اليك اهدى القلب كن أول من يقيّم
استاذنا الافضل وشيخنا الاعلم والاجل /ياسين اليك اهدى القلب بما يحمل من حب لكل ما فى العالم واخصك به وحدك لانك الاجل والارقى وصوت ضمير العلم فلا تنسى وشموخ جبال الألب وارسى , واشكرك على منوهت من ان خلافات العرب فى النحو افسدت النحو منذ نشا حتى الان ولا أدل على ذلك من المطالبة باصلاح النحو منذ بدأ فى القرن الرابع الهجرى فقد لاحظ العرب الاوائل الذين اخذوا اللعة العربية مشافهة ان قواعد النحاة لا تستوعب كل تراكيب كلامهم وكيف تستوعبه وقد بنيت غلى استقراء ناقص واتبعت مبدأ القياس المطرد ونهجت نهجا تعليميا مليئا بالفاظ وتعابير لم ينطق بها عربى لذلك ثار الفصحاء على النحاة كما جاء فى شعر عمار بن الكلبى الوارد فى معجم البلدان لياقوت الحموى والذى يقول فيه: ماذا لقينا من المستعربين ومن قياس نحوهم هذا الذى ابتدعوا ان قلت قافية بكرا يكــــون بها بيت خلاف الذى قاسوه او ذرعوا قالوا: لحنت وهذا ليس منتصبا وذاك خفض وهذا ليس يرتفــــــع وحرّضوا بين عبد الله من حمق وبين زيد فطال الضرب والوجـــع كم بين قوم قد احتالوا لمنطــقهم وبين قوم على اعرابعهم طبعــــــوا ما كل قولىمشروح لكم فخذوا ماتعرفون وما لم تعرفوا فدعـــــــوا وهذ الشعر الثائر يشير الى ان البون شاسع بين اللغة كما نطق بها اصحابها وبين نحو النحاة الذين قد يكونون من غير العرب واللغة بهذا المعنى الفطرى لابد انها لا تخضع للفلسفة اليونانية ولا لمنطق ارسطو فلها فلسفتها الداخلية ولها منطقها الخاص بها والتى جاءت تحمله منذ قدست باقترانها بالفرآن الكريم وما قبل ذلك تحمل منطقها الفطرى الذى جبلت عليه ولكن عدم منهجية النحاة فى التعامل مع اللغة بهذ التصور جعلهم يتخلفون عن ابناء العربية فابتدعوا مصطلحات وتعابير غير مفهومة من اصحاب اللغة ولهذا شق النحووما اسبه النحو على ذلك الاعرابى الذى وقف فى مجلس الاخفش وسمع كلام النحاة وشعر انه كلام غريب عليه فحار وعجب واطرق ووسوس وقال: اركم تتكلمون بكلامنا فى كلامنا بما ليس من كلامنا ولله در ابن جنى وما ازوعه ياسيدى حين قال رافضا ما ادعاه النحاة من عمل العوامل اللفظية والمعنوية " الا تراك اذا قلت :ضرب سعيدا جعفرا فان (ضرب) لم تعمل فى الحقيقة شيئا وهل تحصل من قولك :(ضرب) الا على هذا اللفظ بالضاد والراء والباء على صورة فعل ؟ فهذا هو الصوت والصوت مما لا يجوز ان يكون منسوبا اليه فعل والمل من الرفع والنصب والجر انما هو للمتكلم نفسه لا لغيره" (الخصائص/ج1/110) وما جعل النحو فى تقديرى بهذا الشكل وجود مرتزقة النحو الذين اشار اليهم الجاحظ فى قوله: قلت لابى الحسن الاخفش :لم لا تجعل كتبك مفهومة كلها ؟وما بالنا نفهم بعضها ولا نفهم اكثرها؟ وما بالك تقدم بعض العويص وتؤخر بعض المفهوم ؟ فاجابه ابو الحسن الاخفش بثقة واطمئنان: انا رجل لم اضع كتبى هذه لله وليست من كتب الدين ولو وضعتها هذا الوضع الذى تدعوننى اليه قلت حاجتهم الىّ فيها ولما كانتن غاينى المنالة فانا اضع بعضها هضا الوضع المفهوم لتدعوهم حلاوة ما فهموا الى التماس فهم ما لم يفهم وانما قد كسبت من التدبير (الحيوان/ج1/91-91) واذا كان الجاحظ وهوعلم الفصاحة والبيان لا يفهم ما كتبه ابو الحسن الاخفش وهو اعلم اهل زمانه فما بالنا نحن اليوم؟ وكيف يكون حالنا مع طرق البصريين والكوفيين والاندلسيين من بعدهم وطرق المتقدمين والمتأخرين وغيرهم فالنحو قد شوه من ناحية هؤلاء المرتزقة الذين حاولوا احتكاره وتشويهه والا ما المسوغ لما يسمى بدل الغلط حين نقول هذه زيد حمار والاصل كما يقول ابن هشام فى (شذور الذهب) انك ازدت ان تقول هذا حمار فسبقك لسانك الى زيد وهل هذا يعقل حين نحط من قيمة الانسان بالغلط ؟ ومثل هذا الجمود كثير وانما اردت من هذا الاستقراء الناقص ان اوافقك يا سيدى على اختلافات النحاة الى لا مسوغ لها جعلت النحو غريبا على اهله تقبل مودتى واعتذارى عما صدعت رأسك وارهقت عينك التى لا يحق لها ان ترهق وما اردت بما قلت من قبل الا الحفاظ على صورة النحو باقل مايمكن ولك كل مودتى |