البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : أحجية    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 ياسين الشيخ سليمان 
3 - يونيو - 2008


 

أحجية  

ياسين الشيخ سليمان

يـا  أخـا الـعربْ زانـك iiالأدبْ
أنـت  فـي iiالورى ذو الـحِجى iiالأرِب
هـاكَ iiأحـجـيَـهْ حِـيـنُـهـا iiوجب
مــا  iiحـديـقـةٌ أمـرُهـا  iiعـجب
كـل  iiطـيـرهـا هـدَّهُ  iiالـتـعـب
مـا بَـقـى لـهـا غـيـرُ مـن iiنعَب
مـاءُ  نـبـعِـهـا شـحَّ أو iiنـضـب
زهــرُهـا  iiبـدا غـالـه  iiالـشَّجَب
تــربُـهـا iiغـدا نـاشـفَ  iiالـرَّبَب
صـار  iiعـودُهـا كـومـة iiًحـطـب
شـمـسـها  iiخبت بـدرُهـا  iiشـحب
مـالَ  iiنـجـمـها صـوبَ  iiمُـغتَرَب
لا iiيــرودُهـا مـن  بـه iiطـرب
أو iiيــرومُــهـا مـغـرمُ iiالـلَـعِب
لا  تــرى iiلـهـا زيـنـة ً iiتُـحَـبّ
كـل خَـضْـرهـا لـونـه  iiانـقـلب
مِـن  iiيَـبـوسِـها تُـجـتنى  iiالرُّطب
مـن  أولـي iiالنهى أمـرُهـا iiيُـحَـبّْ
يـزدهـي  iiبـهـا كـل  iiمُـنـتـجَب
مــغـرمٌ  iiرثـى أمـسَـها  iiالخصِب
إن  صَــبـا iiلـه صُـدَّ  لـم iiيُـجَبْ
مــا  iiأظـنـهـا لـلـفـتـى  iiأرَبْ
إن يـبِـتْ iiبـهـا مــا لـه iiهـرب
هـل  iiدريـتـهـا يـا  أخـا iiالعرب؟
******
لـيـت يـا iiصِـبا مـنـك iiمُـقـتَرَب
لـو تـعـد iiلـنـا غـايـةُ iiالـطـلب
أيــن iiعـودة مـنـك iiتُـرتقب؟!
ويـح  iiقـلـبِـنـا نـبـضُـه وجـب
مـرة خـبـا مــرة iiوثـب
يــسـتـثـيـره ذكـر مـن iiذهـب
دمـعـه  iiهـمـى مـثـل  دمع iiصبّْ
كــلــمـا iiبـدا طـيـفُ من iiغرَب
إن يــكــن لـه بـالـهـدى  رغَب
فـلـيـعُـد  iiإلـى واحـة  iiالـنّـجُب
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
فك الأحجية    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
فك الأحجية:
لا فض فوك يا أستاذ ياسين الشيخ سليمان:
*أعدتنا إلى غرض شعري تراثي جميل -في نظري- يجذب المتلقي ويحرك العقل، وهو فن الألغاز والأحاجي...وإن رفضه بعض الباحثين الذين يريدون أن يجعلوا الشعر في برج عاجي، بحيث يكون أدب النخبة والصفوة، وأن يكون في الذاتيات فقط!!!
*أحييتَ شكلاً شعريًّا جديدًا وُجد عند أمير الشعراء في قوله:
مال واحتجب   وادعى الغضب
ليت هاجري   يشرح السبب
عتبه رضا     ليته عتب
المتكون من النسق التفعيلي(فاعلن/فعو).
وقد نال منه شاعر النيل حافظ إبراهيم فقال ساخرًا:
شال وانخبط    وادعى العبط
ليت هاجرى     يـبلع الزلـط
عتبه شجى       حبـه غـلط
كلما مشى        خطوةً سقط
إن أمره       فى الهوى شطط!!!!
لكني أراه قالبًا لذيذًا، له أغراضه التي تناسبه، ومنها غرض الأحجيةْ!!!
أما عن فك الأحجية فإنني أقول:إنها لغتنا العربية الفصحى. 
والدليل المطلعُ:
يـا  أخـا الـعربْ زانـك iiالأدبْ
أنـت  فـي iiالورى ذو الـحِجى iiالأرِب
ثم رثاءُ شاعرنا لواقعها، وبيان موقف المتغربين منها، ثم موقف الأصلاء.
....
ويبقى المعنى في بطن الشاعر:قلبه/عقله/مخيلته!!!
 
 
 
*صبري أبوحسين
3 - يونيو - 2008
واقع العرب    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
يـا أخا iiالأدبْ زانـه iiالحسبْ
مِـن iiبـيـانه تجتنى  الرطب
وانــتـقـادُه حـلـة iiالذهب
قـد سألتَ iiعن قـصة  iiعجب
فـي  iiقـصيدة تـشبه iiالخطب
عبرت  عن ال سخط والغضب
لا  iiأظـنـهـا كـرمة  iiالعنب
لا ولا iiالـصبا نـهره  iiنضب
إنـهـا iiالـذي هـدّه  الـتعب
والـذي iiعـلى رأسـه  iiانقلب
والـذي  غـدا مـسرح iiاللعب
والـفتى  الفتى منه  في iiنصب
نـصب  iiعينه أيـنـما  ذهب
كـلـنـا iiعلى نـاره iiحـطب
لـيـت أنـني أعرف  iiالسبب
هـكـذا  iiلـنا شـاءت iiالنوب
رب  قـاصـد غـير ما iiكتب
قـل  iiلـشيخنا عـنـدنا iiطلب
هل  سألت iiعن واقـع  iiالعرب
*زهير
3 - يونيو - 2008
اعتذار    كن أول من يقيّم
 
أستاذيّ الفاضلين الكريمين،الدكتور صبري،والأستاذ زهير،
أعتذر لحضرتكما عما تأخرت به من التعقيب ، ذلك لأنني الآن على سفر ، وسوف أعاود الكتابة قريبا،عند العودة إلى المنزل بإذن الله تعالى .
*ياسين الشيخ سليمان
5 - يونيو - 2008
حول     كن أول من يقيّم
 
 
حضرة الدكتور الفاضل ، أستاذنا صبري أبو حسين ، حفظه الله ورعاه ،
شاكرا لحضرتكم تعقيبكم الذي ينم عن الذكاء وسعة الاطلاع ، أتقدم بما يلي راجيا أن يجد ما أتقدم به قبولا عند حضرتكم الكريمة :
إنني من المغرمين بشدة بالأوزان الشعرية العربية الأصيلة ، خاصة تلك المنبثقة من بحور الشعر العربي المعروفة ، فهذه الأوزان لا بد وان تكون قد بزغت مع بزوغ شمس اللغة وأوزان ألفاظها وأجراسها الموسيقية ، وسارت في سيرها معها حتى وصلت إلى قمة النضوج الإيقاعي الجميل . وعلى هذا ، فإن الأوزان المخترعة التي حاول مخترعوها أن يذيعوها بين الناس ، لم تلق الرواج الذي لقيته أوزان البحور الخليلية ، رغم أن بعضها مشتق حسابيا من دوائر الخليل نفسها .
و إن الوزن الذي نظم عليه أمير الشعراء ، وتفضلت حضرتك بذكره ، قصيدته " مال واحتجب " ، والتي قلدته أنا في نفس وزنها وقافيتها ورويها ، لهو وزن جميل حقا ، وله ، كما تفضلت ، أغراضه التي تناسبه ، ومنها غرض الأحجية ، وإن رفضه بعض الباحثين الذين يرون في الشعر وجوب أن يكون ذاتيا ، فهناك من يعارضهم في ذلك ، وفي معنى الذاتية وغير الذاتية . وبما أننا لا يحرم علينا إحياء ما اقترب أن يندرس من الأوزان الشعرية ، ولو من باب الذكريات الجميلة على الأقل ، فإننا نشبه في ذلك من ما زال يتغنى بألوان الغناء الشعبي كما هي على حالها القديم ، ويعجب غالب الناس تغنيه . ولن يكون مصيبا من ينعى على الناس البوح بما يحبونه من تراثهم الأصيل بحجة عدم صلاحيته لعصرنا الحاضر ، في الوقت الذي نرى فيه الأمم الأخرى تعتز بتراثها أيما اعتزاز ، وتفخر به أيما فخر ، خصوصا  ما كان منه في الآداب والفنون بعامة .
ونحن من الذين لا ينكرون التجديد المنضبط بالقواعد والأصول . وكلنا نعلم أن التجديد في الشعر ، في لغته وأغراضه ، لن يكون مرفوضا ما دام  يمس نفوس قارئيه وسامعيه ، فيصيب منها ما تنفعل به وتتفاعل معه قلوبها بصدق وعفوية ، ولكن ، هل هذا التجديد في الشعر ، والذي تخلى عن الأوزان الشعرية التي نبعت من معين اللغة وأوزان ألفاظها ، ومن دقة معانيها وصوابها ، هو تجديد سليم البنية حقا؟!هذا التجديد ، لن نكون مجبرين على تفضيله على البنية الشعرية الموروثة من ناحية الوزن على أقل تقدير .
إنني أتحدث إلى دكتور شاعر لبيب ، وأديب ناقد أريب ، وحديثي معروف لديه ، وله خبرته في ما هو معقول منه او غير معقول ، وما هو صائب او غير صائب ؛ ولكنني لا أهدف من وراءه إلا الفائدة لنفسي قبل غيري ، ولهذا أتحدث به .
أما الشاعر الشهير حافظ إبراهيم ، فإنه من الممكن أن تكون سخريته بقصيدة أمير الشعراء ووزنها ، مدفوعة بالمماحكة والجدل بين شاعرين قديرين من جيل واحد بينهما فارق المكانة الاجتماعية ، وفارق الظروف الحياتية الأخرى ، إضافة إلى ندرة الوزن على ما يبدو . ولكننا نعلم أن أمير الشعراء كان يجيد نظم المعاني وفقا لما يناسبها من أوزان ، ولم يكن يتقبل القول بأن وزن بحر الرجز ، مثلا ، ليس من أوزان الشعر المعتبرة ، وأنه سهل الركوب على الشعراء من جهة وزنه كما يسهل ركوب الحمير الصابرة المطيعة ؛ وإنما كان يعتبر الشعر الجيد بمعانيه المناسبة للوزن المناسب من أوزان البحور . فالكأس عنده لا تقوّم ما فيها من جودة الشراب ؛ وإنما الشراب الجيد هو الذي يهب نفسه المذاق الطيب ، وهو بذلك يرى خلاف رأي أولئك الذين قالوا عن الرجز ما قالوا ، فيقول :
يرون رأيا وأرى خلافه فالكأس لا تقوم iiالسلافة
أما الأحجية التي تقدمتُ بها ، فقد كان الأجمل بي ، لو كنت ذكيا ، أن يكون جوابها " اللغة العربية " كما تفضلت ، وكيف كانت ثم ما آل إليه حالها ، أو " واقع العرب المعاصرين " كما تفضل أستاذنا زهير ، ولكنني آسف على ما فاتني من نباهتك يا أستاذنا الدكتور صبري ، ومن نباهة أستاذنا زهير ، فعنيت بالحديقة اليابسة ، التي تجتنى الرطب من يبوسها  ، الشيخوخة التي ولت أيام صباها ، ولكنها مترعة بالحكمة وجودة الفهم .
تحياتي ومودتي لشخصكم الكريم .
 
*ياسين الشيخ سليمان
6 - يونيو - 2008
أحجية     كن أول من يقيّم
 
أستاذنا الفاضل زهير ظاظا ،
أحييكم أطيب تحية قبل أن أعقب على ما تفضلتم به :
صدقني أنني لا أقصد المبالغة في مدح تمكنم الشعري ؛ وإنما أصرح بأن هذا التمكن لم يكن ناتجا عن المراس في معرفة أوزان الشعر ومن ثم النظم عليها فحسب ، بل إن ذلك ملكة شعرية حباكم الله تعالى بها ، وكأنكم ولدتم وأوزان الشعر ، وموسيقى اللغة عموما ، ولدت معكم ، لتكون لكم توأما مماثلا . أقول هذا بصدق ، وما دلني عليه إلا سرعتكم وحضور بديهتكم في نظم الشعر ، بسهولة واقتدار ، نظما دقيق المعنى صادق الإحساس . ومما يدل على سلامة ما أقول هو أنكم تمكنتم مثلا ، من إيجاد طريقة يغنى بها إيقاع بحر المديد . ، وهذا التمكن إن دل على شيء فإنما يدل على سلامة السليقة الموسيقية ، وأنها موهبة لديكم . ويشهد بذلك أيضا ما امتاز به السوريون  عن أهل بلاد الشام من تذوق سليم للموسيقى ، والحكم على أداء الغناء بالجودة أو عدمها . وقد ذكرني بذلك ما قرأته مرة عن عبد الوهاب حين زار مدينة حلب أيام شبابه ليغني هناك ، وكان الحضور عددا قليلا من الناس المتذوقين الذين حكموا على مقدرته بأنها ممتازة فأجازوها .. وفي اليوم التالي كانت قاعة مسرح الغناء الذي سوف يغني فيها عبد الوهاب ، تغص بآلاف الناس الذين وثقوا من دقة حكم أولئك القلة من (السّميعة ) . وأبعد من ذلك ما قيل عن عبد الوهاب نفسه حينما سأل الشيخ علي الدرويش إن كان لديه موشح من مقام ( سيكاه ) ليسمعه منه ، على اعتبار أن الموشحات على هذا المقام تعد نادرة ، وأجابه الشيخ بالإيجاب ، إلا أنه أجل تلبية رغبة عبد الوهاب إلى حين المساء ، حيث إن هذا المقام له ما يناسبه من الوقت الذي يؤدى فيه .
ولقد قلت ما قلت عن الشعر والموسيقى وتمكنكم منهما لأدلل على أن أوزان البحور الشعرية لا غنى عنها لكل شاعر ، إذ إنها طبيعة في الناس طبعوا عليها .
وإن ما تفضلتم بنظمه من معان ردا على " أحجية " دل على معرفتكم ما قصدتـُه من وراءها ، ولكنكم وجهتموني نحو الأفضل .. ولو أنني سألت عن واقع العرب لكان خيرا لي . فما وراء الأحجية يجب أن يكون موضوعا ذا بال ، ويهم الأمة جميعا . ولكن ما دفعني إلى الاهتمام بالصبا والشيخوخة غير بعيد عما تفضلتم به ، فهي عواطف مشبوبة يزيدها التهابا ذكريات جميلة تذكرني دائما بمن رحلوا من الأحباب ، وليس تباكيا على أيام الصبا نفسها بما فيها من صحة وعافية ، وبما فيها من لذة الاستمتاع بمباهج الحياة .. وكوني فلسطينيا على وجه الخصوص ،  وعربيا مسلما على وجه العموم ، لا اذكر أنني كنت في صباي وشبابي  ممن تلذ لهم الحياة كثيرا كوني من مواليد بداية النكبة ، وقد شاهدت آثارها المؤلمة طفلا ، ولمست ما نتج عنها من مآس شابا ثم شيخا. ويكفي أنني ما زلت أذكر من لجؤوا إلينا بعد ان شرّدوا من ديارهم ، ولم يكن معظمهم يملك ولو قليلا من المال يسد به أفواه أطفاله الجياع ... وكنا نحن الذين استقبلنا اللاجئين على حال من الفاقة والعوز لا تمكننا من القيام بمعونتهم إلا قليلا . ولن أطيل عليكم أكثر مما أطلت ، فمثلكم لا تخفى عليه الحال التي ذكرت ، وما ذكرت عنها إلا أقل القليل .
دمتم في رعاية الله تعالى .
 
*ياسين الشيخ سليمان
6 - يونيو - 2008
يحيا التجديد    كن أول من يقيّم
 
يحيا التجديد
 
شيخي ياسين:
يحيا التجديد الشعر المنضبط شكلاً ومضمونًا، ويموت الجامدون المنغلقون المتشددون...
هذا ما تقوله رائعتُك (أحجية)، وما تنطق به صورتك الشخصية: ثبات، جمال، عمق، خضرمة...
لقد أحسن الأستاذ زهير إذا قرن هذه القصيدة بصورتك الشخصية، فهي خير معين على حل اللغز!!!
قصيدتك أحيت الشكل الشَّوقيَّ، والغرض المملوكي العثماني، وأماتت السخرية الحافظية، التي ما أوردتُها في تعليقي إلا حبًّا في الطرافة والإمتاع، وليس -معاذ الله- النيل من تجديدك.
مع خالص تقديري
*صبري أبوحسين
8 - يونيو - 2008