البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : تحقيق حول مولد الجاحظ ؟    كن أول من يقيّم
 زهير 
28 - مايو - 2008
أدعو الأخوة المحققين الأكارم للمشاركة في إماطة اللثام عن حقيقة هذا النص الغريب، وما يترتب عليه إذا كان صحيحا:
قال ياقوت في معجم الأدباء (نشرة الوراق ص 717)
(قال الجاحظ: أنا أسن من أبي نواس بسنة، ولدت في أول سنة خمسين ومائة وولد في آخرها. مات الجاحظ سنة خمس وخمسين ومائتين في خلافة المعتز وقد جاوز التسعين)
قلت انا زهير:
حسبتُ أن يكون هناك خطأ مطبعي في نشرة الوراق، فرجعت إلى نشرة الدكتور عمر فاروق الطباع فرأيت النص نفسه موجودا في نشرة الدكتور، وقد اكتفى بالتعليق على قول الجاحظ ولدت في أول سنة خمسين ومائة  بقوله: (الموافقة سنة 767م) مع أن المعروف والمتداول في كل كتب التراجم أن  مولد الجاحظ  عام 163هـ وأن مولد أبي نواس عام 146، فرجعت إلى نشرة المرحوم إحسان عباس عسى أن يكون قد أدلى بدلوه في هذه المشكلة، فرأيته لم ينتبه إلى  شذوذ هذه المعلومة، واكتفى بالتعليق على عبارة (وقد جاوز التسعين) بقوله: قال المرزباني وقد ناطح المائة.
وأنقل هنا مولد ووفاة الجاحظ كما وردا في بعض المصادر:
فهما في الأعلام للزركلي : (163-255ه) (780-869م)  
وقال المرزباني في نور القبس: مات الجاحظ سنة خمسٍ وخمسين ومائتين وقد ناطح المائة
وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: (أخبرني الصيمري حدثنا المرزباني حدثني أحمد بن يزيد بن محمد المهلبي عن أبيه قال: قال لي المعتز بالله: يا يزيد ورد الخبر بموت الجاحظ فقلت لأمير المؤمنين: طول البقاء ودوام العز قال: وذلك في سنة خمس وخمسين ومائتين قال المعتز: لقد كنت أحب أن أشخصه إلى وأن يقيم عندي فقلت له: إنه كان قبل موته عطلاً بالفالج .....وقرأت في كتاب عمر بن محمد بن الحسن البصير عن محمد بن يحيى الصولي قال: مات الجاحظ في المحرم سنة خمس وخمسين ومائتين).
فما قولكم دام فضلكم
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
؟    كن أول من يقيّم
 
وقد ذكر حسن السندوبي الذي حقق كتاب البيان والتبيين للجاحظ إن ولادته كانت حوالي سنة 159 . ولم يذكر مصدرا محددا بل أحال الى جملة من كتب التراث. أما سنة وفاته فلم يختلفوا في شأنها والحمد لله! ولعل قول الجاحظ هذه المرة- وهو المجروح في شهادته عند الكثير من العامة والخاصة- أقرب الى القبول والتصديق لكن إن صدق ياقوت!
صادق السعدي
28 - مايو - 2008
الشك وارد على هذه المقولة    كن أول من يقيّم
 
هذه المقولة التي ذكرها ياقوت الحموي ونسبها للجاحظ مشكوك فيها وهي قوله :( أنا أسن من أبي نواس ولدت سنة 150 هـ ... الخ ) والتي لم يذكرها إلا صاحب معجم الأدباء بالإضافة أن هناك مقولة يذكرها الجماز محمد بن عبد الله (وهو صديق الجاحظ ، وأبو نواس ) حيث يقول في ( تاريخ بغداد ج3 / 124 ):
( وكان يقول أنه أكبر سناً من أبي نواس ) ولذا أجد أن نسبة هذه المقولة إلى الجماز أقرب منها إلى الجاحظ.
في كتاب أبو عثمان الجاحظ للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي حيث يربط خفاجي بين ولادة الجاحظ في هذه السنة ( 150 هـ ) وما يرويه صاحب معجم الأدباء ( ج16/ ص113 ) من أن المبرد قد زاره وهو مريض فقال له الجاحظ : أنا من جانبي الأيسر مفلوج فلو قرض بالمقاريض ما علمت ، ومن جانبي الأيمن منقرس فلو مر بي الذباب لألمت ، وبي حصاة لا ينسرح لي البول معها وأشد علي ست وتسعون سنة ( أضاف 96 التي ذكرها الجاحظ على عمره 150 سنه = 246 هـ.
وحتى هذه الرواية التي أخذها خفاجي عن صاحب معجم الأدباء وذكره لـ 96 سنة ، يذكر أيضاً صاحب كتاب تاريخ بغداد ( الخطيب البغدادي ) ج12 / 219 وعن المبرد نفس تلك القصة وإن أختلف في تحديد السنة فقد ذكر أنه كان في التسعين ..
ويعني هذا أن الرواية مضطربة ولا يمكن الاعتماد عليها .
ويقول صاحب كتاب تاريخ بغداد ( الخطيب البغدادي ) ج12 / 219 عن المبرد :
( قال دخلت على الجاحظ في آخر أيامه وهو عليل فقلت له كيف أنت ؟ فقال كيف يكون من نصفه مفلوج ولو نشر بالمناشير ما حس به ، ونصفه الآخر منقرس لو طار الذباب بقربه لآلمه ، والآفة في جميع هذا أني قد جزت التسعين ) وهذه الرواية شبيه جداً بما ذكره ابن خلكان وإن كان أبدل السادسة والتسعين بالتسعين ، وقد يعني هذا أن الجاحظ قد أصيب بالفالج والنقرس قبل سنة 250 هـ !
 
ويذكر ياقوت الحموي في معجم الأدباء ( جزء 16 / ص104 ) :
( وحكى أبو علي القالي عن أبي معاذ عبدان الخولي المتطبب قال : دخلنا يوما بسر من رأى على عمرو ابن بحر الجاحظ نعوده وقد فلج فلما أخذنا مجالسنا أتى رسل المتوكل إليه فقال أي الجاحظ ) : وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل ؟ ثم أقبل علينا وقال : ما تقولون في رجل له شقان أحدهما لو غرز بالمسال ما أحس والشق الأخر يمر به الذباب فيغوث ( أي يصيح ) وأكثر ما أشكوه الثمانون )
لقد كثر تشكي الجاحظ من عمره مع اختلاف هذا في تشكيه في العمر فمرة يتشكى من 96 سنة ومرة 90 سنة ومرة 80 سنة ، ؟!
وقد ذكر المسعودي ( ج4 / ص196 ) :
( وحدث يموت بن المزرع – وكان الجاحظ خاله – قال دخل إلى خالي اناس من البصرة من أصدقائه في العلة التي مات فيها فسألوه عن حاله ، فقال : عليل من مكانين ، من الأسقام والدين ن ثم قال : أنا في هذه العلة المتناقضة التي يتخوف من بعضها التلف وأعظمها نيف وسبعون ( ؟ ) سنة ، يعني عمره ) [ تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، ويبدو لي أنه ليست بالسبعين وإنما التسعين ].
أما وفاة الجاحظ بسبب سقوط الكتب عليه فلم تذكر إلا في المصادر الحديثة  :
 فكتاب وفيات الأعيان وهو من أهم كتب التراجم لم يذكر هذه القصة ، وكذلك كتاب معجم الأدباء لياقوت الحموي الذي أخذ جميع معلوماته أو معظمها من كتاب ( تقريظ الجاحظ ) لأبو حيان التوحيدي وكذلك كتاب تاريخ بغداد وهي من أهم المصادر في تراجم الأدب العربي كلهم لم يذكر أن وفاة الجاحظ بسبب سقوط الكتب عليه.
وكنت اعتقد أن هذه القصة مختلقة لكن أطلعت في كتاب أبو عثمان الجاحظ للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي قوله :
( وفي أمسية من أمسيات شهر المحرم كان جالساً ( أي الجاحظ ) في حجرة كتبه ومطالعته العزيزة عليه ، الحفي بها ، فانهالت عليه أكداس الكتب فقضت عليه ) ( 35 ) وفي هامش هذا الكتاب وفي صفحة 259 ذكر المصدر ( مروج الذهب ) المجلد الثاني صفحة 122 ولكن المذهل هو عدم وجود ذكر للجاحظ في هذه الصفحة أبداً .
إلا أن خفاجي الذي استقى من شذرات الذهب للعماد ذكر هذا في الهامش وقد وجدت هذا أيضاً في مقدمة تحقيق عبد السلام هارون يقول هارون :
( وللجاحظ في صدر الجزء الأول من الحيوان ، نعت للكتب يقع منه الدليل على ما ملأ الله به صدر هذا الرجل من إيمان بما للعلم والكتاب من شرف وجاه وما للتفهم والقراءة من مكان عال ومنزل كريم .
والعجب أن تلك الأسفار التي عنى بها صاحبنا لم تبرَّ به ولم تبادله الوفاء فغدرت به : ( وكان موته بسقوط مجلدات العلم عليه ) [ وفي الهامش المصدر شذرات الذهب ( 2 : 122 ).
كما ذكر الزركلي هذه القصة في كتابه ( الأعلام ).
*محمد
28 - مايو - 2008
شكر و(سوسو)    كن أول من يقيّم
 
 
 
شكرا للأخوة الذين لبوا دعوتي للمشاركة في تحقيق هذه النص الشائك: الأستاذ الشاعر صادق السعدي والدكتور محمد كالو وأما الدكتور مروان فكنت مشغولا بصورة حفيدته سوسو طوال ساعتين وكانت النتيجة، قصيدة (صورة سوسو)
سوسو الملاك العروسُ إن الـحـيـاة دروسُ
وأنـت أجـمل iiدرس تـعـلـم  iiالمحروس
كـأن  جـدك iiطـفلا عـلـى صباك iiلبوس
مــرآتــه وهـواه وظـلـه  iiالـملموس
وفـي الـزمان iiجدود أهـلـة  وشـمـوس
وفـيـه  غال iiوأغلى تـعـلـقـتها النفوس
سـألـت جـدك عنها فـقال  صورة iiسوسو
 
*زهير
28 - مايو - 2008
جزاك الله خيرا ، وأحسن إليك    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
جَزاكَ اللَهُ عَن حُسنـاكَ خَيـراًوَكانَ لَكَ المُهَيمِـنُ خَيـرَ راعِ
فَقَد قَصَّرتَ بِالإِحسـانِ لَفظـيكَما طَوَّلـتَ بِالإِنعـامِ  باعـي
فَشُكري حُسنَ صُنعِكَ في اِتِّصالٍوَخَطوي نَحوَ رَبعِكَ في  اِنقِطاعِ
وَقافِيَةٍ شَبيهِ الشَمـسِ  حُسنـاًتَـرَدَّدُ بَيـنَ كَفّـي  وَاليَـراعِ
لَها فَضلٌ عَلى غُـرَرِ القَوافـيكَما فَضلُ البِقاعِ عَلـى البِقـاعِ
فَدُمتَ وَلا بَرِحتَ مَدى اللَيالـيسَعيـدَ الجَـدِّ ذا أَمـرٍ مُطـاعِ
 
أخي الحبيب الشاعر الأديب زهير
أنت لاتدع للمجد غاية ، إلا سبقت إليها
ولا مكرمة إلا فعلتها ، وزدت عليها
لاعدمتك شاعرا مبدعا
وأخا كريما سخيا
بالعهد وفيا
وشكرا لك
 
 
 
 
 
*الدكتور مروان
28 - مايو - 2008
(ولذا أجد أن نسبة هذه المقولة إلى الجماز أقرب منها إلى الجاحظ)    كن أول من يقيّم
 
 
إنني أجد ماتفضل به أخي الكريم المحقق الدكتور محمد كالو ؛ هو أقرب للصحة والصواب :
 
(ولذا أجد أن نسبة هذه المقولة إلى الجماز أقرب منها إلى الجاحظ)
 
 
ولعلّ في قول المرزباني ، في كتابه : معجم الشعراء ، مايؤكد ذلك ، ويوضحه ، وأظن ياقوت الحمويّ ناقلا عنه :

( الجماز واسمه محمد بن عمرو بن حماد بن عطاء بن يسار. وقيل ابن ياسر مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
 
وقيل هو محمد بن عبد الله بن عمرو بن حماد يكنى أبا عبد الله.
وسلم بن عمرو الخاسر الشاعر عم الجماز وقيل هو ابن خالة سلم وهو بصري صاحب مقطعات ولم يكن له إطالة وكان ماجناً خبيث اللسان وكان يقول :
إنه أكبر سناً من أبي نواس .. ) .

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
*الدكتور مروان
28 - مايو - 2008
خبر غريب ولعل فيه تصحيفا !!!    كن أول من يقيّم
 
في الحقيقة شغلتني من زمن بعيد قضية حياة الشاعر أبي نواس ؛ لارتباطها الوثيق بحياة الخليفة العباسي العادل المفترى عليه هارون الرشيد !!
ووجدت من ترجم لأبي نواس قد جعل ولاته مابين 136 ـ 146 هـ !!!؟
وهي شهادات من أقرب المقربين إليه ، ولننظر إلى ماجاء في تاريخ دمشق الكبير ؛ لابن عساكر 13 / 463 ـ 464 :
( قال وأخبرني احمد بن عبد الواحد نا عبيد الله بن عثمان نا الحكيمي نا ميمون بن هارون بن مخلد بن ابان الكاتب قال قال محمد بن حفص الفأفاء مولى جعفر بن سليمان وقطن بن كبير النهشلي وأبو يعقوب العنبري ومحمد بن الحسين الأنصاري سلف أبي نواس أنه ولد يعني أبا نواس في سنة خمس وأربعين ومائة ومات سنة ست وتسعين ومائة .
وقال أبو هفان حدثني محمد بن حرب بن خلف بن مهزم وهو عم أبي هفان
وأخبرنا سليمان سخطة والبربري والجماز البصريون ويوسف بن الداية وعلي بن أبي خلصة وأبو دعامة البغذاذيون أن أبا نواس ولد بالاهواز بالقرب من الجبل المقطوع سنة ست وثلاثين ومائة .
ومات ببغداد في سنة خمس وتسعين ومائة وكان عمره تسعا وخمسين سنة ودفن في مقابر الشونيز في تل اليهود .
ذكر أحمد بن كامل القاضي قال وفي سنة خمس وتسعين مات الحسن بن هانىء الشاعر الماجن الخليع وبلغ خمسا وخمسين سنة كان مولده بالأهواز سنة أربعين ومائة وكان أبوه من أهل دمشق من الجند من رجال مروان بن محمد فصار إلى الاهواز فتزوج امرأة من أهلها يقال لها جلبان فولدت له أبا نواس وأخاه أبا معاذ ثم صار أبو نواس إلى البصرة فتأدب في مسجدها ولزم خلفاالأحمر وصحب يونس بن حبيب الجرمي النحوي
*الدكتور مروان
28 - مايو - 2008
كان الله في عون محققي النصوص    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أستاذنا زهير ، وكذلك أساتذتنا المشاركين،
لما اطلعت اليوم على ما تفضل به أستاذي زهير حول ما ورد في " معجم الأدباء " عن الجاحظ ، ومع أنني لست محققا محترفا ولا خبيرا ، فقد تملكني حب المعرفة ، واجتاحتني الرغبة باستجلاء الغموض ، مثلما يتملك ذلك جميع محبي التراث العربي . وكنت قد بدأت بإعداد مشاركتي عن وفاة الجاحظ ووفاة أبي نواس قبل أن يتقدم أي من الإخوة الأساتذة بمشاركاتهم القيمة التي أفدت منها كثيرا . ولكنني ، وبالرغم من كل ما أفدته ، بقيت مصرا على استكمال البحث من المصادر المتيسرة لدي ، والتي لا تعدو أن تكون قرصا مدمجا فيه الكثير من كتب التراث مما اعرف ومما لا اعرف ، وقرص الموسوعة الشعرية وما فيه من كتب ، هذا ، غير الشبكة العنكبوتية نفسها . وكنت أعرف مسبقا أن وفاة الجاحظ كانت في سنة 250 وفقا لما نقله صاحب " شذرات الذهب " ، وأن هذا الصاحب نفسه قال عن وفاة الجاحظ أيضا : ( وقيل سنة خمس وخمسين ) مما كان قد جعلني أظن أن سنة 250 هي الأقرب إلى الحقيقة . ولما تبين لي أن معظم المصادر تذكر سنة الوفاة بأنها 255 ،  بدأت أفكر وأبحث في مصدر هذه السنوات الخمس لأكتشف أن الجاحظ توفي في " البداية والنهاية " مرتين ، الفرق بينهما أيضا السنوات الخمس . وفي كتاب اسمه " مولد العلماء ووفياتهم " وجدت وفاة الجاحظ مثلما هي في " شذرات الذهب " . وعدت إلى  " معجم الأدباء " لياقوت ، فإذا به ينبئني بقصة المبرد مع الجاحظ ، وهي التالية :  ( وحدث المبرد قال: دخلت على الجاحظ في آخر أيامه فقلت له: كيف أنت؟ فقال: كيف يكون من نصفه مفلوج لو حز بالمناشير ما شعر به، ونصفه الآخر منقرس لو طار الذباب بقربه لآلمه، وأِد من ذلك ست وتسعون سنة أنا فيها، ثم أنشدنا:
أترجو أن تكون وأنت شيخ ... كما قد كنت أيام الشباب؟
لقد كذبتك نفسك ليس ثوب ... دريس كالجديد من الثياب )
وقد لفتت انتباهي هذه الجملة : ( وأِد من ذلك ست وتسعون سنة أنا فيها ) ، وأخص منها أولا ، كلمة ( وأِد ) التي ارتبت فيها ، واحتملت أنها خطأ جرت به يد الذي يحول النصوص إلى الكترونية ، ولكني لما وجدت الكسرة فيها تحت الألف بطريقة تبدو متعمدة ، ووجدت الكلمة نفسها في كتاب من كتب الموسوعة الشعرية ، والتي أظن أنها مصورة بنصها الأصلي المطبوع ، راحت مني الريبة من رسم الكلمة إلى معناها وشكل حركة حرف الدال فيها ، فقصدت معجم " المنجد في اللغة والأعلام " الذي كان بقربي أستنجد به ؛ لأجد : أدّه الويل دهاه ، وأدّه الأمر أثقله وعظم عليه ، وأدّ الرجل في الأرض ذهب ، والإدّ الأمر الفظيع . وهنا صفعت جبهتي بيدي لما تذكرت سورة مريم ، ومنها " لقد جئتم شيئا إدّا " ، وفهمت ساعتها معنى " وإدٌّ من ذلك " وأنه " وأثقل أو وأدهى من ذلك  " ، كل هذا ولا أجزم بما أقول ولا اقطع به  ، فما أجده على الشبكة  بدلا من  " وإد " أجد " وأشدّ " ، رغم ان هذه لم تقنعني كثيرا ، كما انني لست لغويا مطلعا كثيرا. أما السنوات الست والتسعون ، وأن الجاحظ قال عن تاريخ ولادته أنه في بداية سنة خمسين ومائة ، فإن إضافة * العددين إلى بعضهما تنتج لنا أن الوفاة كانت سنة ست وأربعين ومئتين ، وأين هذا من شبه الإجماع على أنها في خمس وخمسين؟! حتى معجم الأدباء نفسه يذكر أن الوفاة تمت في سنة خمس وخمسين ! وهذا يضطرنا إلى إعادة الحساب لنجد أن الجاحظ قد عمّر إلى ما يزيد على المئة بخمسة اعوام ، ولكن ذلك يبدو بعيدا عن التصديق إذا اعتمدنا الروايات التي تذكر أن الجاحظ لما توفي زاد عن التسعين لا عن المئة . لقد حرت بأي من الروايات اقتنع ، وداخلتني الشكوك أيما مداخلة ، في من كتبوا التواريخ وترجموا حيوات المشاهير ، وفي سهو النساخ وغفلتهم ، بل وفي ذمة من روى ومن كتب ، وفي تعصب الناس لمرويات دون أخرى ، وفي ، وفي... خاصة ، وأنا من الذين أصيبوا بوسواس اقترب أن يكون جنونا في تصديق كل ما أقرأ أو أسمع ، وان الحقيقة المطلقة في الأشياء من المحال أن تتفق عليها كل الأدمغة مهما بلغت أدواتها من دقة في القياس أو في الحساب ، ناهيك أن تتفق عليها القلوب التي في الصدور . وقد تحيرت في" معجم الأدباء " كيف يناقض نفسه بنفسه ، وكيف لم يبين لنا شكه فيما روى . هو يروي أن الجاحظ ذكر تاريخ مولده ، ثم يروي حديث المبرد مع الجاحظ في آخر أيامه كما قال المبرد ، والذي يناقض الرواية الأولى بوضوح تام ، فبأي رواية نأخذ ، وعلى أي تاريخ وفاة نعتمد ؟
 
يتبع...
*ياسين الشيخ سليمان
29 - مايو - 2008
تابع لما قبله    كن أول من يقيّم
 
وتناهبتني الظنون في الرواية التي وردت في " تاريخ بغداد " ، والتي يبين راويها أن الخليفة المعتز قد وصله نبأ وفاة الجاحظ ، ويبدو ذلك وكأنه وسيلة من ذلك الراوي يتوسل بها  إلى محاولة إقناع المرتابين في تاريخ وفاة الجاحظ ، متكلا على أن خلع المعتز من الخلافة أو (تخليه عنها ! ) تم في سنة 255 ، وأن  تواريخ حوادث علية القوم يسهل على الناس التأكد منها وتصديقها . ولكننا لن نؤمن للرواية وحدها من دون أدلة تسند ما روي أو كتب فتصدقه أو تكذبه . أما الكثير من الكتب التي ذكرت وفاة الجاحظ بأنها حدثت في 255 ، فما زادت على أن نقلت عن غيرها دون تمحيص ما نقلت . وبما أنني لا أعلم من هو أول من كتب عن الجاحظ ، وهل هو أبو حيان في " تقريظ الجاحظ " أم هو غير أبي حيان ، فخارت عزيمتي في البحث وقلت : مالي والجاحظ وأبا نواس  ، وأنا نفسي لا أعرف تاريخ مولدي على وجه الدقة؟! ثم تذكرت ما قيل في وفاة الجاحظ وكيف كانت ، وأنه انهالت على صدره الكتب فكتمت أنفاسه ، وتذكرت ما كانت عليه عيناه من الجحوظ الذي لا بد وأن ازداد من كثرة مبيته في دكاكين الوراقين ، يستأجرها ويمكث فيها ليله بعد نهاره ، وعلى ضوء مصباح يعمل على الزيت في الغالب ، وقلت في نفسي : تكاد عيناي تجحظان مثل عيني الجاحظ ، وتكاد أشعة شاشة الحاسوب أن تجعل عليهما غشاوة ، وأن تخترق صدري وقلبي فتنشيء فيه من العلل فوق ما فيه ، فآثرت السلامة على الندامة ، وعزمت على تأجيل الكتابة إلى اليوم التالي ، وهو هذا اليوم  ، وكان ما عزمت عليه .
وكنت خلال بحثي عن وفاة الجاحظ قد صادفني كتاب " الإتليدي " في الموسوعة الشعرية ، جزا الله كل من عمل على إخراجها خير الجزاء ، وعلمت انه هو من ذكر قصيدة " صفير البلبل " وأنها للأصمعي ، فخلطت بحثا ببحث ، فإذا بي لا أجد غير الإتليدي هذا من أحد ذكرها ، فعجبت ، فوق عجبي من أسلوب القصيدة وكلماتها ، من هذا الرجل كيف عرف أن تلك القصيدة  للأصمعي او لأي من معاصري الأصمعي او القريبين من عصره ، وبين الرجل وبين ذلك العصر ما يقرب من ألف سنة مما نعد ونحسب!! وليغفر لي الله ما اعتراني من ظنون وتخيلات وأنا أتخيل قائل القصيدة البلبلية تلك ، وهو (يشفط) من نارجيلة طولها ذراعان ، ويعب من دنّ طولها شبران .
بقي أن أقول : كان الله في عون من يشتغلون بالنصوص يحققونها ، ويتخذون منها حرفة يعتاشون منها ، ولو بلغ ما يتقاضونه بدل تعبهم فيها مهما بلغ من القيمة . وأقول كذلك إن ما أراح بالي وهدّأ من غليان خواطري هي صورة الطفلة البريئة ، حفظها الله ورعاها ، والقصيدتان الجميلتان الطيبتان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* وفقا لما ذكره ياقوت من حديث المبرد من ان الجاحظ كان في آخر ايامه لما قام هو بزيارته .
*ياسين الشيخ سليمان
29 - مايو - 2008
الجاحظ والجماز    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أساذنا الكبير ياسين الشيخ سليمان:
لكي لا انسى أفتتح مشاركتي بالعكس فألفت نظركم الكريم إلى أني كتبت قديما تحقيقا (لا بأس به) حول قصيدة (صوت صفير البلبل) في تعليق لي في دوحة الشعر، يمكنكم الوصول إليه عن طريق زاوية البحث، وكذلك كنت قد ذكرت ترجمة موجزة للجماز في كتابي المنشور في المجالس (مئات الدواوين العراقية الضائعة في العصر العباسي) وترجمة الجماز فيه رقم 46 .
والجماز كما ينقل المرزباني يتهم الشيعة بالافتراء عليه لكونه ناصبيا
وقد وزاد الطين بلة ان ابن الجوزي ترجم له في المنتظم في وفيات سنة (258هـ)
وحكى خبر موته قال: (أخبرنا عبد الرحمن قال: أنبأنا أحمد بن علي الخطيب أنبأنا علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، أنبأنا الصولي، أنبأنا عون بن محمد الكندي، أنبأنا عافية بن شبيب التيمي قال: كنا نكثر الحديث عن الجماز عند المتوكل، فأحب أن يراه، وكنت فيمن حمله، فلما دخل عليه لم يقع الموقع الذي أردناه فتعصبنا كلنا له، فقال له المتوكل: تكلم، فإني أريد أن أستبرئك. فقال الجماز: بحيضة أو بحيضتين? فضحك الجماعة فقال له الفتح: قد كلمت أمير المؤمنين فيك حتى ولاك جزيرة القرود، فقال له الجماز: ألست في السمع والطاعة أصلحك الله? فحصر الفتح وسكت وأمر له المتوكل بعشرة آلاف درهم فأخذها، فمات فرحاً بها)
ولكن نرى القصة قد تحرفت في كثير من المصادر لتصبح:( ثم قال له الفتح: قد ولاك أمير المؤمنين على الكلاب والقردة. قال: فاسمع لي وأطع، فأنت من رعيتي. فقال له: إذا وهب لك أمير المؤمنين جارية، فما تصنع بها ؟ فقال: أنا أعرف من نفسي ما تحتاج  والله
جارية إلا أن أقود عليها
. فضحك المتوكل، وأمر له بعشرة آلاف درهم، فمات فرحاً ولم يصل إلى البصرة)
 ومن الأخبار المقلوبة والتي لا تجد لها تفسيرا ما نقله ياقوت أيضا في ترجمة الجاحظ قال: 
 
وحدث يموت بن المزرع قال: هجا خالي أبو عثمان الجاحظ الجماز بأبيات منها:
نسب الجماز iiمقصو ر  إلـيـه iiمـنتهاه
تنتهي الأحساب بالنا س  ولا تـعدو iiقفاه
فكتب إليه الجماز:
يا  فتىً نفسه إلى iiال كـفـر  بالله iiتـائقه
لك في الفضل والتزه هـد  والنسك iiسابقه
 
ومن هجاء الجماز للجاحظ قوله:
قـال عمرو iiمفاخراً نحن قوم من العرب
قلت في طاعة iiلرب ك  أبليت ذا iiالنسب
وأما أبو الفرج فقال في الأغاني:
أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال: حدثنا العنزي، قال: حدثني إبراهيم بن عقبة اليشكري، قال: قال عبد الصمد بن المعذل، هجاني الجماز ببيتين سخيفين فسارا في أفواه الناس، حتى لم يبق خاصٌ ولا عامٌ إلا رواهما، وهما:
ابن المعذل من هو ومـن أبوه المعذل
سألت  وهبان iiعنه فقال  بيضٌ iiمحول
 
فقلت أنا فيه شعراً تركته يتحاجى فيه كل أحدٍ، فما رواه أحد ولا فكر فيه، وذلك لضعته، وهو قولي:
نـسـب الجماز مقصو ر إلـيـه iiمـنـتـهاه
يـتـراءى نـسب iiالنا س  فـمـا يخفى iiسواه
يـتحاجى في أبي iiالجم مـاز مـن هـو iiكاتباه
ليس يدري من أبو الجم مـاز  إلا مـن iiيـراه
 
*زهير
29 - مايو - 2008
عودة سوسو    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
أمـيـرتي iiسوسو مـضناك iiمحبوسُ
وأنـت مَـن iiأنتِ تــاجٌ iiودبـوس
والأمـر iiمـفروغ مـنـه  ومدروس
سـألـتـهم  قالوا سوسو على سوسو
بـالأمس iiشحرور والـيوم  iiطاووس
*زهير
6 - يونيو - 2008