البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : قصيدة الطفل الضرير    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 زهير 
9 - يونيو - 2008
حفظت هذه القصيدة عن فم والدتي حفظها الله، وهي تذكر لنا أن القصيدة كانت مقررة عليها في الصف الثالث الابتدائي وذلك في حدود عام 1933م ولكنها لا تعلم اسم الشاعر صاحب القصيدة، وقد استوقفني في ديوان الزهاوي قصيدة على غرارها قدم لها بقوله: (على غرار قصيدة الأعمى) مما يدل على شهرة القصيدة في عصره، ورأيت في بعض المواقع نسبتها إلى ولي الدين يكن، وهي أشبه ما يكون بشعره، وأذكر هنا الأبيات التي حفظتها عن أمي، وهي:
أمـاه مـاشـكل iiالسما ء وما الضياء وما القمر
بـجـمـالها  iiتتحدثو ن  ولا ارى مـنها iiاثر
هـل  هـذه الدنيا iiظلا مٌ  فـي ظـلام iiمستمر
امـشـي  اخاف iiتعثرا وسط  النهار أو iiالسحر
لا  أهتدي في السير iiإن طال الطريق وان iiقصر
عـكازتي  هي iiناظري هل  في جماد من نظر
يجري الصغار iiويلعبو ن ويـرتـعون ولا ضرر
وانـا  ضـريـر iiقاعد فـي عقر داري iiمستقر
أمـاه  ضـمـيني iiإلي ك فليس غيرك من iiيبر
وكنت قديما منذ ثلاثين سنة قد أضفت ابياتا إلى هذه القصيدة، وأمليتها على طفل ضرير كانت تربطني بأسرته صداقة، وتفاجأت اليوم انها منتشرة في كثير من المواقع !!  وقد وقع الخطأ في رواية بعضها وهي:
بعد البيت (لا أهتدي في السير):
وإذا رأونـي iiعـاثرا ضحكوا وقالوا قد عثر
وقبل البيت الأخير:
مـا قـلتِ لي أيُّ iiالدمو ع هي التي تجلو البصر
أمـاه  أشـعـر iiأنـني أبـكي  فهل دمعي ظهر
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أنت كذلك يا أستاذ..    كن أول من يقيّم
 
منذ أن قرأت قصة الشيخ الضرير في نابلس وكلمات الأستاذ ياسين وأنا أتخيل زميلاً لنا في الصحافة وكان من قبل مدرساً للغة العربية في الرياض لسنوات طويلة، وما زال يعمل محرراً إلى الآن مع أن عمره نحو السبعين، هذا الإنسان عزيز على قلبي لكنه أحياناً (يزودها شوي) بانتقاده لنا..
ولأنه الأكبر سناً بيننا ولانتقاده الصعب فإننا نخشاه ونخشى لسانه، فتراه مثلاً يسأل عن تتمة بيت شعر، فإن لم نعرفه قال: وكأنني أجلس بين بائعي البطاطا؟.. وإن عرفناه فإنه يقول: من الطبيعي أن تعرفوه وليس لكم حتى شكراً..
هو صورة طبق الأصل عن الشيخ الضرير لكنه ليس ضريراً، يحفظ آلاف الأبيات من الشعر، تعجبه الأغاني التراثية ذات المقامات الرائعة، يكتب مقالات نقدية لقصائد بعض الشعراء فتراه يضمنها بعض الأغاني التي تأتي على منوال تلك القصائد، وبخاصة لأسمهان وأم كلثوم، يتحدث كثيراً عن ذكرياته في مدينته المسلوبة..
هذا الشخص الحبيب اسمه (نزار رفيق بشير)، وأعتبره أستاذي لأنني تعلمت منه الكثير، وقد ذكرني به الأستاذ ياسين، لذلك قلت لك يا أستاذ ياسين إنك أستاذي وأعتز، لكنك كنت متواضعاً والتواضع من شيم الكرام..
نسيت أن أقول لكم: ربما الأستاذ ياسين يعرف نزار رفيق بشير، لأنه (نابلسي) أيضاً..
*أحمد عزو
14 - يونيو - 2008
مؤذننا الضرير 2    كن أول من يقيّم
 
مَنْ منكم لا يعرفُ نَواعير بلدتي (حماة)؟
 
إنّها آلات تاريخية تعمل بقوة الماء، لسقاية البساتين والبيوت على مدار الساعة، لا تكلّ ولا تملّ. يتقاسم (البساتنة) مياهها في أوقات معلومة لكل بستان.
 
وكان دور أحد (البساتنة) يبتدئ مع أذان العصر..
 
ولَما كان هذا البستاني (يتفقّد) شيخنا الضرير ببعض منتجات البستان من الخضروات والفواكه، فلقد كان الشيخ (يُحابيه) على جيرانه الآخرين،
 
فيُؤذن للعصر قبل وقته!!!
 
*عمر خلوف
14 - يونيو - 2008
كل الشكر والتحية    كن أول من يقيّم
 
أجدني بغاية الامتنان لاستجابتكم لطلبي أستاذ ياسين وكل الكلمات الطيبة التي رافقت نشركم للقصيدة وتعليقكم السابق . وكل الشكر والامتنان للأستاذ عمر خلوف والذي لا أستغرب من شاعر بمثل قامته تقديره للشعر الجميل الصادق . وشكري وامتناني للأستاذ أحمد الذي يجود علينا دائماً من فيض دمائته وحسن أخلاقه .
*ضياء
15 - يونيو - 2008
الأغا ممنون ثم المشمش الحموي...    كن أول من يقيّم
 
 
آسف على انني لم اعرف الأستاذ التي تفضلت بذكره يا عزيزي عزو، ولكنني كنت اعرف معلم مدرسة مسن من آل بشير في نابلس ، وكان آية في حفظ النوادر والأشعار ، ومجيدا للمزح والتهكم . وكان يسمي " أغاممنون " الملك الإغريقي ، قائد حرب طروادة ، بـ " الأغا مَمْـنون " حتى يسهل حفظ الاسم على الطلبة . ولعل الذي أتحدث عنه عمّ  من ذكرته .
وتذكرنا نواعير حماة بالمهندس الفذ في علم الحيل ابن الجزري رحمه الله وأجزل ثوابه . أما المشمش الحموي فلله ما اطيبه! فهو اطيب من النوع ذي اللون البرتقالي ، والذي نسميه عندنا بالبلدي . وكأن المشمش ألذ الفواكه طعما ، لذا نظل نفتقد طعمه اللذيذ ، فهو لا يطيل علينا بزيارته ابدا ، فهي لا تزيد في مدتها على " جمعة مشمشية " .
 وفي جانب من بلدتنا ، سيلة الظهر ، والتي أسكن بها حاليا ، يوجد مقام يسمى " النبي لاوين " ، وكان هذا المقام وأمثاله من المقامات ، ذا أهمية عند الناس قديما كأنها واجب ديني ، فكان له سدنة يسكنون فيه ويتولون تنظيفه وإشعال سرجه أيام الحكم العثماني ، وقد تولى ذلك جماعة من آل سْليم الرفاعي من نابلس يتوارثون هذه الوظيفة . وكان أحدهم ، ولم يكن ضريرا، كما حدثني والدي رحمه الله ، يؤذن أحيانا وهو واقف على سطح المقام ، وكانت له ابنة اسمها "هدى" ، وكثيرا ما كان يتخلل أذانه جملا عن الدجاج ، وهو يؤذن : الله اكبر الله اكبر..يا هدى ِ،ديري بالك عل جاجات.. ثم يكمل جملة من الأذان اخرى ، ثم يصيح : كش كش..يا هدى ِ إوعي الزريعة.. ولكن أذانه هذا لم يكن الأذان الرسمي لأهل البلدة ؛ وإنما كان أذانا للمارين من هناك إلى أراضيهم وبساتينهم . وعلى ذكر المقامات الدينية ، فكم بحثت عن معلومات حول بعضها ، أعني التي في فلسطين ، تنبئني عنها شيئا صحيحا موثوقا به فلم أجد ابدا . ولما زار الشيخ عبد الغني النابلسي ، الدمشقي ، الفلسطيني الأصل ، البلاد الفلسطينية عام 1101 هـ ذكر انه زار " لاوين " وغيره من المقامات التي صادفته في طريقه ، ولكنه لم يذكر عن أصلها شيئا . وقد كان في جدار المقام المذكور حجر من حجارته منحوت عليه نحتا بارزا شكلا لنمر دون راس ، وكنا، صغارا ، نظن ان الحجر تعرض لضربة كسرت رقبة النمر فأسقطت راسه ، إلا اننا علمنا فيما بعد أن النمرالمقطوع الراس هذا ما هو إلا شعار الملك الظاهر بيبرس ، مما يدل على ان المقام إما أنشيء في زمنه ، أو رمم ترميما . والحجر الذي ذكرته ، سطا عليه لصوص الآثار قبل بضع سنين . ومن الطريف أن واحدا من نسل السدنة المذكورين - وكان اسمه سَليم ـ بقي مقيما في المقام أعواما طويلة ، وبعد أن لم يعد الناس يدفعون من زكاة محاصيلهم الزراعية لمن يقوم على خدمة المقام إلا في القليل النادر، ولم يعد احد يحلق شعر راس طفله أول مرة أو يقوم بطهوره متبركا بالمقام . وكان هذا الرجل ، رحمه الله ، ما زال يظن أن بساطة الفلاحين قياسا إلى أهل المدن ، في حسابه ، تجعله يتمكن من إقناعهم بدفع الزكاة إليه ، فكان يلجأ إلى أساليب متنوعة منها ما كان يتعلق بكتابة الحجب وأعمال السحر ، ومنها ما يتعلق بوجوب احترام اهل الطرق الصوفية والرفاعية منها خاصة ، ولكنه انتهى آخر الأمر إلى ادعاء النبوة بطريق يظهر منه المزاح ، بل ادعاء الرسالة ، فكان قرءانه يتألف فقط مما تهفو إليه نفسه من أكل ومال : ( سليم ، والقرءان الحكيم . إنني لمن المرسلين إلى اهل السيلة الفلاحين ، لأكل العنب والتين ، وأخد الجزية من الحراتين) هكذا وفقا للهجته النابلسية . توفي إلى رحمة الله في أوائل السبعينات بعد ان كان قد عولج بأدوية الأمراض العقلية ، وكانت حالته قد تحسنت بعد العلاج حتى عاد وكأنه ليس هو . وكانت وفاته ، رحمه الله وغفر له ، في أوائل السبعينات من القرن الماضي
*ياسين الشيخ سليمان
15 - يونيو - 2008
الشكرمنك كثير علي مثلي .    كن أول من يقيّم
 
سيدتي الفاضلة ، الأستاذة ضياء العلي ،
شكرك إياي يشرفني ، وهو فضل كبير منك علي . حفظك الله وجميع العائلة الكريمة .
*ياسين الشيخ سليمان
15 - يونيو - 2008
صوت وصورة    كن أول من يقيّم
 
 
مساء الخير عليكم جميعاً :
 
شكراً لك أستاذ ياسين ،وإليك وإلى جميع الإخوة والأساتذة هذه الطرفة،  وهي من الطفولة البعيدة وذكرى أول جهاز تلفزيون رأيته في حياتي ، وكان لدى جيران لنا يسكنون في الطابق الذي يقع تحت بيتنا مباشرة ، ويجب أن تكون هذه الذكرى في العام 1963 لأننا غادرنا ذلك الحي في العام الذي تلاه . كان يجتمع لدى هؤلاء الجيران الأخيار في كل مساء ما لا يقل عن أربعين شخص من نساء وأولاد ، ومن رجال يأتون عند الساعة الثامنة بحجة سماع نشرة الأخبار ، فكانوا يضطرون إلى فتح باب دارهم على مصراعيه ، وكان المكان يغص بالناس الجالسين بجانب بعضهم البعض على حصر من القش متراصين كأنهم في الجامع ، بينما كان أكثر الأولاد  يجلسون في الخارج ، على سفرة السلم وعلى درجاته لكي يشاهدوا ، وأحياناً لكي يسمعوا فقط ، ومن بعيد ، صوت التلفزيون .  
 
وكان لهذه العائلة جدة عجوز ضريرة يجلسونها على طراحة على حدة في زاوية الغرفة فلا تبارح مكانها أبداً مكتفية بسماع اللغط الدائر من حولها ولم يكن ينتبه لوجودها أحد . وذات مرة ، كانت نشرة الأخبار تنقل صوراً وخبراً عن حريق قد شب في مكان ما . فتعالى صياح بعض المشاهدين الذين كانوا ينفعلون بشدة مع الأحداث التي يرونها : " يا لطيف ، يا ستار ! ... " فخافت العجوز وسألت : " ماذا حدث ؟ " ، قالوا لها : " حريقة ! " ، فنصتت قليلاً ثم قالت : " صحيح ، شميت ريحة نسيس ! " ...  وضجت الصالة بالضحك ،  فتبلبلت المسكينة ولم تفهم ما الذي كان يضحكهم ؟ وما الذي فضح ادعائها ؟ فهل هناك من حريق بدون رائحة ؟! وكيف كان بمقدورها أن تعلم بأن التلفزيون هو صوت وصورة فقط ؟ وهي التي سمعت عنه دون أن تراه ، لذلك بقي صورة غامضة في مخيلتها ، وحتى أنه نصب لها فخاً مضحكاً في تلك الليلة .
 
*ضياء
15 - يونيو - 2008
والشيء بالشيء يذكر    كن أول من يقيّم
 
بيت جيرانك يا أستاذة هو بيتنا تماما، فقد كنا (ولا فخر) أول من اشترى تلفزيونا في الحي، وذلك قبل أن نشتري البراد بعشر سنوات،  وكان جيراننا رجالا ونساء وأولادا يجتمعون في بيتنا من العلم إلى العلم، فإذا خرجوا سهرت أمي ساعتين في ترتيب البيت وتنطيفه، حتى سئمت من هذه الحالة وطلبت من والدي بيع التلفزيون وإغلاق الصالة.
وكانت جدتي لأبي رحمهما الله لا تقتنع بكل وسائل الإقناع أن مقدم نشرة الأخبار لا يرى الناس كما يرونه، وتقول: (العمى، وين ما بروح عيونه علي) لذلك كانت تنظر إلى التلفزيون من خلف الشباك، وإذا مرت من أمامه، ترفع طرف خمارها الأبيض مختبئة خلفه من عيون المذيع، وبقيت على هذه العادة حتى وفاتها عام 1976م
*زهير
15 - يونيو - 2008
مؤذننا الضرير 3    كن أول من يقيّم
 
عرفنا أن مؤذننا الضرير -رحمه الله- كان يرقى درجات السلم إلى سطح المسجد للأذان، ثم يعود فيستلمها نزولاً ... يفعل ذلك في اليوم خمس مرات.
 
ويبدو أن ذهنه كان مشغولاً في إحدى هذه المرات،
أو ربما اختلت عنده (البوصلة) التي تهديه إلى الصعود والهبوط دون معونة أحد...
 
وبدلاً من أن يأخذ سمت السلم، انطلق مستعجلاُ في اتجاه مغاير، فسقط إلى (صحن المسجد)، وكُسرت رجله.
 
أجلسه بعض المصلين على سجادة صغيرة، وانطلقوا به إلى أقرب طبيب..
 
وكان المسكين يمسك برجله المكسورة، مكشراً عن أسنانه من شدة الألم،
فبدا للرائي كأنه يبتسم!
 
وبالفعل.. فقد عبرت به امرأتان تنظران.. فقالت إحداهما للأخرى وهو يسمعها:
 
انظري الشيخ، يحملونه في (سجادة)، وهو (يضحك مسروراً)!!
 
فكاد المسكين أن ينفجر غيظاً.
 
 
 
 
*عمر خلوف
16 - يونيو - 2008
بين االراديو والتلفاز    كن أول من يقيّم
 
تحية ومودة لكل من أمتعنا ويمتعنا بالحكايات الطريفة .
كنت في الثانية عشرة ، وكان من عرفوا  التلفاز أو سمعوا عنه قلة قليلة في بلدتنا . وفي مرة سمعت شابا يتحدث عن التلفاز كيف هو ، وقال بما معناه : أتدرون ما التلفاز؟ إنه محرك كهربي مثبت على عموده قرص مليء بالثقوب ، وأمام ذلك مرآة ، تنظر فيها فترى الناس وهم يتكلمون ويتحركون . سألته : هل ما تقوله مؤكد؟ أجاب : مؤكد تماما حيث إنني قرأت عن ذلك في بعض الكتب . عند ذلك سارعت إلى البيت ، وثقبت غطاء علبة معدنية عدة ثقوب وثبته على رأس عمود محرك كهربي صغير أصله من لعبة أطفال ، ثم وصلت المحرك بحجر بطارية ، ثم وقفت أمام المرآة لأشاهد صورة نفسي وجهازي ، والخيبة التي بدت على وجهي . وبعد مدة عرفت أن ذلك الشاب كان يتحدث عن جزء من جهاز التلفاز الميكانيكي في بداية عهده .
 
أول راديو اشتريناه عندما كنت في الخامسة ، وقد جننت دهشة وإعجابا بما أسمع من حديث وأغان لا ينقطعان ، وينطلقان من صندوق خشبي موصول ببطارية كبيرة الحجم . ومن كثرة ما سمعت كلمة " الطاقة " تتردد في الراديو ، فقد صرت أحملق ، باستمرار ،  في طاقة في واجهة العقد الذي ننام فيه متسائلا عن أهميتها ولماذا يكثر الحديث عنها . وكلمة أخرى : " السلك الدبلوماسي " . " الدبلوماسي" ، ظننتها من الطلاسم ، أما السلك ، فما هو إلا سلك (حبل ) الغسيل المثبت في ساحة المنزل . وجيران لنا اشتروا راديوا بعدنا بمدة قصيرة ، فسألتني جارتنا : " بغني راديكم جينا وجينا وجبنا العروس وجينا؟ " ، فأجبتها : " لع ! بغني على إم المناديلي " . أما جدتي لأبي رحمها الله ، فكانت عندما تسمع الراديو، تظل تضحك باستمرار ، وكأنها لا تصدق ما تسمع ، وتقول مرددة :  " قامت لِقيامِة !" .
 
*ياسين الشيخ سليمان
16 - يونيو - 2008
جدتي والتلفزيون    كن أول من يقيّم
 
هذه القصص بغاية الطرافة سواء كانت " على أم المناديلي " أم حكايات هذا الشيخ الظريف الذي يحدثنا عنه الأستاذ عمر أم حكاية جدة الأستاذ زهير . وأما جدتي أنا ، فلقد كانت تجلس بقرب التلفزيون وتشرح لنا المسلسل ، مع انها لم تكن تفهم أغلب الحوار الدائر لأنه كان إما باللغة الفصحى أو باللهجة المصرية ، ومع هذا كانت تعيد بثه على مسامعنا وعلى طريقتها وأثناء العرض، فإذا احتجينا قالت : " بدي أفهم ليش حكيي بيتقل على طبعكم ؟ "....
 
وكانت لها طريقتها في تخيل عمل التلفزيون . وفي كل يوم كنا نستمع فيه إلى نشرة الأخبار كان المذيع يقول في اولها : " سيداتي وسادتي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . " فكانت تجيبه : " وعليكم السلام ورحمتة وبركاته " فنسألها لماذا تردد هذا في كل يوم وهي تعرف بأنه لن يسمعها فتقول : " لا ، لا يهم ، المهم أنه رمى السلام ! " ثم ، بعد أن يذهب تودعه بكلمة " بْحَفَضْ الله " ( أي بحفظ الله ، بما كان يجعلك تشعر وكأنه طوال هذه المدة كان يتكلم معها شخصياً ) فكانت تتنبأ لنا بعدها ، بل تعلمنا بأنه سوف يغادر الآن عائداً إلى بيته ولكنه قبل أن يذهب " سيفرد شريط الدعايات " . فالدعايات لها شريط كانت تتخيله كحبل الغسيل أو ككرة الصوف التي كان يفردها في كل يوم ( قبل أن يذهب إلى بيته ) ، ثم كانت تضيف معلنة بأن المذيعة سوف تأتي خلال ذلك الوقت لتستلم عنه " فتلم الشريط " ( أي شريط الدعايات ) وتفرد لنا شريط المسلسل الذي كنا ننتظره . ورغم أن ما كانت تتخيله كان منطقياً وليس بعيداً تماماً عن الحقيقة ، ولكن الملفت هو أنها كانت تدرسنا هذا الدرس في كل يوم ، مع أننا كنا كباراً في تلك المرحلة ، على أنه حقيقة غير قابلة للنقاش أو التعديل وعبثاً كنا نقول لها بأن هناك أشخاصاً آخرين يعملون في التلفزيون غير الذين نراهم .
 
*ضياء
16 - يونيو - 2008
 1  2  3