ما تقوله الكلاب !!     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
ضريرنا اليوم ممن اشتهر بالخبث والذكاء.. كان تاجراً يفهم في تجارتي (القمح والسلاح). يعرف نوعية القمح أو قطعة السلاح بمجرد لمسها.. ولا علاقة لما قلناه بقصتي اليوم عن هذا الضرير، إلاّ الإشارة إلى ذكائه وتوقد ذهنه.. ففي إحدى (المضافات) المنتشرة في مدينتنا.. كان أحد الثقلاء ويدعى (الهبش) يتصدر الحديث في المضافة، متحدثاً بهذر الكلام، دون أن يفتح المجال لمتحدث سواه.. فيتململ السمار من حديثه، دون أن يجد من يوقفه عند حده.. وفي ليلة من ليالي السمر الجميل، زار المضافة صاحبنا الضرير، وقد تشوّف الحاضرون إلى سماع أحاديثه الشائقة، إلاّ أن عمنا (الهبش) كان كعادته يمسك زمام الحديث بملء شدقه، ويعيد على الحاضرين حديثاً مملاً سمعوه منه مرات ومرات.. وشعر الضرير برغبة السمار عن الهبش، ورغبتهم بأحاديثه.. فرفع صوته الجهوري قائلاً: أتعرفون ما تقوله كلاب البدو عند استقبالها للضيف؟ أنصت الجميع بمن فيهم (الهبش).. ونظروا إلى صاحبنا الضرير، يستحثونه على إتمام الحديث. قال: إذا ظهر الضيف للكلاب، ركضت الجراء الصغيرة نحوه قائلة: هَوْ هَوْ هَوْ (مقلداً صوت الجراء) فإذا اقترب الضيف أكثر، جرت نحوه الكلاب الفتية قائلة: عَوْ عَوْ عَوْ أما الكلاب الهرمة، فتراها جالسة عند باب الخباء، فإذا وصل الضيف عندها، نبحت بصوت أجش، قائلة:هَبْشْ هَبْشْ هَبْشْ فما كان من (الهبش) إلاّ أن غادر المجلس محنقا، وخلا الجو لصاحبنا.. يُحدّثُ القوم بما يشاء. |