لقد اخترت لكم هذا الموضوع بالذّات وهذه المقتطفات -من كتاب" بحوث في تارخ الطّب والصّيدلة "-دون غيرها لأنّني أردت أن أثير من خلالها بعض القضايا وأن أنبّه إلى عدّة أمور أري أنّها جدّ خطيرة.
1)التّعريف بعالم من علماء إفريقيّة, وإماطة اللّثام عن أعماله العلميّة و غير العلميّة, و بيان مدى إسهامه في إثراء الثّقافتين العربيّة الإسلامية و الأوروبيّة في القرون الوسطى.
2)الكشف عن دور المغرب الإسلامي في الإنشاء والابتكار العلميين في العصور الإسلاميّة الأولى,وإشعاع مدرسة القيروان الطبيّة الّتي أسست على يد إسحاق بن عمران( ت279ه) وكان ابن الجزّار من أبرز خرّيجيها.
3)التّنبيه إلى فقدان كم كبير من كتب ابن الجزّار وذاك ما أعتبره شخصيّا مصيبة المصائب( لم يصلنا من تلك الكتب الموضوعة في الطّب والصّيدلة إلاّ 11 كتابا من أصل 35 كتابا وحتّى تلك الموجودة بعضها منقوصة الصّفحات.) والسّؤال المطروح كيف اختفت كل تلك الكتب؟؟؟ ومن عبث بالمتبقى منها؟؟؟...
4) التّنبيه إلى سرقة كتب ابن الجزّار وانتحال "علماء"؟؟ أوروبيين لها و تلك الطّامة الكبرى وأبرزهم السّارق المحترف والمجرم الوقح قسطنطين الإفريقي ( اتنحل أربعة كتب بأكملها لابن الجزّار[ راجع المقطع الّذي تحدّثنا فيه عن ذاك القسطنطين...وسرقاته الشهيرة].ولكن فُضح ذاك الآفك في القرن التّاسع عشر من طرف المستشرق الفرنسي شارل دارنبرغ و"أُعيد الحقّ إلى أصحابه".
5) التّنبه إلى أهميّة المخطوطات وخطر التّفريط فيها لأنّ في اختفاءها محو لتاريخ أمّة و من منّا لا يتــــــــذكّر حادثة حرق مكتـــــــبة الإسكندرية قديما وحادثة سرقة المتحف العراقي ليست عنّا ببعيدة... والأمر واضح...
6) إثبات أهميّة التّراث العربي الإسلامي في الطّب.
7) الرّد على الأصوات النّاعقة من هنا وهناك ( ومن بينهم من هم من أبناء جلدتنا ) الّذين يرون في العرب والمسلمين مجرّد نقلة ومقتبسين ;وينكرون عليهم أي سبق أوإي إبداع في أي مجال من المجالات.
8) الإشارة إلى معاناة التّّراث العلمي العربي الإسلامي من تقصير المحققين العرب فلا نجد على السّاحة الفكريّة إلاّ فئة قليلة من الباحثين المختصين -فعلا- في مجال تاريخ العلوم العربيّة الإسلاميّة, ونذكر من أهمّهم د.فؤاد سزكين ود.رشدي راشد...إلخ.
9) التّشجيع على قراءة تراثنا العلمي و التّفكّر في أهم ما جاء فيه. ويحبّذا أن يكون إقبالنا على قراءة تراثناالعلمي كإقبالنا على قراءة تراثنا الأدبي والدّيني.
هذا ما أردت أن أصل إليه في نهاية المطاف.