البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : أزمة الحداثة في الشعر العربي معاصر    كن أول من يقيّم
 علاء 
16 - يونيو - 2008
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعود إليكم من جديد، هذه المرة بهذا الموضوع "أزمة الحداثة في الشعر العربي الحديث"
تعد الحداثة الشعرية مظهرا من مظاهر الحداثة، فهي كالحداثة الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية وغيرها من المجالات التي يمكن أن تشملها الحداثة، ويعد أحمد المجاطي من أوائل من انتبهوا لهذه المسألة أي أزمة الحداثة في القصيدة المعاصرة، لأن الحداثة في رأييه هي حداثة شاملة، على مستوى البناء الخارجي والداخلي.
لكن مافعله روّاد الحداثة في شعرنا العربي المسكين، سوى أنهم قاموا بسلسة من عمليات الهدم، التي تطلبت منهم إعادة تشييد بناء جديد يناسب متطلبات الشاعر المعاصر، فالشاعر المعاصر لم يعد مقتنعا بالموروث الشعري القديم، فثار على كل ماهو قديم واعتبره من أسباب التخلف والانحطاط، فالشاعر المعاصر مع تجربة الاستعمار الأجنبي بدا يحس بأنه يحتاج للحرية، فأصبح الإنسان العربي عامة مهووسا بشيء اسمه حرية وثورة متأثرا بما حصل في اوربا خلال عصر الأنوار وأوربا الحديث، خصوصا التجربة الاشتراكية، ولم يقف الانسان العربي عند حد إخراج المستعمر، بل غته ظل مصدوما لما شاهده من تقدم وتفوق غربية، هذا مادفعه إلى اليقين التام بأن الإنسان العربي لكي يعود لما كان علبه من قوة وريادة في العصور الوسطى، عليه أن يحاكي خطى الغرب خطوة خطوة، أو القف مباشرة إلى الاستفادة من ثمار هذه الحضارة، لأنه غير محتاج لأن يبدأ من مرحلة الصفر، أي من الثورة وما قبل الثورة.
هذا ما نعكس على الشعر فبحكم اطلاع الشعراء العرب على الشعريات العالمية ةتجاربها الرائدة حاولوا التقليد، متناسين أنهم كانوا يهربون من التقليد، لكنهم وقعوا في التقليد لكن هذا التقليد ليس كأي تقليد، إنه كتقليد الغراب، إذن فالقصيدة العربية انتقلت من تقليد إلى تقليد ومن التزام غلى انحلال، ولا ينعكس هذا فقط في الشعر بل يتعكس أيضا في المجتمع.
على أية حال لنعد إلى موضوعنا الأساس ألا وهو أزمة الحداثة، إضافة الى انعدام الحداثة أصلا في الشعر المعاصر، أرى أن القصيد العربية مع قصيدة النثر قد وصلت إلى الطريق السدود لأن انحلال القصيدة العربية وصل إلى قمته، لأن قصيدة النثر في نظري هي من علامات الساعة الكبرى للقصيدة العربية.
لأن الهدم وصل إلى أعلى المستويات لقد تساوى من هو بداخل مجمع الشعر ومن هو خارجه، الجميع أصبح شاعرا والجميع أصبح جمهورا، أي واحد أصبح أن يكون شاعر بين ليلة وضحاها يصبح شاعرا من دون سابق انذار لأن القصيدة أصبحت تنكتب لوحدها كم يقال، والكاتب غير مسؤول عن القصيدة.
ما رأيكم هل نحن فعل نعيش أزمة حداثة في القصيدة العربية ام أنها مجرد أوهام لا أساس لها من الصحة؟ ما هو مستقبل القصيدة العربية؟
وكيف يمكن للقصيدة تخطي هذه الأزمة؟ كيف يمكن اعادة الاعتبار إلى الشاعر؟ كيف نستطيع التمييز بين الشاعر الحقيقي والشاعر المزيف؟
أتمنى ان تشاركونا النقاش في هذه القضية، فأنا أكره الصمت، خصوصا إذا كان نابعا من بخل.
والسلام.
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ما هو الشعر؟    كن أول من يقيّم
 
شكرا للاستاذ علاء على إثارة موضوع كهذا ، ولو انه اهترأت اقلا م كثير من الباحثين وهم يكتبون فيه من كثر ما كتبوا . أما أنا ، الغير مطلع كثيرا في مثل هذا الموضوع ، فيكفيني ذكر ما أظنه ذا علاقة ، وهو ثورة الخلاف في تعريف الشعر ثورة لا أظنها تهدأ في هذا القرن على اقل تقدير . وبما أنني أميل إلى تعريف للشعر قال به بعض النقاد ، وهو تعريف توفيقي بين القديم وبين الحديث ( الشعر الحر على الأقل ) ، فإليك هذا التعريف المذكور ، شعرا ، والذي أرجو ان ينال قبولا لديك :
 
قالوا عن الشعر قولا مـعـناه يشرق iiفيهِ
الـشعر  قول iiمقفى ووزنـه iiيُـجـريهِ
والشعر  ذوق iiوحسٌّ يـتـلوه من iiيشجيه
وفـيـه  يكمن iiسرٌّ الـعـقـل لا يدريه!
هـو  الشعور iiتجلى مـن  شاعر في iiفيهِ
إن  يخمد اللفظ iiمني حـرّ الـحشا iiيذكيه
*ياسين الشيخ سليمان
16 - يونيو - 2008
الازمة    كن أول من يقيّم
 
ياسيدى ليست هناك ازمة حداثة فى الشعر المعاصر بل هناك ازمة شعر فى ظل الحداثة المعاصرة
ثم عن اى حداثة تتكلم؟ فالحداثة فى الوطن العربى حداثات وعن مناهج الحداثة العربية حدث ولا حرج عليك فالكل من باب عقدة الخواجا انبهر بالحداثة وصرنا اكثر حداثة من اصحاب الحداثة انفسهم بل اننا الان نعيش فيما بعد الحداثة
بدات قصة الحداثة فى الستينيات على يد مجموعة مجلة شعر اللبنانية ادونيس والماغوط وانسى الحاج وانيس المقديسى وهؤلاء ترجموا كتاب (سوزان برنار) والذى يحمل عنوان (قصيدة النثر من بودلير حتى الان) واستفادوا كثيرا من هذا الكتاب بالاضافة الى تشبعهم بالثقافة الغريية ومن هنا بدا التحول فى منحى الشعر العربى وارتفعت اصوات وما زالت تطالب بالقطيعة مع التراث باعتنبار ان النص الشعرى يحمل تراث اللحظة التاريخية الراهنة ومعطيات الظرف الاجتماعى الانى ويجب ان ننفصل عن هذا التراث ولا نقدسة فالمتنبى كن سيدشعره فى عصره اما الان فلاقيمة له ولن يظل المبدع اسير هذا التراث كما انه موسيقى الشعر لم تعد ذات قيمة لان الشعر اسبق من الموسيقى وهذا العصر ليس عصر الايقاع الشعرى وانما هو هو عصر الايقاع المادى ومن هنا بدات حداثة الشعر العربى التى تختزل فى التوهج والازاحة ولانزياح فالنص يحمل توهجة الجمالى من منطلق الانساق اللغوية التى لا تحتاج الى موسيقى شعرية والانزياح اللغوى للمفردة الذى يدفعها الى هجرة معناها المعجمى الى معان اخرى هو اساس المنطق الجمالى فى النص وليس الشاعر محكوما بمنهج تراثى يفرض علية اية قيمة وله مطلق الحرية فى التعبير حتى على حساب القيم والاخلاق والدين وتلك المعانى البالية التى تحد من تحرر الخطاب الشعرى وانطلاقة نحو الابداع لم تعد ذات جدوى بل هى معوقة للنص ومشوهة له وهذه الدعوة افرزت لنا اشباه المبدعين الذين يكتبون اشياء هلامية وطلاسم شعرية ومن بدات الازمة حتى ان شويعرا صغيرا قال واصفا علاقتنا بالتراث فى احدى ندوات معرض الكتاب المصرى :(لقد ضحك علينا القدماء برطانات قديمة تسمى التراث لا تثمن ولا تغنى من جوع ومالنا لو اخطانا فى اللغة العربية ؟ وهى لغة ايلة للسقوط) ومثل هذا الاحمق يحمل منطقا مقلوبا فهو يرفض التراث بلغة التراث ومثله ايضا صار الان نجما من نجوم الابداع وهذا دليل على انهيار الثقافة العربية وتردى الذائقة العربية وانصراف المتلقى عن الابداع لاننا افتقدنا المنهجية فى التعامل مع ثقافة الاخر واعتبرنا  هذه الثقافة هى المثال البلورى الذى يجب ان نحتذيه وهمشنا معطيات ثقافتنا العربية التى انهزمت بيد ابنائها امام الثاقفة الوافدة والتى تفرض نفسها بقوة فحدثت ردة عامة فى الانواع الادبية وصرنا فى عصر اللاشئ
فلا تشغل بالك بازمة الحداثة فى الشعر فليس هناك شعر يشغل الحداثة ولك مودتى وكذلك مودتنى الى الاشتاذ الجليل ياسين الشيخ سليمان والذى يحبك كثيرا ومن فرط حبه لك فات عليه ان (ال) التعريف لا تدخل على (غير) وانما تدخل على السم الواقع بعده فلا نقول الرجل الغير حاضر وانما نقول الرجل غير الحاضر
*عبد الحافظ بخيت
20 - يونيو - 2008
أضاع عمره بالترهات..    كن أول من يقيّم
 
تعرفتُ على أخ فلسطيني جاء وزوجته إلى الرياض لعلاج العقم.. وقد رزقهما الله بعد العلاج بطفلة جميلة لم أملك عندما رأيتها إلاّ أن قلت: تبارك الله أحسن الخالقين..
عرفَ أنني أكتب شيئاً من الشعر.. فحدّثني طويلاً عن أيام دراسته في دمشق، وعن مدرجات الأدب فيها، وعن محبته للأدب والشعر، وأنه كثيراً ما كان يُقدّم الشعراء في أمسياتهم الشعرية على منابر الجامعة.. وقد فهمتُ أن لا صلة له مع ذلك بتراثنا الشعري، وأن علاقته كانت مع شعراء الحداثة آنذاك..
قلت ماذا قدّم شعر الحداثة لطفلتك الفاتنة هذه؟
فاجأه سؤالي.. فقلت: إنني قرأتُ الكثير من تراثنا الشعري، منذ امرئ القيس حتى أبي ريشة، ثم قرأت شيئاً من شعر الحداثة، لكثير من الشعراء الذين حدثتني عنهم، وكم حاولتُ أن أستكشف من شعرهم ما يودّ أحدهم أن يقول دون جدوى، فأعرضتُ عن قراءتهم إلى الأبد، ولم أدع لِما أكتب أن تلوثه رطانة المحدثين وسمومهم، الفكرية والشكلية..
وقلت: سأهدي طفلتك الجميلة هذه قصيدة قصيرة قديمة، كتبتها أيام الجامعة، وأهديتها لابنة أخي آنذاك..
قرأتُ القصيدة عليه، وكان يُجلس ابنته على ركبته، فلما انتهيتُ، نظرت إليه فإذا عيناه تذرفان بالدموع..
قال: أينَ أنا من مثل هذا الشعر؟ والله لقد أضعتُ عمري بالترهات..
 
عمر خلوف
 
*عمر خلوف
20 - يونيو - 2008
شكرا لك أستاذنا عبد الحافظ بخيت    كن أول من يقيّم
 
أبادلك المودة بمثلها بل وأكثر منها ، وأشكر لك تصحيحك لغتي بصفتك من اساتيذ اللغة المحترفين : أما انا ، غير المطلع مثل اطلاعك ، فيكفيني القول : أحيانا ، تمر بعض جمل اللهجة المحكية على اطراف اللسان فتوقعه فيما لا يحل له الوقوع فيه قدام اللغويين ؛ ولا أخفيك أنني من الذين يحبون أن تمارس كتابة اللغة  محاكاة  لصحيحها وفصيحها دون معرفة قواعدها أول الأمر ، وأنني من الذين كرهوا أساليب تعليم قواعد اللغة أيام صباي من كثرة ما كنت اقرا عن خلافات اللغويين ، قديمهم وحديثهم . ومما زاد من كرهي لتلك القواعد ، هو ان بعض اهلها القدماء كادوا ، بل منهم من فعل ، أن يصفوا القرءان الكريم بأن كتابته كان فيها من الأخطاء ما فيها . ولما زاد الوعي لدي ، أدركت ان قواعد اللغة ما هي إلا نظرية استقرائية قام اصحابها برصد ألفاظ اللغة وجملها من جهة كيفية تشكيل حركاتها ، وكيف كانت العرب تتصرف فيها ؛ ولكنهم لما كانوا يصادفون ما يتعارض مع غالب ما ظنوه قوانين قاطعة لا يجوز تخطيها ، كان بعضهم يلجأ إما لتكذيب روايات معينة ، أو الإتيان بروايات في اللغة تخالف تلك التي يكذبها ، أو ، وفي أفضل الأحوال ، أن يجيز تلك الخلافات كلها ، وينتهي الأمر . ويبقى القول : أخشى أن "غير" ، وشانئتها "أل" أن توجدا متحابتين ومتآلفتين عند بعض اهل القواعد اللغوية من اصحاب الخلافات التي لا حصر لها ، ونحن عن ذلك في غفلة .
تحياتي ومودتي .
*ياسين الشيخ سليمان
20 - يونيو - 2008
اليك اهدى القلب    كن أول من يقيّم
 
استاذنا الافضل وشيخنا الاعلم والاجل /ياسين
اليك اهدى القلب بما يحمل من حب لكل ما فى العالم واخصك به وحدك لانك الاجل والارقى وصوت ضمير العلم فلا تنسى وشموخ جبال الألب وارسى ,
واشكرك على منوهت من ان خلافات العرب فى النحو افسدت النحو منذ نشا حتى الان ولا أدل على ذلك من المطالبة باصلاح النحو منذ بدأ فى القرن الرابع الهجرى فقد لاحظ العرب الاوائل الذين اخذوا اللعة العربية مشافهة ان قواعد النحاة لا تستوعب كل تراكيب كلامهم
وكيف تستوعبه وقد بنيت غلى استقراء ناقص  واتبعت مبدأ القياس المطرد ونهجت نهجا تعليميا مليئا بالفاظ وتعابير لم ينطق بها عربى لذلك ثار الفصحاء على النحاة كما جاء فى شعر عمار بن الكلبى الوارد فى معجم البلدان لياقوت الحموى والذى يقول فيه:
 ماذا لقينا من المستعربين ومن        قياس نحوهم هذا الذى ابتدعوا
 ان قلت قافية بكرا يكــــون بها        بيت خلاف الذى قاسوه او ذرعوا
قالوا: لحنت وهذا ليس منتصبا         وذاك خفض وهذا ليس يرتفــــــع
وحرّضوا بين عبد الله من حمق        وبين زيد فطال الضرب والوجـــع
كم بين قوم قد احتالوا لمنطــقهم        وبين قوم على اعرابعهم طبعــــــوا
ما كل قولىمشروح لكم فخذوا         ماتعرفون وما لم تعرفوا فدعـــــــوا
وهذ الشعر الثائر يشير الى ان البون شاسع بين اللغة كما نطق بها اصحابها وبين نحو النحاة الذين قد يكونون من غير العرب واللغة بهذا المعنى الفطرى لابد انها لا تخضع للفلسفة اليونانية ولا لمنطق ارسطو فلها فلسفتها الداخلية ولها منطقها الخاص بها والتى جاءت تحمله منذ قدست باقترانها بالفرآن الكريم وما قبل ذلك تحمل منطقها الفطرى الذى جبلت عليه ولكن عدم منهجية النحاة فى التعامل مع اللغة بهذ التصور جعلهم يتخلفون عن ابناء العربية فابتدعوا مصطلحات وتعابير غير مفهومة من اصحاب اللغة ولهذا شق النحووما اسبه النحو على ذلك الاعرابى الذى وقف فى مجلس الاخفش وسمع كلام النحاة وشعر انه كلام غريب عليه فحار وعجب واطرق  ووسوس  وقال:
اركم تتكلمون بكلامنا فى كلامنا بما ليس من كلامنا
ولله در ابن جنى وما ازوعه ياسيدى حين قال رافضا ما ادعاه النحاة من عمل العوامل اللفظية والمعنوية " الا تراك اذا قلت :ضرب سعيدا جعفرا فان (ضرب) لم تعمل فى الحقيقة شيئا وهل تحصل من قولك :(ضرب) الا على هذا اللفظ بالضاد والراء والباء على صورة فعل ؟ فهذا هو الصوت والصوت مما لا يجوز ان يكون منسوبا اليه فعل والمل من الرفع والنصب والجر انما هو للمتكلم نفسه لا لغيره" (الخصائص/ج1/110)
وما جعل النحو فى تقديرى بهذا الشكل وجود مرتزقة النحو الذين اشار اليهم الجاحظ فى قوله:
قلت لابى الحسن الاخفش :لم لا تجعل كتبك مفهومة كلها ؟وما بالنا نفهم بعضها ولا نفهم اكثرها؟ وما بالك تقدم بعض العويص وتؤخر بعض المفهوم ؟ فاجابه ابو الحسن الاخفش بثقة واطمئنان:
انا رجل لم اضع كتبى هذه لله وليست من كتب الدين ولو وضعتها هذا الوضع الذى تدعوننى اليه قلت حاجتهم الىّ فيها ولما كانتن غاينى المنالة فانا اضع بعضها هضا الوضع المفهوم لتدعوهم حلاوة ما فهموا الى التماس فهم ما  لم يفهم وانما قد كسبت من التدبير (الحيوان/ج1/91-91)
واذا كان الجاحظ وهوعلم الفصاحة والبيان لا يفهم ما كتبه ابو الحسن الاخفش وهو اعلم اهل زمانه  فما بالنا نحن اليوم؟ وكيف يكون حالنا مع طرق البصريين والكوفيين والاندلسيين من بعدهم وطرق المتقدمين والمتأخرين وغيرهم فالنحو قد شوه من ناحية هؤلاء المرتزقة الذين حاولوا احتكاره وتشويهه والا ما المسوغ لما يسمى بدل الغلط حين نقول هذه زيد حمار والاصل كما يقول ابن هشام فى (شذور الذهب) انك ازدت ان تقول هذا حمار فسبقك لسانك الى زيد وهل هذا يعقل حين نحط من قيمة الانسان بالغلط ؟
ومثل هذا الجمود كثير وانما اردت من هذا الاستقراء الناقص ان اوافقك يا سيدى على اختلافات النحاة الى لا مسوغ لها جعلت النحو غريبا على اهله
تقبل مودتى واعتذارى عما صدعت رأسك وارهقت عينك التى لا يحق لها ان ترهق وما اردت بما قلت من قبل الا الحفاظ على صورة النحو باقل مايمكن
ولك كل مودتى
*عبد الحافظ بخيت
21 - يونيو - 2008
غمرتني بأفضالك ، وانى لي أن أقابلك بالمثل؟!    كن أول من يقيّم
 
أستاذي الفاضل المبجل ، عبد الحافظ بخيت ، حفظك الله ورعاك ، وجعلني أقبس من نور فضلك وكرم أخلاقك ، وسعة علمك . أهديتني قلبك وما يحويه ، فما الذي أهديك إياه بالمقابل؟! إن وهبتك قلبي فلن أفيك حقك! وكيف لي ان افي وقلبي أصغر من قلبك ، ويحوي أقل بكثير مما يحويه قلبك الكبير؟! أضرع إلى الله العلي القدير أن يشكر لك صدق عاطفتك ، فهو ، جل حلاله ،  القادر على ذلك ، وليس غيره .  
وأشكر لك ما تفضلت به من زيادة الشرح حول ما كنت عرضته في مشاركتي السابقة ، مما طمانني أنني غير بعيد كثيرا عن الصواب ، هذا ، وإن ما ورد في مشاركتك الرائعة من أخبار مرتزقة النحو (وقس عليهم مرتزقة العلوم الأخرى) يجعلني أعجب من حالهم تلك ، خاصة الأخفش الذي صرح للجاحظ بانه كان يبغي النوال من وراء الغموض الذي تعمده تعمدا . ومن الأمور المشابهة ما كنا نقرؤه عن خلف الأحمر ، وكيف كان ينظم الشعر وينحله غيره ممن سبقوه . لقد كنت اظن أن : ( إن بالشعب الذي دون سلع لقتيلا دمه ما يطل ) من الشعر الجاهلي ، وأنها للشنفرى او للذي تأبط شرا وخرج ، فإذا بها تنسب إلى ذلك الأحمرالذي كان يتقن التزييف وكأنه الأصل .  لكن الحال الأدهى من حال مرتزقة النحو ، والشعر ، هم من قرأنا عنهم وعن اشتغالهم برواية الحديث النبوي ، وكيف زادوا عليه ، أو بعضهم كان يدّعيه مرفوعا إلى النبي الكريم وهو لا اصل له . وما استغربه كثيرا في أمر مرتزقة الحديث اولئك ، هو كيف كان يسمح لهم بما كانوا يقومون به جهارا نهارا وفي المساجد . والقصة  التي رويت عن واحد من الكذابين ، والذي افترى عدة احاديث ادعى روايتها عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ، وهما حاضران في المسجد ، دون ان يكون ذلك الكذاب يعرفهما... هي قصة ، إن صحت ، فإنها تدل على استهتار كبير برواية الحديث في عهد لم يكن يبعد كثيرا عن عهد النبوة .
وإلى لقاء آخر، مع المودة والاحترام.
 
*ياسين الشيخ سليمان
23 - يونيو - 2008