البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : النسوية في الشعر الإماراتي المعاصر: صالحة غابش نموذجًا    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
17 - يونيو - 2008
النسوية في الشعر الإماراتي المعاصر: صالحة غابش نموذجًا
الأستاذة صالحة غابش مثال رائع عظيم للمرأة العربية/ الخليجية/الإماراتية، المثقفة ثقافة أدبية واجتماعية واعية، ولها حضور بارز ومشكور في الساحات الثقافية الإماراتية والعربية على حد سواء...
 رأيتُها أول مرة في تحكيم مسابقة الشعر الطلابية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، وقد كانت مُستدعاة كعضو متخصص في الشعر النبطي، فإذا بها غيورة على الفصحى، عاشقة للشعر الفصيح، مطالبة بإعطائه المساحة الكبرى من الاهتمام، عارفة بموسيقاه وزنًا وقافية، تقف على الكسور الإيقاعية كأنها (عمر خلوف أو سليمان أبوستة!!!)، فبحثت عنها في الشبكة العالمية المعلوماتية فإذا بها ذات حضور طاغ، وإذا بها أديبة مبدعة في دنيا السرد والشعر، أعطتني أعمالها الشعرية، فعشتُ مع ديوانها(الآن عرفت) فوجدت فيه عمقًا فكريًّّا، وتجديدًا لغويًّا، وإثارة أسلوبية تعلن عن شاعرة مقدامة طموحة تمتلك مقومات الإمتاع والتحليق في أجواء الشعر الساحرة...
 يقول الناقد ناصر أبو عون [في مقال نقدي تحت عنوان( صالحة غابش إماراتية تكتب عطب الروح وشموخها)، في مقال منشور بجريدة عمان، ملحق: شرفات الأدبي]:
في ديوانها الجديد(الآن عرفت) تحاول الأستاذة صالحة غابش أن تفتح كوة تتسع شيئًا فشيئًا في جدار التقاليد وخيمة الأعراف، تحاول أن تخلق لها وجودًا وتحقق بالنص الشعري حياة باذخة بالأسرار وزاخمة بالزمن، لا تصلح ما أفسده الدهر، ولكنها تكتب عطب الروح وعلوها وكسور الداخل وشموخه في الوقت ذاته 0
 تدخل صالحة غابش إلى الذات العربية المنكسة حينًا والشامخة أحايين كثيرة، موصولة بمنجز إبداعي ينتمي إلى جيل الرواد في القصيدة الحداثية الإماراتية، وتجربة شعرية ثرّة يؤرخ لها بديوانين سابقين... يعد (المرايا ليست هي) أكثر تعبيرًا عن رؤيتها الشعرية حيث تنكشف فيه عورة الروح وتتوارى الذات خلف زجاج هش تتبدى على سطحه الخارجي انكسارات العقل العربي بينما المرايا كاذبة تعكس تضخم الذات بينما هي تنطوي على خراب وخواء معرفي ونفسي.
وربما يكون ديوانها الأول (بانتظار الشمس) يحمل طزاجة التجربة وإن كان يشي بمحاولة جادة للبحث عن موطئ قدم للشاعرة على طريق الذائقة الشعرية العربية.
وقد عشتُ مع ديوانها الجديد من مطلعه إلى ختامه فوجدتُ فيه بُعدًا نسويًّا جديدًا فيه وَسَطية رؤيوية لتلك المعضلة المزعومة: علاقة الرجل بالمرأة، ومكانة المرأة في المجتمع الشرقي، بأسلوب حداثي رومانسي ساحر وآسر، عندما بدأت القراءة فيه، انجذبت إليه انجذبًا، جعلني أقرأ فيه مرة بعد مرة، وكل مرة أنال جديدًا، وأقف على مثير ومستفز من التعابير والتصاوير والرؤى، فأزداد قراءة؛ لأزداد تمتعًا...
 ومن ثم خرجت بأهمية قراءة شعر الأستاذة صالحة غابش قراءة أدبية وفكرية حية في ملف خاص بمجالس الوراق؛ علَّني أفيد وأستفيد، أمتع وأتمتع مع أصدقائي القراء الأعزاء....
 
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
شكراً لك يا دكتور    كن أول من يقيّم
 
نحن على موعدٍ إذا مع الإمتاع والفائدة..
وكلنا شوق إلى استكمال هذا الملف..
 
وفقك الله وبارك بجهودك..
*عمر خلوف
18 - يونيو - 2008
حول مصطلح النسوية    كن أول من يقيّم
 
حول مصطلح النسوية:
إن مصطلح النسوية الشائع الآن في ثقافتنا العربية هو المقابل العربي للكلمة الاجنبية Feminism.
وكلمة Feminism في الإنجليزية تقابلها في العربية كلمة (النسوية)، إلا أن لهذه المفردة في اللغة الانجليزية ترابطًا وتعالقًا مع مفردات تشترك معها في الجذر الاشتقاقي، مثل مفردة Female ومقابلها في العربية كلمة (أنثى)، ومفردة Feminine ومقابلها في العربية كلمة (أنثوي)، ومفردة Femininity أو Feminity ويقابلها في العربية (الأنوثة، أو التخنُّث، أو الجنس اللطيف). فعلى الرغم من الترابطات والتعالقات بين هذه المفردات، إلا أن هناك تفرّدًا دقيقًا في الدلالة بحيث تتميّز به كل مفردة من هذه المفردات. ففي المعاجم الانجليزية نجد أن كلمة Female (أنثى) هي صفة واسم في الوقت ذاته. فهي تشير كصفة إلى انتماء الموصوف إلى الجنس القادر على إنجاب الأطفال أو وضع البيوض، كما تشير كاسم إلى شخص أو حيوان ينتمي إلى هذا الجنس.
أما كلمة Feminine (أنثوي)، فهي صفة تشير إلى التمتع بصفات ينظر إليها على أنها مطابقة للنساء كاللطف والرقة والعذوبة مثلاً...
 وأخيرًا فإن كلمة Feminism تشير إلى مذهب يدافع عن النساء وحقوقهن، ويدعو إلى ضرورة أن تكون لديهن فرص مساوية لفرص الرجال .
و ليست النسوية جديدة في الغرب، إذ طرح مصطلح النسوية في عام 1860م، ثم طرح في الثلاثينات بقوة في أميركا بينما طرح في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وازدهر في الستينات والسبعينات في فرنسا.... http://www.doroob.com/?p=200

و يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري مبينًا خطورة المفهوم الغربي للمصطلح:"لقد ظهر مصطلح فيمينزم (Femminsm) وتمت ترجمته إلى النسوية أو النسوانية أو الأنثوية، وهي ترجمة حرفية لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا تفصح عن أي مفهوم كامن وراء المصطلح، وقد يكون من المفيد أن نحاول أن نحدد البعد الكلي والنهائي لهذا المصطلح حتى ندرك معناه المركب والحقيقي، ولإنجاز هذا لا بد أن نضع المصطلح في سياق أوسع، ألا وهو ما نسميه نظرية الحقوق الجديدة، فكثير من الحركات التحررية في الغرب في عصر ما بعد الحداثة –عصر سيادة الأشياء وإنكار المركز والمقدرة على التجاوز وسقوط كل الثوابت والكليات في قبضة الصيرورة –تختلف عن الحركات التحررية القديمة التي تصدر عن الرؤية Humanist المتمركزة حول الإنسان في مراحل العلمنة الأولى التي انتقلت فيها القداسة واللمحة الغيبية من الله للإنسان، وكانت لا تزال تحمل آثار الولاء المسيحي الديني.
أما الحركات الجديدة فتؤكد فكرة الصراع بشكل متطرف، فكل شيء ما هو إلا تعبير عن موازين القوى وثمرة الصراع المستمر، والإنسان هو مجرد كائن طبيعي يمكن رده إلى الطبيعة المادية، ويمكن تسويته بالكائنات الطبيعية، وبالفعل يتم تسوية الإنسان بالحيوان والنباتات والأشياء إلى أن يتم تسوية كل شيء بكل شيء آخر، فتتعدد المراكز ويتهاوى اليقين ويسقط كل شيء في قبضة الصيرورة؛ ومن ثم تظهر حالة من عدم التحديد والسيولة والتعددية المفرطة، وفي هذا الإطار يمكن أن يخضع كل شيء للتجريب المستمر خارج أي حدود أو مفاهيم مسبقة (حتى لو كانت إنسانيتنا المشتركة التي تحققت تاريخيًّا) ويبدأ البحث عن أشكال جديدة للعلاقات بين البشر لا تهتدي بتجارب الإنسان التاريخية، وكأن عقل الإنسان بالفعل صفحة مادية بيضاء، وكأنه لا يحمل عبء وعيه الإنساني التاريخي، وكأنه آدم قبل لحظة الخلق، قبل أن ينفخ الله فيه من روحه، فهو قطعة من الطين التي يمكن أن تصاغ بأي شكل لا فارق بينها وبين أي عنصر طبيعي مادي آخر.
 
فالحركة النسوية Feminism وهي حركة ثورية تغييرية تهدف إلى المساواة بين المرأة والرجل جنسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وتسعى للقضاء على التمييز الجنسي ضد المرأة. والحركة النسوية هي مجموعة مدارس فكرية تعتمد في نظرياتها على مزيج من الأفكار الموروثة من الثورة الفرنسية، والأفكار الماركسية التي ظهرت في السبعينيات وتدعو المرأة للخروج من بيتها إلى العمل للقضاء على الطبقية المتمثلة في الملكية الخاصة والرأسمالية، وأفكار متطرفة راديكالية أخرى ظهرت حديثا، تدعو إلى تقطيع أوصال الرجال على اعتبارهم أنهم مستغلون ومضطهدون للمرأة.
وما يلفت الانتباه أن دعاة الحركة النسوية ومنظريها وفلاسفتها هم من الأنجلو سكسونيين الذين تمنحهم بلادهم حرية جنسية مطلقة، ذكورًا وإناثًا. وتضم الحركة النسوية أيضًا ذكورًا يناضلون من أجل تحقيق أهداف هذه الحركة.
 وفي الأعوام الأخيرة تم دخول العنصر الأسود في هذه الحركة تحت ما يسمى حركة "النسويات السوداوات" Black Feminists وهن نساء من أصل أفريقي يعشن في الولايات المتحدة، وتعد أفكارهن النسوية من أشد الأفكار تطرفا وراديكالية إذ إنهن يعادين الذكور ويؤمن بضرورة تكوين ثقافة خاصة بهن إلى درجة الانفصال الكامل عن الذكور...
 وتتخذ هذه المدرسة المتطرفة قول المفكرة والنسوية الفرنسية سيمون دو بوفوار: "لا نُخْلَق نساء، بل نصير نساء" شعارًا لها.
كما دخل على خط المدرسة الراديكالية نسويات هنديات يمزجن الخرافات الهندوسية بالدعوة إلى نيل المرأة لحقوقها، فبحسب النسوية الهندية "فاندانا شيفا، فإن المرأة والطبيعة لهما نفس الحالة من حيث استغلال الرأسمالية لهما، وتطالب حركة فاندانا شيفا بوجود ثقافة سلمية تعادي الرأسمالية وتحترم حقوق الشعوب والطبيعة، وذلك من أجل إلغاء الاستغلال والتمييز ضد نساء العالم. وتستمد الحركة النسائية قوتها من الحركة الصهيونية العالمية، التي تغذي المدارس الفكرية النسوية بالأيديولوجيات الشيطانية، وتدعمها إعلاميا وسياسيا. وتقوم المنظمات والجمعيات النسائية بدورها بالضغط على مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة لنيل المزيد من الدعم والاعتراف بمطالبها ودعمها في الأمم المتحدة.
ومما لاشك فيه أن الدول الغربية تشجع هذه الحركات النسائية وتؤيدها وتدعمها، وذلك من أجل تقويض الثقافة الإسلامية، ليتسنى لهذه الدول تحقيق مآرب استعمارية إمبريالية...
http://imadtaher.maktoobblog.com/
 
والنسوية في العالم العربي لم تولد من فراغ، ولم تبدأ من الصفر، تمامًا كما حدث في الغرب. فهي ليست حركة مفتعلة بل نابعة من حاجات فعلية تقوم على مفهوم ثقافي/اجتماعي/سياسي مغاير، وتصدر عن تحديات جديدة.
وأهمية النسوية تكمن في أنها ترى استحالة أي تغيير عضوي في الثقافة دون ربطه بإحداث تغيير جذري في العلاقات الاجتماعية بين الجنسين.
http://www.doroob.com/?p=200
 
 
 مفهومي للمصطلح:
و لي في هذا البحث مفهوم خاص بهذا المصطلح. بالطبع لا أقصد ذلك المفهوم الحرفي له في التعبير الغربي؛ لأنه لا يناسبنا، ولا توجد له مُمَثِّلات رائدات مُطبقات له بكل إشكالياته وخروقاته وتمرداته.
 
أقصد بمصطلح  النسوية Feminism: تلك الحركة الثورية التنويرية التغييرية التي تهدف إلى المساواة بين المرأة والرجل حياتيًّا، وتسعى للقضاء على التمييز الجنسي ضد المرأة.
 
*صبري أبوحسين
18 - يونيو - 2008
النسوية عند الغرب والعرب    كن أول من يقيّم
 
النسوية عند الغرب والعرب
وجدت مقالاً عميقًا يقدم هذه الموازنة، عنوانه(الحركة النسوية وثقافة الإباحية) للأستاذ الدكتور. محمد اسحق الريفي، جاء فيه:
"كل الأيديولوجيات والحركات الثورية التغييرية التي نشأت في الغرب وأخذت على عاتقها – حسب زعمها – إنصاف المرأة وإعطاءها حقوقها كاملة ومساواتها بالرجل في كل شيء، لم تنجح في رفع أو تخفيف المعاناة عن المرأة وإعادة كرامتها لها، وحمايتها من استغلال الرجل الغربي وامتهانه لها، بل على العكس من ذلك تماما، فتشير الحقائق والبيانات الإحصائية أن المرأة في الغرب وصلت أوضاعها إلى غاية السوء والظلم، وكل ذلك يتم تحت مظلة حقوق المرأة ومساواتها بالرجل وخروجها من البيت للعمل مثل الرجال في تلك المجتمعات الغربية، وهذه الحقائق والإحصاءات – التي سوف أسوقها فيما يلي – تشير إلى أن الدعوة إلى حرية المرأة كانت تهدف أساسًا إلى استغلالها واستخدامها وسيلة لتحقيق أهداف شريرة، كالإفساد في الأرض وتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية.

والإسلام – منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا – أعطى المرأة حقوقها وساواها بالرجل مساواة ليست حسابية وإنما مساواة إنسانية ذات أهداف سامية وبوسائل نبيلة، فمساواة المرأة بالرجل في الإسلام لها عمق إنساني واجتماعي أكبر وأعمق من المفهوم الحسابي للمساواة،
ولا يوجد في كل المذاهب الأرضية ما يصل إلى الحد الأدنى من تشريف الإسلام للمرأة وإنصافها وصون كرامتها وحمايتها...
 والمتتبع لأحوال المرأة في الثقافات الأخرى يدرك أنه لا مفر للمرأة من هذا الغبن والضيم إلا باللجوء إلى الإسلام والتزامه منهجا للحياة في كل جوانبها، لذلك يسعى أعداء الإسلام جاهدين لتشويه حقائق الإسلام فيما يتعلق بحقوق المرأة، لصد الناس عن هذا الدين العظيم، ولتحقيق مآرب أعداء الإنسانية الذين يسعون في الأرض فسادا.

أما الأمم المتحدة، فقد بدأت تهتم بحقوق المرأة منذ 1948 عندما أعلنت ميثاق حقوق الإنسان، ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا تم عقد العديد من المؤتمرات الدولية، لتوقيع المعاهدات والاتفاقيات بخصوص حقوق المرأة والحرية الجنسية، وحرية الإجهاض وتنظيم الأسرة وتنمية المجتمع، فكانت مؤتمرات في مصر عام 1950، وفي المكسيك عام 1957، وفي نيروبي عام 1985، وفي مصر مرة أخرى عام 1994، وفي بكين عام 1995 (بكين+5)، وفي بكين مرة أخرى في عام (2005) (بكين+10). وبين كل مؤتمر والتالي له تعقد الأمم المتحدة مؤتمرات بشكل سنوي تقريبا لمتابعة ما تم الاتفاق عليه في المؤتمرات السابقة. ويتم في هذه المؤتمرات إصدار توصيات ومعاهدات واتفاقيات تُلزِم الدول التي وقعت عليها...
 وتعطي الأمم المتحدة أهمية بالغة لهذه المعاهدات والاتفاقيات إلى درجة تصبح فيها مرجعية عليا لشؤون المرأة في العالم، متجاوزة بذلك الخصوصيات الثقافية والعرقية والدينية للشعوب، وبهذا أصبحت هذه الاتفاقيات والمعاهدات تشريعات عالمية تجعل من المرأة كائنًا عالميًّا، ذات مواصفات وقياسات عالمية تتجاوز حدود الثقافات والأديان، ويتم فرض هذه التشريعات على الدول والشعوب بالضغط الاقتصادي والسياسي والابتزاز لتحل محل الدين!!!

وتدعو وثائق بكين إلى فرض فكرة حق الإنسان في تغيير جنسه، ومن ثَمَّ الاعتراف رسميًّا بالشواذ، والمطالبة بإدراج حقوقهم ضمن حقوق الإنسان، ومنها حقهم في الزواج وتكوين أسر، والحصول على أطفال بالتبني أو بتأجير الأرحام، و
ربما يسعى علماء الهندسة الوراثية والاستنساخ البشري إلى محاولة تصنيع أطفال في المختبرات لبيعها للنساء في محاولة لتخليصهم من مشقة الحمل وعناء الأمومة التي يعدونها قمة الاضطهاد الموجه ضد المرأة.
 والأدهى والأمر أن هذه الوثيقة تطالب بـ "حق المرأة والفتاة في التمتع بحرية جنسية آمنة مع من تشاء وفي أي سن تشاء"، وإلزام جميع الدول بالموافقة على ذلك.
وتقوم الأمم المتحدة بكل ذلك استجابة لمطالب الحركة النسوية
Feminism وهي حركة ثورية تغييرية تهدف إلى المساواة بين المرأة والرجل جنسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتسعى للقضاء على التمييز الجنسي ضد المرأة. والحركة النسوية هي مجموعة مدارس فكرية تعتمد في نظرياتها على مزيج من الأفكار الموروثة من الثورة الفرنسية، والأفكار الماركسية التي ظهرت في السبعينيات وتدعو المرأة للخروج من بيتها إلى العمل للقضاء على الطبقية المتمثلة في الملكية الخاصة والرأسمالية، وأفكار متطرفة راديكالية أخرى ظهرت حديثا، تدعو إلى تقطيع أوصال الرجال على اعتبارهم أنهم مستغلين ومضطهدين للمرأة.

وما يلفت الانتباه أن دعاة الحركة النسوية ومنظريها وفلاسفتها هم من الأنجلو سكسونيين الذين تمنحهم بلادهم حرية جنسية مطلقة، ذكورا وإناثا. وتضم الحركة النسوية أيضا ذكورا يناضلون من أجل تحقيق أهداف هذه الحركة. وفي الأعوام الأخيرة تم دخول العنصر الأسود في هذه الحركة تحت ما يسمى حركة "النسويات السوداوات"
Black Feminists وهن نساء من أصل أفريقي يعشن في الولايات المتحدة، وتعد أفكارهن النسوية من أشد الأفكار تطرفا وراديكالية إذ إنهن يعادين الذكور ويؤمن بضرورة تكوين ثقافة خاصة بهن إلى درجة الانفصال الكامل عن الذكور، وتتخذ هذه المدرسة المتطرفة قول المفكرة والنسوية الفرنسية سيمون دو بوفوار ""لا نُخْلَق نساء، بل نصير نساء" شعارا لها. كما دخل على خط المدرسة الراديكالية نسويات هنديات يمزجن الخرافات الهندوسية بالدعوة إلى نيل المرأة لحقوقها، فبحسب النسوية الهندية "فاندانا شيفا، فإن المرأة والطبيعة لهما نفس الحالة من حيث استغلال الرأسمالية لهما، وتطالب حركة فاندانا شيفا بوجود ثقافة سلمية تعادي الرأسمالية وتحترم حقوق الشعوب والطبيعة، وذلك من أجل إلغاء الاستغلال والتمييز ضد نساء العالم.

وتستمد الحركة النسائية قوتها من الحركة الصهيونية العالمية، التي تغذي المدارس الفكرية النسوية بالأيديولوجيات الشيطانية، وتدعمها إعلاميا وسياسيا. وتقوم المنظمات والجمعيات النسائية بدورها بالضغط على مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة لنيل المزيد من الدعم والاعتراف بمطالبها ودعمها في الأمم المتحدة. ومما لاشك فيه أن الدول الغربية تشجع هذه الحركات النسائية وتؤيدها وتدعمها، وذلك من أجل تقويض الثقافة الإسلامية، ليتسنى لهذه الدول تحقيق مآرب استعمارية امبريالية.

وتوجد في كل بلد عربي – تقريبا – حركة نسوية تناضل من أجل حقوق المرأة وحمايتها من التمييز، والمتتبع للنسويات العربيات يدرك أن دوافعهن تختلف عن دوافع أمثالهن في المجتمعات الغربية...
  فالمرأة العربية التي تعيش في مجتمعات يمكن وصفها بأنها إسلامية تتمتع بحقوق أكثر من غيرها من النساء في العالم، لذلك فإن النسويات العربيات يتمركز اهتمامهن على الحصول على حقوق سياسية واجتماعية ونيل فرصة المشاركة في البرلمانات والحكومات، وكثير منهن ينخرطن في جمعيات تختص بحقوق المرأة للحصول على الأرزاق أو مكانة مرموقة في المجتمع بالمعيار الغربي.

ومما يأسى له القلب أن الأمم المتحدة تدعو حقيقة إلى تفشي ثقافة الإباحية خاصة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وذلك بتأكيد هذه الاتفاقيات التي ترعاها الأمم المتحدة على ""
حرية المرأة والفتاة بالتمتع الجنسي الآمن في أي سن كانت" وأيضا "حرية المرأة في إقامة علاقات جنسية خارج الحياة الزوجية"، وحيث أن هذه الإباحية موجودة أصلا في الثقافة الغربية وغيرها من الثقافات الإلحادية، فإنه من المؤكد أن هذه الدعوات موجهة للمجتمع المسلم بشكل خاص، ونحن على يقين أن تفشي الإباحية في المجتمعات غير الإسلامية سبب للمرأة أقسى المآسي وأكبر المصائب، وفيما يلي إحصاءات عن الأمراض الاجتماعية التي أدت إليها الإباحية الجنسية، مثل التحرش الجنسي، والاغتصاب، والإجهاض، والطلاق، والمواليد الغير شرعيين، إضافة إلى تفشي الأمراض المنقولة جنسيا مثل الايدز، "حيث أن هناك 40 مليون مصاب بالايدز نصفهم من النساء.

وطبقا لإحصاءات مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن 30 % من ضحايا قتل الإناث في الولايات المتحدة عام 1990، وهي السنة الأخيرة لأية إحصاءات متوفرة حسب ما جاء في http://www.cybergrrl.com، قد قتلن من قبل أزواجهن أو أخلائهن، وقد بلغ ذلك تقريبا 3000 امرأة. وفي دراسة أجراها د . جيمس باترسون و زميله بيتر كيم عام 1991،
تبين أن 52% من الأمريكيين يقولون أنه ليست هناك أسباب تدعو المرء إلى الزواج، وأن 31% من الرجال والنساء المتزوجين يقيمون علاقات جنسية غير شرعية، وأن 78% من الأزواج الأمريكان يعتقدون أنهم يخونون بعضهم، وأن 40% من النساء المتزوجات لهن أكثر من علاقة جنسية ويرتفع في نفس الحالة عند الرجال إلى 68%.

كما تشير الإحصاءات إلى أن واحدة من كل ثلاث فتيات في الولايات المتحدة في سن 14 سنة معرضة للاغتصاب،
ويعني هذا أن كل أسرة تضم ثلاث بنات أو أكثر تعاني من حالات اغتصاب. كما تقع في الولايات المتحدة نصف مليون عملية اغتصاب سنويا، إضافة إلى أن 61% من البنات في الولايات المتحدة فقدن بكارتهن قبل سن 12 سنة. وبحسب مفكرة الإسلام، تؤكد آخر الإحصاءات عن أحوال المرأة في العالم الغربي أنها تعيش أتعس فترات حياتها المعنوية على رغم البهرجة المحيطة بحياة المرأة الغربية، التي يعتقد بعض الناس أنها نالت حريتها، والمقصود بذلك هو النجاح الذي حققه الرجل في دفعها إلى مهاوي ممارسة الجنس معه دون عقد زواج يتوج مشاعرها ببناء أسرة فاضلة.

ففي عام 1980 كان هناك أكثر من 1.5 مليون حالة إجهاض، 30 % منها لدى نساء لم يتجاوزن العشرين عاماً من أعمارهن، وقالت الشرطة الأمريكية: إن الرقم الحقيقي ثلاثة أضعاف ذلك. وفي عام 1982 أصبح 80% من المتزوجات منذ 15 عاماً مطلقات، وفي عام 1984 كان 8 ملايين امرأة يعشن وحدهن مع أطفالهن دون أية مساعدة خارجية، وفي عام 1986 كان 27% من المواطنين يعيشون على حساب النساء، وفي عام 1982 وصل عدد حالات الاغتصاب إلى 65 حالة لكل 10 آلاف امرأة، وفي عام 1995 حدثت 82 ألف جريمة اغتصاب، 80% منها في محيط الأسرة والأصدقاء، بينما تقول الشرطة: إن الرقم الحقيقي 35 ضعفاً. وفي عام 1997 بحسب قول جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة:
اغتصبت امرأة كل 3 ثوان، بينما ردت الجهات الرسمية بأن هذا الرقم مبالغ فيه في حين أن الرقم الحقيقي هو حالة اغتصاب كل 6 ثوان!، وفي عام 1997م عانت 6 ملايين امرأة من سوء المعاملة الجسدية والنفسية بسبب الرجال، 70% من الزوجات يعانين الضرب المبرح، و4 آلاف يقتلن كل عام ضرباً على أيدي أزواجهن أو من يعيشون معهن، وأضافت الإحصاءات إلى أن 74% من العجائز الفقراء هم من النساء، 85% من هؤلاء يعشن وحيدات دون أي معين أو مساعد.

ومن عام 1980 إلى عام 1990 كان بالولايات المتحدة ما يقارب مليون امرأة يعملن في البغاء، وفي عام 1995 بلغ دخل مؤسسات الدعارة وأجهزتها الإعلامية 2500 مليون دولار، ويشار إلى أن هذا التقرير السنوي المسمى بـ ""
قاموس المرأة" صدر عن معهد الدراسات الدولية حول المرأة، ومقره مدريد، وهو معهد عالمي معترف به ."

في تقريره السنوي الذي قام بإعداده فريق متخصص برصد أحوال المرأة في العالم الغربي، ذكر 'معهد المرأة' في أسبانيا – مدريد، مجموعة من الإحصاءات المذهلة التي تخص دولة أسبانيا:
في عام 1990م كان 93 % من النساء الأسبانيات يستعملن حبوب منع الحمل ولمدة 15 عاماً متتالية في عمر كل منهن، وفي عام 1990م قدّم 130 ألف امرأة بلاغات بالاعتداء الجسدي والضرب المبرح من قبل الرجال الذين يعيشون معهن سواء كانوا أزواجاً أم أصدقاء، ويقول أحد المحامين: إن الشكاوى بالاعتداء الجسدي والضرب المبرح بلغت عام 1997 نحو 54 ألف شكوى، وتقول الشرطة: إن الرقم الحقيقي عشرة أضعاف هذا العدد، وفي عام 1995 خضع مليون امرأة لأيدي جراحي التجميل، أي بمعدل امرأة من كل 5 نساء يعشن في مدريد وما حولها، كما أن هنالك بلاغًا يوميًّا عن قتل امرأة بأبشع الطرق على يد الرجل الذي تعيش معه.

وتشير الإحصاءات إلى أن 60% من المواليد الجدد في السويد هم أبناء زنا، وأن نحو 70 ألف امرأة سنويا، نصفهم تقريباً في آسيا، يَمُتن من حالات الإجهاض الخطرة، هذا بالإضافة إلى رواج "تجارة البشر" في الدول الغربية حيث أن الإحصاءات تشير إلى أن نحو 700 ألف امرأة تنتقل من أوروبا الشرقية إلى أوروبا الغربية للعمل في الدعارة والسياحة الجنسية، والكيان الصهيوني تحول هو أيضا إلى وكر دولي لتجارة البشر، فهناك شبكة واسعة للدعارة ترتبط بشبكات دولية أخرى وتشرف عليها المافيا، فالسماسرة الذين يقومون بتهريب الروسيات يحصلون على 300 دولار مقابل كل رأس، وحينما تصل الفتيات إلى ميناء ايلات يجري بيعهن بشكل علني فيما يشبه المزادات، وحسب ما تقوله "يديعوت احرونوت" فإن قوانين خاصة أصبحت تحكم هذه التجارة المحرمة، فمن تعمل في المهنة لمدة عام دون إثارة مشاكل مع الزبائن تحصل على إجازة لمدة أسبوع تقضيها في فندق 5 نجوم بتل أبيب، أما من تثير غضب العملاء فإنها تتعرض للعقاب والغرامة وتزيد عدد ساعات عملها إلى 12 ساعة.

لذلك يوجد مبرر للمرأة الغربية لتستمر في المطالبة بحقوقها وحمايتها من استغلال الرجال لها، ولكن للأسف اختارت المرأة الغربية طريقا غير الطريق الصحيح لتحقيق مطالبها،
فهي واقعة بين مطرقة الإعلام الصهيوني والأيديولوجيات الصهيونية من جهة وبين سندان استغلالها جسديا وجنسيا من جهة أخرى، والمرأة الغربية لا تستطيع أن ترسم الحد الفاصل بين كرامتها الإنسانية وبين حريتها الجنسية، وكل ما يحصل للمرأة الغربية هو نتيجة إعراضها – عمداً أو جهلاً – عن الإسلام ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى)). ويتحمل المسلمون بتخلفهم عن الدعوة إلى الإسلام وزر ما يصيب الإنسان من مهالك ومآسي، فالله عز وجل بعث رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة رحمة بهم ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين))، فنحن المسلمون نملك ما يحتاج إليه الآخرون من علاج لمشاكلهم المتفاقمة، ولكن علينا أولا أن ننصف المرأة في مجتمعاتنا ونكف عن الاستبداد بها، وعلينا أن نعاملها وفقا لتعاليم الإسلام الحنيف. http://imadtaher.maktoobblog.com
*صبري أبوحسين
18 - يونيو - 2008
ترجمة الشاعرة صالحة غابش:    كن أول من يقيّم
 
ترجمة الشاعرة صالحة غابش:
باطلاعي في معجم البابطين للشعراء المعصرين، وفي مواقع إنترنتية كثيرة، أستطيع أن أخط هذه السطور حول شاعرتنا...
إنها الأستاذة صالحة عبيد غابش، تمثل –في نظر كل من عاش مع إبداعها-صفحة مضيئة من صفحات الأدب الإماراتي/ الخليجي/العربي...
مثقفة أديبة تتسم بطيب الحضور ورقي الحروف وهدوء الفكر ... ملف سيرتها الذاتية ينطق بالآتي:
*المؤهل العلمي:
 بكالوريوس آداب من جامعة الإمارات/قسم الدراسات الإسلامية واللغة العربية- وتمهيدي ماجستير من جامعة القاهرة / كلية دار العلوم...
*العمل والنشاط الثقافي:
عملت مديرة إدارة الشئون الثقافية في أندية الفتيات بالشارقة... وهي الآن في منصب المستشارة الثقافية للمجلس الأعلى للأسرة في الشارقة...
  وهي عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات/اتحاد الكتاب العرب/ رابطة أديبات الإمارات... ولها مقال أسبوعي في جريدة الاتحاد...

 
*قبس من اصدراتها:
(
f) الشعرية:
 بانتظار الشمس / المرايا ليست هي / الآن عرفت / بمن يا بثينة تلوذين
(
f) المسرحية:
 رحلة بثينة / نداء من هناك / الملكة ( المرأة والسلطة ) تم عرضها على مسرح أندية الفتيات...
(
f) القصصية: أحلام طفلة / الدفتر الفارغ / انهيار
هذا إلى جانب عطائها في بحر المقال عبر صحف ودوريات محلية .
*ولشاعرتنا مشاركات مشرّفة في العديد من المؤتمرات والندوات الفكرية والأمسيات الشعرية .. والتي أدارت بعضها داخل الدولة وخارجها في عواصمنا العربية كالدوحة والكويت وعمّان والقاهرة وتونس....
... ومن أحدث أخبارها حصولها على جائزة التميز في حقل الإبداع الأدبي من مركز دراسات مشاركة المرأة العربية والذي يتخذ من باريس مقرًّا رئيسيًّا له، وقد أشاد الأستاذ محمد الدليمي -المدير التنفيذي لمركز دراسات مشاركة المرأة العربية -بعطاءات وابداع الأستاذة صالحة غابش في اطار مشاركتها في الفعاليات الثقافية والمبادرات الهادفة الى ربط الابداع الأدبي والفني بقضايا المرأة والمجتمع...
إنها شاعرة تفجرت من شريان الأدب الإماراتي، وصنعت لنفسها حضورًا بارزًا مميزًا، فصارت من طبقة الرواد والرائدات، في ساحة الشعر الفصيح، بلا أدنى مبالغة.
 بدأت بكتابة القصيدة البيتية(العمودية)، ثم إلى القصيدة التفعيلية(الحرة)، وانتهت إلى قصيدة النثر!!!!!!
 وتعتمد تجربتها الشعرية على وحدة القصيدة لا وحدة البيت، في طرح ما تريده من مضامين شعرية...
*صبري أبوحسين
18 - يونيو - 2008
إطلالة على الشعر الإماراتي المعاصر    كن أول من يقيّم
 
إطلالة على الشعر الإماراتي المعاصر:
 
من المقالات الجيدة التي تعطي القارئ رؤية واضحة عن تاريخ الشعر الإماراتي الحديث والمعاصر، بإيجاز، ما جاء في التعريف بـ(انطولوجيا الشعر الإماراتي المعاصر باللغة الفرنسية):
 
حيث جاء فيه:
"الشعر الحديث الذي يتفق مع الذائقة الشعرية العربية الحديثة والأكثر تمثيلًا لها، يشكل مادة كتاب "أنطولوجيا الشعر الإماراتي المعاصر"، بما يميّز القصيدة الإماراتية الحديثة التي لم تأتِ من الفراغ، ولم تسعَ لإلغاء ما سبقها.
 
الكتاب سجلٌ إحصائي وانتقائي لمجموعة شعراء إماراتيين كلّ همّهم الإبداعي البحث عن الشعر في ثنايا الحياة والمخيلة في واقع ينعدم فيه الحراك الثقافي الذي شهدته مراكز الثقافة العربية...
 وهذا يعود بطبيعة الحال إلى الخصوصية المحلية في تطور المجتمع الإماراتي. ولذلك فإن الشعر الإماراتي الحديث ليس بديلاً لما سبقه، بل جاء ليفتح آفاقًا جديدة للكلمات، وهي تركز على تفجير اللغة وتفاصيلها، والثورة ضد الأكاديمية والإيديولوجيا...
 وكان من أبرز هؤلاء الشعراء: حبيب الصايغ، ظبية خميس، أحمد راشد ثاني، خالد بدر عبيد، نجوم الغانم، ثاني السويدي، عبد العزيز جاسم، عادل خزام، خالد الراشد، ميسون صقر، مرعي الحليان، سعد جمعة، إبراهيم الملا، أحمد العسم، الهنوف محمد، وهاشم المعلم... وغيرهم.
 وهؤلاء يطلق عليهم النقد الشعراء الذين استجابوا للمتغيرات، وسعوا لتطوير نصوصهم، ويركز هؤلاء الشعراء على الذائقة الجمالية التي تجعل القارئ يقترب من الفنون الأخرى.
 هؤلاء الشعراء لم ينقطعوا عن الآثار المهمة في الأدب العالمي، أي أنهم قرؤوا لأمثال هوميروس وفيرجيل وفوكو ودريدا وبودلير وروامبو وأراغون وبروتون ووالت ويتمان وإليوت... وغيرهم.
 ونهلوا من خزان مشرقي عززته ثقافة المنطقة وتراثها، إضافة إلى الشعر الكلاسيكي والصوفي، لذا فالقصيدة الإماراتية الحديثة مولود جديد في رؤية معرفية مغايرة، تسعى للقبض على نكهة الحياة وتنوع موضوعاتها.
 
والكتاب صدر باللغة الفرنسية عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وتتضمن الانطولوجيا 32 شاعرا من الشعراء الإماراتيين المعاصرين والحداثيين وجاء تسلسلهم عشوائيا وهم: صالحة غباش، ناصر جبران، جعفر الجمري، كريم معتوق، إبراهيم محمد إبراهيم ، إبراهيم الهاشمي، منى مطر، جمعة فيروز، حارب الظاهري، ظبية خميس، ثاني السويدي، سعد جمعة ، أسماء المزروعي، خلود الملا، شهاب غانم ، الهنوف محمد، عبد العزيز جاسم، ميسون صقر، حبيب الصايغ، خالد الراشد، عادل خزام، عبد الله محمد السبب، هاشم المعلم ، خالد البدور، إبراهيم الملا، محمد المزروعي، أحمد محمد عبيد، نجوم الغانم، علي العندل، احمد راشد ثاني، عارف الخاجة، وظاعن شاهين .
 وهؤلاء هم الشعراء الحاضرون بنشاط في ساحة الأدب الإماراتي، منهم من واصل كتابة الشعر، ومنهم من تخلى عنه لأسباب ذاتية وموضوعية لا يمكن فك أسرارها بسهولة .
كتب حارب الظاهري، رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات تمهيدًاً للمجموعة:"يأتي إصدار "أنطولوجيا الشعر الإماراتي" باللغة الفرنسية ليكون متممًا للإصدار الأول والذي أخذ صفة اللغة نفسها بالتعاون مع المعهد العربي الفرنسي في باريس، حيث ترجم بعض قصص كتّاب الإمارات إلى الفرنسية ليُحتَفى به من خلال معرض الكتاب الفرنسي الدولي، وتابع بريق الترجمة من خلال التعاون مع مترجمين من أمثال الدكتور شهاب غانم الذي ترجم إلى اللغة الإنجليزية لشعراء من الإمارات بعنوان "قهوة وتمر" وسبقه بإصدار أول مترجمات لشاعرات لكل من الإمارات وبريطانيا !!
وأضاف حارب الظاهري في تقديمه للأنطولوجيا:
"إذا كانت الأجناس الأدبية المختلفة ذات أبعاد إنسانية واجتماعية تدلل على الواقع الثقافي للشعوب، فإن الشعر من شأنه أن يتجلى لإضفاء جمالية تنفرد بالبعد الحسي الذي يستوعب أطيافًا من شعوب العالم.
 فاللغة الشعرية المترجمة من اللغة العربية إلى الفرنسية تأخذ البعد الشعري الإماراتي المعاصر ذا التجارب الشعرية المختلفة...
 وبهذا يقدم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات للقارئ الفرنسي فصلاً شعريًّا مكتمل النمو ليتعرف إلى ما وصل إليه الإبداع الأدبي الإماراتي من درجات".
أعد الباحث شاكر نوري مدخلاً لهذه الأنطولوجيا اعتبر فيه "أن الشعر يشكل رافدًا مهمًّا من روافد الثقافة العربية في الإمارات، باعتبار العرب أمة شعر. ولا بد من القول: إن مائة سنة مرت على بروز تجربة كتابة الشعر الفصيح في الإمارات منذ أن ظهرت قصائد الشاعر سالم بن علي العويس المولود في عام 1887 في بداية القرن قبل الماضي بحسب آراء النقاد، ولكن المتغير في المشهد الشعري الإماراتي ظهر في بداية الثمانينات، مع الصحف وبروز جيل جديد من المتعلمين والشباب، في فترة غليان السجال العربي في مجال الإبداع . ولكن اللافت للنظر أن الشعراء الذين كانوا فاعلين في الساحة الشعرية اختفوا بعد عشرين عاما، وعلى الخصوص منذ صدور " شعراء من الإمارات" 1986، حتى إن بعضهم اختفى تماما من الساحة الثقافية، وغالبيتهم نشر مجموعتين أو ثلاث مجموعات على الأغلب ثم توقف".
ورأى شاكر نوري أنّ "غالبية النقاد يصنفون الحركة الشعرية في نسقين أساسيين كما هو شأن القصيدة العربية عامة، وهي لا تختلف عنها في شيء:
 نسق الاتجاه التقليدي المحافظ على عمود الشعر واهتمام شعرائه بالموضوعات التقليدية والمستحدثة في إطارها الوطني والقومي والاجتماعي، وأطلق على هؤلاء الشعراء لقب "جماعة الحيرة" وشعراؤها: سالم بن علي العويس، الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، وخلفان بن مصبح، وسلطان بن علي العويس، إذ حافظت هذه الجماعة على الشكل الكلاسيكي كما مهّدت في الوقت نفسه لولادة القصيدة الإماراتية الحديثة من خلال توجهاتها الذاتية والوجدانية والمعرفية .
 
 وساعد هذا الأمر الجيل الثاني من الشعراء الذين واصلوا مهمة التطوير في القصيدة التقليدية كأحمد أمين المدني ومانع سعيد العتيبة ومحمد خليفة أبو شهاب وعارف الشيخ وسيف المري وغيرهم، حيث تنوعت موضوعاتهم بين الوطني والقومي والذاتي والوجداني المتأثر بالرومانسية وحافظوا على الوزن والقافية لئلا تصنف أشعارهم في خانة النثر .
ومن ثم ظهرت القصيدة المتمردة على كل تلك الأشكال السابقة لتكون الأقرب إلى العصر ومتغيراته، وأصبحت قصيدة النثر هي القصيدة الجديدة، وهي الأقدر على التجاوب مع متغيرات الحياة والذائقة الشعرية الحديثة .
 
وليست القصيدة الإماراتية الحديثة قصيدة واحدة ، شأنها شأن الشعر العربي الحديث، فهي ذات تجارب فردية وتشكل أوجه قطيعة واستمرارية مع الشعرية العربية والتراث الشعري العالمي.
 
 إن عهد حداثة القصيدة الإماراتية قصير، يقارب نحو 30 عامًا، حركة ونشرًا، عبر أجيال ثلاثة، إذ لم تتوقف القصيدة الإماراتية أن تعلن عن نفسها باعتبارها قصيدة عربية أي داخل المشروع الحداثي العربي العام.
 
 وقد استفادت من التراكم الحاصل من هذه التجارب، مما سهل عملية انخراطها في أسئلة الحداثة الشعرية العربية. ولكنها على الرغم من ذلك، تميزت بخصوصيات الصوت المحلي الإماراتي.
 
 وتبدو القصيدة الإماراتية الحديثة وكأنها جزر صغيرة معزولة، ولا حوار ولا تفاعل بين شعرائها، وكل منهم يحاول تأسيس ذائقته الشعرية الخاصة، ولهذا لم تشهد الحركة الشعرية الإماراتية أي مدارس أو حركات أو جماعات، لها فرادتها وتناسقها. وكان لهذا الشعر وعاؤه الحيوي، أي أماكن نشره المحدودة نوعًا ما، وأهم الجهات التي تنشره هي: دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ومنشورات وزارة الثقافة والإعلام، ومؤسسة اتحاد كتاب وأدباء الأمارات أو مؤسسات ثقافية أخرى أو على نفقة الشاعر أو الكاتب مع انعدام وجود دور النشر الفاعلة في البلاد، كما لا تتوفر دور نشر مستقلة تقوم بنشر هذا الشعر بصورة خاصة...
 
 لكن هذا الشعر على الرغم من كل ذلك يجد صداه في دور النشر العربية بين بيروت والقاهرة. وقد بدأت حركة نشر الكتاب الشعري الإماراتي في بداية الثمانيينات، لكنها بلغت درجة من الحيوية في تسعيينات القرن الماضي".
 
ــــــــــــــــ 
يذكر أنّ الانطولوجيا التي قام بترجمتها واختيار قصائدها من المجاميع الشعرية المتوفرة، رجاء ملاح وشاكر نوري بتكليف وتمويل من الاتحاد ذاته، ستصدر أيضاً عن دار نشر لارمتان في باريس قريباً.
*صبري أبوحسين
18 - يونيو - 2008
من الدراسات السابقة حول شعر صالحة غابش(1)    كن أول من يقيّم
 
من الدراسات السابقة حول شعر صالحة غابش(1)
 
مقال(في أفياء بثينة بنت المعتمد للشاعرة صالحة عبيد غابش) اللكاتبة: سميرة رباحية/  طرابلسي
[راجع: مجلة الموقف الأدبي - مجلة أدبية شهرية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق - العدد 443 آذار 2008]
 
الشاعرة صالحة عبيد غابش واحدة من اللواتي حققن الحلم الذي تفجر من شريان الأدب الإماراتي. اتجهت إلى كتابة القصيدة العمودية وانتهت إلى قصيدة النثر التي بمعايشتها ترتقي إلى التجديد والتطور.
تعتمد تجربتها الشعرية على (وحدة القصيدة لا وحدة البيت(1)) في طرح ما تريده من مضامين شعرية في ديوانها: ((بمن يا بثينُ تلوذين؟!)) هو حالة فنية تؤخذ كاملة بمضمونها تدفعها للقارئ جرعات بصورة قصائد متتالية تميزت بالجدة والإدهاش لنكتشف حال بثينة بعد السبي، مرسخة رؤيتها الفكرية والجمالية بتحليل إسقاطاتها ورموزها والصراع الحاصل فيها.
والسؤال يدعونا لماذا اختارت الشاعرة هذه الشخصية من بين آلاف الشخصيات النسائية التي عرفها التاريخ؟ ((بثينة بنت المعتمد بن عباد*)) قائلة: ((لأن في قصتها شيئاً من الأسطورة... وكثيراً من القيم... وبعضاً مني.. هذا التشابه ليس في تفاصيل قصة الحياة.. ولكن في موقف ومعتقد يكاد لشدة حضوره يكون هوية وحيدة لامرأة ما(29).
في النص قصة إسقاط تاريخي لشخصية وجدت الشاعرة نفسها بقاسم مشترك أهو التشابه في موقف..؟ أو معتقد...؟ يشكلان هوية لامرأة غير معينة أو لامرأة ما..! أو ربما تحيط جو القصة ((في عالم تسوده الآلام المعاصرة التي خرجت عن الطبيعة المألوفة لبني البشر(3))) وهنا يحضرني التساؤل هل هي رمز للهوية..؟ للانتماء..؟ للوطن.. للقيم أيضاً..؟ ((خداع ابن تاشفين للمعتمد (**))) ربما يدعوني الموقف للقول بأن بثينة والشاعرة مشتركتان ببعد فكري واحد، فتلجأ إلى استطلاع جنبات التاريخ في هذه الشخصية كي تحرك أدواتها إشعاعات تبعث من خلالها بمفاصل معاناتها.. أو تقدم نصًّا مجليًّا في الحداثة كتحقيق روحي وكعزاء أيضًا. فديوانها هو ((مشروع)) قصة أشبه بالنشيد الطويل الذي يعبر عن زمن أضحى الاستلاب فيه والقهر أحد أسباب العيش، أو ربما ((لإثراء المضامين الواقعية عن حال الإنسان العربي اليوم(4))) أو هو ((خطاب مغلف بتأريخ طويل من المعاناة والمكابدات التي تعرضت لها المرأة في مشاعرها وأحلامها(5))).
والمعتمد يعني لها رمزًا فهي ترى في سلطانه نهاية أسرة أو تبدد مجد.. أو ربما ترى في ((بثينة أمة عربية في الأندلس)) الدلالات الواسعة مفتوحة أمام القارئ فبثينة ابنة ملك أشبيلية الذي نكب في ملكه وأسر ثم نفي وأسرته إلى أغمات في المغرب وأصبحت سبية وأسيرة فاشتراها تاجر إشبيلي ظاناً أنها واحدة من الجواري فدفع بها هدية لابنه لكنها بشخصيتها تجلدت وتمسكت بعنفوان الأصالة العربية وقالت: ((لا أحل لك إلا بعقد الزواج إن رضي أبي بذلك(6).
وهنا تجلت اللفتة الذكية من الشاعرة التي عبرت عن المحنة التي طالت هذه الأسرة لتفتش عن القيم التي يتحتم على ذاتها مراعاتها بفيض من شعورها النبيل و((بقوة انتماء والدها إلى الخطاب الشعري(7) وتحديد موقفها بعدم خروجها على قوانين الانتماء الأسري.
هذا الجديد في تناول الدلالة الإيحائية في القصائد المتتالية يبرز الإسقاط الذي استخدمته الشاعرة من قريب أو من بعيد لترتقي بالمتلقي ارتقاء فنيًّا وجماليًّا يفيض دلالات عميقة تتولد بمشاركته تجسيد حكاية بنت المعتمد، وتحليل نفسية شخوصها المنسوجة بموازنتها بين حريتهم في الماضي وسخريتهم من كآبة الأيام الآتية:
كأني ليلٌ يفسر للصبح نفسه
ويأبى الصباحُ انكشافي عليه
فأرتدُّ نحو عباءتي الساخرة... (ص 13)
تؤنبني هكذا:
((ليس هذا الصباحُ لكَ))
وماذا تعني لها العباءة...؟ إنها تشبه الليل الذي تلاه الصباح وانتشلها من غرق الأحلام ومن الكوابيس لتعي نفسها من جديد قائلة: ليس هذا الجسد لك أيها التاجر الإشبيلي هذا الجسد الذي يشع بهاء كالصباح ليس لكَ..! هذا الحضور يدعونا لاكتشاف بثينة شاعرة وضحية في الوقت ذاته نبع من موقف نبيل وتجلى انبعاث الذات لديها لأنها تنتمي للدولة الأموية في الأندلس وأنها من نسب ذي أصالة وتراث.
وبخيالها الحر يجذبها الحنين إلى إحصاء المآسي من جديد وتلجأ بعد المعاناة إلى الحلم تحت وطأة الواقع وتغيره.
 أعُدُّ الأنامل في
 عتمة الراحلين (ص 22)
 ونصبح ملهاة أحلامنا من جديد
وهنا تعد الأنامل أي المآسي التي عصفت بالعرب وعصرتهم ولم يبق لهم غير حثالة أحلام من مجدهم التليد وعبر هذا المونولوج الداخلي ننتقل إلى العالم المضطرب الأليم ضمن صور تتلاحق تباعاً وسط هذا الخط الدرامي الواضح.
أتى الداخلون
 بأحزانهم (ص 23)
قيدوا الصبح من
قدميه بليل السلاسل
فالداخلون ((يوسف بن تاشفين)) يوزعون على الأمة ضروب الأحزان ويقيدون الصبح الذي يرمز إلى مضمون جديد هو الخلاص الذي ترسمه الشاعرة وهو المجد العربي الذي شق عنه الظلام صقر قريش مستعيرة من عبد الرحمن الداخل مؤسس الدولة الأموية في الأندلس وجه الشبه بأبيها.
ما زالت الشمس تنمو بعافية الانتظار.. (ص 24)
وتلبس حلة محرابها.. وتصلي
لتسعف صقر قريش من العبث المتمرد
في حلمه
*صبري أبوحسين
18 - يونيو - 2008
من الدراسات السابقة حول شعر صالحة غابش(2)    كن أول من يقيّم
 
من الدراسات السابقة حول شعر صالحة غابش(2)
 
تابع مقال(في أفياء بثينة بنت المعتمد للشاعرة صالحة عبيد غابش) اللكاتبة: سميرة رباحية/  طرابلسي:
 
 
وتستمر هذه الشمس العربية بمعاناتها الداخلية لتتوهج من جديد فترة ثم تتحسر على الأمجاد الإسلامية فترى خلاصها مستعينة بالفارس الحلم الذي تريده أن يرفع مشعل الحرية ليحرر أسرها من العبث والتمرد.
ستبحث عنك
وأنتَ الملثم خلف التراب   (ص 24)
تجيء على خيلك المتسلل من عثرات السراب
وهنا تشرئب روحها التي تتحد مع غربتها ضمن صراع داخلي ونبض وجداني يكشف عن مكنونات شوقها إلى مجيء الفارس الملثم متسائلة والصبايا سبايا ترى هل سيتأخر؟ النداء والتوسل واضح ينبثق من وعيها بقيم الوفاء والبحث عن بديل جميل في نظرها، فترسم في مخيلتها الشخصية الدرامية للبديل وكأنها هنا تسترجع البطل الأسطوري جلجامش في خروجها على الشكل السائد فتحقق حلمها حيث يتراءى لها قادماً.. ملثماً.. يتجاوز عقبات الدروب الموصلة التي أقيمت أمامه ليسترجع ملك أبيها.
فقم لا تكن مثلهم   (ص 25)
وجئني بملء الكرامة مهراً
إنها هنا تستحضر مباشرة مهرها وهو مهر الحرية الممزوج بالدماء وبسيف تجرد عنه الصدأ ليسترجع القدس ويعوض عن ملك أبيها، ويتجاوز الهزائم التي منيت بها الأندلس.
وجئني بقدس الحبيبة مهراً   (ص 25)
وقل يا حبيبة إنا انتصرنا
فهل قلبك العربي هدأ؟
تجلي الذكريات الذي ارتبط بإيقاعها الداخلي يظهر هنا في صورة التكرار لمعنى المهر الذي تؤكد عليه، وقد استلهمت شخصية البطل الشعبي ليتطابق مع واقعها النفسي، وهنا يشرئب الرمز التاريخي حيث تلح الشاعرة في ندائها للفارس ليرفع راية الجهاد وينطلق ليسترد القدس السليب كصلاح الدين الأيوبي محرر القدس من الفرنجة وبهذا يطمئن قلب المعتمد، وتعوض ما تراه من خيبة الأمل وهنا ((ستبحث عنه في صورة جديدة لبطل قومي، افتدائي، مخلص(8))) كما يراه أدونيس في البعث والرماد.
في دلالة مباشرة تتحدث فيها الشاعرة عن تفاؤل بثينة بالرغم من معاناتها، وعن فؤادها العامر بالفتوة والشباب، لتنقلنا إلى إشراقة جديدة ترتبط بالذكريات وبالتراث في خطابها الذي ازدوج مضمونه على مواصلة المعركة لأن الأمل والحرية هو وعد رب السماء.
أفتش في الدمعة العربية عن ملحها..
وعن لون زيتونكمْ
وللبرتقال بمشرقنا طعمُ حريةٍ   (ص 29)
سوف يأتي إلينا به
وَعْدُ ربِّ السماء.
وفيما سبق نرى ((في الصورة الشعرية تتجمع عناصر متباعدة في المكان والزمان غاية التباعد لكنها سرعان ما تأتلف في إطار شعوري واحد(9))) فعمق الصورة تجلى في زيتون المغرب وبرتقال المشرق وجمالها يرينا التشبث بالأصالة التي ساعدتها في عنف الطيران الحر متخطية المشاعر اليومية لتبوح بعزيمتها العالية في استنهاض الهمم لتصارع خيبة الأمل الحاضرة في ساحتنا العربية اليوم.
من جديد تبدو أمامنا نقطة مضيئة على الرغم من معاناتها الذاتية وظمئها فرعها يتطاول شامخاً بروح التحدي إلى درجة الاعتداد بالنفس.
فتطول بثينة في نخلة   (ص 31 )
ويمتد في الرمل صوت ظماها
وتبكي.. وتظما
لابد من ذكر الصورة الفنية الطريفة المعنونة ((خيوط المغازل)) التي تستند وتشير إلى الصناعة التي اعتمدت عليها أسرة المعتمد في السجن ((أغمات)) لتحصيل ما تحتاج إليه من مال معبرة عن رفضها الشديد للاستعباد ولعصر الغواية الذي يذكرها بوطنها:
أهاجر في ناظري غربةٍ
تبصرني وطني
فتشتاقني خيمة علقت في يدي   (ص 37)
خيوط مغازلها
((ليس أشد إيلاماً في النفس من وقع الغربة المعنوية والوجدانية على الإنسان في العصر الحديث(10) غربتها تساؤل مشبوب نتيجة غواية عصر اشرأب من وجدان الشاعرة إثر هذا الموقف الأليم الذي نبع من عاطفتها الشفافة.
بمن يا بُثينُ تلوذين..
والليل رمحٌ طويلٌ بكف جميل
ينافح عن ألف ألف بثينة؟!
بمن؟!
تتبدى الغربة الذاتية في هذه الدراما الواضحة التي تلامس أجل الحالات الإنسانية من سبي وتشرد نتيجة الهواجس التي تطال الأهل تجاه ابنتهم التي أصبحت سبية وتساؤلهم إلى من تلوذ..؟ أو بمن تحتمي...؟ ووالدتها ((رميكية)) ((قدماها رهينة طين المنافي(11).
وهاهنا يمكن للقارئ أن يلمس عملية التناص حينما استعارت الشاعرة حكاية جميل وبثينة من التراث الشعري العربي.
من جديد ترينا الشاعرة حاجة بثينة للتحرر من العاطفة الأسيرة لتتسامى في التوحد مع القيم والثوابت التي تتبناها وتعطي أبعاداً تتخطى الواقع وتنفلت من إسار الزمن لتتحرر منه متجاوزة غربتها الداخلية التي يبلسمها شعاع يجنح نحو المستقبل، هي بثينة أخرى سيدة العطر والعشق والتيه:
وأنا.. لي سيادة هذا المساء
بثينة أخرى
ولم يغب النهر عن جسد
لم يزل يتفرع فيه العفاف
وهنا تستلهم الشاعرة أهمية المرأة في التراث الإسلامي فتتجلى أمامنا سيدة العطر والعشق والتيه بعد ذهاب الخوف عنها، فقد تحولت إلى أخرى بثينة الجسد الوردة المحتفظة بعفافها لم يغب النهر عنه فهي بحالة عشق وانتظار، فالصورة الفنية هنا صورة الفتاة العربية التي تنشدها الشاعرة في حضور بثينة الطاغي عبر متاهتها في السبي لتكون بطلة حقيقية تليق بامرأة عربية معاصرة.
الهوامش:
1 ـ د. إبراهيم محمد الوحش، في ظلال النص، ص 52
(*) د. سهيل زكار ـ التاريخ العباسي والأندلسي والسياسي والحضاري، كانت مملكة أشبيلية أكبر ممالك الطوائف وأقواها. وكان على عرشها المعتمد بن عباد الذي يمكن اعتباره بين أعظم شخصيات العالم الإسلامي في القرن الخامس، فهو كان سياسياً بارعاً، وإدارياً ناجحاً، وفارساً محنكاً وعلى درجة كبيرة من الشجاعة والإقدام، وفوق هذا كله كان من أعظم شعراء عصره وأكثرهم تمكناً من فنون الأدب والبلاغة ص 339.
2 ـ صالحة عبيد غابش، ديوان بمن يا بثين تلوذين، ص 5.
3ـ هلا عبد اللطيف قصير، الاتجاه الرومانسي في شعر الإمارات، ص 20.
(**) د. فيليب حتى، د. إدورد جرجي، د. جبرائيل جبور ـ تاريخ العرب، حين هدد خطر الفونسو السادس مملكة المعتمد: ((ارتكب أكبر خطأ إذ طلب النجدة من يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين في مراكش، ورغبه في الجهاد ونصرة الإسلام وقدم يوسف بجيشه في ت2 من سنة 1090 ودخل غرناطة ونفى المعتمد إلى مراكش فاعتقل في أغمات.. وكانت زوجته اعتماد وبناته يغزلن للناس بالأجرة)) ص 621 ـ ص 622.
4ـ الخليج الثقافي العدد 8596 ـ 4 نوفمبر 2002.
5ـ نفس المصدر السابق. http://www.awu-dam.org/mokifadaby/443/mokf443-027.htm
6ـ صالحة غابش ـ بمن يا بثين تلوذين ص 7.
7ـ نفس المصدر السابق ص 8.
8ـ محمد جمال باروت ـ الحداثة الأولى، ص 93
9ـ هلا عبد اللطيف قصير، الاتجاه الرومانسي في شعر الإمارات، ص 297.
10ـ نفس المصدر السابق.
   11ـ صالحة غابش ـ بمن يا بثين تلوذين ـ ص 54
*صبري أبوحسين
18 - يونيو - 2008
من الدراسات السابقة حول شعر صالحة غابش(3)    كن أول من يقيّم
 
مقال (صورة المرأة في شعر المرأة) للدكتورة سعاد المانع:
    السبب في اختيار زاوية البحث في هذا الشعر؛ لتكون عن "صورة المرأة في شعر المرأة"، هو أن هذه الفكرة تلح علي قبل زمن طويل كلما قرأت شعرا قديما أو حديثا تظهر فيه صورة المرأة من خلال تخيل شاعر . كنت أود لو عرفت كيف يمكن للنساء إذا كن شاعرات أن يتحدثن عن المرأة.؟ كيف تظهر صورة المرأة من خلال تخيل شاعرة ؟. أود هنا أن أؤكد أن ما يظهر في الشعر هو صورة تخيلية لامرأة ، وليست بالضرورة هي صورة الشاعرة نفسها ، سواء استعملت ضمير المتكلم أم استعملت ضميرا غيره، وسواء انطبق بعض ما جاء في هذه الصورة على صفات الشاعرة نفسها ،أو على حياتها الخاصة، أم لم ينطبق .
هذه الطريقة تنطبق على الشعر عموما وليس على شعر المرأة وحدها. فامرؤ القيس في قصيدته المشهورة:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
لم يكن بالضرورة يتحدث عن نفسه وما قام به فعلا . ولكن الذي لا شك فيه هو أنه يقدم لنا في هذه القصيدة (من خلال ضمير المتكلم )صورة لشاب من علية القوم عاشق حزين يحيط به أصحابه متعاطفين معه ،وهو يألف الفروسية والصيد والاستمتاع بالطبيعة ،كما كان يألف الترف والمغامرة والبحث عن اللهو والعبث الجريء مع الفتيات .هذه هي صورة الرجل المتحدث في هذه القصيدة، سواء أكانت تنطبق على شخصية امرئ القيس الحقيقية كماكان يرى شراح القصيدة، أم كانت لا تنطبق .
تظهر صورة المرأة عند امرىء القيس إجمالا من خلال صور شابات جميلات هن، فاطمة و أم الحويرث و الرباب، وعنيزة، والعذارى "بدارة جلجل" اللاتي عقر لهن مطيته . نراهن عبر القصيدة ينتمين إلى أوقات وأماكن مختلفة ،ونسمع حديث بعضهن ، ونعرف تصرف بعضهن ، وتبدو صورهن جميعا مرحات منجذبات إلى اللهو والبهجة ، لكن بعضهن يملن كل الميل مع المغامرات فينسقن معها إلى أقصاها ،وبعضهن يملن بعض الميل فيظهر عندهن ضبط الأمور، أو التحسب للعواقب. هذه هي صورة المرأة كما تظهر مثلا في معلقة امرئ القيس . وهي تقدم نموذجا من صورة المرأة في مجال شعر الرجل في شعرنا القديم. ومع أن هذا النموذج تظهر فيه المرأة قريبة تتكلم ،وتتصرف، وليست بعيدة صامتة كما هو الحال في صورة المرأة في معلقة زهير بن أبي سلمى مثلا حيث تظهر النساء في منظر خارجي بعيد هو مثار إعجاب الناظر المتأمل الباحث عن الجمال والأناقة.
- 7تبصر خليلي ، هل ترى من ظعائن
تحملن بالعلياء من فوق جرثم
- 8عَلَوءنَ بأنماط عتاق وكلة
وراد حواشيها مشاكهة الدمِ
9وفيهن ملهى للطيف ومنظرٌ
أنيق لعين الناظر المتوسم
10- بكرن بكورا ، واستحرن بسحرة
فهن ووادي الرس كاليد في الفم
فهؤلاء النساء يظهرن صامتات لا نسمع أصواتهن ولا ندري شيئًا عن أفكارهن أو مشاعرهن .
تظل معظم النماذج لصور المرأة عند الشعراء القدماء - في حدود علمي - تُعنَى بالخارج ولا نجد فيها ما يشير إلى الداخل، لا نجد رؤية هؤلاء النساء للحياة، ولا ندري شيئًا عن أحلامهن، ولا نحس بمشاعرهن أوما يصطرع في داخلهن من أفكار وتطلعات!!!
ما نتطلع إليه في دراسة (المرأة في شعر المرأة)، هو أن ننظر كيف تظهر صورة المرأة في هذا الشعر. وصورة المرأة نعرض لنماذج لها في هذه المجموعات الشعرية أينما وجدت.
فليس المهم في هذه الدراسة تتبع المضمون الذي تظهر فيه الصورة، ولكن المهم هو تتبع السمات التي تشكل الصورة. فسواء أكانت صورة المرأة تتصل بالأمومة، أو علاقة المرأة بالرجل، أو علاقتها بالمجتمع ، أو علاقتها بالكون، يعنينا تأمل هذه الصورة .
 
*صبري أبوحسين
18 - يونيو - 2008
تابع المقال السابق    كن أول من يقيّم
 
تابع المقال السابق
صوت المرأة في القصيدة :
تظهر المرأة في عدد من القصائد عند الشاعرات تعبر بصوتها عن تجربة الحياة بصورتها العامة .وما أقصده بهذا هو مواجهة المرأة للحياة من زوايا مختلفة تتصل بشتى جوانبها ، وليس مجرد العلاقة بالرجل. سيكون النظر في صورة المرأة في هاته النواحي من خلال زوايا الرؤية الشعرية.وسأنتخب من المجموعات الشعرية نماذج من القصائد التي تظهر فيها صورة المرأة ، وسأنظر في مجموعة كل شاعرة على حدة . والهدف الأساسي من تتبع ما تشترك فيه الشاعرات من مجموع صور المرأة ، هو أن نرى (في هذا العمل حين يكتمل ) إن كانت ثمة رؤية شعرية عامة مشتركة للشاعرات العربيات حول تصور المرأة للمرأة .
مانتطلع إليه في دراسة (المرأة في شعر المرأة)، هو أن ننظر كيف تظهر صورة المرأة في هذا الشعر. وصورة المرأة سنعرض لنماذج لها في هذه المجموعات الشعرية أينما وجدت ،سواء أكانت تتصل بمواجهة المرأة الحياة في شتى مناحيها التي تواجه البشر جميعا بقدر ما تختلف الطموحات ويختلف تقدير الذات ، أم كانت تتصل بتجربة الحب ، أو تجربة الرغبة المشبوبة ، أم الصراع مع الرغبات المختلفة أو الصراع مع الزمن.
1الشاعرة صالحة غابش
يظهر عند صالحة غابش في ديوانها (بمن يا بثين تلوذين ؟!) توجه نحو نساء من التاريخ العربي. قد يتبادر إلى ذهن القارىء أو القارئة أن بثينة في عنوان الكتاب تشير إلى محبوبة الشاعر جميل، لكن الشاعرة جعلت مقدمة الديوان القصيرة توضح أن بثينة المقصودة هنا هي بثينة أخرى، هي بنت المعتمد بن عباد التي تذكر بعض المصادر أنها شاعرة. والذين يألفون كتب التاريخ العربي حول الأندلس يتذكرون غالبا قصة تدور حول ابنة المعتمد بن عباد بعد أسر والدها ،لكن لا أتوقع أن كثيرين منهم يتذكرون أن اسمها بثينة.وقد أوردت الشاعرة منذ البدء موجزا من قصة بثينة وجانبا من قصيدتها(ص 7- 9) ،كما جعلت للديوان مقدمة قصيرة تتضمن أنها وجدت في بثينة هذه شيئا يشابه الشاعرة في الموقف والمعتقد(ص5). وتحمل أربع من القصائد مقتبسات من قصيدة بثينة في عناوينها. وإذ يحتل اسم بثينة المرتبطة بمأساة المعتمد بن عباد، وبتاريخ العرب في الأندلس عنوان المجموعة ،ترتبط القصائد بألم المرأة العربية بوجه خاص ، وبآلام التاريخ العربي بوجه عام إما بصورة صريحة كما يظهر في قصيدة "داخلون"،أو بصورة تتضمن إسقاط الماضي على الحاضرمثل " خيوط المغازل".1
هنا أقف عند قصيدة قصيرة عنوانها " مسك الرميكية"،أقف عندها لكونها قصيرة تستحضر التاريخ وتومىء إلى قصة بثينة في الأسر :
" أللآن رهن محاولة الحلم أنت..
وأغنية تتأجل
حتى تفيق اليمامات في صوت هذا المدى؟
أللآن يكسرك الانتظار؟
تقاسمك الحزن في رحلة العابرين رغيفا
وحيدا
يحاور رائحة الطرقات ..
ولم ينكسر قلم يتقاسمه الدفء
لحظة جاء فتاك
ليكتب وردته في يديك.
وأهداك مسك رميكية
قدماها طين المنافي
وأشعل في الأبجديةِ موقدهُ
فاختتمت القصائد باسمه
إهداء روح إليه.
)بمن يابثين ص 53-(54
يبدو الاستفهام التقريري التعجبي الذي تكرر مرتين في مطلع القصيدة "أللآن ... ؟" يمثل مركزا للقصيدة، ثمة محاولة للحلم ، أما الحلم نفسه فلم يحدث؛ وثمة " أغنية تتأجل" أما الأغنية نفسها فلم تحدث؛ وثمة انتظار طويل مُرّ ،أما الأمر المنتظر فلم يحدث! وتحتضن القصيدة إيماءات لما ورد من مرويات عن المعتمد بن عباد وشعره ومأساته ،وعن الرميكية الأديبة زوجته وقصة يوم الطين ،وعن ابنتهما " قلم يتقاسمه الدفء" " مسك رميكية " " قدماها طين المنافي""أشعل في الأبجدية موقده".
كما تحتضن جانبا من المجازات المتصلة باللغة والأدب (أغنية، قلم ، يكتب ، الأبجدية ، القصائد)، هذه المجازات وثيقة الصلة بالسياق الذي جاءت فيه .
*صبري أبوحسين
18 - يونيو - 2008
تابع مقال د/سعاد    كن أول من يقيّم
 
1يحمل الديوان سمة الحزن ، وتحمل القصائد التي يظهر فيها اسم بثينة(سواء قصد بها بثينة التاريخية أم غيرها ) سمة امرأة يطوقها الحزن ،تبحث عن "ملاذ لها".في قصيدة " لا تنكروا أني سبيت .." تظهر بثينة لا تمتلك غير الصبر والدمع ، ولكنها تدرك أيضا أن انتظاراتها ساذجة :
" هنا كنت أدفن دمعة صبري
أمزق أوراق كل الوعود
التي سخرت من وفائي
وظلت تراقبني أتجمد شيئا فشيئا
بثلج انتظاراتي الساذجة." (ص14)
1يتمثل الملاذ في صورة رجل بطل ،ويظهر المعتمد في القصيدة السابقة بطلا لكنه مهزوم (15)، و يظهر في قصيدة أخرى "فعساك ياأبتي" ، في نهايتها تكسوه خيبة الهزيمة لا يملك لبثينة شيئا ."(ص20)،1، قد تكون "بثينة" اسما يحمل دلالة على امرأة ، وقد تكون رمزا للأمة . لكن في كلا الحالين تظهر بثينة ليس لها غير حسن الظن وانتظار فتى يحقق الحلم:
" مدينة ظنكِ واقفة
تتأهب منذ سنين لضوء فتى
ليس يؤلمك
يعبر الحلم نحوك سيدة أنت أولى
على عرش دولته
تخرجين إلى ضوئه تصعدين المنصة شاعرة حرة
تطلقين اسمه بين أفق وماء
فتلتقط البجعات حديثك عنه غناء
تماهى بأبيض رقصتها الهادئة" " (ص65،(
1في ديوان آخر هو(المرايا ليست هي ) يلفت النظر عند صالحة غابش ،هيمنة زاوية الزمن واتجاه نحو القص في عدد من القصائد التي تحمل سمات المرأة. يظهر ذلك في قصيدة " انكسار مهرة" ( 37- 41)،حيث تبدو المرأة فارسة تمتطي المهرة عبر الفصول، تقارب الغمام والشفق . ولكن سائس الخيول هو الذي خولها هذا .قال لها " الآن ..أنت فارسة" ، وصاغ لها" من قلبه لجاما" وحذرها أن تلمس "الغمامة". في نهاية القصيدة يظهر السائس مضطربا" يرمقني معاتبا ..و يبكي".1 وفي قصيدة " العباءة" (ص 61- 63) ترد الكناية عن تغير العمر ما بين الطفولة والشباب بتغير الثوب : "كان لي ثوب صغير نزق يعشق الأرجحة الوسنى عل حبل المساء"، مع تغير الزمن "كبر الثوب وطال ، بعضه أصبح سرا ، رحلت عنه تفاصيل البراءة " كلتا القصيدتين تستحقان وقفة خاصة، لكن هنا سأقف عند قصيدة أخرى من الديوان نفسه.
 
*صبري أبوحسين
18 - يونيو - 2008
 1  2  3