الإخوة الأكارم ، تحية طيبة ، ضمن زاوية " نوادر النصوص " التي أعدّها الأستاذ زهير ، نعثر على مقالة قيّمة للأستاذ حسين سعيد الكرمي حول " تاريخ تأسيس كرسي اللغة العربية في جامعة لندن و كمبردج واكسفورد " ، يذكر فيها في معرض الحديث عن أهمية دراسة اللغة العربية في الغرب أنّ " وليم بدويل الذي يعتبر أبا للمستشرقين الإنجليز كان أول من لفت النظر إلى أهمية اللغة العربية ووجوب دراستها، لأنها لغة عالم كبير من الناس، يمتد من الجزر السعيدة إلى شواطئ الصين " ... حين قرأت "الجزر السعيدة" ، خلت أنّها ، بلفظنا الحديث " جزر الكناري " ، غير أنّه بالرجوع إلى الأصل اللغوي لكلمة الكناري نجدها تعني " جزيرة الكلاب" !!! فقلت ما الذي حوّل المكان من جزيرة السعادة إلى جزيرة الكلاب (مع احترامنا لفضل هذه الكائنات على الكثير ممن لبس الثياب) ؟ يشير البحار الألماني فولف زيفارت Wulf Siewert أنّ الفينيقيين كانوا أول من اكتشف الجزيرة (بحسب بطليموس) ، وحينها أطلقوا عليها اسم insulae fortunatae أو باللفظ الألماني (die glücklichen Inseln) أي الجزر السعيدة . أما جزر الكناري فهي باللفظ الإسباني Islas Canarias مشتقة من الأصل اللاتيني Canariae Insulae ، وقد أطلقه المستكشفون الأوربيون على الجزيرة نسبة إلى الكلاب المتوحشة الكبيرة (canes) المتواجدة على الجزيرة . فما الذي حوّل الجزيرة عن تسميتها الأصلية ؟ أفيدونا رحمكم الله زين الدين |