقي، لكن هذه المزاحمة أراها موجودة في حياتنا اليومية كثيراً، ومنها مثلاً أن أحد أقاربي امتلك سيارة فارهة نظير إنهاء خدماته في الدولة، وبعد استلامها جاء أحدهم وقال له: هل تبادلني بالسيارة؟.. فأنت لا تقدر على مصاريف السيارة الجديدة، كاد الأمر يصل إلى الخصام لولا ستر الله. الأستاذة خولة.. مع أنني الأحدث بينكم في السراة إلا أنني أعرفكِ أكثر من الأستاذ زهير، فأنت طيبة القلب ولا يوجد مكان لأي نقطة سوداء لتسكن فيه، وهذا من أروع ما تمتلكين، وأنا قرأت مداخلتك في المسابقة الأسبوع الماضي وقرأت تعليق الأستاذ زهير واعتبرت هذا التعليق كلام الأخ الأكبر للأخت الصغرى، وفعلاً أنت اعتبرتِ نفسكِ كذلك، فمني لك كل الشكر والتقدير على هذه الروح التي نفتقدها كثيراً هذه الأيام.. بالنسبة إلى دائرة الأحوال، تحكي لنا أمي في البيت الكثير من مثل هذه التجاوزات، فمثلاً أحد أقاربنا يسكن في قرية بعيدة، عنده الآن عشرة أولاد، ونظراً لبعد القرية وكسله لم يسجل هؤلاء العشرة بشكل نظامي، فقد سجل أول ثلاثة على أنهم (توائم)، ثم سجل أربعة أولاد على أنهم (توائم) أيضاً، ثم سجل الثلاثة الباقين (توائم) أيضاً، فبدلاً من أن يسافر عشر مرات للأحوال المدنية سافر ثلاث مرات فقط!!.. أرأيتم الحنكة؟!!.. منذ يومين حكا لي صديقي ما حصل معه في تسجيل ابنته، كان هو يريد أن يسميها (نور)، وأمها تريد تسجيلها (هدى)، ولحسم الخلاف اختار لها (نور الهدى)، لكن المختار في قريته رفض الاسم المركب لأن القوانين تمنع ذلك، فما كان منه إلا أن ذهب إلى دائرة الأحوال وحكى للموظف قصته، فردَّ عليه الموظف: - بلا مختار بلا بطيخ، وهي ختم على الاسم الحلو نور الهدى.. ألف مبروك.. |